د.عدنان الطوباسي *
تاخذك السنين والايام الى بدايات الزمان والمكان.. فيترأئ لك الوطن واحة غناء نهض وتقدم وتطور.. وهو اليوم وطن يمتد القا ونجاحا وبهاء وهناء رغم كل التحديات والامراض والصعوبات والتغيرات التي تحيط بالوطن من كل الجوانب..وطن في استقلاله الخامس والسبعين يشهد تعليم يعم كل مكان: حيث المدارس والجامعات.. ومناطق سياحية في مرافق عدة وشبكات طرق متقدمة..واعلام ينتشر في الآفاق المضيئة.. وقطاع اتصالات يغطى اركان المملكة..وقطاع طبي نفتخر به حيث المستشفيات الحكومية والخاصة..وقطاع صناعي وتجاري حيث صادراتنا منتشرة في اغلب دول العالم..وجيش واجهزة امنية تحافظ على امن البلاد وقوتها ..هو بلد الأمن والأمان والاستقرار والاطمئنان بقيادة ملكه المفدى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين اعز الله ملكه ليبقى الوطن شامخا يرفرف علمه في كل انحاء الدنيا ..هو الاردن يمضى نحو المستقبل بكل ثقة رغم كل المعوقات والصعاب وطبعا نرنو الى الافضل والاجمل والاحلى..استقلالنا مجدنا وعزنا واستقرارنا ..وسلام على كل الذين ساهموا في بناء هذا الوطن..والمجد والخلود لشهدائنا الابرار.
كتاب واراء
استقلالنا: مجدنا..
غزة رمز العزة … الارض لنا والقدس لنا
خالد خازر الخريشا *
الأرض لنا والقدس لنا والله بقوته معنا
وجموع الكفر قد اجتمعت كي تهزمنا لن تهزمنا .. لن تهزمنا
والأقصى ينتظر صلاحا فالله الله أشاوسنا
الأرض لنا والقدس لنا والله بقوته معنا
الأرض لنا والقدس لنا والله بقوته معنا
وجموع الكفر قد اجتمعت كي تهزمنا لن تهزمنا .. لن تهزمنا
هذا القرآن يعلمنا وبدرب الحق يبصرنا
العزة الالهية لن تأتي إلا بجهاد قدسي نحو النخوه يدفعنا
الأرض لنا والقدس لنا والله بقوته معنا
وجموع الكفر قد اجتمعت كي تهزمنا لن تهزمنا .. لن تهزمنا
هل يمكن أن تبقى أمة المليار والنصف صامتة هامدة راكدة عن تلبية نداء الأقصى وفلسطين وغزة التي تصرخ صباح مساء، لعل صدى صرخاتهم تلقى قلوبا حية بالإيمان، قوية بالتوكل على الرحمن، عزيزة بحمل رسالة القرآن ، أبية باتباع هدي سيد الأنام، حثيثة في طلب أعلى الجنان، كي تلبي نداء الأقصى: حرِّروني من هؤلاء الأوغاد من بني صهيون وعملائهم من المنافقين، حرِّروني من الصهاينة الذين حفروا الأنفاق من تحتي فصرت شبه معلق بين أرض خاوية وسماء ملبدة بالغيوم، حرِّروني من أقدام الصهاينة التي دنستني باقتحام ساحاتي وباحاتي، وبنوا كنيس الخراب على مقربة من قبتي وصخرتي، ولم أعد أرى حولي هؤلاء الأبرار الأحرار الذين يسكنون من حولي، ففي كل يوم يُطردون وأسمع صرخاتهم فلا يُجابون ويأتي من بعدهم الصهاينة المستوطنون يرقصون ويسكرون، ويلهون ويلعبون، ويسبون ويلعنون، ويطاردون المصلين ويعبثون، وأنا هاهنا أستغيث وأستحث نساء ورجال أمتي؛ لعلي أجد يوما من أرحام النساء ومن أصلاب الرجال من قال الله فيهم: ” فإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا” (الإسراء:5)، ومع صرخاتي وأنَّاتي لم أفقد الأمل بعد في أمتي فهاهم أبناء القسام والشيخ أحمد ياسين وسرايا القدس وشهداء الاقصى يضيئون شعلة الامل في التحرير من العدو الغاشم المتغطرس على خطو قريب، وقد بذلوا المهج والأرواح “وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ” (آل عمران: 170-171)، لكن الله جعل لي في كل بلد أنصارا وحواريين، وإن كان بعضهم قد ألقي من أجلي في غيابات السجون، وبقيت ثلة من المؤمنين والمؤمنين الربانيين والربانيات يحملون الراية، ويبذلون كل وسيلة لتحقيق هذه الغاية وهي تحرير فلسطين والاقصى من الصهاينة رمز الضلال والظلم والغواية.
