بجهلهم واستهتارهم قد يعيدوننا إلى المربع الأول، ويضيعون الجهود الجبارة التي بذلتها الدولة على مدار ايام وليال واسابيع، منذ أن بدأت الجهود الوطنية لمواجهة تفشي مرض كورونا سريع الانتشار وظهور عشرات الاصابات على مستوى المملكة ونحن نواجه اشخاص عاقين للوطن، أصاب العطب ضمائرهم غير مسؤولين وغير واعين، عقولهم مغلقة، لا يستقبلون، ولا يستوعبون، ولا يدركون خطورة هذا الفيروس الفتاك الذي يستطيع القضاء على آلاف البشر خلال فترة زمنية قصيرة، لم يستجيبوا لنداء العقل، ولم يستجيبوا لنداء الدولة الذي بلغ حد الرجاء والتوسل، لم يلتزموا بقرارات الدولة التي وضعتها حماية لهم ولجميع أبناء الوطن، لم يقدروا جهود الكوادر الطبية، ولم يقدروا جهود نشامى القوات المسلحة والاجهزة الامنية الساهرة، التي تهدف لحمايتهم والحفاظ على ارواحهم، بجهلهم خرقوا حظر التجول، وخالفوا التعليمات ، وعرضوا حياتهم وحياة غيرهم للخطر .
لم تستطع عقولهم القاصرة ان تستوعب أن اعلان حالة الطوارئ، وانتشار رجال القوات المسلحة ” الجيش العربي ” في جميع شوارع وطرقات المملكة و اغلاق الحدود البرية، والبحرية، ومنع حركة الطائرات ، و تعطيل جميع مؤسسات ومرافق الدولة والمنشآت الصناعية والتجارية، بما يترتب عليه من آثار اقتصادية كارثية على الوطن بأجمعه، وتعطيل المدارس والجامعات وأغلاق دور العبادة جاء حرصاً سلامتهم و سلامة عائلاتهم وأبنائهم، و لم تستطيع عقولهم المعطلة وتفكيرهم السطحي والمحدود أن تقنعهم بأننا نخوض معركة مصير مع عدو لا يمكن رؤيته، ينتشر كما النار بالهشيم، وليس أمامنا خيار، إما النصر واما فقدان آباء وابناء وأشخاص اعزاء علينا.
لم تستطع هذه الفئة المستهترة أن تستوعب أن الكوادر الطبية ونشامى الجيش والاجهزة الأمنية تركوا بيوتهم وابناءهم، وهجر النوم عيونهم، وأعياهم التعب والسهر ، وعرضوا حياتهم وأرواحهم للخطر، لأجل الوطن وأبناء الوطن من هذا العدو الغاشم .
المطلوب من هذه الفئة ومن جميع ابناء الوطن الالتزام بالتعليمات والأوامر الصادرة عن الحكومة، والالتزام بالحظر والبقاء بالبيوت وعدم مغادرتها واتخاذ جميع التدابير اللازمة والاحتياطات الواجبة تنفيذاً لتعليمات الحكومة التي تحرص كل الحرص على سلامتهم و حياتهم وحياة المواطنين والمقيمين على ثرى الاردن الغالي.
والمطلوب من الحكومة في هذه المرحلة، الضرب بيد من حديد وتطبيق القانون على كل من تسول له نفسه العبث وتعريض حياة المواطنين للخطر، وان لا تأخذها بالحق لومة لائم ، فمصلحة الوطن وأبناء الوطن أكبر من الجميع، ولا أحد فوق القانون.
لنصبر قليلاً ونتعاون كثيرا وأن نكون على قدر المسؤولية، ونتحمل هذه المرحلة الصعبة التي اتعبتنا وارهقتناجميعاً ماديا ومعنويا في سبيل القضاء على هذا الفيروس الفتاك، بعون الله وهمة النشامى، لتعود لنا الحياة وتشرق شمس الوطن من جديد.
الموضوع السابق
الموضوع التالي