كتاب واراء
جيشنا العربي ..
يعتز كل اردني بجيشه العظيم.. جيشنا العربي.. وفي ظل الكورونا تنظر بعمق الى قوافل الجيش وهي تنتشر على ابواب المدن من اجلنا وللمحافظة على الوطن وكل ساكنية من هذا الوباء ومن اجل ضبط كل المنافذ حماية لنا..
ماذا لو أوقف الاستيراد؟
الحديث الذي يجري من وقت لآخر عن الاعتماد على الذات لا يتجاوز اماني وشعارات يجري استهلاكها في المناسبات فخلال العقود والسنوات الاخيرة تراجع انتاج البلاد من القمح والحبوب وانخفض نصيب الفرد من المياه وتنامى اعداد الموردين للحوم بحيث اصبحنا نميز مذاق اللحوم المستوردة وازدادت اعداد من يفضلون اللحوم الرومانية على النيوزلندية بعدما خبروا البلغارية والسودانية والتركية وغيرها. في حالات كثيرة تشعر وكأن انساننا يعيش في بيت مستأجر تجلب كل احتياجاته من الخارج بما في ذلك العمالة والطاقة والمياه. فما الذي دهى هذه البلاد التي كانت حتى مطلع السبعينيات تنتج قمحها وخبزها وترتوي من ينابيعها وآبارها.؟
الايام القليلة الماضية كشفت عن جبروت قوى التجارة والاستيراد فقد اطل وزير الصناعة ليقول لنا ان المخزون الاستراتيجي من المواد الغذائية الرئيسة متوفر وللتأكيد على ذلك قام عدد من اصحاب القرار بزيارات متعددة لصوامع القمح ومستودعات تخزين السلع وجرى الحديث عن الشحنات القادمة التي ستأتي تباعا لسد حاجاتنا من القمح والسكر والارز والشعير وبقية السلع التي يعتمد عليها المواطن. للبعض بدا الامر مريحا لكن المحزن ان المخزون الاستراتيجي لا علاقة له بما زرعنا بل هو حصيلة جهود الموردين الذين يوفرون لنا ما يقارب المليون طن من القمح سنويا .
بالرغم من وجود مساحات واسعة من الاراضي القابلة للزراعة فما يزال الاردن يستورد اكثر من 90 % مما يحتاج من القمح والشعير والبقوليات ويتسابق التجار والسماسرة فيه على استيراد الكثير من المحاصيل ويدخلون في مضاربات مخزية لتشويه منتجات بعض البلدان لحساب زيادة الاقبال على منتجات بلدان اخرى . في الايام القليلة الماضية اقدم بعضهم على نشر صور لفواكه فاسدة قال ان سببها المياه التي تسقى فيها في بلد المنشأ وقد رد المستورد لهذه السلع بأن الغاية من ذلك وقف الاقبال على هذا الصنف وفتح المجال للاصناف التي يستوردها البعض من بلد مجاور آخر.
في محاولات الاردن الاولى لتطوير الزراعة الصحراوية المعتمدة على الري توجه المتعاقدون الى انتاج سلع زراعية غير استراتيجية واستهلكوا الكثير من مياه الاردن وعقدوا صفقة مصالحة مع وزارة المياه دون ان يجيب احد على سؤال اسباب الخلاف ولماذا لم يرتبط الانتاج بحاجات البلاد من السلع الغذائية الاستراتيجية . الخطاب الحكومي حول المياه يتحدث عن شح في مصادرها وازمات مزمنة في توفير المطلوب ومطالبات دائمة للمواطن بترشيد الاستخدام والقبول بالحصص التي يجري تخصيصها للمستهلكين ضمن معادلات لا تفي بالاحتياجات الاساسية للمستهلكين.
في مقابلة لوزير المياه افاد بأن الاردن استقبل هذا العام كميات تصل الى ما يزيد على 150 % من المعدل السنوي للهطول او ما يزيد على 12 مليارمتر مكعب ومع ذلك فان الدولة وسلطاتها تمنع المواطنين من حفر الآبار او استخدام ما هو متوفر منها . المؤسف حقا ان بعض السدود التي امتلات هذا العام ستحتفظ بمعظم مياهها دون اي استخدام حقيقي فعال ومفيد وستكون جاهزة للفيضان عند اول هطول مطري كما حصل لسد الوالة في السنوات الثلاث الاخيرة.
ما يبهرك ان الوزراء والمسؤولين يعون تفصيلات اوضاع قطاعاتهم جيدا لكنهم نادرا ما يقدمون حلولا او خططا لأوجه الاستخدام المجدي والفعال والمرتبط برؤية وطنية ترمي الى تحقيق الاستقلالية والاعتماد على الذات الذي يجري الحديث عنه في كل مناسبة.
حتى اليو لا توجد خطة لزراعة القمح او البرسيم ولا عن تصورات لتحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم والالبان ولم يتحدث احد عن الاسباب الكامنة وراء امتلاء سد كفرنجة دون وجود خطة واضحة لاستخدام مياهه. في الطفيلة التي تشكل غالبية اراضيها جبالا ووديانا ومناطق وعرة لا يوجد الا سد واحد خصصت مياهه لمنفعة شركة البوتاس العربية الواقعة على بعد عشرات الكيلومترات الى الغرب من المحافظة.