غزة التي راهن أبناؤها البواسل على أن يثبتوا للعالم أجمع أن مقاومتهم لا تضعف، وأن عزيمتهم لا تتراجع، واعتزازهم بهذه المقاومة على أرض غزة الطاهرة، عنوانهم التضحية والفداء من أجل تحرير فلسطين، وبإمكانهم أن يتصدوا ويلقنوا درساً لأقوى دولة على مستوى الشرق الأوسط التي تمتلك الترسانة النووية والجيش الأقوى بالترسانة العسكرية وبالتسلح الحديث والمتطور، وبدعم عسكري ومعنوي من قبل الدولة العظمى في العالم وهي الولايات المتحدة الأميركية .
ما أروع تلك المقاومة التي تجسد العزة والكرامة التي حققوها في مقاومتهم ومواجهاتهم للعدو الصهيوني الغاشم الذي أراد أن يستعرض عضلاته، وأن يفرض هيبته من جديد .
كل ذلك إلا أنهم صامدون صمود الجبال، لم توقف صواريخ المقاومة التي لا زالت تضرب إلى المستوطنات الإسرائيلية، أبناء غزة لا زالوا يقاومون مقاومة الأبطال، الذين أثبتوا أنهم لن يقهروا، ولن يتراجعوا، ولم يرضخوا لأي ضغوط كانت، وأن المقاومة هي التي تصنع التحرر للشعوب، فلا تحرر بدون مقاومة وتضحية فإنهم سوف يظلون يضحون وسيقاومون حتى آخر فرصة وآخر نفس، لان ما أخذ بالقوة لا يستعاد إلا بالقوة .
الجيش والقدس والواجب المقدس
العميد م ممدوح سليمان العامري*
التضامن مع الأهل والأشقاء في القدس وكامل فلسطين الحبيبة واجب ومطلوب وحق لا جدال فيه ولا مراء، ولكن الفوضى والبطولات المزيفة الرخيصة مرفوضة جملة وتفصيلا.
أجزم ان معظم من خرج لنصرة الأهل في فلسطين خرج بعفوية صادقة وتضامن فعلي حقيقي من القلب والعقل والروح الأردنية للوقوف مع و بجانب الأشقاء في ما يواجهونه من صلف الاحتلال وعنجهيته و عنصريته وظلمه، ولكن هناك قلة قليلة تحاول الاصطياد في الماء العكر وتوجيه اللوم الى الجيش و الدولة الاردنية وهذا مرفوض لأن الجيش العربي والدولة الاردنية ومنذ تأسيسها وقفت وما زالت مع الحق الفلسطيني العربي وقدمت الشهداء وروت بدماء ابطالها الزكية ارض فلسطين المباركة عامة والقدس خاصة وهي أولى القبلتين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي تشهد شوارعها وساحاتها على معارك الشرف والبطولة التي خاضها ابطال الجيش العربي في سبيل الحفاظ عليها، والتي استشهد على عتبات الاقصى فيها الملك المؤسس عبدالله الأول، وأبى الشريف الهاشمي الحسين بن علي إلا أن يدفن بجوار المسجد الأقصى.
القوات المسلحة الاردنية – الجيش العربي والأجهزة الأمنية أثبتت وخصوصا في الظروف العصيبة أنها على قدر المسؤولية المناطة بها و أنها النموذج والمثال في الجاهزية والاحتراف وتنفيذ الواجبات بدقة و مهنية عالية، فالمهمة الأولى للجيش هي الدفاع عن الوطن و حمايته، ويبقى أمنه واستقراره على الدوام فوق كل اعتبار ويُبذل في سبيله كل غالٍ و نفيس، فالقوات المسلحة هي كبرى مؤسسات الوطن وعنوان الأمن والأمان فيه، والدم الاردني فيها معوم لا تعرف فيه حسابات المناطقية والجهوية و الفئوية، فالهم والهاجس الأول لكل منتسب فيه هو الوطن وبقاءه و أمنه و استقراره.
بالأمس الجيش طبق قواعد الاشتباك حماية للمتظاهرين وحرصا عليهم من الدخول الى مناطق حدودية تحتوي على الغام ومشاعل عاثورية وغيرها إضافة إلى ما يملكه الطرف الأخر من اجهزة رصد ومراقبة ونقاط حصينة وأسلحة جاهزة لقنص كل من يعبر الحدود، حمى الله الاردن وقيادته وشعبه وجيشه، و حمى فلسطين وشعبها الحر الأبي، والقدس والأقصى مسرى النبي ومهبط الوحي والرسالات السماوية.
