كتاب واراء
احذروا نتنياهو
أدرك نتنياهو مبكرا أن قرار الأردن إنهاء العمل بملحقي الباقورة والغمر،يمثل ضربة قاسية لصورته أمام المستوطنين والصهاينة المتشددين، الذين عودهم دائما على تحقيق مكاسب لمشروعهم التوسعي دون أي تنازلات للعرب.
رمزية الصلاة في الباقورة
لفرحة العارمة ببسط السيادة الكاملة على الغمر والباقورة لم تترجم لاحتفالات شعبية عفوية، والسبب الاساس أن أحداً لم يوضح عمق القرار ومعناه السياسي والسيادي، وحجم الضغوط الهائلة التي واجهها الأردن لإصراره على قراره. وعلى عكس إمكانيات الاحتفاء الشعبي دون أن يترتب على ذلك تكلفة سياسية دولية، كان صانع القرار معنياً وملزماً أن يحسب بدقة خطوات الاحتفال الرسمية ببسط السيادة الكاملة على أراضي الباقورة والغمر. الاحتفاء الرسمي جاء مفعماً بالرمزية المليئة بالرسائل المشفرة؛ الملك بلباس عملي غير عسكري، يصحبه ولي العهد الضابط بالجيش العربي، يصلون لله مع العسكر. مشهد مهيب وغل بعمق في النفوس، جمع ثوابت الأردن من عرش وجيش ودين؛ العرش برموزه ورمزيته، الجيش بمكانته ومهابته، والدين كجزء من قيم الأردنيين وعنوان حضارتهم. أسلوب الاحتفاء حكماً أخذ كثيراً من التفكير، فالعالم يراقب، وطريقة الاحتفال حملت رسائل مشفرة الارجح أن الدول المعنية ما تزال تحاول تفكيكها، رسائل عن قدرة الأردنيين وصلابة قيادتهم وعقلانيتها وتعدد خياراتها، وعن التحامها مع شعبها في مواجهة الضغوط. قرار صائب ذاك الذي نقل المؤتمر الصحفي لوزارة الخارجية بدل الباقورة لاسيما أن المؤتمر أعاد ما كان متداولا في الاعلام منذ أيام، فهذا حدث يستحق ثوباً وطنياً أكبر من السياسة يسمو فوقها. كان يجدر السماح بتغطيات إعلامية ميدانية.
خطوات رمزية أخرى كانت ممكنة على غرار التقاء جلالة الملك وولي العهد بأهالي المنطقة من المزارعين والفلاحين، أو مع رجال الدولة وضباط الجيش الذين فاوضوا إسرائيل على المعاهدة وملاحقها. اجتماع يكرم هؤلاء الأردنيين الوطنيين الذي خاضوا معركة السلام واستعادوا حقوق الأردن، يسمع الملك منهم تقييمهم للسلام مع إسرائيل وتحدياته، وربما استثمار اللقاء لإطلاق رسائل سياسية وإعلامية للداخل الاسرائيلي، تؤكد حقوق الاردن وعزمه المضي في طريق السلام يقابله استهتار ورعونة يمينية إسرائيلية وضعت السلام بين إسرائيل وجيرانها في حالة من البرود المقلق.
نتنياهو يوم إنهاء الملاحق في حديث بالكنيست، يرتكب مزيداً من التحرش السياسي الاحمق، يعمق فجوة الثقة ويبرهن على ضلال وانعزال عن الواقع. يتحدث نتنياهو عن قوة إسرائيل وأنها تساعد الاردن ومصر أمنياً في الحفاظ على الاستقرار، وأن البيروقراطية الأردنية تعطل مشروع سكة الحديد من حيفا الى الخليج عبر الأردن! السيد نتنياهو يعيش في فقاعة تعزله تماماً عن الواقع؛ هو لا يدرك أن التعاون في الشؤون الامنية الاقليمية فيه منفعة متبادلة وليس فقط منفعة للأردن ومصر، فهل كانت إسرائيل ستحقق الامن والاستقرار لولا معاهداتها مع الأردن ومصر وفلسطين والتعاون الامني معها! هو لا يدرك أن سكة الحديد وغيرها من مشاريع التعاون الاقليمي لن تسير خطوة واحدة إذا لم يكن هناك أجواء سلام وتعاون إقليمي صادقة لن تتأتى دون إحقاق العدالة وإنهاء النزاع مع الفلسطينيين. بدل أن يرسل نتنياهو تصريحات إيجابية تجاه الأردن ليرمم ما دمره من مستويات التعاون والثقة يؤكد مرة أخرى أنه عازم على الإجهاز على ما تبقى من ثقة.
