23.1 C
عمّان
السبت, 27 يوليو 2024, 2:15
صحيفة الأمم اليومية الشاملة

كتاب واراء

هل يرد الباشا الحواتمة اعتبار طاقم دورية الأمن العام معنوياً وعملياً؟

بقلم الكاتب والمحلل الأمني د. بشير الدعجه

ازعجني كمواطن فيديو الاعتداء على رجال الأمن العام من قبل عدد من الأشخاص الذين نهالوا عليهم ضربا شتماً وتحقيراً بألفاظ تعكس بيئتهم المنزلية التي تخرجوا منها… ولم يقتصر الأمر على رجال الأمن العام بل تعدى ذلك إلى رب الثقلين عز وجل… إضافة إلى إلحاق اضرار مادية ببعض المنازل كما شاهدت وأضرار معنوية ونفسية لسكان الحي ورجال الأمن العام بكلمات سوقية صعلوكية مشمئزة..

الذنب الذي ارتكبه رجال الأمن العام هو محاولة (ضبّ) هؤلاء الأشخاص في منازلهم عند سريان حظر التجول… ذنب نشامى الأمن العام هو حماية هذه الفئة المستهترة من وباء عظيم خرَّت له أقوى الدول وأعظمها ورفعت راية الاستسلام له وأوكلت أمرها إلى رب السماء والأرض… الرب الذي خلق هذه الزمرة الضالة وكفرت به علانية وامام مرأى الجميع وعلى مسامعهم…

رجال الأمن العام لم يحملوا اسلحتهم الفردية لبث الطمأنينة في نفوس المواطنيين… رجال الأمن العام قادمين إليهم للسهر عليهم وأسرهم وفرض حظر تجول على فايروس كورونا… والكمن له… وإلقاء القبض عليه قبل أن يفتك بهم وعائلاتهم…. رجال الأمن العام خرجوا من ثكناتهم إليهم مضحين بصحتهم وارواحهم ليحموهم وينجوا بهم من وباء لايرحم…

أن هذه الزمرة الخارجة عن القانون لابد من معاقبتها بأشد العقوبات… فمن يعتدي على رجل الأمن العام وبهذه الظروف وقانون الدفاع… هو مجرم من درجة خطير جدا… لديه الاستجابة ان يرتكب اية جريمة بحق الوطن والمواطن دون تردد… بل يتحين الفرصة ليعيث بالأرض والوطن اجراماً وتنكيلاً ورعباً… فاليد التي امتدت على رجال الأمن العام لابد من كسرها بالقانون وأمام الناس جميعاً..

الأمن العام مطالب بالقاء القبض عليهم جميعا… وعلى قضائنا العادل تطبيق قانون الدفاع عليهم وبأشد مواده القانونية … لا تأخذه بهم رأفة ولا رحمة…
الأمن العام مطالب بفرض هيبته بالنار والحدبد على الصعاليك أينما كانوا وحلوا…. على المارقين والخارجين عن القانون والاعراف…

نحن كمواطنيين نتأذى ونستشيط غضباً عند الإساءة لرجال الأمن العام… من قبل صعاليك وانصاف الرجال… الجبناء الذين يحتمون بزقاقهم واوكارهم للاعتداء على رجال الأمن العام…

اننا نخاف عليهم من نسمة هواء غادرة… نحافظ على تواجدهم بيننا… فهم البلسم لجروحنا النفسية الذي أحدثها وباء كورونا… ننظر اليهم من شرفات ونوافذ منازلنا ليلاً لنبعث الطمأنينة والسكينة في قلوبنا وقلوب أطفالنا… نكحل عيوننا يومياً برؤيتهم … نشعر بوجودهم بقوتنا وعنفواننا ولانخاف كورونا وعشيرة كورونا…

الزمرة التي اعتدت على رجال الأمن… زمرة خطيرة… زمرة أشد خطورة من وباء كورونا على أمن الوطن والمواطن… يجب ان تكون عبرة لكل متطاول او يفكر بالتطاول على رجل أمن عام… لابد أن (تصور اعلامبا) عملية اعتقالهم لحظة بلحظة وتنشر عملية الدهم على وسائل الإعلام كافة… نعم ليكونوا وثيقة جرمية يرجع إليها كل من تسوله نفسه الاعتداء على رجل أمن عام…ويجب على الامن العام تطبيق اصول القبض بحذافيرها اثناء عملية المداهمة والقبض… وذلك لترك اثر نفسي لكل من يشاهد المادة الفلمية (للقبض) ممن اعتاد او لديه نية جرمية مستقبلية للاساءة لرجال الأمن العام… وأيضا ارسال رسالة صريحة وشديدة اللهجة ان الأمن الأمن العام قادر على القاء القبض على اي صعلوك مجرم يُسيء لأبنائه.. ولا تهاون او تعاطف معه… كذلك إعادة الاعتبار للقوة التي تعرضت للاعتداء ورفع معنوياتهم ومعنويات بقية زملائهم وان الأمن العام لا ولم ولن يسمح بالاساءه لمنتسبيه.. وان من يقدم على ذلك سيتعرض لأشد الإجراءات القانونية التي سمح بها القانون لرجال الأمن العام لإتخاذها…

