الصحة والسلامة هدفان اساسيان نسعى لتحقيق شروطهما والاحتفاط بهما. حتى الكائنات والمخلوقات الاخرى تحافظ على سلامتها بطرق ووسائل متنوعة.العديد من الاخطار التي تهدد وجود وسلامة الاحياء يجري التعرف عليها والاستجابة لأخطارها بسرعة وفعالية.غالبية الكائنات الحية مزودة بوسائل دفاعية تتفاوت في قدرتها وفتكها وأثرها في توفير الحماية وتعزيز البقاء للكائن.
في اللقاءات التي تحدث بيننا كبشر يسأل الاشخاص بعضهم عن الصحة والاحوال دون ان ينتظروا اجابة على اسئلتهم «كيفك ؟.. وكيف الصحة ؟…وكيف الأحوال؟». المطرب الاردني فؤاد حجازي عبر عن ظاهرة اشتراك اللغات والثقافات في نفس الاسئلة فالكل يسأل عن الصحة ويتمنى لك العافية «يا بنية ما انا فرنجي… حتى تحاكيني فرنجي….ما اريد تقولي هاو ار يو .. ولا تقولي لي اي لوف يو…….قولي قوك وشلونك …شلونك وكيف الحال».
بعيدا عن الطرب والحب والمجاملات التي تطغى على لقاءاتنا واحاديثنا فمن الصعب ان نطمئن على صحة وسلامة اطفالنا دون ان يأخذوا المطاعيم التي يتضمنها بروتوكول التطعيم الوطني. قلق الآباء والامهات الصامت يحتاج الى عنايتنا واهتمامنا جميعا.
يصادف اليوم الحادي والعشرين من نيسان مرور ثلاثمائة عام على اول استخدام للمطاعيم في انجلترا حيث نجحت السيدة ماري مونتيجيو العائدة من تركيا في إدخال فكرة مطعوم الجدري لبلادها ليبدأ عهد جديد في كفاح البشرية للكثير من الامراض والاوبئة التي كانت تجتاح المجتمعات فتقتل الاطفال وتشوه من يبقى على قيد الحياة. منذ العام 1721 حتى اليوم تطورت رحلة الاستكشاف والتطوير للمطاعيم واستخدامها لتصبح إحدى اهم الوسائل التي عززت الوجود الانساني وخففت من حدة انتشار الاوبئة وزادت من العمر المتوقع للانسان عند الولادة.
اليوم وبفضل المطاعيم اصبح أطفالنا أصحاء فقد انخفضت نسبة الوفيات وازداد عدد السكان وتحسنت مقاومة الاجيال للاوبئة والاخطار وارتفع معدل العمر المتوقع للانسان الى ضعف ما كان عليه قبل استخدامها. في القرى والبوادي واحياء المدن والمخيمات يتلقى الاطفال سلسلة المطاعيم التي توفر لهم الحماية ضد الحصبة والدفتيريا والجدري والشلل والتهابات الكبد وغيرها .
في غمرة استجابتنا الفعالة للكورونا أخشى ان نتهاون او نتأخر عن تقديم المطاعيم لأطفالنا الذين يحتاجون لبعضها منذ الشهر الاول . فحصولهم على المطاعيم أولى بكثير من فتح بوابات الكراجات او السماح لمكاتب التكسي بجلب طلبات الزبائن . أعرف ان الموضوع أولوية لوزارة الصحة سبق وان جرى الحديث عن إمكانية تأخيرها لبضعة أسابيع لكنني أحببت التذكير خشية ان يغيب الموضوع عن أجندة المنظمين.
قبل ان أكتب هذا المقال تحدثت لأحد أعلام طب الاطفال في الأردن وسألته عن آثار التأخير الحاصل في إعطاء المطاعيم .
الرأي الذي يقدمه الاخصائيون ان الوضع قد لا يحتمل الكثير من التأخير فمن الممكن تجهيز وحدات صحية تتحرك الى نقاط معينة في مواعيد محددة لتقديم المطاعيم وتذكير الاهالي الذين قد يتناسون او يؤجلون الموضوع تحت ضغوط الخوف والقلق فلا أحد يرغب في ان يعود شلل الاطفال او الدفتيريا الى بلد نجح في القضاء عليهما منذ عقدين.
مخاوف الاطباء تأتي من امكانية مخالطة اطفالنا لأطفال بعض الدول الشقيقة التي لم تتمكن من تقديم المطاعيم لأجيالها في السنوات الاخيرة. ايا كانت الاسباب نتمنى على اجهزتنا الطبية ان تجد للمطاعيم واستئناف تقديمها مكانا على اجندتها المكتظة بتفاصيل الاستقصاء الوبائي وتداعيات الاستجابة الى جائحة الكورونا.
كتاب واراء
المطاعيم..كي لا ننسى
الملك يحسم المعركة مع تحد أخطر من كورونا
أزمة كورونا ببعدها الأردني هي محطة تاريخية فاصلة في العلاقة بين الدولة والشعب، وأستطيع القول أيضا بين الملك والشعب. كل تلك الأصوات في الداخل والخارج التي كانت تعمل وتخطط لتخريب العلاقة بين النظام السياسي والشعب، وتزرع الشك في نفوس الأردنيين تجاه نظامهم ومليكهم، أصبحت جزءا من مرحلة ما قبل كورونا.