الناس في الطفيلة لا يفهمون المنطق ولا المبررات من وجود السد على اراضي محافظتهم وتخصيص مياهه لخدمة مشروع خاص يقع خارج حدود المحافظة . بالرغم من وجود البطالة ونقص متزايد في المصادر وزيادة في حاجات الناس للشرب وري المزروعات الا ان المحافظة تخلو من المشروعات الهادفة الى تطوير الموارد المائية وتوفيرها بكميات معقولة للمواطنين. خلال الاعوام القليلة الماضية سمعت من كل الوزراء الذين تعاقبوا على وزارة المياه عن انهم سيحتفلون قريبا بافتتاح سد جديد في الطفيلة وسيباشرون في تشييد المزيد من السدود في مجاري الاودية التي يزيد عددها على سبعة مواقع. حتى اليوم لم يتحقق من هذه الوعود وعد واحد فما ان تكتمل المخططات حتى يغيب التمويل وما ان يحضر التمويل حتى يحرد المقاول وهكذا.
في ضوء هذا الواقع فان الحديث المتكرر عن التنمية والمشروعات العملاقة وحلول البطالة والاستثمار مجرد وعود وخطابات ما لم ير الناس افعالا ترتبط بالوعود ويخرج المسؤول من عقلية ابراء الذمة ليتحلى بروح المسؤولية والعمل المنتج المفضي الى تحقيق الاهداف المعلنة .فالبرامج التنموية الحقيقية هي التي تبنى على تطوير واستثمار الموارد المحلية وتساعد الناس على اختيار اعمال ومهن مرتبطة ببيئتهم وتراثهم وتنعكس على انتاجيتهم ودخولهم ونوعية حياتهم. شاركها
هل نقترب من العودة إلى حياتنا الطبيعية؟
لن يتمكن العالم من السيطرة على فيروس كورونا المستجد قبل تطوير ثلثي سكان العالم مناعة ضده.وعليه يتوقع العلماء في مراكز الأبحاث الطبية أن يستمر الفيروس في الانتشار عبر موجات عدة قد تستمر حتى العام 2022 وفق دراسة علمية لمركز أبحاث جامعة مينيسوتا الأميركية.
حتى ذلك التاريخ تستعين الدول ببعض الأدوية التي ثبت نجاعتها في التخفيف من أعراض الفيروس،لكن العامل الحاسم في الحد من تفشي الوباء يعتمد بدرجة كبيرة على مدى التزام المجتمعات والسلطات بتدابير صحية مشددة طويلة المدى بالتزامن مع إعادة تشغيل القطاعات الاقتصادية المختلفة.
بمعنى آخر، التكيف مع حياة تمنح الأولوية فيها للإجراءات الصحية بصورة طبيعية.
العودة للحياة كما كانت قبل كورنا أمر مستحيل قبل التوصل إلى لقاح مضاد، وتطوير مناعة القطيع.بخلاف ذلك فإننا ندفع باتجاه مغامرة محفوفة بمخاطر كبرى، تماما كما لو أنك تطلب من الركاب الصعود إلى الطائرات دون المرور بأجهزة كشف المعادن.
الأردن من أقرب الدول التي تدخل بشكل متدرج اختبار مرحلة التكيف، بالنظر لنجاح السلطات في السيطرة على انتشار الوباء داخل حدود المملكة.
بعد بضعة أسابيع وفي حال استمرار الوضع الوبائي عند نفس المعدلات الصفرية الحالية، يمكن استعادة كامل الطاقة التشغيلية للقطاعات والمؤسسات،أي مع نهاية شهر رمضان المبارك.
لكن ذلك يتطلب تطوير ثقافة صحية صارمة، واستمرار إجراء الفحوصات العشوائية، والاستفادة قدر المستطاع من سياسة العمل عن بعد وكذلك التعليم. وفي هذا الصدد ينبغي تنفيذ توجيهات الملك بتطوير آليات التعليم عن بعد، لتشكل مسارا رديفا للتعليم المباشر في المستقبل، واعتماده فور الحاجة إليه بشكل كامل.
يمكن للنشاط العام أن يستعيد زخمه في البلاد شرط الالتزام بالتدابير الصحية، ولا أجد ما يمنع في ظل المعادلة الحالية من مواصلة التخطيط لإجراء الانتخابات النيابية بداية الخريف المقبل، وفق تقاليد جديدة للحملات الانتخابية تعتمد نظام التواصل الإلكتروني مع الناخبين عبر منصات التواصل الاجتماعي وتقييد التجمعات بأعداد يتفق عليها، وزيادة عدد مراكز الاقتراع لمنع الاكتظاظ، كما يمكن التفكير بإجراء الانتخابات على مدار يومين بدلا من يوم واحد، إذا كان القانون يسمح بذلك.
التحدي الماثل أمامنا حاليا هو استيعاب عودة آلاف الأردنيين من الخارج وتطبيق قواعد الحجر على مرحلتين بشكل دقيق وصارم، للحؤول دون انتقال الفيروس من جديد إلى الوسط الأردني.
تجربة الحكومة مع العائدين كانت موفقة بداية الأزمة ويمكن البناء عليها في المرحلة الثانية، خاصة وأن العملية برمتها تجري تحت إشراف مباشر من القوات المسلحة.