سياسة الأمن الناعم طُبقت في ظل ظروف سابقة دعت الحاجة إلى السير بها… وقد استغلها المجرمون والصعاليك والزمر المستهترة مما شكلت نقطة ضعف لدى رجل الأمن العام عند تنفيذ واجباته القانونية… لذلك سياسة الأمن الناعم تجدي نفعاً مع المواطن السوي الملتزم بالقانون وليس مع صعاليك وخارجين عن القانون… هؤلاء يجب تطبيق القانون عليهم نصاً وليس روحاً…

نحن كمواطنيين كلنا امل وثقة بالجنرال حسين باشا الحواتمة… الذي فرض احترامه ووجوده بعمله وانجازاته وانسانيته وبات قريبا جدا من قلب كل مواطن…. ان يرد الاعتبار لطاقم الدورية عمليا ومعنويا…. فمعنوياتهم وكرامتهم من كرامتنا ومعنوياتنا… ومادام ابناء الأمن العام منتشين بالمعنويات والثقة العالية نحن نستمد عزمنا منهم خاصة في ظل هذه الظروف الاستثنائية….
واتمنى على الجنرال الحواتمة ان يكرم طاقم الدورية لشحذ هممهم وهمم زملائهم الذين هم بأمسّ الحاجة لمثل هذا التكريم ورفع المعنويات في ظل ظرف استثنائي ارخي ظلاله المخيفة على العالم اجمع وتنفيذهم لواجبات في غاية الخطورة مع وباء لايرحم… وللحديث بقية.

د. بشير الٌدّعَجَهْ

Share and Enjoy !

Shares

ستبقى مملكتنا بخير..

محمد الهياجنه

قف معي وهز الارض لمواجهة كورونا..
مهما كانت المحن تبقى مملكتنا دار السلام والامن والأمان والاستقرار والاطمئنان والعدل بيننا والتعايش.
وعبر سنين عمري مملكتنا بيت لمن لا بيت له ساكن معنا بسلام واطمئنان عرضه وماله بأمان..
وهذا كرم ربي علينا نحن يثرب الأمة بقيادة هاشمية.
نعيش بكرامة..
مع التاكيد ان الضيف شريك وهو بصدر الدار حتى اصبح ساكن بيننا واحد منا وما علينا عليه
والمشاركة واجب أخلاقي إنساني وجداني بجارك دون التفريق او التفريط بالواجبات والحقوق والعيش الكريم.
أسرة تحت رعاية هاشمية..
جيشنا قرة عين الأردنيين سياج مملكتنا بقيادة هاشمية مباركة جعلت مملكتنا دار السلام للجميع.
وعلى من هو معنا وساكن بيننا ينعم بخير بلدنا عليهم واجب
المساهمة بالمال فرض عين لمن هو بيننا.
فكيف من هو منا ننتظرهم وننتظر مواقفهم وفزعة الأعيان والنواب وكبار الكراسي ورؤوس الاموال لدعم صندوق الصحة والتنمية الاجتماعية وصندوق الجيش والأجهزة الأمنية بمساهمات مالية متواصلة واجبهم وحق وطني عليهم..
لن ننتظر طويل حتى تهتز الارض بمساهمتم الوفيرة
من خير مملكتنا.
الأردنيين بالميدان لحمايتنا وحماية مكتسبات وإنجازات الوطن والمواطن بعزيمة وسيوف تقدح نار.
اليوم تتكشف معادن الرجال معنا او علينا لمواجهة فايروس كورونا الخبيث لنحمي ابني وابنك وسلامتك وسلامة جارك ايد بأيد..
والمواقف مش كلام او انفعال مواقف أفعال يدي بيدك
لنحمي ارض وسماء مملكتنا لنعيش بأمان.
قوم معي وشارك وقولوا الله لن تجد سقف أطهر من سقف مملكتنا.
حماكم ربي وحمى الله مملكتنا وقيادتنا

Share and Enjoy !

