27.1 C
عمّان
الأربعاء, 24 يوليو 2024, 1:21
صحيفة الأمم اليومية الشاملة

كتاب واراء

التجارة عبر وسائل التواصل

د-صبري الربيحات

في كل مرة أدخل فيها صفحتي الفيسبوكية، أجد أنني قد أصبحت عضوا في جماعة لا أعرف من هي ولا كيف أدخلت إليها، وفي مرات أخرى أجد أني متابع لبعض الصفحات والمجموعات التي كنت قد قبلت ودون تفكير الدعوة للإعجاب بها. من بين آلاف الجماعات والصفحات التي أتابعها صفحات للأسواق المفتوحة. الجميع يستطيعون نشر أي إعلان أو عرض للبيع والشراء على جدران الصفحات، والبعض يبدع في ابتكار حملته التسويقية للسلعة أو الخدمة التي يقدمها.

اليوم، ومثلما أصبح كل مواطن صحفيا يتابع وينشر الأخبار، أضحى الكثير من الأفراد العاديين تجارا ومرتادين لصفحات الأسواق المفتوحة. أرقام المتابعين والمتصفحين لمثل هذه الأسواق يصعب تخيلها، كما لا يوجد سلعة أو خدمة لا يمكن نشرها وتسويقها. العديد من السلع والخدمات المدرجة على صفحات فيسبوك وبعض الوسائل الأخرى قد لا تكون معروضة في الأسواق، ومن غير المحتمل أن يجري الحديث عنها. بعض السلع المبتكرة أو المعدلة يجري تقديمها بشكل إبداعي يشجع المتابع على التوقف عند الإعلان والتفكير في الاقتناء بعد أن شاهد شكل الاستخدام وفعاليته. السلع التي كانت محصورة في الأسواق الشعبية والحرفية أو المحلات المتخصصة أصبحت تحت أبصارنا وفي متناول أيدينا دون عناء البحث أو مشكلات النقل والتركيب والاستخدام، إضافة الى بيانات وافية عن مصادرها ومواصفاتها وطرق صيانتها وإصلاحها.

في الأشهر والأسابيع الماضية، وبالتزامن مع سياسات التباعد الجسدي وإجراءات الحظر والإغلاق الكلي والجزئي للأسواق، اكتسبت تجارة الأسواق المفتوحة شهرة أكبر ودفعت بالبعض الى إغلاق محله التجاري والالتحاق بالسوق الافتراضي المزدهر، دون الحاجة الى موقع وترخيص وسجل تجاري، وبفضل سياسة التباعد أصبح بإمكان كل من لديه سلعة أو خدمة أن يقوم بعرضها على جدران صفحات الأسواق المفتوحة. الأراضي والسيارات وقطع الأثاث الجديد والمستعمل والطيور وزيت الزيتون والمنتوجات الغذائية والأثواب المستوردة وقطع السجاد تعرض على الصفحات مقرونة بالمواصفات والأسعار.

في كثير من الحالات، يمكن أن تبحث عمن يقدم خدمات حرفية بتصفح الأسواق المفتوحة والإعلانات التي ينشرها أصحاب المشاغل والورشات والمهن. المشكلة التي يواحهها البعض تتمثل في اختلاف نوعية وجودة الخدمات التي يقوم بها الحرفيون عما هو معلن وتباين قوائم الأسعار بين ما جرى تقديمه في العروض وما يطالب به من يقدم الخدمة.

لا أعرف اذا كان في الأردن أي جهات رقابية للتأكد من صحة ما يعلن عنه على هذه المواقع وإذا ما كانت السلع والخدمات المقدمة مطابقة لما يعلن عنه. التجارة التي تجري عبر وسائل التواصل الاجتماعي تفتح فرصا كبيرة وواسعة لكل من يحترف هذا النوع من التجارة وتقديم الخدمة وللمستهلك على حد سواء، لكن المشكلات قد تتولد من خلال احتمالية استغلال البعض لهذه التسهيلات وارتكابهم مخالفات وجرائم قد تؤذي سمعة مثل هذا النشاط وتسيء للتاجر والمستهلك معا.

الآفاق التي توفرها الأسواق للشباب والمبادرين وربات البيوت واسعة، لكن المخاطر ممكنة والتغلب عليها ليس مستبعدا شريطة اتباع إجراءات لا تغفل حاجة الممارسين الى التسهيلات ولا تتغاضى عن حق المستهلكين في الإرشاد والحماية.

Share and Enjoy !

Shares

واقع الإختبارات الإلكترونية في الجامعات الأردنية

د-عبدالرحمن التخاينه

تعتبر أدوات التقويم بكافة أشكالها أحد أهم عناصر تطوير المنظومة التعليمية، ومرجعاً أساسياً في التغذية العكسية للمخرجات التعليمية عند خبراء الجودة في العالم ، ومنذ التحول الكبير والتفجر المعرفي والتقني الذي شهده العالم في أعقاب تسعينات القرن الماضي ، والعولمة التي طالت مختلف المجالات بما فيها المجال التقني ، مازالت العديد من الدول تشهد تحدياً كبيراً في كيفية اللحاق والإنضمام الى ركب التطور التقني والتنافس الفضائي متجاوزة كل الآثار المترتبة في سبيل الفوز في هذا السباق.

