7.1 C
عمّان
الثلاثاء, 26 نوفمبر 2024, 9:48
صحيفة الأمم اليومية الشاملة

الاعلام في المشهد اللبناني…

كتب : حازم الخالدي

 في المشهد اللبناني كانت للكلمة تأثيرها وللصورة قوتها ، وعبر مختلف الوسائل سواء الاعلام المكتوب أو المرئي والمسموع وعبر مواقع التواصل الاجتماعي المتعددة ،هذه القوة جعلت الناس يقتربون أكثر من الاعلام ،لانه ببساطة إعلام يقف الى جانبهم ويسجل نبضهم وتفاعلاتهم في الشارع بغض النظر عن طبيعة المشهد الذي كان يُنقل بكل صدق،فيما رأينا في بلدان كثيرة كيف تصدى الناس للاعلام ووقفوا ضده يواجهونه في ساحات التظاهر، ووصفوه بالاعلام الكاذب ، ورفضوا تواجد الصحفيين ،الذين لم يكونوا حياديين في عملهم ،وانحازوا لجهة على حساب أخرى.

حقيقة المتابع للمشهد الإعلامي اللبناني هذه الايام ومع شمول المظاهرات والاحتجاجات معظم المدن اللبنانية،يدرك أنه لم يبتعد عن الناس وحركة الشارع وتفاعلاته ومطالبه، كنت تشاهد وتسمع صياحات المتظاهرين وهمومهم ومطالبهم ومعاناتهم في كل ميادين الدولة،فالاصوات التي كانت ترتفع مطالبة بالتغيير والاصلاح ، انتقدت الرئيس والمسؤول والقطاع العام والخاص،وأصحاب المصالح والنفوذ، ترى صورا مختلفة من الاغاني والاهازيج والاناشيد والرقص والالعاب …فنقل كل ما يجري في الشارع ،لم يحاكي الكذابين والمنافقين والطبالين وقادة التدخل السريع ليقولوا أن المتظاهرين أنهم مندسون.

هناك فرق كبير بين اعلام يدخل الى الساحات بنية الرغبة في التأثير على الأحداث من أجل دوافع معينة أو مصالح شخصية،أو لمصالح اخرين، وبين اعلام ينقل الحقيقة دون اي رتوش أو تحريف ،ويمارس دوره أيضا في الدفاع عن المواطن الذي يتعرض للظلم والابتزاز..يدافع عنه ضد الانتهاكات والاستبداد والتسلط من أجل تحسين ظروف الحياة ومعيشة الانسان البسيط، يستطيع الصحفي في الميدان وفي الشارع كتابة العديد من القصص الاخبارية والعثور على أشياء مخفية بدل ان يبقى في المكاتب المغلقة يتلقى الاخبار من وكالات الأنباء  .

الاعلام اللبناني انسجم مع مطالب الشعب والغى برامجه ليقترب أكثر من كل ما يجري،خرج مراسلوه يحملون أدواتهم وكاميراتهم ليقولوا للعالم أن الاعلام يمنح القوة للناس ليدافعوا عن قضاياهم ،الاعلام يمكن أن ينتفض مع الناس بالكلمة والصورة الحقيقة غير المزيفة..

الناس تتطلع الى الصحافة لتدافع عنها،لا أن تظلمها ، فانت عندما تذهب الى مظاهرة وتحرف مسارها لتنقل أراء المسؤولين فأنت تكون قد فشلت في عملت ،وتسببت بالاهانة الى نفسك والى الاعلام الذي تمثله…عندها سوف تدرك أن هناك فرقا  بين صحفي يثير الفضول والاعجاب ..وصحفي يثير الاشمئزاز.

Share and Enjoy !

Shares