بما تُعدّه من حلول تصفوية للقضية الفلسطينية، تحاول إدارة الرئيس ترامب اليمينية المتصهينة واهمة إغلاق الستار على ابتلاع كل فلسطين من قبل كيان الاحتلال الإسرائيلي وشطب حقوق الشعب الفلسطيني بأرضه وتاريخه ومستقبله. وبخلاف ما كان متوقعا ها هي تسارع الزمن لإعلان تفاصيل ما تسميه «صفقة القرن» وتقديمها كهدية على طبق من ذهب لنتنياهو ويمينه المتحجر قبل الانتخابات الإسرائيلية وبما ينقذ رقبته أيضا من حبل المحاكمة والتصفية السياسية.
إلى هذه الدرجة من البؤس والإذلال وصلت الحالة العربية والإسلامية، حيث يقامر ساكن البيت الأسود بأقدس قضايا الأمة دون أن يرفّ له جفن، بل ومبشرا باستتباع هذه التصفية بانفتاح تطبيعي وسياسي واقتصادي عربي على الكيان الإسرائيلي وإعادة تشكيل خريطة التحالفات والأخطار بالإقليم كله على الهوى الإسرائيلي الأميركي، قافزاً عن حقائق التاريخ والجغرافيا ومتعامياً عن إرادة الشعوب العربية التي لا يمكن أن تصادرها لحظة هوان رسمية بهذه اللحظة من التاريخ.
قبل أن يعلن ترامب تفاصيل ومحاور خطته المشؤومة اليوم كما هو متوقع وعشية لقائه بحليفه اليميني نتنياهو ومنافسه الأسوأ بيني غانتس الثلاثاء، باتت معالم هذه الصفقة واضحة وفاقعة على الأرض، تكريساً للاحتلال ووأداً لحل الدولتين وضماً للمستوطنات وغور الأردن وحدود الضفة لكيان الاحتلال والتفافاً على حق العودة للاجئين، وفتح الباب واسعا للآلة الصهيونية لخنق الكانتونات الفلسطينية الناتجة عن عمليات الضم والإلحاق وبما يمهد – كما يتوهّمون- للترانسفير.
الشعب الفلسطيني والأردن يقفان اليوم في وجه العاصفة القادمة التي تحضر لها إدارة ترامب المتصهينة، وتبدو الاستحقاقات، بل الإملاءات، المطلوبة منهما كبيرة، وواهمٌ من يعتقد أن بالإمكان قبولها وهضمها رغم ضعف القدرات وهشاشة الإمكانات وحسابات الواقع المحسوس، حيث أن كل قوى الأرض وموازين القوى لن تكون قادرة على فرض القبول بالاستسلام والتفريط بالحقوق والخروج من التاريخ لصالح الاستعمار الصهيوني حتى لو كسب هذا الاستعمار اليوم الجولة وبسط احتلاله على كامل فلسطين.
قد تغُرُّ اللحظة نتنياهو ويمينه الصهيوني الغارق بدماء الشعب الفلسطيني ليعتقد أن صفقة القرن «فرصة لن تعود» بالنسبة لكيانه السرطاني، «ولا يجوز تفويتها لأن لدينا اليوم بالبيت الأبيض صديقا لإسرائيل أكبر من أي وقت مضى» كما أعلن عشية سفره لواشنطن، لكنه ينسى أن غيره من طغاة ومحتلين سبق وأن غرّتهم قوتهم وضعف أعدائهم فأعلنوا واهمين منتشين انتهاء التاريخ عندهم قبل أن يرتد هذا التاريخ وإرادة الشعوب على رؤوسهم ورؤوس إمبراطورياتهم وأطماعهم العابرة.
ليس تحليلاً إنشائيا ولا عاطفياً القول بأن ترامب ونتنياهو وصفقتهما التصفوية اليوم سيؤسّسون لانهيارات المشروع الصهيوني على المدى المتوسط إن لم يكن القصير، فبعيدا عن عامل صمود الشعب الفلسطيني وعدم قدرة أحد على التوقيع على استسلامه ووجود طاقات مقاومة كامنة لديه لا تنضب، فإن ما يسعى إليه ترامب والكيان الصهيوني من تضخيم لقوة هذا الكيان وتمدّده وتوسيع مجاله الحيوي ستكون له أبعاد وتداعيات جيوسياسية وإستراتيجية كبيرة ومتصاعدة، ستفرض على القوى الإقليمية المركزية من إيران وتركيا.. ولاحقا مصر ضمن اشتراطات عديدة، وأيضاً سورية والعراق اللتين ستخرجان بعد سنوات أو عقد من أزمتيهما بلا شك، في صراع نفوذ ومشاريع مع المشروع الصهيوني الذي لا تقف أطماعه عند حدود.
قد يبدو الرهان اليوم مستحيلاً، على الأقل في المدى المنظور، على استعادة الأمة العربية وحدتها للوقوف بوجه هذا الخطر الصهيوني الذي يستعد لتدشين مرحلة توسع جديدة وإستراتيجية من عمر كيانه، لكن الأمل بهذه الأمة سيبقى ثابتاً مهما طالت الكبوة. والتحدي الذي سيخلقه تضخم قوة الكيان الصهيوني وامتداد نفوذه وشراهته لن يكون محركا فقط لصراعات ندّية مع المشاريع الإقليمية غير العربية، بل أيضا يتوقع له أن يكون دافعاً ومحركاً لتبحث الأمة العربية عن نفسها وعن كينونتها وعن دورها قبل أن تخرج من التاريخ.
كتاب واراء
عندما يحلم ترامب ونتنياهو بإنهاء التاريخ
صفعة القرن
يعود ساكن البيت الأبيض من جديد لسياسة الانحياز للكيان الصهيوني، ويغازل قادة الكيان بوعود وقرارات اعتباطية لا تستقيم مع قرارات الشرعية الدولية ولا مع التوافق الدولي وحل الدولتين، وها هو اليوم يستبق محاكمته والانتخابات الصهيونية، لتقديم أُعطيات جديدة للكيان الصهيوني من خلال عزمه إعلان الشكل السياسي لما يعرف بصفقة القرن.
فواشنطن التي تستعد لإعلان ملامح صفقتها تستدعي قادة الكيان للحضور عندها، ولا تكترث لوجود أي طرف آخر، وهي بذلك تعلن انحيازا بالمطلق للكيان الصهيوني المطلع بالكامل على أدق تفاصيل الصفقة، فيما أصحاب العلاقة الفلسطينيون والأردنيون والعرب، يعلنون على الملأ عدم اطلاعهم على بنود الصفقة وما تحتويه من تفاصيل.
انحياز قادة البيت الأبيض من خلال الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفريقه بات اكثر من واضح، والصمت العربي حيال الموقف الأميركي متواصل، وهو موقف يضع علامات سؤال حول دوافع هذا الصمت العربي المريب، وليس هذا فحسب بل إننا بتنا نشهد هرولة عربية أكبر تجاه واشنطن، وانفتاحا أوسع على الكيان الصهيوني ما يشي بشبه تأييد عربي غير معلن لما تردده واشنطن عن صفقة القرن.