ومع جائحة كوفيد 19 ، الأزمة العالمية التي شكلت تحدياً كبيرا وبنسب متفاوتة معتمدة بذلك على الاقتصاد القوي والبنية التحتية الداعمة، مما جعل البعض من دول العالم قادراً على التأقلم ولو جزئيا مع العصر الرقمي الكلي الذي حل ضيفا دون سابق إنذار، وهذا لايعني أن هذه الدول المركزية لم تواجه العديد من العوائق والتحديات ولكنها استطاعت أن تحافظ على سير الحياة وبالأخص العملية التعليمية والعمل وفي مختلف القطاعات. و كما أصطحبت جائحة كوفيد 19 العديد من المشاكل الاجتماعية و الظواهر و الأزمات فلا ننكر أنها حملت بعض السياسات والإجراءات الإحترازية التي ربما ستحتفظ العديد من الدول بها حتى بعد الإنتهاء من الجائحة لما لها من آثار اقتصادية وبيئية ايجابية وغير ذلك للإنطلاف نحو عصر الذكاء الإصطناعي.

ولعل التحدي الأكبر في ضوء أحداث الجائحة الأخيرة طال وبشكل كبير مؤسسات التعليم العالي بعد فرض الحجر الكلي والجزئي وتحول العمل و التعليم عن بعد لاسيما الإختبارات الإلكترونية، الشيء الذي استجابت له الحكومات بصورة متفاوتة بما يناسب البنية التقنية والإقتصادية لكل بلد، وفي الأردن قدمت عدد من الجامعات الأردنية حلولا لعقد إختبارات الكترونية ذات مصداقية عالية ونجحت في وضع الإعدادات الت يمن شأنها ضبط الإختبارات والحيلولة من الغش الإلكتروني كما في الجامعة الأردنية وتفعيل خيار (one way ) والذي يعني عدم قدرة الطالب للعودة الى الصفحة السابةق التي انتهى من الإجابة عليها.

ومع ذلك وكمختص في الجودة أرى أن الجامعات الأردنية مازالت بحاجة الى الكثير حتى ترقى الى المستوى المطلوب من حيث استخدام أفضل برامج المراقبة الإلكترونية التي تعتمد على استخدام كاميرات مراقبة بالذكاء الإصطناعي كما في (Lock down browsers) و ( facial recognition) على سبيل المثال ، وتفعيل المزيد من الخيارات التي من شأنها السيطرة على الإختبار و كشف البيئة المحيطة بالطالب كما في خيار Environment Check ، والتأكد من دخول الطالب شخصيا باستخدام خيار Facial Detection Check وغبرها الكثير في برنامج المراقبة الإلكترونية Lock down browsers)

ونحن كأكاديمين ومختصين يقع على عاتقنا التنويه والتوجيه للوصول والإرتقاء بمؤسساتنا التعليمية نحو الأفضل لأننا تعودنا وعاهدنا أنفسنا أمام الله أن نبقى دائما في الصفوف الأولى بفضله تعالى وتوجيهات جلالة الملك والقائد عبدالله الثاني بن الحسين المفدى حفظه الله و رعاه وأدامه ذخرا لهذا الوطن .

Share and Enjoy !

Shares

على اليرموك اقسمنا اليمينا

د.عدنان الطوباسي

د.عدنان الطوباسي –

لليرموك المعركة والجامعة في القلب مكانا ومحبة وعشقا يدوم ويدوم رغم انني لم اكن من طلابها لكن لي فيها ذكريات ومحطات وزمن جميل.. فقد كان استاذي الدكتور مروان كمال رئيسا لها في عصرها الذهبي وهو الان مستشار جامعة فيلادلفيا وكلما نذكر اليرموك وايامها يشتد اليها حنينا وحبا وانجازا وذكريات..اما استاذي الدكتور محمد الصباريني الذي كان رئيسها ذات زمان مزدهر كان احد الذين ناقشوني في رسالة الماجستير في علم النفس التربوي في الجامعة الاردنية.. وفي رسالة الدكتوراة كانت الاستاذه الدكتورة شادية التل رئيسة لجنة مناقشتي ومعها ..الاستاذ الدكتور يوسف قطامي..ومشرفي استاذ الاجيال وطيب الذكر المرحوم الاستاذ الدكتور عبد الرحمن عدس..وناقشني ايضا الاستاذ الدكتور محمد الطوالبة الذي شكل تحولا في حياتي فجذبني بقوة الى قاعات كلية التربية للتدريس بها لطلبة الجامعة العربية المفتوحة ودرست اجمل المواد واحلاها: علم نفس الطفولة والمراهقة ..والتعلم والتعليم وكانت من اجمل محطات حياتي حيث انشغل القلب والوجدان عشقا لا ينتهي..ومن كلية التربية في اليرموك تخرجت وحصلت زوجتي ورفيقة دربي د.نداء العمري على درجة الدكتوراة… هذه الكلية الممتدة في قلب الجامعة تنثر اليوم شذاها عطرا وعلما وانجازات..فهي التي حققت انجازا اكاديميا بحصول ١١ استاذا فيها على مراتب متقدمة ضمن قائمة ال ١٠٠ باحث ومؤلف الاكثر تاثيرا واستشهادا بمقالاتهم العلمية في الوطن العربي لتكون بذلك الكلية الاولى على مستوى الجامعات العربية في مجال العلوم التربوية ..تحية لها ولكل الاستاذة الكرام الذين حققوا هذا المركز وهم : د.معاوية ابو غزال..د.عبد الكريم جرادات..د.فيصل الربيع..د.رامي طشطوش..د.احمد الشريفين ..د.منار بني مصطفى..د.عبد الناصر الجراح..د.هادي طوالبة..د.محمد المومني..د.عمر الشواشرة..د.حسن الحياري..انه انجاز مميز لكلية مميزة في جامعة متميزة..فالف مبروك ومبروك..

