30-09-2020 12:18 AM
كتاب واراء
نيران صديقة دولة الرئيس الجديد
لم تعد لعبة الأسماء مهمة في الأردن، الا في سياق اجتماعي، يعتبر من جاء رئيس حكومة، محظوظا، هو وعائلته، من حيث المكانة واللقب، والنفوذ، والتكريم، والتكريس.
الانتخابات .. هل نتغلب على حالة العزوف؟
ما كشفته نتائج استطلاع مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية عن توجهات الناخبين الأردنيين حيال المشاركة من عدمها في الانتخابات المقبلة ليس جديدا بالمرة،عند مقارنته باستطلاعات مماثلة في دورات سابقة، بل إن نتائج”المركز” تتفق بدرجة عالية مع نسب الاقتراع في الانتخابات السابقة.
عزوف أكثر من نصف الناخبين عن المشاركة، هى ظاهرة متنامية في الدورات الأخيرة، خاصة في مدن الكثافة السكانية؛ العاصمة وأخواتها. واللافت أن تغيير قانون الانتخاب أكثر من مرة لم يحدث فارقا في نسب المشاركة، مثلما أن مشاركة أو مقاطعة بعض الأحزاب السياسية لم يترك أثرا جوهريا على معدلات الاقتراع.
هذه الظاهرة كما أسلفت قديمة ومتجذرة، لكن الخطورة هى عجزنا عن وقفها أو الحد منها. ومرد ذلك في اعتقادي هو حالة من السلبية التي تطبع سلوك مجاميع شعبية لا تكترث بالحياة البرلمانية والسياسية في البلاد، ناهيك عن شعور عميق لدى فئات بافتقاد المصلحة المباشرة في التصويت.
وعزز هذ الشعور بالسلبية أداء المجالس النيابية في الدورات الأخيرة، وغياب الحافز الوطني، وعدم قدرة المجالس المتعاقبة على إحداث أثر إيجابي في مستوى معيشة الناس، رغم أن هذا التعميم في تقييم أداء النواب يفتقر للدقة والموضوعية.
هذه الدورة ينبغي أن تكون الانتخابات مختلفة، كونها تأتي في ظروف استثنائية بالغة الحساسية والدقة، ودور المجلس في المرحلة المقبلة سيكون مهما في تقرير مصير السياسات التي تحكم مسار الدولة.
أزمة كورونا وما ترتب عليها من تداعيات اقتصادية واجتماعية كارثية ينبغي أن تكون حافزا للمشاركة لا العزوف. صحيح أن هناك مخاوف عامة من انتقال العدوى أثناء العملية الانتخابية، لكن الهيئة المستقلة للانتخاب وفرت أفضل الضمانات لاقتراع آمن للناخبين، ووضعت قواعد محكمة لضمان التباعد وتطبيق الشروط الصحية في الحملات الانتخابية.
والوقت لم يفت لاستدراك الموقف وحشد أكبر عدد ممكن من الناخبين للمشاركة. هناك وكما يظهر الاستطلاع نسبة غير قليلة من المترددين في المشاركة، يمكن العمل على إقناعهم بالمشاركة وجذبهم لصناديق الاقتراع. وتلك مسؤولية تقع على عاتق مؤسسات الدولة والهيئة المستقلة ووسائل الاعلام والمرشحين للانتخابات.
يتعين على كل ناخب أن يدرك بأن قدرتنا على تجاوز المصاعب الاقتصادية والاجتماعية جراء أزمة كورونا مرهونة بنوعية النيابة وليس الحكومة الجديدة فقط.
بهذا المعنى، ثمة مصلحة مباشرة لكل مواطن في الانتخابات المقبلة، وماستفرزه صناديق الاقتراع سينعكس تلقائيا على حياتنا.
واعتقد أن واجب السلطات المختصة تصميم حملات لدعم المشاركة تتخطى في أساليبها الشعارات التقليدية والأفكار المجربة، بحيث يشعر كل ناخب أن عليه واجب الخروج للمشاركة في العاشر من تشرين الثاني(نوفمبر) المقبل.
صحيح أن الانتخابات بمن حضر، لكن الشرعية السياسية للمجلس المقبل مرهونة بنسبة المشاركة، ومدى الحضور الشعبي في الانتخابات، وإلا فإن المجلس الجديد سيعاني منذ اليوم الأول معضلة الشرعية.
تطبيق “أمان” فعالية عالية ونتائج مميزة
يُعتبر تطبيق “أمان” من أهم التطبيقات التي تُساعد المستخدمين على حماية أنفسهم وعائلاتهم من فيروس كورونا، ويُعتبر تنزيله من الواجبات الإنسانية والأخلاقية تجاه المجتمع الأردني، وقد وصل عدد مستخدمي تطبيق “أمان” في المملكة في شهر حزيران، إلى أكثر من نصف مليون مستخدم.
ورغم تأكيد الحكومة ومؤسسي تطبيق “أمان” أن التطبيق جزء من خطة استجابة المملكة الأردنية الهاشمية لاحتواء فيروس كورونا المستجد وأنه يجسد معاني التكافل ويعبر عن الثقافة والشخصية الأردنية من خلال المحافظة على خصوصية مستخدميه ولا يتدخل بها إطلاقا؛ حيث يجري تخزين معلومات المستخدم على جهازه الخلوي فقط ليقوم التطبيق بتنبيه المستخدم في حال مخالطة مصابين بالفيروس؛ ما يسهل تسريع اكتشاف حالات العدوى الخاصة بالفيروس في مراحل مبكرة ومساعدة فرق لجان الإستقصاء الوبائي على اكتشاف الحالات المخالطة والمصابة.