التسريبات حول الصفقة نشرت من خلال إعلام صهيوني وعالمي وكل ما ينشر حتى اللحظة يؤشر لبنود لا تتفق مع الشرعية الدولية وحل الدولتين، وتعطي الكيان الصهيوني حقَّ الحصول على حقٍ ليس له والتمرد على الشرعية الدولية وقراراتها، وهو أيضا يؤشر أن الولايات المتحدة مُذ سكن ترامب في بيتها الأبيض لم تعد تكترث بالقرارات الدولية ولا لمجلس الأمن وليس أدلّ على ذلك من ممارسة اغتيالات واحتلال دول، وانسحاب من اتفاقيات دولية وضم القدس والجولان والاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الغاصب، وكلها إجراءات لا شرعية لها، كما أن واشنطن جاهدت وما زالت لشيطنة المقاومة سواء الفلسطينية أو اللبنانية، وهي أيضا عملت على قطع كل إمداد لتلك المقاومة من خلال تأليب أنظمة ودوّل عليها، ومحاولة تقطيع دول وخلق فتن فيها، وإثارة نعرات طائفية وجهوية لدى شعوب المنطقة تمهيدا للوصول لما نراه اليوم من تحضيرات لصفقة القرن.
بات جليا أن واشنطن تنظر للموضوع الفلسطيني وفق زاوية الرؤية الصهيونية، ولا ترى أي تفاصيل تتعلق بالقضية الفلسطينية، وما فيها من تشابكات مختلفة، وتجهل أن غرس كيان وليد على أرض ليست له وتهجير شعب من أرضه لا يمكن أن يؤسس لعملية سلام بين أبناء المنطقة، فهناك شعب يرفض الاستسلام وأصحاب أرض لا يمكن اقتلاعهم من أرضهم بهذه السهولة التي تعتقدها واشنطن.
ولذا فإن على الإدارة الأميركية بكل مكوناتها (مجلس شيوخ ونواب) أن يعوا أن ما ينوي الرئيس ترامب ومستشاروه الإعلان عنه، يتناقض مع كل ما كان الرؤساء الأميركان يعلنونه عبر سنين ويضع المصداقية الأميركية على المحك، ويجعلها عرضة لنقد العالم الذي ما زال يصرح بتمسكه بحل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، وهو في نهاية المطاف لن يأتي بسلام في المنطقة وإنما سيزيدها تعقيدا واشتعالا.
لا شك أن الأردن والسلطة الفلسطينية الأكثر تأثرا بصفقة القرن، وهما يواجهان ضغطا واسعا نتيجة ما يتسرب من بنود غير منطقية تتعلق بالصفقة، وليس هذا فحسب؛ بل إن ما يتسرب ينهي الوجود الهش أصلا للسلطة الفلسطينية، ويؤزم الموقف الأردني أكثر، وهذا يتطلب أن يواصل الأردن وفلسطين معا رفضهما للصفقة، وهو الأمر الذي يتوجب مواصلته شعبيا ورسميا، وعدم الدخول في مفاوضات تحت الطاولة، فالتسريبات غير مطمئنة، وهي بحاجة لموقف حاسم وواضح من قبل السلطة الفلسطينية في المقام الأول، وأيضاً ثبات موقف الأردن بكل مكوناته، فما نسمعه يؤثر على الأردن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، ولهذا فإن الأمر بحاجة لخطوات على أرض الواقع، فما نسمعه صفعة لكل جهود السلام، والشرعية الدولية وتأسيس لتمدد صهيوني تجاه المنطقة.
الصفقة ليست نهاية المطاف
يترقب العرب وبخاصة الاردنيين والفلسطينيين بحذر وتشاؤم ما سيعلنه الرئيس ترمب خلال الاثنين وسبعين ساعة القادمة وربما اقل حسب مانسب الى البيت الابيض عزم الرئيس ترمب الكشف عن تفاصيل، ما يسمى بصفقة القرن او خطة السلام الاميركية للشرق الاوسط، تلك الخطة التي بدأ الحديث عنها بتكتم شديد منتصف العام الفائت مع تسريب مقصود لبعض بنودها وتأجيل الافصاح عنها اكثر من مرة حسب الاجندة الداخلية للادارة الاسرائيلية.
ومنذ الاعلان الاول عن الصفقة اتخذت الولايات المتحدة عدة قرارات قيل انها جزء من بنود الصفقة مثل نقل السفارة الاميركية الى القدس المحتلة والاعتراف بها عاصمة لاسرائيل وتأييد ضم هضبة الجولان العربية السورية وعدم اعتبار بناء المستوطنات الاسرائيلية على اراضي الضفة الغربية معيقا للسلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين وتأييد ضمني لتوجه اسرائيل لاعلان يهودية الدولة والسكوت عن الاقتحامات اليومية للأماكن المقدسة من قبل المستوطنين الصهاينة ووقف المساهمة في تمويل كلفة وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين واخيرا عدم ال?عتراض على نية اسرائيل ضم منطقة غور الاردن وشمال البحر الميت واخضاعها للسيادة الاسرائيلية وهو ما يتوقع ان يكون ضمن بنود صفقة القرن المرتقبة.
في هذه الاثناء ظل الاردن يتحرك في كل العالم ويتحدث عبر كل المنابر والمنصات محذرا من خطورة ما ستقدم عليه الولايات المتحدة واسرائيل من خطوات تقتل عملية السلام وتنهي اي امل في ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، لكن دعوات الاردن ظلت تواجه بالتأييد اللفظي وابداء التقدير والاحترام لدور الاردن في تحقيق السلام في المنطقة وابعادها عن العنف والارهاب تأكيدا لسياسة الاعتدال التي ينتهجها ولا شيء اكثر من ذلك.
وفي الاثناء ايضا كان العالم العربي مشغولا اما بالبحث عن حلول لمشاكله الداخلية او بالبحث عن ركائز تثبيت الانظمة الحاكمة حيث تطوعت الولايات المتحدة واسرائيل بالعمل على ضمان بقاء بعض الحكام على كراسيهم رغما عن إرادة الشعوب ومهما ارتكبوا من افعال ضد هذه الشعوب من تنكيل وقهر وفساد افقر الشعوب وصادر مقدرات بلادهم.
هذه الحال ابعدت هذه الدول عن اي اهتمام بالقضية الفلسطينية ووضعتها على المدرجات تتفرج على مجريات اللعب دون تأثير فيه.
اذن اقتربت لحظة الحقيقة ولم يعد التحذير من مخاطر الصفقة ونوايا الذين خططوا وقرروا مفيدا فما العمل؟
اردنيا يفترض ان يترجم شعار الاردن اولا ومصلحة الاردن العليا الى اجراءات تحمي الارض الاردنية والشعب الاردني من اي مخاطر تعصف بوطننا الذي بناه الأباء والاجداد بالعرق والدم بمعنى ان الالتفات الى ترتيب البيت من الداخل وتأييد متطلبات منعته وقوته وبقائه يجب ان يتصدر جهد الدولة والشعب ويكون معيار الرفض او القبول لما يترتب على الاردن من آثار صفقة القرن، مبنيا وقائما على مدى عدم الاضرار بالمصلحة الوطنية للدولة الاردنية كيانا وارضا وشعبا.
