abrahem daragmeh
قال الناطق الإعلامي باسم اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة الدكتور نذير عبيدات، الاربعاء، إن الأردن يستخدم في بروتكول علاج مصابي كورونا دواء متشابه مع الدواء البريطاني “ديكساميثازون” الذي أشادت به منظمة الصحة العالمية.
صباح الخير ياوطني…..
الموقف الأردني الثابت اتجاه القضية الفلسطينية والرافض لكل الخطوات الإسرائيلية القاضية بضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية وغور الأردن، وتأكيد جلالة الملك عبدالله الثاني على هذا الموقف مرارا وتكرارا حيث أوضح ذلك من خلال تحركاته واتصالاته مع جميع القيادات السياسية في دول العالم خطورة مثل هذه القرارات أحادية الجانب ومخالفتها لجميع القرارات والاتفاقيات ذات الصلة بالقضية الفلسطينية وأثرها على أمن الاردن وفلسطين ودول الاقليم والعالم أجمع، ودعوته للعالم الوقوف ومنع إسرائيل من غلوها وتعنتها وضرورة انصياعها للقرارات الدوليه …. وعليه فإن هذا الوضع يتطلب منا جميعا كمواطنين ضرورة الوقوف مع وطننا وقيادتنا في موقفها الثابت رغم كل هذه التحديات والصعوبات التي نواجهها وخاصة في ظل جائحة كورونا أو ما نشهده من واقع وموقف عربي حزين ومؤلم مما يتطلب منا جميعاً العمل على تقوية جبهتنا الداخلية وذلك من خلال ما يلي :_
الوقوف بثبات كمواطنين اردنيين خلف قيادتنا الهاشمية في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها أمتنا، وخاصة بما يتعلق بقضيتنا المركزية القضية الفلسطينية… الوعي لما تقدمه وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي من اشاعات مغرضها هدفها تدمير مجتمعاتنا وتفتيت جهودنا خاصة في هذه المرحلة الحرجة.
- لتمسك بالثوابت الوطنية والقومية وتعزيز روح الولاء والانتماء للوطن وللامة….
- الاستمرار بعقد الندوات عبر الوسائل الإلكترونية المتاحة في ظل جائحة كورونا واشراك الشباب لتوعيتهم بمخاطر ما يدور ويحاك لهذا الوطن..
- عدم الاستماع للابواق الناعقة بالخراب والاقلام المأجورة والتي تصدر الاشاعات لزعزعة أمن واستقرار الوطن لتحقيق أهداف ومصالح أجهزة أمنية تديرها وتقدم لها الحماية والأموال…
- دعم قواتنا المسلحة و اجهزتنا الأمنية والوقوف خلفها لتمكينها من حماية أمننا الوطني..
- تقديم المساعدة والدعم لأهلنا في فلسطين الحبيبه لتمكينهم من الثبات والتمسك بارضهم أمام هذه المخططات التي تهدف إلى القضاء على إمكانية التحرر وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس …
- بث الروح الإيجابية والمعنوية بأن هذا الوطن كان ولا زال بفضل من الله عز وجل ومن ثم بهمة قيادته وشعبة العظيم يمتلك الكثير من القوة وله مكانتة وتأثيره بموقعه الجغرافي وتاريخه المشرف اتجاه مختلف القضايا في جميع أنحاء العالم ، وأنه وطن الرجال الرجال الذين عاهدوا الله ان يكون مخلصين لله ولوطنهم وقيادتهم وامتهم العربية والإسلامية ، والله نسال ان يحمي ويحفظ هذا الحمى العربي الاصيل ويحفظه ويكلاه برعايته….
محافظ الزرقاء: رفع العزل عن منطقة حي الدويك
أكد محافظ الزرقاء حجازي عساف، رفع العزل عن منطقة حي الدويك في محافظة الزرقاء، اليوم الأربعاء، بعدما أظهرت عينات المخالطين لمصاب فيها نتائج سلبية.
