31.1 C
عمّان
السبت, 7 سبتمبر 2024, 15:17
صحيفة الأمم اليومية الشاملة

abrahem daragmeh

خبير يكشف أسباب ارتفاع قيمة فاتورة الكهرباء

abrahem daragmeh

قال الخبير في الشأن النفطي عامر الشوبكي، إن شركة الكهرباء تحمل المواطنين قيمة الفاقد من الكهرباء سواء من خلال السرقة او بسبب بنية الشركة ذاتها.

وأكد الشوبكي، “بالاضافة الى ارتفاع استهلاك الكهرباء بشكل عام في فصل الشتاء نتيجة استخدام بعض المنازل المكيفات لغرض التدفئة وتسخين المياه باستخدام الكهرباء، الا ان العديد من المواطنين ابدو امتعاضهم من ارتفاع غير مبرر لفاتورة الكهرباء رغم عدم امتلاكهم لوسائل تدفئة كهربائية او سخانات ماء كهربائية”.

وتابع، “للعلم إن جزءا من الفاقد في شبكات التوزيع سبُبه السرقات والسحب غير القانوني، ولكن جزءًا آخر لايستهان به مرتبط ببنية الشبكة نفسها، وفي كل الأحوال فإّن المستهلك هو الذي يتحمل كلفة هذا الفاقد ويقسم على الجميع وذلك حسب البنود التعاقدية بين الحكومة وشركة الكهرباء الوطنية من جهة ومع شركات توزيع الكهرباء الثلاث من جهة اخرى. فما ذنب المواطن الملتزم؟”.

وبين الشوبكي أن الفاقد يحسب في شركة الكهرباء الوطنية عبر طرح ما تم شرائه من الكهرباء من شركات التوليد وما تم بيعه من الكهرباء لشركات التوزيع، ويتضمن الفاقد في التوليد والفاقد في النقل والفاقد في التوزيع وحسب البيانات المالية الحكومية فقد تخطى مجموع الفاقد سنة 2018 مبلغ 200 مليون دينار اردني، وبحسب بنود التعاقد بين شركات التوزيع والحكومة لا تتحمل شركات التوزيع اي خسارة نتيجة الفاقد من الكهرباء.

وقال الشوبكي إنه رغم انخفاض الفاقد في التوزيع نتيجة انخفاض عدد السرقات من الكهرباء سنة 2019 الا أن الفاقد الفني ما زال متزايد نتيجة الاهتراء وعدم صيانة شبكات نقل وتوزيع الكهرباء المحلية.

Share and Enjoy !

Shares

الرزاز يعلن تقرير أعمال الحكومة لسنة 2019

abrahem daragmeh

يعلن رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز “تقرير أعمال الحكومة لسنة 2019 – أبرز النتائج”، في فعالية تقام عند الساعة الثالثة من بعد عصر اليوم الاثنين في بيت الضيافة برئاسة الوزراء.

وتأتي الفعالية للحديث عن أبرز نتائج أعمال الحكومة خلال سنة 2019، ومن ضمنها الالتزامات الحكومية المكتملة ضمن وثيقة أولوياتها للعامين 2019-2020.

وعلى الصحفيين الراغبين بالحضور وتغطية أحداث الفعالية التواجد قبل ربع ساعة، وإبراز الوثيقة التي تثبت عملهم لدى أي من وسائل الإعلام.

Share and Enjoy !

Shares

الخارجية: جاهزون لجلب الأردنيين من الصين

abrahem daragmeh

– أكد الناطق باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين السفير ضيف الله الفايز أن عدد الطلبة الأردنيين المسجلين في ووهان الصينية هو 100 طالب، لكن نتيجة الأعياد الصينية غادر مجموعة من الطلبة وبقي الآن 60 طالبا، و10 طلاب فلسطينيين، سيتم إعادتهم جميعاً.

واكد الفايز في تصريحات اذاعية، أن “الطيارة موجودة ومستعدة ونسعى للوصول إلى التصاريح اللازمة للطيران، كما نسعى للوصول بأسرع وقت، حيث تم الحصول على موافقة الصين على هبوط الطائرة لوهان”.

واشار الى ان”الوضع استثنائي وإجراءات احترازية نفذتها الصين، ونحن نقدرها بالكامل في سعيهم للحفاظ على صحة شعبها والجاليات الموجودة، ونعلم انه تم عزل المدينة، ولم يتم تسجيل حالات إصابات في الجامعة التي يوجد بها طلبتنا حتى الآن ويتم إجراء فحوصات طبية دورية”.

Share and Enjoy !