Shares

من أجل تعميق الوئام والتكافل نناشد بأصدار عفو عام

بقلم د.ردينة العطي

إنطلاقا من الوئام والتكافل الإجتماعي وترسيخا لمفهوم التكامل والتكافل الوطني في ظل الأزمة الحقيقية التي يعيشها الأردن والعالم وتعميقا لمى رسخته هذه الأزمة في بناء الوعي التكافلي والتضامني فأنني أرى أن أستكمال ذلك بعفو عام سيؤدي إلى تجسيد مفهوم الوئام والحس الوطني العام من خلال إصدار عفو عام يجعل الوحدة الوطنية والوئام الذي ننادي به دائما راسخا على الأرض وليس ذلك من خلال إعتبارية بحته إنما من خلال إعتبارات إنسانية جسدها الهاشميون دائما ورسخها في منظومة وعيينا على مدار التاريخ بغض النظر عن أزمات الواقع الموضوعي ولكن إنطلاقا من بنيتنا السلوكية والأخلاقية التي تجعل مفهوم العفو العام عاملا محفزا للألتزام الكلي الوطني الشامل بكل مقررات وتوجهات وآليات عمل البنى الحكومية والمؤسسات الأمنية وجيشنا العربي لذلك نتمنى أن يؤخذ موضوع العفو العام بكل حسابات ومقررات الجهاز التنفيذي من خلال رفعه توصية بهذا الخصوص وخاصة من خلال الضغط على مركز إدارة الأزمات حتى نتلافى لا سمح الله إي إنتشار في مراكز الأعتقال ومراكز التأهيل والأصلاح.
أن هذه المبادرة ستؤدي بالضرورة إلى تلافي إي إنتشار للفايروس لا سمح الله في مراكز الإصلاح والتأهيل والسبب الرئيسي في ذلك هو إكتظاظها والمخالطة البينية ليس فقط بين النزلاء وإنما بين النزلاء وأفراد عناصر ومرتبات الأمن العام الخاصة في إدارة هذه المراكز ، هذا بالتوازي مع مفهوم الوئام الذي ترسخ وتجسد والذي هو سمة من سمات الأردنيين للأحوال الطبيعية فكيف في هذه الأوضاع الأستثنائية التي تخص سلامة الأمن الأجتماعي والأمن الوطني والتي جعلت من كل أردني جنديا حقيقيا في معركة الحرب مع وباء القرن كورونا.
فكلنا سنكون دائما وأبدا في الصفوف الأولى كتفا بكتف وجنبا إلى جنب مع قيادتنا الهاشمية الفذة التي أثبتت خلال مسيرتها وخلال الأزمة الحقيقية دورا استثنائيا مبادرا ومراقبا وموجها ومنغمسا إنغماسا كليا في إدارة معركتنا ضد الغزو الصامت الجديد فايروس كورونا، من هنا ومن خلال واقع تلمسنا للأحتياجات الأنسانية والأجتماعية لمجتمعنا الأردني ومن خلال ما لمسناه من شغف التلاحم الأسري من قبل مجتمعنا نناشد الحكومة بالتنسيب لجلالة الملك بأصدار عفو عام يضمن المصلحة الوطنية العليا ويجعل الواقع الأستثنائي الذي نعيشه محركا ومحفزا لذلك التنسيب والأهم من كل ذلك ما يترتب عليه لأستكمال مهام التكامل الوطني في الأصطفاف من أجل المحاربة الشمولية والكاملة لهذا الوباء وما سينعكس على كل أسرة أردنية بالفرح والبهجة ويقوي استعداتها لاستكمال معركة الحرب وصولا إلى الإنتصار والذي سيكون في هذه المرحلة أنتصارا كل مواطن وكل أسرة ولكل المجتمع علاوة على ذلك أنه أنتصار الأردن رسميا وشعبيا وقيادة فذة إستثنائية جعلنا نخجل من أي تقاعص في هذه الحرب الضروس.

Share and Enjoy !

Shares

الوضع تحت السيطرة .. أزمة وسنعبرها

فهد الخيطان

لم تدع المؤسسة الرسمية أنها تملك حلا سحريا لتلبية احتياجات المواطنين تحت الحظر. قالت منذ البداية إن عملية لوجستية بهذه الضخامة لم يسبق تطبيقها من قبل ستخضع للتطوير المستمر استنادا لمعطيات الميدان يوما بيوم.

أمس، بدأت الحكومة توزيع الخبز على المواطنين في مناطق سكنهم وفتحت الباب لتوصيل الدواء وحليب الأطفال من الصيدليات للمنازل. وكما كان متوقعا، شهد اليوم الأول تسجيل حالات ازدحام عند حافلات الخبز في بعض الأحياء السكنية المكتظة.

العملية مستمرة على مدار الساعة، ووعد وزير الإدارة المحلية المواطنين بتمديد ساعات التوزيع لشمول جميع العائلات.

اليوم سيختلف الوضع حتما، الازدحام سيخف كثيرا بعد تزود المواطنين باحتياجاتهم أمس، وبعد أيام ستمضي العملية بشكل طبيعي.

ليس مقدرا أن تستمر مؤسسات الدولة بهذا الوضع لفترات طويلة، ربما لأسبوعين أو أكثر بقليل، وخلال هذا الوقت ينبغي العمل على تطوير آليات توزيع تعتمد على القطاع الخاص، خاصة وأن الخطة الحكومية تتجه سريعا لتوسيع دائرة المواد الغذائية والمستلزمات المنزلية والصحية المشمولة بخدمة التوصيل للمنازل.

والمطلوب هنا تحقيق هدفين أساسيين؛ الأول تلبية احتياجات الناس الضرورية والأساسية، وثانيا تشغيل القطاعات الصناعية والزراعية والخدمية المعنية بإنتاج السلع وتوزيعها، للتقليل من خسائر الاقتصاد الوطني وإبقاء دورة العمل قائمة ولو في حدها الأدنى.

في غمرة الانشغال بتنفيذ الواجبات الثقيلة حاليا، ينبغي التفكير بمنح الأولوية في توزيع الخبز والمواد الغذائية لعائلات أفراد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والكوادر الصحية والطبية. المنتسبون لهذه الأجهزة في حالة استنفار وطورائ مديدة ولا يجدون الوقت لرعاية أطفالهم وعائلاتهم، ويتولون نيابة عن الشعب كله خوض المعركة مع الوباء، ولذلك يستحقون رعاية خاصة ومعاملة تفضيلية.

