14.1 C
عمّان
الأحد, 24 نوفمبر 2024, 16:31
صحيفة الأمم اليومية الشاملة

التجربـة الكـوريــة

في خضم الجهود العالمية والوطنية للحد من انتشار فايروس الكورونا، ها نحن نرى الدول تتحول من سباق التسلح التقليدي الى سباق النصرعلى الفايروس. وربما من المفيد أن نطلع أيضا على التجارب العالمية للإفادة واخذ العبر والحكم منها.

وهنا نذكر أحد التجارب المثيرة للإهتمام ألا وهي كوريا الجنوبية، وكيف استطاعت التملص من كونها الثانية على مستوى العالم في معدلات الاصابة بفايروس كورونا لتصبح اليوم من أقل البلدان نسباً في الإصابة وبفترة زمنية قصيرة، وعلى رغم قربها من بؤرة المرض في الصين المجاورة.

فما هي تلك الاستراتيجية الناجعة التي اتبعتها كوريا في محاربتها للمرض واستطاعت بها تبسيط أو تسطيح منحنى الوباء الذي يتكلم عنه الجميع؟

لقد تمكنت كوريا من تطبيق استراتيجة ثلاثية الأبعاد في جهودها لمكافحة المرض وتعقبه، حيث طبقت في الركن الأول، فرض الحظر الجزئي وتقييد حركة الناس والتواصل المباشر فيما بينهم وتطبيق قاعدة التباعد الاجتماعي.

أما الركن التاني من الخطة، فتمثل باجراء أكبرعدد من الفحوصات للسكان للتأكد من خلوهم من المرض. ويقال أن الحكومة الكورية قد طلبت من جميع مصنعي مستلزمات الفحوصات الطبية، تطويرشرائح اختبارطبية لاكتشاف الفايروس بأسرع وقت. وأحالت إختيارها على النموذج الأكثر دقة ونجاعة في الكشف عن المرض.وقامت الحكومة الكورية بتعقب سلاسل المرض عن طريق فحص المريض وكل من خالطه وتمكنت من عزلهم مبكرا قبل نقل العدوى إلى الآخرين من عائلاتهم وخارج نطاق العائلة أيضا.

ويتلخص الركن الأخير، ببعض الاجراءات التي قد تعتبر جدلية نوعا ما، لتعقب أي فرصة من الممكن ان تنقل العدوى للاخرين، كمقابض الأبواب أوالصرفات الآلية. وتقضي الاجراءات باستخدام كاميرات المراقبة الموجودة في الطرقات والهواتف المحمولة (للمصابين ومخالطيهم والمشتبه بمخالطتهم وحتى لو أظهروا نتائج سلبية في الفحوصات الأولية)، وحتى في أماكن سحب النقود وصرفها، لمتابعة تحركاتهم ومراقبة أماكن تواجدهم في حالة عدم التزامهم في الحجر المنزلي. ربما مثل هذه الإجراءات قد تعد قاسية نوعا ما أو اختراقا للخصوصية ومبالغ بها. لكن يبدو أن الشارع الكوري راضٍ بالاجراءات الحكومية بمجملها للسيطرة على المرض. وها هي اليوم تتجه الحكومة الكورية نحو تخفيف الإغلاق والذي كان منذ البداية جزئياً نوعا ما. حيث شمل الإغلاق الأماكن العامة كالمدارس والكنائس والصالات الرياضية، بينما أبقت بعض المصانع والمراكز التجارية مفتوحة.

أما نحن فالأردن، ولا أريد أن أستبق إعلان النصر على المرض اللعين، لكن أستطيع وبكل فخر أن أقول، آن الأوان لنا لنسرد ” التجربة الأردنية “، وكيف تمكن وطن كبير بأهله وقيادته وجيشه، شحيح بموادره، أن يتفوق على تجارب البلدان الاخرى الغنية بالموارد والتجارب السابقة ومنها ” النسخة الكورية”. أدام الله علينا وافرالصحة والعافية وحمى الله أردننا الحبيب لنقول له كما قلنا له دوما: ” دام عزك أردننا”.

Share and Enjoy !

Shares