جانب كبير من استراتيجية التعافي والتكيف تقع على عاتق المواطنين،فمهما بلغت إجراءات الحكومة شدة ومراقبة إلا أنها غير كافية لضمان النتيجة. المواطن يتحمل المسؤولية المباشرة ويتعين علينا جميعا أن نكتسب مهارات العيش في ظروف استثنائية وممارسة حياتنا تحت التهديد الدائم.
أين أغنياء البلد وكبارها ؟؟؟
بقلم الدكتور الصحفي ماجد الخضري
معظم أغنياء البلد غابوا خلال أزمة كورونا ولم يسمع احد عنهم وعن تبرعاتهم وعن مساعدتهم للفقراء والمحتاجين خلال هذه الأزمة ؟؟؟
فالكثير من أصحاب المليارات من أبناء الوطن لا حس لهم ولا خبر هذه الأيام وكأنهم ليسوا من أبناء الأردن أو كأنهم لم يسمعوا ولم يشعروا بمعاناة أبنائه من الفقراء والمحتاجين .
وانأ استعرض أسماء المتبرعين لصندوق همة وطن وجلهم من الشركات والبنوك والمصانع لم اقرأ أسماء الأغنياء من الذين تمنيت أن اقرأ أسماؤهم ضمن قائمة المتبرعين لهذا الصندوق .
استعرضت القوائم التي تنشرها بعض المجلات العالمية والتي تضم في الغالب أسماء الأغنياء ممن ملكوا المليارات ولكن للأسف لم اقرأ اسماء جل هؤلاء الناس في قوائم المتبرعين لصندوق وطن ولم تظهرا أسماؤهم في تلك القوائم فقد انتظرنا طويلا أن نقرا أسماؤهم أو نسمع أصواتهم ولكنهم كانوا الغائبين بامتياز ؟؟
ولو تم استثناء المتبرعين من الشركات والمؤسسات والبنوك فان التبرع لصندوق همة وطن يعتبر هزيلا ولا يساوي ما تبرع به لاعب كرة قدم او ممثل او راقصة في العديد من الدول الاروربية حيث رأينا ان رجالات تلك الدول قد هبوا من اجل التبرع والمساهمة في مساعدة دولهم ومنها دول عظمى في حين كان الإحجام في الأردن عن التبرع كبيرا .
لمن كانوا يوهمون الناس أنهم كراسي البلد ورجالتها اقول لهم ان لم تظهروا حبكم للوطن في ظل هذه الظروف الاستثنائية فمتى يكون وان تحجج البعض منكم بأنهم لا يثقون بالحكومة فأقول لهم قدموا تبرعاتكم للشعب مباشرة فان الفقراء في كل مكان ينتشرون وقد ازداد عددهم وساءت أحوالهم وتقطعت بهم السبل وهم الان في اشد الحاجة للمساعدات .
يا من نهبتم الاردن وسرقتموه واستغنيتم بصورة غير شرعية من مؤسساته لماذا لا تتبرعون ، اين انتم لماذا لا تحضرون اموالكم من سويسرا وغيرها لماذا لا تقفون مع الوطن في محنته .
ففي الأردن حسب الإحصائيات العالمية ما يزيد عن أربعة ألاف مليونير وفيه ما يزيد عن سبعين ملياردير لو ان كل منهم تبرع ولو باليسير للعائلات المحتاجه والفقيرة لكان التكافل الاجتماعي في أوجه ولظهرت الرحمة بين إفراد المجتمع ولكانوا كالجسد الواحد اذا تداعي منه عضو اصيب كله بالحمى .
عودة الحياة للاقتصاد ..
عانى الاقتصاد وما زال يعاني من وباء كورونا..وتاه الناس خلال اشهر قليلة ..والاردن الذي ينتصر على الوباء بفضل حكمة قيادتة والاداء الممتاز للحكومة والجيش والاجهزة الامنية ووعي الناس..وبدات الحياة تعود تدريجيا للحياة ..
والاقتصاد يحتاج الى الكثير كما يرى اهل الاقتصاد والاستثمار..ولا بد من خطوات ايجابية تعيد له الحياة بقوة افضل كما يرى الاكاديمي ورجل الاقتصاد والاستثمار الدكتور ماهر الحوراني الذي يرى ان الحياة الاقتصادية يجب ان تعود الى طبيعتها بعد عيد الفطر السعيد على ابعد تقدير كما لا بد من توفر السيولة ليستمر الاقتصاد بقوته ولا بد من تخفيض الضرائب على الشركات والاستثمار لتجاوز الأزمة..كما انه لا بد النظر بحكمة للمغتربين وتحويلاتهم واوضاعهم..
ان عودة الاقتصاد ينعش الناس ويريحهم ويظللهم بالامل والمحبة والسرور وتبقى عجلة الانتاج الوطني مستمرة بأذن الله ورحمته.
