8.1 C
عمّان
الإثنين, 25 نوفمبر 2024, 14:24
صحيفة الأمم اليومية الشاملة

لماذا الأردنيون غير سعداء!

 – لا شك أن لأزمة كورونا أثر كبير في تراجع مستوى سعادة الأردنيين، فالحظر الشامل والجزئي من جهة والضغوط الاقتصادية والاجتماعية والنفسية والقلق والتوتر من جهة اخرى، إلا أن مؤشر السعادة في الأردن بتراجع مستمر منذ سنوات وقبل ظهور الكورونا.

في العام 2017 كان ترتيب الأردن على مؤشر السعادة الـ 74 عالميا، إلا أنه تراجع عام 2018 إلى الـ 90 عالميا، ثم الى 101 عام 2019، و119 عام 2020، ليصل عام 2021 الى المرتبة 127 من أصل 149 دولة.

الخبير في علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي، يرى أن هذا التراجع يشير الى تداخل تأثير العوامل الاقتصادية والاجتماعية والنفسية في مدى شعور الافراد بالسعادة والرضا عن حياتهم.

ويقول الخزاعي لـ عمون إن المؤشرات الاخرى التي تلعب دورا في شعور الفرد بالسعادة مرتبطة بالدخل السنوي للفرد نسبة للناتج المحلي والحرية الفردية، وهي بتراجع في الأردن طرديا مع مؤشر السعادة، حيث يحتل الأردن المرتبة 120 عالميا من حيث الدخل السنوي للفرد والمرتبة 128 عالميا من حيث حرية الصحافة، إضافة الى ارتفاع معدلات البطالة لمستويات غير مسبوقة.

* الضغوط الاقتصادية:

ارتفعت معدلات الفقر في الأردن خلال الاعوام الماضية كما ارتفع معدل البطالة خلال العام الماضي إلى 24.6% “هذا بشكل عام لكنه بين فئات الشباب من الذكور والاناث حملة الشهادات الجامعية مرتفع جدا” يقول الخزاعي.

ويضيف أن 40% من الأردنيين مقترضون من البنوك وفق احصاء عام 2018، مشيرا الى أن هذه النسبة ارتفعت خلال العامين الماضيين.

وأكد أن عدد المسجلين للحصول على دعم الخبز في الأردن بلغ مليون و400 ألف مواطن العام الماضي، في حين كان العدد المسجل عند اطلاق المنصة أول مرة 900 ألف مواطن.

إذن الفقر والبطالة والقلق من الدين وتأمين لقمة الخبز، هي أبرز الهموم الاقتصادية المباشرة التي تجعل الأردنيين غير سعيدين ولا يشعرون بالرضا عن حياتهم وفق الخزاعي.

* الضغوط النفسية والاجتماعية:

يرى البروفيسور الخزاعي أن الضغوط الاجتماعية التي تقع على المواطن الأردني هي من شقين اولهما مرتبط بالوضع الاقتصادي، وآخر مرتبط بالفساد الإداري وغياب العدالة الاجتماعية.

ويقول خبير علم الاجتماع إن أكثر من 200 ألف أردني اعمارهم تزيد عن 35 عاما لم يسبق لهم أن تزوجوا، ما أدى الى فقدان الشعور بالاستقرار العاطفي لدى هذه الفئة، متسائلا “كيف سيشعر هؤلاء بالسعادة؟”.

ويضيف أن عدم شعور الافراد بالرضا عن الخدمات التي تقدمها الحكومات، وعدم القدرة على تحقيق القيمة الاجتماعية وغياب عدالة الفرص، الى جانب الخوف والقلق المستمرين من المستقبل أمور زادت من حدة تراجع الشعور بالسعادة.

* الضغوط السياسية:

الخزاعي أكد أن الافراد في الأردن يواجهون ضغوطا نفسية كبيرة بسبب الظروف السياسية التي تمر بها البلاد وضعف ممثليهم في البرلمانات، وسوء اداء الحكومات.

ويقول إن غياب الحلول للقضايا المصيرية في الأردن هو من أبرز الضغوط السياسية التي تواجه الأردنيين وبالتالي تخفض شعورهم بالسعادة.

ويؤكد الخزاعي أن ما يجعل الأردنيين يشعرون بالسعادة حقا، هو تحقيق الاستقرار المالي والاستقرار العاطفي، اضافة إلى توفر فرص العمل وتحقيق العدالة المجتمعية والحريات الفردية، بقدر يجعل الاشخاص يشعرون بالرضا.

Share and Enjoy !

Shares