هل علينا الشهر الكريم في اصعب ظروف ربما لم يشهدها هذا الجيل منذ عشرات السنيين..اذكر انني بدات صيام رمضان منذ نعومة اظفاري في بلدتي العين البيضاء احدى ضواحي محافظة طوباس ..ثم واصلت المسير في مدينة الزرقاء ثم العاصمة عمان وعشت ايام رمضان في واشنطن والبحرين والامارات عندما رافقت المنتخب الوطني لكرة القدم كذلك عشت اياما من الشهر الفضيل اثناء مرافقتي لمنتخبات الجامعة الاردنية واليرموك للمشاركة في بطولة العالم للجامعات التي اقيمت في مدينة ادمنتون في ولاية البرتا الكندية..عشت رمضان هنا وهناك..لكن هذا العام مختلف في كل شيء..سنفقد صلاة التراويح في مسجد عائشة ام المؤمنين قرب البيت وهناك في مسجد الكالوتي حيث الشيخ الرائع رمضان الذي يتجلى في قراءة القران في الشهر الفضيل.. وفي مساجد اخرى كنت احرص على صلاة التراويح فيها..ستغيب عنا لقاءات الاهل والاحبة وليالي الشهر العظيمة ..لكن رمضان سيبقى مهما تغيرت الظروف ومهما غابت طقوسه الجامعة..لكنه سيبقى شهر البركة والخير والاحسان..شهر اوله رحمة واوسطه مغفرة واخره عتق من النار…
كتاب واراء
حتى لا ينقلب التشدد إلى ضده
إن كانت الحكومة قد حصلت على درجة جيد جدا أو ممتاز في إدارتها لأزمة السيطرة على العدوى بفيروس الكورونا ومحاصرته والحد من انتشاره فإن الواضح أنها تتعثر وتتخبط في إدارتها اليوم لمرحلة التعافي العامة والعودة للحياة الطبيعية، حيث تشعر أنها اعتادت التشدد بالإجراءات الذي كان محمودا في مرحلة ما بالأزمة، فيما لا تملك الآن عقلية مرنة وعملية تدير بها مرحلة إعادة الحياة لمسارها تدريجيا.
قد لا تكون هذه خطيئة للحكومة بل مجرد أخطاء في الاجتهاد، فالأزمة التي نتجت عن انتشار وباء الكورونا المستجد قد أربكت معظم دول العالم حيث لا خبرة سابقة في الاشتباك مع وباء خطير حلّ مفاجئا وعبر بسرعة فائقة الحدود والمجتمعات حول العالم وضرب بقوة الأنظمة الصحية والاقتصادية لكل الدول، إلا أنّ التعثر الحكومي بإدارة العودة للحياة الطبيعية سيتحول لخطيئة إن لم تعد التقييم سريعا لأدواتها وإستراتيجيتها وتتجاوز الاجتهادات الخاطئة.
الوضع الوبائي في المملكة وبحمد الله بات مطمئنا حسب كل التقييمات العلمية، وتحتاج المحافظة عليه التشدد في إجراءات الرقابة والعزل للقادمين عبر الحدود والتوسع في الاستقصاء العشوائي بالمجتمعات المحلية والتركيز على الجانب التوعوي والتثقيفي والاستمرار لفترة أطول بمنع التجمعات والاجتماعات العامة، وبالتوازي مع ذلك لم يعد مفهوما التمسك بالتشدد الكبير في إعادة عجلة الاقتصاد للعمل والعودة للحياة الطبيعية قدر الإمكان، طبعا بخطوات محسوبة وتدريجية لكن بمرونة وعملية تنظر للمشهد بصورته الكاملة.
نعلم أنه من غير الممكن العودة سريعا ودفعة واحدة للحياة الطبيعية فيما ما يزال خطر الوباء موجودا في كل العالم، لكن يمكننا في الأردن اليوم وفي ظل الانحسار الكبير للحالات المسجلة بالمرض والسيطرة الجيدة على مصادر العدوى النظر بمسؤولية لباقي جوانب الأزمة وتداعياتها وأن نبدأ بتفكيكها سريعا قبل أن تتفاقم وتزيد من المعاناة للناس، ونقصد هنا الجوانب المعيشية والاقتصادية والاجتماعية، التي لا تقل أخطارها عن الخطر الصحي للوباء.
قد يكون الأردن الوحيد بين دول العالم الذي يمنع استخدام المركبات داخل المدن خارج أوقات الحظر ما يخلق معاناة واسعة للناس، حتى في الحالات الطارئة التي يحتاج بها المواطن لمراجعة مستشفى. ثم هل من المعقول أن تبقى العيادات الطبية وعيادات الأسنان مغلقة والاكتفاء بطوارئ المستشفيات والمراكز العامة التي لم تستطع وبالتجربة العملية تغطية جزء يسير من حاجة الناس؟!.
