عمان – الامم – استضافت دائرة المكتبة الوطنية مساء أمس الشاعر محمد الصوالحة في حفل اشهار ديوانه ” كلمات مبتورة وبحضور مديرعام دائرة المكتبة الوطنية الدكتور نضال الاحمد العياصرة و الشاعرة الدكتورة هناء البواب وقدم قراءة نقدية للديوان الشاعر عبد الرحيم جداية ، الروائي محمد فتحي المقداد ، الدكتور علي غبن .
وقال جداية في الحفل الذي ادارته الرروائية عنان محروس ، ان عنوان الديوان يحمل أبعادا دلالية في فكر الكاتب بتراكيبه ومعانيه الفنية وسلامة الجملة متسائلا لماذا اختار كلمات مبتورة لعنوانه فالبتر تطهير من المرض وان كان البتر مدروسا فهو اعلاء من شأن الكلمات ذات المعان العميقة وربما يكون البتر تقليلا لغويا اي التعبير عن المعنى بأقل الكلمات ما يقود القارئ الى درجة التكثيف والايجاز والتخلص من الزوائد التي لا تساهم في بناء جملة أدبية رشيقة .
واشار المقداد ان المتتبع لنصوص الديوان يجدها تتمحور حول الغربة والاغتراب في الوطن وعن الوطن والجنون والرحيل والهلوسات ، ناهيك عن استخدام الشاعر للثنائيات التي تراوحت ما بين الخاطرة والقصيدة المنثورة وبعضها الموزون .
واضاف د. غبن ان الشاعر يلمس من خلال ديوانه مجموعة من القضايا التي يجد فيها انعكاسا لروحه وواقعه فقد صاغ أفكاره بطريقة الخواطر فنفث فيها ما جال في صدره من مواجع وأفكار كانت سوداوية في أغلبها .
وبين بأن الشاعر استخدم ضمير “انت” بكثافة في أغلب نصوص ديوانه في دلالات تراوحت بين الأب الغائب وبين خطاب النفس وخطاب الانثى وخطاب الآخر بنسبة قليلة ، ويمثل خطاب الأب البنية الاساسية التي قام عليها الكتاب ، كما يعرض الام بنفسه بشكل خجول
وأضاف بأن المتتبع للمفردات التي استخدمها الكاتب يجد ميله للغة التي تعبر عن المعاناة والسوداوية والضيق وتتجلى هذه الالفاظ في منظومات منها المظاهر الطبيعية وانعكاسها السلبي على نفسه مثل الفضاء ، الشمس ، القمر ، كما يرد الكثير من الألفاظ التي تصف الحالة النفسية له وحملت دلالات دينية وظفها في عمليات تناص يستلهم من خلالها روح المفردة الدينية ويسقطها على نفسه ، بالإضافة الى التسريب اللغوي في بناء العبارات والتراكيب التي تشي بالكثير من المضامين .
من جهة اخرى اشار بأن العناوين تشكل لدى الكاتب مدخلا للكشف عن المحتوى النفسي الذي يتردد في جنباته كما تشكل البنى المتعلقة بالبيئة الطبيعية كالنباتات والحيوانات وبعض المظاهر الحياتية اليومية روافد اخرى ساهمت في تعزيز الكشف النفسي وتجلياته .
وفي نهاية الامسية قرأ الشاعر الصوالحة عددا من قصائد ديوانه منها ” بيت الغمام ، الرحيل ، شوق البحر ، ومضات مجنونة ، هكذا أنا وتشبهني الشوارع ” .