13.1 C
عمّان
الأربعاء, 27 نوفمبر 2024, 17:26
صحيفة الأمم اليومية الشاملة

الملك لا ينسى .. “دفاع مدني شهداء البحر الميت” رسالة تحذير

لم ينس جلالة الملك ألم الفاجعة.. بعد عامين من الحادثة التي أودت بحياة أكثر من 20 شخصا معظمهم أطفال، عاد جلالته إلى الموقع قرب البحر الميت ليحيي ذكراهم مجددا، وكأنها رسالة للمسؤولين، أن لا تنسوا ما غضبي، فإن نسيتم احذركم بالتذكير..

“حزني وألمي شديد وكبير، ولا يوازيه إلا غضبي على كل من قصر في اتخاذ الإجراءات التي كان من الممكن أن تمنع وقوع هذه الحادثة الأليمة. أعزي نفسي وأعزي الأردن بفقدان أفراد من أهلي وأسرتي الكبيرة، فمصاب كل أب وأم وأسرة هو مصابي. إنا لله وإنا إليه راجعون”، هكذا علق جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين على فاجعة اطفال البحر الميت.

الملك الذي اعرب عن غضبه الكبير حينها، لا يريد أن يفقد الأردن أي فرد بسبب تقصير من أي جهة مهما كانت، لذلك وجه باتخاذ كافة الاجراءات لمنع تكرار مثل هذه الحادثة مرة أخرى، فانشئ مركز متخصص للدفاع المدني في ذات الموقع، وتفقده اليوم، ليقول جلالته “لا انسى واتابع باستمرار لحماية أرواح الأردنيين”.

المكز افتتح العام الماضي تحت مسمى “مركز الانقاذ المائي والجبلي”، لكن الملك زاره اليوموهو يحمل اسم مركز دفاع مدني شهداء البحر الميت، فهو يريد لذكراهم أن تبقى خالدة، كما يريد أن يبقي الجميع في حذر.

جلالة الملك ترحم عند وصوله للمركز على أرواح الشهداء، فهم ما زالوا في وجدانه وذاكرته، وما تزال أرواحهم العطرة في وجدان جلالته.

فزيارة الملك عبدالله الثاني للمركز لم تكن الا تأكيداً على أهمية حماية أرواح الأردنيين، ومتابعة للتوجيهات حتى لا يحدث أي تقصير أو اهمال لا قدر الله، ففور وصوله للمركز شكر جهود نشامى الدفاع المدني والأمن العام، قائلاً “سيكونون جاهزين إن شاء الله لحماية أولادنا وبناتنا”.

جلالته ورغم ثقته المطلقة بكوادر مديرية الأمن العام وفرق الانقاذ والاسعاف تفقد الجاهزية والمعدات من زوارق انقاذ وآليات تم إدخالها للخدمة حديثاً داخل المركز، لاستخدامها في التعامل مع حوادث الإنقاذ المائي في التجمعات والمسطحات المائية والحوادث الأخرى، واستمع إلى شرح مفصل من مدير الأمن العام اللواء الركن حسين الحواتمة.

ولم ينه الملك تفقده لمنطقة الحادثة الأليمة إلا بعد أن اطمأن من خلال زيارة مشروع إعادة تأهيل جسر زرقاء- ماعين الذي أنجز كاملاً ضمن مشروع حماية وتأهيل 8 جسور على طريق البحر الميت – العقبة.

واستمع جلالته إلى شرح قدّمه وزير الأشغال العامة والإسكان المهندس يحيى الكسبي، الذي أوضح أن أعمال الحماية تضمنت تأهيل وتحويل وادي زرقاء- ماعين، والحد من سرعة التدفق للسيول والمياه ووضع حماية صخرية ثقيلة في القناة وصولا إلى قاع الوادي لمنع التآكل في الأساسات.

جلالة الملك تفقد كل شيء ولم يترك صغيرة أو كبيرة في المنطقة إلا وتأكد من جاهزيتها حتى لا تكلم أم بوفاة طفلها ولا تنزل دمعة أب على طفله، ولا يخسر أي شخص عزيزا عليه في وطن الأمن والأمان، وطن قائده أول جنوده.

الزيارة الملكية جاءت رسالة واضحة لكافة المسؤولين أن لا تهاون أو تقصير سيقبل فجلالته غضب في حينه وفي حال شهد أي تقصير ستكون العواقب وخيمة بحق المقصرين.

Share and Enjoy !

Shares