الباب الأهم الذي يجب أن يأخذ الأولوية في موضوع إدارة أزمة إعادة الحياة الطبيعية هو العودة للعمل وفتح المحال المهنية والتجارية والخدمية وكل أوجه الإنتاج والتشغيل، وأعتقد أن الأوان قد آن لتسريع مثل هذه العودة في ظل انحسار الوباء، ومنعا لتفاقم الأزمات المعيشية والاقتصادية والنجتماعية ولاحقا الأمنية. المشكلة في هذا الاتجاه أن السماح بعودة بعض القطاعات للعمل ترافق مع تعقيدات واشتراطات شبه تعجيزية في هذا الظرف الطارئ، كقصة اشتراط الاشتراك بالضمان الاجتماعي ومنع حركة المركبات والتكسيات وتعميم فكرة التسوق الإلكتروني.
ليست الفترة الحالية هي الوقت المناسب لوضع تعقيدات واشتراطات قد تكون مفيدة ومهمة في الأوضاع العادية لكنها معيقة في الظرف الطارئ الحالي ويمكن تأجيلها لما بعد عودة الحياة لطبيعتها.
لسنا مع مدرسة ترامب الفاشية التي تقدم الاقتصاد على الصحة العامة، لكن الوضع أردنيا وبحمد الله تجاوز مرحلة المفاضلة بين الخيارين، فالتشدد بالمسار الصحي يمكن له اليوم أن يتراجع في الحالة الأردنية خطوة أمام المزيد من المرونة والانفتاح المتدرج والأوسع للمسار الاقتصادي والمعيشي والاجتماعي والموازنة قدر الإمكان بينهما.. وذلك حتى لا نخسر المعركة على المسارين!
التجربة الأردنية في مواجهة كورونا
في حديثه المهم لشبكة (سي بي إس) الأميركية يقدم الملك عبدالله الثاني وصفا لتجربة الأردن في التعاطي والتعامل مع جائحة كورونا والتي أصبحت اليوم مثار إعجاب وإشادة من المنظمات الدولية المعنية وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية والمؤسسات الدولية المالية ومثار إشادة من الإعلام العالمي؛ تلك الوصفة تمثلت بسرعة الاستجابة وعدم التراخي بل اتخاذ قرارات حاسمة وصعبة لا يؤمن بها الأردن ونادرا ما يلجأ لها من ناحية حجز حرية تحرك المواطنين وحظر التجوال على مستوى الدولة ولكنه في سياق أولويات حياة الناس وصحتهم لم يتردد للحظة واحدة ولكن بنفس الوقت كان الملك يتحرك بشكل مباشر لضمان العمل بشكل مواز لإدامة الحياة بأفضل ما يمكن أن
يتحقق في مثل هكذا ظروف استثنائية وتوفير ما يحفظ كرامة الإنسان فهي أولوية ليست خاضعة للنقاش.
تمكن الأردن اليوم من تسوية منحنى الإصابة بوقت قياسي كما يقول خبراء الأوبئة، وهو ما سعى له الأردن كما أشار لذلك الملك، وكان العنصر الجوهري في إدارته للأزمة منذ اللحظة الأولى دون التوقف عند أي كلفة مالية بل إن العلاقات الشخصية المباشرة للملك ساهمت في توفير مخزون مهم من مستلزمات الفحص الطبي والأجهزة المتخصصة التي مكنت فرق الاستقصاء الطبي من التحرك بمرونة عالية وسرعة استجابة وزادت من وتيرة الفحوص العشوائية مما ساهم في إمكانية رفع الحظر بشكل شبه كامل عن المحافظات الجنوبية.
هناك رسالة واضحة في حديث الملك وهي أن المعركة ليست قصيرة مع كورونا وهناك موجات قادمة قد تكون أكثر قسوة، وبالتالي العالم اليوم مدعو للاتحاد والتكاتف سواء على صعيد التعاون في المجال الطبي وتوحيد الجهود وتكثيفها من أجل الوصول للقاح وعلاج، ولكن أيضا هناك تحد كبير وهو الاقتصاد وعمليات التصحيح الاقتصادي التي يحتاجها الجميع حتى تلك التي لم تكن تعاني في الأصل من معضلات اقتصادية بما فيها الدول ذات الاقتصاديات الكبرى وليس فقط الدول الفقيرة في الأصل والملتزمة ببرامج التصحيح الاقتصادي كما هو حال الأردن الذي يستضيف ما يوازي 20 بالمائة من سكانه كلاجئين فرضهم عليه موقعه الجغرافي والإقليمي الملتهب منذ ما يقارب العشر سنوات وقبل ذلك اللجوء الفلسطيني ولكنه كان حريصا على التعامل بسوية مع كل المقيمين.
بمقدار ما شكلت جائحة كورونا من تحد غير مسبوق يرى الأردن أنه استطاع استيعاب مرحلة الذروة وتسوية منحنى الإصابات وهو في وضع مريح، لكن لا مجال للاسترخاء وبنفس الوقت لا بد من الانتقال من مرحلة التحدي لمرحلة استثمار الفرص وهو ما يعمل عليه الأردن من خلال تصدير الفائض من احتياجاته من الأجهزة والمستلزمات الطبية والأدوية وإرسال الكوادر الطبية الأردنية التي أثبتت كفاءتها في مكافحة الفيروس ويمكن أن تساهم في مساعدة الدول التي تعاني من نقص في الجهاز الطبي بما فيها دول متقدمة كالولايات المتحدة.