وقال عساف ، إن الأجهزة الأمنية نفذت إجراءات احترازية من خلال عزل ثلاث بنايات في منطقة حي الدويك بمحافظة الزرقاء، إثر إصابة أحد المواطنين بفيروس كورونا في شهر أيار الماضي.
وقال مدير مديرية الشؤون الصحية في محافظة الزرقاء الدكتور محمد الطحان، إن العينات التي جرى فحصها لمخالطي المصاب والعينات التي جرى سحبها بشكل عشوائي خلال فترة العزل، جاءت نتائجها سلبية.
مواطنون يشيدون بأداء موظفي مؤسسة الضمان الاجتماعي بالزرقاء
الامم خاص – الزرقاء
أشاد عدد من المواطنين بحسن الاداء لموظفي مؤسسة الضمان الاجتماعي في محافظة الزرقاء مؤكدين في حديث لصحيفة الامم اليومية ان جميع الموظفين العاملين في المؤسسة على درجة عالية من الخبرة والكفاءة التي تؤهلهم لتقديم أفضل انواع الخدمة للمواطنين واضافوا الى الدور المتميز للدائرة خلال جائحة فيروس كورونا من خلال استقبال طلبات وملاحظات وشكاوي المواطنين الكترونياً ، وحسب مديرة الدائرة الدكتورة نانسي الخصاونة فان الدارة تتعامل يوميا مع مئات المراجعين يومي
أحد المراجعين لمؤسسة الضمان الاجتماعي المواطن ” ا . ر” أكد ان الموظفين العاملين في مؤسسة الضمان الاجتماعي بالزرقاء من خيرة الموظفين لافتاً الى انهم يتعاملون مع المراجعين بكل سعة ورحابة صدر واحترام وابتسامة دائمة عاكسين في ذلك الصورة المشرقة عن موظفي المؤسسة وتفانيهم في خدمة المواطنين .
واشاد مجموعة من المواطنين بالعمل المتقن وسرعة الانجاز وحسن المعاملة في مؤسسة ضمان الزرقاء معربين عن شكرهم لادارة المؤسسة وللموظفين العاملين فيها.
من جهتها عبرت الحاجة ( م ص ) عن شكرها لمؤسسة الضمان على حسن معاملة كبار السن وتخصيص مكان خاص لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وبينت أنها مصابة بمرض ولا يمكنها المكوث وقتاً طويل في الانتظار ، حيث ان الموظفين يعاملونها معاملة حسنة وكانها في بيتها وبين أبناءها.
كما اشاد مواطنون ومراجعون بمديرة مؤسسة الضمان نانسي الخصاونة ، منوهين انها صاحب سياسة الباب المفتوح ، الذي لا يغلق.
وقال مواطنون لصحيفة الامم ، انه منذ ان تولت الخصاونة منصبها مديرا للضمان فرع الزرقاء وسارت على نفس النهج المتبع في المؤسسة بامانة ، اصبح هناك سهوله بتنفيذ العديد من المعاملات ، وترفض من خلالها تاخير اي معاملة ، لافتين الى انها تستمع للجميع وتتقبل الاراء .
واضافوا ان الخصاونة دمثة الاخلاق وتساعد جميع المراجعين ، صاحبة قلب كبير ، تستوعب الجميع رغم اختلاف مشاكلهم ومطالبهم ، الا انها سريع البديهة والاستجابة ، وتتحمل الجميع .
وختموا حديثهم لصحيفة الامم ان الخصاونة تعمل بكل جد واجتهاد من اجل ان تترك بصمة المسؤول الناجح الذي لا يقبل ان يكون بمعزل عن الناس والمراجعين ، ولا يقبل على نفسه الا ان يكون خادما لجميع المراجعين والمواطنين ويتحمل مسؤولياته بكل امانه.