“ولولا أمان لما كنا بأمان”، ففي الأمس في أحد أماكن العمل المزدحمة، وصلت رسالة إلى 15 شخصا بأنهم مخالطين من الدرجة الأولى لمصابين، وقد قام هؤلاء المصابين بمخالطة زملائهم.
وكنتيجة كان عدد الإصابات التي اكتشفت بسبب “تطبيق أمان” ؛ حوالي 25 إصابة من مجموع 600 موظف من دون وجود أعراض على أي أحد منهم، ولولا رحمة الله ومن ثم التطبيق لحدثت كارثة في الأردن.
وأن فعالية التطبيق قد أثبتت قدرتها على المساعدة في احتواء انتشار الأمراض المعدية، فهي تقوم بإبلاغ المستخدمين بمخالطتهم بالحالات المصابة في أسرع وقت ممكن حول إحتمالية الإصابة وذلك من أجل اتخاذ التدابير الصحيحة في الوقت المناسب لتسريع عملية التشخيص وتمكين السيطرة على الفيروس، وهذا ما يستفيد منه المستخدم لتطبيق أمان.
لذلك يجب علينا إدراك أهمية تطبيق أمان وتحميله على هواتفنا حماية لنا ولأهالينا ولمن حولنا.
التعليم العالي .. والارتقاء النوعي المطلوب
يعتبر قطاع التعليم العالي من أهم إنجازات الدولة الأردنية، على مدار عقود من العطاء والتطور والتوسع بشكليه الأفقي والرأسي، ذلك أنه لم يكن في الأردن حتى بداية السبعينات من القرن الماضي إلا جامعة واحدة، فتية، صغيرة مقتصرة على العلوم الإنسانية، إلى أن كانت تلك القفزات الضخمة في هذا الحقل إلى أن وصلنا إلى هذا العدد الكبير من الجامعات الرسمية والخاصة، وبكل التخصصات العلمية والإنسانية، قادرة على أستيعاب الجزء الأكبر من الراغبين في الدراسة الجامعية وبكل مستوياتها، بل وقِبله للطلبة من الأشقاء العرب ومن الدول الصديقة?.
إن مسيرة التعليم العالي في بلادنا، إنجاز نعتز به.. لكن التعليم العالي اليوم ينتظر نقلات نوعية، من شأنها الاستجابة إلى متطلبات قطاعات التنمية والخدمات الوطنية، وإلى إعادة ترتيب من شأنها أن تدفع بمسيرة التعليم العالي نحو المزيد من العطاء والتقدم.
وهنا اُلقي الضوء على بعض المناحي وأوردُ بعض المقترحات بهدف الأرتقاء بمسيرتنا الوطنية في هذا الحقل الهام:-
1)..
أعتقد أن تجربتنا بأسلوب التعليم عن بُعد والتوسع بها الذي جاء استجابة للظروف التي فرضتها علينا جائحة كورونا. هي تجربة مقبولة، لكنها تحتاج إلى تطوير، بحيث لا تكون مرتبطة بظرف أستثنائي، كما هو الحال اليوم وأهمية أن تصبح جزءاً رئيسياً من أدواتنا في حقل التعليم العالي.
فالتعلم عن بعد، متبع في دول العالم المتقدم، وخصوصاً في مجال الدراسات العليا، وهذا نموذج يُحتذى به، ذلك أن التوسع بهذا الأسلوب وفي حقل الدراسات العليا تحديداً سوف يكون جاذباً إلى آلاف الطلبة من الخارج، بل ويسهل مهمة العاملين والراغبين بالدراسات العليا، ويساعد المؤسسات الخاصة والعامة أن تدفع بمنتسبيها إلى المزيد من المعرفة، دون أن يؤثر الغياب على أداء تلك المؤسسات.
2 )..
إن امتحان القبول الجامعي الذي طرحه وزير التعليم العالي مؤخراً، به وجاهة، ذلك أن اعتماد علامة «التوجيهي» وحدها كأساس للقبول الجامعي به ظلمٌ لطلبة مؤهلين راغبين لدراسة تخصص معين، لكنهم لم يتمكنوا من تحقيق علامات تؤهلهم إلى الالتحاق بذلك التخصص. وأن لذلك أسبابه الموضوعية والذاتية، فالفارق الكبير في وضع المدارس، بين مدرسة توفر لطلبتها كل ما هو ضروري للنجاح والتميز ومدرسة أخرى ربما تُشارف السنة الدراسية على الأنتهاء دون أن يتوفر للطلبة معلم مؤهل لتدريس الرياضيات أو الفيزياء على سبيل المثال. كما أن ظروف الطلبة ا?معيشية عاملٌ مؤثر أيضا.
أرى أن تخصيص نسبة الـ 40% لامتحان القبول تعتبر كبيرة، ويمكن تخفيضها إلى 20% بحيث يُقتصر أمتحان القبول على مواد التخصص أولاً وقياس مدى رغبة واستجابة الطالب للتخصص المطلوب ثانياً. ذلك أن الكثير من الطلبة يذهبون للألتحاق باختصاصات معينة فقط تلبية لرغبة الأهل.
3)..
نعلمُ أن هناك مجالا واسعا في بعض الجامعات يجعلُ من الواسطة عاملاً مؤثراً في نتائج الامتحانات، وهذا أمر يضر بسمعة التعليم العالي ويدفع بخريجين دون المستوى المطلوب.. وهذا أمر يمكن تجاوزه أذا ما أتبعنا قاعدة الفصل بين الأستاذ الذي يدرس المادة، وبين الأستاذ الذي يجري الأمتحان. ودون أن يكون الأخير معروفاً للطلبة ولربما يكون من جامعة أخرى.
إن هذا الأجراء سوف يُمكننا من التيقن بأن تقييم الطلبة يتم وفق مسار موضوعي غير قابل للأختراق ويرفع من سمعة التعليم العالي في الأردن.
