في كل مرة يجري الحديث فيها عن التعليم العالي، تبرز حقيقة غياب جامعاتنا عن خريطة المؤسسات الرائدة في البحث والابتكار والجوائز العالمية ومحدودية حضور بعضها في التصنيفات التي يجري ظهورها من وقت لآخر. رغم مرارة الحقيقة وصعوبة قبولها، إلا أن الجميع مؤمن بتوفر الاستعداد والقدرة لدى جامعاتنا على تجاوز الوضع بشيء من الإصلاح والتنظيم والإدارة الرشيدة.
المشكلة الأبرز اليوم أن الاستراتيجيات الخاصة بالتعليم العالي تتبدل بمتوالية تفوق قدرة المراقب على التيقن من ملاءمتها لتحقيق الأهداف. في أقل من نصف قرن، أسست الدولة إحدى عشرة جامعة حكومية وأجازت للقطاع الخاص أن يؤسس ما يزيد على عشرين جامعة وعددا من الكليات والبرامج التي تمنح الدرجات الجامعية، وتوسع بعضها ليمنح مئات شهادات الدكتوراه في مواضيع تفتقر الى الأصالة البحثية أو الشروط الموضوعية والالتزام بقواعد البحث العلمي. في حالات كثيرة يحدث التغيير لخدمة مصالح الجماعات المؤثرة أو لخلق نظام يتناسب مع ميول واتجاهات من يقود القطاع، أو لتحقيق رغبات من يظنون أنهم يملكون حلولا سحرية يحلمون في إسقاطها على القطاع لكي يقال إن وجودهم أحدث فرقا يعزى لهم.
التخطيط الاستراتيجي وسرعة إلغاء أو تعديل الخطط سمة أردنية بامتياز. فمن غير المستغرب أن تتبدل الأحوال من رفض قاطع لترخيص كليات جديدة للطب البشري الى فتح الباب على مصراعيه ومنح تراخيص لثلاث كليات جديدة دفعة واحدة، أو أن تؤسس مجالس أمناء بمهام وصلاحيات تحقق التنافس وأن يتم سلب الصلاحيات والتراجع عن المهام المعطاة لها قبل مرور عام على انطلاقها. في الأردن بات واضحا أن التبديل والتعديل للسياسات والبرامج وحتى الموازنات والكوادر سلوك نمطي في مختلف القطاعات لدرجة تقود المراقب للاعتقاد أن التغيير يأتي لمنع التغيير.
لو سألت أي عامل في الجامعات عن علل القطاع لأجابك بلا عناء بأن هناك تراجعا في حماسة وجدية الطلبة وضعفا في مخرجات العملية التعليمية ومستوى البحث العلمي، وتبدلا في نوعية الأساتذة، إضافة الى غياب مظاهر القراءة والبحث والمتابعة والاهتمام من البيئات الجامعية. البعض يعزو ذلك الى قلة الموارد المالية وآخرون يرون أن نوعية ومستوى الطلبة مسؤولان عن هذه الأوضاع. طلبة المكارم والبعثات وأبناء العاملين والموفدين من التربية والتعليم وغيرها، قد يصلون الى ما يقارب نصف الجسم الطلابي المعفى من الرسوم في الجامعات الحكومية.
على مقاعد إحدى عشرة جامعة حكومية، يجلس ما يزيد على 200 ألف طالب. في هذه الفضاءات توجد طاقات فكرية وعلمية وإبداعية هائلة لكنها بعيدة أو مبعدة عن التحديات والمشكلات التي تواجه البلاد. الأساتذة والطلبة منشغلون بحياة روتينية رتيبة والبحث العلمي يتخذ طابعا أكاديميا غير تطبيقي يجري إعداد غالبيته لأغراض الترقية وقلما تنعكس نتائجه على المؤسسات والقطاعات التي تحتاج الى التطوير والتنمية.
الجهود التي تبذل في تحقيق استدارة جادة للجامعات نحو إنتاج ونشر المعرفة تحتاج الى تفهم وإسناد من صناع القرار والقائمين على التشريعات وإدارة الموارد. حتى اليوم تواجه الخطط والمبادرات الرامية للتطوير بجملة من العوائق والعقبات التي تحتاج الى تقييم وإزالة. في مختلف الجامعات شكلت سياسات التوسع في التعيين والمبالغة في تقديم الامتيازات للكوادر وتطبيق التعديلات التي أجريت على نظام مكافآت نهاية الخدمة أعباء إضافية ألقت بظلالها على موازنات المؤسسات المثقلة أصلا.
الاستراتيجية القائمة في مجال التعليم العالي لا تعدو هيكلا أو إطارا يمكن الإشارة إليها في المراسلات والمخاطبات التي تجري بين الوزارة والجامعات والاسترشاد ببعض البنود والمؤشرات. حتى اليوم لم يسبق لمجالس الأمناء أن التقت بمجلس التعليم العالي الذي يحدد أعداد المقبولين والتخصصات الجديدة وتعيين رؤساء الجامعات والكثير من الصلاحيات المتعلقة بالتخطيط والإشراف والتنظيم والتوجيه.
لا أعرف كيف يسمح المجلس لجامعة أن تقبل أكثر من ضعف طاقتها الاستيعابية ولا تحظى بعض الجامعات بنصف العدد المطلوب لملء المقاعد الشاغرة. صحيح أن الأمر يخضع لخيارات الطلبة، لكن المجلس هيئة تنظيمية جديرة بهندسة الشروط بما يحقق التنافس المفضي للتكامل بين الجامعات الواقعة ضمن نطاق عملها الإشرافي.