ومن خلال جولة صحيفة الامم للمؤسسة والاطلاع على الخدمات المقدمة للمواطنين شاهدنا مديرة المؤسسة وهي تتعامل بلطف وايجابية واخلاق مع احد المراجعين الذي أصر على الاساءة في تقديم المعاملة الا ان المديرة استوعبته بكل صدر رحب .
الملك يخرّج المشاركين في دورة الدفاع الوطني
رعى جلالة الملك عبدالله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، في كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية، اليوم الأربعاء، حفل تخريج المشاركين في دورة الدفاع الوطني 17، وطلبة برنامج ماجستير استراتيجيات مكافحة التطرف والإرهاب 3.
وكان في استقبال جلالته لدى وصوله الكلية، رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي، وآمر كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية.
وقال آمر الكلية العميد الركن علي المقابلة، خلال حفل التخريج، إن برنامج الدفاع الوطني يركز على الأمن والدفاع ويتناول عناصر الأمن الوطني ومقوماته بجميع أبعاده، بينما يركز برنامج ماجستير استراتيجيات مواجهة التطرف والإرهاب على إعداد استراتيجيات تسهم في تثقيف وتوعية وتحصين المجتمع ضد الفكر المتطرف.
وأضاف أن رسالة الكلية تتمثل في تأسيس قدرات التخطيط الاستراتيجي والمهارات القيادية المتقدمة باعتماد أنماط التفكير في إدارة الدولة واستشراف المستقبل، لافتا إلى أن إدارة أزمة كورونا قدمت أنموذجاً لهذا النمط من الإدارة، من خلال الأداء المتميز المشترك بين الحكومة والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية.
وسلم جلالة القائد الأعلى، الشهادات للخريجين من ضباط القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وموظفي وزارات ومؤسسات الدولة المختلفة.
ودوّن جلالة الملك كلمة في سجل كبار الزوار، عبر فيها عن فخره واعتزازه بالكلية، التي تعد صرحاً عسكرياً شامخاً ومنارة علم، مثمنا جلالته جهود القائمين عليها، لما يبذلونه من جهد لإعداد نخبة من القادة الأكفياء.
وحضر حفل التخريج، سمو الأمير فيصل بن الحسين، ورئيس الوزراء، ورئيس مجلس الأعيان، ورئيس مجلس النواب، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومستشار جلالة الملك للاتصال والتنسيق، ووزير الداخلية، ومدير المخابرات العامة، ومدير الأمن العام، ورئيس جامعة مؤتة.
وتمنح كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية درجة الماجستير في الإدارة والدراسات الاستراتيجية وبرنامج ماجستير استراتيجيات في مواجهة التطرف والإرهاب.
الأردن يرسل مذكرة احتجاج لاسرائيل
دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين اليوم، استمرار قيام السلطات الإسرائيلية بأعمال في الحائط الغربي للمسجد الأقصى المبارك، الذي يشكل جزءاً لايتجزأ من المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف.
وأكد الناطق الرسمي بإسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين السفير ضيف الله الفايز في بيان أن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك هي السلطة الوطنية صاحبة الاختصاص الحصري في إدارة جميع شؤون المسجد الأقصى المبارك بموجب القانون الدولي، وأن جميع أعمال الصيانة والترميم في المسجد البالغة مساحته 144 دونماً، بما في ذلك الأسوار، هي ضمن الصلاحيات الحصرية لإدارة أوقاف القدس، وأن على إسرائيل، كقوة قائمة بالاحتلال، إحترام التزاماتها بهذا الشأن ووقف الاعمال فوراً.
وشدد الفايز على ضرورة التزام إسرائيل بالوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف وحمّلها كقوة قائمة بالاحتلال كامل المسؤولية عن سلامة المسجد وأسواره.
وأوضح الفايز أن الوزارة أرسلت مذكرة احتجاج رسمية للجانب الإسرائيلي بخصوص الأعمال في الحائط الغربي.
