19.1 C
عمّان
الثلاثاء, 4 مارس 2025, 17:29
صحيفة الأمم اليومية الشاملة
حكمة القيادة في مواجهة التحديات: مقاربة سياسية بين صلح الحديبية وقرار التهجير

كتاب واراء

الجرأة في الصواب في مجلس النواب لأول مرة في التاريخ

احمد العطيوي

نقلة نوعية أضافها رئيس مجلس النواب ،في احترام مؤسسات الدولة ومحاسبة المخطئ ،باعتبار مجلس النواب مجلس الشعب.
وجاء ذلك مستندًا على خطابات سيد البلاد جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم ،حيث أكد على سيادة القانون واعتباره فوق الجميع مهما كان منصب المتكلم .

هُنا سيادة القانون في تطبيقه على الجميع.
جاءت النقلة النوعية من سعاد رئيس مجلس النواب عبدالمنعم العودات التي جاء أثرها في الميدان والشارع العام .وهذا الشيء لا يخفى على أحد فجاء التّطور والتّقدم في دور مجلس نوابنا الأردني بقيادة الرئيس عبد المنعم العودات وبتوجيهات وخطى جلالة القائد المفدى عبدالله الثّاني ابن الحسين على الصعيدين الداخلي والخارجي، وهذا ما أثار غضب كثير من المتخاذلين والحسّاد وسعوا بمختلف الطّرق والوسائل إثارة الفتنة والفوضى اتجاه سعادة الرئيس، ولم يزده ذلك إلا أنفةً وقوةً، وأثبت الجدارة والحنكة والحكمة بالتعامل مع كل منها بحكمة ورؤية، وقانون عُرف بأنه رجله والقائم على تطبيقه ودوامه ضد كل من يتجاوزه بصرف النظر عن شخصه ، وهذا ما يريده أردننا الحبيب للنهوض والتقدم والإزدهار في ظل مئوية وطننا الحبيب وتحت القيادة الهاشمية العظيمة .
أن من دواعي الثقة وأسباب الأطمئنان أن على رأس قيادتنا الهاشمية شبل الهدى ،وسبط النبوة ،ورافع لواء الثورة العربية الكبرى ،الذي آتاه الله عظمة النفس والخلق حضرة صاحب الجلالة الهاشمية ابن الحسين المعظم.
حمى الله الأرد، وشعب الاردن وحمى الله الهاشميين قيادة وسنداً وعزاً له ولأبنائه، وأدام الله رجالًا ساروا على خطاهم وسعوا لرفعت البلاد وتقدما.

Share and Enjoy !

Shares

نضال «مودرن»

سوسن الابطح

ربع سكان غزة والضفة الغربية، 5 ملايين نسمة، هم تحت عمر الثلاثين. مجتمع فتي متعلم، رغم أنف القهر والفقر، لا تتجاوز نسبة الأمية بينهم الواحد في المائة. ارتفع عدد الجامعيين بقفزات سريعة في السنوات الأخيرة، كما أن غالبية ساحقة من الشباب لهم عشق بامتلاك المهارات التكنولوجية، و20 في المائة يجيدون كتابة البرامج الحاسوبية والتعامل مع الخوارزميات. «الجهاز المركزي للإحصاء» الفلسطيني يشير كذلك، إلى أن نصف الخريجين، رغم كفاءاتهم، يبقون عاطلين عن العمل، وهم مقصيون بشكل شبه كامل عن أي موقع قرار. وهو ما يمكن أن يفسر قوة الدفع التي نزل فيها الشبان غاضبين إلى الشارع خلال الحرب الأخيرة على غزة، وتمكنهم من إدارة قضيتهم بأدوات حديثة، ووفق استراتيجيات أحدثت انقلاباً سريعاً على مفاهيم النضال الكلاسيكية العتيقة.

لا مكان للمقارنة بين المعارف الفلسطينية الفردية، على أهميتها، والصناعات التكنولوجية الإسرائيلية الذكية، ومن بينها الأسلحة التي تصدّرها إلى عشرات الدول، هذا عدا الجيوش الإلكترونية والقوة التجسسية الخارقة. مع ذلك، ثمة من يتهم إسرائيل اليوم بأن تكنولوجياتها لم تطور رؤيتها لنفسها أو تحديث سياساتها. «وسائل الماضي تمنع الإسرائيليين من التفكير في مستقبلهم» كتبت المؤرخة والمفكرة السياسية الفرنسية صوفي بيسيس، وهي تعيب على إسرائيل اجترار موضوع «المحرقة»، وابتزاز كل من ينتقد سياساتها باتهامه بـ«معاداة السامية». إنه «استغلال منهجي من جميع القوى الإسرائيلية لعقود من الزمن لذاكرة الضحية». ووصل الأمر بحسب الكاتبة إلى تشبيه كل من لا يعجب إسرائيل بهتلر، من ياسر عرفات إلى إسحاق رابين بسبب توقيعه اتفاقية أوسلو. هذا ليس المقال الوحيد في «لوموند» أو الصحف الفرنسية حتى الأميركية، الذي يعتبر أن الرواية الإسرائيلية عفا عليها الزمن، ولا وجه شبه بين محرقة اليهود في أوروبا، والنقد الحالي الذي يوجه إليهم، مقروناً بصور قتل الأطفال وسحل المدنيين العزّل.