نحن أمام نموذج أردني محترم تناغمت فيه كل مؤسسات الدولة؛ الجيش والجيش الأبيض والأجهزة الأمنية والحكومة كذراع تنفيذية، ووعي والتزام المواطنين؛ وكل ذلك بإدارة وتوجيه ملكي مباشر وميداني يستحق التقدير والفخر.
هناك عالم مختلف بعد كورونا وهناك ملامح تشير لتشكل جديد للعلاقات والتحالفات الدولية بما فيها الحديث عن تعويضات مالية إذا ثبت أن هناك أطرافا تتحمل مسؤولية التأخر في التعامل مع الجائحة، ويجري الحديث عن نقل الاستثمارات الكبرى من الصين، وعلينا عدم إغفال التطورات المتسارعة في انهيار أسعار النفط وتداعياتها أردنياً، وعلى صناع القرار في الأردن أن يستعدوا للتعامل مع هكذا سيناريوهات قادمة.
ماذا سنفعل لو لم يظهر علاج أو لقاح؟
هناك كثير من الأسئلة التي لا نرتاح لطرحها، ولا التفكير فيها، مع هذا ستفرض نفسها علينا مهما حاولنا التهرب والنسيان. نحن نتمنى أن نستيقظ في صباح قريب، ونسمع أنه تم تطوير علاج لـ«كورونا» لينتهي الكابوس ونخرج من منازلنا ونعود إلى حياتنا الطبيعية. حتى الآن، لا شيء من هذا حدث، حتى أكثر المتفائلين لا يعدنا أن نسمع به قبل العام المقبل.
لذلك سنعود ونعيد التفكير من الصفر. فغسل اليدين، والجلوس في البيت مناسب لشهر وشهرين وثلاثة، لكنه يبقى اعتقالاً منزلياً يساوي بين المصابين والأصحاء. الجيد أن الحجْر المنزلي يؤسس بين الناس عادات صحية جديدة، لو استمروا في الالتزام بها، مثل النظافة والتباعد، قد تنقذ حياتهم من دون الحاجة إلى حبس الناس في بيوتهم وقطع أرزاقهم.
الحلول غير العلاجية ساعدت في تقليل الخطر، لكنها فشلت في إنهاء الوباء. أولها الحجْر المنزلي. نظرياً، لو التزم به الجميع ولم يخرجوا من منازلهم، لانتهى الوباء. ساهم في تقليص عدد المصابين ولم يوقف الجائحة. والثاني الفحص الطبي. نظرياً، لو تم فحص كل السكان، وعزل المصابين منهم، لتوقف انتشار الفيروس. يبدو الأمر سهلاً لولا أنه لا توجد أجهزة فحص كافية. فالولايات المتحدة، أكبر بلد يجري الاختبارات، حتى الآن فحص 4 ملايين شخص، وبقي 300 مليون نسمة من سكانه!
العالم محبط وعاجز أمام هذا الوباء، والفيروس مستمر يجتاح البيوت والحدود ويعبر المحيطات، وآخر أرض غزاها هي «سان بيير وميكلون»، تابعة لفرنسا، جزر تقع شرق كندا سجلت أول إصابة بـ«كورونا» هذا الشهر.
من أين للناس مداخيل لتأمين معيشتهم حتى نهاية العام، وربما أبعد من ذلك؟ وكيف ستستطيع الحكومات والشركات تأمين مرتبات لعامليها، وهي نفسها بلا مداخيل؟ كيف ستعمل المخابز؟ ومن سيجلب لها الدقيق؟ ومن سيزرعه؟ إلى آخر سلاسل الإمداد الطويلة، التي لو انقطعت فيها حلقة لانقطع الخبز.
من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، استمرار الحجْر لأشهر مقبلة، في ظل عجز العلماء والمختبرات عن توفير الحل الطبي. ستعود الحكومات لتتخذ القرار الصعب في الأسابيع القليلة المقبلة. ستضطر أن تختار بين السماح بالعودة إلى الحياة الطبيعية، والمخاطرة، أو الإبقاء على الحجْر إلى نهاية العام، بما قد يعنيه من انهيارات اقتصادية. إنهاء الحجْر، والسماح بخروج الناس يعني نقل المسؤولية من الدولة إلى الفرد، الذي عليه أن يحمي نفسه. حالياً، بقوة القانون وأجهزة الأمن تتم حماية الناس، أو بالأصح حمايتهم من أنفسهم. ستصبح المسؤولية عليهم للتصرف بأقصى قدر من الحذر لتجنب الوباء، وفي الوقت نفسه تمكينهم من مصدر رزقهم، وإعادة دوران العجلة الاقتصادية. هل هذا الطرح آمن بما فيه الكفاية؟ الدراسات المتاحة تعطي إجابات متناقضة، ما بين التحذير من وفيات بعشرات الملايين، وقيل مئات الملايين، وانهيار النظام الصحي. والرأي الآخر، يعتقد بقدرة المجتمعات على الخروج والتعايش بحذر مع الخطر إلى اليوم الذي يكون الوباء قد زال، أو يكون العلماء قد توصلوا إلى الحل الطبي.
