18.1 C
عمّان
الثلاثاء, 3 ديسمبر 2024, 20:29
صحيفة الأمم اليومية الشاملة

كتاب واراء

خارطة سياسية جديدة

سميح المعايطة

مع اقتراب نهاية العام الأول من العدوان على غزة اختارت إسرائيل أن ترفع وتيرة التصعيد تجاه حزب الله عبر توجيه ضربات قوية من تفجيرات البيجر وأجهزة الاتصال وعمليات الاغتيال للمجموعة القيادية العسكرية الأهم في الحزب وبعدها كانت عمليات القصف الشديدة التي أخرجت عشرات الآلاف من سكان الجنوب بمن فيهم مقاتلون في الحزب من الجنوب نازحون الى بقية لبنان وسوريا.

وفي بقية المشهد تبتعد ايران بشكل واضح عما يجري لحزب الله تماماً مثلما ابتعدت عن عملية حماس قبل عام، بل ان الرئيس الايراني يتحدث عن الأميركان بلغة ودودة وعن استعداد للحوار والتفاوض لكن المرحلة اليوم انتقالية في أميركا ما بين حكم بايدن ومن بعده ان كان ترامب أو هاريس.

المشهد يقول ان اسرائيل حصلت على ضوء أخضر أميركي وصمت ايراني مدفوع الثمن لتغيير بنية ودور وحجم حزب الله عبر ضربات تفقد الحزب اي قوة حقيقية وتضعف هيبته امام العالم وأمام اللبنانيين من خصومه وانصاره، وما تريده اسرائيل إبعاد الحزب عن حدودها وهو امر تحقق في حرب ٢٠٠٦ عندما وافق حزب الله على القرار الدولي ١٧٠١ لكن عادت الامور بعد سنين الى ما يناقض ما تم الاتفاق عليه في ذلك الوقت.

الصورة الكبرى ليست متعلقة بحزب الله لكنها بمشهد نفوذ ايران التي نجحت منذ عام ١٩٨٢ الى اليوم في بناء شبكة ميليشيات تحكم دولها واستغلت القضية الفلسطينية استغلالاً كبيراً مع ان ايران لم تطلق رصاصة واحدة في مواجهة مباشرة مع اسرائيل.

ما بين غزة ولبنان وسوريا مشهد سياسي مختلف قد يحتاج الى وقت ليظهر بشكل نهائي لكنه قادم، فالنظام السوري الذي كانت التفاهمات مع اسرائيل اهم معادلات بقائه منذ عام ١٩٧٠ مرورا بالحرب في سوريا والى اليوم يريد التخلص من السطوة الإيرانية عليه والتي تجاوزت هيمنة الحرس الثوري وعشرات الميليشيات الطائفية التي تتواجد في سوريا الى الهيمنة الثقافية والاقتصادية وحتى اختطاف مؤسسات القرار السوري.

إيران التي تدعو للتفاوض مع أميركا والغرب أوراقها حزب الله وملف غزة وسوريا والعراق واليمن، والتاجر الايراني لن يدفع شيئا بل سيقدم فاتورة حتى من اهم الميليشيات التي تتبع حرسه الثوري، وهذا طبيعي فقد دعمها ليبيعها في سوق الاضاحي اذا قدم له الغرب ثمناً معقولاً، هذا اذا لم تتسع شهية اسرائيل وتوجه ضربات مباشرة الى ايران.

اذا ما ذهبت الامور وفق المخطط الاسرائيلي في تغيير دور حزب الله ووزنه وضرب قوته العسكرية فهذا سيترك أثراً مباشراً على حضور حماس العسكري في لبنان الذي يعمل تحت مظلة الحزب، ويضعف الاخوان المسلمين اللبنانيين الذي يعملون تحت اسم الجماعة الإسلامية الذين يعملون تحت مظلة الحزب، ويترك أثراً على ميليشيات إيران في العراق واليمن فحزب الله هو القناة والوكيل الاقليمي لايران ودوره يتعدى حدود لبنان، ومؤكد ان هذا سيظهر اثره في خارطة الميليشيات في سوريا.

قبل العدوان على غزة كانت خارطة المنطقة اهم معالمها المشروع الايراني وادواته العربية، وكانت بعض دولنا محكومة من ميليشيات وحكوماتها لا تملك أمرها، وكانت القضية الفلسطينية حيث الضفة تحت حكم إداري من السلطة وغزة تحكمها حماس، وملفات مفتوحة في اليمن ولبنان وسوريا، لكن ما كان خلال العام الماضي وما هو متوقع من القادم سيجعلنا امام خارطة سياسية معدلة ليس فيمن يحكمها شكلا لكن بمن يملك القرار، أما الخاسر فهي قضايانا الكبرى.

Share and Enjoy !

Shares

المناهج على المشرحة الشعبية

د. صبري ربيحات

قبل خمسون عاما افتتحت كلية التربية في الجامعة الاردنية وكان عميدها انذاك الاستاذ الدكتور سعيد التل ..وقد كان اولى خطوات ممارسة الكلية الجديدة للسلطة التي تدلل على ولادتها الشروع بتقسيم الطلبة الذين يدرسون التربية وعلم النفس الى قسمين قسم علم النفس وقسم التربية وقد جاء للاجتماع بنا نحن طلبة الفوج الأول من طلبة الكلية استاذان هما كمال دواني من تخصص التربية ومحي الدين توق” على ما اظن” من قسم علم النفس .

استفسرنا وقتها عن ما الذي سندرسه في التربية فسرد لنا الدكتور دواني مواد الخطة التي تتناول إضافة إلى متطلبات الجامعة والكلية عددا لا بأس فيه من الموضوعات من ضمنها الاساليب والمناهج والتقويم وادارة الصفوف والادارة المدرسية وأساليب تدريس الموضوعات والإحصاء والصحة النفسية وغيرها.

كان الاستاذ الدكتور عبداللطيف فؤاد مصري الجنسية هو الاستاذ المتخصص في المناهج وقد الف فيها كتابا ضخما شكل مرجعا اساسيا لعلم المناهج وأساليب وضعها وقد.كنا نستمع لكل ما يقول بعناية ولا اظن انه كان يشعرنا بالملل بالرغم من تقدمه في السن وشعوره الزائد بالثقة والتفوق.