Share and Enjoy !

Shares

وزارة البيئة مرة أخرى .. ونخاف أن تكون الأخيرة

هلا مراد

هلا مراد –

البلاغ الرسمي رقم 15 لسنة 2020، الصادر عن رئاسة الوزراء بتاريخ 22112020، الذي يحدد معالم ومحددات اعداد قانون الموازنة الأردني لعام 2021، ولكن كما تقرأون بعنوان البلاغ يحوي مشروع نظام التشكيلات للوزارات والدوائر والوحدات الحكومية لسنة 2021، وذلك من اجل ضمان تحقيق مزيد من الانضباط المالي الكلي والقطاعي وبما يحقق الكفاءة بالإنفاق والحد من النفقات غير الملحة، وذلك كما جاء بنص البلاغ وكما يأتي عادة.
ولكن ما يهمنا هنا كنشطاء بيئيين نتابع المشهد منذ سنوات قليلة مضت نعرف جيدا ان وزارة البيئة تصارع البقاء وان وجودها مهدد شكلا وفعلا، وانها جسم صلب فوق مائع، ومن يتصفح البنود التي وردت في البلاغ السابق يرى خلوها من أي نص محدد له علاقة بالبيئة، وصفا او توصية او عملا، وبما اننا تتبعنا ما يدور منذ اشهر حول ما اذهلنا من إحالة اعمال مديرية الرصد البيئي لتصبح مع هيئة جديدة ضمن مقترح قانون اطلق عليها قانون هيئة الجودة يضم ايضا مؤسسة المواصفات المقاييس العريقة – بوابة امان الأردنيين-
وإن مديرية الرصد البيئي في وزارة البيئة مديرية دسمة تعطي الثقل الحقيقي لفلسفة وجود وزارة للبيئة يكمن دورها الأساسي بالدور الرقابي والاشرافي على اعمال الجميع وبما يخدم مصالح البيئة انطلاقا من حقوق المواطن بالعيش الآمن والصحي ضمن ظروف بيئية واشتراطات وجودية لا يمكن ان يتمتع الانسان بباقي حقوقه في ظل غيابها وهذا ما اكدنا عليه بكل اجتماع ولقاء وكلمة ، وبصدور هذا البلاغ وغياب البيئة اسما ورسما ضمن بنوده ، مع ذكره لجميع القطاعات الحيوية الأخرى صراحة وتلميحا، عاودنا القلق الذي اورثتنا إياه الحكومات المتعاقبة بتعاطيها مع وزارة البيئة كوزارة ترضية او دمجها مع وزارة أخرى ، او وزارة منزوعة الصلاحيات ، وان عملها بروتوكولي يعتمد على ما يدور بالعالم من احداث ، كما عبر عن ذلك صراحة مدير حماية الطبيعة في معرض رده على تساؤلي حول نظام حماية الطبيعة الذي كلف احدى المنظمات الدولية جهدا وعملا ومالا وما زال في درج المدير ينتظر ما سيصدر بالعالم من تعليمات ليتماشى معه، وهذا ابعد ما يكون عن فهم حقيقي للدور الذي يمكن ان تلعبه مديرية هامة كمديرية حماية الطبيعة وطنيا وما ننتظره نحن منها على الصعيد البيئي والحيوي وحفظا لنظمنا الطبيعية .
نتفهم ان الهم الأكبر اليوم هو الهم الصحي والاقتصادي، وان المشكلة الأساسية التي يعاني منها الشعب الأردني يوميا هي مشكلة النقل ، وان التعليم عن بعد اصبح الشبح المرعب لمستقبل مجهول وان حكومات تستسهل الاستثمار السياحي المدر للدخل السريع (نظريا لا واقعا ملموسا) ،ولكن علينا ان نتنبه جميعا ، حكومة وناشطين ومؤسسات ومجتمع مدني أن الأساس للاستثمار بكل ما تم ذكره يقع تحت الاهتمام الأكبر بالبيئة ، فإذا اعدمناها واهلكناها نكون ( كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا ) ، ونكون قد جمدنا العمل لتلافي هم بالضرورة قادم ، فما تأثيرات وتداعيات تغير المناخ على سبيل المثال لا الحصر وما يرافقها من تهديدات لجميع القطاعات إلا هما عظيما لا يمكن تفاديه واستيعابه وتفهمه إلا بالعمل الحقيقي ضمن مؤسسات قوية تقع على رأسها وزارة البيئة المستقلة الممكنة ذات الميزانية الواضحة والتي تلبي القطاع شكلا وعملا.