4)..
أعتقد أن التوسع في أسلوب التجسير هي غير صحيح ولا يتناسب مع متطلبات التعليم المهني وأحتياجات سوق العمل في بلدنا. فالطالب الذي أخذ مساراً مهنياً في الكليات المتوسطة، لا يجب أن يُمنح الفرصة أن يلتحق في الدراسات الأكاديمية. فالأردن يشكو من نقصٍ فادح في المهن المساعدة وبالمقابل يعج بفائض كبير من خريجي الدراسات الأكاديمية.
ولإيضاح ذلك وعلى سبيل المثال فإن، نسبة المهندس إلى المهني الطبيعية في الدول الصناعية هي (1- 5)، لكنها في الأردن (5) مهندسين لكل مهني!. هرمٌ مقلوب لابد من إعادته إلى وضعه الطبيعي. وأن التجسير لابد أن يكون في حدود ضيقة، بحيث يتم بنفس المسار المهني دون أن يتحول الى مسارٍ أكاديمي.
5)..
إن التقييم المتعلق برؤساء الجامعات وفق الأسلوب الذي أُعتمد مؤخراً غير مناسب، فلا يجوز أن يتم تقييم رؤساء الجامعات من قبل من يعمل تحت أمرتهم من موظفين وأكاديميين. فالنتيجة هنا سوف تفتقد إلى الموضوعية، بل وتجعل رؤساء الجامعات مستقبلاً أسرى لأمزجة ومصالح العاملين الشخصية، الأمر الذي يحول بين الجامعة وبين الإدارة النشطة والمبدعة البعيدة عن المؤثرات غير الموضوعية.
إن التقييم المطلوب لرؤساء الجامعات يجب أن يتم عبر لجان أكاديمية وإدارية نزيهة وصاحبة تجربة، وفق معايير موضوعية تأخذ بعين الاعتبار إنجازات الجامعة والتقدم بالبحث العلمي وسلامة الإدارة والوضع المالي للجامعة.
وبعد.. التعليم العالي في الأردن قصة نجاح تحتاج الآن إلى وقفة تأمل ومراجعة لقوانينها وأنظمتها وتعليماتها نحو نقلة نوعية كبيرة منتظرة..
والله والوطن من وراء القصد
رئيس مجلس أمناء جامعة الزرقاء
السر في الحشوة!
الانتخاب على اسس القائمة النسبية نظام تعددي عصري ومتقدم يستند الى فكرة تكافؤ الفرص في التمثيل لجميع الالوان والاطياف السياسية والحيلولة دون هيمنة الغالبية على مجالس الشعب وحرمان الاقلية او الاتجاهات الاخرى من ان يكون لها راي فيما يجري تحت القبة من اعمال تمس حياة المواطن ونشاطاته وتؤثر في مستقبله ونوعية الحياة.
في المجتمعات والبلدان التي تاخذ بالقائمة النسبية يوجد احزاب قوية وفاعلة ومؤثرة تشكل جزءا من المنظومة السياسية للدولة. جميع الاحزاب لها فلسفات ورؤى وسياسات وتوجهات وبرامج وينحاز بعضها الى قضايا خاصة قد لا تظهر على اجندات الاحزاب الاخرى. لذا فالقوائم تعني احزابا تطرح الرؤى و السياسات والبرامج التي ترى انها تستجيب لتحديات البلاد وتفضي الى النجاة من التهديدات او مجابهتها وتقدم تصورات لاعمال المستقبل. في مثل هذه المجتمعات يعرف الناخب موقف كل حزب من الضرائب والبطالة والتعليم والصحة والنقل ومفاوضات السلام ويمكن ان يتوقع التحولات التي قد تحدث في التشريعات والسياسات والبرامج في حال فاز الحزب الفلاني او غيره.
على خلاف ما يتم في العالم في بلادنا يفهم بعضهم القائمة النسبية على انها صورة او نموذج جديد لهندسة مخرجات الانتخابات حيث يسهل التحكم بمن يدخل هذه القائمة ومن يوضع في القائمة الاخرى لدعم فرص مرشح بعينه.
في مراجعة لاسماء الراغبين في الترشح على مستوى المملكة يمكن ان تلمح فروقات كبيرة في استعداد وجاهزية وشهرة وقبول ووقع اسماء الاشخاص الذين تطرح اسماءهم وينتظمون في القوائم. في كل دائرة انتخابية هناك المرشح الديلوكس والمرشح العادي والمرشح الاضافي”اخر راكب”.
على طريقة الطهاة عندما يريدون التعبير عن جودة الطبخة او الفطيرة التي يعدونها يؤمن الكثير من الناس في الاردن ان فرص نجاح او اخفاق المرشح الديلوكس تتوقف على تركيبة القائمة ونوعية الحشوات التي يختارها. العبارة الانجليزية التي تقول ” the secret is in the pudding” تعبر عن حال المرشحين لانتخابات المجلس التاسع عشر فقد اصبح اعداد القوائم واختيار الشركاء اهم من البرنامج الانتخابي واهم من الافكار والاتجاهات التي يحملها المرشح فالجميع منخرط في الامتثال لشروط الدخول الى التنافس بموجب نظام القائمة النسبية.
لاشهر وانا اراقب المشهد ولم اسمع حتى اليوم مرشحا واحدا يتحدث عن برنامج انتخابي لكن الجميع منشغل بتركيبة القائمة والوزن النوعي للاعضاء فلا احد يريد ان يكون شريكا مع من هو اقوى منه والمرشح الجدي يبحث عن اشخاص غير طامحين ولا طامعين في الفوز. كل ما يريده المرشح الراغب في الفوز اشخاص محليين باوزان خفيفة ومتوسطة لاستكمال بنية القائمة ولاضافة اصوات من اشخاص وجماعات والوان لا يعرفها ولا يعنون له الكثير.