لم تنقلب الصورة فجأة، وإن بدا أن ثمة من بات يتجرأ على الكتابة، بعد أن كان يخشى تجريمه بفعل قوانين معاداة السامية. في أميركا تلغي ولاية تلو أخرى تجريم مقاطعي البضائع الإسرائيلية، على اعتبار الأمر منافياً لاحترام حرية الرأي، تماماً كما فعلت المحكمة الأوروبية. وهذا أيضاً من ثمار التواصل المستمر بين فلسطينيين وحركات مدنية كثيرة في أميركا طوال عقود خلت. فمنذ خمسينات وستينات القرن الماضي، بدأت علاقات وثيقة بين أفارقة أميركيين وفلسطينيين. تبني شعار «حياة الفلسطينيين مهمة» واستخدام صور الأميركي الذي قتلته الشرطة هناك، جورج فلويد، متشحاً بالكوفية الفلسطينية مع عبارة «إني أختنق». هي عملية إعادة النبض إلى الروابط الأفرو – فلسطينية التي تتجاوز اللون والعرق، ليتلاقى من خلالها المطالبون بالحرية على هدف واحد، هو «رفع الظلم».

الرأي العام ليس خطاً مستقيماً يمكنك أن تأمن له. في عام 2003، خلال الانتفاضة الثانية، كان الرأي العام في أوروبا معادياً لإسرائيل بفعل مشاهد سحق الأطفال رماة الحجارة، وقتلهم بالبنادق. يومها ظهر استطلاع للرأي، اعتبر فيه 59 في المائة من الأوروبيين أن «إسرائيل أخطر تهديد للسلام العالمي». كانت الاحتجاجات ضد إسرائيل والدعوات للمقاطعة على أشدها. من وقتها تغير المزاج هبوطاً وصعوداً. قامت إسرائيل بجهود جبارة، شبّكت علاقات تجارية غير مسبوقة مع الحكومات الأوروبية، لتدارك الوضع ونجحت. وهو ما يفسر الهوة اليوم، بين المواقف الرسمية بميلها لإسرائيل، ورأي عموم الناس المتعاطف مع الفلسطينيين.

ما يفعله الناشطون الفلسطينيون بقدراتهم المحدودة، ومعارفهم التكنولوجية، مستفيدين من قلة الأشغال، هو إعادة إحياء الروابط مع أصدقاء الأمس، واستخدام مصطلحات جاهزة لها خلفيات تاريخية، تصل القارئ أو المتفرج مع محمولاتها، مضمخة بذاكرة منفّرة. يكفي أن تستخدم مصطلح «أبارتيد» وتشرح أن مليون سائح يدخلون القدس للزيارة ويمنع على الفلسطينيين أهل الأرض أن يصلّوا في أغلى مساجدهم على قلوبهم. أو أن تضع شريطاً مصوراً من بضع ثوانٍ لحاجز في المدينة يردّ عربياً على أعقابه، ويسمح لإسرائيلي متطرف بالمرور، لتثبت أنك تتحدث عن دولة «تمييز عنصري». وفّرت إسرائيل بنفسها المشاهد التي تشوه صورتها، من أسر الأطفال، إلى دهم المسجد الأقصى من قبل عساكرها ومتطرفيها، أو الاعتداء على مدنيين وهم بداخل سياراتهم.

المفكر السياسي سامي كوهين، الذي من اسمه يمكن أن نتخيل خلفيته، يعترف بأن إسرائيل ارتاحت إلى أنها دولة ديمقراطية وارتكبت كل أشكال التمييز. وصار العالم يرى أنها تعامل جزءاً من سكانها على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية، تقمعهم بوحشية، تشغّلهم برواتب منخفضة، ونسبة البطالة بينهم تصل إلى 30 في المائة، وغير ممثلين فعلياً، ولا يمكنهم الوصول إلى مناصب الدولة.

كلما تراجع الرأي العام في تأييده لبشاعات إسرائيل، وهذا ما حدث بين الانتفاضتين، يعود الكلام إلى حل الدولتين. في فترات الاستراحة تبني إسرائيل مزيداً من المستعمرات، تقطّع أوصال الضفة، تهدم المنازل في القدس، وتطرد العائلات. لهذا يعي الشبان الفلسطينيون أن عليهم ألا يتركوا لعدوهم واحة للاسترخاء. يعرفون أن حربهم الإعلامية ضد إسرائيل يجب أن تتصاعد وتستمر بلا انقطاع، كي تبقى تحت الضغط، وأن صورتها يجب أن تبقى تنقل كما هي على فظاعتها وفجاجتها، كي تصدم وتلهم. يحث واحدهم الآخر على مواصلة العمل، وهم يرددون: «فلسطين مش هاشتاغ، فلسطين قضية. أرجوك لا تتوقف».

Share and Enjoy !

Shares

صفحة جديدة من أول السطر

د-حازم قشوع

يكاد ان يجزم اغلب المتابعين لشأن الشرق الأوسط ومراقبي حركة المجتمعات فيها ان الهوة الاساسية بين الانظمة العربية وبين مجتمعاتها نابعة من تعاطف الرأي العام العربي مع القضية الفلسطينية وتفهم انظمة عربية لاهمية وجود اسرائيل كقوة مركزية في المنطقة وهي معادلة وان تبدوا طبيعية لكنها تحمل دلالات عميقة تتعلق بالحماية والرعاية والعناية التي من المفترض ان تقوم بها هذه الانظمة للحفاظ على مفهوم السيادة والعامل الذاتي الذي يشكله النظام العربي لمجتمعاته.

