محمد حيدر العمايرة –
أدت جائحة كورونا إلى ظهور مفاهيم جديدة في الأسواق العالمية، نتيجة بروز هذه الظاهرة التي كان ولا يزال لها تداعيات على الاقتصاد العالمي.
هذه الجائحة تطلبت توجيه الاهتمام للرعاية الصحية واللجوء إلى التعلم عن بعد جراء الإغلاقات الاقتصادية في ظل حدوث جائحة كورونا التي أدت إلى انتكاسات اقتصادية عالمية، جراء تفشي هذا الوباء، وما نتج عنه من تداعيات كبيرة على سوق الاستثمار العالمي، خصوصا مع تغيّر الكثير من الأنماط الاستهلاكية لدى المواطنين.
وعند الحديث مستقبل الاستثمار بعد كورونا سنجد أنه من المتوقع أن تظهر حاجات جديدة للمستهلكين، كما أن سلم الأولويات نفسه انقلب رأسًا على عقب، فما كان مهمًا فيما مضى لم يعد مهمًا الآن.
وهناك ظواهر كثيرة أخذت تطفو على السطح مثل التسوق عبر الإنترنت، والعمل من المنزل، وإجراء المقابلات أو اجتماعات العمل عن بُعد، كل هذه الأمور يجب على المستثمرين أن يولوها اهتمامهم أثناء بحثهم عن فرص الاستثمار بعد كورونا. كما أن هذه الجائحة أتاحت فرصة كبيرة لتسريع وتيرة بعض الإصلاحات التي كان يمكن أن تستغرق وقتًا أطول لتبنيها ، مثل استخدام التكنولوجيا في التعليم عن بعد، والتوسع في اقتناع تكنولوجيا الانترنت وكذلك اجهزة الهواتف الذكية والكمبيوتر.
تؤكد جائحة كورونا على الضرورة الملحة لزيادة الاستثمار في رأس المال البشري، وهو أمر حيوي للتنمية الاقتصادية لبلدان العالم.
ويسهم الاستثمار في رأس المال البشري على تحويل مسار الاقتصاد وتعزيز النمو، مع إحداث تأثيرات واسعة على رفاهة المواطنين ورخائهم، واحداث نقلة نوعية في الاستثمار.
وعليه يجب أن تُركز معظم دول العالم على التنمية البشرية، من خلال تخصيص نسبة كبيرة من موازناتها لرأس المال البشري، وبذل المزيد من الجهد لتحسين فعالية هذه الاستثمارات، ولا سيما في الوقت الراهن.
والاستثمار في المورد البشرية يتطلبإعداد الشباب للمستقبل من خلال تحسين نتائج التعلم والاستجابة لاحتياجات سوق العمل، والحد من عوامل الخطر الصحية كلها عوامل مهمة.
وعليه فإن رأس المال البشري هو الأساس لتحقيق التنمية المستدامة، ويعول عليه الدور الأهم لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة.