رفضت الصين دعوات لتحقيق دولي مستقل في الكيفية التي نشأ بها فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد-19
وقالت الدبلوماسية الصينية رفيعة المستوى في لندن، تشن ون، لبي بي سي إن الدعوات للتحقيق تخفي دوافع سياسية، ومن شأنها تشتيت جهود الصين في مكافحة الوباء
ويمكن أن يساعد توفر معلومات حول نشأة الفيروس في التعامل مع المرض
ويُعتقد أن أول ظهور للفيروس كان في سوق للحيوانات البرية في مدينة ووهان الصينية نهاية العام الماضي
وقد اتهم تقرير صادر عن الاتحاد الأوروبي الصين بنشر معلومات مضللة عن الأزمة
وقالت مؤسسة “خدمات العمل الخارجي” في الاتحاد إن روسيا، وبدرجة أقل الصين، “استهدفت روايات نظرية المؤامرة” في الاتحاد الأوروبي والدول المجاورة
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أيضا قد هاجم الصين بسبب طريقة تعاملها مع انتشار الوباء، ورفعت ولاية ميسوري قضية ضد الحكومة الصينية متهمة إياها بعدم فعل ما يكفي لمنع انتشار الوباء
واستبعد علماء فرضية أن يكون الفيروس تسرب من مختبر في ووهان
منذ بداية الوباء تقريبا، كانت هناك دعوات للسماح لمحققين دوليين بدخول الصين للتحقيق في الكيفية التي بدأ بها الأمر
وقال رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، يوم الخميس الماضي إنه سيضغط من أجل إجراء تحقيق في الأمر خلال المؤتمر السنوي لجمعية الصحة الدولية، ذراع اتخاذ القرارات في منظمة الصحة العالمية، المزمع عقده الشهر القادم. وتشغل أستراليا عضوية المجلس التنفيذي للجمعية
وتخطط المنظمة بالفعل لمناقشة الدعوات لإجراء مراجعة بشأن “الدروس المستفادة” المتعلقة بالطوارئ الصحية
لكن تشن قالت لبي بي سي إن بلادها لا تستطيع أن توافق على تحقيق دولي لأن “هناك دوافع سياسية خلف التحقيق المستقل”
وتضيف “نحن في مواجهة الفيروس حاليا، وكل تركيزنا منصب على جهود المكافحة. لماذا الحديث عن تحقيق الآن؟ هذا سيشتت الجهود وكذلك الموارد”
“هذه مبادرة ذات دوافع سياسية، أعتقد أن أحدا لن يوافق على هذا… هذا لن ينفع أحدا”
وقالت تشن إن هناك الكثير من الشائعات حول منشأ الفيروس، لكن هذه المعلومات غير الصحيحة تشكل خطرا، وتشبه فيروسا سياسيا، لا يقل خطورة عن فيروس كورونا، إن لم يكن أخطر
ماذا يقول تقرير الاتحاد الأوروبي؟
ورد في التقرير أنه “بالرغم من التأثير الخطير المحتمل على الصحة العامة، فإن مصادر حكومية ورسمية تدعمها حكومات دول عدة، بينها روسيا وبدرجة أقل الصين، استمرت في ترويج نظريات المؤامرة بشكل كبير، تلك التي تستهدف تضليل الجماهير الغفيرة في الاتحاد الأوروبي والعالم”
ويقول التقرير إن مسؤولين صينيين ووسائل إعلام رسمية حاولوا نفي المسؤولية عن الوباء بتجنب ذكر ووهان كمصدر للفيروس، بينما استمرت منصات للتواصل الاجتماعي تسيطر عليها الحكومة في توجيه أصابع الاتهام إلى مسؤولين عسكريين أمريكيين زاروا الصين.
ويقول القائمون على إعداد التقرير أيضا إن هناك “أدلة قوية على عمليات صينية سرية بوسائل التواصل الاجتماعي”، مشيرا إلى تقارير عن شبكات بموقع تويتر مرتبطة بالحكومة الصينية.
ويخص التقرير روسيا بالاتهام بنشر معلومات مضللة، حيث يقول إن مصادر مؤيدة للكرملين ووسائل إعلام رسمية روسية يواصلون حملة تستهدف الاتحاد الأوروبي وخطوات تعاطيه مع الأزمة وتسبب ارتباكا حول منشأ الفيروس وعواقبه على الصحة العامة.