وما بين المقتضيات السياسية التي تقف عليها الانظمة العربية وظروفها والمناخات الشعبية التي تخيم على الرأي العام فيها تكمن العوامل الاساسية الثلاث والتي من المفترض ان يقدمها النظام للمجتمع وذلك وفق القاعدة النسبية التي تعتمد على تقديم النظام لذاته بهدف تشكيلة للمرجعية السياسية والقانونية ولاعتباره الممثل الرسمي الذي يشكل بدوره للمجتمع درجة المنعة وعنوان الممانعة.

ومن الثلاث موجبات التي يحرص على تقديمها النظام لذاته والتي تتمثل في (الحماية والرعاية والعناية) وذلك لتحقيق ثلاث نتائج للمجتمع وهي (المواطنة والوطنية والانجاز )، فالنظام الذي لا يقدم ثلاث لن يحصل على ثلاث من المجتمع فيما تتفاوت النسبة بين ما تقدمه المجتمعات ومقدار احراز الاهداف والغايات المتوخاة في الخطط التنمية والنمائية واستراتيجية العمل التي يتم تطبيقها بمقتضى التقليل من تأثير الظروف الموضوعية على الحواضن الاجتماعية وذلك بحساب نسبة الموجبات على واقع المقتضيات في معادلة ميزان الحواضن على المجتمع. فالنظام الذي يقدم الحماية والرعاية والعناية بنسب متدنية لن يحصل في المقابل من المجتمع على نسب عالية من المواطنة والوطنية والانجاز، ولان هذه العوامل من العناصر الرئيسية الثلاث التي ترتبط عضويا بطريقة في الارتقاء بعامل الانتماء وتعظيم درجة الولاء فالانتماء للجغرافيا السياسية والمجتمع هو العامل الذي يكافح الفساد ويساعد على الابتكار ويبني منظومة مؤسسات ويقوم على تطويرها والولاء للنظام كما هو الولاء لفريق العمل في الاطار المؤسس يعتبر عنوان رئيس للتقيد بالضوابط والاطر الادارية في التنفيذ برنامج العمل على اكمل وجه حيث تعتبر ذلك من الاركان الرئيسية في تحقيق عناوين الانجاز، فالولاء للمؤسسة ان صلح صحت معه المنظومة الادارية واخذت المؤسسة بالنمو والنماء.

ومما نقدم نسطيع القول ان مسألة الاصلاح الاداري مرتبطة عضويا بالاصلاح السياسي فلا اصلاح اداري دون اصلاح سياسي لان مركب البناء مبني على سقوف متاولية وهي مصفوفة لا تتركب من اعلى لادنى بل تأتي من ادنى الى اعلى وان كان الاصلاح فيها يأتي من اعلى هذا لان تغيير بيت الهوم وهو المعنى بتغير منظومة العمل او إصلاحها إما بشكل شامل او شكل جزئي وهو ما يشكل جوهر المشكلة الادارية واساسها فالذي لا يمتلك الرؤية والرسالة وبرنامج عمل لا يستطيع تطوير الاداء او اصلاح المنظومة، لذا كان الوصف الوظيفي بحاجة الى حكومة سياسية تقوم على وضع برنامج يقوم على سياسية ادارية جديدة ويراعي فيها اصلاح نماذج العمل القطاعية التربوية والصحية والخدماتية وتعمل ضمن سياسية اقتصادية تقوم على تطوير نماذج العمل الزراعية والصناعية والخدماتية والمعرفية بحيث تقوم على تطوير نظم العمل لتكون من على مفهوم ( القالب العام) في تقديم برنامج العمل بحث تسعى لتأطير الحالة القائمة لولادة حلة جديد تنسجم في السياق مع الثقافة الاجتماعية وبيئة العمل الاجتماعية على ان تعمل هذه المنظومة وفق استراتيجية تنموية واخرى نمائية تستهدف عامل (الثقة) من خلال توسيع حجم المشاركة الشعبية تجاه صناعة القرار في خلال اصلاح ادوات المشاركة الشعبية التي اساسها قوانين الانتخاب والاحزاب والادارة المحلية كما العمل على الحد من ظاهر البطالة ومحدوية الدخل وذلك عبر توسيع رسالة البناء الوطني لتشمل الكل الجغرافي ومن خلال تطوير برنامج (الارض) الزراعي والعقاري، فان كل الاحداثيات المشكلة للبرنامج العام والبيئة المحيطة تشيير الى ضرورة ايجاد منطلق جديدة فى ظل انتهاء مناخات كورونا والانتهاء من تقليم اسرائيل في الدائرة المحيطة، فالمنطقة تكون على اعتاب مرحلة بحاجة الى صفحة جديدة ومن اول السطر.

Share and Enjoy !