كتاب واراء
التعليم العالي.. استراتيجيات معدلة
السفراء في عمان يسألون
في المعلومات أن سفراء غربيين يقومون بزيارة مسؤولين على رفعة في المستوى، ويجالسون شخصيات أردنية سياسية واقتصادية وإعلامية، في جلسات شخصية، بحثا عن أجوبة لعدة أسئلة كلها تتعلق باستقرار الحكومة الحالية، وملف الانتخابات النيابية، وغير ذلك من قضايا، بما فيها الموقف من الوضع في الضفة الغربية، والعلاقات مع الإسرائيليين.
الأمر لا يقف عند حدود السفارات الغربية؛ إذ إن مسؤولين من الاتحاد الأوروبي، ودول آسيوية كبيرة يسألون ذات الأسئلة، خصوصا خلال الأسابيع الأخيرة، كونهم يبرقون عادة بتقييماتهم الى دولهم، حول الوضع الداخلي في الأردن، خصوصا إذا كانت هذه الدولة أو تلك مانحة ماليا للأردن وتربط ضمنيا بين المنح والمساعدات، ومعايير الحياة السياسية.
هذا الكلام توظفه أجنحة معينة في الدولة، من أجل ترحيل الحكومة الحالية، وإجراء انتخابات نيابية، باعتبار أن العيون مفتوحة على الأردن من الخارج، مثلما يقول هؤلاء إنه لا يمكن الاستمرار بذات النواب الحاليين، بعد أن احترق رصيدهم، وإن هناك حاجة لتغيير الحكومة وتكليف رئيس جديد، وإن الأردن على المستوى الداخلي بحاجة الى هذه التغييرات، كون الانتخابات مثلا تحرك الاقتصاد الداخلي، إضافة الى أهمية التخلص من إرث النواب الحالي، وإجراء مقاصة سياسية، بين مرحلتين؛ مرحلة الرزاز، والمرحلة التي تليها، من أجل تهدئة الأجواء، وتجديد الهواء في الغرف الداخلية للدولة، على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
بالمقابل هناك رأي آخر، لا يتوقف أبدا على تأثيرات الدول المانحة، أو الممولة، أو استفسارات الدول الغربية، ولا يهتم أيضا بقصة حرق رصيد النواب، أو حتى قصة الاقتصاد الانتخابي، وينظر للعملية من زاوية أخرى، تقول إن تأجيل الانتخابات أو بقاء الحكومة، أو بقاء النواب، سيناريوهات أفضل إذا تم تطبيقها كليا، أو جزئيا، كون البيئة الانتخابية ستكون تصعيدية وسيئة بسبب الأوضاع الاقتصادية، وستكون خارج السيطرة، بسبب أوضاع الأردنيين، ووجود مئات الآلاف بلا عمل، وأنها ستكون بيئة قابلة للإشعال من جانب مرشحين فرديين، أو اتجاهات سياسية أو تعتمد على رفع السقف والتصعيد، وغير ذلك، وأنه وبسبب ظروف كثيرة، داخلية أو خارجية، فإن الأفضل بقاء الرئيس الحالي، وإيجاد حل لقصة النواب، أو الانتخابات، من أجل أن يتم إكمال برنامج الحكومة، إضافة الى كون الرئيس مقبولا الى حد ما على المستوى الداخلي، ومقبولا أيضا على المستوى الخارجي، وهذا الرأي يعاند أصحاب الرأي الأول، الذين يريدون المضي قدما في قصة الانتخابات، بل ورحيل الحكومة الحالية.
عمان أكدت مرارا أن الانتخابات استحقاق دستوري، وهذا يعني أن القصة قد لا تكون مرتبطة بالمبدأ بل بالتوقيت، كما أن التوقيت ذاته قابل للتغيير والتمديد، وبتغطية من الدستور، وقد تم الحديث مرارا عن الانتخابات من باب موعدها وعلاقتها بوضع كورونا في الأردن، الذي بالمناسبة بات واضحا الى حد كبير، وإذا كانت العقدة، هي عقدة كورونا، فقد تجاوزها الأردن، اذا أريد إعلان موعد الانتخابات، الا أن المرجح هنا، أن القصة النهائية ترتبط بما هو أعمق من كورونا، نحو حسابات معقدة داخليا، وبعض الحسابات الخارجية المرتبطة بوضع الإقليم والمنطقة والعالم، وما يتوقعه الأردن خلال الفترة المقبلة.
حتى ساعة كتابة هذه السطور، لم يتم حسم هذه الملفات، وربما قريبا جدا، سوف تتضح الصورة، وحتى تلك اللحظة، فإن هناك وجهات نظر مختلفة، ومتباينة، وكل طرف يريد لرأيه أن يسيطر، من دون أن ننكر هنا، أن هناك في الظلال وجهات نظر ذات لون شخصي، فمن هو مع الرئيس الحالي، يريد للرئيس أن يبقى بأي شكل، ومن يريد رحيله يريد أن تستقيل الحكومة وتجري الانتخابات على يد رئيس جديد، وبينهما قد تأتي وصفة ثالثة لا تخطر على البال، يتم خلطها من وصفات مختلفة، لا تخطر على بال أحد.
دعونا ننتظر؛ إذ إن كثرة “التحليل” من دون معلومات نهائية، تعد نوعاً من أنواع “التضليل”.
