قال منتدى الاستراتيجيات الأردني إن الأردن تبوأ المرتبة الأولى بين 13 دولة في العالم كانت استجابتها هي الأكثر شدة وصرامة في تطبيق الإجراءات الوقائية خلال جائحة كورونا، بحسب بيانات جامعة أكسفورد لعام 2020.
وأضاف التقرير، الذي أصدره المنتدى بعنوان “أداء القطاع الصحي في الأردن خلال جائحة كورونا” ضمن سلسلة تقارير المعرفة قوة، ووصل “جراسا” ، أن الأردن كان البلد الأول في العالم الذي حصل على درجة كاملة (100/100) في مؤشر الصرامة، وحافظ عليه لمدة 34 يومًا، والتي تُعتبر سادس أطول فترة حظر في العالم.
وأشار التقرير، الذي تناول عدداً من الممارسات العالمية التي يمكن ان تستند لها الحكومة في مواجهة الجائحة للحفاظ على قواعد التباعد الاجتماعي، إلى الأداء الصحي المتميز الذي أظهره الأردن خلال الأزمة، حيث بين أن الأردن قد حل في المرتبة 42 في قائمة الدول الأقل من حيث عدد الحالات بالنسبة إلى عدد السكان من بين 180 دولة، بحسب البيانات.
وحلّ الأردن في المرتبة 28 بين 87 دولة من حيث عدد الفحوصات اليومية لكل ألف شخص في شهر تموز/ يوليو 2020، متفوقاً بذلك على بعض الدول ذات القدرات الاقتصادية مثل ألمانيا وسويسرا والنرويج وسلطنة عُمان والسعودية ونيوزيلاندا.
“كان عدد الوفيات الناتجة عن فيروس كورونا في الأردن منخفضًا، حيث حلّ في المرتبة 58 من أصل 208 دول من حيث نسبة الوفيات إلى عدد الحالات المؤكدة”، بحسب التقرير.
وأدّت هذه الجهود إلى انخفاض عدد الحالات في الأردن بشكلٍ كبير، مما يُثبت نجاعة الإجراءات الحكومية، حيث أشار التقرير إلى أن الأردن قد عمل على فصل أرقام الحالات القادمة من الخارج والخاضعة للحجر عن أرقام الحالات المحلية، ليتمكن من عكس الوضع الوبائي الحقيقي للفيروس داخل الأردن وتأكيد سلامة استمرارية النشاطات الاقتصادية المختلفة.
واستعرض التقرير أبرز الممارسات العالمية والإجراءات الناجحة عالمياً في احتواء الفيروس، مثل قياس درجة الحرارة بالذكاء الاصطناعي وهي تجربة سنغافورة، حيث تم توظيف جهاز لقياس درجة الحرارة يعمل بالذكاء الاصطناعي.
وأشار التقرير لتجربة تبنتها كوريا الجنوبية وسنغافورة حيث تم تطوير منصات إلكترونية وتطبيقات ذكية لتمكين المستخدمين من تحديد موقع أقرب محطة فحص لفيروس كورونا وأقرب متجر يبيع وسائل الوقاية.
وبين التقرير تجارب الدول الأخرى مثل المانيا والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية في التطبيب عن بعد، بالإضافة إلى تتبع معدلات المخالطة من خلال تطبيقات الهواتف الذكية على غرار تطبيق “أمان في الأردن”، حيث يتم تتبّع الاختلاط باستخدام إشارات نظام تحديد المواقع العالمي، علاوة على مراقبة سجلات البطاقات الائتمانية وتسجيلات كاميرات المراقبة كطريقة إضافية للتحقق. كما وأشار التقرير إلى لجوء بعض الدول الأخرى بإلزام المسافرين الوافدين إلى البلاد بالإبلاغ عن مواقعهم وظروفهم الصحية بشكل يومي لمدة 14 يومًا باستخدام الروابط الإلكترونية المرسلة عبر الرسائل القصيرة.
وأظهر التقرير أيضا نجاح التجربة الكورية بتوظيف المدن الذكية لمواجهة الجائحة، حيث يتم حالياً تطوير مدينة دايجو حاليًا لتصبح إحدى المدن الذكية في كوريا الجنوبية. ويمكن استخدام نظم النقل الذكية الجاهزة حاليًا لتتبُّع مواقع ومسارات المتعافين من مرض كورونا بهدف المساعدة في إدارة كثافة حركة المرور في المدينة وتجنّب تجمّعات المواطنين التي قد تشكل بُؤرة للوباء في المدينة.
وأشار التقرير إلى تجربة استخدام الطائرات بدون طيار وذلك لمراقبة التزام المواطنين بمعايير التباعد الاجتماعي في الأماكن العامة وتحذير المواطنين الذين لا يرتدون معدات الوقاية الشخصية مباشرةً باستخدام مكبّرات الصوت، كما تم توظيف هذه الطائرات في دول أخرى لرش المعقمات وتوصيل الأدوية والمواد التموينية.