عيد العمال وتداعيات كورونا
الأستاذ الدكتور عمر علي الخشمان
يحتفل العالم في اليوم الاول من شهر مايو من كل عام بعيد العمال هذا العيد الذي يتجمع فيه العالم ويتبادل فية التقدير والاحترام لهذة الفئة الغاليه علي قلوبنا جميعا والتي تعمل بكل امانه وجهد واخلاص لرفع مستوى الاقتصاد الوطني والانتاج وتحقيق التنمية بكل الطرق والوسائل المختلفة التي تؤدي الى تطور الوطن وتقدمة
نحتفل بعيد العمال في هذة الظروف الاستثنائية وقد القى فيروس كورونا بظلالة السلبية على العمال في كافة انحاء العالم وادت هذة الجائحة الى تعطيل عجلة الانتاج وركود وانكماش في الاقتصاد العالمي, وفي ظل هذة الظروف التي تعتبر الاسوا على العالم منذ الحرب العالمية الثانية من ارتفاع في معدلات البطالة واغلاق المصانع والشركات والشحن والسيارات والسياحة وغيرها من الانشطة الاقتصادية بشكل جزي او كلي, منظمة العمل الدولية في تقرير لها نشر يوم الثلاثاء الماضي 28 ابريل حذرت فية من التداعيات المدمرة والتي ستنتج عن جائحة كورونا على الاقتصاد العالمي حيث اثرت على اكثرمن 81% من القوى العاملة العالمية وخسر الكثير من العمال اعمالهم وتوقفت عجلة الانتاج في معظم دول العالم, وانها ستكون اشد ضررا ومدمرة على الوظائف والاتتاج حول العالم ولاسيما في قطاع السياحة والصناعات مؤكدة ان سوق العمل في العالم يواجة اسوا مشكله في العالم منذ الحرب العالمية الثانية , ان دعم العمال وتكريمهم هو تكريم لقيمة العمل التي تعتبر افضل واسمى وارفع مستويات القيم الايجابية من حيث الاهمية والمستوى وفي الدين الاسلامي وفي تراثنا العربي الحضاري ركز على العمل وقيمتة وعلى الاخلاص فية من بناء المجتمع بطريقة مميزة ورائدة.
العامل الاردني يحتل مكانة مميزة ومرموقة في البنية المجتمعية لانة عامل يمتلك مهارة ومهنية عالية وتدريب وقادر على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة بكل تقنية عالية لنرى مدارسنا ومراكز التدريب المهني منارات للعلم وصقل المواهب ومكان لتنمية القدرات ومكان للتغير والارتقاء المنشود وهذا يتم من خلال منظومة تاهيل وتدريب بوسائل تقنية حديثة توسع مدارك المتدربين وتعمق تفكيرهم وتزيد من ثقتهم بأنفسهم متسلحين بالأيمان القوي والثقة القوية والاعتزاز بهويتنا الإسلامية والعربية وتراث الإباء والأجداد المتميز والرغبة في التعلم والتطور ومواكبة العصر والحصول على مهنة مميزة بتقنية عالية.
في هذة الظروف الاستثنائية الصعبة وفي ظل جائحة كورونا يعيش الكثير من عمال وطني بظروف اقتصادية ومعيشية صعبة للغاية لايمتلكون قوت يومهم, بالمقابل الحكومة عملت عدة برامج لمساعدتهم وتوفير مصدر رزق لهم عن طريق الضمان الاجتماعي من خلال انشاء صندوق “همة وطن” الذي يدعم الاسر العفيفة التي تتقاضى راتبا شهريا من خلال صندوق المعونة الوطنية لكن هناك فئة من العمال لم يشملهم الدعم والمعونة وهم عمال من كبار السن يعملون على بسطات وفي مصالح صغيرة خاصة في هذة الظروف توقفت مصالحهم ولا يوجد لهم اي مصدر للرزق وهي اسر تعيش ظروفا قاسية من هنا لابد من توفير دعم مادي لهم ليتجاوزا هذة الظروف الاستثنائية
منذ بداية جائحة فيروس كورونا كان جلالة الملك عبدالله الثاني على تواصل وبشكل مستمر مع ابناء شعبة وفي كل فترة يطل علينا الاب والقائد الحاني بكلمة ورسالة تعطينا دفعة قوية من الامل والارادة والطمانينة والثقة زادت من عزيمة الاردنيين وصمودهم في مواجهة فيروس كورونا وفي كل حديث وتوجية للحكومة بتقديم الدعم اللازم للمواطيين وخاصة العمال وتوفير الدعم المباشر لهم ونفخر بقيادتنا الهاشمية التي تحرص على توفير كل سبل الراحة والامان والطمانينة للمواطنيين.
وفي هذة الظروف الاستثنائية الصعبة لا ننسى دور العمال الاساسي في مواجهة ومكافحة فيروس كورونا المباشرة وهم على الخطوط الامامية , نهني عمال الوطن ونقدم لهم باقة ورد واحترام وتقدير واجلال لجهودهم الطيبة والرائعة في خدمة الوطن ونقول لكل واحد منكم بوركت سواعدكم بارك الله بجهودكم العمل عبادة والعمل امانة, والامانة يجب ان تصان وان تؤدى على اكمل وجه, ونتطلع لليوم الذي نرى فية العامل في وطني يقدر ويحترم لانة يمتلك روحية العطاء وتجذر الانتماء بالعمل لا بالتنظير ويمثل الاخلاص والتفاني وحب العمل في سبيل الوطن, العمل مثال للعطاء والانتماء والبناء والتعمير وجلالة الملك عبدالله في كل مناسية وفي كل موقع يقدر ويثمن جهود العمال المخلصين واصحاب الهمم العاليه ويكرمهم ويعزز اصحاب قصص النجاح ويكرمهم ويوجة الحكومة الى تضليل الصعوبات وتامين سبل العيش الكريم لهم.
