بسبب مصادرت البسطة من قبل كوادر بلدية الكبرى..
الموضوع مش سهل كون أكثر البسطات تعود لمتنفذين ومنهم وافدين واصبح المواطن الاردني متابع ومراقب من قبل كوادر البلدية..
والمفزع بلديات تشكي من عجز مالي وإداري وترهل لوجود اعداد لهم مخصصات مالية دون التزام بدوام.
بالإضافة لوجود اسطول بكبات تجوب شوارع المدينة بدون رقيب او حسيب بكبات تتبع مسميات حسب المزاج ونوع التسحيج.
ومرافقين ومهرولين لهؤلاء مخصصات وبكبات.
وبدون التزام وظيفي تبع فلان وعلان.
ورغم قسوة العيش وغلو الأسعار وتنمر احد اطراف الانتاج على العمال وحقوق العاملين بقطاعات هي اليوم وبكره فوق القانون.
وخارج السؤال او حتى مجرد التفكير.
يأتي من بين هؤلاء ربع البكبات بمطاردة صاحب بسطة يعش بكرامة بعيدا عن صندوق المعونة او شلة السحيجة
و مصادرة بسطة مصدر رزق لعائلة اصبحت مصيرها بيد مشرف ربما يملك بسطات او لم يدفع لهم خاوة يومية…
وقبل ان نظلم احد هناك من أصحاب البسطات لهم سلوك ومزاج زجاجة يعني قنينة بصحبة البسطة
او حبوب المزاج وتعبئة الطاسة
حقيقة تنتشر بينهم والطاسة….
ولا نقول كلهم لكن الانتحار من موحد بالله جريمة ترسل للجحيم يعني( النار).
فكيف لعاقل يخاف الله يرتكب جريمة الانتحار وهو يعلم عواقب هيك فعل منكر فعل شيطاني.
لكن مهما كانت الدوافع لايجوز تهديد ارزاق العباد و
ملاحقة صاحب بسطة…
وشوارع الأسواق تحتل من قبل بسطات خارج السيطرة
لهم سلوك وطقوس شرير….
(غش وتحايل وازعاج وتحرش)
ابشع انواع السلوك احتلال الرصيف والشارع وتقولي
ارزاق من قال..بربك…
اكيد بعد الانتحار وقبل الانفجار وجب فتح ملف البسطات
ومحاسبة من يشتغل ويستغل حقوق المواطن ووقف تهديد ارزاقهم وجب نشر نشاطاتهم
مع تعريف لمن هي البسطة
البسطة لمن هي
رحمة الله على كل روح تموت في سبيل لقمة عيش كريمة وبكرامة.
وانا لله وانا اليه راجعون
حمى الله مملكتنا وقيادتنا
كاتب شعبي محمد الهياجنه
كتاب واراء
مسؤولية مين انتحار صاحب البسطة..
ليلة سقوط الاقنعة ..!!
ليلة سقوط الاقنعة ..!!
خالد خازر الخريشا
لايوجد أجمل من كلمات الشاعر درويش نهديها الى العرب الذين التزموا الصمت مع صفعة القرن وتباطئوا في مواقفهم المعروفه للقاصي والداني ففي قصيدة للشاعر الفلسطيني محمود درويش نظمها عندما غزا الجيش الإسرائيلي لبنان في الثمانينيات من القرن الماضي وطرْد منظمة التحرير الفلسطينية وجيش تحرير فلسطين من لبنان، وكيف تنبأ بتطبيع أنظمة عربية مع العدو الصهيوني .
يعبر الشاعر عن صمود الفلسطينيين أمام التحديات التي شملت حتى بعض العرب الذين تنكروا للقضية الفلسطينية ، فيخاطب الفلسطيني قائلا
حاصر حصارك … لا مفــرُّ سقطت ذراعك فالتقطها
واضرب عدوك .. لا مقرُّ وسقطتُ قربك، فالتقطني
واضرب عدوك بي… فأنت الآن حرُّ حرٌّ…….. وحرُّ
ويعبر عن انحراف بعض العرب الذين صاروا عملاء للغرب الذي سماه الروم على حساب المبادئ العربية الإسلامية التي تعتبر القضية الفلسطينية جوهرها فيقول :
سقط القناع
عربٌ أطاعوا رومهم
عربٌ وباعوا روحهم
عربٌ … وضاعوا
ويؤكد أن الفلسطيني صار وحده في الميدان متخلين بعض العرب عنه وعن قضيته ، لكن سيبقى يدافع عن فلسطين المحتلة التي يرمز لها بشجرة الزيتون، فيقول :
وعليك أن تحيــــا وأن تحيــــــا
وأن تعطي مقابل حبـّة الزيتون جلدك
كم كنت وحــــــــدك
لاشيء يكسرنا ، فلا تغرق تماما
في ما تبقى من دم ٍ فينا
لنذهب داخل الروح المحاصر بالتشابه واليتامى
يا ابن الهواء الصلبِ ، يا ابن اللفظة الأولى على الجزر القديمة
يرى الشاعر أن خلاص الفلسطيني في أن يبعد قضيته عن استغلال الحكام العرب لها، الذين رموك في بئر وقالوا لك لا تسلِّم، فيقول :
فتقمص الأشياء كي تتقمص الأشياء خطوتك الحراما
واسحب ظلالك من بلاط الحاكم العربي ّ
حتى لا يعلقها وساما
واكسر ظلالك كلها كيلا يمدوها بساطا ً أو ظلاما
كسروكَ ، كم كسروك كي يقفوا على ساقيك عرشا
وتقاسموك وأنكروك وخبـّأوك وأنشأوا ليديك جيشا
حطـّوك في جحرٍ .. وقالوا : لا تســلـّم