والمسؤولية في هذه المواجهة الكونية لا تقتصر على مؤسسات الدولة، بل على المجتمع برمته. توفير الحد المعقول من احتياجات الناس لفترة زمنية قصيرة، يتطلب منا التضحية بنمط معيشة اعتدنا عليه طويلا، وهي فرصة نادرة لوضع أجيال من الشباب على المحك، ليخوضوا تجربة معيشية لا تتاح فيها كل متطلباتهم التي اعتادوا عليها، والتأقلم مع تغيير جوهري في كل من سلوكهم اليومي والغذائي.

سكان المدن، تحديدا، سيلمسون هذه التجربة أكثر من سواهم، لأن نمط الاستهلاك الذي حكم حياتهم كان قاتلا ومتساهلا، وعزز شعورا بالاتكالية والوصول السهل لكل ما يحتاجونه من كماليات. حان الوقت لخوض تجربة الحياة الصعبة، كتلك التي عاشها أهلنا من قبل واختبروا قسوتها.

لن نبقى على هذا الحال لفترة طويلة، وما نخسره اليوم على جميع الصعد سيقينا من كوارث باهظة إذا ما تساهلنا في التعامل مع خطر الوباء، كما حصل لدول غيرنا تمسكت بنمط الحياة السائد، فخسرت أرواح محبيها بالآلاف، وتهاوى نظامها الصحي ووقف عاجزا عن خدمة المصابين.

أمامنا أسبوعان حاسمان، وليكن شعارنا خبزنا كفاف يومنا، لنعبر اللحظة القاتلة.

Share and Enjoy !

Shares

الملك .. حياة المواطن تأتي أولاً

د. حازم قشوع

لكل دولة استراتيجية عملها يتم عبرها استعراض طبيعة الأحداث والمناخات المحيطة ، وتقيم من خلالها نقاط القوة وأماكن الضعف وتستنبط منها السياسة العامة كإطار ناظم ، وتتخذ على أساسها سياساتها في التعامل والتعاطي مع المشهد العام ، وبناء على ذلك يتم تصميم برنامج الدولة ليشرع لتنفيذه ضمن خطه مبينه وجدول زمني معلوم .

وهذا يتأتى عندما تقوم الدولة باستعراض معطياتها المرحلية وضمن أسس وضوابط يراعى فيها تحديد إدراج التحديات ومن ثم يتم تحديد أولى أولويات هذه التحديات التي يمكن أن تدرج في إطار الأولويات او تأخذ من واقع درجة التهديد المباشر على امن الوطن وسلامة مواطنيه .

كل هذا يأتي ضمن معادلة حسابية دقيقة وحسب مقتضيات المصلحة الوطنية العليا التي تأتي في الأردن على مقياس أن امن الوطن وسلامة مواطنيه يجب أن تكون فوق كل اعتبار ، وفي منزلة مغايرة عن أية حسابات مالية واقتصادية، فان حياة المواطن أسمى لدى الدولة الأردنية من أية مفاضلات ، وهذا ما تجلى أيضا في الأزمة الأخيرة التي تجتاح العالم يعيشها الأردن مع الإنسانية جمعاء في تعاطيه مع حدث كورونا ومآلاته الخطيرة ، عندما قال الملك والأردن فيها حياة المواطن تأتي أولا .

حيث تم إعداد استراتيجيه التعاطي على هذا الأساس وضمن سياسات تقوم على تقديم أعلى مستويات الخدمة من واقع أعلى مستويات الحرص على السلامة العامة ، وهذا ما جعل الدولة الأردنية تعيش مرحلة التحدي مع الذات لاسيما وهى المرة الأولى التي فيها استخدام قانون الطوارئ ، فان

الخطأ في أية تطبيقات لهذا البرنامج سيكون خطأ مكلفا جدا، وستصعب عملية تعويضه ، والعالم يرصد كل تحركات المجتمعات وسياسات الدول المميزة منها كالأردن في درجة تعاطيها مع هذا الحدث الإنساني الذي نتمنى أن يكون عارضا للأردن وللانسانية جمعاء .

حيث سخرت الدولة الأردنية كل طاقاتها البشرية ومواردها الطبيعية واللوجستية في خدمة برنامج الدولة الذي جاء تحت عنوان حياة المواطن تأني أولا ، هذه البرنامج الذي يقوم على ثلاث أسس أساسية تتمثل في الحد من الانتشار والوصول إلى مرحلة الانحسار بالسرعة القصوى وضمان عملية الاستجابة الشعبية ووفق أعلى مستويات الحرص وتقديم الخدمة إضافة للسلامة العامة ، كما يستهدف بناء مرتكز جديد في بناء علاقة متينة بين المواطن وصناعة القرار تستند للشفافية في الإعلام والجدية في التنفيذ والواقعية في التصور والموضوعية في التقييم والمرونة في إعادة التموضع .