كل عام والوطن وعمال وطني وقائد الوطن والشعب الاردني بالف خير.
مستقبل الصحف الورقية
بقلم الدكتور ماجد الخضري
دراسات عديدة تنبأت بانتهاء عهد الصحف الورقية التي انتشرت في العالم في القرن السادس عشر في اعقاب اختراع الطابعة حيث بقيت الصحف وسيلة رئيسه من وسائل الاعلام في العالم الى ان صعد نجم الانترنت في نهاية القرن الماضي وبالتحديد بعد عام 1990م حيث بدا نجم الصحف الورقية بالافوال .
ومنذ ثلاثين عاما والصحف الورقية تتلاشي ويتراجع انتشارها وتوقعت كثير من الدراسات ان تنتهي هذه الصحف ما بين عامي 2030 / 2040م حيث شهد القرن الحالي اغلاق ما يزيد عن اربعة الاف صحيفة ورقية حول العالم اضافة الى تحول عدد كبير من الصحف الورقية الى الكترونية ، وكان الالكتروني اصبح هو التطور الطبيعي للصحف الورقية .
ورعم ذلك فان العديد من دول العالم ومنها بعض دول أوربا حافظت على الصحف الورقية وقاتلت من اجل عدم اندثارها على اعتبار انها اداة من الادوات الاعلامية للدوله وانها تتميز بانها بيوت للخبرة والمهنية وانها الحاضنة الاساسية للاعلام المهني والمحاربة للانتشار الاشاعات ، فالاعلام الالكتروني عكس الورقي ولا يقوم على اسس قوية ويقوم عليه افراد بعكس الاعلام الورقي الذي يقوم عليه مؤسسات راسخة وقوية .
وفي الاردن تعتبر الصحف الورقية اليومية بيوت خبرة في العمل المهني الصحفي والخط الاول في الدفاع عن الدولة في ظل انتشار الاخبار الكاذبة و الزائفة وفي ضوء الاعتماد المتزايد على وسائل التواصل الاجتماعي في الحصول على الاخبار .
وفي الوقت الذي ما زالت العشرات من الدول خاصة في اوروبا تقدم الدعم المادي للصحف الورقية لتبقى قائمة وتستمر في مسيرة البذل والعطاء مثل فرنسا والسويد والدنمارك على اعتبار ان الصحف الورقية خاصة اليومية منها تنشر اخبار مشغولة بشكل مهني واخبار صحيحة مئة بالمئة نلاحظ ان الاعلام الورقي قد بدا بالانهيار في العديد من الدول العربية ومنها الاردن ونلاحظ ان العديد من الدول العربية لم تقدم الدعم المناسب للاعلام الورقي .
وقد أدركت الدول التي تدعم الاعلام الورقي ان انهيار الصحف الورقية سيفتح الباب واسعا لمواقع التواصل الاجتماعي لتحل محل هذه الصحف وتأخذ دورها مما يعني ان الاخبار الزائقة ستواصل التقدم وستاخذ مكانها في المجتمع.
فمواقع التواصل الاجتماعي تعج بالإخبار الكاذبة ومن يتولى نشر الاخبار في معظم هذه المواقع هم الهواة غير المحترفين في صناعة الاخبار و من الذين لا يملكون الخبرة الكافية في اعداد الخبر وكتابته بالطريقة الفنية كما ان معظم ما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي لا يستند الى مصدر مختص فالاخبار تنشر دون الاشارة الى مصدر ودون التأكد من صحتها من خلال القنوات الرسمية المتخصصة وفي الغالب لا تكتب بالطريقة الفنية المتبعة في الصحف الورقية العريقة حيث تكتب الاخبار بطريقة الهرم المقلوب وبالطريقة الفنية القائمة على وجود مصدر مختص ينقل المعلومة ويتحدث بها .
لذلك حافظت الكثير من الدول على الصحف الورقية وقدمت الدعم القوي لها خوفا من انهيارها وخوفا من ان يكون البديل عنها مواقع التواصل الاجتماعي فقد عانت عشرات الدول كما عاني الاردن من الاخبار الزائفة التي يتم تداولها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وكانت الصحف الورقية هي الاداة المهمة في محاربة الاعلام الزائف والكاذب.
وفي الاردن كغيره من دول العالم توقفت الصحف الورقية عن الصدور خلال ازمة كورونا و على اعتبار ان الورق ناقل جيد لفيروس كورونا وبدات الصحف تعتمد على النسخة الالكترونية في ظل غياب النسخة الورقية التي كانت تعج بالاعلانات التي تؤمن مصدر دخلا مناسب ورئيس للصحفية ولكن في ظل غياب النسخة الورقية عجزت الصحف عن دفع رواتب موظفيها وتعثرت ماليا ليس بسبب عدم قدرتها على تامين الدخل المناسب للاستمرار ولكن بسبب قرار حكومي لذلك وجب دعم هذه الصحف لتستمر في مسيرة البذل والعطاء ولتكون اليد اليمنى للدولة ومساعدا لها في تنفيذ وتطبيق سياساتها .