لقد اختبر الأردنيون هذه العلاقة في أزمة اتفق مفكرو البشرية وقادتها على أنها الأخطر في قرن مضى، فتأكدوا بالدليل القاطع بأن ملكهم ليس قائدا فحسب يتمتع بحس المسؤولية الدستورية والوطنية، بل أبا يتصرف ككل الآباء عندما يشعرون أن أبناءهم في خطر وعليه واجب حمايتهم مهما كانت الكلف والتضحيات.
الأزمة وضعت العلاقة بين الدولة والشعب على المحك، باختصار كانت قصة حياة أو موت، والمواقف حيالها تعني كل شيء في مستقبل العلاقة بين الطرفين. وكان هناك كثيرون في الداخل والخارج يتأهبون للاستثمار الشعبي في فشل مؤسساتنا ونظامنا السياسي. وأستطيع أن أجزم أن فئة من هؤلاء كانت تترصد بالملك شخصيا وتريد له أن يفشل، لتشرع في عملية ابتزاز سياسي شهدنا فصولا مثلها في السباق، وتدشن حملات طعن بالشرعية والقيادة.
لكن رهان جموع الأردنيين بأغلبيتهم الساحقة كان في محله؛ الملك ابن أبيه الملك الذي بنى دولة صمدت في وجه أخطر التحديات، يفوز بالرهان وبعلامة كاملة.
في غضون أيام قليلة فقط جعل من طواقم العمل الحكومي والعسكري والأمني، هيئة أركان حرب، تماما مثلما تعلم من والده العظيم وخبرته في مؤسسة الوطن الأولى؛ الجيش العربي.
لم يتأخر او يتردد في تشخيص الأزمة وسبل التعامل معها، وأشرف بنفسه على وضع خطط المواجهة على جميع المستويات الصحية والأمنية والاقتصادية. لم يسمح بثغرة هنا أو هناك، ومن لم يكن على قدر المسؤولية كان عليه أن يغادر غرفة العمليات فورا.
وعندما يتعلق الأمر بصحة الأردنيين وأطفالهم وحياتهم ومستقبلهم، كان الملك مستعدا بسهولة لتجنب التسويات مع المقصرين أو من يتجاوزوا على أوامر الدفاع والإجراءات المشددة، مهما علا شأنهم، لتحقيق الهدف الوطني الكبير.
لم يكتف بتطمينات الوزراء عن المخزون الاستراتيجي من المواد الغذائية الأساسية والأدوية والمستلزمات الطبية، ومصادر الطاقة، تجاهل التحذيرات الصحية من مستشاريه، وقام بجولات ميدانية على الصوامع والمخازن ومواقع تخزين المشتقات النفطية ليتأكد بنفسه من توفير ضرورات الحياة الكريمة لمواطنيه. لقد فعل أكثر من ذلك عندما تولى بنفسه تنظيم اجتماعات لتطوير نظام إلكتروني عصري يضمن مراقبة دائمة لمخزون المملكة من المواد الأساسية التي تكفي الشعب لأكثر من سنة. كان الملك يحسب لأيام قادمة صعبة قد تشهد موجة ثانية قوية من انتشار الفيروس في العالم، وتأثيرات ذلك على امدادات الغذاء والطاقة حول العالم. فبينما تصارع شعوب في دول متقدمة لتأمين الحد الأدنى من متطلبات المعيشة لأسبوع واحد، كان الملك يقاتل على كل الجبهات لتأمين “مونة” سنة لشعبه، ويوجه الحكومة لاستغلال انخفاض أسعار النفط وتخزين أكبر كمية ممكنة للفترة المقبلة للتخفيف من كاهل فاتورة الطاقة عن مواطنيه.
كان قلقا مثلنا جميعا، لكنه واثق ومؤمن بأنه سيفوز بالتحدي، وكان الشعب مثله تماما، مؤمن وواثق أن الملك سيعيد الحياة لطبيعتها في البلاد، وهو ما يحصل بشكل متدرج وآمن حاليا.
أعتقد أن أزمتنا مع كورونا، منحتنا المناعة الوطنية اللازمة في مواجهة فيروسات التشكيك والطعن بنظامنا السياسي.الأردنيون لن يلتفتوا بعد كورونا لتلك الأصوات أبدا،فقد حسم الملك المعركة مع تحد كان اخطر علينا من كورونا.
جلالة الملك حين يتحدث
التواصل المباشر والمستمر بين جلالة الملك والأردنيين خلال الأسابيع الماضية كان في كل مرة يعطي دفعا قويا لتجاوز الجائحة التي نعيشها والعالم فالملك يمنح الطمأنينة والثقة مع كل ظهور وفي كل توجيه للحكومة وفي قيادته للدفة بحزم وثقة جعلت من الأردن أنموذجا يتم الحديث عنه هذه الأيام في المنطقة والعالم وتتحسس الدول طريقة التعامل رغبة بتقليدها.
لست جازما بتجاوزنا الخطر بسرعة وجلالة الملك تحدث عن أن الأردن يملك السيطرة على انتشار فايروس كورونا المستجد لكن قد لا نعرف مالذي تخفيه الأيام المقبلة لكننا نخطو خطوات ثابتة للتأقلم والتكيف مع ذلك والبدء تدريجيا بالعودة للحياة بخطوات بطيئة لكنها ثابتة بإذن الله.