Share and Enjoy !

Shares

الأطـبـــاءُ الشـُـهـــــداء

احمد الحوراني

جرّعتنا كورونا الأسى وشربنا من كأس علقمها المُر وما زال شبحها المرعب غير محمود العواقب يباغتنا صبح مساء فلا أحد يدري إذا ما قلّب صفحات الفيسبوك أو النعي في الصحف اليومية سيتفاجأ بموت منْ والرجال يتهاوون واحدا تلو الآخر ما بين أطباء ومهندسين ورجال أعمال وشباب في عمر الورد وسيدات فاضلات و” الحبل على الجرار” إلى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولا فتصبح كورونا وسيرتها المشؤومة من الذكريات المؤلمة التي ارتبطت بالحزن على خسارات قضت مضاجع الناس وأثقلت كاهل الوطن.
 
الأطباء الشهداء الذين بلغ عددهم لغاية كتابة المقال ولربما يزيدون بعده نحو عشرين طبيبًا من عائلات أردنية مرموقة من مختلف مناطق المملكة إنما آثرتُ تخصيص الحديث عنهم والمتساوون مع غيرهم في الوقت ذاته من الفئات التي انتقلت إلى رحمة الله بيد أن لرسالة هؤلاء إيقاع وطابع مختلف باختلاف طبيعة المهمة التي ينهضون بها في معالجة الناس ومدواة أسقامهم والتخفيف من آلامهم وأوجاعهم والذين أنكروا ذاتهم في سبيل أن تظلّ عيونهم يقظة وعقولهم متعطشة لكل ما هو جديد في ميادين اختصاصاتهم لتقديم أفضل انواع الرعاية الصحية للإنسان الأردني، وكلّ ذلك يجعل الخسارة بفقدانهم موجعة تقطر القلب دما وتفيض العيون دموعًا ولا حول لنا ولا قوة.
 
ولئن تعددت الاسباب وكان الموت واحدا لكنه مع إخواننا الأطباء الذين طواهم الموت بفيروس كورونا فإن صدى الفاجعة أكبر وهم الذين انبروا للتصدي له وما منهم من طبيب إلا وحُرم لذة النظر إلى أبنائه ومجالستهم وغاب عنهم أياما وليالي طوال ليحرس الوطن ويحافظ على صحة الإنسان فيه فكان له الداء بالمرصاد وتمكن منه دون أن يتمكن الطبيب من الإفلات من قيوده.
  
حزن الناس في بلدنا اليوم كبير جدا بحجم محبتهم لكل أخ وقريب وصديق قضى نحبه على حين غرة وبدون مقدمات اللهم سوى أيام معدودات لعلها من الله لتلقي بعضا من الصبر في قلوبنا على رحيل قامات طبية مشهود لها بالتضحية والتفاني في خدمة الوطن والعطاء المجرد الخالص المدعم بقسم أمام الله وأمام الضمير أن ينهض كل منهم بواجبه وفعل.
 
للأطباء ولرحيلهم وجع وإن كانت ذكراهم ستبقى خالدة في قلوبنا ما حيينا وإن كانت الحقيقة تقول بأنهم غادروا وباتوا تحت الثرى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها فيدخلهم جنات الرضوان التي وعد بها عباده المتقون وإني لأجزم أن هؤلاء الشهداء من خيرة من سيتنسمون عبق جنات الخلد فأي رحيل واي مصيبة تجرعناها والوطن في هذا العام الحزين.
 
استذكرتُ الاطباء الكرام البررة وعادت بي الذاكرة إلى زمن لنذكر أن الأطباء والممرضين من الصحة والخدمات الطبية كانت لهم مواعيد ضربوها مع البطولة والشهادة، فرحل منهم الكثير أمثال الدكتور صليبا خليل ترزي والدكتور محمد شاكر احمد، والدكتور مهند عبد الكريم الخص، والدكتور نورس اليعقوب، والدكتور عبد السلام رشيد، والدكتور مصطفى سعيد زكريا، ومريم عوض شاهين، وآخرون، رحمهم الله وصبرا يا وطني الحبيب.

Share and Enjoy !

Shares

شعوب عايفة التنكة

يوسف غيشان

كثيرا ما نعبر عن يأسنا وبؤسنا ووصولنا الى مرحلة اللاجدوى بإطلاق عبارة: “عايف التنكة”، والتنكة المقصودة حسب طيب الذكر “قوقل السبراني” هي قطعة من التنك صغيرة الحجم كانت الدولة العثمانية تمنحها للشاب بعد إنهاء خدمته العسكرية حتى يبرزها للمفتشين عن الشباب للالتحاق بالخدمة فتحميه من العودة مرة أخرى الى جبهات القتال. وكان كل من يملكها يعلقها في رقبته بخيط أو سنسال حتى تكون معه دائما ويحافظ عليها قدر محافظته على حياته.