أول ما ظهرت أخبار الفيروس كان كل شيء بشأنه غامضاً، واليوم توجد معلومات علمية تسهم في اتخاذ قرارات صحيحة لمواجهته وتقليل الخطر. في البداية ومع الغموض سادت معلومات خاطئة أدت إلى الاستهانة به في البداية، ولهذا انتشر. كان يعتقد، خطأ، أن 3 أيام كافية للتعرف على المصاب بين الأصحاء، وعزله. وكان الخطأ الأعظم فتح الصين حدودها ومطاراتها مع العالم عندما ظهرت الإصابات في البيوت والشوارع وتحول المرض إلى وباء. أكثر من 7 ملايين شخص غادروا إلى أنحاء العالم، وبينهم آلاف حملوا الفيروس.
وقد أخذ «كورونا» العالم على حين غرة؛ حيث لم تكن هناك معدات طبية كافية، فاضطرت الهيئات الصحية لإبقاء غالبية المصابين في منازلهم بالحجْر الطوعي الذي زاد من انتشاره. ومعظم الحكومات تأخرت في التعامل مع الخطر جزئياً، لأنها اعتقدت أنها في مأمن، والأسوأ من ذلك انتشار المزاعم القائلة إن الفيروس لا يستحق كل هذه المخاوف والاستعدادات، وإنه ليس بأخطر من أمراض الإنفلونزا السنوية، والدفع إلى التهاون به. لكن اتضح لاحقاً أن فيروس «كورونا» مثل الحريق، في بدايته يمكن أن يطفئه كوب ماء، وعندما ينتشر قد لا تستطيع أن تطفئ نيرانه سيارات الإطفاء.
معركتنا يقودها ملك ليس أمامنا خيار سوى النصر بإذن الله
عبدالرحمن البلاونه
في هذه المعركة التي فُرضت علينا كغيرنا من دول العالم، لم يكن أمامنا خيار في توقيت زمانها ومكانها، معركتنا مع “فيروس كورونا” هذا الوباء القاتل الذي حدد المكان والزمان وساعة الصفر، حتم علينا توحيد جبهتنا الداخلية لمواجهته بكل عزيمة واصرار، في هذه الايام الحاسمة من مواجهتنا مع القاتل الصامت، اثبتت مملكتنا العظيمة بقيادتها وشعبها وبمؤسساتها الطبية والامنية وقواتها المسلحة، مكانتها الشاهقة بين دول العالم، وضربت اروع الامثال، وكانت مدعاة للفخر، وشهد لها القاصي والداني، وتمنى الكثيرون أن يكونوا اردنيين.
في هذه الايام الحاسمة من معركتنا مع هذا العدو، اثبت شعبنا وقواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية، وكوادرنا الصحية والطبية للعالم بأسره ، أن اردننا ليس كغيره من الدول ، حيث بذل الجميع الجهود المضنية، وواصلوا الليل بالنهار لمواجهة هذا الوباء، وكان على رأسهم جلالة الملك، الفارس الهاشمي، الذي يقود هذه المعركة ويتابع مجرياتها عن كثب، يوما بيوم وساعة بساعة، فلم يغب عن الجبهة طرفة عين، وجه الجيش بتوجيهاته السامية للخروج من ثكناته، وانتشر على طرقات المملكة جنبا إلى جنب مع نشامى الاجهزة الامنية؛ ليرسموا لوحة جميلة من التضحية والفداء ليحموا الوطن والمواطن من كل سوء، وليس أقل منهم بشيء الكوادر الطبية والصحية خط الدفاع الأول الذين يتصدون لهذا العدو مباشرة ، و يتربص بهم دون رحمة أو هوادة فكانوا له بالمرصاد وجابهوه مضحين بأرواحهم، لحماية ارواحنا.
في هذه الأيام الحاسمة من معركتنا ضد هذا العدو الغاشم، علينا ان لا نتيح له الفرصة ليفتك بنا وينتصر علينا، فنحن ملزمين بتطبيق كل ما يصدر عن الدولة وأجهزتها المعنية من أوامر وتوجيهات تضمن سلامتنا وسلامة الوطن.