الملك في الشوبك .. المعاني والدلالات
لم تكن زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني “حفظه الله” للواء الشوبك، وللبلدة الشوبكية – المعانية الجميلة التي تحتضن في كنفها 14 قرية ساحرة بطبيعتها الخلابة، ومناخها المعتدل الاحد المنصرم بتاريخ 21 تموز الجاري 2020 هي الاولى، فلقد سبقتها زيارة ملكية مماثلة ناجحة عام 2008 والهدف الملكي بكلا الزيارتين كما يتضح لي هو اعادة البناء والتدقيق بالبنية التحتية للواء الشوبك –
نسر الوطن، وفي اطار محافظة معان الشامخة ليعلو بنيان السياحة الوطنية المشتركة مع المثلث الذهبي الاردني المتميز المجاور، والذي يمثل العقبة ببحرها الاحمر المرجاني، ومدينة البتراء النبطية التاريخ والوردية والفريدة من نوعها في العالم، ووادي رم الفسيح الذي يشبه ظهر القمر.
وبهدف الاهتمام بالزراعة والصناعة الخفيفة الممكنة، وتمكين سيدات المجتمع الشوبكي من تسويق انتاجهن، ولتوجيه السياحة الخارجية لتأخذ الشوبك نصيبها منه , وهو واجب وطني بكل تأكيد ونفتخر به.
لقد عقد العزم جلالة الملك على النهوض بالجنوب الاردني ليتوازن مع الشمال ,وللاستفادة من البرنامج الحكومي ” انهض” للمشاريع الصغيرة , ولتكرار زياراته الملكية الميدانية بين فترة زمنية وأخرى , كلما سمح وقت جلالته بذلك .و انا بدوري اثمن عاليا التوجه الملكي الميداني هذا المعزز للبناء منذ عهد مليكنا الراحل العظيم الحسين طيب الله ثراه , وعهد الملكين الراحلين السابقين في عمق تاريخ الاردن المعاصر ,طلال و عبد الله الاول . وفخور بالخطوة الملكية الجديدة , و هي بطبيعة الحال لا تشبه تصريحا لمسؤول اردني كبير في الشأن الوطني في عمان فقط , او زيارة لوزير في بلدنا لأحدى المحافظات لمرة واحدة من دون رجعة , وكأن جلالة الملك اراد ان يقول بأن العمل العام مسؤولية وطنية و مساءلة, و عمل دؤوب مستمر , ما دام الوطن ينبض بخيرات داخلية وافرة يمكن استثمارها بقصد الاعتماد على الذات في زمن الصعاب , و تراكمات الزمن الغابر, وغياب الوحدة العربية الحقيقية, الواجب ان تخصص صندوقا ماليا ثابتا لأسناد التنمية الشاملة في البلدان العربية الفقيرة اقتصاديا مثل الاردن .
و الاردن ايها السادة قلعة حصينة يتقدمها ملك شجاع , ويحميها جيش عربي مصطفوي – القوات المسلحة الاردنية الباسلة , و انسانها اردني شهم , متعلم , و مثقف . و اطلالة اردنية على اطول جبهة ساخنة مع القضية الفلسطينية العادلة , ومع اسرائيل الشريرة , ومن وسط معاهدة سلام اردنية – اسرائيلية وقعت عام 1994 تحت اشراف دولي . وجلالة الملك عبد الله الثاني يحمل على كتفيه , وفي فكره الهم الاردني الكبير , واول هذه الهموم , و التي تجاوزها الاردن بجدارة و تميز كانت جائحة كورونا COVID19 ,التي اجتاحت العالم ,ولا مست جوف و اطراف وطننا , و تم السيطرة عليها بحكمة قل نظيرها ,ووفق برنامج وطني محكم هدفه المحافظة على صحة الانسان الاردني , وعلى كل من يسكن الاردن من عرب و اجانب, ولخدمة المنطقة , و على اكثر من مستوى , وتم تشكيل غرفة عمليات خاصة بها قادتها لجنة الاوبئة المتخصصة , تحت اشراف حكومي , و بمتابعة حثيثة مباشرة من جلالة الملك الذي لازال يدعو من خلالها لنشر الوعي الوطني حولها , ونحن نسجل الان صفر كورونا , و احيانا نخرج عن النص بحالة واحدة . قال جلالة الملك عبد الله الثاني بتاريخ 9 حزيران 2020 ” اذا لم نعمل بجدية ولم نلتزم بقرارات الدولة و اتباع الاجراءات المطلوبة . فأن اغلاق البلد من جديد هو اسوأ شيء قد يحدث خلال الاسابيع المقبلة . و شدد جلالته على اهمية عدم الاستهانة بتبعات كورونا , و الاعتقاد بأن الموضوع اصبح و راءنا , مشيرا الى ضرورة الالتزام بالنصائح ,و الارشادات, و التعليمات , وتكثيف التوعية الصحية . وهدف جلالة الملك هنا هو تسريع التعافي الاقتصادي الذي يشكل المرحلة الثانية اردنيا بعد الخلاص من كورونا .
و الشوبك محطة هامة ملكية , و احدى عتبات البناء الوطني المستمر , و المتجدد , وهي سلة خير الجنوب , و تلقب محليا ببلدة التفاح , و يحيط بها على شكل سوار قرى تتميز بجمال طبيعتها , وعطاء انسانها وهي تباعا ( نجل, والزبيدية, و المقارعية,و حوالة ,و الجهير ,وبئر خداد, و المثلث, و الفيصيلية,و المنصورة ,و بئر الدباغات ,والبقعة ,و الشماخ, و الحدادة ,و الزيتونه ) , اللهم زد و بارك . وكلها محتاجة لتحسين بنيتها التحتية حتى تغدو مقصدا وطنيا متميزا ,و للسياحة العربية و الاجنبية . وهنا اتحدث عن شمال غرب معان ,وعن سلسلة جبال اردنية ترتفع من 1120 الى1651 مترا . وقلعة الشوبك منارة الجنوب , و تاريخها ضارب في عمق التاريخ القديم من زمن الصليبيين ,و الايوبيين 1115 ميلادي .ومساحة الشوبك 640 كلم, و تعداد سكانها يزيد عن 12 الف نسمة , وموقعها الجغرافي استراتيجي و هام على مدخل مدينة معان , المكان التاريخي الذي استقبل ثورة العرب الكبرى المجيدة التي وصلتنا عام 1920 قادمة من الحجاز على يد شريف العرب و ملكهم الحسين بن علي طيب الله ثراه , وهدفت لبناء دولة الاردن , و توحيد بلاد الشام , و لتوحيد بلاد العرب .