ورموك في بئــر ٍ .. وقالوا : لا تســلـّم
ثم يؤكد على أن الفلسطينيين سيدمرون الهيكل أي المحتل الإسرائيلي رغم حصارهم وتجويعهم وتخلي الإخوة العرب عنهم ، ثم يأمر الفلسطيني بأمر رائع فيقول له :
حاصر حصارك
ســــندمر الهيـــكل …. ســــندمر الهيـــكل
أشــلاؤنا أســماؤنا . لا … لا مفـر ُّ
ســــقط القناع عن القناع عن القناع
ســـقط القنـاع
لا إخـوة ٌ لك يا أخي ، لا أصدقاء ُ يا صديقي ، لاقــلاع
لا الماء عنـدك َ ، لا الدواء ولا الســماء ولا الدمــاء ُ ولا الشـــراع
ولا الأمـــام ولا الــــوراء
حاصـــــــــــر حصارك َ ….. لا مفـر ُّ
ويقول إن الفلسطيني كان البداية في هذه الأرض ، واضطر للهجرة والاغتراب ، أجساده من قصب أي في المخيمات، ومحاطون بخطباء عرب ومسلمين بدجل يدعون لعودة الأندلس وحلب محاصرة
نحن البداية والبداية والبداية … كم سنة
كنا هناك … ومن هنا ستهاجر العرب ُ
لعقيدة ٍ أخرى وتغترب ُ
قصب هياكلنا
وعروشنا قصب ُ
في كل مئذنة ٍ حاو ٍ ، ومغتصب ُ
يدعو لأندلس إن حوصرت حلب ُ
فلسطين عرفت قنبلة ذرية هيروشيما، أطلقتها علينا أمريكا بدعمها لإسرائيل، أمريكا هي الطاعون الذي ينتشر بيننا :
هيروشيما هيروشيما
وحدنا نصغي إلى رعد الحجارة
وحدنا نصغي لما في الروح من عبث ٍ ومن جدوى
وأمريكا على الأسوار تهدي كل طفل لعبة للموت عنقودية
يا هيروشيما العاشق العربي
أمريكا هي الطــــاعون ، والطـــــــاعون أمريكا
نعسنا … أيقظتنا الطائرات وصوت أمريكا
وأمريكا لأمريكا
ويرمز للشتات الفلسطيني بالحقيبة، فهو يهيم على وجهه من مكان إلى مكان، فوطنه حقيبة، وفلسطين ضائعة بضياع العرب فهي الأندلس الأخرى
وطني حقيبه
في الليل أفرشها سريرا ً
وأنام فيها
أدفن الأحباب فيها
أرتضيها لي مصيرا ً
وأموت فيها
كفـِّي على النجمة
النجمة / الخيمه
وطني حقيبه
من جلد أحبابي
وأندلس القريبة
وطني على كتفي
بقايا الأرض في جسد العروبة
في الذكرى الخامسة لاستشهاد البطل معاذ الكساسبة
هو اسما ليس كالأسماء وتاريخ لا يشبه باقي الأيام، هو معاذ الكساسبة، الذي جعل منه حالة نضالية اردنيةـ كان ثلاثاء بغيوم سوداء عمت الأردن، نكست الاعلام ، حالة من الصمت عمت عمان عامة وأبناء عشيرة الكساسبة خاصة، ، فلم يمض وقتا ً طويلاً على نبأ اعلان تنظيم داعش إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة، حتى عم الحزن كل مكان، غضب ممزوج بالذهول والصدمة ساد الشارع الأردني واقعة آسىً أصبح الأردن بعدها الأقوى ، تماسك الشعب و اتحد ، هتافات غضب هنا واستنكارات هناك انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورا للشهيد ورسائل نصية عبر تطبيق “الواتس آب ” تضمنت ادعية للترحم على الشهيد، وقرعت الكنائس أجراسها حدادا على الفقيد.
تحولت الاذاعات والبث الأردني الرسمي الى تغطية مباشرة، عشرات الناس تجمهرت امام وزارة الداخلية الأردنية، أقيمت صلاة الغائب، بهذا أعلن الشعب الأردني انضمام الشهيد الكساسبة الى قائمة الشهداء الأردنيين في معارك الجيش العربي، ليكون الشهيد رقم 2475
فكما قال جلالة الملك عبد الله الثاني بن المعظم في ذلك الوقت مشددا ً “لقد قضى الطيار الشجاع معاذ دفاعا عن عقيدته ووطنه وأمته، والتحق بمن سبقوه من شهداء الوطن، الذين بذلوا حياتهم ودماءهم فداء للأردن العزيز.” كما تحدث جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم في أحد مقابلاته مع طالبتين جامعيتين، عن مشاعره تجاه لحظات وأحداث مهمة في حياته، وما الذي يفرح جلالته ويغضبه، وما يحب من الصفات وما يكره، قائلا إن من أكثر المواقف التي أغضبته في آخر عشرين عاماً، استشهاد البطل معاذ الكساسبة.
كان وحشية مبتكرة، وتوقيت تصوير وبث اخرق لمشاهد الجريمة البشعة، هز الأردنيون ووحدهم في مواجهة “داعش”، فالحرب أصبحت بعد معاذ حربهم ضد تنظيم مقيد ومفزع، فتنظيم داعش الإرهابي حرق الشهيد الطيار معاذ الكساسبة حيا، مقدمين دليلً قوي على أن الإرهاب لا يميز بين دين أو آخر أو طائفة أو أخرى.