في ذات الوقت كان الحديث في فلسفة التربية والسياسات التعليمية الموضوع المفضل لدى الاستاذ الدكتور سعيد التل الذي كان يرى نفسه اكثر من استاذ جامعي فقد بقيت روح شقيقه الاعز وصفي التل ساكنة في وجدانه وتتبدى كلما طرح موضوع يرتبط بالسياسة حتى وان كان على مستوى التنشئة ومجالس التعليم والفلسفة والاهداف التربوية والخبرات…

لا اظن اني سمعت احدا يكرر مصطلح الإنسان الذي نريد اكثر مما سمعت الدكتور سعيد التل كان يعيده على مسامعنا في كل المناسبات التي نراه فيها ..كنت انظر اليه كمتعهد لملف التعليم اكثر من استاذ يعطي عددا من المساقات ويتجول في جنبات المبنى مطلا على الصفوف.



كان يفعل ما يقوم به رئيس الجامعة عبدالسلام المجالي انذاك. كما كان المرحوم الدكتور أحمد أبو هلال يطل على الصفوف كما يفعل مدراء مدارس الارياف . لقد كان مملوءا بالزهو الذي قد يتحول إلى غطرسة لا نعترض عليها فقد كان رئيس القسم الذي تسمع صوته في كل ارجاء المكان ولا تخلو محاضراته من التهكم الذي يذكرنا بالاباء واساليبهم فقد كنا نهابه ونخشى ان لا نكون قد مررنا على كل القراءات التي حددها لمادة الانثروبولوجيا من مراجع ليست كلها متاحة.

كانت موضوعات مادة علم الإنسان جديدة و مثيرة ومشوقة وتتحدى في كثير من الاحيان القناعات التي شكلناها عن الإنسان والوجود والكون السبب الوحيد اننا لم ننفر من قساوة الاستاذ و نشكو من غرابة المادة يعود إلى كون احمد ابو هلال يشبهنا ويشبه آبائنا في جلافتهم.

لم نشعر انه مستشرق او ناقل بل كان يقدم الموضوع ويتناوله كما ولو ان الذي يتناوله والدي او احد كبار القرية .كان يتحدث بلهجة بدوية بالرغم من انه من ابناء ابو ديس الواقعة شرق القدس والتي بقي الجميع يضمر ان الفرق ما بين عاصمتها القدس وفي القدس تعني المسافة بين القدس وابو ديس.

المهم اننا تعلمنا في السنوات الاربع التي درسناها وبعدها في برنامج الماجستير الذي التحقت به في مادة المناهج والأصول.. الى ان المناهج لها فلسفة ولها أهداف وان المحتوى او الخبرات التي تضمن في المنهاج لا تأتي عبثا بل لاكساب المتعلمين معارف ومهارات واتجاهات وسلوك اشتقت أهدافها من الفلسفة التربوية وفلسفة المناهج.

لقد استغربت كثيرا ومنذ سنوات فكرة الاصرار على ايجاد مركز خاص للمناهج…ولماذا الاصرار على إلحاق مفردة وطني بالاسم …اوليس كل المؤسسات التربوية وغير التربوية وطنية ….ولماذا جرى تاسيس مركز خاص بالمناهج غريب عن جسم الوزارة بعدما كانت دائرة المناهج تتغذى من الخبرة الكلية للوزارة …

لقد ادهشني اختيار شخصيات سياسية لإدارة ورئاسة وتنفيذ الصياغة والتعديل .صحيح ان الشخصيات كلها وازنة ومحترمة لكن علاقتها المباشرة بفنيات واساليب وضع المناهج ليست بمستوى معرفة وفنيات التربويين الذين كانوا يقومون على هذه المهمة …

دخول مراكز راند وكولنز على خط تطوير المناهج في بلد فيه عشرات الالاف من خبراء يجوبون فضاء الجامعات ومعاهد التدريب في بلدهم والعالم والتصريحات التي تتطاير محليا واقليميا وتبجح الصهاينة بانهم تدخلوا في مناهج العديد من الدول العربية وغيروا في بنيتها مقرونا بزيادة التصريحات التي يهددون فيها الاردن مستندين الى فكر وتفسير توراتي بأن الارض لهم ويغيرون كل ما تطاؤه أقدامهم أمور تبعث على الخوف والتوتر ..

نعرف جميعا أن المناهج تحتاج الى تطوير دائم لكن لم يشرح لنا احد الفلسفة ولا الأهداف ولا اسباب استبدال مواد بأخرى وتخفيف محتوى وإضافة محتوى جديد. لا يمكن لأحد أن يفرض محتوى جديد على امة لاتريد وكل الفلسفات التربوية والأصول تدعو الى إشراك الاهالي في المناهج وربطها بالارض والانسان والتاريخ لتحافظ المجتمعات على هوياتها من الاقتلاع والتجريف.

لا اظن ان وجود سميرة توفيق وذكرها كمثال على الاغنية الوطنية يشكل مشكلة كبيرة لأي مجموعة او فئة ولا نقبل ان تكون مشكلة فكل الذين نجحوا في الانتخابات البرلمانية طربوا للحن “حنا كبار البلد ” وبعضهم رقص للحن الذي عبر عن نشوة النصر …
المشكلة الحقيقية تكمن في ان العمل في المناهج التي تهمنا جميعا يجري على نفس طريقة الهيئات والمجالس التي نشأت تباعا لتقوم باعمال ومهام كانت تقوم بها اجهزة بيروقراطية تحوي كوادر قادرة ومؤهلة كانت وراء منجزات نعتز بها ….

وفي عدم صدور توضيحات ورسائل واضحة ممن يتولون التحديث التربوي تجيب على أسئلة لماذا وكيف ولاي حد يتم هذا التغير وما المرتجى من هذا التغيير وكيف سيتم قياسه.

Share and Enjoy !

Shares

أن تخسر عدواً

د. جواد العناني

“بارسي” هو الاسم الأخير لمجموعة قليلة من سكان الهند اشتهرت بالذكاء في الأعمال. وعدد أفرادها لا يتجاوز 57 ألفاً، يقطن عدد كبير منهم في ولاية غجرات (Gujurat)، على الساحل الغربي الجنوبي للهند. ومن أشهرهم (رجل الأعمال) نافال راتان تاتا، وهم من أغنى أغنياء الهند. وهنالك أسماء أخرى مشهورة وثرية لا مجال لذكرها هنا.