القدس .. هل المكان جغرافيا أم تضارس أرواحنا؟
تعرضت القدس للقضم، صهيونيًّا، على أرض الواقع، وتعرّضت للقضم في الذهن العام، بحيث باتت تعني للبعض: المساحة الواقعة بين الأسوار القديمة حيناً، ونصفها الشرقي حيناً، بل تراجعت أحياناً، في بعض الخطاب السياسي، لتغدو «أبو ديس» مثلاً. لكن القدس في الحقيقة أوسعُ من ذلك، لا على المستوى المعنوي، فهذا أمرٌ لا جدال فيه، ولكن على المستوى الماديّ أيضاً، وهنا أعني قضاءها أو محافظتَها، وهذا القضاءُ يشمل بلداتٍ وقرىً كثيرةً ممتدةً في جهات أربع.
وبعد:
مَن الذين نعرفهم أكثرَ من الآخرين؟
– نعرف الشهداء.
ما الذي نعرفه عن المنفى؟
– نعرفُ الوطن.
ما الذي نعرفه عن الخيمة؟
– نعرف بيوتَنا التي وراءنا.
ما الذي نعرفه عن حريتِنا؟
– نعرف أسرانا.
ما الذي نعرفه أكثر من كهولتِنا؟
– نعرف طفولتَنا.
طفلاً عرفتُ القدس؛ مرَّتين في العام، حين كنتُ، وأبي، نزورُ جدي في «مخيم عايدة»، في «بيت لحم»، لم يتركني أبي خلفه، أياماً، لأعرف أكثر، كانت مشقةُ الذَّهاب من مخيم الوحدات، هنا في عمّان، إلى «عايدة»، هناك، شاقةً ومكلفةً أيضاً.
بين مخيمين تأرجحتُ، وثلاثِ مدن: عمّان، القدس، وبيت لحم.
عرفتُ عمّان، مدينةَ حياتي، كما لم أعرف مدينة أخرى. لكنّ القدسَ هي مدينتي، فضمْن قضائها تقعُ قريتي، لكنني لم أكن أعرفُها كما يليق بها أن تُعْرف. حتى قريتي لم أحظ بلقائها؛ لأنها باتت منطقةً عسكرية يُحظَر الوصول إليها.
لكن القرية التي لم أرها بعيني رأيتُها بأعين سواي.
عرفتُ قريتي (البريج) الواقعة على الكتف الغربي لقضاء القدس، كما كان يعرفها أهلي تماماً، كل ما في الأمر أنني لم أرها، وهم رأوها، ولكنني حين تخيّلتها أصبحتُ أراها أكثر منهم. ففي الخيال اتّسعتْ وفاض معناها، إذ لم تعد تلك القرية المكوّنة من بيوتٍ وبساتين وسهولٍ، ووديان؛ يتّسع البيت برمزيته، وكذلك الشجرة والحصان والطريق، كما تتّسع الشمس بفائض دلالاتها، فلا تغدو مصدر الضوء الذي ينير نصف يومنا وحسب. كما تتسع قِطعُ القماش الصغيرة التي تُشكِّل عَلَما في النهاية.
كان لدي مخزونٌ هائل من ذاكرة الأبوين والأقارب، فالذكريات هي الشيء الوحيد الذي لا تستطيع أن تقول إنك نسيته خلفك، في فوضى الرحيل، حين تُطرد من وطنك.
كان الأقربون بنوكاً للذكريات، وفي زمان مثل ذاك، لم يكن هنالك شيء ننشغل به ويَشَغُلنا ويُمتِّعنا ويُبكينا مثل الذكريات، نهر طويل لا تستحمّ به قلوبُنا وخيالاتُنا مرّة واحدة؛ فكل يوم يتجدد، وما عاشه المُهجَّرُ في ثلاثين أو أربعين عاماً أو مائة، في وطنه، لن يستطيع أن يقوله كلَّه في ليلة واحدة.
بين بداية الإعداد لكتابة «زمن الخيول البيضاء» وصدورها اثنان وعشرون عاماً. لكن هذه الرحلةَ الطويلةَ التي بدأتُها بحثاً عن قريتي، أصبحتْ فيها قريتي هي العاصمةُ ومدينةُ القدس هي الضواحي! كانت فلسطين هي الضواحي! إلى أن اكتشفتُ أنني كنت أكتبُ عن القدس وعن فلسطين كلِّها أكثر مما أكتبُ عن قريتي تلك.