فالصحف الورقية تمر بفترة مصيرية من تاريخها ووجب على الدولة مساعدتها وحمايتها لتخرج من ازمتها ووجب على الجسم الصحفي التكاثف في ظل هذه الازمة وتوحيد الجهود .
كما وجب على الصحف الورقية تطوير نفسها من خلال البحث عن مصادر دخل اضافية غير المصادر التقليدية فتجربة العديد من الصحف الورقية التي تحولت الى الكترونية في الغرب كانت ناجحة حيث عززت تلك الصحف مسيرتها من خلال التواجد في العالم الافتراضي وبناء اعلام متعدد الوسائط لا يعتمد على الخبر السريع وانما على رسائل الفيديو والتحقيقات الصحفية والتقارير الخاصة
شكراٌ … للمركز الوطني للامن وإدارة الازمات …!!!
على امتداد الشهور الماضية لظهور فيروس كورونا الغامض، أثبت الاردن بأنه دولة عظيمة وهذا ما أكده جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين عندما قال عندما أكون في المحافل الدولية اتسلح بشعب عظيم يفوق كل الموارد المادية ، قلنا منذ البداية ان الاردن الذي صدر القوى العاملة العلمية والمهنية لكافة دول العالم لا بل ساهم ابنائه في بناء وتأسيس الإدارات في بعض البلدان اليوم يثبت جدارته في امتحان كورونا ونجاحه في إدارة الأزمات بكل اقتدار في كل مكان وزمان ، وأضحى يملك مفاتيح النجاح في كل أزمة أو جائحة .
ان الاردن يا سادة اصبح مثالا يحتذى بين دول العالم في قدرته على التعامل مع ازمة فيروس كورونا المستجد بقرارات جريئة وخطوات استباقية لم تستطع دول عظمى اتخاذها، نعم نجح الأردن بفضل الإدارة الحكيمة والمتابعة الحثيثة من قبل قائد المسيرة وسيد البلاد الذي لم يوفر جهدا لحماية الوطن والمواطن من شر بلاء فيروس كورونا المستجد واستطاع ان ينتصر بعزيمة ابنائه وحكمة قيادته .
قمة في النجاحات التي تتحقق في كل أزمة تروى للأجيال ،وقمة في الإنسانية التي عنونت بها معركتنا في مواجهة كورونا ونحن لا ننسى دور الاجهزة الامنية والجيش المصطفوي والرجال الرجال من كوادر الدفاع المدني الذين نرفع لهم قبعاتنا عاليا على الدور الانساني النبيل والكبير الذين قاموا به خلال جائحة كورونا أما الجيش الثاني فهم الجيش الابيض والمراييل البيض التي أثبتت نقاء الولاء والانتماء لهذا الوطن وبالفعل ملائكة الرحمة الذين هم رمز السلامة والوداعه منذ بدء الخلق ، حيث كللت جهود الحكومة وتوجيهات القائد العظيم بالأعمال الإنسانية للوقوف إلى جانب المواطن والمقيم .
عندما بزغ نجم المرض الغامض كورونا في الأراضي الصينية ، اتخذ الاردن خططه الاحترازية بعد اجتماعات واسعة من قبل الجهات المعنية بمواجهة الأزمة ، وسط منظومة متكاملة من الجهات الحكومية ، ومتابعة حثيثة من جلالة الملك وولي عهده الأمير الحسين بن عبدالله – حفظهما الله
لافت في إطار تكامل الأجهزة الحكومية لمواجهة فيروس كورونا ، حصلت على إشادات محلية ودولية للسيطرة على هذه الجائحة العالمية وما بين الجهات الحكومية ، والقطاع الخاص اكتمل التناغم في مواجهة الجائحة ، الكل بحسب اختصاصه ، منع للتجول ومساهمات متنوعة لكافة القطاعات ، ووعي مجتمعي ، ومتابعة مباشرة من قبل القيادة الرشيدة لهذه الجهود .
نعم، نعلم أننا نملك قيادة استثنائية ، باستطاعتها التعامل مع الأزمات بكل حنكة واقتدار ، والآن نعلم بأننا نملك منظومة عمل إدارية وقيادية قوية وجاهزة للتعامل مع مختلف الأزمات ، المركز الوطني للامن وادارة الازمات ، كان يعمل بجد وصمت وقت الرخاء ، لتتصدر المشهد وقت الشدة والأزمة ، ويتسلم زمام الأمور، ويدير الأزمة بكل مهنية واقتدار
وقد عمل المركز الوطني للامن وادارة الازمات مع جميع الجهات المعنية في الدولة على تطوير الخطط الاستراتيجية ، ورفع الجهوزية والاستعداد للأزمات والكوارث ، بالإضافة لإصدار العديد من اوامر الدفاع والقرارات للتعامل مع الأزمات والطوارئ حيث تم تعميم وتفعيل هذه القرارات من قبل جميع المؤسسات الحكومية في الدولة ، ما شكل نهجاً موحداً ، تم من خلاله المحافظة على سير الأعمال واستمرارية الخدمات الحكومية .