والبارسيون في الهند هم من بقي من الفرس المعتنقين للديانة الزرادشتية. وبعد دخول الإسلام بلاد فارس، هاجر كثير منهم إلى شبه القارة الهندية في ولايتي غجرات والسند. وأما الأكثرية فقد استقرت داخل أفغانستان في مقاطعة خوست، وآخرون استقروا داخل إيران في مقاطعة الأهواز على امتداد ساحل الخليج. ومعظم هؤلاء اعتنقوا الإسلام. وقد برز من البارسيين الإيرانيين باحث سياسي واقتصادي من الأهواز هو تريتا بارزي. هاجر مع والده الطبيب ووالدته وأسرته إلى السويد حيث درس العلوم السياسية بجامعة أوبسالا (Upsala)، ودرس الاقتصاد بجامعة استوكهولم. وقد حصل على الدكتوراه من جامعة جونز هوبكنز بمدينة بالتيمور في الولايات المتحدة، ووضع أخيراً كتاباً بعنوان مثير هو “أن تخسر عدواً: أوباما، إيران وانتصار الدبلوماسية”.

وقال نال الكتاب الكثير من ردود الفعل، خاصة أن صاحبه هو مؤسس المجلس الوطني للعلاقات الإيرانية الأميركية ورئيسه لعدد من السنوات. وقد امتدح فيه الرئيس أوباما الذي سعى للوصول إلى اتفاق نووي مع الإيرانيين. ولكن المؤلف يقول إن كلاً من بنيامين نتنياهو والنظام الإسلامي في إيران لم يكونا جادّين في تطبيق الاتفاق. وقد أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي امتعاضه الشديد من الاتفاق الذي أعطى إيران، حسب زعمه، الفرصة لإنتاج قنبلة نووية، أما إيران فيرى الكاتب أنها وافقت ظاهرياً على ذلك الاتفاق بينما كانت تخطط للمضي في ذلك البرنامج ولو لفترة أطول.

أما السبب الأهم في رأي المؤلف فهو أن إسرائيل كانت تخطط للاستفادة من عداوة إيران، ولذلك اعتبرت الاتفاق النووي خسارة لعدو كانت تحتاج إليه من أجل الاستمرار في مخططها لإبقاء حالة التوتر في المنطقة، ولعب دوْر الفريسة التي يحيط بها الأعداء من كل جانب، وأقنعت بعض الدول العربية بأن إيران هي العدو الحقيقي لهم، وأن إسرائيل قادرة على التصدي لها، بل وإقناع الولايات المتحدة وجسمها السياسي بذلك.

أما إيران، فإن إبقاء إسرائيل عدوة لها يعطيها الشرعية لكي تمضي في حمل مشعل التحرير، وتقنع وكلاءها في المنطقة بأنها قادرة على التصدي لإسرائيل، وأنها – أي الجمهورية الإسلامية – هي الأجدر بقيادة المعركة ضد إسرائيل والاستعمار.

وقد فتح هذا الكتاب شهيتي على مزيد من البحث، وأثناء التقصي عن كتب أخرى، شاهدت مقابلة على قناة الجزيرة بالإنكليزية مع الباحث والمؤلف متعدد المواهب ويد ديفيز Wade Davis، أستاذ الانثروبولوجيا وعلم النبات العرقي (Anthropologist and Ethnobotanist) بجامعة فانكوفر في بلده كندا. وفي كتابه الأخير الموسوم “تحت سطح الأشياء: مقالات جديدة ومختارة”، أو (Beneath the Surface of Things: New and Selected Essay)، يطرح الكاتب في إحدى أطروحاته في الكتاب السؤال: لماذا تستمر حرب غزة؟ ويجيب أنه حتى وبعد الحرب ستبقى روح العداوة والتحفز قائمة بين إسرائيل وإيران. ويتناول موضوع دوام الحرب والصراع في الشرق الأوسط بدون حل، ويصفه بأنه جزء من طبيعة الخلافات التي تثير الأمم وتطوّرها اجتماعياً واقتصادياً، وكأن هذه الحروب ضرورة من أجل إحداث التغير الانثروبولوجي الاجتماعي المطلوب. ويريد الكاتب من هذا القول التأكيد أن الحروب لا يبقيها اشتعال الظروف الخارجية المحيطة بها، بل طبيعة المجتمعات ذاتها والداخلة في الحرب بعضها ضد بعض.

الآن وبعد استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وفؤاد شكر، القيادي العسكري لحزب الله الذي استشهد بالضاحية في بيروت حيث مركز تجمع قوى حزب الله، فإن الباحث الحصيف قد يتساءل: لماذا قامت إسرائيل أو بالأحرى بنيامين نتنياهو بهذين العملين الإجراميين، مستقصداً إحداث أكبر أذى ممكن لإيران من ناحية وحزب الله عضيدها في لبنان من ناحية أخرى؟ ولماذا اختار أن يفعل فعلته الشنيعة بعد زيارته للولايات المتحدة؟ وهل سيؤدي ذلك إلى تثبيت مكانته في إسرائيل، أم أن هذا التثبيت سيكون مؤقتاً؟

هناك طبعاً أسباب جوهرية تعود إلى استمرار المعركة وأهمية الضحايا الذين يختارون ليكونوا وقوداً لها. إن المقارنة التي كشفت ستر إسرائيل وهتكت حجبها يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 لا يمكن أن تتوقع إسرائيل أن تقبل بذلك طواعية، بل سيكون رأيها نابعاً من نظرتها للعرب والمقاومة. وهي نظرية دونية تجلت في الخطاب التافه الذي ألقاه رئيس وزرائها أمام الجلسة المشتركة للكونغرس الأميركي. وهذا ما أشار إليه ويد ديفيز بالقول إن إسرائيل فوجئت وفجعت، وحاولت استرداد أنفاسها بالمبالغة في العنف والقتل.

والآن، نعود لإيران وإسرائيل والوضع الراهن بينهما. حتى كتابة هذه السطور تصاعدت حدة التوتر والاستعدادات للحرب هجوماً ودفاعاً. ولكن الأعمال الحربية التي يتوقع الجميع حدوثها لم تحصل. صحيح أن أميركا والمملكة المتحدة زادت حضورها العسكري بحراً وبراً وجواً في الشرق الأوسط، ولكنها تسعى إلى أن تقنع الجانب الإيراني وحلفاءه بأن يقوموا بعمل تكتيكي لكن ليس موجعاً إلا ضمن الحدود المعقولة، حتى تكون هناك فرصة لضبط الأمور ومنع الحرب من التوسع والاستفحال. لكن المشكلة أن كلاً من إسرائيل وإيران متفقتان على أمر واحد على الأقل: وهو أن الاحتفاظ بالآخر عدو مفيد لكل منهما.