كلُّ ما عانته القرية، التي اخترتُ لها اسماً جديداً هو «الهادية»، وذوّبتُ فيه تجاربَ مدن وقرى أخرى، عانتْه كثيرٌ من مدن وقرى فلسطين. كانت حكايةُ قريتنا مع الكنيسة الأرثوذكسية، ومحاولةُ هذه الكنيسة بقيادتها اليونانية السيطرة على القرية، هي حكايةٌ كبرى من حكايات القدس التي لم تزل مشتعلة حتى هذه اللحظة مع قيادة هذه الكنيسة. لكن القدسَ كانت حاضرةً في الرواية أيضاً، وستحضُر أكثر في رواية (دبابة تحت شجرة عيد الميلاد) وتحضرُ وجوهٌ أخرى من وجوه المدينة: ثقافة ونضالاً، وحكاياتِ حب، وموسيقى. كما ستحضر بيت لحم التي لجأ إليها جدّي، وعاش في ذلك المخيم الذي ينزّ دماً في خاصرتها.
لقد أتيح لي أن أزور بيت لحم قبل أن أكتب «ثلاثية الأجراس» أربع مرات في السنوات العشر الأخيرة، ولذا يمكنني القول إنني عرفتها، ولكن من يستطيع أن يعرف مدينةً تماماً؟ وما هو الجانب الذي علينا أن نعرفَهُ في مدينة نكتب عنها: الأحياء، الشوارع، المعالم الرئيسية، تضاريسها، عدد مساجدها وكنائسها، أم بشرها؟ تاريخها، أحلامها، روحها؟ وهل المكان في الرواية شارعٌ، حديقة، سهلٌ فسيح، جبلٌ، أم أن المكان هو الإنسان، وبقدر ما يتّسعُ الإنسانُ يتّسع المكان، وبقدر ما يضيق الإنسانُ تضيق الأماكنُ والأوطان؟
هل المكان هو ما تقع أعينُنا عليه، أو تتأمَّلُه؟ أم أن المكانَ تضاريسُ أرواحنا؟
كيف تحضر فلسطين اليوم في أرواح أطفال لم يروْها قط، ويكاد حضورُها يصبح أكثر قوةً من حضورها في معرفةِ من عاشوا فيها؟!
كانت الملهاة الفلسطينية المكوَّنة حتى الآن من 12 رواية تغطي أكثر من 250 عاماً عن معنى القُدْسيَّة، فحين كتبتُ عن غزة كنت أكتب عن القدس، وحين كتبت عن رام الله كنت أكتبُ عن حيفا، وحين كتبت عن عكا وطبريا ويافا كنت أكتب عن نابلس وجنين والخليل..
قلت: إن القدسَ أوسعُ من حدودها، لأنها أوسعُ من معناها، لكن فلسطين أوسعُ من كلِّ مكان، فهذه المدينة قلبُها، وتلك رئتاها، وتلك ضحكتُها، وتلك عيناها، وتلك شَعْرُها وشِعرُها أو نهرها ونثرُها، وتلك خطاها، وذراعاها .. وهي حُلمُنا مثلما نحن حلمُها.
“الفاقئ المختل في مجتمع الاختلال”
الكبرياء، والعظمة إشكالية الإنسان فينا، حيث يتحول من كائن إنساني إلى وحش، دائما لدينا مبررات جميعا نحو أي تصرف نقوم به، وقصة السيدة التي فقئت عينيها دليل اختلال واضح يصيب الكل، لكن هنالك الضابط المتنفس لمدا طويل، والآخر الفاقد لصوابه ذهنا، وفهما، والواصل لمرحلة التشويه، والتعذيب ليلعب دور الإله.
إشكالية حياة المرأة في بيئتنا المريضة تتجسد في نقطتين:
الأولى: تمرد امرأة تأبى الانصياع لقرارات الرجل فتبقى عازبة، أو يأخذها رجل لا سلطة له عليها، منصاع لها، ديوث تارة، وطرطور أخرى، وذكر ينفذ لا قرار، ولا حكم له عليها، ووظيفته دفع المال فقط، ووظيفتها تحقيق أهوائها على فانوس علاء الدين السحري.
الثانية: امرأة لا توضع ضمن خانة الطاعة بل العبودية، تنفذ دون فهم، ولا قرار في حياتها، تنزل من قيمتها لتكون عبدة، مع التوضيح ضرورة طاعة الزوجة لزوجها، وهنا للجهل سبب، وللوضع الاقتصادي، والاجتماعي سبب، ولظلم الأهل سبب بتزويجها فقط لغاية التزويج، وللنظرة العامة سبب، فتصل الأمور لما وصلت إليه هذه السيدة، ولا غرابة عندي فيما حدث، والرأي العام، والقانون كان فيصلا.
الزبدة أن مؤسسات النسوية الدخيلة تؤجج حالة عداء نحو الرجل الشرقي والمسلم تحديدا، أشاهد بأم عيني حالة كره، وسخط، وخوف، وتمرد، وتواقح، وتطاول، وقلة أدب من الفتيات اتجاه الرجال، وتعدي الكثير منهن على مشاعر الرجال بخدش حصانتهم، وتركيبتهم السيكولوجية، وهذا الجانب سأتحدث فيه تفصيلا دقيقا في مرات قادمة عبر حسابي، كون الكثر يظنون التحرش، والمضايقات متعلقة بالنساء دون الرجال.