يأتي ذلك وفق ضوابط حازمة تمزج ما بين اللين في التعامل والردع في تطبيق القانون ، وهي استراتيجية عمل اثبت نجاحها وباتت تعتبر نموذجا يحتذى للمنطقة وللعالم ، وهو ما أكد أيضا مدى قدرة الدولة في تعاطيها حتى مع الأحداث الجسام وكشف عن مكنون التعاضد بين المجتمع الأردني الواحد ومقدار ولائهم لقيادتهم ونظامهم .

حمى الله الأردن من كل مكروه.

Share and Enjoy !

Shares

عذرا عروس الشمال

الدكتور عديل الشرمان

وهي تعانق عروس الشمال، همست ثغر الجنوب، ثغر الأردن الباسم في أذنها كلاما، فتنهدت العروس ثم ضحكت حتى بأن من العناب البرد، ثم أمطرت عيونها النرجسية دموعها لؤلؤا فرحا،، وبينما كانت رائعة الجمال ام الكروم الهاشمية بثوبها الاخضر ترقب الموقف برمق، وقد أدارت بوجهها خجلا وأدبا، تحركت غيرتها وهي التي لم تتغير بطبعها وأصالتها، ثم مالت إلى ثغر الأردن واستحلفتها بالله أن تبوح بماذا كانتا يتهامسان.
قالت العروس على استحياء، لقد همست بأذني بضع كلمات، ما أثقلها في الميزان، ولها أجرها عند الرحمن، ولا يقابلها من الذهب أوزان، قالت لي: لا تبتئسي بما يقولون، وبما كان أهلك يفعلون، وإن تكونين ذا عتبى فمثلك يغفر ويصفح، فأنت منّا كالروح، وأنت أهلي وعشيرتي وسندي عندما تشتد الخطوب، وتضييق الحال، وإن أصابك مكروه لا تغمض لنا عين، وإن رفّ لك جفن لا يغمض لنا جفن ولا يهدأ لنا بال، فوالله لو خضت معنا هذا البحر لخضناه معك، ولو تنادينا لجئناك سيرا على الأقدام وما تخلف منّا واحد، ونحن الذين اعتدنا أن نتخلى عن أفراحنا لنتشارك فيما بيننا الأحزان، وهذا هو عهد الأردنيين بينهم إلى يوم الدين.
أم الكروم الهاشمية، كانت تسمع بإصغاء، وقد ثارت ثائرتها، وتحركت نخوتها كعادتها، ثم قالت وقد أمالت برأسها عتبا وخجلا: من الذي أغضب عروس الشمال، إنه لا يعرف حقها، ولا يعظّم قدرها، ومن أغضبها فليس منّي، إنها قطعة من الجسد، ومن ذا الذي تجرّأ مرارة الدخول بين الظفر واللحم، ثم قالت: لكنهم ربما هم قلة يمزحون، ويغازلون، وهذا هو أغلب الظنون.
لله درك يا أردن كم أنت مهيب وادع، كم أنت كبير وفي الشدائد مرابط، وكم أنـت في السرّاء الضراء من الصابرين، وحين البأس من الصادقين، وكم أنت معطاء حنون، كم أنت صلب وقوي وقت المحن، وكم أنت وفيّ للشقيق والصديق، وكم خرجت مرفوع الرأس منتصرا وقت الضيق، وبمثلك ولمثلك الكلام يليق.

Share and Enjoy !