Shares

طبيشات نسعى الى زيادة عدد مكاتب البريد في محافظة اربد

abrahem daragmeh

اربد – رائد طبيشات
قال مدير مديرية بريد محافظة اربد المهندس عمر طبيشات ان مديرية البريد تسعى الى زيادة عدد مكاتب البريد المنتشرة في محافظة اربد ليتسنى لها تقديم افضل الخدمات للمواطنين في مناطق سكناهم وتوفر عليهم عناء الوقت والجهد مؤكداً الى ان هناك 67 مركز بريدي يقدم جميع الخدمات البريدية المختلفة ومشيراً الى ضرورة تطوير العمل وصولاً لرضى المواطن لتكون مراكز البريد في المستقبل هي نقطة التواصل الرئيسية ما بين المواطن والدوائر الحكومية والخاصة .
وأضاف طبيشات ان مكاتب البريد اصبحت تقدم جميع الخدمات اللازمة للمواطنين حيث اصبح بمقدور المواطن ان يقوم بدفع فواتير الكهرباء والماء والهاتف وتسليم مخصصات المعونه الوطنية وانجاز جميع الخدمات الإلكترونية الخاصة بتحصيل المسقفات ومخالفات السير والأقساط الجامعية وخدمة التحقق عن هوية اللاجئين السوريين عن طريق جهاز خاص بذلك من خلال بصمة قزحية العين وخدمة الحوالات الفورية الداخلية والخارجية واستلام وتوصيل بلاغات المحاكم النظامية والشرعية وخدمة المحافظ الإلكترونية وهذه الخدمات تقدم بشكل مجاني نظراً لوجود اتفاقيات مبرمه مع الجهات ذات العلاقة .
وتطرق طبيشات الى الإنجازات التي تحققت في مديرية بريد محافظة اربد والمتمثله بزيادة عدد مكاتبها لتصبح 67 مركز منتشره في جميع المناطق وان هناك خطة لإعادة توزيع المكاتب وزيادتها لتتناسب مع التوسع العمراني في محافظة اربد واستخدامها بالشكل الأمثل وتطوير الخدمات فيها بالإضافة الى زيادة عدد الكوادر العاملة في تقديم الخدمات البريدية حيث بلغ عددها الآن 170 موظف .
وتحدث طبيشات عن الطموح الأبرز في سنة 2020 والمتمثل بترشيح البريد الأردني ليمثل الأردن في مجلس ادارة اتحاد البريد العالمي حيث سيعمل البريد في الفترة المقبله على تكثيف جهوده وبالتعاون مع الشركاء من الدول العربية والصديقة ووزارة الخارجية من خلال السفراء المعنيين للترويج لدعم هذا الترشح والفوز بهذا المنصب والذي سيتيح للبريد الأردني المشاركة والتصويت في جميع القرارات المتخذه بشأن العمل البريدي .
ونوه طبيشات الى ان هناك خطة طموحة للتقليل من فاتورة الكهرباء في جميع مراكز البريد من خلال تركيب نظام الطاقة الشمسية كون فاتورة الكهرباء تستنزف اموال كبيرة من موازنة البريد يمكن استغلالها في انشاء خدمات اكثر تطوراً للمواطن .
وقدم طبيشات الشكر رئيس بلدية اربد الكبرى المهندس حسين بني هاني ورؤساء اعضاء اللجان المحلية على دعمهم المستمر والمتواصل لمديرية بريد محافظة اربد من خلال تخصيص مكاتب لها في مناطق البارحة وبشرى وسال والمغير لتكون مكاتب بريدية تقدم افضل الخدمات للمواطنين وقدم طبيشات الشكر ايضاً لمدير عام البريد الأردني الدكتور خالد اللحام على تعاونه المستمر وعمله المتواصل للأرتقاء بجميع اعمال البريد وتطوير خدماته والتوسع في استحداث المكاتب البريدية .

Share and Enjoy !