في هذه المعركة وبعد ارادة الله ومن ثم همة النشامى سننتصر على هذا العدو، كيف لا ونحن يقودنا ملك، بمشيئة الله سنقضي على هذا العدو وسنعلن الانتصار قريباً، ستعود الحياة في وطننا إلى طبيعتها، وستشرق شمس الوطن من جديد، ستفتح دور العبادة ابوابها، وستمتلئ بالمصلين سنسجد شكراً لله على منه وفضله علينا، وستقام الصلوات، وسنسبح لله ليلاً طويلا وسنلتقي بأحبائنا واصدقائنا لنقدم لهم اجمل التهاني، ستفتح المدارس والجامعات بواباتها المغلقة، سيعود الطلاب إلى مقاعد الدراسة، متسلحين بثقة كبيرة بغدٍ مشرق وبهمة عالية، ليحققوا ما يصبون اليه، ستعود الحياة إلى مصانعنا، واسواقنا، في قرانا ومخيماتنا ومدننا، سنزور ارحامنا التي حَرمنا من اجر زيارتها هذا العدو اللدود ، سنذرف الدموع فرحاً بهذا النصر و، سنحتفل معاً، سنحمل جنودنا الابطال الذين شاركوا في هذه المعركة، من اطباء وممرضين، وكوادر صحية ورجال أمن، ونشامى الجيش، فوق اكتافنا، سنُقَبِل جباههم العالية، ونحييهم بأجمل التحيات ونبارك لهم ولأنفسنا بهذا النصر المؤزر بإذن الله تعالى .
ماذا خسر وربح عامر الرجوب؟

عامر الرجوب وزايد الدخيل
كنا طلبة في جامعة اليرموك وفي كلية الإعلام .. حيث قرر حينها أخي عامر الرجوب أن يخوض غمار انتخابات طلبة الجامعة ممثلا عن قسم الصحافة والاعلام والتي كانت حينها تتبع لكلية الآداب.. وقتها لم أجد نفسي الا أن أكون صديقاً وفياً وأسخر كافة إمكانياتي وفق قدرات الطالب الجامعي وما أستطيع لكي أحقق حلم صديقي بأن ينجح في هذه التجربة الانتخابية الطلابية .
جعلت من منزلي والذي يقع أمام البوابه الجنوبية للجامعه مقراً انتخابياً له حيث نقوم بإعداد الملصقات والإعلانات الخاصه به وتوزيع الأدوار للحملة الانتخابية، وكما أنني جعلت من سيارتي الشخصية حينها أداة اعلامية انتخابيا له، وضعتها أمام البوابة الشرقية للجامعه والتي تعد البوابة المفضلة لخروج ودخول طلبة الصحافة والاعلام بحكم القرب.. وغطيت سيارتي بأكملها بصور وأسم عامر الرجوب مع عبارات رنانه حينها.. وبالطبع كانت عبارات مقتبسه من دعايات انتخابيا أخرى تكبرنا سناً.
حينها انتقدني البعض بالمبالغة في الوفاء مع هذا الشاب الطموح والمتوقد.. صاحبه الطرفه والابتسامه، ولكن قناعتي الشخصية بهذا الشاب الوسيم لم تخب يوماً وكنت ما أراه حينها بأنه يملك جميع مقومات الشهرة والنجاح بالفعل لم تخب إطلاقاً ، فهو الان يتربع على قائمة أشهر مذيعي الأردن من خلال برنامجه الذي يعد الأكثر مشاهده ومتابعه في الأردن “صوت المملكة”.
فكما ذكرت في إحدي ندواتي بالجامعه الأردنية للطلبة الدارسين بأن ” من مقاعد الدراسة يولد القائد” ومن مقاعد الدراسة تكن بداية النجاح.
عامر شهادتي فيه مجروحة فهو مثال ناجح للشباب الأردني الطموح ، ومثال للكرم الأردني المعتاد فمازلت أتذكر العديد من المرات التي دعاني فيها لمنزل والده في قرية الصريح الجميلة بأهلها وناسها، وتناول أجمل الطبخات والآكلات الأردنية الشهيرة، وهو يعرف أنني احبها كـ ” المكموره” وغيرها ، والتي تُعدها لنا والدته أم عمار الله يحفظها. وما زلت أتذكر تغزله بأربد وأهلها حينما يقول لي” اربد تربتها حمره” طبعا بلهجة أهل اربد الكرام، فلا يشعر السعودي في الاردن أنه خارج بيته والحال في السعودية أيضاً لا يشعر الأردني بأنه بعيداً عن أهله.
للعلم عامر لم يفز بالانتخابات الطلابية، ولكن الآن يفوز بقلوب جميع الأردنيين..
في الصورة متوسطاً أخوتي في الأردن
عامر الرجوب وزايد الدخيل
مع الحكومة والنقد لاحقا
بقلم الكاتب والمحلل الأمني
د. بشير الدعجه
عَبَرَتْ الحكومة الأردنية بالوطن والمواطن إلى برّ الآمان بجائحة كورونا…. وتفوقت على كافة حكومات الكرة الأرضية بخططهما واجراءاتها اللافتة للجميع… واشاد بذلك العديد من دول العالم…لا بل ذهبت بعضها إلى تطبيق التجربة الاردنية الرائدة الناجحة في التعامل مع هذا الوباء القاتل…
الحكومة الأردنية تعاملت مع الجائحة على مبدأ ( رحم الله امرءٍ عرف قدر نفسه) وفق امكانياتها اللوجستية والبشرية الطبية… وبناء عليه بنت خططها وفق ذلك ونجحت بمسعاها… وما النتائج الايجابية التي حققتها بكافة الصعد حتى هذه اللحظة إلا دليل واضح وشاهد على ذلك… وعكس ذلك لو تفشى الوباء – لا قدر الله – سينهار النظام الطبي الضعيف اصلا وستكون العواقب كارثية على كافة الصعد ولن تقوم لنا (قيامة) لسنوات طويلة بعد ان فقدنا احبة لنا وخسرنا (القرش الأبيض والقرش الأسود)..