مجتمع تغرس عائلاته في عقول بناتهن أن الرجل عبارة عن مال فقط، وعليه توفير كل ما يطلب ليكون رجل، دون أي توعية للفتاة ماذا تعني المسؤولية؟، وماذا تعني الطاعة في بيت الزوجية؟، وماذا تعني الحياة كشيء نعيشه؟، هو مجتمع منهار، وسيدمر مستقبل الأسرة، وسيعقد كل شيء مع وجود الحل بالبساطة، وآسف متكلما أنه ينساق باتجاه اللاقيمة، واللامبدأ، واللاعقيدة المستندة لدستور إلهي يكثر الحديث عنه بيننا، لكننا لا نراه ملموسا في معاملاتنا والله المستعان.
معالي خولة العرموطي تكتب: أردني أم غزاوي لا يهم .. فجرش أردنية!
خولة العرموطي
منذ أكثر من 15 عاماً وأنا أتوقع أن ينعكس ما يعانيه سكان مخيم جرش على الأردن وسمعته، ولطالما حاولت التذكير بمسؤولياتنا كدولة في هذه الرقعة بالذات ولكن لا أحد يستجيب إلا الديوان الملكي وبإيعازات متكررة من جلالة الملك، وها نحن جميعاً ندفع الثمن بجريمة الطعن الأسبوع الماضي.
ما جرى الأسبوع الماضي في الحادث المشؤوم، والتساؤلات الدولية حوله والتهديد للسمعة السياحة كلّها تذكرنا جميعاً بأن لا حاجة لنا لنختبئ خلف أصابعنا أكثر، وان الوقت قد حان لنقف مرة وننظر لهذا المخيم تحديداً ولتتحمل الدولة مسؤولياتها فيه.
لا أريد تبرير العنف طبعاً، ولكن الحادث أبرز لنا كيف ان الجدل الذي ظهر عن إذا ما كان الفاعل أردنيا أم غزاويّا هو جدل عقيم، فالرقعة التي يتواجد عليها سكان مخيم جرش أردنية، وتحت السيادة الأردنية الكاملة، وإلى جانب كل ذلك فالأخبار الدولية كلها تحدثت عن “جرش الأردنية”.
مخيم جرش، أو مخيم غزة أحد أكثر الأماكن بؤساً في الأردن، وباعتباره مخيما للاجئين الفلسطينيين تترك حكوماتنا المتعاقبة عبء معوناته على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (اونروا) منذ إنشائه، دون ان تنتبه الى الخطر الذي ينمو بداخله على شكل فقر وجهل وجوع ومرض. والعناصر الأربعة المذكورة، كما نعلم جميعا، وصفة سحرية للعنف والكره والإرهاب.
في كل مرة أزور فيها المخيم منذ 15 عاماً ضمن جولاتي التطوعية، أرى بؤساً إضافياً، فرحلة قصيرة إلى المخيم، تجعلنا نعايش طرقاً ضيقة جدا لا تسير فيها إلا الدواب وبعض السيارات الصغيرة؛ كما يشتمّ الزائر الروائح الكريهة بكل مكان بين رائحة الدواب التي تعيش مع قاطني المخيم ليتنقلوا عليها، ورائحة الصرف الصحي الذي لا يزال بلا أي شبكة تبعده وتبعد مضاره عن السكان، بالإضافة لرائحة البيوت المتعفنة والتي تأكلها الرطوبة وتتسبب بالأمراض المزمنة لأبناء المخيم.
أهالي المخيم يحلمون بـ “شبكة صرف صحي مناسبة”، وهو حلمٌ لا يجد إلا وعوداً لا تنفّذ ومبادرات فردية لا تشكل أي فرق حقيقي، وهذا حلمٌ أعايش تلاشيه مع فقدان الأمل منه كل مرة. كما أنهم يحلمون بأسقف اسمنتية بدلا من الأسقف الزنكية التي تتسبب بالسرطان وفق تقارير الاونروا، والتي تؤكد أن 3 من كل أربعة بيوت في المخيم غير صالحة للسكن أيضاً.
تابعت مراراً كيف تنتشر الأمراض الرئوية بصورة مرعبة، وتتطلب الكثير من العلاج الذي لا تستطيع العائلات تأمينه، والأطفال يعانون أمام آبائهم من “لعنة المخيم” ومن يجد له متبرعا لمساعدته يكون محظوظاً جداً.