ومن اهم الهموم التي يحملها جلالة الملك ايضا بأسم بلده الاردن , و شعبه الاردني العظيم , و شعب فلسطين الجبار الشقيق لنا , مشروع اسرائيل بضم الغور الفلسطيني المجاور لغور الاردن و شمال البحر الميت . و هو المشرع الذي نتمنى له ان يفشل بجهد جلالة الملك , و الاردن , و السلطة الفلسطينية , و اهل فلسطين , وكل العرب , و اوروبا , و الكونغرس الامريكي . وكلنا نعرف بأن هدفه يكمن في اجهاض الدولة الفلسطينية , و الوقوف بوجه ان تكون القدس الشرقية عاصمة لها وفقا لاوراق , و قرار الامم المتحدة 242 . و في المقابل تقود اسرائيل و بالتعاون مع امريكا تحديدا صفقة القرن المشبوهة و التي تشمل كافة المنطقة الشرق اوسطية , و تتضمن اسرلة الجولان الهضبة العربية السورية المحتلة منذعام 1967 , و الابقاء على مزارع و تلال شبعا اللبنانية محتلة , و التحرش بحزب الله لتجريده من سلاحه , و بأيران كذلك تحت ذريعة اتهامها بتخطيطها لصناعة القنبلة النووية , و هذا لا يعكس انسجامنا مع ايران , ولا مع هلالها الشيعي المخترق لبلاد العرب , بحجة العمل على مساعدة العرب لتحرير فلسطينهم , و اراضيهم المحتلة . و لازالت اسرائيل ترفض العودة لحدود الرابع من حزيران لعام 1967 , و حل الدولتين , وتنشر الاستيطان غير الشرعي علنا و بوضح النهار , وترفض حق العودة و التعويض, و تستبدله لصالح اليهود المهاجرين الى فلسطين ترجمة لنصوص التوارة , و النسخة المزورة منها . وفي الختام اقول هنا , الرفعة, و الازدهار لوطننا الغالي الاردن , و الفوز للقضية الفلسطينية العادلة , و الوحدة لكل العرب .
العودة للمدارس كيف تكون؟
الظاهر لغاية الآن أن وزارة التربية والتعليم تنوي تقديم موعد بدء العام الدراسي الجديد، بعد انقطاع التعليم عن قرب لنحو أربعة أشهر ونصف الشهر، وما عدا ذلك من تفاصيل متداولة هي مجرد تكهنات وسيناريوهات محط بحث ونقاش في أروقة الوزارة.
وزير التربية تيسير النعيمي، كان واضحا في تصريحاته، عندما أكد أن بروتوكول العودة للمدارس يخضع للدراسة من جانب السلطات الصحية المختصة، التي تدير سلسلة من الاجتماعات المتواصلة للوصول إلى تصور شامل يضمن عودة آمنة للطلاب.
لكن أكثر ما يثير اهتمام وقلق الأهالي ما يتم تداوله عن نيه الوزارة اعتماد نظام تعليم هجين في المدارس التي تعاني من الاكتظاظ تحديدا، يجمع بين التعليم عن قرب وعن بعد، وتقليص ساعات الدوام ومدة الحصة الدراسية.
تجربة الأهالي مع التعليم عن بعد خاصة في المدارس الحكومية، كانت مرتبكة، ولم تتوفر بعد دراسة عميقة ومتكاملة تقيس نتائج ومخرجات هذا الصنف من التعليم، غير أن الانطباع العام وملاحظات ذوي الطلبة غير مشجعة أبدا، ولهذا السبب تأمل الغالبية منهم عودة الطلاب الفعلية للمدارس.
والحقيقة ان تطبيق نظام هجين في المدارس المكتظة، ينطوي على تمييز غير محمود، فطلاب هذه المدارس يعانون أصلا من اكتظاظ الصفوف، وما يتركه من أثر سلبي على حقهم في الحصول على تعليم منصف، وها نحن نضاعف معاناتهم بتمييزهم عن أقرانهم بتعليم أقل فعالية.
الخيار الأنسب في اعتقادي هو اعتماد نظام موحد للتعليم وليكن عن قرب لجميع الطلبة استنادا إلى التراجع الملموس في الحالة الوبائية، وسيطرة الأجهزة المختصة على الوباء، على أن يبقى خيار التعليم عن بعد مطروحا في حال تبدل الوضع الحالي، وظهر خطر انتشار الفيروس المستجد من جديد.
أما فكرة تقديم العام الدراسي، فهي ممتازة. الطلبة بحاجة ماسة لفترة تنشيط لقدراتهم بعد انقطاع طويل، بشرط أن تضمن الوزارة توفير جميع مستلزمات العملية التعليمية حال عودة الطلاب إلى المدارس، سواء الكتب المدرسية والغرف الصفية الكافية والهيئات التدريسية المكتملة.
هناك تحد كبير في قدرة المدارس على تطبيق التدابير الصحية اللازمة وسط مجتمع الأطفال والفتيان الصغار، خاصة وأن السلوك العام للمواطنين يكاد يفقد الحس بالخطر إذ تتصرف الأغلبية على نحو لا تظهر فيه أي اهتمام بقواعد التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة.
