لَنْ نَكُوُن مبالغين حِيِنَمَا نَقُول إن الشعب الأردني بكافة أطيافه، وَأصوله ومنابته، ومشاربه، ومذاهبه الفكرية عظيم بكل مَعْنَى الكَلِمَة، وَعِنْدَمَا نَقُول ذلِكَ لَنْ نَكُوُن مبالغين، فالبعض يقيس إنجازات شعبنا من خِلال الظروف الصعية الَّتِي نعيشها، أوْ واقعنا المليء بالتحديات، وهَذَا ظالم من عدة جهات.
لا تُقاس إنجازات الأمَم من خِلال ظروفها الواقعية، وَإن كنا لا نهمل ذلِكَ، والأهم من ذلِكَ هُوَ الـمَقَارَنَة التراكمية من خِلال عدد كَبِير من السنين، وإذا فعلنا ذلِكَ لَنْ نركن إلى النتائج الإيجابية، بَلْ سيزيدنا هَذَا حَماسًا للمطالبة بِالـمَزِيدِ من الإنجازات، ويصبح مَوْضوع دراسة الأسباب الَّتِي أوصلتنا إلى ما نَحْنُ فِيهِ أكثر إلحاحًا.
قبل عقود من الزمان كانَت نسبة الأمية فِي الأرْدُنّ عالية جِدًّا، وَكانَ من الصعوبة أن تجد فِي حارة كَامِلَة من يقرأ لَك رِسَالَة، أوْ يكتبها لَك، وَاليَوْم تكاد تصل نسبة الأمية فِي بَلَدنَا إلى الصِّفْر.
لَمْ يَكُنْ لَدَيْنا قبل عام 1962 سنة إنشاء أوْل جامعة أردنية أي جامعة، وكانَ عدد خريجي الجامِعات قليلة، وَاليَوْم لَدَيْنا عشرات الألوف من خريجي الجامِعات بمراحلها الـمُخْتَلِفَة، وعدد الجامِعات الأردنية الحكومية وَالخَّاصَة يصل إلى أكثر من تسع وَعِشْرِينَ جامعة.
كانَ عدد سُكَّان الأرْدُنّ قبل عقود قَليل جِدًّا، وهَذَا كانَ يعيق الكَثِير من المشاريع الَّتِي تحتاج إلى كتلة بشرية منتجة ومستهلكة لَهَا، وَلَكِنَّنَا اليَوْم وصلنا إلى أكثر من 11 مِلْيُون نسمة، وَهِيَ كتلة بشرية جيدة تؤهلنا لإقامة الكَثِير من المشاريع.
من كانَ يمرض فِي الأرْدُنّ قبل عقود لا يَجِد العلاج الجيد، أوْ عَددًا كافيًا من الأطباء الاكفاء، وَلَكِنَّنَا اليَوْم نجد كل شارع عِيادَة، إضافة إلى عدد كَبِير من المستشفيات الَّتِي أصْبَحَت محجا، ومقصدا لعدد كَبِير من المرضى من دول مُخْتَلِفَة من العالم، إضافة إلى أنك ستجد دواء أردنيًا مصدرًا إلى دول عديدة، وَربَّمَا وصلنا خِلال سنتين إلى حَاجِز المليار دولار من صادرات الأدوية.
ولا يَقِف الأمر عِنْدَ هَذَا الحد من الإنجازات، فَهُنَاكَ صناعات أردنية قوية تصدر إلى دول كَثِيرة، وأفراد أردنيون حققوا إنجازات عديدة فِي دول مُخْتَلِفَة، وَفِي الدَّاخِل، إضافة إلى الخُرُوج من الأزمات الَّتِي حلت بِالـمِنْطِقَةِ بأمان وسلام.
يَجِبُ أن نفتخر بانجازاتنا، ونعمل عَلَى تطويرها، وتقويتها لِلْخُروجِ من الوَاقِع الاقتصادي الـمُؤْلِم الَّذِي نعيش فِيهِ، وَنَحْنُ عَلَى ثِقَة أن من قدم هَذِهِ الإنجازات قادر عَلَى أن يصنع مستقبلًا مُشرقًا وهَذَا ما نتمناه لِبَلَدِنَا الأرْدُنّ، وبلادنا العَرَبية، وكل بلاد العالم.
Mrajaby1971@gmail.com