هندسة الكتل او القوائم كما يجري تسميتها حولت المرشحين الى خبراء في دراسة وتحليل البنى المحتملة للقوائم واثر هذه البنى في زيادة او اضعاف فرص الفوز. لتلافي الوقوع في فخ المخاطرة غير الامنة يلجأ بعض المرشحين من الوزن الثقيل او المتوسط الى استمالة بعض القيادات المحلية او المفاتيح الانتخابية في المناطق التي تكثر فيها الاصوات مقابل اغراءات مادية او غير مادية ليكسب اصوات من يقعون تحت تاثيرهم ولضمان وجود نسبة تصويت كافية. الكثير ممن نجحوا في بناء كتلهم استكانوا وخلدوا الى سبات بانتظار فيما اذا ستجرى الانتخابات ام لا.
استغرب وانا استمع الى مؤتمرات وتصريحات القائمين على ادارة العملية الانتخابية وملفاتها من حجم التفاؤل الذي يبدونه والنشوة بانهم احالوا اشخاصا الى القضاء هنا وضبطوا متلبسا ببيع وشراء الاصوات هناك. في تقديري ان الامر يحتاج الى اكثر مما يقوم به اخوتنا في المؤسسات المعنية فالماء تجري تحت اقدام الجميع.
منطقة الدارما ومنطق النيرفانا
النيرفانا هي فلسفة حياة ونهج معيشة لا تؤمن بالغبيات لكنها تسعى للوصول للحقيقة، والدارما التي تعني الحقيقة عند البوذية تعتبر الحياة معاناة والخروج منها للراحة الابدية الاصل، والذي يتطلب اختيار السبيل الامثل والطريق الافضل للخروج، حيث تعتبر الحياة مجموعة من الرغبات والشهوات، والتخلي عنها واجب، من خلال التحلي بالثمانة مثاني التي تقوم على تحقيق التحرر والاعتقاد الصحيح والمطمح
السليم والكلام الصادق والتفطن الناجع، والتامل العميق، وهي السبل التي يمكن عند استخدامها الوصول الي النيرفانا او الحقيقة .
وفي مرحلة المخاض السياسي التي تعيشها المنطقة مع تنامي حدة الانتخابات الامريكية، تعيش مجتمعات المنطقة في بيئة معيشية تبتعد فيها مجتمعاتها عن الدارما ومقوماتها الثمانية نتيجة سرعة تبدل المراكز المواقف السياسية وحجم التراشق الاعلامي عبر الذباب الالكتروني حتى اصبح الوصول الي النيرفانا امرا صعب المنال وفي ظل حالة التجوية السياسية والتعرية الاعلامية، التي تشهدها المنطقة ومجتمعاتها .
ومع اشتداد مرحلة الاستقطاب الاقليمي بين النقاط المركزية في اسطنبول وتل ابيب وطهران، تعيش مجتمعات المنطقة حالة من الشد والضغط غير المسبوق ناشئة من حجم التجاذبات الاقليمية التي بدورها قسمت دول المنطقة الي محاور تدور وسط تحالفات اقليمية في ميزان حركة لا يدور باتجاه واحد ونوعية حراك تقوم علي رتم الدارما الانتخابية في الولايات المتحدة فيما ينتظر الجميع بشغف غير مسبوق مالات المشهد الانتخابي ضمن اجواء من المشاركة والترقب والانفعال نتائج الانتخابات الامريكية التي تعتبر مصيرية عند بعض المجتمعات كما هي مركزية لبعض القضايا .
لذا يعتبر الكثير من السياسيين ان الانتخابات الرئاسية الامريكية تعتبر نقطة تحول حادة، اما ستكون باتجاه الاستمرارية والشروع بانجاز مشروع الحكم الاحادي وتغير طريقة حكم العالم او انها ستوقف المناخات المستعرة والتي قد تشتعل في اي من المستنقعات في حالة وجود ذلك الصاعق وهذا ما يجعل المنطقة تعيش وسط هذه المناخات فوق صفيح ساخن، قد يشتعل في اي لحظة وستشتعل حكما اذا ما اشتدت حالة المخاض السياسي .
اذن المنطقة تنظر بترقب شديد المشهد الانتخابي في الولايات المتحدة كونها قادرة علي تغيير مسارات الاتجاه وتغيير ميزان معادلة تعميد القوى الرئيسية في المنطقة، بل وقادر ايضا علي اعادة معادلة تموضع المشروع الدولي والاقليمي فيما ينتظر الجميع الوصول الي النيرفانا في اليوم الثالث من نوفمبر القادم ستبقي المنطقة تعيش اجواء من الدراما السياسية والابتعاد عن دارما السلوك لدى مجتمعاتها .
سيناريوهات الأردن عام 2021
التنظير على رؤوس المسؤولين يبدو سهلا من جانب المتفرجين، لكن ليس كل ما يقال، يتوجب رفضه، او التشكيك به، او الانتقاص من دوافعه، او اشاحة الوجه عنه.
الان هناك تحديات كبيرة تختلف عن كل السنين الفائتة، وترتبط بالسؤال الأهم حول الأردن في عام 2021، واذا ما كانت هناك جهات في الدولة تجتمع معا، لوضع السيناريوهات المحتملة حول العام المقبل، على الصعيد السياسي الداخلي والإقليمي والدولي، إضافة الى الوضع الاقتصادي، وأوضاع القطاعات المختلفة، والتحديات التي قد نراها بعد شهور!