بالنسبة لوزارة التربية هذه فرصة لتكريس قواعد النظافة العامة في المدارس، ما يتعلق منها بالنظافة الشخصية للطلبة وحثهم على التقيد بشروطها، أو المعايير الصحية الصارمة للمرافق المدرسية من غرف صفية ووحدات صحية تابعة لها.
والمعلم هو قدوة الطلاب وعليه تقع مسؤولية مراقبة مدى الالتزام بالمعايير الصحية، وغرس قيم النظافة في نفوس طلابه.
كما أن وزارة الصحة وكوادرها في المحافظات مطالبة بتشكيل غرف مراقبة ومتابعة لأوضاع المدارس لضمان التدخل المبكر في حال ظهور حالات إصابة في المدارس والتحرك بسرعة لاحتواء الموقف قبل استفحال الوضع.
العودة للمدارس تترافق مع فتح قطاعات كثيرة وتخفيف متدرج في إجراءات الحجر خاصة على القادمين عبر المطارات والمعابر، كل ذلك يشكل تحديا هو الأكبر بالنسبة لنا منذ أن تخطينا مرحلة الخطر في الأسابيع الأولى لظهور كورونا.
تعايشوا مع الايدز واحبوا المصابين به.
بقلم :عامر الصمادي/خبير اعلامي
لفت انتباهي اعلان مدفوع وترويج متقن على شاشة احدى القنوات التلفزيونية الخاصة يستعرض من خلالة حياة احد الشباب الرياضيين سليمي الجسم والناجحين بحياتهم والمصاب بالايدز لكنه يمارس حياته الطبيعية عملا ورياضة وزواجا وانجابا لدرجة انني تمنيت للحظات ان اكون مثله بالطريقة التي صورها الاعلان. الى هنا قد يبدو الامر عاديا لكن عند النظر للموضوع من زاوية اخرى لابد ان نسأل انفسنا ونسأل هذه المحطة التلفزيونية عن الهدف من بث مثل هذه الاعلانات ومن يقف خلفها ويدفع اموالا طائلة لترويجها ؟ وكم عدد المصابين بالايدز في الاردن ؟وكم نسبتهم من المجتمع ؟لماذا الآن يتم طرح هذا الموضوع المرفوض اجتماعيا ودينيا في الاردن ودول المنطقة بسبب ان احدى طرق الاصابة به تعتبر كبيرة من الكبائر في الاسلام (طبعا هناك طرق اخرى لانتقالة غير هذه الطريقة لكن المرتبط باذهان الناس هو هذه الطريقة ،وانا لست مع وسم كل مصاب بالايدز بانه لوطي ). واعود للتساؤل لمصلحة من يعطى الانطباع بان في الاردن مشكلة كبيرة بسبب اعداد المصابين بالايدز الامر الذي يستدعي بث مثل هذه الاعلانات المدفوعة لتشجيع الناس على تقبل المصابين به وترسيخ فكرة انه يمكن لهم ان يعيشوا حياة طبيعية كالآخرين تماما بل والزواج والانجاب ايضا ؟؟؟ .من خلال عملي الطويل في الاعلام ومتابعتي وتدريبي الآخرين على الحملات الاعلامية اقول ان هناك افكارا ليست طيبة تقف خلف متل هذا النوع من الترويج ،سواءا من حيث التوقيت او الطريقة او الاسلوب الذي تقدم به ،خاصة اذا علمنا ان عدد المصابين به بالاردن قليل جدا ومعظمهم جاءت اصاباتهم بسببب نقل الدم . واعود للتساؤل لماذا يتم الترويج لهذه الافكار في غمرة انشغال العالم بفيروس كورونا ؟ ولم يبقى الا ان يقول لنا من يقفون خلفها ان الايدز اقل ضررا من الكورونا ، فحسب الاعلان يمكن للمصاب به ان يتزوج وان يداعب اطفاله ويختلط بالناس ، بينما مصاب الكورونا يجب عليه حجر نفسة بعيدا عن الناس وعدم الاختلاط بهم نهائيا انها مقارنة خفية يسعى من خلفها الى جعلها تدور في عقول المشاهدين ومع التكرار (الذي يعلم الشطار ) سيقتنع الناس ان الايدز اهون شرا من الكورونا .تقول كلاسيكيات الاعلام الحديث ان خبراء الدعاية استغلوا السينما بعد ظهورها لتمرير كثير من القضايا التي يريدون الترويج لها من خلال وضع رموزها او اصواتها بين ثنايا الفيلم الذي يعرض امام الجمهور ، فمن المعروف ان الثانية الواحدة في لقطات السينما تتكون من اربعة وعشرين لقطة او صورة تشكل بمجموعها حركة ما يقوم بها الممثل ،وكان الخبراء يعمدون الى وضع لقطة او اكثر من ضمن الاربعة والعشرين لتمرير فكرة ما كأن تكون رمزا للنازية مثلا او رسما شيطانيا او حتى دعاية لمنتج ما ،وعندما يعرض الفلم ستمر هذه اللقطات سريعا ولا تكاد العين تلحظها لكنها ستسقر مع التكرار في العقل الباطن للمشاهد وتصبح مألوفة لديه . من هنا فانني ادعو هيئة الاعلام التي يفترض انها تمثل دور المراقب لما يعرض على الشاشات الى متابعة هذا الامر والتحقق من خلفياته ومنعة ،وعندما يصبح لدينا عشرات الالاف من مصابي الايدز يمكن عندها التفكير بمثل هذه الحملات ، وحبذا لو تم انفاق اموالها على ابراز مضار التدخين مثلا او مشكلة السمنة والسكري التي تصل نسبة المصابين بها الى ما يقرب من سبعين بالمائة من الشعب الاردني. حفظكم الله وابعد عنكم الايدز والكورونا وممولي الحملات الخبيثة .