والأطفال حالتهم صعبة وشرحها يطول، فهم بين المرض وضعف التعليم والتنمر والعنف ضدهم إذ تبعد بعض المدارس عن المخيم مسافة تزيد عن 2 كيلوميترا، وهو ما عرّض كثيرا منهم لاعتداءات وتحرشات وقصص يندى لها الجبين، تسببت في النهاية لهم بعدم اكمال تعليمهم في أفضل الأحوال، بينما كانت أساس جرائم أخرى في أحوال أسوأ.
أما شباب المخيم الذين معظمهم قد يكون عاطلا عن العمل بسبب القوانين التي لا تطبق حينا وبسبب بعض التمييز حينا آخر، باتوا يحلمون بأن يحصلوا على معاملة العامل الوافد، مستشهدين بأنهم يعملون الى جانب الوافدين في مواسم قطاف الزيتون فيحصلون على نصف ما يحصل عليه عامل عربي او أجنبي من أي جنسية أخرى.
كل هذا لا يزيد على غيض من فيض مما يعانيه المخيم، وحكوماتنا المتعاقبة تتركه يلاقي مصيره مكتفية بجهود وكالة الغوث التي باتت اليوم تحتاج فعلاً لمن يغيثها، ليبقى السؤال ماذا عن أبناء المخيم؟ ماذا عن العائلات التي ترى الظلم بعينيها وتعايش المرض؟ وماذا عن أطفال يختفي طيف مستقبلهم من أمامهم؟.
أظن وبعد الحادث الأخير، بات لزاماً علينا أن ننظر للمخيم كاستثمار استراتيجي في مستقبل شباب واعد قد يتحول لطاقة منتجة بمجرد فتح الباب امامه، وألا نكتفي بجهود وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، والتي لم يكتفِ بها جلالة الملك حين أوعز بمشروع تنموي هناك وملعب لكرة القدم.
فالجهود سواء من المتبرعين أو حتى الاونروا لن تؤتِ أي ثمار تنعكس على البلاد والعباد، طالما هي فردية وغير منسقة ولا تسير ضمن مخطط شامل للنهوض بالمخيم، وهنا سلفاً، لا أتحدث لا عن توطينٍ ولا غيره، اتحدّث عن تقديم خدمات لمنطقة منكوبة ومنذ عشرات السنين، بات لا بد أن ننهض بها لصالح الأردن وقاطنيه وزائريه.
تقرير حالة البلاد الذي يعكف عليه المجلس الاقتصادي والاجتماعي ورئيسه المخضرم الدكتور مصطفى حمارنة، لفت سابقاً ويستمر لضرورة إيجاد مشاريع ينصب الجهد ويتنسق بداخلها بين القطاع الخاص والعام والمتبرعين، ومخيم جرش ليس استثناءً، بل على العكس قد يكون اليوم أولوية اقتصادية واجتماعية، تحوّل بؤرة للمرض والقهر لنموذجٍ ناجح لمستقبل أفضل.
بات علينا أن نفكّر في بلادنا كاستثمار استراتيجي، والمخيم كذلك، فالاستثمار التكتيكي انقضى وقته.
(الدستور)
نعم لاعلان عطلة احتفالا بالباقورة والغمر
لا شك ان استعادة اراضي الغمر والباقورة بعد ربع قرن من توقيع اتفاقية السلام مع العدو الاسرائيلي تستحق الفرح الغامر واللامحدود فهي لا تقل اهمية عن استقلال الاردن من الانتداب البريطاني في الخامس والعشرين من ايار عام 1946 كما انها لا تقل اهمية عن تعريب قيادة الجيش الاردني فالحدث وطني وتاريخي بامتياز فهل يعلن الاردن عطلة وطنية رسمية بهذه المناسبة التي انتظرها الاردنيون منذ سنوات طويلة.
ولكي تبقى فرحتنا باقية كمنجز يستحق استذكار عودة الاراضي في كل عام لكي تبقى ذكرى خالدة للاجيال القادمة فالحدث يستحق تحويله الى عطلة وطنية رسمية سنوية احتفالا وابتهاجا بعودة هذه الاراضي للسيادة الاردنية لا سيما ان العدو الصهيوني كسب جميع معاركه مع العرب وخسرت الجيوش العربية في مواجهته وما يزال يمارس غطرسته ليل نهار على العرب .
ولو افترضنا ان المعادلة مقلوبة وان هذه الاراضي عادت للعدو الاسرائيلي فان اليهود سيقرعون الطبول ليل نهار ويقيمون الليالي الملاح فتقليل المنجز والحدث الوطني الاردني هو خيانة للوطن واليوم نعيش لحظات تاريخية باستعادة السيادة الأردنية على أراضي الغمر والباقورة فبعد 25 عام عاد الأردن لبسط السيطرة عليها بالكامل وبعد كل هذا الا يحق لنا ان نفرح بالمنجز الاردني الملكي.