جانب آخر كان لتوجيهات جلالة الملك أثرها السريع والبالغ عليه فالأردن يتجه الآن بعد تصنيع المواد الغذائية وانتاجها إلى تصنيع المستلزمات الطبية والدوائية وتصديرها للخارج ففي حين أن دولا صناعية كبرى لا يجد مواطنوها كمامات طبية فإن الأردن وكما ورد على لسان وزير الصحة الباشا سعد جابر سيصل خلال أيام للقدرة على إنتاج مليون كمامة يوميا.
اليوم وبحمد الله فإن جائحة كورونا تظهر وبشكل واضح للعالم كله بأن هذه الدولة الصغيرة ما زالت رائدة وقادرة على التكيف والنهوض وبأن مؤسساتها وعلى رأسها القوات المسلحة والأجهزة الأمنية المختلفة تؤدي أدوارا انسانية في حماية المواطن وتؤهل الأردن للدخول بقوة إلى عالم جديد ما بعد كورونا.
التجربـة الكـوريــة
في خضم الجهود العالمية والوطنية للحد من انتشار فايروس الكورونا، ها نحن نرى الدول تتحول من سباق التسلح التقليدي الى سباق النصرعلى الفايروس. وربما من المفيد أن نطلع أيضا على التجارب العالمية للإفادة واخذ العبر والحكم منها.
وهنا نذكر أحد التجارب المثيرة للإهتمام ألا وهي كوريا الجنوبية، وكيف استطاعت التملص من كونها الثانية على مستوى العالم في معدلات الاصابة بفايروس كورونا لتصبح اليوم من أقل البلدان نسباً في الإصابة وبفترة زمنية قصيرة، وعلى رغم قربها من بؤرة المرض في الصين المجاورة.
فما هي تلك الاستراتيجية الناجعة التي اتبعتها كوريا في محاربتها للمرض واستطاعت بها تبسيط أو تسطيح منحنى الوباء الذي يتكلم عنه الجميع؟
لقد تمكنت كوريا من تطبيق استراتيجة ثلاثية الأبعاد في جهودها لمكافحة المرض وتعقبه، حيث طبقت في الركن الأول، فرض الحظر الجزئي وتقييد حركة الناس والتواصل المباشر فيما بينهم وتطبيق قاعدة التباعد الاجتماعي.
أما الركن التاني من الخطة، فتمثل باجراء أكبرعدد من الفحوصات للسكان للتأكد من خلوهم من المرض. ويقال أن الحكومة الكورية قد طلبت من جميع مصنعي مستلزمات الفحوصات الطبية، تطويرشرائح اختبارطبية لاكتشاف الفايروس بأسرع وقت. وأحالت إختيارها على النموذج الأكثر دقة ونجاعة في الكشف عن المرض.وقامت الحكومة الكورية بتعقب سلاسل المرض عن طريق فحص المريض وكل من خالطه وتمكنت من عزلهم مبكرا قبل نقل العدوى إلى الآخرين من عائلاتهم وخارج نطاق العائلة أيضا.
ويتلخص الركن الأخير، ببعض الاجراءات التي قد تعتبر جدلية نوعا ما، لتعقب أي فرصة من الممكن ان تنقل العدوى للاخرين، كمقابض الأبواب أوالصرفات الآلية. وتقضي الاجراءات باستخدام كاميرات المراقبة الموجودة في الطرقات والهواتف المحمولة (للمصابين ومخالطيهم والمشتبه بمخالطتهم وحتى لو أظهروا نتائج سلبية في الفحوصات الأولية)، وحتى في أماكن سحب النقود وصرفها، لمتابعة تحركاتهم ومراقبة أماكن تواجدهم في حالة عدم التزامهم في الحجر المنزلي. ربما مثل هذه الإجراءات قد تعد قاسية نوعا ما أو اختراقا للخصوصية ومبالغ بها. لكن يبدو أن الشارع الكوري راضٍ بالاجراءات الحكومية بمجملها للسيطرة على المرض. وها هي اليوم تتجه الحكومة الكورية نحو تخفيف الإغلاق والذي كان منذ البداية جزئياً نوعا ما. حيث شمل الإغلاق الأماكن العامة كالمدارس والكنائس والصالات الرياضية، بينما أبقت بعض المصانع والمراكز التجارية مفتوحة.
أما نحن فالأردن، ولا أريد أن أستبق إعلان النصر على المرض اللعين، لكن أستطيع وبكل فخر أن أقول، آن الأوان لنا لنسرد ” التجربة الأردنية “، وكيف تمكن وطن كبير بأهله وقيادته وجيشه، شحيح بموادره، أن يتفوق على تجارب البلدان الاخرى الغنية بالموارد والتجارب السابقة ومنها ” النسخة الكورية”. أدام الله علينا وافرالصحة والعافية وحمى الله أردننا الحبيب لنقول له كما قلنا له دوما: ” دام عزك أردننا”.
دمج الوزارات .. حان الوقت
تحت ظلال الكورونا يدق جرس الانتباة والتغيير والدمج.. لا شك ان الحكومة تبذل جهودا مضنية من اجل الاستمرار بوتيرة ايجابية في الحياة..