Shares

عودة الحياة إلى طبيعتها بأيدينا

خالد دلال

مع إعلان الحكومة قبل أيام عن خططها، على مراحل، لفتح القطاعات بشكل كامل، تجددت الآمال الرسمية والشعبية بعودة الحياة إلى طبيعتها لما كانت قبل اندلاع المعركة الشرسة مع العدو المتحور باستمرار، كورونا، لكن النجاح في ذلك يتطلب الالتزام بجدية بتطبيق إجراءات الوقاية والسلامة العامة، وإلا فإن النتائج قد تكون عكسية، لا سمح الله، خصوصا مع بعض التوقعات العالمية بموجات جديدة من الوباء، وما يتبعه من ويلات على العباد والبلاد.

وهذا يتطلب في مجمله عدم التراخي، فكرا وممارسة من الجميع، سواء من قبل أجهزة الدولة في تطبيق الأنظمة والقانون، أو من قبل المواطنين والمقيمين من ناحية الالتزام بلبس الكمامة وإجراءات التباعد الاجتماعي، والأهم الإقبال أكثر وأكثر على التسجيل لتلقي المطعوم، ما سيسهم حقيقة في تعزيز المناعة المجتمعية، التي هي حجر الزاوية في معركتنا ضد وباء كورونا العنيد.

ومع كل ما تقدم، فإن الخطوة الأهم هي في جاهزيتنا جميعا لما تعنيه عودة الحياة إلى طبيعتها، لما كانت عليه قبل نحو عام ونصف.

وهذا يعني، مثالا وليس حصرا، أن على الحكومة وضع خطط لكل قطاع، لضمان عودة عجلة الحياة إليه كما كانت. لنأخذ مثلا قطاع السياحة، فلا بد أن تكون هناك استراتيجية متكاملة، والأهم واقعية تأخذ مختلف الاحتمالات في الحسبان، لضمان عودة السياحة لما كانت سابقا مع حلول الصيف في ذروته.

وهذا يتطلب جهدا حقيقيا من قبل الحكومة ممثلة بوزارة السياحة والآثار والقطاع الخاص من مطارات وشركات طيران وفنادق ومطاعم ومكاتب سياحية وتأجير سيارات وغيره، ليكون العمل على أساس الشراكة الحقيقية. ولعل مفهوم الخدمة المتكاملة هو أساس النجاح في ذلك.

أما من جانب المواطن، فلا بد، على سبيل المثال، وفعلا لا قولا، التخلي عن أو الاختصار في بعض العادات الاجتماعية التي قد تعيدنا إلى المربع الأول، خصوصا تلك المتعلقة بالتجمعات الكبيرة في المناسبات الاجتماعية، والاستعاضة عن ذلك بأعداد أقل من المشاركين وبكلفة أقل بعيدا عن البذخ والصرف غير المبرر، والأهم بالاعتماد أكثر على وسائل التواصل عن بعد. وكل هذا سيصب، بعيدا عن كورونا وشرورها، في ضبط الإنفاق على مستوى الأفراد، وما يتبعه من تعميم لسلوك اجتماعي حميد.

لعل من أهم الدروس التي نتعلمها من حربنا مع كورونا أن العدو قد يتسلل خفية، والأهم أنه قد يكون لديه القدرة على التحور، والضرب من جديد. وهذا يعلمنا أن الحذر واجب، والأكثر أهمية الاستعداد للتعامل مع مختلف السيناريوهات لما فيه مصلحة أنفسنا ووطننا وأجيالنا المقبلة.

عودة الحياة إلى طبيعتها في أيدينا، لكن علينا العمل فريقا واحدا لتحقيق ذلك. فخسائر حربنا البشرية ضد كورونا، كانت وما تزال وخيمة وفوق التوقعات، من ملايين في الأرواح وتريليونات في الأموال. وعليه، فلا يجب أن تمر هذه الفترة من تاريخنا دون تعديل حقيقي في سلوكنا نحو الأفضل، عبر التعلم من أخطائنا.

ولنتذكر أن النجاح، كما يقول الأديب والمسرحي الإيرلندي الشهير جورج برناردشو، “ليس في عدم ارتكاب الخطأ، بل في عدم تكراره مرة أخرى”. ليكن هذا نهجنا.

Share and Enjoy !

Shares

ابتزاز إسرائيلي في ملف المعتقلين

ماهر ابو طير

أردنيان عبرا الحدود الى فلسطين المحتلة، وقام جيش الاحتلال باعتقالهما والتحقيق معهما، ومن تحقيق الى آخر، ومن جلسة محكمة الى أخرى، بما يأخذنا الى احتمالات شتى.

حين عبر مستوطن إسرائيلي الى الأردن قبل أشهر، قيل إنه مريض نفسيا، وإنه مدمن مخدرات، وتم سجنه شهرين، وخرج بكل هدوء وعاد الى إسرائيل، رغم أن التسلل إذا تم منحه طابعا سياسيا، أو تلوينه بنوايا إرهابية لدى المستوطن، لما كان سيخرج، على ما هو مفترض، إلا إذا كانت الاتصالات لعبت دورا في التخفيف عنه، وإعادته الى إسرائيل.