البعض يحاول التقليل من شأن الحدث الوطني خصوصا أنه انتصار على اليهود الذين يخالفون المعاهدات والمواثيق منذ عهد الرسول محمد واليوم من حقنا ان نفرح ونحتفل فقد كتب تاريخ جديد على هذه الاراضي التي رفع عليها العلم الاردني وبواسل الجيش ومدفعيته واسلحته بكل مكان في هذه الاراضي التي باتت كاملة تحت سيادتنا الاردنية.
الاعلام العبري اليهودي انطلقت سهامه عبر قنواته ووسائل اعلامه للهجوم على الاردن وشعبه وقيادته وبدا الحزن يخيم على الاسرائيلين بعد مغادرة اليهود لاراضي الغمر والباقورة والمشهد كان واضحا مع اغلاق الابواب الحديدية في هذه الاراض وخرج اليهود عبر اعلامهم وهاجموا الملك والقرار الملكي وتهجموا على الاردن وارادته الشعبية وحاولوا التقليل من اهمية الحدث خصوصا ان الشعب اليهودي معروف بالخداع والتضليل والغدر والخيانة للمعاهدات والمواثيق لكن في النهاية انتصر الوطن وشعبه وقائده على اليهود.
نعم توجد ملكيات خاصة لليهود ضمن هذه أراضي الباقورة والفصل فيها للمحاكم والقانون وهذه القضية منفصلة عن عودة السيادة على هذه الأراضي للأردن والوضعية والترتيبات الخاصة بهذه الملكيات بحاجة لاجراءات طويلة للفصل والبت بها.
زيارة الملك وولي العهد للباقورة تأكيد على تناغم الإرادة الشعبية والملكية والاحتفال بالحدث الوطني لا يكون بتسخيف وتقليل المنجز بل تعظيمه والبناء عليه في وطن يستحق منا مزيد من العمل والبناء في الدفاع عن كل شبر من اراضيه وهو ما اكد عليه قائد الوطن بان السيادة الاردنية عادت لكل شبر في الباقورة والغمر
مجتمعنا مهزوم
في واقعنا ، وفي أيامنا هذه ، تُشاهد ،ما يُطيب لك ،من مواقف ، بها وأهمها ،ما يلفت النظر ،منها الفتنة ، والتي هي أشد من القتل ، ترى أناس يشكلون حلقات ،بها الوقوف جنباً إلى جنب ،لبعضهم بعضا ،وحتى في حال أن صدر خطأ من أي شخص كان من هذه المجموعة ،يتم الإجماع على أن خارج المجموعة ،هو قدم الخطأ ،وهذا الشيء يُغضب وجه الله عز وجل .
لحظات ،ونلفت النظر ،على واقعنا الذي يقوم بعبادة الله عز وجل ، ويقوم بالصلوات الخمس ،ولكن في الحقيقة يقوم ،بالبحث عن خصوصيات الآخرين ،لتكون محط أنظار الجميع ، وفي الحقيقة ذاتها ،حينما تكون محط أنظار الجميع ،بأشياء لم ترتكبها ،هو ما يدل على أنك من سلالة والديك، الذين هم قاما على تربيتك ،في الاتجاه الصحيح .
هذا هو واقعنا يا سادة ،أُناس يتهمون أُناس ،والفاشل يهبط من عزيمة الناجح ،وقليل التربية يحاول إيصال أن هناك شخص قليل التربية .
في إحدى المرات جائني شاب في مقتبل عمره ،وقال ليّ هل تعلم أن هناك شخص، يدعى فلان بأنه ساحر ،قلت له اتقِ الله عز وجل ،هل قمت بمشاهدته ،بأم عينيك ،قال ليّ لا ،الناس هم من يتكلمون عنه ،قلت له ،الناس في هذا الوقت هم عبارة عن ملفات متراكمة ،ومتزاحمة، بالبلاء والسبب هو نقصان هرمون السيروتونين ، فإما أنت لا تنشر أشياء لم تراها؛ لأنك سوفَ تُحاسب عليه يوم القيامة .
ومن ذلك السارق من يرى الآخرين، بأنهم يسرقون ،والساحر من يرى الأخرين ، بأنهم يقومون بالسحر ، هذا واقعنا يا سادة ….عجباً لأمر البشر يرون عيوب غيرهم ،من خلال التحدث عن الآخرين بسوء ،وينسون عيوبهم .