Shares

ورشة عمل في الزرقاء تناقش ثاني أطول سور تاريخي في العالم والمكتشف في الاردن

abrahem daragmeh

أقيمت في مركز الملك عبدالله الثاني ورشة عمل بعنوان من قصر شبيب الى خط شبيب / اكتشاف سور الاردن العظيم ، وذلك في مركز الملك عبدالله الثاني الثقافي – وبتنظيم من هيئة تنشيط السياحة ومنتدى ياجوز الثقافي ومشاركة جامعات وهيئات ثقافية ومنتديات ، ورحب رئيس اللجنة التحضيرية السيد فريد الشريدة بالحضور وفريق العمل المتخصص بتوثيق السور ، وتحدث معالي ميشيل حمارنة راعي الورشه عن أهمية السور المعروف بخط شبيب وقدم العديد من الأمثلة لتجارب ناجحة في مجال الإفادة من اقتصاديات السياحة على المستوى العالمي ، وتحدث العميد المتقاعد مناور الشخاترة المشارك في عملية توثيق السور مشيدا بالتعاون الثقافي بين الأطراف المشاركة في التوثيق خاصة الجامعات والثقافة العسكرية وتاسيس متحف مدرسة الأمير هاشم بن الحسين في المريغة جنوب معان ، ثم تحدث الدكتور عبد العزيز من جامعة آل البيت مشيرا إلى أهمية الاستمرار بتوثيق المرحلة الثانية من السور والبحث في أنماط الإستقرار منذ نشأته في العصر النبطي حتى يومنا الحاضر ، وفي كلمته أشار السيد عبد الرحيم العرجان مدير جاليري قدرات “ابيليتز” والمتخصص بالتصوير والتوثيق لمشروع اكتشاف السور عن خطط تطوير مسارات سياحية حول السور وتضمنت : وحول أهمية التوثيق يقدم العرجان ذلك حسب خطة زمنية على عدد من المراحل بواسطة أحدث ما توصلت إليه أجهزة التصوير الفوتوغرافي والفيديو والتي يمكن ربطها وإتاحة نتائجها عبر الانترنت بواسطة التطبيقات وموقع جوجل ايرث ، بهدف خلق ذاكرة زمانية مكانية ووثيقة وطنية تاريخية متاحة للاستخدام لوزارة السياحة والآثار ممثلة بدائرة الآثار العامة وهيئة تنشيط السياحة ودائرة المكتبات الوطنية ودارسين العلم والمعرفة والمجتمع المحلي وغيرهم، مع حفظ حقوق الملكية والمرجعية ،و شاهد حي على الجهود المبذولة في المحافظة عليه او الانتهاكات التي قد تحدث، ولتعريف المجتمع باهميته.
ومراحل التوثيق سوف تشمل مسير راجل على مدى طول السور البالغ 140 كلم ذهابا وإيابا لتغير المشهد والرؤية بفصول واوقات زمنية مختلفة، لخلق صور تخدم كلا من التوثيق العام، الإعلام، مادة لاقامة معارض وطباعة كتب ونشرات وغيرها.
واضاف هناك العديد من المواقع التي تطلب صور ب 180 او 360 درجة أو خدمة التجوال عبر الانترنت بالإضافة إلى التصوير الجوي الذي نأمل دعمه من قبل سلاح الجو لرحلة واحدة بواسطة الهوليكوبتر وتقديم خبرات المشوره والتدريب لمدرسة الأميرهاشم بن الحسين في المريغة ، ثم تحدثت الدكتورة جمانة الدويكات عن الفوائد الاقتصادية للسور على المجتمع المحلي في محافظة معان وقدمت الأمثلة المشابهة في دول العالم وتجارب ناجحه لتطوير السور الأردني ، ثم تحدث السيد محمد حماد من جمعية أدلاء السياح وأكد على دور اأدلاء في إضافة المنتج الجديد إلى قائمة الحزم السياحية واعتبار منطقة رأس النقب مقصدا سياحيا. ثم تحدث رئيس اللجنة العلمية لاكتشاف سور الأردن العظيم الدكتور محمد وهيب من الجامعة الهاشمية ، وأشار إلى تسلسل اكتشاف السور منذ عام 1948 ومن ثم توثيقه من الجو عام 1982 ، ثم دراسته من طرف الفريق الأردني ودائرة الآثار العامه في 1992 ومن ثم التنقيبات الأثرية حوله واستمرار التوثيق حتى يومنا الحاضر ، وأكد أن السور يعتبر ثاني أطول سور في العالم بعد سور الصين ، كما أنه يعتبر أقدم سور في العالم من فئة الأسوار الطويله التي يزيد طولها عن 100كم ويمتد السور من منطقة رأس النقب عبر محافظة معان ويخترق الشوبك والفجيج وجرف الدراويش وصولا إلى وادي الحسا في محافظة الطفيلة ، وقد تعرضت بعض أجزائه للتلف بسبب شق الطرق الحديثة والزراعة ، وأكد أن كتابا سيصدر عن السور وملحقاته والذي يبلغ طوله 140- 150 كيلو متر ، وفي الكلمة الختامية تحدث الدكتور بكر خازر المجالي عن أهمية الاعتزاز الوطني بالإرث الحضاري على أرض المملكة والذي نفاخر به العالم وإفادة المجتمع المحلي وتنويره بقيمة هذا الإرث المتميز وأن السور يمثل جزءا مهما من تراث المملكة العريق، وفي الختام أوصى المشاركون بالورشة في تبني توجهات جلالة الملك بخصوص الجنوب حيث قال جلالته:
((إن النمو في القطاع السياحي في الأردن يشهد تحسنا ملحوظا ، مما يتطلب تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لرفع القدرة التنافسية على مستوى الاقليم ، ولا بد من التركيز على الأولويات في القطاع السياحي في مختلف مناطق المملكة، وأن التركيز في الشهور المقبلة سيكون على مناطق الجنوب ويتبعها لاحقا مناطق الشمال لرفع مستوى الخدمات السياحيه في العام 2020)) جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين من كلمته في لقاء القطاع السياحي عمان- قصر الحسينية 21/1/2020
كما أوصى المشاركون بالانتقال للمرحلة الثانية من التوثيق، والاستمرار بالعمل وتبسيط المعلومات وترويج النشر العلمي ، وإعداد المقالات والكتب ، وإعداد خطط التطوير بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة ، والبث في تطوير اقتصاديات المجتمعات المحلية في رأس النقب. وتم تكريم السيد عمر ضمره لاسهاماته في الإعلام السياحي في محافظة الزرقاء .

Share and Enjoy !

Shares

توقيف شخصين قاما بالاعتداء على طبيبين في مستشفى بسمة

abrahem daragmeh

القت قوى الامن في شرطة اربد على شخصين على خلفية مشاجرة مع طبيبين في مستشفى الاميرة بسمة التعليمي في محافظة اربد .

ووفق مسؤول امني كشف تفاصيل الحادثة “للدستور” انه وقعت مشاجرة أمس في مستشفى الاميره بسمه في محافظة اربد بين شقيقين وطبيبين على خلفية عدم اعطاء تحويل طبي لوالدة الشقيقين .

وزاد المسؤول الامني ان  الاجهزة الامنية تمكنت من ضبط جميع الاطراف واحتصلوا على تقارير طبية تشعر بأن حالتهم العامة حسنة, وفتحت الاجهزة الامنية تحقيقا بالحادثة وسيتم توديعهم للقضاء.

ونوه المسؤول الامني ان جميع الأطراف مشتكى عليهم واحتصل الطبيبين على دخول بمستشفى اليرموك وجرى توقيف الطرف الاخر.