تساؤلات في كلية الاعلام باليرموك عقب زيارة نقيب الصحفيين
حازم الصياحين
.التساؤلات وفق ما نقلت مصادر في الكلية مردها ان الاكاديميين وهم اعضاء في نقابة الصحفيين الاردنيين لم يكن لديهم أي علم بزيارة نقيب الصحفيين كما انه لم يتم اخبارهم ولا اعلامهم بقدومه للجامعة بالرغم من تواجدهم في الكلية اثناء زيارة النقيب خصوصا ان ما أعلن عنه يقتضي تواجدهم لا سيما ان اللقاء خصص لبحث شؤون المهنة
وكانت تساؤلات طرحت حول توقيت زيارة نقيب الصحفيين لليرموك التي جاءت بالتزامن مع نفس اليوم الذي نفذ فيه صحفيو الراي اعتصاما للاحتجاج على عدم تسلم رواتبهم حيث اكد صحفيون في الرأي ان الأصل هو مناصرة ومساندة الاعتصام من قبل نقيب الصحفيين الذي يراس تحرير الراي لا التوجه لليرموك بنفس يوم الاعتصام الذي جاء للمطالبة بحقوق للزملاء.
الرزار والعصي في الدواليب …والثقة
فايز الاجراشي –
في نقاش مع احد النواب حول كيفية اعطاء الثقة للحكومات بشكل عام والحكومة الحالية وقدرتها على احداث الاصلاح السياسي والاجتماعي ومحاربة الفساد وخلق بيئة جديدة يريدها المواطن الاردني ويدعو لها الكثير من الاعتصامات والاحتجاجات التي حدثت في الماضي. قال ان الحكومة مرت من تحت مجلس النواب بصعوبة فائقة واضاف حسب اعترافة ان الحكومة الحالية كادت ان تفقد نصابها القانوني في الحصول على الثقة لولا صفقة تمت من تحت الطاولة ما بين رئاسة المجلس والرئيس نفسه. وحسب هذا النائب الذي فضل عدم ذكر اسمه على الملأ فان رئيس الحكومة قد استعان بهم بطريقة عجيبة غريبة فبعض النواب تنبه الى انهم اخطأو في الحكومة السابقة باعطائها الثقة بشكل مطلق وهذا اثر عليهم في قواعدهم الشعبية وخاصة اولئك النواب الذين خاضوا التجربة لاول مرة واصبحوا ما بين ليلة وضحاها نوابا بعد ان كان البعض منهم خياطا مثلا او بائع حلويات على باص. هذا الضعف في قيادة النواب جعل المخضرمين ينبهون الجدد منهم الى اصول النائب المحترم انه مشرع ومراقب ومحاسب هذا الامر جعلهم يتفقون الى ان ما حصل مع حكومة سمير الرفاعي السابقة واعطائها هذا الكم من الاصوات الموافقة (فضيحة) ويجب تداركها مع كل الحكومات ويضيف النائب ولاجل ذلك فيتم تقسيم الكتل، ومعرفة من يعطي الرئيس الموافقة والحجب والامتناع. هل يا ترى كلام النائب المجترم يتلائم مع الواقع ويهم المواطن بعد الانهيارات المتتالية لمجلس النواب؟؟؟ هذا حوار حصل ولا اعرف مناسبتة وصحتة ولكنة حديث النائب وكان عن كيفية اعطاء الثقة للحكومات ووضع حكومة الرزاز مع الاصلاح… والذي اكد ان الرزاز اصلاحي ولكن هناك من يضع العصي في الدواليب.. لن اضيف كثير فكلام صديقي النائب كثير ولكن المواطن يعرف الكثيير ولا اعرف كيف العلاقة بين الكثيرين…
صقر أم قيس ..!!
خالد خازر الخريشا
تدور الرواية عن المثل المشهور صقر أم قيس ، بأن صقارا ( مربي صقور ) .. كان له صقرا في منطقة أم قيس وهي قرية تطل على نهر اليرموك شمال المملكة، يطلقه من أجل صيد طيور الحباري والحجل .. فيحلق ويحلق ويحوم .. ويعود إلى دجاجات صاحبه فيقنصها .. وهذا مما جعل الناس يستخدمونه مثلا في خيبة الأمل فقالوا ( مثل صقر أم قيس تطلقه على الحباري فيرجع الى خم الدجاجات) . بلاء الشعب بالخطط الخمسية والعشرية وحركات التصحيح والحقن والتحفيز الاقتصادي والخصخصة , هذه البرامج تساوي بل تزيد عن بلاء الصقار بصقر أم قيس ، للاسف بعض أصحاب الدولة والمعالي يحومون ويحلقون عاليا ويعودون لقنص ما تبقى من فتات الفقر من جيوب الشعب لتسديد عجز الموازنة ومواجهة المديونية واليوم يحومون ويلوصون على الغاء دعم رغيف خبزنا رمز عزتنا وكرامتنا. في المقابل قال احد النواب، إن الدول الخارجية لن تعطينا أي دينار، ولا حتى (طاسة مجدرة) ، في إشارة إلى تراجع المنح الخارجية للأردن وأضاف ، خلال استضافته على إحدى الفضائيات، أن دول العالم لم تعد تدعم الأردن، ولم تعد تمنحه اي مساعدات وأوضح، في اللقاء يجب علينا اعادة صياغة تشريعات اقتصادية لمساعدة المواطنين على العيش ضمن المعطيات الحالية، ويجب علينا الاعتماد على انفسنا , اذا كانت هذه المعطيات والمؤشرات لماذا لايراجع الاردن مواقفه وسياساته الخارجية ونحن نعلم ان وزراء الخارجية الاردنيين يطيرون في السماء أكثر من وزراء خارجية امريكا وروسيا والصين . يقال أن موقف الدولة المغربية مع قطر في مسألة فك الحصار وفر (20) ألف وظيفة عمل للشباب المغاربة المتعطلين