*مدير التوجيه المعنوي الأسبق
هل ينقطع غاز الاحتلال عن الاردن ؟
عامر الشوبكي/ باحث إقتصادي متخصص في شؤون النفط والطاقة
على الحكومة الاردنية الإستعداد وتأمين مصدر آخر من الغاز الطبيعي المستخدم في توليد الكهرباء، قبل إنقطاع مفاجئ قد يحدث نتيجة تصاعد الإضطرابات في الأرضي المحتلة وتزايد إحتمال إغلاق حقل الغاز المزود للأردن و المسمى ليفاثيان، بعد أن أعلنت قبل يومين شركة شيفرون عن إغلاق حقل الغاز المجاور له والمسمى تامار في شرق البحر الأبيض المتوسط .
ويقع حقل ليفاثيان المزود للأردن على بعد 128 كيلو متر غرب ساحل فلسطين في البحر الأبيض المتوسط، ويتصل عبر خطوط انابيب بطول 118 كيلو متر إلى أن يصل إلى منصة ضخمة على بعد 10 كم فقط من الساحل، وهذه المنصة الرئيسية تقع على بعد 130 كيلو متر (خط جوي) من قطاع غزة، مما يجعلها في مرمى الصواريخ الفلسطينية، ومعرضة في أي وقت للإغلاق وبالتالي توقف ضخ الغاز.
كما وتتصل هذه المنصة بشبكة انابيب بحرية على بعد 10 كيلو متراً من قرية الطنطورة (ناحشوليم دور) 23 كيلو متراً جنوب مدينة حيفا، ويمتد بعدها على اليابسة ليتصل بشبكة انابيب الغاز الإسرائيلية الحكومية ويستمر بعدها إلى تل قسيس ثم الى العفولة، وينفصل ليكمل طريقه إلى الأراضي الأردنية في إنبوب مستقل بعد محطة مخصصة في مستوطنة دوفرات(dovrat) التي تبعد 20 كم غرب الحدود الأردنية.
ويعتمد الأردن على الغاز الطبيعي المستورد من الإحتلال بنسبة 93% من حاجته، والبالغة قرابة 350 مليون قدم مكعب يومياً، وذلك عبر الإتفاقية المبرمة سنة 2014، لإستيراد 1.6 تريليون قدم مكعب من الغاز بقيمة 10 مليار دولار امريكي، وقد بدأ الاردن الاعتماد تدريجياً على الغاز المستورد من الاحتلال منذ بدء ضخ الغاز للأردن في اليوم الاول من العام الماضي 2020.
يذكر أيضاً أن برومين الأردن وشركة البوتاس العربية قد بدأت استيراد الغاز من الاحتلال الإسرائيلي في شهر مارس/آذار من العام 2017، عن طريق حقل تامار، وبعقد قيمته 771 مليون دولار يمتد ل 15 سنة، و لا يعرف فيما إذا تم تأمين الشركة الأردنية بمصدر آخر للغاز بعد إعلان إغلاق هذا الحقل قبل يومين .
ولدى الأردن بدائل أخرى و يستطيع معاودة استيراد الغاز من مصر كما كان سابقاً عبر خط الغاز العربي المتصل بين البلدين، لكن هذا الخيار يحتاج لوقت كافي لإعادة التنسيق مع الجانب المصري وتنظيم النواحي اللوجستية، كما و تتوفر إمكانية استيراد الغاز المسال من شركات أو دول أخرى عبر السفينة العائمة المستأجرة في العقبة لكنه يحتاج إلى وقت أكبر وتنسيق أيضاً إذا لم يتوفر الخيار الأقرب من الغاز المصري.
طرد السفير الإسرائيلي في عمان
لم يعد مفيدا الدعوة لطرد السفير الإسرائيلي في عمان، ولا استدعاء السفير الأردني في إسرائيل، وهذه المطالبات على أهميتها، ونبل أصحابها، إلا أنها ليست حلا كافيا لما نراه.
لجنة فلسطين النيابية جددت موقفها مؤخرا من مطالبتها بطرد السفير في عمان، واستدعاء السفير الأردني في إسرائيل، ولا احد يشكك في دوافع أعضاء اللجنة، مثلما ان هذه المطالبة سمعناها مرارا من النواب، وغيرهم، في فترات مختلفة، بسبب التوترات في القدس، او تجاوزات الإسرائيليين، التي شهدناها، ومن بينها حادث استشهاد أردنيين في السفارة الإسرائيلية هنا في عمان، او مقتل قاض اردني على الجسر مع فلسطين.