لكن العالم اجمع يئن ويعاني وسيبقى يعاني والاردن جزء من هذا العالم.. ولا شك ان الاردن قام باجراءات صعبة من اجل ان تسير الامور بشكل جيد..
لكن الوضع الاقتصادي ستثقله هموم كثيرة وعلينا ان نفكر في بدئل جيدة ومعقولة تساهم في تحسين الوضع الاقتصادي واول هذه الامور تقليص وزارات الدولة الى عشرين وزارة وخفض عدد النواب الى ثمانين نائبا والاعيان الى اربعين عينا والغاء كافة الهيئات والمؤسسات المستقلة..
هذا سيوفر مئات الملايين للخزينة.. وهي قرارات بحاجة الى اجراءات جريئة..فهل نراها على ارض الواقع وفي الوقت القريب..؟؟.
هل تصمد ثقافة التباعد الاجتماعي بعد كورونا؟
ثمة رهان لدى البعض من أصحاب النوايا الطيبة بأن تجاربنا المريرة مع أزمة كورونا، وما اكتسبناه من عادات وسلوكيات ستلازمنا بعد انقضاء الأزمة، وتصبح جزءا من ثقافتنا اليومية.
والإشارة بالتحديد إلى عادات صحية كاستعمال المطهرات، وارتداء الكمامات في أماكن التجمعات، والسير على الأقدام بدل ركوب السيارة دائما، واختصار المناسبات العامة كالأفراح والأتراح، وتجنب المقاهي المكتظة والتزام قدر من التباعد الاجتماعي، والاعتماد على المهارات الفردية في تجهيز الطعام المنزلي والتسوق الإلكتروني.
شخصيا، لدي شك كبير في صمود طقوس الحظر في مرحلة ما بعد كورونا. صحيح أننا اختبرنا في هذه الأزمة نمطا جديدا للحياة والعمل والتعليم عن بعد، وكانت مثل هذه التقاليد قائمة قبل كورونا على نطاق محدود، وربما نطور قدراتنا على هذه المستويات، تماما كما هو الحال مع التسوق عن بعد المنتشر في أوساط عمانية بعينها. كما أن تجربة المدارس والجامعات في التعلم عن بعد تستحق اهتماما في المستقبل لتطويرها لتكون رديفا للتعليم المباشر، وأداة من أدوات دعم القدرات الإضافية عند طلبتنا، وبديلا متاحا لمن لا يستطيع لظروف خاصة متابعة تعليمه في المدارس والجامعات.
لكن جوانب أخرى من ثقافتنا السائدة والممتدة عميقا في تاريخنا يصعب تغييرها في شهرين أو ثلاثة من الرضوخ الإجباري لسلوك اضطراري. لقد شهدنا مقاومة للتغيير في عز الأزمة وإجراءات الحظر المشددة. واضطرت قوات الأمن للتدخل أكثر من مرة لفض جاهات وأعراس وتجمعات مناطقية، ولولا قوة القانون لما التزام أغلب الناس بتعليمات دفن الموتى الصارمة ولا الاجتماعات العامة.
يريد جميع الناس هنا وفي كل مكان في العالم العودة لحياتهم الطبيعية، وهذا من دون شك طموح مشروع، وفي ظل الانقطاع القسري عن تقاليد اعتاد عليها الناس طويلا، سنشهد اندفاعة اجتماعية كبيرة بعد رفع الحظر. فئات اجتماعية محدودة ستبقي على سلوكها الحذر في التواصل وتتمسك بقدر من التباعد، خاصة كبار السن في المدن والأحياء الغنية، لكن عموم الناس يظهرون في تعليقاتهم وهم في الحجر المنزلي شوقا غامرا لحياتهم السابقة. كثيرون يودون القفز خلف مقود السيارة والتجول في الشوارع، ومثلهم في شوق للقاء الأقارب والأصدقاء والصلاة في المساجد، وتقديم واجب العزاء لمن فقد أحبة في أيام الحظر.
في العموم بيوت العزاء والجاهات ستعود بالزخم نفسه الذي عهدناه في السابق. المصافحة والتقبيل سينتعشان من جديد بمناسبة أو بدون.
ستكون هناك فترة انتقالية محدودة تتسم فيها العلاقات بالحذر، لكن سرعان ما يتغلب الناس على خوفهم وتتفوق قوة العادة على المخاوف من كورونا ونقل العدوى.
لا نستطيع أن نلوم البشر، فلا يمكن لفيروس صغير وعابر ل ايرى بالعين المجردة أن يتغلب على إرث طويل من القيم والمفاهيم التي تحكم سلوكنا حيال بعضنا بعضا.
تكريس ثقافة جديدة يحتاج إلى برامج توعية واسعة وطويلة، ومبادرات مجتمعية متواصلة لتذكير الناس بقيمة التجديد في سلوكهم، وتأصيل ما نستطيع من مفاهيم صحية.
لكن على المدى القصير، علينا الاستعداد لعودة جارفة للنشاط الاجتماعي لتعويض ما فات من مصافحات وأحضان وتواصل اجتماعي.
الصحف الورقية وكوادرها .. في غرفة الانعاش!!!
والحكومة ترفع عنهم أجهزة التنفس!!