يشار الى ان المشكلة حصلت يوم امس مما استدعى تدخل قوى الامن التي سيطرت على المشاجرة .

Share and Enjoy !

Shares

خالد طوقان: ضغوطات إسرائيلية على المشروع النووي الأردني

abrahem daragmeh

قال رئيس هيئة الطاقة الذرية، خالد طوقان، اليوم الاثنين، إن استيراد الغاز من إسرائيل يتنافى مع مبدأ استقلالية الطاقة، محذراً من الاعتماد على دولة لا يؤمن جانبها.

ودعا طوقان في حوار مع موقع “العربي الجديد” إلى إقامة مفاعلات نووية مشتركة بين الدول العربية.

– الى أين وصلتم بمشروع المفاعل النووي الأردني؟

تم إنشاء هيئة الطاقة الذرية الأردنية عام 2008 لتتولى تنفيذ ما يتعلق بها في الاستراتيجية الوطنية للطاقة، إذ أطلقت البرنامج النووي وباشرت بتنفيذ خمسة مشاريع كبيرة، وهي مدة زمنية قصيرة في تنفيذ برنامج طموح يعتمد على ما يتوفر من إمكانات مالية، وقوى بشرية. ورغم كل التحديات فقد تحققت إنجازات واضحة وملموسة للبرنامج، باتت موجودة على أرض الواقع. وبلغ إجمالي الإنفاق الرأسمالي للهيئة على جميع مشاريع البرنامج النووي خلال السنوات الماضية ومنذ انطلاق البرنامج حوالي 158 مليون دولار.

– ما مستقبل مشروع الطاقة النووية في الأردن في ظل استيراد الغاز من إسرائيل، وهل يمكن التراجع عن المشروع؟

إن استيراد الغاز من إسرائيل يتنافى مع مبدأ استقلالية الطاقة، ولا يمكن الاعتماد على دولة لا يؤمن جانبها ولا ندري أهدافها الخفية على المديين المتوسط والبعيد.

وعلى الأردن أن يفكر ملياً في تنويع مصادر الطاقة وتعظيم استخدام الطاقة المحلية، ومنها النووية، لأنها أحد المصادر التي توفر الحمل الأساسي للطاقة الكهربائية، وخاصة في بلد يفتقر إلى مصادر الطاقة الأحفورية، كما لا يمكن الاعتماد دائماً على مصدر خارجي قد نفقده في أي لحظة، فما بالك إذا كان هذا المصدر من إسرائيل.

لذا فإنه من الخطأ أن يتم التراجع عن مشروع استخدام المفاعلات النووية لإنتاج الطاقة الكهربائية، وعلينا ألا نبقى معتمدين على الغير في توفير جل احتياجاتنا من الطاقة.

– ما هي التحديات التي تواجه البرنامج النووي وآخر إنجازاته حتى الآن؟

بعد مضي أكثر من 12 عاماً من العمل على تنفيذ مشاريع البرنامج النووي الأردني ضمن الموارد والإمكانات المحدودة المتاحة، ومن تجربة حقيقية، يواجه تنفيذ المشروع العديد من التحديات، منها قلة توفر الموارد المادية اللازمة لتنفيذ البرنامج، وتعمل الهيئة في تنفيذها للبرنامج آخذة بعين الاعتبار الإمكانات المحدودة للدولة مقارنة بدول أخرى تنفذ مثل هذه البرامج.

ومن التحديات أيضاً محاولة تشويه الحقائق وتضليل الرأي العام حول البرنامج النووي وفوائده، وتصويره على أنه خطر اجتماعي واقتصادي كبير، بالرغم من أنه مطبق ومعمول به في العديد من الدول وذو جدوى تقنياً واقتصادياً. كما أن هناك جهات تتربص وتخطط لكي يكون الأردن ضعيفاً اقتصادياً ومالياً وعلمياً.

– هل تعتقدون بوجود ضغوط إقليمية، خاصة من إسرائيل، لإفشال المشروع النووي الأردني؟

بكل تأكيد هناك ضغوطات خارجية، وخاصة من قبل إسرائيل، تؤثر بقوة في سير المشروع النووي الأردني، وهم يرصدونه ليلاً ونهاراً لأنهم يعلمون أن العلم والتكنولوجيا هما من أهم عوامل القوة والمنعة للأمم والشعوب، وخير دليل على ذلك أن دولاً أجنبية قد انطلقت في برامجها العلمية والاقتصادية والتطبيقية بنفس السنة التي انطلقت بها دول عربية خلال القرن الماضي، فكان الفارق بينهما كبيراً، فخذ مثالاً على ذلك دولة كوريا الجنوبية.

إن وجود إسرائيل هو سبب كل معضلة تنموية وتكنولوجية تواجهها الدول العربية، وهي تعمل جاهدة للحد من تقدم شعوب المنطقة وتسلحهم بالعلم والتكنولوجيا المتطورة.

كما أن إسرائيل لا تريد للأردن امتلاك التكنولوجيا النووية بالرغم من التأكيدات الرسمية ومن أعلى المستويات الأردنية أن المشروع النووي سلمي وشفاف ومنفتح، وسيكون نموذجاً في منطقة الشرق الأوسط وعلى مستوى العالم للاستخدامات السلمية للطاقة النووية. نعم هناك ضغوط تمارس لإفشال المشروع النووي، ومع الأسف هناك من يعمل في نفس الاتجاه من داخل البلاد وخارجها.