Shares

كيف تحول الدروس الصفية الى دروس اونلاين؟

عمر الصمادي

عمر الصمادي – جامعة فلندرز

مما لا شك فيه ان حديث الساعة هو فيروس الكوفيد١٩، فما ان تستيقظ في الصباح حتى تبداً تتابع الاخبار المتتالية عن مدى انتشار هذا الفيروس الخطير الذي أصبح يهدد كل مناحي الحياة. ان التبعات الصحية مهمة جداً ومحاولات احتواء انتشار المرض تتفاوت من دولة الى اخرى. احدى اهم هذه التبعات هو التعليم. حاليا يوجد ما لا يقل عن ٨٥٠ مليون طالب مدرسي حول العالم خارج الصفوف المدرسية وكل هذه الإجراءات هو لمحاولة كسر دورة انتشار عدوى هذا المرض الخطير.
كثير من الدول والمنظمات التعليمية والمدارس أصبحت تنظر الى التعليم الالكتروني على انه هو الحل الأمثل على الأقل في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها العالم اجمع. وان كان المرض بذات حده غير مرغوب فيه، فان أحد فوائد هذه الجائحة لهذا الفيروس -العابر للقارات – هي الاهتمام المتزايد بالتعليم الالكتروني وتسابق المدرسين الى نقل دروسهم الى المنصات التعليمية المختلفة. لكن السؤال هنا ما مدى معرفة المدرسين (سواء معلمي المدرسة او الجامعات) في طريقة إعطاء الدروس وتصميم المناهج بحيث تقدم للطالب عن بعد؟
ان الدول غير المتهيئة لمثل هذه النقلة -او القفزة ان صح التعبير- سيجد معلميها صعوبة كبيرة في التأقلم مع الوضع الجديد مما سيؤثر سلباً على جودة التعليم المقدم وبالتالي على مستوى الطلبة او المتلقين.
سأحاول ان اضع في هذا المقال وسلسلة المقالات اللاحقة بعض الأساليب والنصائح المتبعة لتثقيف المعلمين عن أساليب التدريس اونلاين وكذلك شرح لبعض الأخطاء التي يمكن ان يرتكبها المعلم عن غير قصد اثناء عملية التعلم.
أنواع التعليم الالكتروني
ان تقسيمات التعليم الالكتروني كثيرة لكن هنا اود او أورد الأنواع من حيث طريقة الاعطاء. فهناك طريقة (التزامن) وهي إعطاء الدرس تزامناً مع وجود الطلبة على اجهزتهم في بيوتهم وهو أفضل طريقة لإعطاء الدروس عن بعد. والطريقة الثانية هي طريقة (غير التزامن) وهي التي يعدها الأستاذ ويسجلها صوتاً او صورة ويقوم الطالب بمشاهدتها.
ان طريقة التزامن إذا ما اعدت جيداً فإنها هي الطريقة الأفضل لإعطاء الدروس اونلاين وذلك لوجود عامل التفاعل بين الأستاذ والطالب وكذلك الطالب والمادة المعطاة والطالب مع الطلبة الاخرين. وكذلك وجود عامل (الربط) او ما يسمى engagement)) للطالب بحيث لا يشعر بالعزلة ويكون لديه شعور بالانتماء للمجموعة التعليمية من حوله.
ومن سلبيات هذه الطريقة انها تتطلب وجود المعلم والطلبة على منصة التعلم في نفس الوقت مما يقلل من اهم ميزات التعليم الالكتروني وهي ميزة (في أي مكان واي زمان) مما يفقد التعليم الالكتروني مرونته.
اما طريقة (غير التزامين) فهي مرنة جداً وتتيح للطالب ان يشاهد المادة سواء كانت فيديو او تسجيل صوتي او نص مكتوب في أي وقت يشاء وفي أي مكان. ويكون عيبها انه لا تواصل وتفاعل بين الطلبة والأستاذ في اثناء إعطاء المادة.
في المقال السابق تحدثنا عن نظرية (مجتمع التساؤل) وللتذكير هي قائمة على ثلاثة محاور أساسية هي: المحور الاجتماعي والمحور التعليمي والمحور الذهني. هذه النظرية ليست الوحيدة لكنها من اكثر النظريات انتشاراً وذلك لاستنادها الى نظريات التعليم العريقة والتي تقوم على مبدأ (التعاون الاجتماعي) (social collaboration) .

Share and Enjoy !

Shares

بائع الخضار وحرّاس المال

الدكتور عديل الشرمان

الدكتور عديل الشرمان

رغما عنك ستتوقف ليأخذك ذلك المشهد لبعض الوقت،  مشدوها ومشدودا، وقد تلعثم الكلام في فمك، وتعثرت لغة الكلام أمام بائع الخضار الفقير، وهو يعلن ويردد بأعلى صوته الدافئ بأن الخضار مجانا لوجه الله، وكله رجاء وثقة بأن الله سيضاعف له الأجر أضعافا مضاعفة، لأنه قرأ وعرف وأيقن بأن الله هو خير الرازقين، وعليه يتوكل المتوكلون، وقد أبى على نفسه أن يرفع الأسعار فيكون مع الهابطين، فمقاييس الربح والخسارة عنده غير مقاييس من أداروا ظهورهم من حرّاس وأصحاب المال وعبدته، والذين يستخفون من الناس، ولم نعد نسمعهم أو نراهم كعادتهم في هكذا ظروف، ومثلهم لا ينفقون إلا رياء وهم كارهون، وسيأتي يوما عليهم يقولون: يا ليتنا كنا مع بائع الخضار فنفوز فوزا عظيما.

 ثم تتوقف إكبارا لأولئك المواطنين الذين يستخفون من الله، فنذروا أنفسهم تطوعاً بخبراتهم وإمكاناتهم البسيطة المتواضعة، ورفضوا أن يكونوا مع القاعدين، وأبوا إلا أن يكونوا عونا لغيرهم في مثل هذه الظروف، والسلام موصول على ذلك السائق الذي أعلن عن تسخير نفسه ومركبته لخدمة المواطنين بلا مقابل.

وما أجمل ذلك المشهد لمواطنين وقد وقفوا بشموخ وعفة نفس في طابور لشراء حاجاتهم من الخبز، وهم يؤثرون ويقدّمون بعضهم على بعض ويقسمون بالله على ذلك، في حين تسمع صوت صاحب المخبز وهو يقول بغير منّة ولا أذى: الخبز بالمجان لغير المقتدر ولمن أراد.

أما حملة التاج أولي البأس الشديد، فبوركت زنودكم، يا من حملتم التاج فوق رؤوسكم، والوطن في قلوبكم، وأرواحكم بين أكفكم، فنزلتم الشوارع بشموخ وكبرياء، تعانقون زملائكم من رجال الأمن العام بلهفة العاشق والمشتاق، لتزيدوا المواطنين إحساسا بالدفء والأمان.

أما ذلك الوزير، الذي رفض الوازرة، وحمل أمانة الوزارة، والذي لم يزر وازرة وزر أخرى، عندما أجاب على سؤال عن كلفة كورونا على الاقتصاد، فكان الجواب المسؤول الذي أجاب فأجاد فأثار الاعجاب: بأن الكلفة هي إصابة ستة وخمسين إنسانا عزيزا نتمنى لهم الشفاء.