عن العمل مما يعني ان هؤلاء الشباب سينفقون على مئات الالاف من الاسر . توقع محللين ان تتراوح معدلات البطالة جراء “كورونا” بين 24 إلى 27%، إلا إذا اتخذت الحكومة إجراءات وتدابير تحد من آثار هذه الجائحة على سوق العمل، خاصة في البعد المتعلق بإجراءات تحفيز الاقتصاد، وإعادة الاعتبار لصندوق التعطل في الضمان الاجتماعي . ويقولون إن البطالة كانت مرتفعة قبل “كورونا”، إذ وصلت في الربع الثالث من العام الماضي إلى 19%، وهي نسبة غير مسبوقة في تاريخ المملكة، صحيح أن الحكومة أعلنت العام الماضي برامج للحد من البطالة، وتعهدت بذلك، غير أن ارتفاع نسبة البطالة في الربع الأول من هذا العام، أي قبل بدء تأثير كورونا، إلى 19.3%، وهو مؤشر على عدم نجاح الحكومة في الحد من البطالة وجاءت جائحة “كورونا”، وشكلت تحديًا اكثر عمقًا في غير قطاع ومجال، لكن الأكثر تأثرًا هم العمال، خاصة أن أكثر من 90% من المنشآت الاقتصادية في الأردن، هي مؤسسات صغيرة ومتوسطة، وهذه غير مستعدة لمواجهة ظرف مثل ظرف كورونا . وأشاروا إلى أن مشكلة العمالة مع “كورونا” وجه آخر، بنسبة 48% من العمالة الأردنية غير منظمة، وهي ما اصطلح عليها “عمال المياومة”، وهؤلاء من دون أي تغطيات تأمينية وبعض المنشآت الاقتصادية الصغيرة والمتوسطة توقف عن العمل، وبعضها خفض عدد العاملين، وبعض ثالث خفض الأجور، وهذا كشف مقدار هشاشة نظام الحماية الاجتماعي . في الاردن هناك أرقام صامته وصادمة وموجعه في الفقر والبطالة فهناك في ديوان الخدمة يرزح (350) ألف طلب وظيفة وعندنا تقريبا نفس الرقم لشباب لم يحالفهم الحظ في التوجيهي , وبمعنى ان سياساتنا الداخلية والخارجية يجب ان تركز على هذه الملفات التي يكتوي بنيرانها كل منزل أردني ، وفي المقابل هناك زيارات مكوكية لا تهدأ لوزراء الخارجية والوزارات الاخرى لكن لا نرى أي مردود ايجابي لها على ارض الواقع ، ولا نعرف الى متى يظل صقر أم قيس نهج وعرف لسياسة الاداء في الحكومات الاردنية .
جلالة الملك يوجه باستثمار النجاح
يعلم القاصي والداني ان الاردن استطاع ان يحقق نجاح منقطع النظير في مواجهة جائحة كورونا التي عصفت بالعالم اجمع , وأن كل مؤسسات الدولة تعاملت باحترافية ومهنية عالية في الحد من انتشار الفيروس وتتبع الحالات وحصرها , كما اثبتت الدولة الاردنية انها دولة مؤسسات حيث كان هناك تنسيق عالي المستوى بين كافة المؤسسات والجهات ذات العلاقة , مما ادى الى استدامة توفر السلع والمواد الغذائية والاساسية واستمرار انسيابها بكل يسر وكاننا ليس في ظرف استثنائي .
ان هذا النجاح جاء بتوجيهات مباشرة من حضرة صاحب الجلالة ومتابعة من الحكومة والمركز الاردني للامن وادارة الازمات والقوات المسلحة والاجهزة الامنية ولجنة الاوبئة وكافة مؤسسات الدولة .
جلالة الملك صاحب الرؤيا الثاقبة , والحريص على ان يستثمر الاردن هذا النجاح لنؤسس عليه مزيدا من النجاحات والتميز في مجالات عديدة تمكننا اقتصاديا” واستثماريا” بالاضافة الى وصولنا الى ما دعى له جلالته منذ سنوات من تنمية الموارد المحلية والاعتماد على الذات .
استثمار الفوز او النجاح هو النجاح الحقيقي , وقد اكد جلالة الملك اليوم في لقاء جلالته بمركز ادارة الازمات على اهمية الامن الغذائي وقوة القطاع الصحي وصناعة الادوية, وكذلك السياحة العلاجية لما وصل له الاردن الآن من حالة استقرار الوضع الوبائي وما يتمتع به من سمعة طيبة وخبرات متميزة في المجال الطبي , وما تمتاز به مملكتنا الحبيبة من اماكن سياحية وعلاجية وكذلك المياه المعدنية والبحر الميت الذي يمتاز بوجوده كاخفض بقعة على سطح الكرة الارضية واعلى نسبة اكسجين في العالم .
وجب على الحكومة وكل الجهات التنفيذية ان تترجم توجيهات جلالة الملك الى خطط ومشاريع قابلة للتنفيذ وباسرع وقت ممكن .
اذا ارادت الحكومة استثمار الفوز والتغلب على الانكماش الاقتصادي وضعف الايرادات , هذا يستدعي لجنة ملكية اوفريق وزاري متخصص لتنفيذها , حيث ان توجيهات جلالته تمثل خارطة طريق للانتعاش الاقتصادي وسبيل لحل مشكلة البطالة والتي تشهد ارتفاع نسبي بين شبابنا واستغلال الاراضي الزراعية لتحقيق الامن الغذائي المنشود , ونؤسس لنهج الاعتماد على الذات وبناء اقتصاد الدولة فنحن نمتلك كل ادوات العمل ووسائل النجاح , نحن نستطيع والاردن يستحق , قدوتنا جلالة الملك المتابع لكل ما يهم الوطن والمواطن . حمى الله الاردن وقيادته الحكيمة .