– ما أسباب الخلاف مع الشركة الروسية التي كان يفترض بها تنفيذ البرنامج النووي الأردني؟

اختار الأردن عام 2013 التقنية الروسية لبناء أول محطة نووية تحوي مفاعلين بقدرة 1000 ميغاواط كهرباء لكل منهما، ليُشغَّل الأول عام 2024 ومن ثم يليه الثاني بعامين. وتم اختيار التكنولوجيا الروسية بناءً على عطاء تنافسي شاركت فيه الشركات الفرنسية والكندية والكورية، بالإضافة للروسية، حيث بينت نتائج التقييم الفني والمالي أن عرض موسكو هو الأنسب من النواحي الفنية وتمويل المشروع. وشمل العرض المقدم من شركة “روس أتوم” الروسية الجيل المتطور بأعلى معايير الأمان والأمن النووي، وكان العرض على نموذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص، إذ كان من المتفق أن يمتلك الجانب الأردني 50.1 % من المشروع، في حين يمتلك الشريك الاستراتيجي 49.9% منه.

وخلال المداولات لتوقيع العقد النهائي، طلب الجانب الروسي تغطية القروض من بنوك تجارية، وهذا الأمر يزيد من كلفة المشروع، مما يؤدي إلى رفع أسعار بيع الكهرباء للسوق المحلي، الأمر الذي لم توافق عليه الحكومة الأردنية، لأنّ هذه الأسعار سوف تكون غير منافسة مع مصادر الطاقة الأخرى في البلاد.

كما أن الشريك الروسي كان قد أبدى استعداده للدخول في المشروع كمستثمر وليس كمقرض حسب العرض المالي الجديد الذي تقدم به، إضافة إلى طلب الشركة من الطرف الأردني كفالة مالية للدين المقدم للمشروع بقيمة 5 مليارات دولار، وإذ إن الحكومة الأردنية لا يمكنها أن تدخل في مشروع يزيد من الدين العام، فقد تم رفض العرض التمويلي لشركة روس أتوم بالكامل.

– كم تقدر احتياطيات الأردن من اليورانيوم؟

أثبتت الدراسات التي قامت بها الهيئة من خلال شركة تعدين اليورانيوم الأردنية وجود حوالي 40 ألف طن من اليورانيوم في مناطق وسط الأردن، وكان ذلك نتيجة الدراسات الاستكشافية والتحاليل المخبرية لعشرات الآلاف من عينات خام اليورانيوم تم جمعها من تلك المنطقة.

– بتقديرك كيف ترى مستقبل الطاقة العربية في ظل التحديات الحالية؟

ستواصل الدول العربية اعتمادها على مصادر الطاقة التقليدية، بالإضافة إلى المتجددة، والتي لن تكون الحل الأمثل لتوفير طاقة كهربائية مستمرة كافية وقادرة على الوفاء بمتطلبات التقدم الصناعي وخاصة الصناعات الثقيلة، وعلى العالم العربي العمل على التعاون للتكامل العلمي والاقتصادي في هذا المجال، ويجب أن يتمكن من استخدام الطاقة النووية بالشكل المطلوب وبالحرية الكافية لتحقيق الاستقلال الاقتصادي والسياسي المنشود.

– وماذا عن الاحتياجات الفعلية للعرب في هذا المجال؟

يتزايد الطلب على الطاقة الكهربائية بشكل ملحوظ في الدول العربية بنسبة تصل إلى 7% سنوياً، الأمر الذي دفع بعضها إلى التفكير في إقامة محطات نووية لتوليد الكهرباء وتحلية المياه وإضافتها إلى خليط الطاقة الكلي، فالإمارات أنشأت 4 وحدات نووية بطاقة 5600 ميغاواط؛ ويتم العمل حالياً على تشغيل الوحدة الأولى.

ووقعت مصر مع شركة روس أتوم الروسية اتفاقية لبناء 4 وحدات نووية بطاقة 4800 ميغاواط، وأعلنت السعودية عن خططها لبناء 16 وحدة نووية؛ فضلاً عن إعلان عدة دول عربية أخرى عن خطط لإقامة المحطات النووية لتوليد الكهرباء وتحلية المياه أو التزود بالطاقة النووية، مثل تونس والمغرب وليبيا والسودان وموريتانيا.

وقد يبدو الوقت مناسباً من النواحي الفنية كي تعمل الدول العربية على تحقيق التكامل الذي تطمح إليه فيما بينها لتعود عليها بفوائد اقتصادية، وتطور تكنولوجي واستقلالية في مجال الطاقة النووية، خاصة مع تزايد عدد المهندسين وأصحاب التجربة والخبرة فيها لدعم البحث والتطوير والتصميم والبناء والتشغيل لمفاعلات الطاقة النووية ومفاعلات البحوث النووية وغيرها من المنشآت النووية.