معاذ الكساسبة حكاية لن تنتهي، فرحيلك سطر أعظم الحكايات، وبعد كلنا مستمرون في محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه حكاية توحدنا للاستمرار في محاربة التطرف والكراهية والإرهاب الذي لا دين له.
وعلينا ألا ننسى حلا ً يسير جنبا إلى جنب مع استعمال القوة، وهو مجابهة الفكر بالفكر، ومقارعة الحجة بالحجة لتحويل ذات الفكر المتطرف الى فكر متقبِّل لنتحول بها معا ً إلى سلوكيات وممارسات على ارض الواقع تحارب الأنشطة الارهابية. فلن يتزحزح هذا الفكر إلا من خلال فكر نيّر، ومسالم، وعادل، ومحب، محاربة الفكر تكون بالفكر. متمسكين بالثقة العالية بمؤسسات الدولة الأردنية وأجهزتها العسكرية والأمنية والإعلامية، ومستوى التنسيق الكامل بينها، وبقدرتها على حماية الوطن ومكتسباته، والذود عنه في مختلف الظروف مؤكدين على عمق التلاحم بينا والوقوف صفاً واحداً في وجه الأخطار والتهديدات الإرهابية، بإصرار على محاربه الإرهاب والمضي قدماً بمسيرة هذا الأردن الغالي.
الأردن ينادينا
قبل أن تطلب اعرف ما قدمت، وأعط الأردن قبل أن تطلب منه.
نحن جميعاً مؤتمنون ومسؤولون ومساءلون عن الأردن؛ فخط الدفاع الأول مراقب ممن خَضَّبت دماؤهم ثراه ذات زمان تاريخيّ عظيم: شرحبيل بن حسنة، وعبد الله بن رواحة، وجعفر ابن أبي طالب، وزيد بن حارثة. أما خط دفاعه الثاني فيقف على سياجه شهداء الأردن الحديث: عبدالله الأول، ووصفي التل، وهزاع المجالي، وفراس العجلوني، وموفق السلطي، ومعاذ الكساسبة، طوبى لهم وعطّر بمسك الجنة ثراهم أجمعين.
الأردن وطن حيّ كجسم إنسانه، يتربص به مرض حادّ شرس، أهم أسلحته تحديات أربعة يمرّ بها الآن، وهي تحديات:
• اقتصادية.
• البطالة.
• الحروب المجاورة.
• صفقة القرن.
وردّة الفعل الطبيعية لهذا الجسم الحي الفتيّ هو وحدة أوصاله، وتحفيز أجهزة المقاومة لديه، والالتزام برأي طبيبه الحكيم المحب له؛ لمحاصرة الآفات والتغلب عليها.
وعليه فردّة الفعل الطبيعية لهذه التحديات هي:
• الوحدة الوطنية: فتعريف الأردني، هو من يعيش على أرض الأردن ويعطيه أكثر مما يأخذ، ويلتزم بدستوره، شرقيّ أوغربيّ، شماليّ أو وسطيّ أو جنوبيّ، أسلاميّ أوعلمانيّ، مسلم أومسيحيّ، قوميّ أو قُطريّ.
أوصال جسمنا الأردني لا بدّ أن تبقى متحدة في مواجة الخطر، ولا صوت يعلو فوق صوت الوحدة الوطنية؛ فجوامعنا جمة، وفوارقنا قلة.
• الإيمان بقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية: هي منا ونحن منها، قلب مقاومتنا وضميرنا، ونحن امتدادها وسندها، وأفرادها أبناؤنا وإخواننا وأبناء إخواننا.
• الالتفاف حول قيادتنا الهاشمية الحكيمة: فمن يدرس الماضي ويعيش الحاضر، ويستشرف المستقبل؛ يرى أنها المؤهلة تاريخياً ودينياً وأدارياً لقيادة الأمة، فمن عبد المطلب، إلى محمد (صلوات الله عليه)، الى علي ابن أبي طالب، إلى الحسين شهيد كربلاء، إلى الحسين شريف مكة، الى عبدالله الأول شهيد الأقصى, إلى الحسين الباني، إلى عبد الله الثاني المجدّد الوصي على المقدسات.
ولا بد هنا من تأكيد أمورٍ ومتطلبات على الكل الدفع باتجاهها، ومن أهمها :
• نشر الوعي في المدارس والجامعات والمساجد والكنائس بخصوص محاربة الفقر والبطالة.
• محاربة الفساد من خلال تفعيل دور ديوان المحاسبة ودور هيئة النزاهة ومكافحة الفساد في الرقابة الإدارية والمالية الاستباقية.
• قانون انتخاب جديد يفرز نواب وطن دورهم تشريعي ورقابي لا خدماتي.
• العمل بشكل فاعل للشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص.
• برامج إدارية تنفيذية مربوطة بجداول مرحلية وزمنية؛ فمن التزم بها استمر ومن لم يلتزم أفسح المجال لغيره.
وصمام الأمان في كل ذلك هو القضاء النزيه العادل، وسيادة القانون و«لا أحد فوق القانون» هو الشعار الأهم.
وبهذا كله نكون قد لبينا نداء الوطن:
« لبيك إن عطش اللِّوا سَكب الشباب له الدِّما
لبيك حتى تنقلَ الأرضُ الهتافَ الى السَّما »
* أستاذ–كلية الطب – الجامعة الأردنبة
الرأي
انس الجمرة يا ساسة
بقلم : الدكتور علي فواز العدوان.