ولكن عندي حدس أن القوى الغربية، وبخاصة الولايات المتحدة، لا تريد تلك الحرب، بل بات من الأجدى لها في الأيام المقبلة أن تُبقي الأمور تحت السيطرة، وأن تُنهي القتال على كل الجهات، وتُتمّم صفقات تبادل الأسرى، وتُدخل الأطراف غير المشوشة إلى عملية التفاوض في نقاش للوصول إلى “حل معقول” للقضية الفلسطينية.

والأسباب لذلك تعود إلى أن طول أمد الحرب واستمرارها سوف يوفران فرصاً مهمة للمنافسين للتدخل في شؤون المنطقة، وتوزيع تحالفاتهم على الجميع حتى لا تكون حكراً على الغرب. وهم بحاجة لتجميد دور النفط الروسي من أجل ضمان تزويد الوقود لأوروبا تعويضاً عن الغاز الروسي من الدول العربية.

وللنفط بعد آخر مهم، وهو أهمية السوقين الصيني والهندي للطاقة الأحفورية العربية والإيرانية، ولذلك فإن إعادة تأثير الدول الغربية على قرارات تحالف أوبك+ التي ستجتمع ثانية في شهر أكتوبر/ تشرين الأول القادم مهم جداً، خاصة أنه يأتي قبل الانتخابات الأميركية بشهر، وسيكون ذا أثر مهم أيضاً على تصويت الناخبين في الولايات المتحدة.

أما النقطة الثانية فهي أن استمرار نهج الملاحة عبر المحيط الهندي إلى البحر الأحمر إلى قناة السويس بشكله الحالي يشكل عائقاً كبيراً أمام صادرات أوروبا إلى القارة الآسيوية، ويرفع كلف مستورداتها شحناً وتأميناً من القارة نفسها.

والنقطة الثالثة أن استمرار الحرب سوف يعزز الفوضى العارمة وغير الخلاقة في الأسواق العالمية، سواء كانت نقدية أم سلعية أم مالية أم تكنولوجية. وها نحن نرى التخبط في أسواق المال والعملات النادرة والمعادن المهمة، والمواد الغذائية وأسعار العملات، وتقلب البورصات، فماذا بعد ذلك؟

في رأيي أن حكومة نتنياهو هي المشوش الأكبر على أي احتمالات للسلام. ولذلك بقي أن تزول عن الواجهة، وتستبدل بحكومة تفهم أن حاجة إسرائيل لأصدقاء لا تقل أهمية عن حاجتها لأعداء.

نتنياهو رغم انتفاخ أوداجه فرحاً بمن قتل واغتال وغدر، ولكنه نصب دون أن يدري لنفسه فخاً، ونقل الإسرائيليين من حالة العداء إلى حالة الغرور والإقصاء.

العربي الجديد

Share and Enjoy !

Shares

مشقة الوعي بحجم التغيير القادم

مالك العثامنة

لدى الأردنيين أزمات ومشاكل داخلية يومية ومعيشية، اقتصادية وسياسية واجتماعية وأمنية، مناطقية ومركزية، إدارية ومالية، هذا غير الأزمات السياسية الإقليمية والأخطار المحيطة والاستهدافات اليومية، ولدى الأردنيين أيضا استحقاق انتخابي “نوعي” سيكون هو بحد ذاته عتبة القادم الجديد ونجاحه مرتهن بعنصرين: الوعي الجمعي أولا ثم صدق الأجهزة الرسمية بتحقيق النزاهة كاملة بلا أي شوائب.

الافتراض يقول إن الاستحقاق الانتخابي القادم، لو تحقق جزء بسيط جدا من الوعي مقترنا بنزاهة خالصة فإنه سينتهي بنواة مجلس تشريعي – رقابي يعيد للبرلمان دوره الحقيقي ويعيد إصلاح الدولة الأردنية، مما يعني ببساطة خطوة أولى حقيقية لحل كل الأزمات والمشاكل الداخلية اليومية جميعها.

وهذا الافتراض، مبني على افتراض أكثر عمقا يتعلق بالمترشحين، أفرادا أو تحت مظلة أحزاب، وهو يعني التقدم ببرامج تقترح حلولا واضحة ومحددة بعيدة عن الإنشاء، فحين نواجه مشكلة مثل البطالة فإن الحل لا يكون بشعار “القضاء على البطالة”، بل بدراسات مسبقة ومستفيضة يقوم عليها خبراء من مختلف المستويات تنتهي دراستهم إلى تصور منهجي لسياسات قد تحوي مشاريع قوانين يحملها المترشح “حزبا أو فردا” لتغيير الواقع وبثقة وهدوء.
وحين يعاني الأردنيون من “أزمة مياه” خانقة فعلا، فإن الخزانات الفارغة على الأسطح لن تملأها بيانات شديدة اللهجة رفيعة البلاغة تهاجم المواقف السياسية لبلد محاصر بالأزمات فعليا بدون أن تقدم كل تلك البلاغة النارية حلولا حقيقية لعل أولها تقديم برنامج “حلول” في التوعية المائية لوقف الهدر والفاقد المائي على الأقل.
وحين ترسل الدولة إشاراتها الواضحة أنها لم تعد قادرة على نهج “الريعية” مع تضخم واضح في القطاع العام فإن منطق التعيينات الحكومية كخدمة مرسلة ومطلقة لم يعد له وجود، وحضوره في الوعود الانتخابية كذبة كبيرة لا يمكن تحقيقها، لكن لا أحد يقدم فكرة تحفيز القطاع الخاص، وتهذيبه وتنظيم حضوره من خلال مقترحات لقوانين وتشريعات تخدمه وتحميه كما وتحمي الجميع من تغوله بنفس الوقت، لأن على الأردنيين إدراك التحول الجذري الجديد في الدولة، وهو تحول لا يمكن الرجوع عنه بالمطلق.
الواسطة والمحسوبية وتسهيل المعاملات وسياسة المحاصصة في الامتيازات هي من الماضي، حسب افتراضنا بالقادم الذي يتمنونه الأردنيون أنفسهم، وهم جميعا يصرخون على وسائل التواصل الاجتماعي وفي المجالس والصالونات من الأوضاع الاقتصادية الصعبة وتفشي الفساد، ويتندرون كل يوم على المشهد السياسي المحلي والحال البائس الذي وصل إليه مجلس النواب نفسه.
في المقابل، وعشية بدء الحملات الانتخابية، ما زلنا على منطق “عنزة ولو طارت”.
بدأت شوارع المدن الأردنية تتعرض لغزو صور المترشحين “المفلترة بعناية” والموسومة بعبارات عامة ومبهمة لا تقدم حلولا، وبعضهم تطغى صورته على اسم الحزب الذي يفترض أنه يمثله.
لا برامج، أو حتى عناوين واضحة لبرامج حقيقية واعدة تهدي الناخب إلى الجهة التي سيمنحها صوته بثقة وأمل، ما تزال عملية “سحب الأصوات واستجدائها” قائمة على منطق لا يجب أن يكون صالحا للمرحلة القادمة بكل تحدياتها الخطيرة.
في زمن تكنولوجيا المعلومات الذي تستطيع فيه “مي خليفة” أن تستخدم أدواته الرقمية لتوصل رسائلها السياسية إلى كل الكوكب، فإن المشهد السياسي الأردني كان خاليا من برامج وفيديوهات طويلة أو قصيرة تعكس الرؤى والبرامج – إن وجدت- لدى الأحزاب ومشاريع النخب القادمة.
كل ما نراه اليوم، فوضى حواس يملأ الشوارع، وأزمات تنمو وتكبر تبحث عن حلول مبتكرة، لا أكثر، والإنتاج القادم يتحمل مسؤوليته الجميع بلا شك.