وبموازاة الحرص على مصلحة الاردن فإن الدفاع عن حق الفلسطينيين في اقامة دولتهم المستقلة يجب ان لا يتوقف بل يستمر بنفس الزخم والقوة حتى لا تتحول الاوضاع في فلسطين المحتلة بعد الصفقة الى حالة مستقرة دائمة وان لا يسمح بالاستسلام للامر الذي تفرضه شروط الصفقة على الارض المحتلة شعبا وسلطة لان في تصليب موقف الفلسطينيين الرافض للصفقة مصلحة اردنية اضافة الى الواجب القومي والاخوي تجاه الشعب الذي تربطه بالشعب الاردني روابط تاريخية تجاوز شكل التعاطف العروبي نتيجة انصهار الدم بالتشابك الانساني بخصوصية ينفرد فيها الشعبان ?ي علاقة تميزهما عن بقية الشعوب العربية.
يجب ان لا يستسلم العرب لصفقة القرن وان لا يعتبروها نهاية مسيرة النضال لاستعادة الارض الفلسطينية المحتلة بل يجب ان تتحول الى نقطة انطلاق جديدة لمواصلة السعي لتحقيق هدف التحرير وكنس العدو الصهيوني عن الارض المحتلة، فالصراع مهما طال لا بد وان ينجلي بانتصار الحق على الباطل.
الملك، القدس عنوان السلام ومفتاح الحل
ما زال الاردن يقف عند بوابة الحل بواقعية، وعند عنوان السلام بموضوعية ذلك السلام الذى تحفظه الاجيال وتصونه وهو السلام الذى تبنته قرارات الشرعية الدولية، وما زال جلالة الملك عبدالله الثاني ينادي في كل مناسبة بضرورة تقيد الجميع بالمواثيق والاتفاقيات التى تم توقيعها، في كل من وادي عربة واعلان واشنطن التي نصت على الحقوق العربية المشروعة كما على عروبة القدس ووصايتها الهاشمية، وفي كل منبر من المنابر العالمية يقوم جلالة الملك باعادة التأكيد على ثوابت الدبلوماسية الاردنية وعلى قرارات الشرعية الدولية بضرورة التزام تل ابيب بالقرارات الاممية والاتفاقات البينية، لكن تل ابيب مازالت لا تذعن للصوت الاممي لافتقاره للسوط الملزم الذي يجبر تل أبيب على الالتزامات بالمواثيق التى قطعتها واحترام العهود التي كانت قد وقعت عليها وتسعى إلى اعادة صياغة ما تمت صياغته، والى اعادة المفاوضة إلى ما تم التوقيع عليه.
وعلى ايقاع الفك والتركيب الذى يميز الحركة السياسية للحكومة الاسرائيلية وحراك الاستجداء الدبلوماسي، ما تزال تل ابيب تعزف على ايقاع تجليات الماضي وضحايا الابرهايت، قبل قرن من الزمان، ويلتقي حول تجلياتها اكثر من ستين من زعماء العالم، في مناخات التظاهرات الانتخابية والتى بات فيها الكل يتحدث من على ارضية مزاودات انتخابية بين نتنياهو المكشوف وغانتس المرصود واصواتها لا تقدم منفعة سوى منفعة استقطاب اصوات انتخابية، ووفق هذا الايقاع ما زال صناع القرار في تل ابيب يعملون لقضم ما يمكن قضمه وتثبيت ما يمكن تثبيته على ارض الواقع دونما اكتراث لكل الاصوات التى تنادي بالحل الراشد والحل المفضي لاحقاق حالة وليس الى تجليات منفعة.
ويعود الملك عبدالله الثاني من جديد فيؤكد في كل مرة على ضرورة الحد من عمليات تمادي حكومة تل ابيب في فرض ايقاع الحل بالقوة ووفق قرارات احادية ستعمل على اضعاف فرص السلم الاقليمي والسلم الاهلي في المنطقة و يضعف من فرص تقديم النتائج التي يمكن البناء عليها في خلق واقع اقليمي جديد تعيش منه ومن خلاله المنطقة وشعوبها وتنطلق مسارات التنمية الاقليمية من ارجائه، فان القدس تشكل مفتاح السلام ويجب على الجميع احترام جميع الاديان والثقافات التي تحتضنها القدس دونما اختطاف تاريخي لطرف على حساب الثقافة الانسانية الجامعة، وهذا لن يتاتى من دون احتكام الجميع الى الوصاية الهاشمية الجامعة للقدس وعناوينها الثقافية والحضارية والانسانية والذى يشكل عنوان السلام ومفتاح الحل.
فرسان الحق سيوف الوطن..
امن وامان لننعم بسلام وراحة البال..
.لنكون شاكرين…
رغم قلة حياء البعض ومحاولاتهم زج فشلهم وهزلهم وغباءهم على جهاز الحق جهاز التضحيات الساهرين على أمن مملكتنا دار السلام والامن والأمان والاستقرار والاطمئنان والعدل بيننا والتعايش..
حتى خرج الجرذان من جحورهم لبث سمومهم وحقدهم ونكرانهم عبر محاولات تهدف التشكيك لنيل من كبرياء وشموخ فرسان الحق والعهد…
نذروا أنفسهم شهداء الوطن بكرامة.
ولهم الحق علينا لنكون لهم العون والسند بميادين الوطن.
فرسان الحق والعهد حقكم علينا كبير ومن يحاول التطاول عليكم هو تطاول على الأردنيين..
وواجب السؤال والحساب بدون رحمةً من يفكر بعد اليوم التطاول على سيوف الحق..
بكل اعتزاز انتم مصدر موثوق وميزان يتوسط الدار…
ومن يتعمد إخفاء الحقيقة وحقيقة مهام وواجبات فرسان الحق هو إنسان مريض ماكر بحاجة لعلاج قاطع لا يقبل الغفران مع حاقد مصاب بوهن بمنزل الخسة..
فرسان الحق انتم قصص نجاح فخر وسراج لكل الأردنيين
وعلينا الحديث بشجاعة عن فرسان لهم جولات وصولات ورصاص بزند الوطن.
بزرقاء الخير….
عنوان الاستقرار والاطمئنان عبر الأبواب التي باتت للجميع وعلى مسافة واحدة مع الاسرة الزرقاوية.
والشاهد الله نحن مع مملكتنا وقيادتنا واجهزتتا لتبقى مملكتنا قنديل للحرية والسلام..
وبيت لكل من ينشد الأمن والأمان وهذا مش كلام
حقيقة بفضل الله والأجهزة الأمنية نحن نستظل بالخيمة الهاشمية وفرسان الحق مسطرة الوطن لنعيش بكرامة والكرامة ان نشكركم بشجاعة بدونكم شمس الحقيقة بتغيب …
الكل كان مراقب كيف كان دورهم بشفافية ولغة واقعية حتى اصبحت اعراسنا الديمقراطية مقدمة لكل بيان.
والزرقاء يثرب الأردن لديه إدارة على مستوى مهم من المصداقية وشجاعة الحوار والاستقبال والاستماع دون قيود ولا قرار قبل الاستماع لمصلحة البلد اولا….
شاكرين لفرسان الحق بالزرقاء نبراس يستحق التكريم
على فخامة الأداء من ادارة حكيمة بالمهارة الأمنية عبر مقدمة كرامة المواطن هي وسام الشرف..
فرسان الحق وحقكم علينا
حمى الله مملكتنا وقيادتنا
كاتب شعبي محمد الهياجنه
تم انجاز المهة
الصحفي علي العدوان
كوشنر يلغي زيارته المقررة إلى إسرائيل وذلك على مايبدو انها ليست رحلة مدرسية ،بحسب معايير الطقس كما تم الإفصاح عن ذلك رسميا “سوء الأحوال الجوية”.