إنهم الأردنيون الذين تقاسموا لقمة العيش والمسكن والمأمن مع إخوانهم واشقائهم في أصعب الظروف، فما وهنوا وما استكانوا، فتحوا بيوتهم وقلوبهم لكل محتاج فما ضاقت صدورهم، ولا قلّت لهم حيلة، أبوا أن يبدّلوا ويتبدّلوا، فما غيّرتهم الأيام، ولا جور الزمان، فكانوا لعهدهم وأماناتهم أفضل الحافظين، ولغيظهم خير الكاظمين.

الأردني وقت الشدة صلب الطباع، للتعليمات مطواع، قوي الساعد والذراع، ما اشترى في كرامته وما باع، ما استجاره جار أو جائر فلحق به ضيم أو جاع، ما انحنى لمحنة ولا ضعف أو انصاع.

تعمّق الكوارث الأزمات، لكنها عمّقت عند الأردنيين مكارم الأخلاق، وأظهرت أن معادنهم نفيسة ولا تقدر بثمن، مهما طال عليها الزمن، وأنهم وقت الشدة صابرون وبقضاء الله راضون.

فألف تحية والف سلام على كل أردني أبى على نفسه إلا أن يكون معولا للبناء، ويضرب أروع الأمثال في الإنسانية والأخلاق والنظام، والف تحية والف سلام على ملك وقائد ملك القلوب بحبه لشعبه، وخوفه على حياتهم ومصيرهم، وعلى حكومة واصلت الليل بالنهار، ووضعت سلامة المواطنين فوق كل اعتبار، وليسجل التاريخ، بمداد من الذهب أن ليس بمقدور أحد أن يخدش وجه الأردن الجميل، وكيف هم الأردنيون وقت الشدة أفضل حالا من وقت الرخاء.

Share and Enjoy !

Shares

إدارة ناجحة وشعب حضاري

مكرم أحمد الطراونة

بلغت الإجراءات الحكومية في مواجهة فيروس “كورونا” أمس ذروتها بإعلان الدولة عن 12 قرارا جديدا تهدف إلى حصار الوباء الذي تزايدت أعداده. إجراءات حاسمة وصعبة لم تأخذ بالحسبان سوى مصلحة المواطنين وضمان الحفاظ على سلامتهم وصحتهم. وهي قرارات لاقت استحسانا لدى عامة الناس وتقديرا للجهود المبذولة من قبل الدولة.
بلدنا بألف خير، وتحت السيطرة، ويجب على كل أردني أن يكون مؤمنا بأن كل مسؤول ومواطن في المملكة على قدر الهمة، وعلى قدر التحديات والصعاب. جنود بواسل في جميع الساحات، يحرصون على تنفيذ القرارات والإجراءات، والتي مهما زادت حدتها وصعوبتها وقسوتها، فهي في النهاية من أجل أردن آمن صحيا.
كل ما هو مطلوب الآن، أن نطرد من مخيلتنا وسلوكنا الخوف والقلق والارتباك، وأن نعي جيدا أن المرحلة صعبة، ليست على الأردن فقط، فالعالم كله يئن تحت وطأة هذا الوباء. اقتصاديات كبيرة لدول غنية باتت تعاني. الأمن الاجتماعي والصحي فيها في أدنى مستوياته، وهذه درجة لم نصل إليها حتى الآن، ولا أظن بأننا سنصل بفضل الإجراءات الاستباقية الاحترازية التي انتهجتها الحكومة في هذا الإطار. لذلك فنحن تغمرنا طمأنينة كبيرة ما دمنا نمسك بزمام الأمور ونتعامل مع الأزمة بعقلانية تحترم قرارات الدولة وتوجيهاتها.
انتشار الجيش يوم أمس مدعاة للأمن والأمان، فهذه المنظومة ظلت على الدوام موضع ثقة المواطن وتبعث في نفوس الأردنيين الهدوء والسكينة، فهي قادرة على التعاطي مع جميع المسائل، وكل المطلوب منا هو أن نكون على قدر هذه المنظومة وألقها واحترافيتها.
ليس منطقيا أبدا ضرب قرارات الدولة عرض الحائط والتعامل معها باستخفاف وتعال، فالتجربة الإيطالية يجب أن تكون حاضرة أمام أعيننا، وما وصل إليه الحال في تلك الدولة الأوروبية هو نتاج استهتار الشعب وحكومته مع الفيروس الذي قتل حتى الآن نحو 7400 شخص حول العالم، فيما أصيب أكثر من 183 ألفا آخرين، بعد أن حط ركابه في 146 بلدا. إسبانيا أيضا هي مثال حي على عدم احترافية التعامل مع “كورونا”.
انتقدنا دائما الحس غير المسؤول الذي يمارسه البعض على مواقع التواصل الاجتماعي، تجاه مختلف القضايا، لكن اليوم نرى الأمر بعين أخرى، فما يعلنه المواطنون من مواقف تضامن وتكافل مع جميع أجهزة الدولة، يؤكد أننا أمام شعب حضاري يدرك مصلحته ومصلحة وطنه جيدا. وعليه فإن هذا الحس يجب أن يستمر دون تنمر أو تذمر أو اعتراض، ولا يعني هذا عدم التعبير عن الرأي وتقييم جميع القرارات، لكن بصورة علمية منطقية، وبخطاب لا يقلل من حجم المنجز المتحقق حتى الآن، ولا يسلب الناس فخرهم بدولتهم.
ما توفره الدولة حتى الآن، يفوق قدرتها على التحمل، وطاقتها تبلغ ذروتها، فما أن تخرج المملكة من أزمة حتى تتعثر بأخرى، وفي كل حين نجدها صامدة متماسكة صلبة، بقيادتها وشعبها ومؤسساتها، فقدرة هذا الوطن على تجاوز الصعاب لا تضاهيها قدرة. وقد شاهدنا ما يحدث في دول ذات اقتصاد قوي.
ربما تكون قرارات يوم غد أو بعد غد أكثر صعوبة وصرامة، ولم لا؛ ما دامت النتيجة في النهاية ستصب في مصلحتنا جميعا، وستؤدي إلى أردن أفضل وأقوى. لن نجني الثمار سوى من خلال التحلي بالصبر والتحمل وبث الروح الإيجابية.