– كيف يمكن إذن إقامة التعاون بشكل فاعل بين الدول العربية؟

لا بد من العمل على إزالة نقاط الضعف، والتغلب على العقبات والتحديات المرتبطة والمتصلة بإنشاء دورة وقود نووي متكاملة بالاعتماد على الذات وإمكانات الدول العربية وقدراتها، والعمل على تعزيز وتطوير الموارد البشرية، والإمكانات التقنية لتتمكن في الوقت المناسب من إدارة هذا الملف بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي من توفير الوقود النووي المصنع، وعبر كيان عربي واحد معترف به دولياً ووفق معايير الأمن والأمان وضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وعلى هذا الكيان العربي تولّي العديد من المهام، وفي مقدمتها تصميم وإنشاء وتشغيل منشأة تحويل وتخصيب اليورانيوم بحيث تكون قادرة على تزويد الدول المشاركة بالوقود النووي الجاهز لتغطية احتياجاتها، وتخصيب اليورانيوم بنسبة أقل من 20% من اليورانيوم (U 235) للمفاعلات البحثية، ولمحطات الطاقة النووية التي تحتاج إلى نسبة تخصيب لا تتجاوز 5% لتشغيلها.

كما أن الدول العربية عليها تعزيز الربط الكهربائي بينها لاستيعاب الأحمال المولدة من الطاقة النووية. وإقامة المفاعلات المشتركة على حدود الدول العربية، الأمر الذي سيؤدي إلى تنمية المناطق الحدودية لهذه الدول بما يعزز أمنها وأمانها.

Share and Enjoy !

Shares

“كورونا” في أسبوع الصفقة

فهد الخيطان

وكأنّ القلق العام من الإعلان المرتقب لصفقة القرن هذا الأسبوع لا يكفينا، لندخل في موجة من الذعر بسبب تفشي فيروس “كورونا” في عدد من دول العالم بعد الصين التي تخوض حربا شرسة للسيطرة عليه.
الأردن وكما في كل الأحداث المشابهة يجد نفسه وسط تلك الأزمات. سوء الطالع وضع نحو 100 مواطن أردني في عين الفيروس، وتحديدا في المدينة الصينية ووهان التي كان لها السبْقُ في تسجيل العدد الأكبر من الإصابات.
لم تتأخر الحكومة في الاستجابة لنداء الاستغاثة من طرف الأردنيين المحاصرين في ووهان، فقد صدرت التوجيهات الملكية بإرسال طائرة خاصة لتأمين عودتهم لأرض الوطن. وزارة الصحة اتخذت الإجراءات اللازمة لوضع العائدين المقدر عددهم بنحو 55 مواطنا في الحجر الصحي لمدة 14 يوما للتأكد من عدم حملهم للفيروس الذي تصل مدة حضانته قرابة أسبوعين.
الأردنيون العائدون ينبغي عليهم قبل الصعود للطائرة التوقيع على تعهد يوافقون بموجبه على الالتزام ببروتوكول الحجر الصحي وعدم التواصل مع عائلاتهم في الأردن لحين التأكد من خلوهم من الفيروس.
وعلى الجانب الوقائي أعدت الوزارة خطة متكاملة للتعامل مع الوباء، وقامت بتجهيز مستشفى خاص في “البشير” وهناك خطة لإنشاء مستشفيات أخرى في حال استدعت الحاجة. وفي غضون أيام قليلة ستمتلك الوزارة اللوازم الطبية والمخبرية الخاصة بتشخيص المرض.
وحتى أيام قليلة ماضية لم يكن يتوفر علاج للفيروس، لكن الصين التي تثير إعجاب العالم بقدرتها على بناء مستشفى في غضون عشرة أيام لعلاج المصابين في مدينة ووهان، أعلنت بالأمس التوصل للقاح المقاوم للفيروس، وأكدت أنه سيكون متاحا بشكل مجاني في الصين خلال ساعات.
وفق تقديرات أصحاب الاختصاص، فيروس كورونا لا يمثل تهديدا خطيرا لحياة البشر، إذ لا تزيد نسبة الوفيات في الحالات المسجلة لغاية الآن عن أربعة بالمائة مقارنة مع فيروس “سارس” حيث وصلت النسبة 37 %. وكما في فيروسات مشابهة، فإن الأشخاص الأقل مناعة والمصابين بأمرض مزمنة وكبار السن معرضون لخطر الموت أكثر من غيرهم؛ هذا إذا لم يتلقوا العلاج في الوقت المناسب.
يتعين علينا أخذ الاحتياطات المطلوبة للتعامل مع الفيروس، خاصة وأن هناك توقعات بانتقاله للأردن عن طريق المسافرين في أي وقت، لكن التطير والهلع في مثل هذه الحالات يضر كثيرا، ويضع المواطنين تحت ضغوط نفسية كبيرة لا مبرر لها. خلال العقدين الأخيرين تعاملنا مع أصناف متطورة من الفيروسات، كإنفلونزا الخنازير والدواجن، وتمكنا بفعل منظومتنا الصحية المتطورة من احتواء نتائجها بأقل قدر ممكن من الخسائر البشرية.
وفي كل الأحوال ينبغي أخذ أعراض الإنفلونزا على محمل الجد، والتعامل معها مبكرا قبل استفحالها والتأكد من تحديد نوعيتها لتدارك خطر الإصابة بالأنواع المميتة.
لكن الأردن بقدراته الطبية وكفاءة كوادره ومراكزه الطبية وسمعتهم العالمية، يستطيع أن ينضم إلى جانب الدول والمراكز العالمية في جهودها لتطوير لقاحات وعلاجات خاصة بمقاومة الفيروسات القاتلة، التي سجلت تطورا خطيرا في السنوات الماضية. يمكننا على سبيل المثال إنشاء مركز خاص لأبحاث الفيروسات، وخوض تجارب تطوير اللقاحات، لتكون لنا مساهمة عالمية في حماية صحة وحياة البشر.

Share and Enjoy !