الصفدي: المنطقة تقف على مفترق حاسم
بحث وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي والمبعوث الأممي لعملية السلام نيكولاي ملادينوڤ الجهود المبذولة لمنع تنفيذ إسرائيل قرارها ضم أراض فلسطينية ودرء الخطر غير المسبوق الذي سيمثله تنفيذ قرار الضم على كل جهود تحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة.
وأكد الصفدي وملادينوڤ رفض الضم خرقاً للشرعية الدولية وتقويضاً لفرص تحقيق السلام وشددا على أهمية التزام قرارات الشرعية الدولية واعتمادها أساسا لمفاوضات فاعلة لحل الصراع وفق حل الدولتين.
وقال الصفدي إن تنفيذ إسرائيل قرار الضم سيقتل كل فرص تحقيق السلام الشامل ما يشكل خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
وأكد أن الضم سيكرّس الاحتلال الذي لن ينتهي الصراع الا بزواله عبر حل تفاوضي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران ١٩٦٧ وفق حل الدولتين الذي اعتمده المجتمع الدولي سبيلاً وحيداً لتحقيق السلام.
وشدد الصفدي على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل سريع وفاعل لمنع الضم وإعادة إحياء آفاق تحقيق السلام العادل الذي تقبله الشعوب والذي اعتمدته كل الدول العربية خياراً استراتيجياً.
وقال الصفدي إن المنطقة كلها تقف على مفترق حاسم فإما سلام عادل طريقه حل الدولتين وإما صراع طويل أليم سيكون النتيجة الحتمية لقرار الضم.
وشدد إن تنفيذ إسرائيل قرار الضم يعني اختيارها الصراع بدل السلام وتتحمل هي مسؤولية انعكاساته الخطرة على العلاقات الأردنية الاسرائيلية وعلى كل مساعي تحقيق السلام الشامل.
هل نتوقف عن استخدام هذا الوصف؟
لفت صديق يقظ نظري إلى خطأ دارج وقعت فيه بمقالي ليوم أمس وكان بعنوان “الثروات تحت مجهر مكافحة الفساد” وتمثل باستخدام اصطلاح “المال الأسود” في وصف ظاهرة شراء الأصوات في الانتخابات. التعبير هذا ينطوي على تمييز عنصري ضد أصحاب البشرة السوداء، وهو كما قال الصديق من اختراع الرجل الأبيض في الغرب وتم تعميمه عالميا.
أولا أسجل اعتذاري هنا عن خطأ غير مقصود من طرفي، فأنا مثل كثيرين غيري تنطلي علينا التعابير الدارجة ونستخدمها دون تدقيق أحيانا. وربما يكون ذلك هو الجانب الأخطر في عولمة المصطلحات بحيث تصبح جزءا من ثقافتنا دون أن نلتفت لدلالاتها الخطيرة، فنتمثلها سلوكا عن غير وعي أو تمييز.
لا أعلم على وجه التحديد تاريخ هذه الظاهرة، لكننا في الإعلام والأدب والسياسة نستخدم كلمة “الأسود” لوصف الشر والحزن والأيام التعيسة في حياتنا. في تراثنا ارتبط السواد بالليل ومنه تم اشتقاق المصطلح وتعميمه كتعبير مجازي، لكن في عالمنا المعاصر ثمة حساسية كبيرة للمفهوم، خاصة في أيامنا هذه حيث ينتفض العالم كله تضامنا مع السود في أميركا.
هناك وفي الولايات المتحدة الأميركية تحديدا، صار السواد تعبيرا عن ظلم تاريخي لملايين البشر من أصحاب البشرة السوداء، وفي الحياة اليومية قد يتعرض الشخص لمواقف محرجة إذا ما استخدم هذا التعبير دون إدراك.