بقلم الإعلامية بسمه الحجايا
أوجعتني صرخات الزملاء ، في الصحف الورقية.
والحكومة(اذن من طين واذن من عجين)
لم اكتب ابداً، في تلك الصحف العريقة ، لانني ببساطة كنت أجد نفسي( مذيعة) ،بعد دراستي للصحافة والإعلام ، واذكر في هذا الدور نصائح اساتذة ،، كان لهم دورا كبيراً في اختياري ،، الدكتور زياد الرفاعي والاستاذ المخرج المعروف صلاح زكي رحمه الله .وغيرهم من الاساتذة الذين كان وقعهم علينا كوقع الصحف الورقية بعراقتها.
ولكني ما زلت اذكر ، التسابق على كتابة الصحف ، والتي كان لها دوراً كبيراً في شهرةِ عددٍ من الصحفيين، في الوقت الماضي والحاضر.
الصحف الورقية ليست قصة تمر هكذا بسهولة، فهي تراث للاوطان راسخة وشامخة مثل اثار يلادنا ،، يحافظو عليها ويرمموا بعضها لتعيش للاجيال.
اتذكر والدي رحمه الله ،، عندما كانت الصحيفة الورقية طقوس يومية مرافقة لفنجان القهوة الصباحي ،، تعودوا عليها وتوارثها الاجيال.
أجد نفسي مجبرة أن اذكركم بالدول الغربية ، وبعض الدول الاسلامية والعربية ،، التي تحرص كل الحرص ، على هذا الموروث التراثي،، بل وتدعمه كل الدعم ،،فالحكاية ليست عندهم ربح وخسارة ،،مع ان الدول اشتركت مؤخراً بوقف طباعتها وتوزيعها، في زمن كورونا اللعين،مع أن بعض الدول لم تتوقف عن النشر ،، بقوة الصحفيين والإعلامين الذين رفضوا ان تتوقف الصحف الورقية والمجلات الثقافية ،، مع اخذ كل الاحتياطات اللازمة ،، لعدم نقل المرض.
لكن حكومتنا الرشيدة ، تطاولت اكثر مما ينبغي ،كيف لا!!وقد جاءت جائحة كورونا الملعونة، على صينية من ذهب ، واعطتها كل ما كانت تحلم به ،، وجارت على تلك الصحف ورفعت دعم الاعلانات التي كانت تنعش الصحف وكوادها، متجاهلة أن الصحافة الورقية ، والصحفيين، التي تخلت عنهم ؛ هم قادة الفكر والرأي ،شاءُوا ام أبو..!!وهم ايضا قادة السوشيال ميديا، وتحرك رقعة التويتر ، والفيسبوك وغيرها ، بغض النظر عن تدخل الحكومة في بعضها ، بعد أن وضعت قوانين المطبوعات والنشر ،، التي كممت ب أفواه الصحفيين ،، وحدّت من حريتهم، على قتل الكلمة الحرة واعتقال بعضهم ،، دون أن يجدوا سندا قويا للدفاع عنهم .
في الدول الغربية يعشقون القراءة عشقاً عجيباً ،، فلا تكاد تجد امرأة او رجل شاباً او عجوزاً، تخلو يديه من صحيفةٍ اوكتاب ، في كل الاوقات الضائعة ، في المترو ، القطارات ، في الشارع ، في الحدائق وحتى في الجلوس على الشاطئ.
كنت انظر اليهم بتقدير واحترام أعجاب كبير ،، لان الأمة التي تقرأ لا تموت؛ناهيك عن المتعة التي يشعر بها المرء وهو يتصفح ورقات الكتاب بيديه ،، ولن اتخيل أن اقرأ كتاب يوماً من الهاتف او من اجهزة الكمبيوتر ،، فشتان بين هذا وتلك .
فالصحف الورقية والكتب ،، كالكتب المدرسية ، لا غنى عنها ابداً.
اذّكر الحكومة التي رفعت العون عنها ،، أن يوماً ما سينطفئ ضجيج النت والتطور ،، وفيروس مصنوع بايدي عفنة ،يلغي كل ما حفظ في ادوات التطور ،، ويبقى التاريخ راسخاً بالورق والكتب.
ستبقى الصحف الورقية مجدها وتاريخها ،، كتاريخ الامم.. بغض النظر عن السقطات المنظورة من قبل البعض ، والتي لا تعي قيمة الورق المكتوب .
الضعف والوهن والعجز ، الذي وصلنا اليه ،، تراكمات من سنين طوال . ولكن !!على مجلس النقابة الحالي ، أن يصحو من السبات العميق ،ويحاول ان يسعفنا ، بما وقعنا به من هوان .
مهنة كنا نفاخر الدنيا بها ،، فرسمت كورونا الخجل الحقيقي على وجوهنا وضعفنا وسندنا المائل الذي كسر ظهورنا.. فالتاريخ لن يرحم،تلك الأيادي، التي لم تكن على قدر المسؤولية والثقة التي منحناها اياها،
فجعلت من كل صحفي يحمل هوية النقابة ،، خجلا أمام هويات النقابية الطبية القوية بمجالسها ومتباعتهم القوية ،، مع انني اذكر فقط ،، ان ليس كل من حمل هوية نقابة الاطباء والصيادلة والممرضين هم عاملون ،، بل كثيراً منهم عاطلون عن العمل ،، ولكن نقباتهم جعلتهم وهم عاطلون ، أقوى من اي صحفي حتى ما زال على رأس عمله ،، ولم تستطع النقابة والمؤسسات التي يعمل بها، منحه التصريح ليقوم بواجبه المحتم عليه في هذا الوضع الاستثنائي.