Share and Enjoy !

Shares

كورونا لعبة المهرجين

الدكتور عديل الشرمان

الدكتور عديل الشرمان

يبدو واضحا أن العمل يجري بجهود حثيثة للتعامل مع الظرف الاستثنائي والكارثة التي نمر به كغيرنا من دول العالم، تلك التي تتغير وتتطور بوتيرة متسارعة، وتحتاج ممن هم بمواقع المسؤولية من أصحاب المعالي والسعادة والعطوفة، والمواطن الواعي الغيور، ورواد ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، والمغردين، والاعلاميين، ألا يتحول البعض منهم إلى مهرجين، وأن لا يقفوا في صفوف المتفرجين، ولا يعملوا على إثارة الهلع والخوف والرعب بين المواطنين، فالخوف والقلق والتوتر النفسي أخطر من فيروس كورونا، والخوف سبب لتفاقم امراض الضغط والسكري وضعف جهاز المناعة وغيرها من الأمراض.

المطلوب أن لا نجعل من كارثة الوباء فرصة للمزايدات ونشر الشائعات، وتوجيه اللوم والنقد للمؤسسات، إلا إذا كان النقد بقصد البناء والذي يرقى إلى النصح والإرشاد ويسهم في تصحيح المسار، ولا نجعل منها فرصة للتلاوم، وعاملا من عوامل الإثارة، وفرصة للتبجح والظهور والاستعراض الإعلامي، والتسلق والتملق، ومحاولة للترويج للنجاحات، وتسويق الإنجازات، فنحن لسنا في سباق لاستعراض العضلات والبطولات والوصول إلى الشهرة، وتسجيل النقاط، وتحقيق الذات، ونحن لسنا في لعبة فيها رابح وخاسر، فالكل قد يربح والكل قد يخسر.

المطلوب أن لا نطلق النار على أقدامنا، وأن لا نستسلم لأقدارنا، وان لا نعبث، أو نلهو ونلعب بالكلمة، حتى لا نكتوي في نارها، فالظرف لا يتناسب مع المزايدات، وإطلاق الشائعات، والترويج لنظريات المؤامرات، والقاء اللوم وإسقاط المسؤوليات، فنحن أمام كارثة  صحية ينجم عنها بحكم المؤكد أزمات وخسائر بشرية، واقتصادية، وسياحية، وبيئية، وتعليمية، وقد ينجم عنها أزمات أمنية وإشاعة للفوضى وهو أخطر أثر لمثل هذه الأزمات.

في الظروف الصعبة وأوقات الشدة، يرفض الأردنيون الردة، ويعدون العدة، ويشمرون عن سواعدهم لإزالة الغم، وتقاسم الهم ولقمة العيش والمسؤوليات، فيسترون عيبهم، ويخفون عوزهم، ويكتمون غيضهم، ويفخرون بانتمائهم الوطني، واحساسهم بالمسؤولية، فيسموا الأردني في مثل هذه الظروف الصعبة، بأخلاقه النبيلة، ويعتز بقيمه الأردنية الأصيلة، فلا تهزه الرياح والشدائد ولا اشاعات الهدم والجهل، ولا الكلام الفارغ، والشعارات الجوفاء العبثية المرفوضة، ولا الأحكام الجائرة العشوائية الظالمة.

إن المطلوب في هذه الظروف الاستثنائية أن نبتعد عن الاجتهادات، والارتجالية والعشوائية في العمل واتخاذ القرارات، وأن نحتكم للمنهجيات، آخذين بعين الاعتبار تعبئة الموارد لمواجهة المستجدات، وأن نعمل بصمت ومؤسسية، وبدرجة عالية من الحكمة والذكاء، وبدرجة عالية من التنسيق والتنظيم وتكامل الجهود، وفي ظل الأسس والضوابط والقواعد التي تقوم عليها المؤسسات المدنية العصرية.

Share and Enjoy !

Shares