في عالمنا العربي لا أعرف السبب الذي يدفع بنا إلى ربط اللون الأسود بالشر والحزن والهزائم، وعلينا أن نبحث في التاريخ عن السبب وراء ارتداء النساء للباس الأسود عندما يفقدن عزيزا عليهن.
لكن مصائبنا منذ زمن الاستعمار الغربي كانت على يد الرجل الأبيض لا الأسود، فمن غزا أراضينا هم البيض الغربيون، ومن اغتصب فلسطين بيض من شتات الأرض. ولا ننسى غزو العراق على يد الاميركي الأبيض، حتى إرهابنا العربي كان من صنع بيض عرب التحق بهم أمثالهم من المهووسين الغربيين.
البحث هنا يطول في التاريخ، لكن الموضوع يستحق من أصحاب الاختصاص النبش عن أصل المفهوم في ثقافتنا، إذ لا يكفي اعتبار ظاهرة العبيد التي اندثرت منذ قرون أساسا للمفهوم الذي ما يزال دارجا في حياتنا.
نستطيع في الإعلام أن نساهم في محاربة الاصطلاحات التي تحمل تمييزا من مختلف الأشكال، سواء ما يخص الجنس أو الدين ولون البشرة أيضا. نحن الآن على أبواب انتخابات نيابية، وسيكثر الحديث عن المال والرشى وظاهرة شراء الأصوات، وقد اعتدنا جميعا؛ إعلاميين ومسؤولين على استخدام وصف المال الأسود.
ينبغي علينا أن نمتنع عن ذلك ونتخذ قرارا في مؤسساتنا الإعلامية باستبدال هذا الوصف بتعبير آخر، والأنسب هنا “شراء الأصوات” بوصفه فعلا مجرما بالقانون. وبالأمس القريب استخدم وزير الإعلام التعبير مثلنا تماما عندما عرض في مؤتمر صحفي التعديلات المقترحة على قانون هيئة النزاهة ومكافحة الفساد، ولا أظن أن صاحب اصطلاح “الإنسانية جمعاء” يقصد ذلك بالطبع لكنه الدارج في لغتنا.
المهم أن لا يثبت التعبير في نص التشريع، وتبادر الهيئة المستقلة للانتخاب إلى التعميم على وسائل الإعلام والجهات الرسمية بعدم استخدام الوصف، وشطبه من الأدبيات الانتخابية إن وجد.
ثوابت ليست للبيع
تبقى المنطقة تعيش تحت وطأة عبث الاحتلال الإسرائيلي في قضية المنطقة المركزية، وهي القضية الفلسطينية، مع ارتفاع واضح جدا في وتيرة السياسات المتطرفة والقرارات أحادية الجانب، وهي قرارات مدعومة من الإدارة الأميركية التي بلغت من الغطرسة أن تهدد الدول الرافضة للمشروع الصهيوأميركي، تهديد يحاول المساس بالتمسك الأردني بثوابته في هذا الاتجاه.
التهديدات الأميركية بقطع المساعدات عن الأردن، والزج بقضايا جانبية في القضية، لن يؤثر على التزام المملكة تجاه القضية المصيرية، وتجاه مصالحها وأولوياتها، لأن المواقف السياسية المبدئية ليست قابلة للبيع والشراء، ولا تنهزم أمام غوغائية التهديدات التي يطلقها أشخاص لا يعرفون طبيعة الصراع في المنطقة، ولا يفقهون في التداعيات التي يمكن أن تحدث نتيجة تطرف إسرائيل، ونتيجة الدعم الأميركي اللامحدود لهذا التطرف!.
لكن عمان تدرك المدى الخطر الذي يمكن أن تندرج فيه المنطقة بسبب الإجراءات الإسرائيلية التي يحاول الاحتلال من خلالها اغتنام فرصة وجود رئيس يميني في البيت الأبيض، وإنهاء الحلم الفلسطيني بدولة تلم شعبا عانى على مدى قرن كامل.