اليوم إسرائيل ترى في ملف الأردنيين الاثنين، فرصة كبيرة لابتزاز الأردن، وهي فرصة قد لاحت، لن توفرها إسرائيل من أجل الانتقام من الأردن، وإيصال رسالة للرأي العام الأردني، مضمونها أن من يحاول الاقتراب من الحدود حتى لو كان تائها، فسيكون مصيرا خطيرا، هذا فوق أن إسرائيل ترى في استدعاء السفير وتسليمه رسالة احتجاج على منع السفارة الأردنية مقابلة الأردنيين الاثنين، ثم التحشيد الشعبي الذي وصل حد اقتراب مئات الآلاف من الحدود، وقرب سفارة الاحتلال في عمان، مناخا معاديا لها، سترد عليه عبر محاكمة سياسية للأردنيين الاثنين، وحكمها لفترات طويلة، ثأرا من كل ما مضى، إضافة الى ملف الأقصى، الذي تواجه فيه إسرائيل موقفا أردنيا رسميا، وشعبيا، يجعل الاثنين ضحية فواتير سياسية كبرى.

ماذا سيفعل الأردن، إذا لم يتم إطلاق سراح الأردنيين الاثنين، مصعب الدعجة وخليفة العنوز، خصوصا أن إسرائيل تدعي أن بحوزتهما سكاكين، وهذا يعني أنهما قيد الاتهام المسبق، بكونهما قدما من أجل تنفيذ عملية ضد الاحتلال، وهذا أمر غير مؤكد، ولا حتى قصة السكاكين مؤكدة، ونحن نعرف أن إسرائيل كانت تقتل أبرياء فلسطينيين وترمي الى جانبهم سكاكين من أجل الإيحاء أن من تم قتله، كان ينوي تنفيذ عملية ضد الاحتلال، وأن القتل كان دفاعا عن النفس، في هذه الحالة، وقدرة إسرائيل على تكييف الاتهامات، عالية جدا، في كل الأحوال.

هذا الملف سوف يخضع للابتزاز السياسي من جانب إسرائيل، إذ إن هناك حنقا إسرائيليا كبيرا على قضايا كثيرة داخل الأردن، سواء الشعبية أو الرسمية، وهنا فإن إسرائيل التي تدعي أن لديها قضاء، ستحاول منح القضية جانبا سياسيا، وتلونها بنوايا إرهابية وفقا لتعبيرهم، من أجل الثأر من الأردن على الخلفيات السابقة، أو حتى إخضاع الأردن، من أجل التوسل لإطلاق سراح الشابين، في هذه الحالة، وهو أمر غير معروف، حتى الآن، خصوصا أن الأردن أيضا، ورغم كل المطالبات بقطع العلاقات أو طرد السفير لم يتخذ هذه الخطوات، بذريعة التأني، والحسابات الدولية والإقليمية، وهي حسابات قد لا نرى جدواها في ملف الشابين المعتقلين، حين ينضمان الى عشرات الأردنيين المعتقلين على خلفيات متعددة لدى الاحتلال.

حكومة الخصاونة، وعلى لسان الوزير محمود الخرابشة، قال في تصريحات لإذاعة “حياة اف ام”: “إن الحكومة ستتخذ الإجراءات القانونية المتاحة كافة، للإفراج عن الأردنيين المعتقلين لدى سلطات الاحتلال، وهناك وسائل كثيرة ستلجأ لها الحكومة في حال استمرار اعتقالهما، والحكومة تبذل كل الجهود لتأمين عودة المعتقلين إلى ذويهما، وسلطات الاحتلال خرقت القانون الدولي، والأردنيان لم يقوما بأي عمل يضعهما في دائرة الاتهام”.

ماذا تنتظر الحكومة في هذه الحالة من أجل إطلاق سراح هؤلاء، هل ننتظر أن يتم حكمهما لسنوات، أم تقديمهما على أساس أنهما كانا ينويان تنفيذ عمل إرهابي وفقا للمفهوم الإسرائيلي، ولماذا لا تتحرك الحكومة من أجل تحريرهما، وهي التي رغم كل الذي جرى لم تتخذ أي إجراء بحق السفير الإسرائيلي في عمان، فيما كانت حكومة الاحتلال تعتدي يوميا على الأردن في ملف المسجد الأقصى، بما يمس الوصاية الأردنية على المقدسات.

هذا الملف، يجب أن لا يغيب، ولا يجوز جدولة الصبر فيه، وهو أولوية ننتظر تصرف الحكومة فيه، بطريقة صحيحة تعيد الشابين الأردنيين الى وطنهما وأهلهما.

Share and Enjoy !

Shares

“نكسة” البرلمان …أسامة لم يرتكب جريمة ولم يمارس فساد ولا نهب ولا خيانة

بقلم : حازم الصياحين

بقلم : حازم الصياحين *

ما حصل في تصويت النواب لصالح تجميد عضوية النائب أسامة العجارمة يشكل نكسة كبيرة ومنعطف خطير في اداء مؤسسة البرلمان التي تعتبر اساس الديمقراطية كممثل ينوب عن الشعب .

ما تحدث به النائب العجارمة تحت القبة حول انقطاع الكهرباء ليس جريمة ولا ارهاب ولا خيانة ولا تواطئ فالنائب لم يرتكب فساد ولا نهب ولا سرقة وكلامه جاء معبرا عما يدور في أذهان الاردنيين عقب قصة انقطاع الكهرباء عن الاردن.

النائب العجارمة بعد تحويله الى اللجنة القانونية وتصويت النواب لتجميد عضويته اليوم بعد خروج كلمة “طز” من فمه جاء بعد استفزازه وقطع الصوت عنه ومنعه من استكمال حديثه فممثل الشعب تصادر كلمته وحريته في برلمان صلب مهامه الرقابة والتشريع .