الأردن اتخذ قرارات شبيهة، وكان أحيانا يستدعي سفيره في إسرائيل، واحيانا يطالب السفير الإسرائيلي في عمان بالمغادرة، او يستدعيه لتسليمه رسالة احتجاج حادة اللهجة.
لن تهتم إسرائيل بكل هذه الدعوات، والسبب ان هناك ما هو اهم من وجود السفير الإسرائيلي في عمان، وذلك على ثلاثة مستويات، أولها وجود اتفاقية وادي عربة ذاتها، التي لم ينجح احد في الغائها، وثانيها استمرار العلاقات الاقتصادية مع الإسرائيليين، من شراء الغاز، الى طلب الماء، الى التصدير والاستيراد، وكل المؤشرات تدل على زيادة التبادل التجاري مع الإسرائيليين، وليس تراجعه، وثالثها استمرار العلاقات الفنية بين الطرفين.
هذا يعني ان طرد السفير الإسرائيلي في عمان، على دلالاته واهميته، اجراء سياسي، يعبر عن موقف مؤقت، لكنه لا يمنع كل اشكال التطبيع، ولا يوقف جريان العلاقات مع إسرائيل.
هناك تيار في الأردن، يصنف نفسه بالبراغماتي، يقف ضد طرد السفير الإسرائيلي في عمان، ويبرر العلاقات مع الإسرائيليين بالقول إن لعنة الجغرافيا تلعب دورا هنا، كما ان وجود علاقات، يساعد الشعب الفلسطيني، ويخفف الاخطار عن المسجد الأقصى، ويمنع استعداء الاميركيين والأوروبيين ضد الأردن، وهذا التيار يرى ان مهادنة الإسرائيليين وإدارة الموقف بهدوء، خير بكثير من التصعيد، خصوصا ان لدى إسرائيل أوراقا كثيرة.
لكن هذا التيار يتناسى عامدا ان موقع الأردن الجغرافي، والسياسي، موقع مهم جدا يهدد إسرائيل أساسا لو كان هناك من لديه القدرة على توظيف موقع الأردن، وجعله في خانة الأقوى الذي يهدد الاحتلال، بدلا من الظن بأن الاحتلال هو الأقوى وانه القادر على تهديد الأردن، خصوصا، ان أي ثغرة او خلل في امن الأردن، واستقراره السياسي والاقتصادي، سيكون مكلفا على امن الإقليم، وبهذا المعنى لا بد ان يقلق الإسرائيليون والأميركيون والاوروبيون على استقرار الأردن، وعلى كلفة ما تفعله إسرائيل، بدلا من مطالبة الأردن بالهدوء ومراعاة الواقع، فهذا سوء توظيف لموقع الأردن على الخريطة.
ما يراد قوله هنا، ان المطالبة بطرد السفير الإسرائيلي في عمان، نبيلة ووطنية، وتعبر عن موقف يفهم الخطر الإسرائيلي، لكنها أيضا معالجة سطحية لكل الملف، اذ ماذا سيفيد طرد السفير، ما دامت معاهدة وادي عربة قائمة، والعلاقات الاقتصادية مستمرة، وهذا يعني ان أي معالجة للملف الإسرائيلي يجب ان تكون شاملة، وليست على شكل رسالة دبلوماسية.
المشهد الذي نراه اليوم، خطير جدا، فالأزمات تعصف بالأردن، سياسيا، واقتصاديا، والتحولات الاجتماعية خطيرة، وكل بلد عربي مجاور لفلسطين المحتلة يتم تدميره، فهذه كلفة جوار الاحتلال الذي لا يريد لجواره ان يبقى قويا، وقد رأينا ما حدث في سورية، العراق، لبنان، ودول ثانية، فيما الأردن، يتم اضعافه واغراقه بالديون، والأزمات.
لا يمكن ان تكون العلاقة مع إسرائيل، مؤشرا على النجاة في المنطقة، والاقليم، واذا كانت هذه العلاقة، قبل اتفاقية وادي عربة، او بعدها، سببا في تجنب الشرور الإسرائيلية، في فترات طويلة، وفقا لما يظنه البعض الا اننا اليوم، ندخل توقيتا مختلفا، لأن المشروع الإسرائيلي طرأت عليه تغيرات كبرى، سواء عبر التمدد الإقليمي، او تغير الأولويات، او رغبة الإسرائيليين بتصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردنيين والفلسطينيين.