استبصار المستقبل، علم بحد ذاته، وكل الدول تضع خططها التي قد تنفذها في حال تغيرت الظروف، والأردن اليوم يواجه ملفات ثقيلة ستنتقل الى العام الجديد، وابزرها الملف الفلسطيني بكل تعقيداته واحتمالاته، والانتخابات الأميركية وتأثيرها في التوجهات في الأردن، المشروع الإسرائيلي وسقوفه، ووضع مجلس النواب المقبل، والتركيبة الداخلية والمشاكل والأزمات التي تعصف بالبنية الاجتماعية، ومشاكل الخزينة والمديونية، والملف الاقتصادي وما يرتبط به من بطالة وفقر وتراجعات واغلاقات، وملف كورونا وتفاصيل الملف الصحي، وملف استعادة الثقة بين المؤسسات والناس، والعلاقات الأردنية العربية، ملف الدور الإقليمي للأردن، وماذا يريد ان يحقق الأردن خلال عام 2021، امام كل هذه التحديات.
لا تسمع الا عن إدارة قصيرة المدى في الأردن، او إدارة تعتمد على تقييم كل يوم بيوم، وحين تسأل عن عدم القدرة على وضع خطط أطول من حيث المدة، يتم الرد عليك بان الواقع صعب، ويتغير بسرعة غريبة، ولهذا تفشل الخطط متوسطة المدى، وتلك الطويلة، ولا تجد عمان سوى الإدارة اليومية في اغلب الحالات للتعامل مع الوضع.
هذا الكلام على صحته في بعض القضايا، الا انه ليس مهربا من التعامل مع ملفات مختلفة، بما يفرض وجود خلية سياسي واقتصادية واجتماعية تستعد منذ الان للعام المقبل، خصوصا، ان كل المؤشرات تتحدث عن ان هذا العام سيأخذنا الى ما هو اصعب، واكثر ثقلا.
لم نسمع عن أي تصور رسمي لما سيكون عليه الأردن في عام 2021، والقصة هنا، ليست قصة السباحة في غامض الغيب، لكن هناك قضايا واضحة وبحاجة الى وضع تصورات وحلول، منذ الان، خصوصا، مع إقرار الرسميين ان كل شيء يتغير بسرعة.
هناك حالة استسلام غريبة لمشاكل البلد وازماته، وكأن المؤسسة الرسمية تعلن عدم قدرتها على التعامل مع هذه الملفات، او تترك بعضها للإدارة اليومية، وتترك بعضها الاخر باعتباره بات مزمنا، ولا أمل في إيجاد حل، وهذه الطريقة أدت الى شعور الناس، بعدم وجود جهة راعية لهم، تدرس الملفات وتضع الخطط، وهذا كلام تسمعه من كل الناس، من العاملين في قطاع التعليم، مرورا بالعاملين في قطاع الزراعة، وصولا الى قطاع السياحة، وبينهم عدد كبير من المواطنين الذين يشعرون بعدم وجود خطة ولا برنامج على المستوى الفردي والجمعي.
لقد آن الأوان ان تدعو عمان خلايا التخطيط والتفكير الرسمية، وغير الرسمية، لجلسات مغلقة تضع فيها كل التصورات والسيناريوهات المحتملة، للعام المقبل، وان تبحث عن الحلول لكل ازمة قائمة، او محتملة، لعلنا ندخل لمرة واحدة العام الجديد بتصور عما نريد ان نكون، وماذا سنفعل امام كل المشاكل التي تتزايد وتتراكم ويتم اهمالها لصالح الإدارة اليومية على حساب التخطيط الاستراتيجي، الذي فقدناه بذريعة فقدان السيطرة على كثير من الأمور.
المملكة العربية السعودية في عيدها الـ90
تحتفل المملكة العربية السعودية الشقيقة في يوم غد الموافق الـ ٢٣ من سبتمبر بالذكرى الـ ٩٠ لتوحيد المملكة على يد المؤسس، وهي أكثر قوة ومنعة، وأشد عزماً على بلوغ غايات التطور، في تفاعل حميم بين شعبها وقيادتها، وفي تلاحم وطني عريض أرسى أسسه مؤسسها المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز آل سعود وأبناؤه الذين تعاقبوا على حكم البلاد. وإذا كانت المملكة العربية السعودية قد تجاوزت بسلام صعوبات سنوات التأسيس، وبناء البنية الأساسية، وترسيخ آليات الاقتصاد، والتعليم، والصحة، والرعاية الاجتماعية؛ فإنها تمضي اليوم على نفس الطريق تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله، وولي عهد ه الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان، منطلقة من رؤية جديدة وازنت بين الداخل والخارج وأصبحت تشكل الرقم الصعب في المعادلة الدولية.
اهتمت المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة بجيل الشباب باعتباره ثروة الوطن وعماد الأمة، ودعمت الابتعاث للخارج والترفيه بالداخل، كما أنها عززت دور المرأة في المجتمع، إذ تسعى خطة ” التحول الوطني ٢٠٣٠ ” لتمكين المرأة من الوصول إلى الوظائف العليا وما دونها. وابتهجت المرأة السعودية بعدد من القرارات ومنها حق الولاية وصندوق النفقة وقيادة السيارة وغيرها من القرارات. ووضعت الرؤية الجديدة خطة شاملة تهدف للارتقاء بجميع الألعاب الرياضية استكمالا لمسيرة الإصلاح في جميع المجالات.