الغد

Share and Enjoy !

Shares

عذراً غزة

خالد حكمت الزعبي


خالد حكمت الزعبي
ليس ثمّة أصعب على الصحفي أو الكاتب من الكتابة عندما يتعلق الأمر في فلسطين قد يؤْثِر الصمت، لكنّ الصمت قد يكون قاتلاً.
عندما يتذكر المرء الرجولة لها مصنع واحد وهي فلسطين وغزة العزة بالتحديد ولكن في تحت وطأة العدوان الهمجي والوحشي أصبحت الكلمات والمفردات اصبحت عاجزة.
عذراً غزة العزة…
تهرب الكلمات من ذهني حبيبتي وأنا أحاول أن أعتذر منك، لكنّي أمنّي نفسي بتقبيل جبين كل شهيد على أرضك الطاهرة من مقاومة ونساء وأطفال وكبار السن ، وأشكرهم لأنهم حملوا عنا معركة كرامة الأمة والتحرير . أعزيك، فمن استشهد كشف لنا أن ما يحدث في أرضك أحييهم جميعاً واعتذر منهم عن كل تقصير مني أو عجز عن الدفاع عنهم.
أعتذر منك ، نيابة عمّن لا يزال يوفّر غطاء لما يحصل على أرضك تحت اي ذريعة هؤلاء يستيقظون غالبا متأخرين، فالمعذرة منك حينما يستيقظون وقبل أن يفعلوا ذلك.
عذراً غزة الغالية، أنا المواطن العربي المقهور، كنت عاجزاً حالي حال الملايين من العرب والمسلمين حتى منشوراتنا وكتاباتنا كانت تحذف فالكل كان في حالة صمت عن جرائم الاحتلال وخطابنا الرسمي كان الادانة والاستنكار

Share and Enjoy !

Shares

وقفات مع حديث جلالة الملك حول قانون الجرائم الالكترونية الجديد

المحامي الدكتور زياد العرجا

– بقلم المحامي الدكتور زياد العرجا .
بعد مرور مشروع قانون الجرائم الالكترونية للعام 2023 في كافة مراحله الدستورية والمصادقة عليه من قبل جلالة الملك ونشره في الجريدة الرسمية، فقد اصبح القانون واقعاً تشريعياً مكتمل كافة المراحل الدستورية، بانتظار مرور 30 يوما حتى يصبح ساري المفعول .
ولعل مشروع قانون الجرائم الالكترونية الجديد تم التوافق عليه في اجتماعات وزراء الإعلام العرب لمواجهة ما يسمى الإنفلات الإلكتروني الإعلامي على الشبكة العنكبوتية، ومن اجل ان يشكل قوة ضغط على شركات منصات التواصل الاجتماعي العالمية من اجل ضبط الذين يعملون خارج الولاية الإقليمية القانونية لدول المنطقة العربية.
ومن اجل تخفيف حجم التوتر والاحتقان الشعبي ضد القانون ومن أجل طوي صفحة قوى المجتمع المحلي التي عارضت القانون، جاء لقاء جلالة الملك مع رئيس واعضاء المركز الوطني لحقوق الإنسان ليؤكد “أن الأردن ملتزم بالتعددية السياسية والإعلامية، وهو ليس دولة تعسفية ولن يكون أبدا، “وتاريخنا يشهد على ذلك”.
من اجل ذلك جاء حديث جلالة الملك بضرورة العمل على توظيف القانون في مساره الصحيح من خلال نشر ثقافة قانونية وأخلاقية في ولوج وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وضح جلالة الملك “”كلنا متفقون على ضرورة مواجهة الإساءات التي تخالف الأخلاق والقانون عبر وسائل التواصل الاجتماعي”.
ويضيف جلالة الملكل بضرورة العمل على المحافظة على حرية التفكير والتعبير سليمة متواصلة ودفع الدخلاء عليها خارجا. من خلال حديثه قائلا “مكافحة الجرائم الإلكترونية يجب ألا تكون على حساب حق الأردنيين في التعبير عن رأيهم او انتقاد السياسات العامة”.