ليس وقت العتاب ولا الحساب،، ولكن اتمنى على مجلس النقابة أن يقوم بواجبه الاخير متحداً مع الصحفيين، متناسين الخلافات متعاونين بأيدي قوية ، أن يعملوا جاهدين على اخراج الصحف الورقية ،وكوادرها من غرفة الانعاش قبل ان تموت .
المومني يكتب: هل انتهت مهمة الصحف الورقية؟
مؤسف ومحزن حقا الحال الذي وصلت اليه الصحف الورقية ، وفقدانها لحالة التضامن ، إذ نرى حجم التعاطف مع قطاعات مختلفة تضررت جراء جائحة كورونا وأوامر الدفاع وهي تستحق واكثر ، في حين لانرى مثل ذلك مع الصحف ومن يعمل فيها ، وهي التي كانت محجاً يسعى لرضاها وكسب ودها القاصي والداني ، وتنقل رسالة الدولة وتنشر المعرفة بين الناس والتأثير في الرأي العام وتوجيهه .
وفي قراءة بسيطة لما يحدث والتجاهل لإهم القطاعات ومنتسبيه ؛ فإنه يبدو أن مايتم الحديث عنه ويجري في الغرف المغلقة له أساس ، بان مهمة هذه الصحف على اختلاف تنوعاتها ، والتي تعيل الآلاف من الأسر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة قد إنتهت ، وأنه لا تأثير لها ، بعد عدة عقود من الطاعة والتفاني والعمل المخلص ، خدمة للدولة وللمواطن ، بتقديم رسالة مهنية من محترفين ومهنيين منتمين لوطن واحد بقيادة شجاعة ملهمة ، ولطالما كانت الذراع الأقوى للحكومات لتبني سياساتها وخططها وبرامجها والدفاع عنها ، مثلما كانت إلى جانب المواطن وقضاياه وهمومه .
ويبدو ان الحكومة غير معنية بالأزمة التي تعاني منها الصحف الورقية ، بدليل انها لم تأتي على ذكرها ولم تلقي بالا بمصير العاملين فيها الذين لم يتقاضوا رواتبهم عن شهر آذار وهذا نيسان في نهايته ، في أزمة لا شأن لهم بها ، إذ توقفت صحفهم عن الصدور بأوامر الدفاع وتوقف مصدر دخلها من الإعلان والبيع والإشتراك فضلا عن الطباعة ، واستمرت بالصدور إلكترونياً ، بخلاف ماحصل في كثير من الدول التي أصابها فايروس كورونا .
الصحف الورقية تضررت ، ولذلك اسباب غير الكورونا لا مجال لذكرها الآن ، وتضرر العاملون فيها ، وتحملوا كثيراً ، وهم خير من يقدر الظرف ، وواجب الحكومة اولاً دفع الذمم المترتبة لها عليها جراء نشر الإعلانات الحكومية ، وعدم المماطلة والتسويف ، وتقديم ثانياً مايثبت أنها لا تستهدف تلك الصحف ودحض كل مايقال ، وأنها حريصة على استمرارها ، وعدم إضافة موظفيها إلى صفوف البطالة ، وبالتالي دعمها ، فلا يجب أن يستجدي الصحفي والإداري والفني راتبه على قلته ، فهذا حقهم الطبيعي ، وهذه مؤسسات تنوير ومعرفة ورأي عام ، والإعلام سلاح الدولة الأقوى في زمن السلم ، وجائحة كورونا الدليل .
وفي هذا الإطار نراهن على معالي الأخ المتميز المبدع وزير الدولة لشؤون الإعلام امجد العضايلة ، الذي لطالما كان سنداً قوياً وداعماً للصحف الورقية ووسائل الاعلام المختلفة وللصحفيين في كل المواقع التي شغلها ، إيماناً وقناعةً ، ونراهن على من نثق بهم ووقفوا في وجه محاولات استهداف ترى في الصحف فقط مؤسسات ربح وخسارة مالية وليس دور ورسالة .
وختاماً نقول للعاملين في هذه الصحف : دافعوا عنها لتستمروا ، وتضامنوا مع بعضكم كما القطاعات الاخرى ، ونحّوا خلافاتكم جانباً ، فأنتم من يفرض الحل .
تجربة الأردن مع كورونا
اختلف تعامل الدول مع فيروس كورونا فبعضها اتبعت ما يسمى بسياسة مناعة القطيع مثل الولايات المتحدة الأمريكية وهذه السياسة تقوم على مبدأ يعيش من يعيش ويموت من يموت أي بمعنى البقاء للأفضل فكانت الإصابات والوفيات كبيرة ، في حين ان دول أخرى اتبعت سياسة الوقاية من خلال الإغلاق مثل الأردن حيث كانت الإصابات والوفيات قليلة في حين ان الخسائر كانت في الاقتصاد وقد اتبع الاردن سياسة الإغلاق بدلا من سياسية القطيع حفاظا على المواطنين وحياتهم وعلى اعتبار ان سياسية الدولة تقوم على مبدا هو المواطن اغلى ما نملك .