Shares

عندما يحلم ترامب ونتنياهو بإنهاء التاريخ

ماجد توبة

بما تُعدّه من حلول تصفوية للقضية الفلسطينية، تحاول إدارة الرئيس ترامب اليمينية المتصهينة واهمة إغلاق الستار على ابتلاع كل فلسطين من قبل كيان الاحتلال الإسرائيلي وشطب حقوق الشعب الفلسطيني بأرضه وتاريخه ومستقبله. وبخلاف ما كان متوقعا ها هي تسارع الزمن لإعلان تفاصيل ما تسميه «صفقة القرن» وتقديمها كهدية على طبق من ذهب لنتنياهو ويمينه المتحجر قبل الانتخابات الإسرائيلية وبما ينقذ رقبته أيضا من حبل المحاكمة والتصفية السياسية.
إلى هذه الدرجة من البؤس والإذلال وصلت الحالة العربية والإسلامية، حيث يقامر ساكن البيت الأسود بأقدس قضايا الأمة دون أن يرفّ له جفن، بل ومبشرا باستتباع هذه التصفية بانفتاح تطبيعي وسياسي واقتصادي عربي على الكيان الإسرائيلي وإعادة تشكيل خريطة التحالفات والأخطار بالإقليم كله على الهوى الإسرائيلي الأميركي، قافزاً عن حقائق التاريخ والجغرافيا ومتعامياً عن إرادة الشعوب العربية التي لا يمكن أن تصادرها لحظة هوان رسمية بهذه اللحظة من التاريخ.
قبل أن يعلن ترامب تفاصيل ومحاور خطته المشؤومة اليوم كما هو متوقع وعشية لقائه بحليفه اليميني نتنياهو ومنافسه الأسوأ بيني غانتس الثلاثاء، باتت معالم هذه الصفقة واضحة وفاقعة على الأرض، تكريساً للاحتلال ووأداً لحل الدولتين وضماً للمستوطنات وغور الأردن وحدود الضفة لكيان الاحتلال والتفافاً على حق العودة للاجئين، وفتح الباب واسعا للآلة الصهيونية لخنق الكانتونات الفلسطينية الناتجة عن عمليات الضم والإلحاق وبما يمهد – كما يتوهّمون- للترانسفير.
الشعب الفلسطيني والأردن يقفان اليوم في وجه العاصفة القادمة التي تحضر لها إدارة ترامب المتصهينة، وتبدو الاستحقاقات، بل الإملاءات، المطلوبة منهما كبيرة، وواهمٌ من يعتقد أن بالإمكان قبولها وهضمها رغم ضعف القدرات وهشاشة الإمكانات وحسابات الواقع المحسوس، حيث أن كل قوى الأرض وموازين القوى لن تكون قادرة على فرض القبول بالاستسلام والتفريط بالحقوق والخروج من التاريخ لصالح الاستعمار الصهيوني حتى لو كسب هذا الاستعمار اليوم الجولة وبسط احتلاله على كامل فلسطين.
قد تغُرُّ اللحظة نتنياهو ويمينه الصهيوني الغارق بدماء الشعب الفلسطيني ليعتقد أن صفقة القرن «فرصة لن تعود» بالنسبة لكيانه السرطاني، «ولا يجوز تفويتها لأن لدينا اليوم بالبيت الأبيض صديقا لإسرائيل أكبر من أي وقت مضى» كما أعلن عشية سفره لواشنطن، لكنه ينسى أن غيره من طغاة ومحتلين سبق وأن غرّتهم قوتهم وضعف أعدائهم فأعلنوا واهمين منتشين انتهاء التاريخ عندهم قبل أن يرتد هذا التاريخ وإرادة الشعوب على رؤوسهم ورؤوس إمبراطورياتهم وأطماعهم العابرة.
ليس تحليلاً إنشائيا ولا عاطفياً القول بأن ترامب ونتنياهو وصفقتهما التصفوية اليوم سيؤسّسون لانهيارات المشروع الصهيوني على المدى المتوسط إن لم يكن القصير، فبعيدا عن عامل صمود الشعب الفلسطيني وعدم قدرة أحد على التوقيع على استسلامه ووجود طاقات مقاومة كامنة لديه لا تنضب، فإن ما يسعى إليه ترامب والكيان الصهيوني من تضخيم لقوة هذا الكيان وتمدّده وتوسيع مجاله الحيوي ستكون له أبعاد وتداعيات جيوسياسية وإستراتيجية كبيرة ومتصاعدة، ستفرض على القوى الإقليمية المركزية من إيران وتركيا.. ولاحقا مصر ضمن اشتراطات عديدة، وأيضاً سورية والعراق اللتين ستخرجان بعد سنوات أو عقد من أزمتيهما بلا شك، في صراع نفوذ ومشاريع مع المشروع الصهيوني الذي لا تقف أطماعه عند حدود.
قد يبدو الرهان اليوم مستحيلاً، على الأقل في المدى المنظور، على استعادة الأمة العربية وحدتها للوقوف بوجه هذا الخطر الصهيوني الذي يستعد لتدشين مرحلة توسع جديدة وإستراتيجية من عمر كيانه، لكن الأمل بهذه الأمة سيبقى ثابتاً مهما طالت الكبوة. والتحدي الذي سيخلقه تضخم قوة الكيان الصهيوني وامتداد نفوذه وشراهته لن يكون محركا فقط لصراعات ندّية مع المشاريع الإقليمية غير العربية، بل أيضا يتوقع له أن يكون دافعاً ومحركاً لتبحث الأمة العربية عن نفسها وعن كينونتها وعن دورها قبل أن تخرج من التاريخ.

