20.1 C
عمّان
الأحد, 7 يوليو 2024, 6:24
صحيفة الأمم اليومية الشاملة

صقر أم قيس ..!!

خالد خازر الخريشا

تدور الرواية عن المثل المشهور صقر أم قيس ، بأن صقارا ( مربي صقور ) .. كان له صقرا في منطقة أم قيس وهي قرية تطل على نهر اليرموك شمال المملكة، يطلقه من أجل صيد طيور الحباري والحجل .. فيحلق ويحلق ويحوم .. ويعود إلى دجاجات صاحبه فيقنصها .. وهذا مما جعل الناس يستخدمونه مثلا في خيبة الأمل فقالوا ( مثل صقر أم قيس تطلقه على الحباري فيرجع الى خم الدجاجات) . بلاء الشعب بالخطط الخمسية والعشرية وحركات التصحيح والحقن والتحفيز الاقتصادي والخصخصة , هذه البرامج تساوي بل تزيد عن بلاء الصقار بصقر أم قيس ، للاسف بعض أصحاب الدولة والمعالي يحومون ويحلقون عاليا ويعودون لقنص ما تبقى من فتات الفقر من جيوب الشعب لتسديد عجز الموازنة ومواجهة المديونية واليوم يحومون ويلوصون على الغاء دعم رغيف خبزنا رمز عزتنا وكرامتنا. في المقابل قال احد النواب، إن الدول الخارجية لن تعطينا أي دينار، ولا حتى (طاسة مجدرة) ، في إشارة إلى تراجع المنح الخارجية للأردن وأضاف ، خلال استضافته على إحدى الفضائيات، أن دول العالم لم تعد تدعم الأردن، ولم تعد تمنحه اي مساعدات وأوضح، في اللقاء يجب علينا اعادة صياغة تشريعات اقتصادية لمساعدة المواطنين على العيش ضمن المعطيات الحالية، ويجب علينا الاعتماد على انفسنا , اذا كانت هذه المعطيات والمؤشرات لماذا لايراجع الاردن مواقفه وسياساته الخارجية ونحن نعلم ان وزراء الخارجية الاردنيين يطيرون في السماء أكثر من وزراء خارجية امريكا وروسيا والصين . يقال أن موقف الدولة المغربية مع قطر في مسألة فك الحصار وفر (20) ألف وظيفة عمل للشباب المغاربة المتعطلين عن العمل مما يعني ان هؤلاء الشباب سينفقون على مئات الالاف من الاسر . توقع محللين ان تتراوح معدلات البطالة جراء “كورونا” بين 24 إلى 27%، إلا إذا اتخذت الحكومة إجراءات وتدابير تحد من آثار هذه الجائحة على سوق العمل، خاصة في البعد المتعلق بإجراءات تحفيز الاقتصاد، وإعادة الاعتبار لصندوق التعطل في الضمان الاجتماعي . ويقولون إن البطالة كانت مرتفعة قبل “كورونا”، إذ وصلت في الربع الثالث من العام الماضي إلى 19%، وهي نسبة غير مسبوقة في تاريخ المملكة، صحيح أن الحكومة أعلنت العام الماضي برامج للحد من البطالة، وتعهدت بذلك، غير أن ارتفاع نسبة البطالة في الربع الأول من هذا العام، أي قبل بدء تأثير كورونا، إلى 19.3%، وهو مؤشر على عدم نجاح الحكومة في الحد من البطالة وجاءت جائحة “كورونا”، وشكلت تحديًا اكثر عمقًا في غير قطاع ومجال، لكن الأكثر تأثرًا هم العمال، خاصة أن أكثر من 90% من المنشآت الاقتصادية في الأردن، هي مؤسسات صغيرة ومتوسطة، وهذه غير مستعدة لمواجهة ظرف مثل ظرف كورونا . وأشاروا إلى أن مشكلة العمالة مع “كورونا” وجه آخر، بنسبة 48% من العمالة الأردنية غير منظمة، وهي ما اصطلح عليها “عمال المياومة”، وهؤلاء من دون أي تغطيات تأمينية وبعض المنشآت الاقتصادية الصغيرة والمتوسطة توقف عن العمل، وبعضها خفض عدد العاملين، وبعض ثالث خفض الأجور، وهذا كشف مقدار هشاشة نظام الحماية الاجتماعي . في الاردن هناك أرقام صامته وصادمة وموجعه في الفقر والبطالة فهناك في ديوان الخدمة يرزح (350) ألف طلب وظيفة وعندنا تقريبا نفس الرقم لشباب لم يحالفهم الحظ في التوجيهي , وبمعنى ان سياساتنا الداخلية والخارجية يجب ان تركز على هذه الملفات التي يكتوي بنيرانها كل منزل أردني ، وفي المقابل هناك زيارات مكوكية لا تهدأ لوزراء الخارجية والوزارات الاخرى لكن لا نرى أي مردود ايجابي لها على ارض الواقع ، ولا نعرف الى متى يظل صقر أم قيس نهج وعرف لسياسة الاداء في الحكومات الاردنية .

Share and Enjoy !

Shares