لذلك فإنني اعتقد أن ضبط الانفلات على مواقع التواصل أصبح ضرورة ملحه وطارئة، ولكن بحدود حسن النية ومراعاة حق المجتمع الاردني في النقد والحوار والتعبير عن الرأي لا ان يصبح القانون وسيلة لتحصين مؤسسات الدولة والمسؤولين ضد النقد والمسآلة.
وابقى جلالة الملك الباب مفتوح من خلال الاستخدام الحكيم لنصوص القانون من خلال قيام جهاز النيابة العامة والسلطة القضائية ورجال القانون بعدم استخدام نصوص القانون كمصيدة من قبل بعض المشتكين للإيقاع بالناس من خلال التخويف والترهيب من العقوبات والغرامات المرتفعة جداً، والعمل على التراشق بالقضايا واغراق النيابة العامة والمحاكم النظامية بالشكاوي والقضايا بسبب قانون الجرائم الالكترونية، بحيث يؤثر ذلك على مسيرة الإصلاح السياسي والديمقراطي، خاصة وأن هنالك شكوك وهواجس لدى شريحة اجتماعية واسعة من المواطنين والصحفيين والإعلاميين والسياسيين بعد إقرار قانون الجرائم الالكترونية الجديد بعدم جدّية الحكومة بالإصلاحات السياسية أو الخشية من التراجع عنها، فلطالما كانت هنالك خطوات أو توجهات لم تكتمل في مسار الإصلاح السياسي، واصبح التحدّي الحقيقي للحكومة يتمثل بإقناعهم بمصداقية الدولة وجدّيتها في تطوير الحياة السياسية. .لذلك كان حديث جلالة الملك صريحاً وواضحاً قائلاً ” أن تطبيق قانون الجرائم الإلكترونية سيكون العامل الحاسم في الحكم عليه ومراجعة بعض بنوده، بالتعاون مع الجميع، كما هو الحال في باقي التشريعات.
وعلى صعيداً اخر وفي مقال صحفي سابق لي حول هذا الموضوع الجدلي لقد حاولت ان اوصل للجهات المعنية توصيات جلالة الملك ومخرجاتها وتوصياتي الشخصية بناء على هذه المخرجات حيث يجب على السلطة التشريعية التعاون والتوافق على قانون لا يجرم مستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بمراعاة هذه التوصيات، ومراعاة حقوق الانسان ونص المادة ١٥ من الدستور الاردني والمادة ٢٠ من العهد الدولي به :
اولا : سياق الخطاب : من خلال تقييم فداحة الخطاب من خلال تقييم السياق الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للفئة التي استهدفها الخطاب والتي تأخذ بعين الاعتبار مدى تواجد حوادث عنف ضد الفىة المستهدفة ومدى تمييز المؤسسات لهذه الفئة وتواجد بيئه سياسية او اعلامية تميز ضدها
ثانيا : تأثير المتحدث : موقف المتحدث وما لديه من سلطة او تأثير على جمهوره وهنا تؤخذ اعتبارات خاصة ان كان المتكلم سياسيا اوعضوا بارزا في حزب او موظفا عاما او اشخاصا لديهم تأثير مشابه
ثالثا : قصد او نية المتحدث : يجب ان يكون لدى المتحدث قصدا واضحا في الانخراط لحشد الكراهية واستهداف فئة على اساس العرق او اللون او الدين وان يكون مدركا للعواقب التي يمكن ان يحدثها خطابه اخذين بعين الاعتبار اللغة المستخدمة ومدى تكرار الخطاب
رابعا: محتوى الخطاب : مدى دعوة الخطاب المباشرة او غير المباشرة للتمييز او العنف او العداء المجتمعي ضد فئه مستهدفة
خامسا: نطاق الخطاب وشدة تردده : على تقيمم الخطاب ان يدرس الوسيله التي بث اونشر من خلالها الخطاب ومدى شدته وتردده مثلا .. هل بث الخطاب في منشور واحد ؟ام بث ونشر في الاعلام السائد؟ وهل بث ونشر مرة واحدة ام نشر مرارا مع الاصرار على تكراره؟
سادسا : احتمالية وقوع ضرر : مدى ارتباط الخطاب بضرر وقع كنتيجة له او على وشك ان يقع
ختاما : استشهد بخطاب جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم حفظه الله حيث اشار الى حادثة البحر الميت المفجعه ومارافقها من تعليقات وبث الاشاعات وقال: “يجب ان نفرق بين اراء انتقدت الاداء وطالبت بتحديد المسؤوليات وهذا نابع من الحرص وهو مطلوب وبين فئة ممن اساؤوا بالشماته والسخرية بحق ابنائنا وبناتنا الذين فقدنهم ” وضرب مثلا على الاشاعات ابان فترة اجازته في الولايات المتحدة الأمريكية. ولابد من مراعاة التوازن بين صيانة حرية التعبير وهو الحق الذي نحرص عليه دائما وبين حقوق واولويات في غاية الاهمية لاستقرار وعافية مجتمعنا . وسيبقى قضائنا النزيه والقناعة الوجدانية للقاضي الذي سينظر الدعوى من خلال توافر اركان الجريمة المتمثلة بالركن الأساسي وهو القصد الجرمي وما ينشىء عنه من فعل ضار هي اساس الإدانه لفاعلها وفقا لقانون الجرائم الإلكترونية المعدل لعام 2023 وللحديث بقية…
الفقيه الدستوري والمستشار القانوني والسياسي
المحامي الدكتور زياد العرجـــــا

Share and Enjoy !

Shares

الشباب والتنمية البيئية المستدامة .

الصحفي علي عزبي فريحات

كتب: الصحفي علي عزبي فريحات .
يشارك الأردن العالم الاحتفال باليوم الدولي للشباب والذي جاء هذا العام تحت شعار “المهارات الخضراء للشباب” للتأكيد على دورهم المحوري في تحقيق اهداف التنمية البيئية المستدامة .
إن اليوم الدولي للشباب يعد فرصة للاحتفال بأصوات الشباب وأعمالهم ومبادراتهم وتعميم مشاركاتهم الهادفة والاستفادة من طاقاتهم وإمكاناتهم بصفهتم أداة التغيير والتطوير الأساسية في المجتمع المعاصر اذافة الى مساهمتهم في تنفيذ البرامج والمشاريع الصديقة للبيئة .
إن الشباب جزء مهم في تكوين كل مجتمع ونسيجه فهم عماد أية أمة وسر نهضته بما يملكون من طاقة على العمل والإنجاز والإبداع و يمثلون مستقبل الوطن من خلال دعم انخراطهم لكسب الدخل للقضاء على الفقر والالتحاق بالتعليم التقني والمهني والحرفي للحد من البطالة واتباع الأنماط الصحية السليمة.
أن تحسين الوعي البيئي لدى الشباب وتطوير مهاراتهم الخضراء تعد عناصر أساسية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية التحديث الاقتصادي والحفاظ على موارد الأردن الطبيعية للأجيال القادمة وحمايتها من أنماط الإنتاج والاستهلاك غير الصديقة للبيئة.
يتوجب التركيز على دور الشباب والتزامات الدول تجاههم بصفتهم أساس مشروعاتها وهم الفئة الأكثر احتياجا للاهتمام بحساسية المرحلة التي يعيشونها والمليئة بالطاقة ويجب غرس حب الوطن و البيئة و الطبيعه والمكان في نفوسهم لتعزيز انتمائهم والحفاظ على البيئة وتوفير كل الوسائل التي يمكنهم الاعتماد عليها لتحقيق التنمية المستدامة لمجتمعاتهم بما يواكب التطور في الدول المتقدمة.
بات من الضرورة تبني مبادرات الشباب ومشاريعهم الصديقة للبيئة من أجل تحفيزهم للاعتماد على أنفسهم إلى جانب توفير فرص تدريبية وتشغيلية لهم بما يمكنهم من الدخول لسوق العمل مطالبة الشباب بعدم الاستسلام أمام أي عائق يعترض طموحهم وإبداعهم.
هناك حاجة للاهتمام بتزويد الشباب بخبرات ومهارات تسهم في صناعة مستقبلهم بلغة معاصرة ومنفتحة وادماجهم في مبادرات وورش تدريبية تعنى بالتنمية المستدامة وإذكاء الوعي ببعض المعيقات التي تحول دون التضامن بين الأجيال لا سيما التمييز و آثاره الضارة على المجتمع ككل.
مطلوب من الحكومة والجهات ذات العلاقة توعية الشباب و الحفاظ عليهم من الوقوع في أي آفات قد تؤثر على سلامة عقولهم وصحتهم كالمخدرات والمشروبات الكحولية والتدخين بكل أنواعه وتوعيتهم بالتغذية الصحية وضرورة ممارسة النشاط البدني بانتظام للحفاظ على صحة أبدانهم وقلوبهم والقضاء على الضغوط النفسية التي قد تواجههم في الحياة.