تخيلوا أن تعوف الخشبة التي تتعلق بها في منتصف البحر.. أنت فاقد الأمل تماما ووضع أصعب من صعب.

نحن حاليا نضيع بين العديد من التنكات، ونعافها جميعها:

-أول ما يخطر في البال تنكة البنزين (طبعا) ولا نستثني أخواتها من بقية المشتقات البترولية التي ترتفع بالشلنات والعشرات وتنخفض بالتعاريف لا بل بالتعريفة. وهي تتحكم في أسعار كل شيء من رغيف الخبز حتى حبة البندورة.

-لا تنسوا تنكة الماء التي تصلنا بفاتورة يؤكد مرسلوها بأنهم يمنحوننا إياها بعشر ثمنها فقط لا غير، ولا ننسى تنك الماء على السطح الذي غالبا ما تثقبه الطلقات الطائشة.

-تنكة الزيت التي نشتريها في موسم العصر وتنتهي قبل أن ندفع كامل ثمنها الذي نقتطعه من مصروف الأولاد وحليب الأطفال.

– تنك الديزل للذين يملكون تدفئة مركزية.. وهم قلة.

-تنك النضح لمن لم تصلهم المجاري بعد.

يكفي تنكات.. فعلا عايفين كل تنك الدنيا.

Share and Enjoy !

Shares

التعديل المبكر على حكومة الخصاونة

ماهر ابو طير

كلما أجرت حكومة جديدة، تعديلا وزاريا، فأخرجت وزراء وأدخلت وزراء جددا، يثبت لديك ولدى غيرك، ان تشكيل الحكومة ذاته تم بطريقة غير مهنية، سياسيا، واداريا.

في الدول التي لديها تقاليد عريقة سياسيا، ندر ما يخرج وزراء من مواقعهم، والسبب ان تشكيل الحكومة يجري وفقا لأسس مهنية منذ البداية، تجعل رئيس الحكومة يعرف لماذا اختار هذا او ذاك، وهل يصلح في مهمته، أو لا، حتى لو كان مستقلا سياسيا، او منتميا لاتجاه ما.

طوال عمرنا ونحن نطالب بتغيير آلية تشكيل الحكومات في الأردن، لكن لا أحد يريد ان يستمع، فتشكيل الحكومة في الأردن، يعتمد على عدة أسس باتت معروفة، أولها المعرفة الشخصية، وثانيها الترشيحات من هنا وهناك، وثالثها التوزيعات على أساس الجغرافيا والدين والعرق والأصول والمنابت في الأردن، ورابعها طبيعة المرحلة ومتطلباتها، وخامسها مدى التوافق المحتمل بين الرئيس وكل وزير، وأيضا كل وزير وبقية الفريق، وسادسها الا يكون مرفوضا شعبيا، او مكروها، وسابعها ان يكون على صلة ولو جزئية بملف وزارته، وهذا الشرط الأخير، لم يتحقق في حالات كثيرة، شهدنا تعيين وزراء ليسوا على صلة بوزاراتهم.

اغلب الحكومات في الأردن، ومنذ الأشهر الأولى، تقع في فخ التعديلات الوزارية، وهناك حكومات اجرت ثلاثة تعديلات وأربعة وخمسة، فتتأمل المشهد، وتفهم أحيانا لماذا تم إخراج هذا الوزير، واحيانا لا يكون السبب واضحا، وفي حالات ثانية، لا تعرف لماذا تم الاتيان بهذا الوزير او ذاك في التعديل، اذ ثبت في حالات كثيرة، ان هناك مجرد زفة، فيخرج البعض، ويدخل البعض الآخر، بما يثبت في الأساس، ان كل التركيبة لم تكن مناسبة تماما.

الآن الحكومة الجديدة، قد تضطر ان تجري تعديلا وزاريا، حالها حال سابقاتها، وبرغم انها تعمل منذ اقل من شهرين، الا ان الكلام عن تعديل وزاري بعد الثقة بدأ بالتردد هنا وهناك، مع الإشارة هنا، الى ان لا مصدر رسميا اكد النية للتعديل، ولا مصدر سياسيا أشار الى وجود ضوء اخضر للتعديل، وهذا يعني ان الكلام عن التعديل المبكر، تعبير عن مفاجآت في الأداء في فريق الحكومة، او بسبب وجود إخفاقات هنا وهناك، مردها استكشاف الرئيس ذاته لأداء الوزراء، واحيانا تغير التوجهات السياسية، وبالتالي يصير النزوع لتغيير التركيبة، والحصص الداخلية فيها، وتحت عناوين مهنية، امرا واردا دون الإعلان عن ذلك صراحة.

