الملك: الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر ولن ننعم بالأمن دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية
شارك
عقد جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس في العاصمة المصرية، اليوم الخميس، قمة ثلاثية.
وعُقدت القمة في قصر الاتحادية بالقاهرة في إطار تنسيق المواقف والرؤى، قبيل الاجتماعات القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث بحثت أهم التطورات التي تشهدها المنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وقال جلالة الملك، في كلمة له خلال القمة، إن الاجتماع في القاهرة اليوم يؤكد الحرص على توفير كل سبل الدعم للأشقاء في فلسطين ومواصلة الجهود لتفعيل عملية السلام.
وأكد جلالته أن الوضع الراهن لا يمكن له أن يستمر ولا يمكن للمنطقة أن تنعم بالأمن والاستقرار دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وتابع جلالة الملك “لقد أكدت التطورات المؤسفة في الشهور الأخيرة هذه الحقيقة، وهنا أعرب عن تقديري للأشقاء في مصر على جهودهم المتواصلة لتثبيت التهدئة وتعزيز الاستقرار، خاصة أخي فخامة الرئيس السيسي”.
وشدد جلالته على أهمية وقف الاعتداءات والإجراءات أحادية الجانب خصوصا في القدس والمسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، وضرورة العمل مع جميع الأطراف لتفادي أي تصعيد لأن ذلك سيؤثر سلبا على جهود تحقيق السلام.
وجدد جلالة الملك التأكيد على أن الأردن سيستمر في بذل كل الجهود للحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم بالقدس، وحماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها بموجب الوصاية الهاشمية عليها.
كما أكد جلالته أنه رغم التحديات المتعددة التي تشهدها المنطقة، إلا أن القضية الفلسطينية ما زالت هي القضية المركزية.
وختم جلالة الملك “سنواصل التنسيق الوثيق مع أشقائنا في مصر وفلسطين في سبيل ما هو خير لشعوبنا وقضايا أمتنا”.
ورحب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في كلمة له خلال القمة، بجلالة الملك والرئيس الفلسطيني، مؤكداً تقدير مصر البالغ للعلاقات التاريخية على المستويين الرسمي والشعبي مع الأردن وفلسطين.
وأكد الرئيس السيسي أهمية العمل على تحقيق جميع حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وآماله وطموحاته، مستعرضاً رؤية مصر لكيفية إحياء عملية السلام، وتثبيت التهدئة في قطاع غزة، وإعادة إعمار القطاع.
ولفت الرئيس المصري إلى أن تحقيق آمال الشعب الفلسطيني في الدولة المستقلة لن يتأتى إلا من خلال توحيد الصف وإنهاء الانقسام، الذي طال أمده بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
من جهته، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن السياسات والممارسات الإسرائيلية خلقت واقعاً يستحيل معه تطبيق حل الدولتين وفق الشرعية الدولية، بل إنه يفتح الأبواب أمام خيارات لا تحمد عقباها.
وجدد في الوقت ذاته التأكيد “بأننا لا زلنا نمد أيدينا للسلام العادل والشامل وفق قرارات الشرعية الدولية وتحت رعاية اللجنة الرباعية الدولية”، وأن بلاده على استعداد للعمل في هذه المرحلة على تهيئة الأجواء من خلال تطبيق خطوات بناء ثقة تشمل تحقيق التهدئة الشاملة في الأراضي الفلسطينية كاملة.
ولفت الرئيس الفلسطيني إلى الجهود المبذولة من الأردن ومصر في سبيل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، مشدداً على أن هذا هو السبيل الوحيد لإنقاذ المنطقة من الدمار والفوضى.
وثمّن الرئيس عباس مواقف الأردن وجلالة الملك المشرفة تجاه القضية الفلسطينية، ودعمهما المتواصل لها، كما شكر الرئيس المصري على استضافته القمة الثلاثية.
وضم الوفد الأردني رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ومدير مكتب جلالة الملك، الدكتور جعفر حسان، ومدير المخابرات العامة اللواء أحمد حسني، والسفير الأردني في القاهرة أمجد العضايلة.