ان ما تمر به اسرائيل من تخبط في اختيار الأوليات ،وعدم التوافق الداخلي على شخص رئيس الوزراء كان خلف
ارجاء او الاعتذار عن عدم الجاهزية لاستقبال الطارش كوشنير.
ترامب عقب انتصارتة الهوليوديه والتي تقارب الى حد كبير الالعاب النارية باستثناء حادثة الطائرة التي تعتبر جريمة سيايه بالتشارك قضى بها مدنيين ابرياء .
كل هذة الفبركات لتسريع سياسة الضربة الاستباقية الاحتواء المننهج لدول المنطقة بقبول النفوذ والتمدد الامريكي وادارة الحرب الامريكية بالإنابة ، حيث شكلت عبر العقود الماضية ايران عصا امريكا الغليظة لفرض السيطرة الامريكية على العربان بهدف الحماية والمصالح المشتركة .
وجاء الاحتواء الاخير لقبول تواجد تركيا في” ليبيا ” ، أن امريكا تنزع الدول العربية الواحدة عقب الاخرى، العراق ثم سوريا ثم ليبيا مدفوعة بسعير النار وشركاتها العملاقة للسيطرة على الارض العربية.
ان مفهوم العروبة يكاد ينقرض بهذه الهجمة الغربية المحمومة بسعير النار والتي لايختلف عليها انها تعود الى الواقعية في العلاقات الدولية والتي تعتمد على توازن القوى والابتعاد عن الواقغية المثالية التي تعمد الى التحكيم الدولي ودور المنظمات الدولية في ادارة العلاقات الدولية ونعود الة طارش زعيم الحرب بالمنطقة ترامب.
كوشنير جاء يحمل رسالة واضحة وهي انة تم انجاز المهمة بنجاح خصوصا بعد التوافق في مؤتمر بون الاخير باقتسام ليبيا بما يتناسب مع المصالح الامريكية والقبول والتمدد الاسرائيل بكافة عواصم الدول العربية إذ أصبح الطريق ممهدا لحفل اشهار صفقة القرن.
لكن لحسن الطالع التاخير هذه المرة من اسرائيل وذلك لاختلاف ثنائية الامن والانقسام الداخلي سياسيا وعدم التوافق على اولويات الضغط ستكون باي اتجاه لبنان او غزة او تجاه اخر على ما يبدو لدول او شعوب الممانعة لعمليات تصفية القضية العربية والاسلامية على ارض فلسطين.
علينا ان نستغل حالات الانقسام الاسرئيلي لنكون راي عالمي يعيد أمرنا على الاقل الى المنظمات الدولية ومجلس الامن لفض النازعات، ولا يتم التعامل مع فلسطين على انها حرب فصائل او دول ممانعه ودول تطبيع ودول مناهضة للتطبيع والاحتكام الى واقع اسرائيل كدولة محتلة وليست دولة لا تلتزم بالعهد الدولي للعلاقات بين الدول
ملكة القلوب
حضرة صاحبة الجلالة الملكة رانيا العبد الله المعظمة ولدت في (31 أغسطس 1970 -)، وهي عقيلة حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ، وام ولي العهد. وهي من أكثر السيدات الأوليات في الوطن العربي والعالم اهتمامًا بحقوق الطفل والمرأة.
وتزوجت الملك عبد الله الثاني عام 1993 قبل توليه العرش. ولقبت بملكة الأردن بعد عدة شهور من تتويجه عام 1999. درست في المدرسة البريطانية في الكويت، وحصلت على شهادة إدارة أعمال وحاسبات ومعلومات من الجامعة الأمريكية في القاهرة. أم لأربعة أبناء أكبرهم ولي عهد المملكة الأردنية الهاشمية الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد .
كرست الكثير من الوقت للارتقاء بالتعليم من أجل مستقبل أفضل للأطفال الأردنيين. ، ومن أبرز المشروعات التي بدأتها لتحقق هذا الهدف مشروع مدرستي، الذي انطلق عام 2008 ويهدف لصيانة البنية التحتية وتأهيل 500 مدرسة حكومية أردنية بشراكة بين القطاع العام والخاص. وجائزة الملكة رانيا العبد الله للتميز التربوي التي انطلقت بناءً على توجيه منها. وفي عام 2002، اختيرت عضوًا في المجلس التأسيسي للمنتدى الاقتصادي العالمي.
طالما اهتمت الملكة رانيا ببناء جسور بين الثقافات المختلفة، ونشر الوعي حول حقيقة الحضارة العربية والإسلامية. نظرًا لهذه الجهود منحت جائزة الشمال -الجنوب من المركز الأوروبي. ولها مؤلفات عديدة منها: مبادلة الشطائر، وهبة الملك، والجمال الدائم.
حق لنا ان نفتخر ونفاخر بك سيدتي صاحبة الجلالة ملكة القلوب حماكي الله، فهناك بشر اختلفوا عن البشر بجمال أخلاقهم وطيبة أرواحهم انتي مبدعه صاحبه الابتسامة الرائعة انسانه بكل ما تحمله الكلمة من معنى . لها في القلب والذاكرة الكثير والكثير ما وجدت مثله في القلب وتعجز كلماتي عن وصفك ولا يمل اللسان من حديثه عنك مولاتي مؤنسه مبدعه متجدده في كل شيء .
وبعد أن أصبحت السيدة الأولى في الأردن مارست نشاطات تتعلق بالاهتمام بالشؤون الوطنية مثل البيئة والصحة والشباب وشؤون أخرى. وباعتبارها شخصية عالمية، وإحدى أقوى 100 سيدة في العالم، فقد ركزت طاقاتها وجهودها في الأردن وخارجه على مجموعة من القضايا أهمها التعليم في الأردن والتركيز على رفع مستوى تميز ونوعية التعليم المقدم للأطفال والشباب .
أما على المستوى العالمي، فتهتم بضمان التعليم النوعي للجميع، وتدعو قادة العالم للالتزام بتعهداتهم لتوفير التعليم الأساسي للجميع. قيل واقول عن دورها في المجتمع:
الملكة رانيا العبد الله هبة عظيمة تلك التي توفر لنا فرصة إحداث تغيير إيجابي في حياة الغير، ومن واجبنا أن نسخر هذه الهبة التي منحتها لنا لخدمة الوطن الغالي وقيادتنا الهاشمية .
رانيا العبد الله الملكة الملهمة للأطفال في العالم والملهمة لنا جميعاً. تتحدث باسم هؤلاء الذين لا يمكنهم التعبير عن أنفسهم. وقد سمتها اليونيسيف أول ناطقة باسم الأطفال على هذا المستوى عام 2007، وهو دور قامت به عن اقتناع وببراعة. وقد أثمر تصميمها على العمل من أجل تعليم البنات، زيادة في الوعي وفي جمع الأموال اللازمة لهذه المهمة الحيوية.انطلاقا من نظرتها الثاقبة في أن التعليم هو مفتاح مستقبل أفضل لجميع البشر. وأخال أن قادة الغد سيدينون لها بالجميل..