ما ارتكبه النواب في تجميد عضوية النائب العجارمة سيكون له تداعيات خطيرة وسلبية على مؤسسة التشريع والرقابة التي ما زالت في بداية الطريق وبأمس الحاجة لثقة الناس فمن حق النائب التعبير عن رأيه بمشكلة الكهرباء كقضية وطنية ووجب اعادة النظر بمسالة قطع الصوت من قبل رئاسة مجلس النواب ليكون المجلس الضامن الأساس لحرية ابداء الراي والتعبير عن القضايا الوطنية المختلفة والرقابة على أداء الحكومة.

قطع الصوت هي مقدمة لخطوات لاحقة ولها دلالات واشارات عميقة للنواب بتحديد سقف وخطوط معينة لآرائهم ومواقفهم من القضايا المختلفة والحساسة والمصيرية فكل من يتجاوز ذلك سيكون قطع الصوت عنه بمثابة عقوبة تتخذ بحقه وربما أننا أمام سياسة جديدة داخل المجلس بتكميم الأفواه والقمع لكن كل ذلك لا يليق بالبرلمان العريقة باعتباره صوت الشعب .

وبعيدا عن النظام الداخلي لمجلس النواب فللنائب الحق بالتعبير عن رأيه صراحة ازاء أي قضية تحصل في الوطن وتشغل بال الناس وذلك جزء أساس من مهام المجلس وليكن ان النائب اسامة أخطأ بكلامه بعد استفزازه ومنعه من الحديث عن قضية تشغل الرأي العام فبإمكان المجلس اعطائه انذار جماعي حتى لا يكرر ما اعتبر في كلامه اساءة وحال تكراره لذلك يمكن تحويله للجنة القانونية واتخاذ عقوبة بحقه فلا يجوز اسقاط العقوبة بين ليلة وضحاها قبل انذاره وتحذيره.

على ما يبدو ان هنالك سياسة جديدة تطبق في مجلس النواب بعمل “كونترول” مسبق على حديث وكلام النواب حتى تتفرد الحكومة بسياساتها بعيدا عن أي رقابة ومتابعة من البرلمان فالحكومة لا تريد سماع أي اعتراض على أخطائها وقراراتها التي تمس الشارع .

مجلس النواب أمام تحدي كبير فما يزال في بداية الطريق وأمامه كثير من القضايا الحساسة والمفصلية التي تتطلب وحدة المجلس والعمل المشترك للنهوض بالقوانين والتشريعات والتغلب على التحديات والمشاكل التي يواجهها الوطن والمواطن لا سيما ان كثير من الامور والقضايا تحتاج لأداء برلماني ناجح بالتزامن مع عودة الحياة لطبيعتها في ظل بدء اتخاذ الاجراءات التخفيفية لأزمة كورونا.

Share and Enjoy !

Shares

استقلالنا: مجدنا..

abrahem daragmeh

د.عدنان الطوباسي *
تاخذك السنين والايام الى بدايات الزمان والمكان.. فيترأئ لك الوطن واحة غناء نهض وتقدم وتطور.. وهو اليوم وطن يمتد القا ونجاحا وبهاء وهناء رغم كل التحديات والامراض والصعوبات والتغيرات التي تحيط بالوطن من كل الجوانب..وطن في استقلاله الخامس والسبعين يشهد تعليم يعم كل مكان: حيث المدارس والجامعات.. ومناطق سياحية في مرافق عدة وشبكات طرق متقدمة..واعلام ينتشر في الآفاق المضيئة.. وقطاع اتصالات يغطى اركان المملكة..وقطاع طبي نفتخر به حيث المستشفيات الحكومية والخاصة..وقطاع صناعي وتجاري حيث صادراتنا منتشرة في اغلب دول العالم..وجيش واجهزة امنية تحافظ على امن البلاد وقوتها ..هو بلد الأمن والأمان والاستقرار والاطمئنان بقيادة ملكه المفدى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين اعز الله ملكه ليبقى الوطن شامخا يرفرف علمه في كل انحاء الدنيا ..هو الاردن يمضى نحو المستقبل بكل ثقة رغم كل المعوقات والصعاب وطبعا نرنو الى الافضل والاجمل والاحلى..استقلالنا مجدنا وعزنا واستقرارنا ..وسلام على كل الذين ساهموا في بناء هذا الوطن..والمجد والخلود لشهدائنا الابرار.

Share and Enjoy !

Shares

غزة رمز العزة … الارض لنا والقدس لنا

خالد خازر الخريشا


خالد خازر الخريشا *

الأرض لنا والقدس لنا والله بقوته معنا
وجموع الكفر قد اجتمعت كي تهزمنا لن تهزمنا .. لن تهزمنا
والأقصى ينتظر صلاحا فالله الله أشاوسنا
الأرض لنا والقدس لنا والله بقوته معنا
الأرض لنا والقدس لنا والله بقوته معنا
وجموع الكفر قد اجتمعت كي تهزمنا لن تهزمنا .. لن تهزمنا
هذا القرآن يعلمنا وبدرب الحق يبصرنا
العزة الالهية لن تأتي إلا بجهاد قدسي نحو النخوه يدفعنا
الأرض لنا والقدس لنا والله بقوته معنا
وجموع الكفر قد اجتمعت كي تهزمنا لن تهزمنا .. لن تهزمنا