الانتخابات والحق الدستوري
بعد هذه الفتره العصيبه على وطننا الغالي وبعد ان سلم الله وطننا من جائحه كورونا اخاطب كل من له اذان صاغيه وقلب نقي ويعمل لاجل الوطن وخدمة ابناءه اكتب للجميع بحكم اننا بتنا على ابواب استحقاق دستوري وهو الانتخابات النيابيه ومن بعدها الانتخابات البلديه واللامركزيه في العام القادم فكان لزاما ان اكتب ما يجول بخاطري واوجه نصيحتي لمن يهمه امر الوطن واستقراره والخوف على مصلحة وصحة الاردنيين فإنني ارى ويرى الجميع وحسب استطلاعات عديده بان يتم تاجيل الانتخابات النيابيه لمدة عام على ان يتم فك المجلس واستحضار حكومة وطنيه لتسيير المرحله الحاليه والقادمه لحين الانتهاء من جائحة كورونا التي عصفت بكل العالم واصبحت خطرا يهدد الجميع بلا استثناء إن اجراء الانتخابات بهذه الاوضاع هو مخاطره كبيره ومجازفه لا تحمد عقباها في ظل ازدياد عدد الحالات وموت اعداد منهم . اجراء الانتخابات في ظل انتشار مرض كورونا واتساع رقعة المساحه المصابه وازدياد اعداد الاصابات نتيجة المخالطه والانفتاح ينذر بان الاوضاع ستكون مخيفه وخطيره اثناء التجَمعات وعمليه الانتخاب في مراكز الاقتراع سيكون هناك تدافع واختلاطات ولن يكون هناك اقبال ايضا من المواطنين لخوفهم من انتقال الفيروس وان الامر لا يعنيهم بعد ضعف المجالس السابقه في تمثيل المواطن بالسكل الصحيح وكل ذلك سيشكل خطر كبير جدا خاصه لا قدر الله اذا وجدت حالة اصابه واحده غير معروفه بين الموجودين فانها ستنشر الاصابات بالعشرات ان لم يكن بالمئات بين الناس وهنا تكمن الكارثه والمصيبه القاتله ومهما تم اخذ الاحتياطات الا ان معمعة الانتخابات ستجعل الاخذ بها صعب وعقيم في ظل المصافحات والاقتراب والتدافعات امام مراكز الاقتراع بين الناس بغض النظر عن الظرف او الطارئ وايضا .. الاهم من الانتخابات هي الظروف الاقتصادية التي يمر بها الوطن اصبحت تنذر بالخطر وهو ما اجبر الحكومه على تخفيف الحظر ولكن هل وضع ميزانية البلد تسمح باقامة الانتخابات وهي تكلف الخزينة عشرات الملايين اليس المواطن احق بها ولماذا لا يتم صرفها باوجه اخرى تدر الربح والخير على الوطن والشعب وتنهض باقتصادنا المتعثر ومن الوضع السيء الذي يمر به الان اليس هناك رجال عقلاء من مستشارين وكبار واصحاب الخبره للمشوره على حكومه الدفاع بالخطر الذي يداهمنا بإقامة انتخابات في ظروف يرثى لها وطننا. ام ان مشورتهم مانت بالانتخاب عن بعد او استخدام قلم لمل مواطن واستخدام حبر بخاخ فهذا لن يفيد بل سيجعل الوضع يزداد سوء خاصه بوجود حالات سابقه من التزوير في الانتخابات السابقه وهي ورقيه مكتوبه ووجود حاله من الغضب وعدم الرضا عند الكثيرين والثقه لدى الشعب بنزاهة الانتخابات وإن كانت عن بعد ستكون مزوره حتما والتحكم باراده الشعب وعدم ثقه المواطن بالانتخابات وطننا الاهم واقتصاده اهم وصحه المواطن اهم من انتخاب مجلس لا عمل له في قانون الدفاع ولهذا افضل قرار هو تاجيل الانتخابات للعام القادم بشرط فك المجالس المنتخبه كلها ويكون هناك حكومه وطنيه منتقاه باتقان تدير البلد لحين اجراء الانتخابات وقانون الدفاع المعمول به الان فرصه سانحه لفك المجالس المنتخبه جميعها نيابيه لامركزيه وبلديه وتوفير مصاريفها ورواتبها وكمالياتها لحين اجراء الانتخابات في العام القادم وتكون مجتمعه لثلاث مجالس مجتمعه وتكون اوفر بكثير من اقامتها لمرتين وفصل كل مرشح ليكون الخدمي والتنموي والتشريعي لاختيار الأفضل والانسب لكل مجلس ونحن نرى ان الجميع يتهافت على اي انتخابات دون درايه عن عمل المجلس واختصاصه مصلحة الوطن وصحة ابناءه اكبر والوضع الاقتصادي والوبائي الذي يجتاح العالم ووطننا لا يسمح باقامة اي انتخابات لهذا نطالب رئيس مجلس الوزراء ان يضع نصب اعينه مخافة الله ومراعاة الضمير ومصلحه الوطن في الامانه التي تحملونها وعليها اقسمتم اليمين بأن تخدموا الوطن واهله وشعبه العظيم وان تبعدوا عنه اي سوء او خطر يهدد سلمه وامنه.
د. ناهده ابو ديه عضو مجلس محافظه الزرقاء