حق لنا ان نفتخر بملكة شهد لها العالم العربي والعالم الأجنبي بجهودها الكبيرة، وقد قالت عنها هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية، (الملكة رانيا، الصديقة والمرأة التي كرّست حياتها من أجل التعليم العالميّ وتنمية المشاريع الصغيرة ومناصرة حقوق المرأة وتشجيع حوار الديانات والثقافات وغيرها من القضايا التي تساندها بتألّق وذكاء. هي ملكة وكاتبة ومناصرة لقضايا عدة، والأهم من كل ذلك أنها زوجة وأم رائعة وابنة متميّزة وصديقة وقائدة. شخصية نتطلّع إليها جميعاً. والواقع أننا ممتنون للملك عبد الله الثاني ولشعب الأردن لمشاركة مميزاتها ومواهبها العديدة معنا).
حماكي الله مولاتي وحمى الله سيدي ومولاي حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير حسين
وحمى الله الاردن وشعبة وقيادتنا الهاشمية.
هربرت بونديك ..جاسوس اسرائيلي ترأس تحرير أكبر صحيفة في الدنمارك
وثائق تكشف دوره في مذبحة الطنطورة التي استشهد فيها 250 فلسطينيا في ليلة واحدة .
أثناء عمله الصحفي كان يتفاخر “بأننا أحرار في عملنا ولكن الحرية لن تطبق على إسرائيل.
كتب : حازم الخالدي
بعد وفاة الصحفي الدانماركي هربرت بونديك ،واسمه بالعبري (حاييم بونديك) الشهر الماضي،بدأت الصحافة تتحدث عن هذا العميل الصهيوني الذي اعترف انه كان يعمل جاسوسا لاسرائيل ومارس عمليات تطهير عرقي أثناء التحاقه بعصابات الهاجانا في العام 1948 ،ليصل الى منصب رئيس تحرير اكبر صحيفة في الدانمارك ،ويمارس سلطته كسفير اعلامي لها بالدانمارك وفي اوروبا،وتقديمها بمظهر الدولة التي تدافع عن الديمقراطية والحريات في المنطقة.
تكشف الوثائق التي خرجت علينا عبر الصحافة العبرية والعالمية،الدور الذي مارسه الجاسوس الاسرائيلي سواء أثناء تطوعه مع عصابات الهاجانا أو عمله في الصحافة الدانماركية،حيث تبين هذه الاوراق مدى الزيف الذي كانت تمارسه الدعاية الصهيونية وتضليلها للرأي العام، وهي وثائق يمكن ان تكون لنا دليل ادانة للممارسات الاسرائيلة ،وبنفس الوقت في الدفاع عن قضايانا ،واظهار مدى الزيف والتزوير الذي يحمله الفكر الصهيوني الى العالم .
عندما يتعلق الأمر باسرائيل ،لا يوجد شخصية معروفة في الصحافة الدنماركية أكثر من هربرت بونديك ، رئيس تحرير صحيفة(Politiken ) ، وهي أكبر صحيفة في الدنمارك، وخاصة ان بونديك أمضى مدة 24 عامًا رئيسا للتحرير وكاتبا لمقال على صفحاتها.
ولد بونديك من والدين يهوديين في كوبنهاغن في عام 1927 ، وأثناء الاحتلال الألماني للدنمارك ، فر في عام 1943 مع عائلته إلى السويد ،ليعود إلى الدنمارك بعد انتهاء الحرب،ثم ينضم الى العصابات الصهيونية في لواء ألكساندرين ، ليصل إلى فلسطين في 6 مايو 1948 .
أثناء عمله في صحيفة المعلومات في فترة الستينيات من القرن الماضي لم يلحظ أحد عليه أنه كان جاسوسًا للموساد ، ولم ينطق بكلمة واحدة عن دوره في عملية القتل الجماعي للفلسطينيين ، وبالتحديد في مذبحة الطنطورة عام 1948، وهي المذبحة التي قتل فيها 250 فلسطينيا من الرجال في ليلة واحدة ،حيث أطلقت عليهم النيران في الشوارع ،وتم تجميع البعض منهم في مجموعات من ستة اشخاص الى عشرة في مقابر جماعية ،وقد اصبحت الان المقابرالجماعية مواقف سيارات.
وعندما اقتحمت المجموعات الصهيونية القرية عملت على طرد النساء والاطفال ،لترويع السكان والقرى المجاورة ،حيث مهدت المذبحة لعمليات تهجير في القرى المجاورة .
بعد سنوات وفي العام 2010 اعترف بونديك بجاسوسيته في مقابلة صحفية نشرت في مجلة ” المعلومات ” التي عمل بها،وكان العنوان “نعم ، كنت عميلاً للموساد”،وتحدث في المقابلة عن دوره في مذبحة الطنطورة.
وعندما تسلم رئاسة تحرير صحيفة “Politiken في العام 1970 قال بونديك “طالما كنت رئيسا للتحرير ، فإن صحيفتنا ستتعامل مع بقاء إسرائيل ومصيرها، ليثبت تحيزه إلى اسرائيل ،حتى أنه أصبح يتفاخر بذلك بعد أن أبلغ الحزب السياسي الوسطي ( Radikale )،في الدانمارك، الذي كان له تأثير قوي على الصحيفة، بأننا أحرار في عملنا، ولكن لن يتم تطبيق هذه الحرية على إسرائيل.
وبطريقة أو بأخرى ، فإن هذا الاعتراف والتأييد المعلن مع إسرائيل لن يُعتبر على الإطلاق حلا وسطا بالنسبة لبونديك، بل سيكون أمرًا طبيعيًا في عمله.
كان بونديك يتنقل بين إسرائيل ، والدانمارك ،يقيم في منزل بتل ابيت وفي فندق في كوبنهاغن .
بالنسبة لدوره في مذبحة الطنطورة ،فقد كان يخدم في الجيش الصهيوني بالهاغانا ، يقول” أتيت من هيليروب وهي الضاحية الشمالية لكوبنهاجن الى أرض الميعاد وكنت صبيا صغيرا،لم أكن أتحدث اللغة العبرية،ولم أكن أعرف شيئا سوى أن ديفيد بن غوريون هو القائد ،حصلت على بعض الاموال، فكنت أتجول مثل اي جندي أجنبي ، كان مكاني في قرية الطنطورة ،وأعرف ان أكثر من 1000 فلسطيني من البلدة لا يعرفون العبرية أيضًا ، لكني لست بحاجة إلى ذلك، فما نقوم به عمليات قتل دون مبرر من خلال اصطفاف مجموعات كبيرة من الناس ضد الجدار وإطلاق النار عليهم في الرأس ، وأذكر فقد حصلت مقبرة جماعية لحوالي 250 جثة “.
ويعترف بونديك بما قام به مع عصابات الهاجانا بالتطهير العرقي في فلسطين بقوله: “أعرف ، أنه لو لم يحدث التطهير العرقي إلى جانب فرار طوعي تحت التهديد والقتل لما كانت هناك دولة يهودية، كذلك فإنه لو لم يفر 700 ألف عربي ، لكان اليوم يعيش حوالي سبعة ملايين عربي في إسرائيل ، ولن تنجو الدولة اليهودية من ذلك “.
لذا فإن بونديك يوافق على التطهير العرقي ،” ويبرر أنه في الحرب تحدث كل أنواع الأشياء الفظيعة ، وكانت حربًا فرضها العرب على إسرائيل”.، وفقا لما يعتقد.