التيار البراغماتي الذي يبرر العلاقات مع إسرائيل، لا يريد ان يدرك، ان هذه العلاقة تهدد استقرار الأردن، بشكل عميق، ولم تعد مهادنة الاحتلال، كافية لصد شرور هذا المشروع، ونحن اليوم ندخل المرحلة الأخطر في المشروع الإسرائيلي، وملامحه بشـأن الأردن، أيضا.
وهكذا لا يكفي طرد السفير الإسرائيلي في عمان.
أدلة جديدة تكشف مخططات الحكومة!
بالرغم من التدابير الاحترازية المشددة، وتطبيقات الحماية للاتصالات الحكومية، تمكنت وسائل الاعلام يوم أمس من اعتراض تصريح مهم لوزير من الفريق الاقتصادي في الحكومة يتعلق بمرحلة ما بعد كورونا.
وزير العمل يوسف الشمالي كشف في تسجيل له خلال لقاء مع رئيس واعضاء مجلس إدارة غرفة تجارة الأردن، إن الحكومة تعد برنامجا للتعامل مع الملف الاقتصادي لمرحلة ما بعد كورونا، والتقليص من الآثار السلبية التي فرضتها الجائحة على مختلف القطاعات، وفقا ما أورد الزميل في صيحفة الغد طارق الدعجة في تفريغ صوتي لحديث الوزير.
ليس لدينا الكثير من المعلومات في هذا الصدد، فكل ما هو متوفر من تحقيقات صحفية ورصد للتصريحات مجرد كلمات مبهمة تم اعتراضها بصعوبة في المرحلة السابقة، لا تكفي لبناء تقدير موقف ناضج عن نوايا الحكومة وخططها وتحتاج لمزيد من التقصي والمتابعة عسى أن نتمكن من جمع أدلة وافية تؤكد صحة توقعاتنا عن نية الحكومة تقديم خطة اقتصادية للتعافي والنمو في المرحلة المقبلة.
فمن بين مئات الاتصالات التي تم رصدها مؤخرا، التقطت أجهزة التنصت الاعلامية، ما يشبه العبارات المشفرة مثل “صيف آمن”، “برنامج تأشيري”، “اصلاح سياسي”. المقلق أكثر ما تم اعتراضه من كلام عن “ثورة” في الاستثمار والإدارة، في إشارة على نوايا خطيرة لم نتبين أهدافها بعد.
ما يمكننا تأكيده لغاية الآن، ومما هو متوفر من بيانات ومعلومات استخباراتية صحفية، أن الحكومة بصدد التحضير لخطوة كبرى، لكنها ما تزال في مرحلة “التحركات” ولم تبلغ “ساعة الصفر” بعد.
لم تسجل دلائل بعد على اتصالات أوسع نطاقا، فخلية العمل الاقتصادي الحكومية، تعمل بصمت وخلف أبواب مغلقة، وتحيط نشاطها بقدر كبير من التكتم والسرية، تحسبا من انكشاف نواياها.
البعض يقول إن كل ما يتم التخطيط له مجرد طموحات وأوهام ستدفن في أروقة الحكومة، ولا ترقى إلى مستوى الثورة التي وعد فيها أقطاب الحكومة.
يقول المختصون في الحكومة، إن الأولوية في هذه المرحلة، هى قطع الطريق على الأصوات والقوى التي تحاول استغلال الجائحة وتداعياتها الاقتصادية على الشعب، لتحريك غضبهم في وجه الحكومة، ومن ثم العمل على برنامج للتعافي السياسي والاقتصادي، يتوج جهود الحشد والتحشيد لتغيير شامل يطال التشريعات ونظم إدارة مؤسسات الدولة.
هل هناك مخطط حكومي جدي وحقيقي لتبني مشروع متكامل للانعاش الاقتصادي والسياسي؟
لا ندري، ربما، لكننا سنواصل التقصي والرصد ونحاول قدر المستطاع الحصول على تسجيلات لمسؤولين حكوميين تؤكد أو تنفي هذه المعلومات، أو ننتظر مؤتمرات صحفية ومقابلات إعلامية للوزراء من أصحاب الاختصاص، لتكشف لنا تفاصيل المخطط الحكومي، ونحسم حالة الجدل والشك في أوساط الأردنيين ونقطع دابر الإشاعات والأقاويل.
الحروب تحسم في عقول الرجال
العميد م ممدوح سليمان العامري*
لنابليون بونابرت مقولة شهيرة جدا وهي أن: ” الحروب تُحسم في عقول الرجال قبل أن تُحسم في ميادين القتال” بمعنى أن العامل النفسي يعد أهم من العامل المادي في تحقيق النصر، فقد تمتلك الجيوش أقوى الأسلحة والصواريخ والدبابات ولكنها لا تمتلك الإرادة والمعنويات فهيهات لها أن تحقق النصر؛ فمهما امتلك العسكري من اسلحة ومعدات حديثة وكان مهزوما من الداخل فلن يحقق النصر.
