– الشيخوخة هي عملية لا مفر منها، ومع ذلك، غالبا ما نرى أشخاصا يكسرون الحاجز النفسي بينهم وبين هذه المرحلة، التي نخشى تأثيرها على أرواحنا وأجسادنا، فبالرغم من كبر أعمارهم إلا أنهم رائعون ومفعمون بالحيوية وطاقة الشباب، ولا يمكنك تخمين عمرهم، فهؤلاء الأشخاص يتبنون بعض العادات التي تجعلهم صغارا مفعمين بالحياة.
وتقترح الكاتبة العلمية مارتا زاراسكا في كتابها الأكثر مبيعا “كيف يمكن للصداقة والتفاؤل واللطف مساعدتك على العيش حتى 100 عام”، مفهوم “الصحة الناعمة”، الذي يشير إلى الظروف الشخصية التي نعيش ونعمل ونلعب في ظلها، فهي تعد واحدة من أهم العوامل المستندة إلى العلم، والتي تؤثر على مدى صحتنا ومدة حياتنا ومدى تقدمنا في العمر.
إذا كنت تهدف إلى العيش بصحة أفضل لعمر أطول، فأنت بحاجة إلى قضاء المزيد من الوقت في تنمية هذه العادات الصحية، التي يتشاركها الأشخاص، الذين لا يتقدمون في العمر أو على الأقل من لا يظهر عليهم ذلك.
الاعتناء بشريك الحياة
تعتقد زاراسكا أن أهم جزء في اهتمامنا بأنفسنا يتعلق بجودة علاقاتنا مع الأشخاص الأقرب إلينا، فقد أظهرت دراسة أجريت عام 2020 أن العزلة الاجتماعية مرتبطة بمستويات أعلى من الالتهاب، والذي يرتبط بعدد من الأمراض كالقلب والسرطان والسكري، والتي يمكن أن تقصر من عمرنا وتتعارض مع نوعية حياتنا.
ومع ذلك، وجدت دراسة عام 2008 أن ما يصل إلى 43% من الأميركيين فوق سن 60 يشعرون بالوحدة، ليس لأنهم يعيشون بمفردهم، فهم يشعرون بالوحدة حتى مع أزواجهم.
توصي زاراسكا بإعطاء الأولوية لعلاقاتك الشخصية الوثيقة، خاصة مع شريك حياتك، وضرورة بذل جهد منسق لإسعاد بعضكما البعض، والذي يتضمن التحدث حول الأشياء الجيدة التي تحدث في حياتك اليومية، والقيام بأشياء ممتعة معا.
حياة اجتماعية قوية
وفقا لموقع “إنك” (inc)، فإن العلاقات لها تأثير كبير على الصحة الجسدية، حيث أظهرت الدراسات مرارا وتكرارا أن أولئك الذين تربطهم علاقات شخصية أقوى يعيشون أطول، وأن أولئك الذين لديهم علاقات ضعيفة يعانون من حالات صحية مزمنة بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية.
ووفقا لدراسة أجريت عام 2017، فإن الاستثمار في حياة اجتماعية جيدة قد يكون أفضل شيء يمكنك القيام به، حيث إن امتلاك شبكة دعم اجتماعي قوية، من الأشخاص الذين يمكنك الذهاب إليهم للحصول على الدعم العاطفي أو الاجتماعي أو حتى المالي حسب الحاجة، يرتبط بانخفاض خطر الوفاة المبكر بنسبة 50%.
وتوصي الكاتبة بالتواصل مع الأصدقاء، ووضع خطط للالتقاء حتى لو كانت هذه الخطط بعيدة في الوقت الحالي؛ بسبب كورونا، كما تنصح بالجمع بين الرياضة والتواصل الاجتماعي.
مساعدة الآخرين
إن مساعدة الآخرين تعمل على تقليل التوتر وإطلاق سلسلة من التغيرات الفسيولوجية في أجسامنا، التي تعمل على تحسين صحتنا؛ مما قد يؤدي إلى حياة أطول وأفضل.
وتوصي زاراسكا بممارسة أعمال اللطف العشوائية، كمساعدة من يحتاج لذلك، والابتسام لشخص يمر في الشارع، وتوزيع الحلوى على الصغار، أو التطوع في مؤسسة خيرية قد تستفيد من خبراتك أو مجهودك.
التفاؤل والتفكير الإيجابي
وفقا لموقع “إنك” فإن الحفاظ على موقف إيجابي، مهما كان الأمر صعبا في بعض الأحيان، له فوائد ضخمة لمكافحة الشيخوخة، فمن لديهم نظرة إيجابية لمستقبلهم والذين رأوا الشيخوخة على أنها ليست مشكلة كبيرة، لديهم قدرة أكبر على العمل بشكل مستقل، والحفاظ على اللياقة البدنية، والعمل بدوام كامل، والاستمتاع اجتماعيا.
تشير دراسة أجريت عام 2019 إلى أن التفاؤل يرتبط بعمر أطول، وحتى “طول عمر استثنائي”، والذي يعرف بأنه العيش حتى سن 85 عاما أو أكثر.
إذا كان عيش حياة طويلة وسعيدة أمرا مهما لك، فعليك أن تقوم بكل ما في وسعك لتنمية حس التفاؤل لديك، حتى لو كان ذلك يعني العمل على تغيير شخصيتك، وهو أمر ممكن إن أردت ذلك.
الوعي
ممارسة الحياة بالطريقة الواعية، هي سمة أساسية للأشخاص الذين يعيشون طويلا بشكل جيد، وهذا مرتبط بصفات مثل القدرة على التنظيم وأخذ الحذر والاجتهاد.
فهم يميلون إلى اتخاذ خيارات صحية، ويختارون العودة إلى المنزل مبكرا حتى يتمكنوا من الاستيقاظ مبكرا وممارسة الرياضة، كما يختارون أصدقاء جيدين، يتفوقون في العمل، ويرتدون أحزمة الأمان. عندما يكون لديهم موعد مهم في الصباح، يجهزون ملابسهم في الليلة السابقة.
عوامل أخرى
يضيف موقع “ميديوم” (medium) بعض العوامل المهمة الأخرى، التي يجب ممارستها في حال أردنا العيش بشكل أفضل لمدة أطول، وهي اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة التمارين الرياضية، والنوم ما لا يقل عن 8 ساعات يوميا، وممارسة التأمل؛ لأنه يبطئ الشيخوخة بشكل مؤكد.
وأظهرت دراسة أن المتأملين المنتظمين في الخمسينيات من العمر لديهم نفس حجم قشرة الفص الجبهي مثل حجم قشرة الذين في العشرينيات من العمر، وهذا دليل على أن التأمل يمكن أن يحمي العضو الأكثر حيوية، وهو الدماغ، حتى منتصف العمر.
كما ينصح أيضا بالتعرض لأشعة الشمس؛ لأنها أفضل مصدر لفيتامين “د” الذي يعتقد أنه يزيد من صحة الجلد والعظام والصحة العقلية، ويبقيك نشيطا وشابا.