Share and Enjoy !

Shares

هل أصبح تقسيم الأقصى وشيكًا؟

حسين الرواشدة

هل أصبح تقسيم الأقصى وشيكا؟ ما يحدث من وقائع يشير إلى ذلك، أبرزها استنفار الاحتلال واستعلاؤه، وقلة حيلة أمتنا وهوانها، أما التفاصيل الأخرى فمعروفة، ابتداء من العام 1967 حين اغلق المنتصرون الصهاينة أبواب المسجد لمدة أسبوع، إلى العام 2014 حين قدم نواب متطرفون من الكنيست خطة لتقسيم الأقصى، زمنيا ومكانيا، وسحب الوصاية الأردنية عنه، وصولا إلى مشروع قانون «عميت هاليفي»، المتوقع أن يقدم للكنيسة خلال الأيام القادمة، لفرض واقع التقسيم المكاني بالضربة القاضية.

‏هذه المرة يبدو ان تل أبيب تجاوزت حدود المناورة السياسية والمراوغة فيما يتعلق بتقسيم المسجد الأقصى، فالمشروع يحظى بتأييد اغلبية الكنيسة والحكومة والمعارضة أيضا، بل ربما اجماعهم، والعالم مشغول بحروبه وحسابات مصالحه، حيث القضية الفلسطينية آخر اهتماماته، اما عواصمنا العربية والإسلامية فلم يبق في رصيدها سوى إشهار الإدانة والغضب، يبقى المقدسيون والفلسطينيون وحدهم من يستطيع المواجهة، ومعهم الوصاية الهاشمية التي ما زالت صامدة في وجه الزحف الصهيوني.

‏هل ما حدث كان مفاجئا ؟ أبدا، في العام الماضي، فقط، تجاوزت أعداد الذين اقتحموا المسجد الأقصى 148 الف صهيوني متطرف، وقبل ذلك بنحو 30 عاما (1994 ) استغلت تل ابيب مذبحة الحرم الإبراهيمي في الخليل (استشهد فيها 29 وجرح 150 فلسطينيا)، لاقتطاع أكثر من نصف المسجد وتخصيصها للمستوطنين، كانت هذه بمثابة «بروفة» لما سيحصل في الأقصى، وخلال السنوات الماضية بدأت ماكينة الاحتلال بتصدير روايتها عن الأقصى، تاريخا وحاضرا ومستقبلا، لتهيئة الجميع، يهودا وعربا، للتعامل مع صدمة التقسيم الجديد.

‏من خلال هذه الروايات التوراتية المطعمة بالسياسة وبمذاق « الغيتو» اعاد الاحتلال تعريف المسجد الأقصى، بوصفه محصورا بمبنى الجامع القبلي فقط، وكل ما سواه من ساحات غير مقدس إسلاميا، ثم أجرى عملية تقسيم جغرافي بموجبها اشهر خارطة تضم قبة الصخرة حتى اقصى شمال ساحات الحرم المقدسي، وطبع عليها اسم «الهيكل «، وهي تشكل 70% من مساحة الأقصى التي تبلغ 144 دونما، ولكي تمر الرواية إلى حيز التنفيذ اضاف الاحتلال ضرورة إلغاء الوصاية الهاشمية، وضم القدس لوزارة الاديان، ثم السماح لليهود باقتحام الأقصى من كافة الأبواب.

‏هل ستمر واقعة التقسيم بأقل ما يمكن من ادانات وضغوطات وتدخلات وردود أفعال ؟ لا ادري، لكن لنتذكر أن صفقة القرن مرت، بما فيها من اعتراف بيهودية الدولة، وبالقدس عاصمة لاسرائيل، وبشطب حق العودة، لنتذكر، أيضا، أن حل الدولتين تم دفنه، وأن أبواب التطبيع أصبحت مفتوحة على معظم العواصم العربية، وأن السلطة الفلسطينية استنفدت أغراضها، فيما المصالحة ما زالت في « جب» رام الله وغزة، أما الفلسطينيون فقد أصبحوا متعبين، مثلهم مثل اشقائهم في عالمنا العربي المسكون بالخوف والدم ومحاولة تضميد الجراح، ما يعني أن استفراد تل ابيب بالأقصى، ومعه المقدسات الإسلامية والمسيحية، اصبح واقعا وشيكا، أو ربما قدرا ربما لن يجد من يدفعه بقدر آخر.

‏هذه ليست دعوة للاستسلام، أبدا، وإنما صرخة تحذير مشفوعة بالحزن والخوف على قبلتنا الأولى، ومدفوعة لكل من يهمه الأمر في عالمنا العربي والإسلامي للتحرك والاستنفار، دفاعا عن المسجد وكرامة المسلمين. تل أبيب تريدها حربا دينية، وبوسعنا أن ندقق في خياراتنا، إما أن نصمت، او أن نتحرك بكل ما لدينا من أوراق وإمكانيات لإفشال الخطة، هل وصلت الرسالة ؟ أتمنى ذلك.