وفي خضم الصراعات التي تخوضها الدولة لابد من إعدادها للحرب، وذلك بتوفير جميع المستلزمات وجميع المتطلبات التي تحتاجها لخوض الحرب، ومباشرة الصراع بعد الأخذ بمجمل أسباب القوة المادية والمعنوية، وذلك بتسخير جميع قدرات وموارد الدولة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعسكرية لتستطيع تحقيق خططها وسياساتها الاستراتيجية الهادفة وبانسجام تام بهدف تحقيق الانتصار على الخصم في الصراع الدائر بين الطرفين.
القادة العسكريون ومنذ بدء الصراعات المسلحة بين البشر ادركوا أهمية العمليات النفسية، ووجدوا أن الإنسان يقاتل بشجاعة أحياناً، ويصاب بالجبن أحياناً، ويستبسل في ظروف معينة، ويتقهقر في ظروف أخرى نتيجة العوامل النفسية التي تشكل الطبيعة البشرية، وهو ما دعا الكثير من المخططين العسكريين للاتجاه للتركيز على التأثير في العامل النفسي لدى العدو بقصد تدمير سلوكيات وعواطف جنوده والتأثير في الميدان من دون الدخول في معارك، ويذكرنا ذلك بعدة مقولات مشهورة:
القائد الصيني (صن تزو) الذي كتب قبل 2500 عاماً تقريباً في كتابه المشهور (فن الحرب) إن القائد البارع هو من يهاجم بالخدع الحربية فيقهر العدو دون قتال.
والقائد الألماني (آروين رومل) الذي قال (القائد الناجح هو الذي يسيطر على عقول أعدائه قبل أجسادهم).
وقول السياسي البريطاني تشرشل (كثيراً ما غيرت الحروب النفسية التاريخ).
وما ذكره المؤرخ والأكاديمي العسكري الألماني المشهور كارل فون كلاوتز في كتابه المشهور عن الحرب (بغض النظر عن عبقرية القادة العسكريين وقوة وصمود الجيوش والقواعد والقوانين المشكلة لبديهيات المعارك يظل العامل النفسي والروح المعنوية للجنود في الميدان الحد الفاصل بين الهزيمة والانتصار على أرض المعركة).
و إذا كان الفضاء هو البعد الرابع، أي القوة الفضائية، بعد القوى الثلاث (البرية والجوية والبحرية) فإن الحرب النفسية تعتبر الآن البعد الشامل الجديد بعد الأبعاد السياسية والعسكرية والاقتصادية، بل إن دولة بحجم إسرائيل اعتبرت العامل النفسي مساوياً لمستوى الأمن الوطني من منظور شامل، إذ إن الحرب النفسية تتميز بأن لها وسائل وأهدافاً، وتتشعب بطرق تنفيذها حيث يكون الإعلام إحدى أهم الأدوات المتوافرة لتحقيق الأهداف المعلنة وغير المعلنة للدول عبر الاستخدام المبرمج في الترويج ونقل الأخبار والقدرة على التأثير المباشر مع تطور تقنيات الاتصالات التي تشكل عصباً رئيسياً للتأثير في الطرف المعادي.
ameri.m@aol.com
*مدير التوجيه المعنوي / الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة سابقاً.
تجربة اللامركزية …. هل نجحت ام فشلت وهل يعاد تكرارها ؟؟؟
بقلم الدكتور ماجد الخضري –
مع اقتراب إقرار قانون جديد للإدارة المحلية يبرز تساؤلا قويا في أوساط النخبة والعامة على حد سواء هل نجحت تجربة اللامركزية ام فشلت بعد ثلاثة اعوام ونيف من التجربة .
حيث طبقت تجربة اللامركزية في الأردن ولأول مرة عام 2017م كتجربة مستنسخة من عدد من الدول المجاورة ومنها العراق وتونس والمغرب التي تدار كمحافظات ويتم تشكيل مجلس محافظة في كل محافظة يكون صاحب ولاية عامة .
وفي الأردن الذي يبحث دوما عن الحداثة والتقدم ومعالجة البيروقراطية والروتين الإداري وتعقيدات الإدارات المترهلة تم إقرار قانون اللامركزية رقم 49 لسنة 2015م وتم إجراء أول انتخابات لمجالس المحافظات في عام 2017م وبدعم ملكي منقطع النظير .