بدأ المركز عمله مبكراً ، مع بدء أزمة “كورونا”، بمتابعة تطورات الأزمة مع الجهات المحلية في بادئ الأمر، ورفعها إلى المستوى الوطني مع تطور الموقف ، والبدء بالتعامل مع الأزمة بشكل مباشر ، وذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة ولجنة الاوبئة والوزارات والدوائر الاخرى ، والجهات المساندة على مستوى اجهزة الدولة .
جهود الاردن كبيرة من قبل العديد من الوزرات والمؤسسات الحكومية التي تعمل بتناغم واحترافية للتعامل مع هذه الأزمة ، فشكراً من القلب لكل الجهود المخلصة في مواجهة هذه الأزمة ، وكل الشكر للمركز الوطني لادارة الازمات ، ممثلاً بوزراء الحكومة وخاصة وزيري الاعلام والصحة الذين اداروا الازمة بكل احترافية ومهنية يشهد لها الجميع ، على الجهود التنظيمية والاحترازية التي تبنتها سابقاً ، لرفع الجهوزية والاستعداد لمختلف الأزمات والكوارث ، وعلى قيادتهم للأزمة الحالية ، وضمان التناسق والتناغم والتكامل بين الجهود المبذولة ، بما يضمن فاعليتها في تحقيق الهدف المنشود .
إدارة الإردن الناجحة والفاعلة لأزمة فيروس كورونا المستجد ، لا تقدم فقط نموذجاً للعالم في كيفية إدارة الأزمات ، ولكنها أيضاً تقدم رسالة واضحة أن دولتنا وقيادتنا الهاشمية الرشيدة ، ماضية بقوة وبثبات في مسارها نحو تحقيق الريادة العالمية ، ولن يثنيها عن ذلك أي شيء.
حاسوب لكل طالب
سيمضي طلبة المدارس عامهم الدراسي بالتعلم عن بُعد. وهي بلا شك تجربة غير مسبوقة لنحو مليوني طالب أردني، ولم يكن سهلا التكيّف معها في البداية. وأظهرت استطلاعات رأي تباينا في التوقعات حيال نتائجها وجدواها، لكن الاتجاه العام يفيد بإمكانية الاعتماد عليها كمصدر رئيسي للتعليم في الظروف القاهرة كالتي نمر فيها، إلى جانب وسائل أخرى مثل الحصص المتلفزة، ومجموعات “الواتساب” للتفاعل المباشر مع المعلمين والمعلمات وإنجاز الفروض الدراسية.
هناك حاجة ماسة لتمكين المعلمين والطلبة بأسلوب التعلم عن بعد، لأن تجربتنا الصعبة مع الفيروس المستجد، قد تتكرر في المستقبل سواء كانت موجة جديدة محتملة الشتاء المقبل أو ظروف أخرى مشابهة تفرض على طلبتنا ملازمة بيوتهم. لذلك ينبغي العمل على تطوير النظام القائم حاليا، ودعمه بالبرمجيات اللازمة لتسهيل التواصل بين المعلمين وطلابهم، وتأسيس نظام إلكتروني كفء للامتحانات المدرسية.
مقارنة مع دول كثيرة حول العالم يبدو أن طلابنا كانوا من بين المحظوظين، فقد أظهرت دراسة لليونسكو نشرت “الغد” ملخصها بالأمس، أن أكثر من 700 مليون طالب لا تتوفر لديهم وسائل الاتصال مع شبكة الإنترنت، وهم بذلك خسروا حقهم في التعليم.
في الأردن ما يزيد على 85 % من طلبتنا تتوفر لديهم خدمة الإنترنت. لكن في التجربة العملية برزت عدة مشاكل حدت من منافع التعلم عن بعد، أبرزها عدم تغطية شبكات الاتصال مناطق المملكة كافة، وضعف التغطية في مناطق أخرى، أما المشكلة الثالثة فهي عدم توفر العدد الكافي من الحواسيب المنزلية بين يدي الطلبة، خاصة وأن في العائلة الواحدة أكثر من فرد على مقاعد الدراسة.
في حالات كثيرة لجأ الأهالي إلى الهواتف الخلوية لسد النقص، لكن على أهمية ذلك فإن شاشة الهاتف الخلوي لا تغني عن الحاسوب للحصول على خدمة كاملة.
مشكلة التغطية وضعفها يمكن حلها بإلزام شركات الاتصالات بتوسيع دائرة خدماتها لتشمل جميع المناطق وتقوية البث وزيادة فعالية الحزم المقدمة للمواطنين.
يبقى من الضروري التفكير بحل جذري لنقص الحواسيب. الظروف الاقتصادية لمعظم الأسر الأردنية صعبة، ولا تستطيع الوفاء بهذا المتطلب، خاصة في هذه المرحلة التي تعاني فيها البلاد من تحديات اقتصادية أكثر حدة.
من لديه ثلاثة أو أربعة أبناء في مدرسة حكومية لا يسمح له دخله بتوفير حواسيب شخصية لهم يزيد ثمن الواحد منها على 300 دينار في الحد الأدنى.
ليس أمامنا من خيار سوى إطلاق مبادرة لتوفير حاسوب لكل طالب في مدرسة حكومية. ليس لدي تقدير للعدد المستهدف، وبمقدور وزارة التربية بالتعاون مع الجهات المختصة والمدارس إجراء إحصاء أولي لعدد المحتاجين، لحشد الموارد المالية الممكنة لتأمين كل طالب محتاج بجهاز حاسوب خاص به.