لكننا ننصح منذ البداية، ألا تستعجل الحكومة وتتجه للتعديل، عدا تعيين وزير داخلية جديد، لأن إجراء تعديل خلال فترة وجيرة من التشكيل، سيكون محلا للإدانة من جانب عموم الناس، ومن يراقبون أداء الحكومة، ولحظتها سوف تنهمر الأسئلة، عما اذا اريد زيادة عدد الوزراء الحاليين والسابقين في الأردن، وسيعد المراقبون عدد الوزراء الإجمالي منذ تكليف الخصاونة حتى خروجه، ثم سيسألون الرئيس عن سبب خروج هذا او ذاك، ما دام تم اختياره، وبالتالي على الحكومة ان تتحمل كلفة اختياره، لا تهريبه من الباب الخلفي لرئاسة الوزراء.

لم يعد مناسبا اليوم، عرقلة الحكومة، من باب الكيد السياسي، او المناكفة، اذ ان كل حكومة تأتي تواجه وضعا اصعب من سابقتها، لكننا في الوقت ذاته لا نوفر حماية لوزراء يستعرضون، او يفشلون في مهماتهم، او يكيدون سرا لغيرهم من مجلس الوزراء، او يحاولون تشكيل مجلس وزاري مصغر في الظلال، بحيث يكونون الأقرب للرئيس، وهي حماية لم يعد ممكنا توفيرها من جانب الناس، ولا الذين يتابعون أداء الحكومة.

هذه الحماية غير المتوفرة، لا تعني بالمقابل استهداف الحكومة، دون سبب، لكننا في قصة التعديل، نعتقد ان الوقت ما يزال مبكرا لإجراء تعديل وزاري، وان الحكومة الكبيرة بهذا العدد من الوزراء، وبوجود وزراء لا تعرف لماذا تم تعيينهم، وعلى “كوتا الوجاهة لا الحاجة “، عليها ان تتحمل كلفة اختيار كل هؤلاء، والا يصير التعديل الوزاري، مهربا من الاعتراف أن هناك أخطاء في التشكيل، يصير حلها اخراج وزير، وتعيين بديل.

تبقى المراهنة على تمكن الرئيس من إدارة فريقه، اذا استطاع الى ذلك سبيلا، وسط هذه الخلطة، وامام هذه الظروف، فيما لا يهم الناس، سوى النتيجة على حياتهم المعيشية فقط.

Share and Enjoy !

Shares

موازنة 2021 .. أعراض كورونا القاتلة

فهد الخيطان

أشد أعراض فيروس كورونا تظهر جلية على مشروع قانون الموازنة العامة لسنة 2021 .عجز مضاعف وزيادة مؤكدة في المديونية، ونفقات جارية مرتفعة، ونسبة نمو منخفضة.

السنة الكارثية 2020 تلقي بكوابيسها على العام المقبل، تراجع في الإيرادات الضريبية، وعوائد السياحة أقرب إلى لا شيء وتدني حوالات المغتربين، وانكماش ترجم بمعدلات نمو سالبة.

لم يسبق للأردن في تاريخه المعاصر أن عاش أزمة مماثلة، لا بل ان الاقتصاد العالمي لم يواجه مثل هذه الكارثة منذ الكساد الكبير قبل قرن من الزمان.

رغم تلك الأوجاع القاتلة التزمت الدولة بوعدها صرف العلاوات لموظفي القطاع العام وزادت مخصصات العون الاجتماعي ورصدت المخصصات لحزمة حماية اجتماعية تزيد على 180 مليون دينار، وتحوطت لكورونا بنحو 165 مليون دينار.

لن تصمد تقديرات الموازنة بخصوص العجز عند حاجز المليارين، المؤكد أن العجز الفعلي سيفيض عن حده كما جرت العادة في كل الموازنات، فما بالك في سنة كهذه؟. اقتصاديات العالم كله لا تجد بديلا عن الاستدانة لتغطية العجز. الاقتصاد الأردني يحظى بتقييم جيد بحسب مؤشرات التصنيف العالمي ما يؤهله للتحرك في الأسواق العالمية دون مشاكل.

أعراض التقشف بادية بوضوح على الموازنة، خاصة في شق الإنفاق الرأسمالي، وضبط النفقات الجارية. هي محاولة جادة لمنع التوسع في الإنفاق، لكن الرواتب ومخصصات التقاعد المدني ترهق كاهل الخزينة، ولا تترك مجالا للمشاريع الرأسمالية والتنموية، إلا ما كان مقررا من أعوام سابقة وفي طور الإنشاء.

الرهان الوحيد، في الأردن وسائر البلدان هو على تحسن الوضع الوبائي مع قرب توزيع اللقاحات عالميا، ما يفتح الباب لعودة النشاط الاقتصادي بزخمه المعهود واستئناف حركة السفر والطيران والسياحة وانسياب السلع، والتراجع كليا عن تدابير الإغلاق والحظر، بما يمكن من استعادة الدورة الاقتصادية، وتحريك عجلة الاستثمار.

التحديات التي تواجه الاقتصاد في السنة المقبلة، لا تتوقف عند الموازنة، بل تتجاوزها لما هو أخطر وأكثر أهمية، وأعني الارتفاع المتوقع في معدلات البطالة والفقر وكلف المعيشة. عديد القطاعات ستدفع في 2021 ثمن أزمة 2020 وستضطر إلى تسريح العمالة وإغلاق المنشآت ومن غير المستبعد أن نشهد موجة واسعة لتصفية الأعمال في قطاعات محددة تعتمد في نشاطها على السياحة والخدمات.