حيث حظيت تجربة اللامركزية باهتمام خاص من قبل جلالة الملك عبد الله الثاني الذي قدم دعما خاصا لهذه المجالس واعتبر ان مجالس المحافظات هي مجالس نواب مصغرة تمارس دور مجلس النواب فيما يتعلق بالتخطيط والرقابه غير المباشرة وتقديم الخطط التنموية والاستثمارية للنهوض بالمحافظات .
وقدم جلالته كل الدعم لمشروع اللامركزية بهدف إنجاح هذه التجربة التي اتبتث نجاحها في العديد من دول العالم وخلال لقاءاته المستمرة من رؤساء مجالس المحافظات وأعضائها اكد جلالته على ضرورة تطوير مشروع اللامركزية، وإجراء تقييم شامل لهذه المشروع لتعزيز الإيجابيات وتجاوز المعيقات التي تواجه عمل مجالس المحافظات.
وقال إن الهدف من اللامركزية هو إعطاء دور أكبر للمواطن في صنع القرار التنموي وتحسين الخدمات وتوزيع مكتسبات التنمية بعدالة.
وفي هذا السياق، قال جلالته، بعد مضي عام على التجربة، يجب قياس أثرها على أرض الواقع من حيث مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين. وأكد جلالته، أن الحكومة تعمل ورؤساء وأعضاء مجالس المحافظات على مراجعة قانون اللامركزية وبما يسهم في تحقيق الأهداف المنشودة.
وشدد جلالته على ضرورة التواصل الميداني الدائم مع المجتمعات المحلية لترسيخ مبدأ المشاركة الفاعلة، والوقوف على احتياجاتهم التنموية لتقديم الخدمة بشكل أفضل، وكذلك الاستمرار في التواصل مع المؤسسات لتطوير آليات العمل.
وأضاف جلالته أن التحدي الاقتصادي هو الأكبر أمام الأردنيين، لكن العمل مستمر ضمن خطط واستراتيجيات لجذب الاستثمارات وتوزيعها على المحافظات بما ينعكس على تحسين الأوضاع الاقتصادية وإيجاد فرص العمل.
وعلى الرغم من كل الدعم الملكي لتجربة اللامركزية الا ان التجربة وجهت بالكثير من العقبات لعل اهمها عدم إعطاء أعضاء هذه المجالس الصلاحيات الكافية لممارسة العمل فمجالس المحافظات ما زالت منزوعة الدسم فهي تقر المشاريع الخدمية والرأسمالية في المحافظة ويخصص لها اموال ضمن موازنة الدولة ولكن هذه الأموال لا تحول لهذه المجالس لتصبح ملكها وتتصرف بها وانما هي تقر مشاريع وتحول تلك المشاريع الى وزارة المالية التي تماطل في الإجراءات المالية مما يعطل الكثير من المشاريع ويجعل مجالس المحافظات دون سلطة حقيقية .
وكعضو في مجلس محافظة الزرقاء فانني أرى ان تجربة اللامركزية بصورتها الحالية هي تجربة غير ناضجه وقد ساهمت الكثير من الظروف والأسباب في تراجعها وتفريغ التجربة من مضمونها فالكثير من اصحاب السلطة لا يريدون لهذه التجربة ان تتقدم لانهم يعتقدون ان مجالس المحافظات جاءت لتنازعهم سلطاتهم وتضعف قوتهم .
ومن هنا جاء قانون الادارة المحلية الجديد الذي سيطرح من خلال مجلس النواب لمنافشته وقد الغى فعليا هذه المجالس بحيث لم تعد ذات قيمة ديمقراطية بعد ان صرح وزير الشؤون السياسية موسى المعايطه ان الخيار المطروح بالنسبة لمجالس المحافظات هو تشكيلها من المنتخبين من ابناء المحافظة بحيث لا يكون انتخاب مباشر لاعضائها وانما انتخاب غير مباشر بحيث تشكل من رؤساء البلديات في المحافظة ورئيس غرفة التجارة ورئيس غرفة الصناعة ورئيس اتحاد الجمعيات الخيرية ورئيسة اتحاد المراة ورئيس مجمع النقابات المهنية ورئيس اتحاد طلبة في جامعة حكومية ……او المزج بين الانتخاب المباشر وغير المباشر بحيث يتم انتخاب عدد محدود جدا بطريقة مباشرة وباقي الاعضاء بالتعين .
ويبدو ان السيناريو المطروح لهذه المجالس هو تراجع صريح وواضح عن فكرة اللامركزية بعد ان استطاع كوفيد 19 ان يجمد عمل المجالس في العام الماضي والحالي وبعد ان تم تخفيض موازنة هذه المجالس بنسبة 75% والغيت كل المشاريع الخدمية والرأسمالية التي أقرت في موازناتها بسبب الضائقة المالية وكأن امر دبر بليل من اجل تجميدها.