من اسمك نصيب.. رحمك الله يا انس وابقاك الله جمرة تحرق
أصحاب الكروش السامية الذين ابتلعوا البلاد واقتلعوا أهلها
وسلطوا علينا رباعية الجوع والفقر والمعتقلات والتهميش
السياسي .ونفوا ماضينا ونسفوا حاضرنا وفخخوا احلامنا.
جعلك الله يا جمرة جمرة تحرق كراسي أصحاب المعالي والسيادة وعلى موائد ابنائهم لحرق ضمائرهم لا لشوائهم
علنا نفيق من كبوة التخمة و الدعة.
تجار الرصيف الباعه المتجولون تجار القطعة تجار البسطة البحارة تجارة الشنطة.. يا ساسة كلها مسميات ذات دلالة على مجموعة ممن ضاقت بهم سبل العيش اخذوا على عاتقهم افتراش الارصفة للبيع بأسعار اقل من اصحاب المحال.
تجارة الرصيف ظاهرة عالمية في كل مدن العالم، ويختلف المؤرخون في بداية ظهور هذا النوع من التجارة ، فالعديد منهم يؤكد ان بدايتهم في الولايات المتحدة كانت مع قدوم المهاجرين الاوائل من اوروبا والشرق الاقصى وامريكا الجنوبية وتحديدا عندما كان هؤلاء الوافدون الجدد يمارسون عمليات البيع في الشوارع وامام البيوت والمقاهي وحتى المتاجر ومع مرور الوقت وتطور مفهوم البيع والشراء أصبح من المألوف مشاهدة تجار الأرصفة في شوارع الولايات المتحدة .
تنامي هذه الظاهرة أجبر الولايات المتحدة على التعامل مع هذا النوع الجديد من التجارة فأصبحت عمليات البيع تدار تحت إشراف البلديات وغرف المدن التجارية ، وومنح تاجر الرصيف ترخيصا يؤهله لممارسة عملية البيع ويتواجد الباعة في أكبر المدن الامريكية نيويورك وواشنطن ونيوجرسي ولا يحق لأصحاب المحال الكبرى الاعتراض او منع هؤلاء الباعة من التواجد أمام محلاتهم .
واختم يا وطني دمت عامرا ..وأتساءل اين تذهب رسوم العمالة الوافدة؟
وهي التي تفوق 500مليون دينار حسب الارقام الرسمية المدفوعة من العمالة المهاجرة نسبة الى عددها وقيمة اجازة العمل والاقامة ،لماذا لا تكون لهذه الفئات المتعطلة عن العمل والفقيرة؟
صفة القرن: تمخض الجمل فولد فأرًا!
لا شك أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لصفقة القرن بحضور رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وغياب الأطراف العربية المعنية بشكل مباشر وهي السلطة الفلسطينية والأردن يؤكد أنها ليست صفقة لتسوية القضية الفلسطينية وفقا لشروط الحل العادل، بل أنها صفقة لتصفية القضية الفلسطينية وفقا للشروط التي أرادها نتنياهو وبالتالي فهي محتومة بالفشل الذريع ولا يمكن لها أن تحقق الأمن والاستقرار المنشود في المنطقة.
ردة فعل الشعوب العربية والإسلامية تجاه الصفقة لم تكن في مستوى هذا الحدث الشنيع الذي يستهدف فلسطين.. الشعب والأرض: مهد الديانات والحضارات وأرض النبوات والكرامات ودرتها القدس الشريف.. اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومحط أنظار العالم بمختلف أعراقه ودياناته.
ولا يختلف اثنان على انحياز ترمب للكيان الصهيوني الغاشم وهو ما ردده بغروره المعهود، عندما أكد بأنه فخور بما قاله نتنياهو عنه بأنه أفضل رئيس أمريكي خدم اسرائيل، وعليه فهو أي ترمب غير مقبول كشريك محايد للتوسط لاحلال السلام العادل والمنشود في المنطقة.
إن إعلان صفقة القرن بهذه الصيغة المهينة وما تضمنته من تنكر للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني التي أعترفت بها دول العالم والأمم المتحدة، يؤكد الحقيقة الراسخة بأن الولايات المتحدة عدو لكل القضايا العربية، وفي مقدمتها قضية فلسطين وأنها لم ولن تكن يوما شريكا محايدا ونزيها للتوصل الى التسوية العادلة المطلوبة.
وهنا أتساءل : ما هي جدوى هذه الصفقة التي ركزت على أن تكون القدس العاصمة الموحدة لإسرائيل وبالسيادة الاسرائيلية على المناطق المحيطة بالمستوطنات وجدار الفصل العنصري وضم مناطق الأغوار ويهودية الدولة؟ وما هي جدوى هذه الصفقة التي تنكرت لحق العودة وحق تقرير المصير الذي أقرته جميع قرارات مجلس الأمن الدولي وهيئة الأمم المتحدة..
لقد أكدت وسائل الاعلام والصحافة العالمية أن ما أعلنه ترمب هو مجرد صفقة تخدم مصالحه ومصالح نتنياهو وأن الفلسطينيين لن يقبلوا بهذه الصفقة الأحادية الجانب، بحسب ما أكدته صحيفة ديلي تلغراف البريطانية.