وبحسب ما صرح بونديك في إحدى المقابلات الصحفية ،وحتى تتحقق الاهداف الصهيونية باقامة دولتهم على أرض فلسطين ،تم بالفعل طرد حوالي 750 ألف لاجئ فلسطيني وتدمير أكثر من 500 قرية ،حيث أصبحت المسألة منتهية ،لأن مخطط التطهير العرقي لم يكن أيديولوجيًا صهيونيًا عامًا فحسب ، بل كان أيضًا مخططا رسميا مطبوعا ، يُعرف باسم خطة “دالت الهاجانية “، التي تم إطلاقها في 10 اذار 1948 ، أي قبل أكثر من شهرين من إنشاء دولة أو دخول الجيوش الأجنبية،وكانت تهدف الى السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي الفلسطينية وطرد أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين.
سعى بونديك إلى تصوير نفسه على أنه ليبرالي يهتم باللاجئين الذين يأتون الى أوروبا – طالما أنهم ليسوا فلسطينيين – هذا هو الحال في عمله الصحفي ،وفي مقالاته التي كان يكتبها ، فتصبح وجهة نظره هي المؤثرة على النظرة السائدة الدانمركية لإسرائيل والصهيونية، كونه يعتبر نموذجا للصحفيين الذين يكتبون عن الشرق الأوسط ولديه معرفة هائلة بما يجري من أحداث ، وعندما أصبح رئيسا لتحرير أكبر صحيفة في الدانمارك عمل على تشكيل الخطاب الدنماركي حول الصراع في العربي الاسرائيلي، وصل إلى “بطل في الحياة العامة الدنماركية. “
في قرية الطنطورة التي تعد من أكبر القرى على ساحل البحر المتوسط جنوب يافا، كان السكان يعيشون في صيد الأسماك والزراعة والعمل ،عندما هاجمتها عصابات الهاجانا ،رد عليهم السكان بإطلاق النار من المنازل ، مما جعل جنود اللواء الصهيوني غاضبين، وبعد استسلام القرويين ، سار الجنود عبر القرية وأطلقوا النار على الناس داخل المنازل وفي الشوارع،وتم فصل الرجال عن النساء وأجبرت النساء على الذهاب إلى قرية قريبة، وأُجبر الرجال على الجلوس وانتظار وصول ضابط المخابرات شينسون ماشفيتز ، الذي كان يعيش في مستوطنة “جفعات آدا” القريبة ،وكان يرتدي غطاء على رأسه ومعه معاونيه ، وعين بعض الرجال ليتم إعدامهم وهم الرجال الذين شاركوا في الانتفاضة الفلسطينية 1936-1939 ، وشاركوا في الهجمات على الصهاينة ، ولم يكونوا هؤلاء الوحيدون الذين أعدموا،حيث تم استجواب البعض حول مستودع الأسلحة في القرية ، لم يكن مستودع الأسلحة موجودًا وعندما فشلوا في الرد ، تم إطلاق النار عليهم في الموقع ، وحدثت معظم عمليات الإعدام على الشاطئ.
يعيش بعض الناجين من مذبحة الطنطورة اليوم في مخيم اليرموك للاجئين في سوريا ، وما زالوا يعانون من صدمة شديدة بعد تجاربهم.
كما كان هربرت بونديك أو ناحوم بونداك (بالعبرية) صحفيًا ومؤلفًا يهوديًا دنماركيًا، فإن ابنه رون بونداك عمل في مجال الكتابة مؤرخًا إسرائيليًا ، وقد لعب دورا حيويا في إقامة علاقات دبلوماسية بين الإسرائيليين والفلسطينيين مما أدى في النهاية إلى اتفاقات أوسلو،وتوفي رون في عام 2014 بعد معركة طويلة مع السرطان،فيما قتل نجله الثاني أوري خلال حرب عام 1973 .
يتحدث بونديك في اعترافاته عن قريتين أخريين بجانب الطنطورة ،شارك في عملية التطهير العرقي .
في عام 2006 ، نشر بونديك سيرته الذاتية “إنها ليست كافية للبقاء على قيد الحياة”. يتحدث فيها عن مشاركته في الحرب ضد الفلسطينيين..
النهوض بالتعليم لمواجهة التحديات الاقتصادية
يمثل التعليم احد اهم اركان التنمية الشامله لاي مجتمع والتي تتمثل وتبرز من خلال مثلث تنمية المجتمع التعليم, الصحة, الاقتصاد وبتطوير مفاهيم التنمية جراء التنوع والتمييز في البرامج التنموية المختلفة وربطها بحقوق الاجيال بالاضافة الى دور التعليم في الحفاظ على البيئة وعلى الموارد الطبيعية والمجتمع نستطيع ان نصل الى تطوير وتنمية قدراتنا الوطنية بالشكل المطلوب.
التعليم من اهم المحاور التي يركز عليها جلالة الملك عبدالله الثاني حفظة الله منذ تسلمة سلطاتة الدستورية والتي يوجه الحكومات اليها ويتطرق اليها في جميع لقاءتة مع ابناء شعبه ومع القطاعات الشعبية بجميع مكوناتها والتي يدعو فيها الى رفع كفاءة الكوادر البشرية وضرورة النهوض بالتعليم لمواجهة التحديات الاقتصادية والذي يحرص جلالته على التواصل مع ابناء شعبه وتلمس احتياجاتهم ومشاكلهم وفي اجتماعة اول امس مع ممثلي القطاع السياحي اعلن جلالته عن برامج ميدانية سيقوم بها اعتبارا من الاسبوع القادم للوقوف على المشاكل التي تعاني منها محافظات في المملكة.
جلالته في ورقته النقاشية السابعة دعا المؤسسات التعليمية إن تؤمن بما يتمتع به أبناء هذا الشعب وبناته من طاقات هائلة وقدرات كبيرة ومواهب متنوعة وتسعى لاكتشاف هذه الطاقات وتنمية تلك القدرات وصقل تلك المواهب وتحفيزها إلى أقصى حدودها عبر احدث الأساليب التعليمية التي تشجع على الفهم والتفكير والبعد عن التلقين وان تجمع بين العلم والعمل والنظرية والتطبيق والتحليل والتخطيط وتفتح لهم أفاق رحبة إمام أبنائها ليتفوقوا في كل مادة وينبغوا في كل في كل فن أو مهنة أو حرفة.