عمان تواصل مساعيها في عزل دولة الاحتلال عبر اتصالات مع قادة العالم، بهدف حشد موقف دولي يحول دون تمكن إسرائيل من تنفيذ قرارها بضم ثلث دولة فلسطين، وقد حققت الكثير، فالمنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، حث إسرائيل على “التراجع عن تهديداتها بضم أجزاء من الضفة الغربية”، فيما أدانت حركة عدم الانحياز في مقر الأمم المتحدة، خطط الاحتلال لضم أجزاء واسعة من الأرض الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وقد سبق كل ذلك موقف واضح من الاتحاد الأوروبي.
وبموازاة ردود الفعل الدولية، يبقى الموقف العربي كما عهدناه دوما، يحمل الشعارات ليس أكثر، دون أن يكون له أي أثر يذكر، أو أي تأثير، ليس على إسرائيل وحدها، وإنما على المجتمع الدولي. الناس لا تتوقع منهم أكثر من ذلك، بينما يتباهى الاحتلال بأن هناك من الدول العربية من يوافقه على خطواته الأخيرة. نحن لا نعلم صدق الاحتلال من كذبه في هذه التصريحات، لكننا نعلم أن الموقف العربي لم يتبلور حتى اللحظة تجاه رفض قاطع لإجراءات الاحتلال.
فجر أمس كانت سيارات عسكرية إسرائيلية تقتحم مدينة رام الله في الضفة الغربية التي تخضع للسيطرة الأمنية الفلسطينية، للمرة الأولى منذ إعلان الرئيس الفلسطيني وقف العمل بالتفاهمات والاتفاقيات مع إسرائيل والولايات المتحدة، وهي خطوة تذكرنا باقتحام وحصار الاحتلال لمقر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
خطوات الاحتلال تؤكد تحلله من جميع الاتفاقيات والمعاهدات السابقة، وأنه ينوي السير قدما بتنفيذ إجراءاته أحادية الجانب، فإسرائيل اليوم باقتحامها رام الله تكون قد قطعت شوطا في طريق الضم، غير آبهة بالمجتمع الدولي الذي يرفض معظمه هذه الإجراءات.
أمس، كان جلالة الملك يجري لقاءات مع لجان وقيادات في الكونغرس الأميركي، وقد أعاد التأكيد على الموقف الأردني الثابت، والرافض لأي إجراء أحادي على الأرض، داعيا إلى ضرورة إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين.
عندما يعتقد قادة الاحتلال، وأشخاص في الإدارة الأميركية بأن الأردن لا يملك ما يواجه به الغطرسة، عليهم التفكير مليا في الأمر، فالمملكة بقيت، وستظل على الدوام، عمادا أساسيا من أعمدة استقرار المنطقة، وإن كان الاحتلال ينسى هذا الأمر، فعليه أن يعيد حساب الأوراق التي يمتلكها هو، والأوراق التي يمتلكها الآخرون.
كيف نعزز الأمن المائي والغذائي في زمن كورونا؟
أعادت جائحة كورونا وضع موضوع الامن المائي والغذائي على اعلى قائمة أولويات الحكومات في مختلف دول العالم ومنها الاردن. فقد اكتشفت الدول خلال فترة الحجر الصحي التي فرضتها الجائحة أن أكثر الحاجات الاساسية التي تهم الانسان في الظروف الطبيعية وغير الطبيعية هي الامن المائي والغذائي والصحي.