الحلول للأزمة لن تجدها في أرقام الموازنة وأبوابها، بل في جعبة المخططين الاقتصاديين وراسمي السياسات. هناك يمكن أن نحدث الفارق ونبدأ رحلة التعافي من أزمة كورونا.

علينا أولا أن نتخطى المرحلة التي كان فيها الفيروس يتحكم بسياساتنا وقراراتنا، ونبدأ نحن بالسيطرة على الموقف، ولنجعل من أول يوم في العام الجديد نقطة البداية للانطلاق ونتخلص كليا من إجراءات الإغلاق والحظر ونفتح الأسواق ونستعيد دورة النشاط الاقتصادي بكامل طاقتها. نحتفظ بالكمامة فقط وبحذرنا في التواصل ونهجر ما تبقى من تدابير. وصول اللقاحات مع بداية العام يمكن أن يعزز هذا الاتجاه.

التحدي الأكبر أمامنا هو تحفيز الاقتصاد وحركة الاستثمار لمواجهة مشكلة البطالة وذلك لن يتحقق إلا بخلق فرص عمل، في كل القطاعات، وتسريع إجراءات ترخيص المشاريع، والانخراط في شراكة حقيقية مع القطاع الخاص، وتقديم التسهيلات للمستثمرين، والبحث في إمكانية تقديم إعفاءات تضمن استمرار العمل في قطاعات حيوية تشغل العمالة.

رفع معدلات النمو مطلب أساسي، لكن ذلك مشروط بنشاط اقتصادي واسع تطال منافعه الأغلبية الواسعة من المواطنين، بحيث لا تبقى عوائده محصورة بفئة صغيرة من الأغنياء.

رئيس الوزراء كشف في لقائه مع الصناعيين أول من أمس عن نية الحكومة طرح حزمة من الإجراءات لتحفيز الحركة الاقتصادية. هنا مربط الفرس، تحفيز الاقتصاد وتدشين المشاريع الوطنية الكبرى، وتحريك عجلة التنمية في المحافظات.

Share and Enjoy !

Shares

الأوضاع الاقتصادية الصعبة والحظر الشامل أيام الجمع.

النائب الدكتور هأيل عياش

النائب الدكتور هأيل عياش – اعتقد أنه وجب التفكير وإعادة النظر بقرار الحظر الشامل أيام الجمع من كل أسبوع وتمديد ساعات العمل في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها كافة القطاعات الصناعية والتجارية بمختلف الأنشطة ومدى التذمر الكبير من الآثار السلبية المرافقة لهذا الحظر من تكليف مادية كبيرة تحملها ويتحملها أصحاب المصالح الخاصة في القطاع الخاص من أجور عمال وإيجارات ومصاريف تشغليه كبيرة وأيضا تدنى إيرادات الضرائب المختلفة للدولة.
اعتقد أنه بدء الآن تخفيف الإجراءات الاحترازية في مختلف دول العالم بالرغم من الأعداد الكبيرة بالإصابات التي تعدت الستين مليون إصابة حول العالم وأكثر من مليون ونصف مليون حالة وفاة لان كما أن صحة المواطن مهمة ويجب المحافظة عليها بكافة الطرق المتاحة أيضا ديمومة الحياة الاقتصادية أيضا مهمة لاستمرار الحياة للمواطنين والعيش بكرمة
. لذلك أطلب من الحكومة إعادة النظر بقرار الحظر الشامل خاصة أننا مقبلون علي مواسم الأعياد المجيدة من عيد ميلاد السيد المسيح وعيد رأس السنة الميلادية ولتحريك العجلة الاقتصادية قبل نهاية هذه السنة

كما أنه لا يفوتني تقديم الشكر الموصول أيضا على التوجيهات الملكية السامية للحكومة بالتخفيف على المواطنين من خلال إعادة العلاوات التي أخذت من رواتب العاملين في الدولة وأجهزتها المختلفة لهذا العام من بدية أزمة فيروس كورونا في إعداد الموازنة العامة للدولة للعام القادم ٢٠٢١ وإعادتها كما كانت في بداية هذا العام للجهاز الحكومي والقوات المسلحة الباسلة وأيضا حزمة الدعم الاجتماعي للقطاعات المتضررة.

لذلك نتمنى على الحكومة وقف الحظر الشامل ليوم الجمعة وتخفيف ساعات الحظر لما لهذا الحظر من أثر سلبي كبير على كافة القطاعات خاصة في ظل الانخفاض الطفيف الذي تشهده الإصابات في بلدنا الحبيب والذي بدأ يترافق مع التزام كبير من قبل المواطنين بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة واتباع طرق الوقاية والسلامة العامة كما أوصت اللجان المختصة.

ونشكر كافة الجهود المبذولة للتخفيف من آثار الجائحة من قبل القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والحكومية وهذا ديدن الأردن وقيادته وشعبه وجيشه المصطفوي.

حفظ الله الأردن

النائب الدكتور هأيل عياش
٢٧/١١/٢٠٢٠

Share and Enjoy !