لتحقيق ذلك لابد من تضافر جهود الجميع الحكومة, ومكونات المجتمع الأردني, بالإضافة إلى المدارس والجامعات لتوفير البيئة التعليمية الحاضنة للتميز والتفوق وتامين الاحتياجات اللازمة والضرورية لبناء قدراتنا ومواردنا البشرية من خلال منظومة تعليمية سليمة وناجحة تعيد للمعلم والأستاذ الجامعي مكانته والقه بين إفراد المجتمع ويقوم بعملة بكل أمانة ورغبة ويستطيع إن يترجم هذه العناوين السامية لنرى مدارسنا منارات للعلم وصقل المواهب ومكان لتنمية القدرات ومكان للتغير والارتقاء المنشود وهذا يتم من خلال منظومة تعليم حديثة توسع مدارك الطلبة وتعمق تفكيرهم وتزيد من ثقتهم بأنفسهم متسلحين بالأيمان القوي والثقة القوية والاعتزاز بهويتنا الإسلامية والعربية وتراث الإباء والأجداد المتميز والرغبة في التعلم والتطور ومواكبة العصر
وفي هذا الجانب ساتحدث عن تطوير وتاهيل القدرات الوطنية في اقليم الجنوب من خلال مؤسسات التعليم العالي إن الإنسان او العنصر البشري هو محور التنمية الاجتماعية الاقتصادية ويعتبر أهم هدف لتحقيق التنمية الوطنية الشاملة, وان التطور والتقدم في ذلك يعتمد على الإنسان, لذا جاءت الجامعات الثلاثة في إقليم الجنوب”جامعه مؤتة, جامعة الحسين بن طلال, جامعة الطفيلة التقنية” فقامت هذه الصروح العلمية الثلاثة بجهد مميز بتخريج جيل مميز من الجامعيين مميزا على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي أيضا واستطاعت هذه الصروح إن تخدم المجتمعات المحلية حسب إمكانياتها المتاحة, من هنا فلا بد من دعم هذه الصروح التعليمية من قبل الحكومة والقطاع الخاص لكي تقوم برسالتها الأكاديمية والتنموية السامية. وتوجيه هذه الصروح إلى التركيز على التعليم المهني والتقني فإذا ما استغلت هذه الصروح فإننا نستطيع إن نخرج جيلا مهنيا وفنيا متميزا على مستوى الوطن والإقليم والعالم,
كون هذه الجامعات مجهزة بالمباني والبنية التحتية الازمة والمختبرات المتطورة الحديثة. إن دور هذه الصروح التعليمية كبير وهام لتنمية الإقليم والعمل على إقامة روابط وتشابك بين القطاعات التنموية والشركات الوطنية المحيطة المختلفة حيث ستكون هذه الجامعات حلقات وصل واتصال دائم ومستمر مع مختلف القطاعات المختلفة وبين القطاعين العام والخاص لكي تتمكن من خدمة وتنمية المجتمعات وتقديم رسالتها التنموية على أكمل وجه.
يواجه سوق العمل تضخما واضحا في عدد خريجي الجامعات من البرامج الأكاديمية غير المهنية مقابل ذلك نقص كبير في المهنيين والفنيين. إن الركائز الأساسية للنهوض بالعملية التدريسية تتمثل بتوفير مناهج متطورة, معلم أو مدرس يتمتع بالمهنية العالية وتعليم تقني متقدم. من هنا لابد لنا إن نغير سياساتنا التعليمية وتحديد الأولويات لذلك لا بد من التوجه نحو التعليم التقني لأنة أولوية وطنية تتمثل في تشكيل انسجام بين الاحتياجات الوطنية ومخرجات العملية التعليمية لان التعليم التقني مطلب هام ورئيسي لتطوير ورفع كفاءة الموارد البشرية التعليم التقني في الاردن بحاجة إلى قرار وتصميم على المضي بالبرنامج والشروع فيه لان البني التحتية للتعليم التقني جاهزة ولا تحتاج إلى كثير من الدعم والأموال, فالمختبرات والمباني جاهزة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب في وطننا الغالي فهناك كلية الحصن في الشمال, وجامعة البلقاء التطبيقية في الوسط وجامعة الطفيلة التقنية وكذلك جامعة مؤتة وجامعة الحسين بن طلال في الجنوب التي تنفرد بتخصصات مميزة وفريدة وتمتاز بالبنية التحتية والمختبرات العلمية ومشاغل هندسيه مميزة فإذا ما استغلت هذه الصروح الأكاديمية فإننا نستطيع إن نخرج جيلا مهنيا وفنيا متميزا على المستوى الوطني والإقليمي والعالم اجمع.
ولابد من إشراك القطاع الخاص والعام في إنشاء برامج تقنية ومهنية تخدم القطاعين مع مؤسسات التعليم العالي في الأردن وتكون هناك شراكات مع مؤسسات تعليمية وتقنية عالمية لغايات المشاركة في طرح برامج تقنية وتعليمية معتمدة دوليا ومعترف بها عالميا أكاديميا ومهنيا.
إن إمكانية نجاح الاستثمار في التعليم التقني في القطاعين العام والخاص من السهل القيام به وأمر ممكن وذلك لتنفيذ روى وتطلعات جلالة الملك عبدالله في تطوير التعليم التقني في الأردن والاهتمام في هذا الجانب, وكذلك توفر عنصر الشباب الواعي والقدر على امتلاكه المهارات التقنية والعملية , وحاجة الوطن إلى متخصصين من ذوي المهارات المهنية والتقنية الماهرة التي تتسلح بالعلم والتكنولوجيا وتوفر الموارد الطبيعية والخامات المعدنية والتي يزخر بها بلدنا الغالي وخاصة في اقليم الجنوب الذي يحوي معظم المصادر الطبيعية من معادن وطاقة ومياه.
وان تتجه الحكومة إلى التركيز على مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص من منطلق المسؤولية المجتمعية والمواطنة الصالحة لأنها الحل الأمثل لتجنب زيادة المديونية والعجز للموازنة العامة وتساعد على تشغيل الأيدي العاملة وتخلف فرص عمل لتشغيل الشباب العاطل عن العمل وتحقيق النمو الاقتصادي, التحديات الاقتصادية في مجال الطاقة المتجددة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والمياه لا يمكن تحقيقها إلا من خلال شراكة فاعلة وحقيقية بين القطاعين وذلك لخلق فرص عمل لتشغيل العاطلين عن العمل وزيادة النمو الاقتصادي.
إن الاستثمار في الشباب هو استثمار في المستقبل وان إقصاء الشباب وتجاهل دورهم دون تمكينهم سياسيا واقتصاديا يزيد من المعاناة التي يعاني منها الكثير من الشباب المتعلم وغير المتعلم في عدم وجود فرصة عمل مناسبة لهم لذ فان هناك حاجة ماسة وبصورة سريعة لتشغيل الكثير من الشباب وإيجاد فرص العمل المناسبة لهم سواء بالقطاع العام أو الخاص والعمل جميعا على الخروج من الحالة التي يعيشها الشباب الوطني وأهليهم بعد إن تم تعليمهم وبذل الأهالي الغالي والنفيس وبيع مقدراتهم في سبيل تعليمهم وهم ينتظرون اليوم إيجاد فرص عمل مناسبة لأبنائهم لتضمن لهم العيش الكريم والحياه الكريمة.
الذكاء الاجتماعي
يحدد الذكاء كمفهوم موقع لكل فرد ومكانته في حياته، ويعتبر هذا المفهوم قديماً جداً ويشكل الذكاء أبرز سمات الفكر.
ذكاء الفرد من عدمه لم يكن يوماً مرتبطاً بالتعليق على امكانياته العقلية فحسب، بل لطالما اقترن بما يتاح له القيام به، اي ان الذكاء، بكلام آخر، مسألة سياسية وتبدو منطقية لهذا النوع من التصنيف أحياناً لجهة الحاجة الى أطباء ومهندسين وقادة غير أغبياء، لكنها تحمل جانباً مظلماً في الوقت نفسه، اذ يحدد الذكاء أو غيابه المفترض ما يمكن للشخص القيام به، أما ماذا يمكن للآخرين فعله به، وتاريخ الغرب شاهد على استعمار واستعباد وقتل كل الذين اعتبروا أقل ذكاء نتيجة ذلك الحكم.