الحكومة الأردنية أرادت ان تستثمر الجائحة واعادت ترتيب أوراقها المبعثرة ومنها الاشتراك في الضمان الاجتماعي لكل مواطن اردني بعد ان كشفت الجائحة تضرر شرائح كبيرة من ابناء الوطن وخاصة عمال المياومة وبعض العاملين في منسآت صغيرة… وكشفت اي الجائحة خط دفاعهم الهش… لذلك اجبرتهم على الانظمام لمنظومة الضمان الاجتماعي… وهذا الجبر لمصلحتهم لنائبات وعثرات المستقبل وحماية لهم وعائلاتهم من مستقبل لا يعلم خفاياه الا الواحد الأحد…
تخرج علينا أصوات تنتقد اجراءات الحكومة وتشددها باجراءاتها والتضييق على المواطن رزقا وحرية جراء جائحة كورونا… وحججهم ان الوضع الصحي مطمئن جدا ولابد من (حلحلت) القيود وتخفيفها..
لتسمح للمواطن بالعودة إلى جياته الطبيعية… وانا لست مع هذا الإتجاه… بل مع اجراءات الحكومة وانا احد المتضررين منها بشكل كبير جدا…
فالاجراءات الحكومية صحيحة ولا يشوبها شائبة اذا ما فاضلنا بين معيار صحة المواطن والحفاظ على حياته وبين معيار المواطن الاقتصادي… فهذا المعيار بالتأكيد سيتضرر بنسب متفاوتة لكافة المواطنيين والمؤسسات لكنه تأثير سلبي مؤقت.. يتعافى ويشتد ويعود إلى سابق عهده مع مرور الوقت..
كل الشكر والتقدير والامتنان الموصول لحكومتنا الرشيدة على جهودها المميزة لمكافحة الجائحة وخنقها ومنع تفشيها… و خططها وسياساتها ناجحة ولافتة للجميع… قد يكون هنالك انحراف سلبي في خططها… لكن حسب قناعاتي انحراف مقبول.. فالكمال لله… وعلم الإدارة يسمح ويتقبل الانحراف عن الخطة زائد او ناقص (5٪) بالخطة ويعتبرها ناجحة وصحيحة وتامة…
الآن ليس وقت محاسبة الحكومة من قبل البعض وكشف سلبباتها – إن وحدت- وكيل التهم والانتفاد لها… بل هو وقت الالتفاف حولها ودعم خططها وسياساتها واجراءاتها للانتصار على أزمة وجائحة لا ترحم… والتخلص من ارتداداتها ونتائجها الضارة… وبعد ذلك ننتقد ونحاسب.. وهذا هو الإجراء الصحيح … أما الآن فأمامنا عدو لايرحم ولا وقت العتاب… اما الإتحاد شعبا وحكومة لهزيمته شر هزيمة.. وأما هزيمتنا – لا قدر الله – ونار كورونا التي لا تبقي ولاتذر… وللحديث بقية..
د. بشير الٌدّعَجَهْ
نخوة الأردني “تسوى” مال الدنيا
وما هو المال أصلا, ورق وحسابات بنكية يسخرها من يملكها والملك كله لله, من أجل عيش قد يكون رغيدا من حيث المسكن والمأكل والملبس والإستجمام وسوى ذلك , وقد لا يكون رغيدا بحكمة رب العالمين حتى لو إمتلك مال “قارون”, بسبب مرض أو نكد وشقاء وسم بدن.
في المقابل شيمة ” النخوة ” بكل ما يندرج تحتها من تفاصيل الكرم والإيثار ونجدة الملهوف ونصرة المظلوم والشجاعة والجود وإفتداء الأرض والعرض والصبر على الشدائد والفزعة عند الملمات والإعتزاز بالنفس ورفض الإهانة والذل والقبول بصيت غنى برغم الفقر , وغير ذلك كثير , هي قيم جليلة يحبها الله ورسوله .
شيمة” النخوة ” هي رصيد كل أردني إفترش تراب الأردن وألتحف سماءه وشرب ماءه وبه بعد الله إعتز, أيا كان أصله وفصله . ولهذا فالأردني ومعدنه ذهب لا يصدأ أبدا , هو نعم المواطن الذي تشد به الظهور في مواجهة الصعب والخطب والتاريخ خير شاهد .