أما صحيفة الغارديان، فقد أعربت تحت عنوان: «إدانة خطة ترمب للسلام في الشرق الأوسط» عن شكوكها في الخطة التي لم يؤخذ برأي الفلسطينيين حولها بل أنها لم تعرض عليهم. كما أكدت الصحيفة أن الخطة التي يفترض أن تكون جاءت لتحل خلافا استمر عدة عقود، فإنها تحقق جميع الأمنيات التي تطالب بها إسرائيل منذ عدة سنوات.
أما صحيفة التايمز فقالت إن خطة ترمب للسلام غير واقعية إطلاقا، في الوقت الذي شككت فيه وسائل الإعلام الأمريكية، في إمكانية مساهمة صفقة القرن في إحلال السلام بالشرق الأوسط.
صحيفة واشنطن بوست لفتت إلى أن الصفقة لم تستطع جمع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على طاولة واحدة، وأما صحيفة نيويورك تايمز فقالت أن ترمب كشف عن انحيازه الشديد لإسرائيل مبينة أن الخطة لن تسمح بإقامة دولة فلسطينية مؤهلة على المدى البعيد. وأشارت أن ترامب أعلن عن صفقته في وقت يصارع فيه إجراءات عزله من منصبه، وكذلك بالتزامن مع الأيام العصيبة التي يمر بها نتنياهو جراء قضايا الفساد وإساءة الإئتمان التي تلاحقه في حالة فشله في تحقيق الأغلبية في الكنيست في الانتخابات البرلمانية المقبلة بما يؤهله لتشكيل الحكومة القادمة.
ولنرَ ما يخرج عن الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في القاهرة للرد على الصفقة وخاصة ما يتعلق بالتمسك بمرجعية خطة السلام العربية. وأما الفصائل الفلسطينية فعليها أن تنحي خلافاتها وتوحد صفوفها لمواجهة هذا الواقع المؤلم وعلى السلطة الفلسطينية أن تبادر لإلغاء التنسيق الأمني مع الإسرائيليين نهائيا.
الطائرة وعقمناها… ماذا عن المنتجات الصينية يا حكومة!!!
بقلم الكاتب والمحلل الأمني د. بشير الدعجة
لن اتحدث عن اللفتة الإنسانية التي اقدمت عليها الحكومة بنقل ابنائنا الطلبة في مدينة ووهان الصينية الموبؤة بمرض كورونا القاتل ومعهم عدد من الرعايا العرب….
ولن اتحدث عن الإجراءات الطبية الاحترازية والوقائية المشددة التي اتبعتها مع الطلبة والطائرة التي اقلتهم لمنع تسرب المريض الخطير إلى ديارنا الاردنية….
لكن سأتحدث عن أمر اخر يشكل خطراً على ديارنا وشعبنا الأردني… هذا الخطر يتمثل بالبضائع والمنتجات الصينية المختلفة من ملابس وكهربائيات واطعمة ومعدات وادوات متنوعة التي وصلت أو بطريقها إلينا في عرض البحار قادمة من بلاد الصين التي من المحتمل تحمل بين زواياها وانسجتها فيروسات كورونا القاتل…
هل اتخذت الحكومة اجراءات احترازية ووقائية طبية على ذلك في الموانيء البحرية واامنافذ الجوية والحدودية الأخري… ام اقتصرت اجراءاتها على الطلبة والطائرة والمسافرين عبر المطارات من مختلف الجنسيات لإغلاق الطرق امام كورونا القاتل للوصول إلينا…
هل العدوى لا تنتقل عن طريق البضائع والمنتجات المذكورة باعلاة ولا تحمل فيروسات كورونا وتأكدت الحكومة من ذلك بشكل قاطع ويقين تام…. ام هل تم تعقيم هذه البضائع في بلد المنشأ (الصين) بالطرق الوقائية الطبية المتعارف عليها عالمياً … خاصة إذا ما علمنا ان الصينيون الموبؤن هم من صنع هذه البضائع وغلفوها وحملها بأيديهم ورذاذ سعالهم قد لامس اسطحها بما لاشك فيه…
هل ستمنع الحكومة الاستيراد من الصين كافة البضائع والمنتجات والمواد ولو مؤقتاً حتى تنجلي سحابة كورونا… ام ستواجه ضغطاً من التجار وأصحاب المصالح والعلاقة مع الصين وتستمر بسياسة الانفتاح التجاري بدون ضوابط طبية ووقائية معلنة السماح لفايروس كورونا بالوصول إلينا غير آبهة به أو استبعاده وصوله إلينا…
أيعقل ان تغفل الحكومة عن هذا الإجراء الاحترازي لسد الطريق على كورونا للوصول إلينا… خاصة إنها أعلنت خطتها الطارئة لمواجهة فايروس كورونا… ام أن خطتها اشتملت على هذا الإجراء… ولكنها غفلت او سقط سهواً الإعلان عنه اعلامياً لطمأنة الشعب الأردني الذي بدأ يشعر بخطورة الوضع بعد السرعة العالمية التي ينتشر بها الفايروس الطائر القاتل…
أسئلة بحاجة إلى توضيح عاجل غير متلكأ من الحكومة عليها… وتكثيف حملتها الاعلامية عن الفايروس متناولة كافة المواضيع والجوانب المتعلقة بالفايروس… وكل شيئ له علاقة يدخل حدودنا إلينا قادم من الصين… غير ذلك يبقى المواطن ينجم حول كورونا والحكومة لم ترتقي بخططها واجراءاتها المختلفة التصدي له واصطياده قبل أن يصطادنا… وللحديث بقية
د. بشير _الدعجه
صفقة ترامب والنتن ياهو .. ساقطة قبل ولادتها ..!!!