قوانين التقاعد والمكاييل المزدوجه
في نهاية حزيران 2019 إتخذت الحكومة قرارا بإحالة الموظفين الخاضعين لقانون التقاعد المدني اللذين يشغلون الفئة الأولى والثانية والثالثة ممن بلغت خدماتهم الخاضعة للتقاعد (30) سنة فأكثر على التقاعد ، وتحفيز الموظفين الخاضعين لقانون التقاعد المدني – في هذه الفئات والذين اكملوا خدمة (25) سنة خاضعة للتقاعد المدني فأكثر للذكور و (20) سنة خدمة خاضعة للتقاعد المدني فأكثر للإناث ولم يكملوا العمر المحدد للإحالة على التقاعد وجوبيا (60) عاما – بحيث يتم منح الموظف الذي يشغل الدرجة الخاصة من الفئة الاولى، والموظف الذي يشغل الدرجة الاولى من الفئة الثانية، زيادتين سنويتين بقرار احالته وعلى الزيادة السنوية المستحقة في عام 2019.
أما الموظف الذي يشغل راتب السنة الخامسة فأعلى من الدرجة الاولى من الفئة الاولى، فيتم احالته على التقاعد براتب السنة الاولى من الدرجة الخاصة من الفئة الاولى، والموظف الذي يشغل راتب السنة الثالثة فأعلى من باقي الدرجات في الفئتين الاولى والثانية، يتم احالته على التقاعد براتب السنة الاولى من الدرجة التى تلي الدرجة التى يشغلها حالياً،والموظف الذي لايستفيد من المزايا السابقة ، يمنح زيادتين سنويتين بقرار احالته على التقاعد بالاضافة الى الزيادة السنوية المستحقة في عام 2019.
وفي ذات الفترة اتخذ قرارا بتكليف وزير العمل رئيس مجلس الخدمة المدنية بدراسة إحالة الموظفين الخاضعين لأحكام قانون الضمان الإجتماعي ممن بلغت خدمتهم (25) سنة فأكثر، من قبل مجلس الخدمة المدنية ورفع توصية الى مجلس الوزراء.
وبعد مرور مايقارب خمسة شهور على تكليف الوزير بإجراء الدراسة لم نعد نسمع عنها شيء ، كما أن التراجع عنها يعني تشوها واضحا في قرارات مجلس الوزراء وإخلالا بمبدأ العدالة بين موظفي القطاع العام المشمولين بقانوني التقاعد والضمان الإجتماعي .
يتم إحتساب الرواتب التقاعدية للمشمولين في الضمان الإجتماعي وفقا لمعدل الأجر الشهري الخاضع للضمان في أخر (24) إشتراكا ، ومن حقهم أن يتم شمولهم بذات المزايا الممنوحة لزملائهم المشمولين بقانون التقاعد المدني ، ولكن كيف يمكن أن يتم ذلك ؟.
الذي أقترحه هنا على وزير العمل ، رئيس مجلسي (الخدمة والضمان الإجتماعي) ، أن يتم التنسيب لمجلس الوزراء باتخاذ قرار بترفيع الموظف الذي يشغل راتب السنة الخامسة فأعلى من الدرجة الأولى الى راتب السنة الأولى من الدرجة الخاصة على أن يتضمن القرار أن تضاف قيمة الزيادة على راتبه الإجمالي الخاضع للضمان لسنتين سابقتين لتاريخ الإحالة على التقاعد دون أن يصرف له أي فروقات ماليه على هذا الترفيع ؛ بحيث يكتفى فقط بشمول الزيادة المترتبة على الترفيع بالضمان الإجتماعي وتلتزم الحكومة بدفع الإشتراكات المترتبة على ذلك بصفتها صاحب عمل فيما يتم اقتطاع الإشتراكات المترتبة على الموظف من مكافآته أو رواتبه التقاعدية ، ويحال بعد ذلك كل من بلغت خدمتهم (30) عاما فأكثر على التقاعد.
وفيما يتعلق بالمزايا الأخرى ، يتم منحها لهذه الشريحه من الموظفين بنفس النسب التي منحت لزملائهم المشمولين في التقاعد المدني ، على أن تمنح لمدة (24) شهرا قبل تاريخ الاحالة لتقاعد الضمان ليتسنى لهم الإستفادة من هذه الزيادات في احتساب رواتبهم التقاعدية ومن غير صرف أي فروقات للموظفين جراء هذه الزيادات.
لا شك أن مثل هذه السياسة ستساعد في تصويب الخلل في هيكل الموارد البشرية للجهاز الحكومي (المقلوب ) والذي تتجاوز نسبة موظفي الفئة الأولى فيه (60%) ، كما يحد من درجة الإحتقان لدى موظفي القطاع العام الذين يشعرون بإن الحكومة تكيل بمكيالين بعيدا عن العدالة والشفافية.
abdqudah@gmail.com
- امين عام وزارة تطوير القطاع العام سابقا.
تشكيلة الحكومة.
بقلم : النقابي محمد الهياجنه
لازال المواطن يجهل أسباب التعديل الوزاري.
خروج البعض ودخول البعض.