Share and Enjoy !

Shares

صفعة القرن

جهاد المنسي

يعود ساكن البيت الأبيض من جديد لسياسة الانحياز للكيان الصهيوني، ويغازل قادة الكيان بوعود وقرارات اعتباطية لا تستقيم مع قرارات الشرعية الدولية ولا مع التوافق الدولي وحل الدولتين، وها هو اليوم يستبق محاكمته والانتخابات الصهيونية، لتقديم أُعطيات جديدة للكيان الصهيوني من خلال عزمه إعلان الشكل السياسي لما يعرف بصفقة القرن.
فواشنطن التي تستعد لإعلان ملامح صفقتها تستدعي قادة الكيان للحضور عندها، ولا تكترث لوجود أي طرف آخر، وهي بذلك تعلن انحيازا بالمطلق للكيان الصهيوني المطلع بالكامل على أدق تفاصيل الصفقة، فيما أصحاب العلاقة الفلسطينيون والأردنيون والعرب، يعلنون على الملأ عدم اطلاعهم على بنود الصفقة وما تحتويه من تفاصيل.
انحياز قادة البيت الأبيض من خلال الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفريقه بات اكثر من واضح، والصمت العربي حيال الموقف الأميركي متواصل، وهو موقف يضع علامات سؤال حول دوافع هذا الصمت العربي المريب، وليس هذا فحسب بل إننا بتنا نشهد هرولة عربية أكبر تجاه واشنطن، وانفتاحا أوسع على الكيان الصهيوني ما يشي بشبه تأييد عربي غير معلن لما تردده واشنطن عن صفقة القرن.
التسريبات حول الصفقة نشرت من خلال إعلام صهيوني وعالمي وكل ما ينشر حتى اللحظة يؤشر لبنود لا تتفق مع الشرعية الدولية وحل الدولتين، وتعطي الكيان الصهيوني حقَّ الحصول على حقٍ ليس له والتمرد على الشرعية الدولية وقراراتها، وهو أيضا يؤشر أن الولايات المتحدة مُذ سكن ترامب في بيتها الأبيض لم تعد تكترث بالقرارات الدولية ولا لمجلس الأمن وليس أدلّ على ذلك من ممارسة اغتيالات واحتلال دول، وانسحاب من اتفاقيات دولية وضم القدس والجولان والاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الغاصب، وكلها إجراءات لا شرعية لها، كما أن واشنطن جاهدت وما زالت لشيطنة المقاومة سواء الفلسطينية أو اللبنانية، وهي أيضا عملت على قطع كل إمداد لتلك المقاومة من خلال تأليب أنظمة ودوّل عليها، ومحاولة تقطيع دول وخلق فتن فيها، وإثارة نعرات طائفية وجهوية لدى شعوب المنطقة تمهيدا للوصول لما نراه اليوم من تحضيرات لصفقة القرن.
بات جليا أن واشنطن تنظر للموضوع الفلسطيني وفق زاوية الرؤية الصهيونية، ولا ترى أي تفاصيل تتعلق بالقضية الفلسطينية، وما فيها من تشابكات مختلفة، وتجهل أن غرس كيان وليد على أرض ليست له وتهجير شعب من أرضه لا يمكن أن يؤسس لعملية سلام بين أبناء المنطقة، فهناك شعب يرفض الاستسلام وأصحاب أرض لا يمكن اقتلاعهم من أرضهم بهذه السهولة التي تعتقدها واشنطن.
ولذا فإن على الإدارة الأميركية بكل مكوناتها (مجلس شيوخ ونواب) أن يعوا أن ما ينوي الرئيس ترامب ومستشاروه الإعلان عنه، يتناقض مع كل ما كان الرؤساء الأميركان يعلنونه عبر سنين ويضع المصداقية الأميركية على المحك، ويجعلها عرضة لنقد العالم الذي ما زال يصرح بتمسكه بحل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، وهو في نهاية المطاف لن يأتي بسلام في المنطقة وإنما سيزيدها تعقيدا واشتعالا.
لا شك أن الأردن والسلطة الفلسطينية الأكثر تأثرا بصفقة القرن، وهما يواجهان ضغطا واسعا نتيجة ما يتسرب من بنود غير منطقية تتعلق بالصفقة، وليس هذا فحسب؛ بل إن ما يتسرب ينهي الوجود الهش أصلا للسلطة الفلسطينية، ويؤزم الموقف الأردني أكثر، وهذا يتطلب أن يواصل الأردن وفلسطين معا رفضهما للصفقة، وهو الأمر الذي يتوجب مواصلته شعبيا ورسميا، وعدم الدخول في مفاوضات تحت الطاولة، فالتسريبات غير مطمئنة، وهي بحاجة لموقف حاسم وواضح من قبل السلطة الفلسطينية في المقام الأول، وأيضاً ثبات موقف الأردن بكل مكوناته، فما نسمعه يؤثر على الأردن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، ولهذا فإن الأمر بحاجة لخطوات على أرض الواقع، فما نسمعه صفعة لكل جهود السلام، والشرعية الدولية وتأسيس لتمدد صهيوني تجاه المنطقة.

Share and Enjoy !

Shares