الأردن يعتبر من أكثر الدول التي تعاني شحا في المياه، حيث لا تتجاوز حصة الفرد من المياه 150 م3 سنويا. وهذا ما دفع الحكومات المتعاقبة في المملكة ممثلة في وزارة المياه والري والجهات المعنية الاخرى لاستغلال مياه الأمطار من خلال بناء وإنشاء السدود. فقد تم إنشاء أول سد في الأردن سنة 1967 وهو سد شرحبيل بن حسنة. ويصل عدد السدود القائمة في الأردن الى حوالي ستة عشر سدا؛ وهي سد الملك طلال وسد الكفرين وسد الوالة وسد وادي العرب وسد وادي شعيب وسد الوحدة (نهر اليرموك) وسد جاوا وسد شرحبيل بن حسنة وسد الكرامة وسد وادي الموجب وسد التنور وسد كفرنجة وسد زرقاء ماعين وسد وادي الكرك وسد وادي ابن حماد وسد وادي مدين. علاوة على السدود الصحراوية والحفائر البالغ عددها (374) ما بين حفيرة وسد وبرك صحراوية بسعة تصميمية تصل الى (113) مليون م3 والمنتشرة في معظم مناطق البادية الشمالية والشرقية والجنوبية والمصممة لخدمة اهالي مناطق البادية ومربي المواشي.
تعدّ السدود المائية أحد أهم مصادر المياه السطحية في المملكة وتشكل المصدر الرئيس لمياه الري ورافدا اساسيا لمياه الشرب والتغذية الجوفية وتوليد الكهرباء وسقاية المواشي والاستخدامات الصناعية والسياحية.
نقدر الجهود الكبيرة التي تقوم بها وزارة المياه والري لتوفير المياه لمختلف الاستخدامات. إلا أنه ونظرا لندرة الموارد المائية واستمرار انخفاض حصة الفرد من المياه في الاردن مقارنة بدول العالم، لا بد من انشاء المزيد من السدود وتعلية الممكن منها لتخزين أكبر كمية ممكنة من كل قطرة ماء تتساقط سنويا على أرض الاردن. إن إنشاء السدود يعمل بالتأكيد على تقليص الفجوة ما بين حجم المياه المتاحة وحجم الطلب الطبيعي وغير الطبيعي المتزايد على المياه في الأردن سنة بعد أخرى. كما أن إنشاء السدود يحافظ على التربة من الانجراف ويحمي المناطق السكنية والزراعية المنخفضة من تهديدات السيول. والكل يعلم أن اقامة السدود أو تعلية القائم منها يساهم في زيادة مخزون المياه الجوفية التي تعتبر عاملا اساسيا في ضمان الامن الغذائي المستقبلي لأنه يعتمد وبشكل كبير على توافر المياه اللازمة لري المزارع وبالتالي استمرار انتاجيتها.
كما أن اقامة السدود في مناطق الاودية ومنحدرات الجبال تعد خطوة استباقية للاستفادة من مياه الامطار في مراحلها الاولى، وتشكل عاملا مهما في الحيلولة دون هدر تلك المياه ووصولها الى البحر ليتم بعد ذلك صرف الأموال الطائلة لتحليتها واعادة استخدامها والاستفادة منها.
المطلوب استخراج خرائط شاملة لكل مواقع الاودية ومنحدرات الجبال لتحديد المناطق التي يمكن بشكل عاجل وملح، انشاء سدود خرسانية فيها، للتوسع ببرامج الحصاد المائي. إن منظومة السدود اضافة الى كونها مصدرا مائيا رئيسا، تعمل على تطوير الواقع المعيشي والبيئي، وايجاد فرص عمل من خلال تنفيذ مشاريع ريادية زراعية في مجال التربية الحيوانية والاستثمارات السياحية، وبالتالي المساهمة في التخفيف من حدة البطالة والحد من التصحر ومواجهة استنزاف الموارد المائية.
وبالخلاصة نعيد التأكيد على ان انشاء السدود يعد أحد اهم الخيارات الإستراتيجية والمحدودة لإيجاد مصادر مائية جديدة يمكن الاعتماد عليها للحد من تفاقم الازمة المائية التي تواجهها المملكة وبنفس الوقت لزيادة الانتاجية في القطاعين الزراعي والحيواني وبالتالي زيادة تعزيز الامن المائي والغذائي في المملكة.