وقد نجح الأردن في التعامل مع فيروس كورونا واستطاع ان يحصر الفيروس ويمنع انتشاره بين مواطنيه ، بفعل السياسة الحكيمة للقيادة الممثلة بجلالة الملك والحكومة الأردنية التي تعاملت بحذر شديد مع الفيروس واتخذت الاحتياطات اللازمة لمنع انتشاره قبل ظهوره .
فالدولة الاردنية كانت من أوائل الدول التي أعلنت إغلاق مطاراتها وحدودها وتعطيل المؤسسات الرسمية والخاصة والمصانع والشركات والمدارس والجامعات ودور العبادة ومنعت التحرك وأوقفت حركة الجمهور لعدة أيام ثم سمحت بحركة جزئية وفتحت محال المواد التموينية من العاشرة حتى السادسة مساء .
وقد نالت تجربة الأردن إشادة كبيرة من قبل العديد من الدول خاصة الولايات المتحدة الأمريكية وايطاليا واسبانيا وهي اهم ثلاثة دول تفشى فيها الفيروس وقد أوردت العديد من وسائل الإعلام في هذه الدول إشادات كثيرة بتجربة الأردن ونادت باعتماد تجربة الأردن في التعامل مع الفيروس .
وعلى الرغم من ان الاجراءات التي اتخدتها الحكومة الاردنية منذ بداية الازمة واجهت ببعض الاعتراضات من قبل المواطنين على اعتبار انها اجراءات قاسية وشديدة الا ان المواطنين يظهرون الارتياح الكامل لهذه الاجراءات ويؤكدون انها الاجراءات التي كان من المفروض ان تتبع لتجنب عدد كبير من الاصابات بالمرض .
وما يميز التجربة الاردنية في التعامل مع المرض ان هناك تناغما شعبيا ورسميا في هذا المضمار فالكل مجمع على الطريقة الأردنية التي اصبح الكثير من اعلاميي وسياسي العالم يطالبون دولهم بانتهاجها وعلى اعتبار ان حياة المواطن اهم بكثير من بقاء الاقتصاد مفتوح .
ورغم ان التجربة الاردنية كانت قاسية على بعض الطبقات من عمال مياومة واصحاب المحلات الصغيرة ومحلات التجزئة الا ان الحكومة اتبعت اجراءات سريعة لتخفيف الوطأة على هذه القطاعات التي توقف مصدر دخلها خاصة ممن يعتمدون على دخلهم اليومي كمصدر رزق اساسي لهم حيث توسعت الحكومة بشكل كبير في تقديم المساعدات لهم من خلال طرود تموينية ومساعدات عاجلة قدمت للفئات المحتاجه كما قامت الحكومة فتح منصة لتقديم طلبات المساعدة لعمال المياومة متوقع ان يستفيد منها مئتي الف اسرة
ومما يؤكد نجاح تجربة الاغلاق بدلا من تجربة مناعة القطيع ان اعداد الوفيات في الدول المتقدمة التي لم تغلق اقتصادها خوفا من انتشار الفيروس قد اصبحت كبيرة و اصبحت مرعبة وتكبدت هذه الدول خسائر اكبر من تلك الدول التي اغلقت اقتصادها لفترة من الوقت ففي الولايات المتحدة التي تعتبر اكبر قوة اقتصادية على سطح الكوكب ظهرت أصوات تشيد بالتجربة الاردنية وتطالب الولايات التي لم ينتشر فيها المرض اتباع النموذج الاردني في عملية مكافحة الفيروس حيث تكبد الاردن خسائر اقتصادية كبيرة لكنه لم يتكبد خسائر في الأرواح مما يعزز الشعار التي رفعته الدولة الاردنية منذ تأسيسها وهو شعار الانسان اغلى ما نملك.
وكمواطن اردني فانني فخور بالتجربة الاردنية وبما قامت به القيادة الهاشمية وبالمتابعة الحثيثة لجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين الذي تابع قضية انتشار الفيروس منذ البداية واصدر التوجيهات للحكومة بالتعامل مع الموضوع بدرجة عالية من المهنية والحرفية حيث اعلنت الحكومة الطوارئ وأصدرت عددا من أوامر الدفاع المتتالية وقد اتبتث الحكومة قدرتها على التعامل مع هذه الازمة واتبتث المواطن الاردني انه مواطن ملتزم ومتقيد بالتعليمات والقوانين والأنظمة المعمول بها .
صندوق طوارئ لنقابة الصحفيين ..ضرورة ملحة
كتب:الصحفي علي فريحات
بات من الضروري ان يعلن مجلس نقابة الصحفيين حالة الطوارئ وان يكون بحالة انعقاد دائم من خلال التواصل الالكتروني على جروب المجلس ليكون على اهبة الاستعداد لاتخاذ قرارات سريعه وعاجلة لخدمة الزملاء وايصال مطالبهم للحكومة لمواجهة الظروف الصعبة والقاسية التي يعاني منها الصحفيين والتي تتمثل بعدم استلام رواتب عدد من العاملين بالصحف بالاضافة الى تقديم مساعدة للزملاء الذين لا تتوفر لهم فرصة عمل منذ سنوات الامر الذي يستدعي الوقوف الى جانبهم لان النقابة البيت الكبير والمظلة التي تجمع الصحفيين وتعمل من اجل خدمتهم حيث يتوجب على مجلسها في مثل هذه الظروف المعيشية الصعبة وفي ظل مواجهة كورونا تقديم الخدمة الضرورية والملحة والمساعدات للزملاء .