في خضم هذا الفرح الغامر بهذه المناسبة الوطنية الغالية ليس فقط على مستوى الشعب السعودي الشقيق، ولكن ايضاً هي مناسبة غالية على قلب كل أردني واردنية. اذ يشارك الاردنيون جميعاً اشقائهم في المملكة العربية السعودية بالاحتفال باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية ، هذه المناسبة الغالية على كل الاردنيين و المحفورة في القلوب و الذاكرة والوجدان، المتجذرة عبر السنوات و الاجيال ، مواقف عز و افتخار وشائج القربي ومصاهرة على المستوى الشعبي وعلاقات تقدير و احترام وتعاون على المستوى الرسمي ، ناهيك عن العلاقة المتميزة بين القيادتين الحكيمتين جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله و اخية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله .
اليوم الوطني السعودي الـ ٩٠ هو مسيرة تقدم وتطور ورخاء وازدهار. تعزيز للعلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والعلمية والصحية على مستوى الاشقاء والاصدقاء. مسيرة خير وعطاء تمتد يد الخير السعودية للشقيق والصديق والعمل الانساني في ارجاء الكرة الارضية. حاضنة الخير والكرم والسخاء والرعاية والعطاء لزوار المملكة من معتمرين وحجاج وضيوف الرحمن على مر الأيام والسنين.
اليوم الوطني السعودية الـ ٩٠ رسالة سلام وامن واطمئنان عاشها ضيوف الرحمن في زيارة بيت الله الحرام بفضل الرعاية والامن والامان وتقديم كافة سبل الراحة والذي عملت المملكة العربية السعودية من خلال كافة اجهزتها الرسمية والامنية والعسكرية والشعبية وبتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، وبأشراف مباشر من ولي العهد صاحب السمو الامير محمد بن سلمان وكافة اصحاب السمو الامراء.
اليوم الوطني السعودي الـ ٩٠، تعبير صادق عن مواجهة التحديات التي تعيشها المملكة العربية السعودية في سبيل الدفاع عن قضايا الامة والعربية والاسلامية، ومكافحة التطرف والارهاب والصورة الناصعة عن رسالة الاسلام السمحة.
اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية تعبير صادق عن الدبلوماسية السعودية في اروقة الامم المتحدة والمنظمات التابعة لها، تعبير صادق عن الدبلوماسية السعودية على الساحة الاسلامية، وها هي تحتضن منظمة التعاون الاسلامي، ولا تألوا جهدا في سبيل الدفاع عن الاسلام والمسلمين في شتى بقاع الارض تيمناً بالكتاب والسنه.
الاحتفال باليوم الوطني السعودي الـ ٩٠، هو تعبير عن الوقوف الى جانب الحق مع كافة الاشقاء ومد يد العون والمساعدة، والوقوف الى جانب الاشقاء في وقت الشدائد.
اليوم الوطني السعودي الـ ٩٠، هو رسالة للداخل والخارج، رسالة للقريب والبعيد ان المملكة هي المدافع والمنافح عن حقوق الانسان وحقوق المرأة، وحقوق الطفل.
اليوم الوطني السعودي حقيقة هو اليوم الوطني للعرب والمسلمين، يوم تتجلى فيها كل المعاني السعودية السامية، تتجلى فيه يد السماحة والعدالة، تتجلى فيها يد النصح والمشورة، تتجلى فيه يد التضامن والوقوف صفاً واحداً في مواجهة التهديدات الاخطارالتي تواجه الامتين العربية والاسلامية.
اليوم الوطني السعودي، تعبير صادق عن الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه المغتصبة واقامة دولته الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية.
اليوم الوطني السعودي الـ ٩٠، هو تعبير صادق باعتبار المملكة العربية السعودية البيت الامن والحامي لكل الضيوف العاملين في المملكة العربية السعودية من مختلف الاجناس والعروق والألوان. وها هي. المملكة فتحت ابوبها رغم جائحة كورونا الى الاشقاء والأصدقاء. ليعودوا الى أماكن عملهم.
اليوم الوطني السعودي هو مبعث سعادة و افتخار لكل السعوديين ، في الداخل و الخارج ، و قد عبر عن هذا سعادة السفير ” المتميز ” نايف بن بندر السديري سفير المملكة العربية السعودية في عمان ، و الذي لا يدخر جهداً في سبيل تعزيز و تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين ، و يذكر الاردنيون جميعاً على المستويين الرسمي و الشعبي النشاط المنقع النظير لسعادته و في كل المناسبات ، فهو الحاضر و المبادر و المتميز في ايجاد كافة السبل و الوسائل من اجل اخذ العلاقات الاردنية السعودية الى ارقي معانيها ، و. نذكر هنا استقبال جلالة الملك لسموه في الديوان الملكي العامر و لقاء سعادته مع جماعة حوارات عمان في الجامعة الأردنية بمناسبة عقد قمة العشرين في. الرياض والتي كان عنوانها قمة العشرين ومتانة العلاقات الأردنية السعودية.
ولا ننسى تلك الدعوة الى اصحاب المعالي الوزراء ورجال الصحافة والاعلام في عرين سفارة المملكة العربية السعودية بمناسبة انعقاد قمة العشرين ومشاركة ضيف الشرف جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين في هذه القمة في الرياض وبدعوة مباركة من أخيه خادم الحرمين الشريفين. وهذا تعبير عن مكانة جلالة الملك عبد الله حفظه الله لدى المملكة العربية السعودية ومعنى مشاركة جلالة الملك في قمة العشرين الى جانب أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله.
وتعي المملكة العربية السعودية الشقيقة ان الحضور الأردني ممثلاَ بجلالة الملك الى جانب أخيه خادم الحرمين الشريفين هو مصدر فخر واعتزاز وتأكيد على الد ور الأردني وحضوره على الساحة الدولية من خلال المبادرات الخلاقة ومن خلال المشاركات الدولية لجلالته والمبادرات المعروفة التي يطلقها جلالة الملك وتصب في الصالح العام العربي. وهذا ما حرصت علية المملكة العربية السعودية من مشاركة جلالته في قمة العشرين.