خالد خازر الخريشا
لم أجد لحالة الوهن والضعف للامة العربية والاسلامية وتدافق بعض العرب للتطبيع مع الصهاينة على حساب حقوق الشعب الفلسطيني الا عبارة شهيرة للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني… والتي تقول “يسرقون رغيفك، ثم يعطونك منه كسرة، ثم يأمرونكم أن تشكرهم على كرمهم.. يا لوقاحتهم فصفقة ترامب والنتن ياهو ساقطة قبل ولادتها ، فلسطين ليست للبيع يا سيد ترامب، عاشت فلسطين حرة أبية ومهما كثر الخون والمطبعين والمتصهينيين العرب عاش الوطن برجاله الشرفاء ، القضية الفلسطينية حقوق تاريخية غير قابلة للتفريط ولا تسقط بالتقادم .
فلسطين قلب العرب وقلب المسلمين، ومركز الصراع الكوني بين تمام الحق وتمام الباطل، فلسطين ليست للبيع، فلسطين ليست كرة تلعب في ملعب كل وضيع غبي، فلسطين تاريخ عريق لن يضيع، فلسطين أمة غدا سيشرق فيها الربيع ، يا سادة فلسطين روح خالدة لا تقتلها الصفقات والمؤامرات التي تحاك لها من قبل خفافيش الظلام .
واليوم بات من الضروري نبذ الخلافات وتوحيد الصف الفلسطيني في وجه التيار الصهيو امريكي وضرورة وقوف الشعب الفلسطيني بكافة فصائله وأطيافه السياسية جنبا إلى جنب دعماً لموقف الرئيس عباس الرافض لكل مخططات تصفية القضية الفلسطينية وعلى رأسها صفقة القرن .
وكما جاء بتقرير القدس العربي منذ وصوله إلى البيت الأبيض لم يتوقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تقديم الهدايا إلى صديقه بنيامين نتنياهو رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي، ابتداء من التحجيم التعسفي للمؤسسات الدبلوماسية التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، مروراً باستهداف الشعب الفلسطيني عن طريق تخفيض المساهمة الأمريكية في منظمة الأونروا، وليس انتهاء بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان المحتل وإضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
ومن المعروف أنّ غالبية هذه الهدايا كانت تتوخى دعم نتنياهو في اثنتين من انتخابات الكنيست فشلت نتائجها في ترجيح كفة الائتلاف اليميني والديني الذي يقوده نتنياهو، فبقي عاجزاً عن تأمين أغلبية لتشكيل حكومة جديدة من جهة أولى، وغير قادر من جهة ثانية على تحصين نفسه ضد اتهامات الرشوة والفساد التي ظلت تلاحقه حتى أحالته أمام القضاء. ولكن ترامب لم يكن يرسل الهدايا من باب إغاثة الصديق في وقت الضيق فقط، بل كان في الواقع يريد من معظم هذه الهدايا أن تعود عليه بالفائدة الشخصية، سواء لجهة إرضاء أنصاره من أتباع التيارات المسيحية الصهيونية والإنجيلية المتطرفة، أو لجهة استرضاء مجموعات الضغط اليهودية في أمريكا.
وبالأمس قدم ترامب أحدث هداياه إلى نتنياهو وأكثرها سخاء كما يظن، فأعلن تفاصيل ما يسميه “صفقة القرن” التي ستنطوي على “حل تاريخي” للنزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي كما سوّل له صهره جاريد كوشنر وسفيره في القدس المحتلة ديفيد فريدمان ومبعوثه إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات. وكان مقرراً لإعلان الأمس أن يرى النور أواخر كانون الأول/ ديسمبر 2018 في أعقاب انتخابات الكنيست، لولا مفاجأة أولى تمثلت في نتائج عالقة أفشلت خطط ترامب ونتنياهو معاً، أعقبتها مفاجأة ثانية في نيسان/ أبريل حملت نتائج مماثلة. وليس اضطرار ترامب إلى إعلان “صفقة القرن” في الأمس إلا الدليل الساطع على أن الهدية لم تعد تتحمل تأجيلاً ثالثاً حتى انتخابات الكنيست مطلع آذار/ مارس المقبل، حين ستدخل الولايات المتحدة في موسم الانتخابات الرئاسية.
والثابت أن الصفقة سوف تسفر عن مزيد من أضغاث أحلام ترامب وفريقه، ولسوف تنتهي إلى هامش على تواريخ صراع معقد لا يمكن اختزاله في تدابير من نوع رشوة الفلسطينيين بصندوق استثمارات مقداره 50 مليار دولار (يدفعه “أشقاء” الفلسطينيين من عرب أمريكا وأنظمة التطبيع)، أو إقرار السيادة الإسرائيلية على كامل القدس المحتلة مقابل منح الفلسطينيين عاصمة في بلدة شعفاط أو أبو ديس، أو حفر نفق يربط بين الضفة والقطاع، أو ترحيل ثلاثة آلاف مستوطن من مواقع غير قانونية” مقابل بسط سيادة الاحتلال على 15 مستوطنة معزولة، أو ضم 30 إلى 40% من أراضي الضفة إلى الكيان الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية على 70 في المئة من الأراضي المتبقية، دولة لا جيش لها ولا سيادة ولا علاقات دولية وحتى بدون الحق بإبرام أي اتفاق مع أي دولة.