إنها أولوية تعادل في أهميتها توفير الغذاء والعمل والحياة الكريمة للمواطنين، فالتعليم حق دستوري للجميع، وقد وفرت الدولة الحاجات الأساسية له من هيئات تدريسية ومدارس وكتب ومستلزمات أخرى لضمان هذا الحق في التعليم المباشر”عن قرب”، أما وقد صار لزاما علينا الاستعداد للتعلم عن بعد، فينبغي أن تتضافر الجهود الرسمية والأهلية للمساهمة في تأمين مستلزمات التعليم عن بعد.
عن أي تباعد تتكلمون؟
التباعد الاجتماعي كان العنوان الأهم في الإستراتيجية التي اتبعتها الحكومة للوقاية من فيروس الكورونا. إلى جانب الترويج للنظافة الشخصية والاهتمام بالتعقيم أوصت لجنة مكافحة الأوبئة الجميع بضرورة الإبقاء على مسافات آمنة بين الأفراد ترجمة لمفهوم المسافة الاجتماعية «SOCIAL DISTANCE» ومنعا لانتقال الفيروس عبر الملامسة. اليوم وبعدما اتضح للناس سلامة هذه الإستراتيجية تطل علينا الحكومة بخبر السماح لباصات النقل العام بالعودة للعمل.
القرار جاء مفاجئا وغريبا في توقيته ومبرراته. كما دفع بالكثير من الناس للتساؤل حول معنى هذا القرار في إطار تطبيق البلاد لسياسة تقوم على مبدأ التباعد الاجتماعي. فالحظر والحجر والعزل والابتعاد عن الآخر مسافة آمنة مفردات في هذه الإستراتيجية التي تشرف على تنفيذها القوات المسلحة وتلاحق السلطات كل من يخرقها أو يتجاوز قواعدها. ما أن أذيع الخبر حتى عادت إلى الأذهان صورة الباصات المكتظة والحمولات الإضافية والازدحام والتدافع عند بوابات الباصات وعاد معها المثل القائل «عدك يا دبيس ما غزيت».
لا أحد يريد للقطاعات الاقتصادية أن تتعطل والجميع يبحث عن مخرج للإخوة الذين فقدوا مصادر أرزاقهم. المستغرب في القرار الذي أعلن عن أن البدء بتنفيذه سيتم قريبا أنه يتنافى مع كل الإرشادات والنصائح والتعليمات التي قدمتها الحكومة طوال الأسابيع الماضية والأحاديث التي قدمها ويقدمها خبراء لجنة الأوبئة.
النجاحات التي حققتها الدولة في فرض الحظر وتنظيم إجراءات الحجر والاستجابات اللوجستية المصاحبة كانت موضع إعجاب محلي وعالمي وحازت على تقدير ورضا الشارع الذي بات مقتنعا بقدرات الدولة على التخطيط والتنظيم والإدارة. اليوم تأتي بعض القرارات لتشكل مصادر إضافية للخوف والقلق من أن تفقد السلطات السيطرة على الوباء وتدخل البلاد في أزمة قد لا يكون بمقدورنا ضبط تداعياتها أو استيعاب آثارها وارتداداتها.
اليوم يضيف قرار السماح للباصات بالعمل قلقا جديدا ليس بسبب حجم الفوضى واللانضباط الذي سيشهده القطاع فقط، بل لتنافي القرار مع قواعد الإستراتيجية التي أكدت عليها إدارة الأزمة وروّجت لها إعلاميا على مدى أكثر من شهرين. حيث يبدو القرار مبكرا ومناقضا لهدف الإبقاء على المسافة الآمنة بين الأفراد.
العودة السريعة للباصات وقبل رفع الحظر وقبل تخلي الدولة عن هدف التباعد الاجتماعي يثير الكثير من الأسئلة حول الدوافع والمبررات لاتخاذ القرار وإقحامه على قائمة الإجراءات التي ينبغي أن تتسم بالانسجام والتدرج والتراتبية.
لا أحد يملك تفسيرا منطقيا لهذا القرار الذي قالت هيئة تنظيم النقل إنه جاء لتوفير فرص عمل للقطاع. صحيح أن العمل ضروري لكنه لا يتقدم بأي حال من الأحوال على شرط السلامة. التفسيرات الممكنة لاتخاذ القرار قد تتعلق بالثقة الزائدة لدى بعض أركان الحكومة بأن البلاد خالية من الحالات وأن لا ضرر من الاختلاط والتفاعل والعودة إلى ما كان عليه المجتمع قبل 14 آذار.
أما التفسير الثاني فيرتبط بلهفة بعض المسؤولين لتسجيل إنجازات ومكتسبات لقطاعات ترتبط بعملهم دون مراعاة للصورة الكلية وما قد يمثله ذلك من إرباك مفاهيمي للإستراتيجية وأولوياتها وإضعاف للثقة بالحكومة وإدارتها.
أيا كان القرار فمن الواضح وجود حاجة إما لوقف القرار أو التوقف عن الترويج لمفهوم المسافة الاجتماعية كي لا يتندر الناس على الوضع الذي أحدثه هذا التناقض.