هذا ما أكده سعادة السفير السديري ان المملكة العربية السعودية ستعمل بكل طاقاتها على تمكين قمة العشرين في العاصمة السعودية الرياض من تطوير سياسات بهدف تحقيق التنمية المستدامة وتوفير فرص العمل ورفع مستويات المعيشة والرفاهية للشعوب. بنفس الوقت سوف تطرح المملكة العربية السعودية على القمة قضايا منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
هذا وان دعوة خادم الحرمين الشريفين لجلالة اخية الملك عبد الله ليكون ضيف شرف في هذه القمة، هي فرصة تاريخية للأردن ليعرض رؤيته الاقتصادية وطموحاته في مجال التنمية الشاملة, بالإضافة إلى عرض رؤيته من قضايا المنطقة في ممارسة عملية تدل على عمق العلاقة بين قيادتي البلدين, وتقدير خادم الحرمين الشريفين لأخيه جلالة الملك عبد الله. وهي العلاقة التي يواصل على تعزيزها وتطويرها سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين نايف بن بندر السديري وتعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين. والأردن ممثل بقيادته الحكيمة وحكومته وشعبه يقدر عالياً الجهود الكبيرة لسعادة السفير السديري في دوره في تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين.
وبهذه المناسبة الغالية اليوم الوطني السعودي الـ ٩٠، يشاركني كافة الأردنيون رجالاً ونساءً برفع آيات التهاني والتبريك لسعادة سفير المملكة العربية السعودية السيد نايف بن بندر السديري، والى كافة أعضاء السفارة الكرام، متمنين للمملكة العربية السعودية كل الامن والامان والتقدم والازدهار بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله وولي عهده الامين سمو الامير محمد بن سلمان حفظه الله.
منصة درسك .. هل سنكمل العام بهذه الصورة؟
في بداية جائحة كورونا كان تعطيل المدارس أمر لابد منه. وأمام مباغتة الجائحة وجدت وزارة التربية والتعليم نفسها في اختبار صعب يمتحن جاهزيتها لإدارة هذه الأزمة الشائكة.
بذلت الوزارة إمكاناتها وضمن ظروف قاسية فرضتها إجراءات الحجر في حينه، جهودا كبيرة من أجل إدامة عملية التعلم، فاستطاعت ضمن فترة زمنية قياسية الخروج بمنصة إلكترونية تحتوي دروسا مصورة لمعظم المواد الدراسية إضافة للبث التلفزيوني.
التجربة لم تحقق نجاحا. كان هناك شبه إجماع ذلك، الكثير من الإخفاقات والمشكلات الجلية اعترتها، لكن إدراكنا للتحديات الكبيرة التي واجهت الوزارة في إدارة الملف وأبرزها ضيق الوقت، جعلنا نتواطأ على أنفسنا باعتبار ما خرجت به التجربة هو أفضل ما كان يمكن تحقيقه ضمن كل المعطيات المحيطة.
اليوم، وبعد مرور أكثر من ستة أشهر على التعطيل الأول، وبعد بضعة أيام فقط على بدء العام الدراسي الجديد، تعود الحكومة لإغلاق المدارس وهو أمر كان متوقعا رغم تأكيدات عديدة منها بأنه لن يحدث، ليعود الطلبة مرة أخرى للعزلة في منازلهم بعيدا عن مدرسيهم وزملائهم، لا أدوات أمامهم لمتابعة دروسهم سوى التحديق طويلا في شاشات الأجهزة الذكية لمتابعة المحاضرات التي تبثها منصة درسك!
وزارة التربية والتعليم استمرت على مدار أشهر بالتغني بجاهزيتها واستعدادها للتعليم عن بعد كخيار يمكن اللجوء إليه في أي لحظة. وروجت الوزارة منصة درسك الجديدة على أنها تمثل نقلة نوعية عن سابقتها من حيث جودة المحتوى التعليمي وإتاحة التفاعل بين الطالب والمدرس بما يؤهلها للاعتماد عليها بشكل كامل فترة التعطل، ما جعل الطلبة وذويهم يتوقعون أن يجدوا شيئا مختلفا تماما عن سابقه، لكن التوقعات العالية ما لبثت أن هوت أرضا حين اصطمدت بالواقع.
على مدار أسبوع كامل، منذ إطلاق المنصة الجديدة، شاهدت كامل المحتوى المقدم لجميع دروس الصف السادس بنسبة 100 %، وشاهدت أيضا عينة من دروس الصفوف الأساسية الأخرى. ويمكنني أن أقول بملء الفم ودون أي تجن إن المحتوى المقدم لا يصلح مطلقا لاعتماده بديلا عن التعليم المدرسي!
حتى أكون أكثر دقة في كلامي، علي أن أشير إلى أن هناك تفاوت في جودة المحتوى حتى ضمن دروس المادة الواحدة يعود لاختلاف أسلوب المدرس المقدّم أو بالأحرى «المحاضر»، وهو أمر يشكل بحد ذاته إرباكا للطالب خصوصا للصفوف الأساسية.
تحتوي المنصة على دروس لبعض المواد اجتهد مقدموها في الكتابة على اللوح الإكتروني مما يساعد الطلبة على الفهم والمتابعة، لكنها بقيت جامدة لا تخرج عن إطار التلقين، فلا هي اعتمدت على تمثيل المحتوى العلمي أدائيا وحركيا، ولا هي استفادت مما يمكن أن تقدمه التكنولوجيا البسيطة.