Shares

فريق بايدن للسياسة الخارجية

زيد نوايسه

ها قد تم فوز جوزيف بايدن بالرئاسة ليصبح الرئيس الأميركي السادس والاربعين، والبدء بتزويد فريق بايدن بالأموال اللازمة لتسهيل انتقال السلطة والطلب من المؤسسات السيادية تزويده بالتقارير التي تتعلق بالأمن القومي الاميركي.

الانتقال يستمر بالعادة حوالي 11 اسبوعا بما يضمن أن يكون لدى الرئيس فريق جاهز بمجرد دخوله البيت الأبيض ظهر يوم 20-1-2021 وينبغي أن يتم إشغال ما يقارب 4000 منصب في فترة الرئيس الجديد.

أبرز ما سيحصل عليه الرئيس المنتخب بالإضافة للأموال والتجهيزات اللوجستية هو الإحاطة اليومية بالمعلومات الاستخباراتية السرية حتى تكون الادارة الجديدة قادرة على التعامل مع اي تطورات مفاجئة تلافياً لتكرار ما حدث في 11 أيلول العام 2001، حينما عزي سبب فشل ادارة الرئيس جورج بوش الابن في توقع احداث سبتمبر التي استهدفت الولايات المتحدة الأميركية نتيجة تأخر انتقال السلطات له العام 2000.

بايدن اعلن فريقه الرئاسي الثلاثاء، ثلاث شخصيات مهمة ستقود السياسة في حقبة بايدن، ابرز اعضاء الفريق وهو عملياً في الترتيب الثاني في السياسة الاميركية، وزير الخارجية وقد اختار بايدن «انتوني بلينكن» الدبلوماسي المخضرم الذي عمل مساعدا له ومساعدا لوزير الخارجية في عهد الرئيس السابق اوباما وتصفه الأوساط السياسية أنه عنوان وسطي للسياسة الأميركية.

الوزير العاشق للعزف على الغيتار نال قسطا من التعليم في فرنسا وتشبع بالثقافة الفرانكفونية، كان من الصقور في الأزمة السورية ودعى للتدخل العسكري تحت عنوان حقوق الانسان بينما كان من المتحمسين للاتفاق النووي الايراني ومن اشد المؤمنين بالشراكة مع اوروبا في هذا المجال.

المفارقة أن اسرائيل حاضرة عائليا لديه، فزوج والدته حسب حديث له العام 2017 هو أصغر الناجين من محرقة اليهود على يد النازيين.
اختار بايدن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون الدبلوماسي السابق «جيك سوليفان» مستشارا، ومساعده السابق مستشارا للأمن القومي وهو ابرز المفاوضين الذين ساهموا بإنجاز الاتفاق النووي الايراني العام 2015، ومن المؤمنين بتجنب الصدام قدر الإمكان في السياسة الاميركية ويدعو لسياسة متوازنة في كل الملفات.

ابرز الدبلوماسيات الاميركيات السود « ليندا توماس غرينفيلد» اختيرت من قبل بايدن لتكون سفيرة الولايات المتحدة الاميركية في الأمم المتحدة وهي مساعدة لوزير الخارجية الاميركي للشؤون الأفريقية في عهد أوباما وكانت من ابرز منتقدي سياسة الرئيس ترامب الخارجية بعيد اعلان بايدن تسميتها، غردت «علمتني أمي أن أحكم بقوة اللطف والرحمة من أجل تحقيق عالم أفضل».

يبقى السؤال الجوهري فيما اذا سيشكل هذا الفريق تحولاً نوعيا بالنسبة لمنطقتنا، ربما من المبكر الحكم ولكن يبدو ان السياسة الاميركية ستصلح نسبياً ما افسده ترامب من علاقة مع الفلسطينيين بعودة التنسيق مع السلطة ورفض ضم اراضي الضفة الغربية والتوسع في الاستيطان وعودة المساعدات المالية ودعم حل الدولتين مع الابقاء على قرار نقل السفارة الاميركية ودعم مسيرة التطبيع التي دشنها ترامب.

الملف الأهم على ما يبدو هو العودة للاتفاق النووي مع طهران ربما بصيغة توافقية وهو ما سيعمل الأوروبيون على إقناع بايدن وفريقه على انجازه بينما سيكون الجهد الاسرائيلي والخليجي ضاغطا على ادارة بايدن في الابقاء عليه بل وتعظيم العقوبات.

لا أحد يضمن وحتى نصل الى فترة تسلم بايدن رسميا الرئاسة ألا يضع ترامب أو نتنياهو بايدن امام واقع جديد ومعقد في الملف النووي الايراني بعمل عسكري كبير يعقد الملف أكثر فما يزال امامنا اقل من شهرين لجلوس بايدن في المكتب البيضاوي وادارة السياسة الخارجية.

الرهان على تحول كبير في السياسة الأميركية ليس مرتبطا بالأشخاص بل بمصالح الدولة الأهم على هذا الكوكب ويبدو الإفراط في التفاؤل شراء للوهم.

Share and Enjoy !

Shares