Share and Enjoy !

Shares

حزيران أردني معطر

نيفين عبد الهادي

يختار الأردنيون دوما أعلى ما في الوفاء من مواقف وأكثر ما في الحبّ من مشاعر، وأعمق ما في الوطنية من تفاصيل، عندما يحتفلون بأي مناسبة وطنية، لإيمانهم بأن الأردن مختلف بقيادته الهاشمية، وبتفاصيل حياته وفي إيجابيات يتمتع بها دون غيره، نعم، لا نعرف بحبّ الوطن وجلالة الملك سوى الأكثر من الحب والوفاء والولاء والانتماء.

وفي هذا الشهر الذي بدأه الأردن بفرح دخل كل بيت وقلب أردني، نحتفل هذه الأيام بمناسبة تعيش في قلب كل الأردنيين عيد الجلوس الملكي، هذا العيد الذي يحتفل به الأردنيون بكل ما أوتوا من حبّ ووفاء وولاء، فهم الأردنيون الذين يحبّون القائد بأكثر ما في الحب من مشاعر وأكثر ما في الوفاء من وطنية وتفاصيل ومواقف، هو اليوم الذي نحيا به جميعا احتفالات نعيش بها المعنى الحقيقي لحب جلالة الملك وللوطن.

عيد الجلوس الملكي، هو عيد أردني بحرفيّة المعنى، عيد يجعل من الفخر والفرح والولاء والانتماء وصفة أردنية حقيقية يعيشها كل مواطن، بعيون تقرأ الوطن برؤية واحدة، لا ضبابية بها، رؤية تستطع بها شمس الحبّ والمضي بوفاء وولاء لجلالة الملك نحو المزيد من الإنجازات والتحديث والتطوّر، ونحو مستقبل مزدهر.

ونحن نحتفل بعيد الجلوس الملكي الرابع والعشرين نرى (24) عامًا من الإنجاز والتحديث بكافة المجالات، نرى أردنا يحظى باحترام العالم سياسيا واقتصاديا، نرى مجدًا وحداثة وتطورًا خطّ تفاصيله جلالة الملك الذي أكمل منذ اعتلى جلالته عرش المملكة الأردنية الهاشمية وتسلم سلطاته الدستورية مسيرة الازدهار والعمل والبناء والإنجاز، والإبقاء على واقع أردني مميز ومختلف بإيجابية واستثنائية على مستوى عالمي.

يوم يحتفل به الأردنيون خلال شهر بدأناه بفرح، ونمضي في الاحتفالات بعيد الجلوس، وبذكرى الثورة العربية الكبرى ويوم الجيش، ليكون شهر حزيران معطّرا بأريج الوطنية الأردنية، شهرا ناصع البريق بألوان الفرح، وبخطوات مجد تسابق الزمن بعطاء متجدد وتطورات مستمرة وازدهار يبقي الأردن دولة هي الأكبر إقليميا أمنا وسلاما وتطوّرا، وحداثة، وعالميا في الكثير من المجالات.

وسط هذه الاحتفالات والأعياد، ندعو الله أن يمنّ على جلالة الملك عبد الله الثاني وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني بموفور الصحة والعافية وأن يحفظ وطننا، والقوات المسلحة الأردنية « الجيش العربي «وكافة أجهزتنا الأمنية، فكل عام وجلالة الملك بألف خير.

Share and Enjoy !

Shares

الجلوس الملكي .. محطة مضيئة في مسيرة البناء والعطاء

د. هيثم المعابرة

يحتفل الأردنيون اليوم بعيد الجلوس الملكي الرابع والعشرين حيث اعتلى جلالة الملك عبدالله الثاني عرش المملكة الأردنية الهاشمية وتسلم سلطاته الدستورية ليكمل مسيرة العمل والبناء والريادة والإنجاز والإصرار على البقاء نموذجا للدولة الحضارية التي تستمد قوتها من تعاضد أبناء شعبها وثوابته الوطنية والمبادئ وقيم رسالة الثورة العربية الكبرى الراسخة في وجدان التاريخ الأردني والعربي.

حيث كرس جلالة الملك جهوده نحو ترسيخ مؤسسات الدولة وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة والتي تسير وفق خطط علمية وعملية في مواصلة عملية الإصلاح والتحديث الشامل وتقوية النسيج الاجتماعي وتعزيز المواطنة الفاعلة وترسيخ مبادئ الديمقراطية وصون حقوق الإنسان وتعزيز الحوار الوطني وتوفير سبل الحياة الفضلى للمواطن الأردني

ان التقدم والنهضة والأمن والازدهار التي شهدها الأردن منذ تولي جلالته سلطاته الدستورية وفي مختلف المجالات والقطاعات جعل الأردن محط أنظار العالم ووضعة على الخارطة السياسية والاقتصادية بكل قوة واقتدار بفضل حرص القيادة الهاشمية الحكيمة على ديمومة وتنويع فرص الاستثمار وشمولية التنمية المستدامة وتعزيز أطر الشراكات الدولية ليكون الأردن مركزا سياسيا واقتصاديا عالميا ناهيك عن توطيد أواصر العلاقات الأخوية مع الاشقاء العرب والنهوض بمسؤولياته تجاه قضايا الامة الإسلامية من أجل تحقيق الأفضل لشعوبها وعلى رأسها القضية الفلسطينية والقدس وحق الشعب الفلسطيني بنيل حقوقه كاملة ضمن سلام دائم وعادل وشامل على أساس حل الدولتين.

إن عيد الجلوس الملكي لجلالة الملك المعزز عبد الله الثاني على العرش السامي يجسد التطلعات الهاشمية والامتداد الأصيل لبني هاشم ضمير الأمة ومبعث عزها وفخارها ومحط أنظارها وآمالها الطموحة .

وبهذه المناسبة أتقدم من محافظة الطفيلة الهاشمية بأصدق مشاعر التهنئة والمباركة من حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه بمناسبة عيد الجلوس الملكي الرابع والعشرين وذكرى الثورة العربية الكبرى ويوم الجيش.

ضارعين إلى الله العلي القدير أن يمُن على جلالته وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني بموفور الصحة والعافية وأن يحفظ اردننا العزيز وقواتنا المسلحة الأردنية ” الجيش العربي “وكافة أجهزتنا الأمنية حماة الوطن وسياجة المنيع.

Share and Enjoy !

Shares