هل يمكن أن تبقى أمة المليار والنصف صامتة هامدة راكدة عن تلبية نداء الأقصى وفلسطين وغزة التي تصرخ صباح مساء، لعل صدى صرخاتهم تلقى قلوبا حية بالإيمان، قوية بالتوكل على الرحمن، عزيزة بحمل رسالة القرآن ، أبية باتباع هدي سيد الأنام، حثيثة في طلب أعلى الجنان، كي تلبي نداء الأقصى: حرِّروني من هؤلاء الأوغاد من بني صهيون وعملائهم من المنافقين، حرِّروني من الصهاينة الذين حفروا الأنفاق من تحتي فصرت شبه معلق بين أرض خاوية وسماء ملبدة بالغيوم، حرِّروني من أقدام الصهاينة التي دنستني باقتحام ساحاتي وباحاتي، وبنوا كنيس الخراب على مقربة من قبتي وصخرتي، ولم أعد أرى حولي هؤلاء الأبرار الأحرار الذين يسكنون من حولي، ففي كل يوم يُطردون وأسمع صرخاتهم فلا يُجابون ويأتي من بعدهم الصهاينة المستوطنون يرقصون ويسكرون، ويلهون ويلعبون، ويسبون ويلعنون، ويطاردون المصلين ويعبثون، وأنا هاهنا أستغيث وأستحث نساء ورجال أمتي؛ لعلي أجد يوما من أرحام النساء ومن أصلاب الرجال من قال الله فيهم: ” فإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا” (الإسراء:5)، ومع صرخاتي وأنَّاتي لم أفقد الأمل بعد في أمتي فهاهم أبناء القسام والشيخ أحمد ياسين وسرايا القدس وشهداء الاقصى يضيئون شعلة الامل في التحرير من العدو الغاشم المتغطرس على خطو قريب، وقد بذلوا المهج والأرواح “وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ” (آل عمران: 170-171)، لكن الله جعل لي في كل بلد أنصارا وحواريين، وإن كان بعضهم قد ألقي من أجلي في غيابات السجون، وبقيت ثلة من المؤمنين والمؤمنين الربانيين والربانيات يحملون الراية، ويبذلون كل وسيلة لتحقيق هذه الغاية وهي تحرير فلسطين والاقصى من الصهاينة رمز الضلال والظلم والغواية.
غزة التي راهن أبناؤها البواسل على أن يثبتوا للعالم أجمع أن مقاومتهم لا تضعف، وأن عزيمتهم لا تتراجع، واعتزازهم بهذه المقاومة على أرض غزة الطاهرة، عنوانهم التضحية والفداء من أجل تحرير فلسطين، وبإمكانهم أن يتصدوا ويلقنوا درساً لأقوى دولة على مستوى الشرق الأوسط التي تمتلك الترسانة النووية والجيش الأقوى بالترسانة العسكرية وبالتسلح الحديث والمتطور، وبدعم عسكري ومعنوي من قبل الدولة العظمى في العالم وهي الولايات المتحدة الأميركية .

ما أروع تلك المقاومة التي تجسد العزة والكرامة التي حققوها في مقاومتهم ومواجهاتهم للعدو الصهيوني الغاشم الذي أراد أن يستعرض عضلاته، وأن يفرض هيبته من جديد .

كل ذلك إلا أنهم صامدون صمود الجبال، لم توقف صواريخ المقاومة التي لا زالت تضرب إلى المستوطنات الإسرائيلية، أبناء غزة لا زالوا يقاومون مقاومة الأبطال، الذين أثبتوا أنهم لن يقهروا، ولن يتراجعوا، ولم يرضخوا لأي ضغوط كانت، وأن المقاومة هي التي تصنع التحرر للشعوب، فلا تحرر بدون مقاومة وتضحية فإنهم سوف يظلون يضحون وسيقاومون حتى آخر فرصة وآخر نفس، لان ما أخذ بالقوة لا يستعاد إلا بالقوة .

Share and Enjoy !

Shares

الجيش والقدس والواجب المقدس

العميد م ممدوح سليمان العامري*

العميد م ممدوح سليمان العامري*

‏‎التضامن مع الأهل والأشقاء في القدس وكامل فلسطين الحبيبة واجب ومطلوب وحق لا جدال فيه ولا مراء، ولكن الفوضى والبطولات المزيفة الرخيصة مرفوضة جملة وتفصيلا.

أجزم ان معظم من خرج لنصرة الأهل في فلسطين خرج بعفوية صادقة وتضامن فعلي حقيقي من القلب والعقل والروح الأردنية للوقوف مع و بجانب الأشقاء في ما يواجهونه من صلف الاحتلال وعنجهيته و عنصريته وظلمه، ولكن هناك قلة قليلة تحاول الاصطياد في الماء العكر وتوجيه اللوم الى الجيش و الدولة الاردنية وهذا مرفوض لأن الجيش العربي والدولة الاردنية ومنذ تأسيسها وقفت وما زالت مع الحق الفلسطيني العربي وقدمت الشهداء وروت بدماء ابطالها الزكية ارض فلسطين المباركة عامة والقدس خاصة وهي أولى القبلتين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي تشهد شوارعها وساحاتها على معارك الشرف والبطولة التي خاضها ابطال الجيش العربي في سبيل الحفاظ عليها، والتي استشهد على عتبات الاقصى فيها الملك المؤسس عبدالله الأول، وأبى الشريف الهاشمي الحسين بن علي إلا أن يدفن بجوار المسجد الأقصى.