الاردني ” حصان أصيل ” إن سسته زين وبحكمة وبمهارة ,جاءك طيبه وكان السباق بين كل الأحصنة نحو الهدف الأنبل والأجمل والأجل ولن يتخطى ” سنابك خيله أحد في دك حصون الأعداء والخصوم .
نخوة الأردني تعادل كل مال الكوكب وتفيض . والله من وراء قصدي .
المطاعيم..كي لا ننسى
الصحة والسلامة هدفان اساسيان نسعى لتحقيق شروطهما والاحتفاط بهما. حتى الكائنات والمخلوقات الاخرى تحافظ على سلامتها بطرق ووسائل متنوعة.العديد من الاخطار التي تهدد وجود وسلامة الاحياء يجري التعرف عليها والاستجابة لأخطارها بسرعة وفعالية.غالبية الكائنات الحية مزودة بوسائل دفاعية تتفاوت في قدرتها وفتكها وأثرها في توفير الحماية وتعزيز البقاء للكائن.
في اللقاءات التي تحدث بيننا كبشر يسأل الاشخاص بعضهم عن الصحة والاحوال دون ان ينتظروا اجابة على اسئلتهم «كيفك ؟.. وكيف الصحة ؟…وكيف الأحوال؟». المطرب الاردني فؤاد حجازي عبر عن ظاهرة اشتراك اللغات والثقافات في نفس الاسئلة فالكل يسأل عن الصحة ويتمنى لك العافية «يا بنية ما انا فرنجي… حتى تحاكيني فرنجي….ما اريد تقولي هاو ار يو .. ولا تقولي لي اي لوف يو…….قولي قوك وشلونك …شلونك وكيف الحال».
بعيدا عن الطرب والحب والمجاملات التي تطغى على لقاءاتنا واحاديثنا فمن الصعب ان نطمئن على صحة وسلامة اطفالنا دون ان يأخذوا المطاعيم التي يتضمنها بروتوكول التطعيم الوطني. قلق الآباء والامهات الصامت يحتاج الى عنايتنا واهتمامنا جميعا.
يصادف اليوم الحادي والعشرين من نيسان مرور ثلاثمائة عام على اول استخدام للمطاعيم في انجلترا حيث نجحت السيدة ماري مونتيجيو العائدة من تركيا في إدخال فكرة مطعوم الجدري لبلادها ليبدأ عهد جديد في كفاح البشرية للكثير من الامراض والاوبئة التي كانت تجتاح المجتمعات فتقتل الاطفال وتشوه من يبقى على قيد الحياة. منذ العام 1721 حتى اليوم تطورت رحلة الاستكشاف والتطوير للمطاعيم واستخدامها لتصبح إحدى اهم الوسائل التي عززت الوجود الانساني وخففت من حدة انتشار الاوبئة وزادت من العمر المتوقع للانسان عند الولادة.
اليوم وبفضل المطاعيم اصبح أطفالنا أصحاء فقد انخفضت نسبة الوفيات وازداد عدد السكان وتحسنت مقاومة الاجيال للاوبئة والاخطار وارتفع معدل العمر المتوقع للانسان الى ضعف ما كان عليه قبل استخدامها. في القرى والبوادي واحياء المدن والمخيمات يتلقى الاطفال سلسلة المطاعيم التي توفر لهم الحماية ضد الحصبة والدفتيريا والجدري والشلل والتهابات الكبد وغيرها .
في غمرة استجابتنا الفعالة للكورونا أخشى ان نتهاون او نتأخر عن تقديم المطاعيم لأطفالنا الذين يحتاجون لبعضها منذ الشهر الاول . فحصولهم على المطاعيم أولى بكثير من فتح بوابات الكراجات او السماح لمكاتب التكسي بجلب طلبات الزبائن . أعرف ان الموضوع أولوية لوزارة الصحة سبق وان جرى الحديث عن إمكانية تأخيرها لبضعة أسابيع لكنني أحببت التذكير خشية ان يغيب الموضوع عن أجندة المنظمين.
قبل ان أكتب هذا المقال تحدثت لأحد أعلام طب الاطفال في الأردن وسألته عن آثار التأخير الحاصل في إعطاء المطاعيم .
الرأي الذي يقدمه الاخصائيون ان الوضع قد لا يحتمل الكثير من التأخير فمن الممكن تجهيز وحدات صحية تتحرك الى نقاط معينة في مواعيد محددة لتقديم المطاعيم وتذكير الاهالي الذين قد يتناسون او يؤجلون الموضوع تحت ضغوط الخوف والقلق فلا أحد يرغب في ان يعود شلل الاطفال او الدفتيريا الى بلد نجح في القضاء عليهما منذ عقدين.
مخاوف الاطباء تأتي من امكانية مخالطة اطفالنا لأطفال بعض الدول الشقيقة التي لم تتمكن من تقديم المطاعيم لأجيالها في السنوات الاخيرة. ايا كانت الاسباب نتمنى على اجهزتنا الطبية ان تجد للمطاعيم واستئناف تقديمها مكانا على اجندتها المكتظة بتفاصيل الاستقصاء الوبائي وتداعيات الاستجابة الى جائحة الكورونا.