يجب على مجلس نقابة الصحفيين تحمل مسؤولياته تجاه الزملاء ومتابعة مطالبهم وايجاد الحلول الناجعه في ظل هذه الازمة وخصوصا فيما يتعلق بالاسراع بدفع رواتب العاملين في الصحف عن شهر اذار الماضي التي لم يتسلموها لغاية الان نظرا لحاجتهم ليتمكنوا من الوفاء بالتزاماتهم المترتبة عليهم لان الامور لم تعد تحتمل التاجيل لذلك يجب انصافهم نظرا لدورهم الهام والمحوري في مساندة الجهود الحكومية والجهات المعنية لمواجهة وباء كورونا .
اصبح يقع على النقابة مسؤولية اجتماعية وانسانية من خلال تقديم المساعدات الطارئة للزملاء المتعطلين عن العمل منذ سنوات لان هناك زملاء بحاجة ماسة لمساعدات مالية من باب المسؤولية النقابية حيث كانت المجالس السابقة تصرف للزملاء مساعدات طارئة وفق اسس مدروسة وعادلة للمحتاجين خلال شهر رمضان والاعياد وعند حدوث اي طارئ وسبق ان اتخذ مجلس النقابة الغاء افطار رمضان من اجل مساعدة الزملاء في جريدة العرب اليوم بعد ان تم اغلاقها وغيرها لذلك يتوجب اليوم اصبح لزاما على النقابة تقديم كافة اشكال المساعدة للزملاء المتعطلين عن العمل وتقديم مبالغ ماليه متواضعه لهم تسد جزء بسيط من التزاماتهم المترتبة عليهم وخصوصا في مثل هذه الظروف الاستثنائية .
اكتب من باب الانصاف ومن اجل تذكير النقابة بفئة الزملاء الذين هم بامس الحاجة في مثل هذه الظروف الطارئة باعتبار النقابة هي المظلة للزملاء وهدفها الاول مساعدتهم لان البعد الانساني مطلوب في هذه المرحلة لذلك لا تترددوا بمساعدة الزملاء المتعطلين عن العمل خصوصا في ظل الظروف الاستثنائية التي يتوجب على نقابتهم الوقوف الى جانبهم وتلبية احتياجاتهم من خلال تقديم المساعدة لهم .
يتوجب اعطاء الزملاء المتعطلين عن العمل اولوية قصوى من اجل تقديم كافة اشكال الدعم لايجاد الوسائل الكفيلة بمساعدتهم لسد احتياجاتهم المعيشية الاساسية في ظل هذه الظروف التي نعيشها اليوم لذلك يتطلب من مجلس النقابة تشكيل لجنة من الهيئة العامة من اصحاب الخبرة والكفاءة لوضع الاسس والاشراف على صرف مساعدات لهؤلاء الزملاء وتحقيقا لمبدأ الشفافية لضمان عدم استثمار المجلس تقديم هذه المساعدات لغايات انتخابية .
يجب ان يتاح للزملاء في هذا التوقيت الحساس ايضا الحصول على سلفة دون فوائد خصوصا الزملاء الراغبين في مثل هذه الظروف اسوة بنقابة المحامين من اجل التخفيف عليهم لان التاخير ستكون له عواقب سلبية على اوضاع الزملاء المعيشية وستزيد الامور تعقيدا في حل عدم حلها لان النقابة دورها غائب تماما في هذه المرحلة والظروف التي تحتاج الى سرعه في الاجراءات وتفعيل خطط ادارة ازمة لخدمة الصحفيين والعاملين في الصحف .
تقصير واضح بدور النقابة التوعوي والتثقيفي ومساندة جهاز الحكومة بجوانب مختلفة منها التبرع المالي والمساهمة في ترويج تعليمات الحكومة وخدمة الزملاء لتأمين تصاريح مرور للقيام بواجباتهم الاعلامية وتفعيل موقعها الالكتروني والخط الساخن للتواصل مع الزملاء والتعرف على المشاكل التي يواجهونها حيث ان النقابة لم تقم ايضا باي دليل استرشادي للتعامل مع هذه المرحلة في مواجهة كورونا .
مطلوب من الدولة مساندة الصحافة الورقية والبحث عن أفضل طريقة ممكنة للحفاظ عليها مثلما تقوم بدعم عمال المياومة والقطاعات الاقتصادية المتأثــرة من تداعيات كورونا وأنه من باب أولى ينبغى على الدولة أن تنظر بعين العطف والاهتمام بالصحافة لأنها تلعب دورا مهما فى نقل الاخبار وتنمية الوعي بين المواطنين.
يجب ان يكون مجلس النقابة بحجم التحدي والتعامل بحكمة وشفافية وصدق وتعزيز التكافل في مثل هذه الظروف الاستثنائية لمساندة الزملاء .