‏‎القوات المسلحة الاردنية – الجيش العربي والأجهزة الأمنية أثبتت وخصوصا في الظروف العصيبة أنها على قدر المسؤولية المناطة بها و أنها النموذج والمثال في الجاهزية والاحتراف وتنفيذ الواجبات بدقة و مهنية عالية، فالمهمة الأولى للجيش هي الدفاع عن الوطن و حمايته، ويبقى أمنه واستقراره على الدوام فوق كل اعتبار ويُبذل في سبيله كل غالٍ و نفيس، فالقوات المسلحة هي كبرى مؤسسات الوطن وعنوان الأمن والأمان فيه، والدم الاردني فيها معوم لا تعرف فيه حسابات المناطقية والجهوية و الفئوية، فالهم والهاجس الأول لكل منتسب فيه هو الوطن وبقاءه و أمنه و استقراره.

بالأمس ‎الجيش طبق قواعد الاشتباك حماية للمتظاهرين وحرصا عليهم من الدخول الى مناطق حدودية تحتوي على الغام ومشاعل عاثورية وغيرها إضافة إلى ما يملكه الطرف الأخر من اجهزة رصد ومراقبة ونقاط حصينة وأسلحة جاهزة لقنص كل من يعبر الحدود، حمى الله الاردن وقيادته وشعبه وجيشه، و حمى فلسطين وشعبها الحر الأبي، والقدس والأقصى مسرى النبي ومهبط الوحي والرسالات السماوية.

*مدير التوجيه المعنوي الأسبق

Share and Enjoy !

Shares

هل ينقطع غاز الاحتلال عن الاردن ؟

عامر الشوبكي

عامر الشوبكي/ باحث إقتصادي متخصص في شؤون النفط والطاقة

على الحكومة الاردنية الإستعداد وتأمين مصدر آخر من الغاز الطبيعي المستخدم في توليد الكهرباء، قبل إنقطاع مفاجئ قد يحدث نتيجة تصاعد الإضطرابات في الأرضي المحتلة وتزايد إحتمال إغلاق حقل الغاز المزود للأردن و المسمى ليفاثيان، بعد أن أعلنت قبل يومين شركة شيفرون عن إغلاق حقل الغاز المجاور له والمسمى تامار في شرق البحر الأبيض المتوسط .

ويقع حقل ليفاثيان المزود للأردن على بعد 128 كيلو متر غرب ساحل فلسطين في البحر الأبيض المتوسط، ويتصل عبر خطوط انابيب بطول 118 كيلو متر إلى أن يصل إلى منصة ضخمة على بعد 10 كم فقط من الساحل، وهذه المنصة الرئيسية تقع على بعد 130 كيلو متر (خط جوي) من قطاع غزة، مما يجعلها في مرمى الصواريخ الفلسطينية، ومعرضة في أي وقت للإغلاق وبالتالي توقف ضخ الغاز.
كما وتتصل هذه المنصة بشبكة انابيب بحرية على بعد 10 كيلو متراً من قرية الطنطورة (ناحشوليم دور) 23 كيلو متراً جنوب مدينة حيفا، ويمتد بعدها على اليابسة ليتصل بشبكة انابيب الغاز الإسرائيلية الحكومية ويستمر بعدها إلى تل قسيس ثم الى العفولة، وينفصل ليكمل طريقه إلى الأراضي الأردنية في إنبوب مستقل بعد محطة مخصصة في مستوطنة دوفرات(dovrat) التي تبعد 20 كم غرب الحدود الأردنية.

ويعتمد الأردن على الغاز الطبيعي المستورد من الإحتلال بنسبة 93% من حاجته، والبالغة قرابة 350 مليون قدم مكعب يومياً، وذلك عبر الإتفاقية المبرمة سنة 2014، لإستيراد 1.6 تريليون قدم مكعب من الغاز بقيمة 10 مليار دولار امريكي، وقد بدأ الاردن الاعتماد تدريجياً على الغاز المستورد من الاحتلال منذ بدء ضخ الغاز للأردن في اليوم الاول من العام الماضي 2020.

يذكر أيضاً أن برومين الأردن وشركة البوتاس العربية قد بدأت استيراد الغاز من الاحتلال الإسرائيلي في شهر مارس/آذار من العام 2017، عن طريق حقل تامار، وبعقد قيمته 771 مليون دولار يمتد ل 15 سنة، و لا يعرف فيما إذا تم تأمين الشركة الأردنية بمصدر آخر للغاز بعد إعلان إغلاق هذا الحقل قبل يومين .

ولدى الأردن بدائل أخرى و يستطيع معاودة استيراد الغاز من مصر كما كان سابقاً عبر خط الغاز العربي المتصل بين البلدين، لكن هذا الخيار يحتاج لوقت كافي لإعادة التنسيق مع الجانب المصري وتنظيم النواحي اللوجستية، كما و تتوفر إمكانية استيراد الغاز المسال من شركات أو دول أخرى عبر السفينة العائمة المستأجرة في العقبة لكنه يحتاج إلى وقت أكبر وتنسيق أيضاً إذا لم يتوفر الخيار الأقرب من الغاز المصري.

Share and Enjoy !

Shares