20.1 C
عمّان
الأحد, 7 يوليو 2024, 8:19
صحيفة الأمم اليومية الشاملة

تجربة الأردن مع كورونا

اختلف تعامل الدول مع فيروس كورونا فبعضها اتبعت ما يسمى بسياسة مناعة القطيع مثل الولايات المتحدة الأمريكية وهذه السياسة تقوم على مبدأ يعيش من يعيش ويموت من يموت أي بمعنى البقاء للأفضل فكانت الإصابات والوفيات كبيرة ، في حين ان دول أخرى اتبعت سياسة الوقاية من خلال الإغلاق مثل الأردن حيث كانت الإصابات والوفيات قليلة في حين ان الخسائر كانت في الاقتصاد وقد اتبع الاردن سياسة الإغلاق بدلا من سياسية القطيع حفاظا على المواطنين وحياتهم وعلى اعتبار ان سياسية الدولة تقوم على مبدا هو المواطن اغلى ما نملك .
وقد نجح الأردن في التعامل مع فيروس كورونا واستطاع ان يحصر الفيروس ويمنع انتشاره بين مواطنيه ، بفعل السياسة الحكيمة للقيادة الممثلة بجلالة الملك والحكومة الأردنية التي تعاملت بحذر شديد مع الفيروس واتخذت الاحتياطات اللازمة لمنع انتشاره قبل ظهوره .
فالدولة الاردنية كانت من أوائل الدول التي أعلنت إغلاق مطاراتها وحدودها وتعطيل المؤسسات الرسمية والخاصة والمصانع والشركات والمدارس والجامعات ودور العبادة ومنعت التحرك وأوقفت حركة الجمهور لعدة أيام ثم سمحت بحركة جزئية وفتحت محال المواد التموينية من العاشرة حتى السادسة مساء .
وقد نالت تجربة الأردن إشادة كبيرة من قبل العديد من الدول خاصة الولايات المتحدة الأمريكية وايطاليا واسبانيا وهي اهم ثلاثة دول تفشى فيها الفيروس وقد أوردت العديد من وسائل الإعلام في هذه الدول إشادات كثيرة بتجربة الأردن ونادت باعتماد تجربة الأردن في التعامل مع الفيروس .
وعلى الرغم من ان الاجراءات التي اتخدتها الحكومة الاردنية منذ بداية الازمة واجهت ببعض الاعتراضات من قبل المواطنين على اعتبار انها اجراءات قاسية وشديدة الا ان المواطنين يظهرون الارتياح الكامل لهذه الاجراءات ويؤكدون انها الاجراءات التي كان من المفروض ان تتبع لتجنب عدد كبير من الاصابات بالمرض .
وما يميز التجربة الاردنية في التعامل مع المرض ان هناك تناغما شعبيا ورسميا في هذا المضمار فالكل مجمع على الطريقة الأردنية التي اصبح الكثير من اعلاميي وسياسي العالم يطالبون دولهم بانتهاجها وعلى اعتبار ان حياة المواطن اهم بكثير من بقاء الاقتصاد مفتوح .
ورغم ان التجربة الاردنية كانت قاسية على بعض الطبقات من عمال مياومة واصحاب المحلات الصغيرة ومحلات التجزئة الا ان الحكومة اتبعت اجراءات سريعة لتخفيف الوطأة على هذه القطاعات التي توقف مصدر دخلها خاصة ممن يعتمدون على دخلهم اليومي كمصدر رزق اساسي لهم حيث توسعت الحكومة بشكل كبير في تقديم المساعدات لهم من خلال طرود تموينية ومساعدات عاجلة قدمت للفئات المحتاجه كما قامت الحكومة فتح منصة لتقديم طلبات المساعدة لعمال المياومة متوقع ان يستفيد منها مئتي الف اسرة
ومما يؤكد نجاح تجربة الاغلاق بدلا من تجربة مناعة القطيع ان اعداد الوفيات في الدول المتقدمة التي لم تغلق اقتصادها خوفا من انتشار الفيروس قد اصبحت كبيرة و اصبحت مرعبة وتكبدت هذه الدول خسائر اكبر من تلك الدول التي اغلقت اقتصادها لفترة من الوقت ففي الولايات المتحدة التي تعتبر اكبر قوة اقتصادية على سطح الكوكب ظهرت أصوات تشيد بالتجربة الاردنية وتطالب الولايات التي لم ينتشر فيها المرض اتباع النموذج الاردني في عملية مكافحة الفيروس حيث تكبد الاردن خسائر اقتصادية كبيرة لكنه لم يتكبد خسائر في الأرواح مما يعزز الشعار التي رفعته الدولة الاردنية منذ تأسيسها وهو شعار الانسان اغلى ما نملك.
وكمواطن اردني فانني فخور بالتجربة الاردنية وبما قامت به القيادة الهاشمية وبالمتابعة الحثيثة لجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين الذي تابع قضية انتشار الفيروس منذ البداية واصدر التوجيهات للحكومة بالتعامل مع الموضوع بدرجة عالية من المهنية والحرفية حيث اعلنت الحكومة الطوارئ وأصدرت عددا من أوامر الدفاع المتتالية وقد اتبتث الحكومة قدرتها على التعامل مع هذه الازمة واتبتث المواطن الاردني انه مواطن ملتزم ومتقيد بالتعليمات والقوانين والأنظمة المعمول بها .

Share and Enjoy !

Shares