وبمعزل عن فشل ذريع سوف ينتظر الصفقة لسبب جوهري أول هو أن أية جهة فلسطينية لن تقبل بها مهما بلغت درجة التهاون والخنوع، وسبب ثان هو أنها ستجابه برفض شبه تام من المجتمع الدولي، فمن الذي يضمن أن أي رئيس أمريكي ديمقراطي مقبل سوف يصادق على حماقة سياسية ودبلوماسية وأمنية مثل هذه، تضرب عرض الحائط بعناصر مقاربة أمريكية للصراع العربي ـ الإسرائيلي عمرها عقود؟
اتفاق بين شخصين مأزومين
كشفت صفقة القرن التي أعلن عنها يوم الثلاثاء الماضي عن حقيقة تتمثل بعدم وجود شريك إسرائيلي لا من قريب ولا من بعيد يقبل بتسوية تاريخية وفقا لمرجعية القانون الدولي، وعليه لا يمكن للجانب الفلسطيني أن يستمر في السير خلف أوهام إمكانية تحقيق اتفاقية تحقق للفلسطينيين الحد الأدنى من شروط السلام.
بطبيعة الحال، هذه الخطة التي جاء بها الرئيس ترامب لا تسمح بإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، وهي صفقة ولدت ميتة لأن أحدا في الجانب الفلسطيني لن يقبل بها مهما كانت الضغوطات. وهي صفقة تستند بشكل كبير مع سردية اليمين الإسرائيلي الذي لا يريد السلام مع الفلسطينيين بقدر ما يريد التوسع على حسابهم وتحت أي ذريعة أو مسوّغ.
الولايات المتحدة لا تحصل على أي شيء مقابل هذا الانحياز لليمين الإسرائيلي، وكما قال توماس فريدمان من صحيفة نيويورك تايمز فإن الرئيس ترامب أخطأ في تقديم هذه الخدمة لإسرائيل دون أن يكون للولايات المتحدة أي مكسب ملموس! ويحتج توماس فريدمان على توقيت الإعلان عن الصفقة إذ أن هناك انطباعا واسع الانتشار في واشنطن يفيد بأن توقيت الإعلان مرتبط بشكل مباشر بمحاولات عزل ترامب. بمعنى أن ترامب رجل مأزوم يحتاج إلى أي شيء يشتت الانتباه عما يجري في مجلس الشيوخ وبخاصة بعد المعلومات التي سربت عما سيحتويه كتاب جون بولتون عن ترامب شخصيا. هناك تماثل في التأزيم إذ يعاني نتنياهو من مشكلة مماثلة، فلائحة الاتهامات ستنهي حياة نتنياهو السياسية وتزج به في السجن، لذلك هو بحاجة إلى قارب نجاة وهو ما يقدمه ترامب من خلال اعلان هذه الخطة.
تعامل نتنياهو مع الخطة يحركه مسألة واحدة فقط وهي لائحة الاتهامات، لذلك لن ينتظر نتنياهو طويلا إذ من المتوقع أن يعلن عن ضم غور المستوطنات وحتى غور الأردن إلى السيادة الإسرائيلية خلال أسبوع من الآن. فنتنياهو يريد ذلك ليساعده على الحصول على حصانة من المحاكمة. وكما كتب دينس روس وديفيد ماكوفسكي في صحيفة الواشنطن بوست فإن من شأن هذه الخطوة الإسرائيلية أن تقتل الخطة. ربما لن يتمكن نتنياهو القيام بذلك بسبب تحفظات الإدارة الاميركية التي لا تريد لإسرائيل أن تقوم بهذه الخطوة إلا بعد الانتخابات الإسرائيلية.
هذا الاتفاق بين رجلين مأزومين ليس قدرا إذ أن قدرة الجانب الفلسطيني على افشال هذه الصفقة هي حجر الأساس في العملية برمتها، وحتى يكون ذلك ممكنا هناك حاجة ماسة لمصالحة فلسطينية سريعة تتفق على برنامج الحد الأدنى. وحتى تنجح الجهود الفلسطينية في افشال الخطة – ووضعها على الرف شأنها شأن العديد من الخطط السابقة – هناك أيضا ضرورة لوجود قوة اسناد عربية. بمعنى آخر، الموقف العربي في غاية الأهمية على ألا يتحول موقف بعض الأنظمة العربية في دول وازنة خنجرا في خاصرة الصمود الفلسطيني أمام ما يحاك لقضيتهم الوطنية.
محليا، على الأردن أن يتحرك وبسرعة والتأكيد على أن الأردن لن يكون طرفا في هذه الصفقة، وهناك ضرورة أردنية وطنية لدعم موقف الرئيس محمود عباس في رفضه مجرد التفكير في هذه الصفقة. الاتصال الذي قام به جلالة الملك عبدالله مع الرئيس الفلسطيني يطمئن الشارع الأردني الذي يقف بجانب الفلسطينيين في مسعاهم للتحرر من نير الاحتلال والاستعمار. وربما علينا في الأردن أن نستوعب جيدا بأن الخطة ما هي إلا ترتيب بين رجلين مأزومين لن يبقيا في السلطة لفترة طويلة وأن أي ضغوط يمارسانها لن تكون كافية في قادم الايام لثني ألأردن عن موقفه الصلب في رفض الصفقة التي تنال ليس فقط من الفلسطينيين بل ومن الأردنيين.
ماذا يريد الوزراء من الفلسطينيين؟!