على سبيل المثال، عندما يتابع الطالب درسا في العلوم، فإنه لن يكون هناك أي قيمة مضافة من أن يعرض اللوح الإلكتروني الرسمة الموجودة على الكتاب لتجربة شحن الأجسام بالدلك أو التنافر والتجاذب بين الأجسام مختلفة الشحنات. الرسمة موجودة في الكتاب، وما يحتاجه الطالب هو أن يشاهد ما تتحدث عنه التجربة ممثلا أمامه إما باستخدام أدوات حقيقية بأيدي المعلم، أو حتى بمرافقة المعلم لطفل يؤدي التجربة أمام الكاميرا، أو باستخدام التقنيات المختلفة كالأنيميشن والرسوم ثلاثية الأبعاد وغيرها.
للأسف، فإن أي من هذه الأدوات التعليمية البسيطة غير مستخدمة نهائيا في محتوى المنصة. والمؤسف أكثر، أن فيديوهات غالبية الدروس هي عبارة عن تصوير لمدرس يجلس في استوديو خلف مكتب، مكتفا يديه أو ممسكا بكروت ملاحظات، لا يفعل شيئا سوى أنه يقرأ نص الدرس الموجود في الكتاب!
هذا المحتوى بالتحديد، ليس محتوى غير فعال فقط فيما أعد من أجله، وإنما هو كفيل بتنفير الطلبة وخلق حالة من الضجر لديهم تؤدي إلى إعراضهم عن مواصلة التعلم.
منذ يومين أعلنت الوزارة عن فتح باب التقدم للمعلمين للمشاركة في تقديم المحتوى المصور المبثوث عبر «درسك»، ما يعني أن المحتوى ما يزال قيد الإعداد وأن الفرصة ما زالت قائمة للتعديل والتطوير.
سنأخذ من ذلك ذريعة للأمل في أن يكون هناك تطوير فعلي على محتوى المنصة، فالمحتوى المتاح لا يمكن الاعتماد عليه بالمطلق، وهو بصورته الحالية لا يمكن أن ينتج عنه سوى مزيد من التحجر في عقول الطلبة، والتدهور في نتاجات العملية التعليمية.
الشتاء وكورونا
يقين لدى الجميع بان هذا الوباء للآن ينتشر بقوة ويصيب الكبير والصغير، ولا يفرق بين غني أو فقير، منطقة نائية أو منطقة مركزية، وصل لقرى بعيدة كل البعد عن المنافذ البرية أو البحرية وعلاقاتها مع العالم الخارجي محدود وتحت السيطرة، طلاب مدارس واطباء مراكز تجارية ومستشفيات تراعي افضل سبـل الوقاية والسلامة، كيف يتغـلغل وينتشر؟ ما السبيل للوقاية منه؟ من يعطي الخائف على أسرته الأمان من هذا الوباء؟ رغم الوعي بخطورته وقدرته على الانتشار واتباع الوقاية واجراءات السلامة العامة لكثير من الأسر لكنها في رعب على أطفالها.
كنا نتأمل بارتفاع درجات الحرارة نحن البسطاء في الأيام الماضية أن تحد من قدرته وانتشاره، أملنا كان أن تساعدنا هذه الأجواء الحارة القضاء عليه، لكن الأرقام المخيفة في الأيام الماضية وسطوة هذا الوباء وخبثه وتطوره بعيداً عن ما أخبرنا به بعض الخبراء بأن لدرجات الحرارة دوراً كبيراً في الحد من انتشاره، أملنا ذهـب أدراج الرياح وما يخيفنا أكثر هو وقف تناقل أخبار المطاعيم التي تعمل عليها كبرى الشركات العالمية، الأمل كان أن تجد هذه الشركات مطعوماً يريح البشرية من هذا العناء.
الشتاء قادم ونعلم ما يرافق هذا الفصل من أمراض شائعة ومعروفة، لهذا ما حالنا عندما يتعرض أطفالنا للإصابة بالانفلونزا والتهابات الجهاز التنفسي في منتصف الليل، وما يتبادر لذهنك عندها من تأويلات وتفسيرات، ماذا ستفعل عندما يسعل أي شخص في بيتك أو عملك؟، كيف ستسيطر هذه الأسر على خوفها في حال أصاب طفلها ارتفاع بدرجات الحرارة أو السعال المتكرر, أعراض كورونا شبيهة لأعراض الانفلونزا الموسمية أو قريبة منها كما نسمع، ارتفاع الأعداد في هذه الأيام ينبئ بقادم مرعب لهذا نخاف من شتاء هذا العام ويربكنا زيادة تفشي هذا الوباء ونضع يدنا على خدنا خوفاً من فعله في الشتاء القادم.
الجهات المعنية بهذا الشأن نطلب لها العون من الله تعالى، يدها على قلبها وتواصل الليل والنهار لوضع تصور وخطط لآليات العمل مع هذا الوباء خلال الشتاء القادم، لا ينكر أحد بأن جهازنا الصحي يقدم كل ما يستطيع للوصول الى نقطة البدء بالعودة إلى البدايات والـسيطرة على الأرقام، وأن نتغنى بقدراتنا كما كنا في بداية ظهور هذا الوباء، جهد يبذل يفوق القدرات من أجهزة الدولة في ظل انتشاره الأفقي وارتفاع اعداد الاصابات وشراسته في هذه المرحلة.
نحتاج رسم طريق واضح المعالم في اعداد منظومة تلبي رغبات المواطن الأردني في الأسلوب الأمثل للتعامل مع هذا الوباء خلال فصل الشتاء، من الآن يجب تسخير طاقات كافية لتوعية المواطن في التعامل السـليم مع هذا الوباء, ووضع سيناريوهات للخروج من هذا الفصل واتوقع أنه مفصلي ومؤثر في حياة البشرية, لنضع نهجاً صحياً متزناً يبعد الإرباك والخوف عند الأسر الاردنية.