مع ان الأصل تناول بالتفصيل تاريخ كل مسؤول أين كان وماذا قدم وعمل وانجاز هي مقدمة لكل وزير.ليكون على كرسي المسؤولية وهي أمانة هزت الجبال.
كل دول العالم باستثناء العرب لهم تفسير مقنع لوجود المسؤول بموقع المسؤولية.
جميع الحكومات من عشرون عام خرجت بمديونية وعجز وبدون انجاز واحد للوطن.
التعليم تراجع الصحة والبيئة جميع الوزارات بدون إنجازات
باستثناء انجاز الضريبة والمحروقات هي إنجازات الحكومات التي أصبحت كابوس على الأردنيين.
اسماء الوزراء محاصصة لا معايير للكفاءة في الكراسي
واقع اصبح حديث الناس بمرارة والسؤال إلى متى بقاء المناصب لناس وناس على باب الكريم.
والى متى بقاء الحكومات مرهونة بتمرير حزمة ضرائب وصلت حد التخمة..
ولعبة الأسعار وصلت حتى الخبز.
والمصيبة لا نجد لمسؤول انجاز للوطن جميع الإنجازات هي من جيب ألمواطن.
متى تتوقف جاهلية التعينات.
اكيد ما حد بملك جواب ومن لديه جواب يلتزم الصمت خوف مش على الوطن الخوف على المخصصات بالتعينات ومجالس الإدارة وو
لهيك الأردني غير معني بالتعديل من خرج او دخل..
زي مهرجان الطفل بالزرقاء…
جاء وغادر..
وطفل الزرقاء غير معني شو هو مسرح..
كان مفكر حديقة او توسعت صفوف المدرسة.
أو جهاز طبي
او صيانة الشوارع.
وتنظيف الرصيف من البسطات..
ولم يدور بفكر ووجدان طفل الزرقاء…
هي دعوة مسرحيات من دول للفنادق ومواصلات وعرض
(لا علاقة بالطفل العربي فكيف بطفل الزرقاء.)
واقع اوجع القلوب واصبح كابوس..
والسؤال إلى متى
نبقى بمختبر الحكومات
قادمون مغادرون ترانزيت.
لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا
حمى الله مملكتنا وقيادتنا
كاتب شعبي محمد الهياجنه
إلى متى سيبقى الفنان والمبدع الاردني مهمشا لا يجد قوت يومه
نعيش ونموت ويحيا وطنا هذا الكيان الذي نفتديه بالمهج والارواح واغلى من ذلك بكثير الأردن الملاذ الأمن لنا جميعا
إلى متى إلى متى إلى متى إلى متى إلى متى ؟؟؟؟؟؟؟
صاحب اغنية انا الاردن اسماعيل خضر رحل في صمت رهيب وشيخ الفنانين الأردنيين توفيق النمري لم يعد أحد يذكره ابدا وقبل أيام عدنان شهاب صاحب اغنية بطل الملاعب أردني يا منتخبنا الوطني لم يكرم ابدا ابدا رحل في مستشفى البشير قبل أيام والمئات ممن أحبوا الأردن وتراب هذا الوطن رحلوا في ظروف مأساوية لم يتذكرهم أحد
تذكرون الفنان حسين صايمة عثمان الشمايلة ياسر المصري محمود المشيني ابو عواد هيام الصفدي وغيرهم كثيرون على فكرة هؤلاء جميعا قمت بتكريمهم في حياتهم وكلماتهم وانينهم وأهاتهم ولوعتهم وصدمتهم لم يسمعها أحد
إحدى الفنانين الأردنيين لما اشتد عليه المرض ولم يكن لديه تأمين قمنا بجمع لمة له في إحدى الليالي الباردة لندخله إحدى المستشفيات ولكن هيهات المرض انتشر في كافة أعضاء جسمه وتوفي وكانت أخر كلماته قدمت كل شيء لوطني وها أنا أموت غريبا لم يتعرف علي أحد ابدا اكيد تعرفوا هذا الفنان هو. س. ع. م والبقية تأتي
الأمثلة كثيرة. ليس على مستوى الفن إنما أصحاب الإبداع في كافة المجالات إلى متى
هل ستجد هذه الصرخة أذانا صاغية يا أصحاب الضمائر
نحن برغم فقرنا وعوزنا وحرماننا سنبقى نحب الوطن
وسيبقى وطننا الأجمل والاغلى والارقى والاعذب
اردننا الغالي وسنبقى نعتز بقائدنا جلال الملك عبدالله الثاني بن الحسين وسنبقى نخدم الوطن حتى اخر ثانية في عمرنا
حغظك الله جلالة سيدنا الملك عبدالله الثاني بن الحسين وحفظ الله الاردن عزيزا غانم أ مكرما والسلام