في المعلومات ان هناك انقساما عربيا غير معلن بشأن خطة الرئيس الأميركي، التي اعلنها قبل أيام بشأن القضية الفلسطينية، بعد عامين من التسريبات والتعديلات.
هذا الانقسام قد يطل بنفسه في كواليس اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم السبت في القاهرة، الذي سينعقد بحضور الرئيس الفلسطيني، وجاء تلبية لطلب الفلسطينيين، وليس تعبيرا عن تحرك عربي، فيما الاتصالات تجري للتوافق على نتائج محددة.
مواقف العواصم العربية، متعددة، البعض يقول نقبل ما يقبل به الفلسطينيون، ونرفض ما يرفضونه، والبعض يرفض كل الخطة من أولها الى آخرها، وهناك عواصم تتبنى رأيا مكتوما يقول ان ليس لها علاقة بكل هذا الصراع، فيما هناك عواصم تريد ان يستثمر الفلسطينيون الفرصة ويعلنوا رغبتهم ببدء مفاوضات فلسطينية إسرائيلية لمناقشة تفاصيل خطة صفقة القرن، ومحاولة التعديل عليها، من اجل تحسينها، بدلا من رفضها بشكل مطلق، ومع كل هؤلاء عواصم تعيد التأكيد على مبادرة السلام العربية .
اليوم في القاهرة، سيستمع وزراء الخارجية العرب الى الرئيس الفلسطيني، وبرغم ان التسريبات محدودة حول مضمون كلامه ، الا ان التوقعات حول إعلانه الغاء اتفاقية أوسلو، او حل السلطة، او تعليق الاتفاقيات، او وقف التنسيق الأمني مع اسرائيل قد لا تبدو واقعية، فقد اختار الرجل طوال تاريخه السياسي ان يبقى تحت سقف محدد، وان لا يتجاوزه، وله تبريراته في ذلك، وهي تبريرات يعرفها الكل، ولا يقبلها الكل أيضا.
على الأرجح انه سيعيد موقفه الذي اعلنه مرارا بشأن صفقة القرن، ورفض السلطة لها، لاعتبارات كثيرة، وقد لا يخلو كلامه من إشارات تهديد، وغير ذلك من إشارات سمعناها من السلطة مرارا ولم تتحول الى واقع ، إضافة الى الاستغاثة بالعرب والروس والأوروبيين، ودول أخرى باعتبار ان الكرة الأرضية ليست لأميركا وحدها.
على الاغلب سيكون هناك خلاف داخل اجتماعات وزراء الخارجية العرب بشأن البيان الختامي والموقف من صفقة القرن، اذ ان هناك عواصم عربية لا تريد التصعيد ضد الولايات المتحدة الأميركية، وتريد موقفا يفتح بابا للتفاوض من جديد، وتريد الاستفادة من المؤتمر لأخذه نحو هذا الاتجاه حصرا، وهذه قصة حساسة مع صعوبة تسويقها امام سقوف التصعيد الفلسطينية التي شهدناها مؤخرا، على الصعيدين الرسمي والشعبي.
اذا افترضنا ان العرب غدا في القاهرة، سيتبنون هذا الاتجاه، أي دعوة الفلسطينيين للعودة للمفاوضات مع الإسرائيليين، من اجل تحسين خطة الرئيس الأميركي، فلا احد يعرف على وجه التحديد ماهية قدرة الرئيس الفلسطيني على قبول هذا الاتجاه، او حتى تبريره لاحقا، وجدوى حصوله على غطاء عربي، من اجل انطلاق موجة مفاوضات جديدة بشأن صفقة الرئيس الأميركي، خصوصا، ان هناك شكوك أساسا في قبول الإسرائيليين لمبدأ العودة للمفاوضات، هذا فوق ان كل تجارب المفاوضات اثبتت انها مضيعة للوقت.
الخلاصة المؤكدة هنا، ان هذا الاجتماع سوف يفشل في اتخاذ أي خطوات للضغط على الاميركيين للتراجع عن خطتهم، او حتى تحسينها، فالخطة تم وضعها أساسا بالتنسيق مع الإسرائيليين، وتصب لمصلحتهم أولا وأخيرا، وهذا يعني اننا امام خطة إسرائيلية، في ظل معرفة واشنطن ان سقف الموقف العربي محدود، وهذا يعني ان اجتماع القاهرة يأتي في الوقت الضائع، ولا يشكل أي تهديد فعلي لأي طرف.
هذا يعني ان المؤتمر بسقفه المحدد مسبقا، لن يشهد اعلانا فلسطينيا مختلفا ضد إسرائيل، من حيث اشهار خطوات جديدة، وقد يكون منصة فقط لتغطية الفلسطينيين الرسميين في حال تجاوبوا مع الدعوة للعودة الى المفاوضات، وهي تغطية لا يستطيع الرئيس الفلسطيني حملها، ولا التواري خلفها امام الفلسطينيين.
في كل الأحوال يتم ترك العالم العربي لتعبيراته السياسية الرسمية، والتعبيرات الشعبية الغاضبة من مظاهرات ومسيرات، فيما تواصل إسرائيل مشروعها، وهو مشروع لا يمكن ان يتوقف بهذه الطريقة البائسة التي يلجأ اليها العرب طوال عمرهم، وقد قيل مرارا ان الاعتراف بإسرائيل أساسا، والتنكر لكون فلسطين، كل فلسطين، عربية من نهرها الى بحرها، مجرد تنازلات ستؤدي الى ما هو أسوأ من حيث النتيجة، وهذا ما نراه هذه الأيام.