الملك يحسم المعركة مع تحد أخطر من كورونا
أزمة كورونا ببعدها الأردني هي محطة تاريخية فاصلة في العلاقة بين الدولة والشعب، وأستطيع القول أيضا بين الملك والشعب. كل تلك الأصوات في الداخل والخارج التي كانت تعمل وتخطط لتخريب العلاقة بين النظام السياسي والشعب، وتزرع الشك في نفوس الأردنيين تجاه نظامهم ومليكهم، أصبحت جزءا من مرحلة ما قبل كورونا.
لقد اختبر الأردنيون هذه العلاقة في أزمة اتفق مفكرو البشرية وقادتها على أنها الأخطر في قرن مضى، فتأكدوا بالدليل القاطع بأن ملكهم ليس قائدا فحسب يتمتع بحس المسؤولية الدستورية والوطنية، بل أبا يتصرف ككل الآباء عندما يشعرون أن أبناءهم في خطر وعليه واجب حمايتهم مهما كانت الكلف والتضحيات.
الأزمة وضعت العلاقة بين الدولة والشعب على المحك، باختصار كانت قصة حياة أو موت، والمواقف حيالها تعني كل شيء في مستقبل العلاقة بين الطرفين. وكان هناك كثيرون في الداخل والخارج يتأهبون للاستثمار الشعبي في فشل مؤسساتنا ونظامنا السياسي. وأستطيع أن أجزم أن فئة من هؤلاء كانت تترصد بالملك شخصيا وتريد له أن يفشل، لتشرع في عملية ابتزاز سياسي شهدنا فصولا مثلها في السباق، وتدشن حملات طعن بالشرعية والقيادة.
لكن رهان جموع الأردنيين بأغلبيتهم الساحقة كان في محله؛ الملك ابن أبيه الملك الذي بنى دولة صمدت في وجه أخطر التحديات، يفوز بالرهان وبعلامة كاملة.
في غضون أيام قليلة فقط جعل من طواقم العمل الحكومي والعسكري والأمني، هيئة أركان حرب، تماما مثلما تعلم من والده العظيم وخبرته في مؤسسة الوطن الأولى؛ الجيش العربي.
لم يتأخر او يتردد في تشخيص الأزمة وسبل التعامل معها، وأشرف بنفسه على وضع خطط المواجهة على جميع المستويات الصحية والأمنية والاقتصادية. لم يسمح بثغرة هنا أو هناك، ومن لم يكن على قدر المسؤولية كان عليه أن يغادر غرفة العمليات فورا.
وعندما يتعلق الأمر بصحة الأردنيين وأطفالهم وحياتهم ومستقبلهم، كان الملك مستعدا بسهولة لتجنب التسويات مع المقصرين أو من يتجاوزوا على أوامر الدفاع والإجراءات المشددة، مهما علا شأنهم، لتحقيق الهدف الوطني الكبير.
لم يكتف بتطمينات الوزراء عن المخزون الاستراتيجي من المواد الغذائية الأساسية والأدوية والمستلزمات الطبية، ومصادر الطاقة، تجاهل التحذيرات الصحية من مستشاريه، وقام بجولات ميدانية على الصوامع والمخازن ومواقع تخزين المشتقات النفطية ليتأكد بنفسه من توفير ضرورات الحياة الكريمة لمواطنيه. لقد فعل أكثر من ذلك عندما تولى بنفسه تنظيم اجتماعات لتطوير نظام إلكتروني عصري يضمن مراقبة دائمة لمخزون المملكة من المواد الأساسية التي تكفي الشعب لأكثر من سنة. كان الملك يحسب لأيام قادمة صعبة قد تشهد موجة ثانية قوية من انتشار الفيروس في العالم، وتأثيرات ذلك على امدادات الغذاء والطاقة حول العالم. فبينما تصارع شعوب في دول متقدمة لتأمين الحد الأدنى من متطلبات المعيشة لأسبوع واحد، كان الملك يقاتل على كل الجبهات لتأمين “مونة” سنة لشعبه، ويوجه الحكومة لاستغلال انخفاض أسعار النفط وتخزين أكبر كمية ممكنة للفترة المقبلة للتخفيف من كاهل فاتورة الطاقة عن مواطنيه.
كان قلقا مثلنا جميعا، لكنه واثق ومؤمن بأنه سيفوز بالتحدي، وكان الشعب مثله تماما، مؤمن وواثق أن الملك سيعيد الحياة لطبيعتها في البلاد، وهو ما يحصل بشكل متدرج وآمن حاليا.
أعتقد أن أزمتنا مع كورونا، منحتنا المناعة الوطنية اللازمة في مواجهة فيروسات التشكيك والطعن بنظامنا السياسي.الأردنيون لن يلتفتوا بعد كورونا لتلك الأصوات أبدا،فقد حسم الملك المعركة مع تحد كان اخطر علينا من كورونا.