أكد الخبير العسكري اللواء المتقاعد مأمون أبو نوار، أن نتائج الحرب الحالية في الاراضي الفلسطينية “سيف القدس”، ستكون مختلفة عن سابقاتها، قائلا: “إنه وفقا للمعطيات الجديدة ستكون حماس جزءا رئيسيا من المفاوضات والحل في المستقبل”.
وقال أبو نوار إن الاحتلال الاسرائيلي كان يتبع الاستنزاف في الحروب السابقة، بحثا عن ردع مؤقت، وتحقيق هدوء مؤقت طويل الامد، ولذلك كانت الحروب السابقة بلا نتائج، وتعتمد سياسة “جز العشب” لتخفيف قدرات المقاومة “حماس”.
وأضاف، أن حماس في هذه الحرب استوعبت هذه الاستراتيجية، وتكيفت معها، إضافة الى أن قدرتها الصاروخية اختلفت، حيث اصبحت قادرة على الوصول إلى كافة الاراضي المحتلة واصابة الاهداف بدقة أكبر، وهذا يشكل تهديدا مباشرا للاحتلال الاسرائيلي.
وبين ابو نوار أن توقيت حماس في الرشقات الصاروخية الاولى التي وصلت الى القدس المحتلة، كان قاتلا بالنسبة لاسرائيل، وتركها في حيرة من أمرها وترقب وخوف مما سيحدث بعد هذه الرشقات، إضافة إلى أنها نشطت انتفاضة القدس، فاصبح الموقف موحدا بين غزة وبقية الاراضي الفلسطينية.
وأشار، إلى أن القبة الحديدية فشلت فشلا ذريعا في صد صواريخ المقاومة، موضحا أن معلومات حصل عليها تفيد بأن القبة الحديدية لا تتصدى لأكثر من 30 -40% فقط من صواريخ حماس، وليس كما تروج اسرائيل.
وأوضح في هذا الصدد أن حماس اتبعت اسلوبا في اطلاق الصواريخ مكنها من الوصول دون صدها من قبل القبة الحديدية، حيث اعتمدت اطلاق عدد كبير من الصواريخ في ذات الوقت وتوسيع دائرة القصف على أكثر من اتجاه، الأمر الذي اضعف قدرة القبة الحديدية وادى الى اختراقها.
وقال ابو نوار إنه رغم الحصار المفروض على غزة منذ 14 عاما، إلا أن حماس تمتلك 13 نوعا من الصواريخ، وهي قادرة على اصابة اهدافها بدقة، مشيرا إلى أن منها ما يهرب عبر البحر، إضافة الى تطوير الصواريخ محليا من خلال وحدة الهندسة في المقاومة.
ويرى أن الحرب الدائرة اليوم هجينة رمادية اللون، حيث عنصر المفاجأة من اهم خصائصها، ولا يمكن لاسرائيل معرفة القدرة التي تمتلكها حماس، وهو ما كان صادما لها، اضافة إلى أنها تتبع اسلوب ضربة لضربة دون الوصول الى حرب شاملة، مع احتمالية لجوء اسرائيل إلى دخول محدود على الأرض، مؤكدا أن نتيجة الاجتياح البري ستكون دموية.
ووصف الخبير الاستراتيجي، مفاجأة اسرائيل بقدرة صواريخ حماس، وتمكنها من الوصول الى كافة الاراضي المحتلة، بالفشل الاستخباراتي.
* سياسيا
يعتقد ابو نوار أن النتائج السياسية للحرب ستكون مختلفة ايضا وذلك لتزامنها مع انتفاضة القدس، مشيرا إلى أن حماس بدفاعها عن القدس هزت الأرض كاملة في الضفة الغربية، “اذا تحولت الى حرب دينية قد تصل إلى مرحلة لا يمكن السيطرة عليها وتتوسع اقليميا”.
ويرى أن حماس استطاعت إعادة تسليط الضوء على حل الدولتين لانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي بعد أن كان قد انتهى بسبب رفض الاحتلال الاسرائيلي.
وقال إن الولايات المتحدة الامريكية في موقف مأزوم أمام المجتمع الدولي بسبب دعمها لاسرائيل، وبسبب هذا الضغط ستفرض التسوية التي ستكون المقاومة الفلسطينية جزءا منها.
وأكد أن أهم خطوة حاليا هي وقف اطلاق النار، ثم البدء مباشرة بمفاوضات جديدة تأخذ بالحسبان نضال المقاومة على الأرض.