الذكاء قصة قديمة، لكن حبكته اكتسبت منحى مثيراً للاهتمام في القرن الواحد والعشرين، مع ارتفاع موجة الذكاء الاصطناعي واختراع الروبوتات، الذي يثير مشاعر الرعب والاثارة في اوساط المثقفين سيما في ظل جزم الخبراء بتسارع وتيرة هذا التطور.
لا بد لنا بغية فهم سبب الاهتمام بالذكاء وموضع الخوف منه ان نفقه موضوعه كمفهوم سياسي وان نستوعب على وجه التحديد تاريخه العريق كمسوغ للسيطرة.
لم يشتهر تعبير الذكاء قط في اوساط الفلاسفة الانجليز، كما لا توجد ترجمة له في الالمانية او اللغة الاغريقية القديمة ،لكن لا يعني ان تلك الشعوب لم تهتم به، بل كانت مهووسة به، أو بالاحرى بجزئيته الملتصقة بالمنطق والعقلانية.
بدأت قصة الذكاء مع افلاطون الذي كان للفكر مرتبة مرموقة في كتاباته، وتفتقت عقلية هذا الآتي من عالم غارق بالأساطير والصوفية عن أمر جديد يقول ان الحقيقة المرتبطة بالواقع يمكن ان تقوم على اساس المنطق.
لقد استخلص في كتاب (الجمهورية) بأن الحاكم المثالي هو الملك الفيلسوف، وتوصل لمبدأ ضرورة حكم الأذكى أو الأستحقاقراطية الفكرية، واعتبرت تلك الفكرة ثورية آنذاك، سيما في أثينا التي كانت لها تجربة مع الديموقراطية غير القائمة بالضرورة على الذكاء بقدر احتكامها لنظام الارستقراطيات، توارث النخب الثيوقراطيات (حكم الكهنة أو الطغاة).
تناهت فكرة أفلاطون الجديدة لأسماع مثقفين متحمسين، أبرزهم تلميذه أرسطو، الذي نادى بمفهوم أولوية العقل في كتاب (السياسة) وصفات الحاكم والمحكوم.
أما الفلسفة الغربية بقناعها الحديث فيقال انها بدأت مع المؤمن العتيق بمذعب الثنائية (رينيه ديكارت) الذي لم يلحظ حتى تسلسلية الذكاء المتناقص في أوساط الحيوانات، واعتبر ان الفكر مسألة بشرية محضة، مستمدا هذا المبدأ من زهاء الف سنة من اللاهوت المسيحي الذي ارتقى بالذكاء على اعتباره احد خصائص الروح وشرارة القداسة المدخرة فقط لمن هم محظوظون، واعتبرت الطبيعة برأي ديكارت خالية من أي قيمة جوهرية، مما يشرع قمع الأجناس الأخرى بصورة غير مترافقة مع الشعور بالذنب، وواصلت فكرة الذكاء المحدد للبشرية شق طريقها حتى عصر التنوير فاعتنقها بحماسة الفيلسوف الاخلاقي الاكثر تأثيراً منذ عهد قدامى الفلاسفة (امانويل كانط) الذي واءم بين العقل والاخلاق وصنف الكائنات العاقلة المسماة بشراً بأنها غايات قائمة بذاتها، وشرع لنا ان نفعل ما نشاء دون تعقل ،في حين كانت جدلية كانط أكثر تعقيدا حيال الكائن العاقل اي الذكي بمفهوم اليوم، لكنها أفضت لخلاصة أرسطو عينها القائلة بوجود أسياد وعبيد بصورة بديهية وان الذكاء هو ما يميز بينهما.
لكن هل كل هذا حقيقة أم ما بعد الحقيقة؟ حيث يعتبر ما بعد الحقيقة امتداداً للحقيقة نفسها في شكلها اللامتناهي غير المكتشف فهي بمثابة الكل والظاهر منها هو الجزء وفقاً لعملية الادراك التي قد تحتمل الصدق او الكذب.
أما الجزء غير الصادق والذي يخلق هذه المنطقة الرمادية فيمكن ارجاعه الى ما احدثه التواصل تكنولوجيا المعلومات فيها من نقلة كبيرة بين البشر في نقل الاخبار والاحداث، سواء كانت صادقة أو كاذبة وهكذا بات التفاعل المعلوماتي يتم في جزء من الثانية على سطح الكرة الارضية، فحدت ما يشبه الصدمة لبشر كانت تقدم لهم المعلومات في شكل منقحئ فجأة أصبح الكل عراة ومنكشفين بلا معايير حاكمة لما يتلقون.
لكن هل كل ما يحدث على سطح المعمورة يعكس في شكل ما الحقيقة أم ما يناقضها؟ وتأتي أهمية ذلك من تطور تطبيقات الانترنت مما جعل الجميع مندمجين مع واقع افتراضي يقبل الصدق والكذب، والخطورة تكمن في ما احدثته هذه الثورة التكنولوجية من تحويل الحقيقة الى نقيضها غير تسهيل النسخ دون محاسب أورقيب.
فالانترنت على رغم الفوائد والعوالم التي فتحها سمح لسارقي الحقائق بأن يكون لهم وجود وسط الحقيقة، فاذا أخذنا حقلاً واحداً من حقول أخرى كثيرة، وهو المرتبط بالعمل الصحافي والبحثي، نجد ان عالم ما بعد الحقيقة أصبح متجسداً في السرقات بالنسخ وتوفيق الفقرات والعبارات من نصوص الآخرين، فتضيع حقوق أصحاب الافكار. ويمكن القياس على تلك الظاهرة في تطبيقات مختلفة عندما تتأثر قضية في وسائل التواصل الاجتماعي ويظهر الاستقطاب بين فريقين أوعبر تركيز كل طرف على ما يعتقده حتى لو تعامل مع الاكاذيب كأنها حقائق. واذا كانت تطبيقات الانترنت المجال الخصب لنشر وتفشي ظاهرة ما بعد الحقيقة، فان الاعلام بشقيه الصحافي والفضائي أخذ جانباً من الصورة لقتله الموضوعية بالتركيز على صناعة أخبار ليس لها علاقة بالواقع وابراز ما لايجب ابرازه واهمال ما يجب ان يكون بالصورة.
هنا تأتي الحقيقة والموضوعية في آخرالأجندات وتسبقها مصالح واهداف قد تكون سياسية او مرتبطة بالتمويل.
مصطلح ما بعد الحقيقة لم يخرج من فراغ في أوساط الرأي العام الغربي بعدما شهدنا على مدارالعقود الماضية كذب السياسة نفسها مثل غزو العراق في عام 2003 ليس ببعيد، وتبريره بامتلاك هذا البلد اسلحة دمار شامل أو بارتباطه بتنظيم القاعدة، حيث ثبت كذبه وأصبح بمثابة الفضيحة .
هذه الحرب كان هدفها بالأساس البترول والغاز من قبل المحافظين الجدد.
الحقيقة هي الحقيقة والاكاذيب هي الاكاذيب، حتى اذا اصبحت الرمادية هي اللغة السائدة في الفضاء الالكتروني والاعلام وحتى في السياسة، لكن فجر السياسة الغربية بدأ باستعمال الذكاء لكل ما يستطيعون عمله من حقيقة، أو ما بعد الحقيقة.
dr.sami.alrashid@gmail.com