فتجربة اللامركزية تجربة عشتها وعايشتها ثلاثة سنوات ونصف تقريبا وكانت من التجارب التي تستحق الدراسة فقد كان لها الكثير من الايجابيات ولكن كان لهذه التجربة الكثير من السلبيات لعل اهمها تنقل الولاية على المشروع من وزارة التنمية السياسية الى وزارة المالية ثم الى وزارة الداخلية وأخيرا وبموجب القانون الجديد للإدارة المحلية فستكون وزارة الإدارة المحلية هي صاحبة الولاية على هذه المجالس وان كان العدد الكبير لاعضاء مجالس المحافظات يعيق الحركة فان تخفيض عدد اعضائها يسجل لمشروع القانون الجديد الذي ما زلنا بانتظاره ونتمنى ان يتم من خلاله تعديل كافة الفقرات التي تتعلق بصلاحيات هذه المجالس بحيث يصبح لها سلطة رقابية على المؤسسات داخل المحافظة .
أراضي القدس في خطر ؟؟
بقلم :- الدكتور ماجد الخضري –
شهدت الأعوام القليلة الماضية موجة تسريب مساحات من أراضي المدينة المقدسة إلى اليهود الذين زادوا نشاطهم خلال هذه السنوات بشراء الأراضي في القدس القديمة وما حولها وطرحوا اكثر من مشروع من اجل الاستيلاء عليها .
وقد نشطت عشرات الهيئات الصهيونية من داخل الأرض المحتلة ومن خارجها في شراء الأراضي وتقديم الإغراءات والترغيب والترهيب لأصحابها الأصليين الذين ما زالوا مرابطين حول المسجد الأقصى المبارك ومتمسكين بأرضهم وارض أجدادهم وارض المسلمين ، فارض القدس هي ارض وقف إسلامي يحرم بيعها لليهود .
وشهدت بعض الدول العربية نشاطا ملحوظا لبعض السماسرة اليهود والعرب للأسف الشديد وهم يقدمون الإغراءات تلو الإغراءات لأصحاب الأرض من المقدسين خاصة ممن يعيشون خارج المدينة المقدسة .
ورغم ان بعض البيوعات قد تمت الا ان المعظم من ابناء المدينة المقدسة وما حولها ما زالوا يرفضون بيع اراضيهم على الرغم من كل المغريات التي قدمت لهم والملايين التي وعدوا بها في حال البيع لكن ابناء القدس ما زالوا صامدين ومتمسكين بوطنهم ومقدساتهم .
وفي الوقت التي تسهل بعض الدول عملية انتقال الأراضي من أصحابها وملاكها الى اليهود فان الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين كان له موقفا بارزا وواضحا تجاه هذه القضية التي اعتبرت بالنسبة للأردن خطا احمرا فالقدس والمقدسات في عهدة الهاشميين والملك عبد الله شخصيا يرفض المساس بالمقدسات وبملكية الارض هناك ولعل هذا كان احد أسباب الهجمة الشرسة على الأردن وقيادته
وفي الوقت الذي نشهد فيه حملة يهودية شرسة على ملاك الأراضي في القدس ومن حولها وهي حملات مستمرة تقوم بها جهات رسمية صهيونية فان الصمود ما زال هو السمة البارزة على الرغم من تزوير الكثير من الأوراق والوثائق والوكالات بهدف الاستيلاء على الارض.
و رغم ذلك فان البعض ما زال يقف موقف المتفرج بدلا من ان يكون هناك هيئات عربية شعبية ورسمية تعمل من اجل مساندة المقدسيين ودعمها وتقديم ما يلزم من عون لهم فالقدس هي ارض عربية اسلامية والقدس برعاية هاشمية والمفروض ان يعمل الكل على تثبيت اهلها عليها ودعم صمودهم .
فالقدس عربية وستبقى صامدة ما دام هناك هيئات رسمية وشعبية عربية تدعم صمود الاهل هناك وتمنع انتقال الأراضي.
ورغم ان الاحتلال يشن حملة تهويد واسعة على الضفة الغربية ومن بينها القدس منذ الاحتلال عام 1967م الا ان الصمود ما زال عنوان المرحلة حيث قام الاحتلال حسب احصائيات فلسطينة رسمية بهدم أكثر من 170 ألف مسكن، وصادر أكثر من 21 مليون دونم، واقتلع أكثر من 3 ملايين شجرة، وبنى جداراً عنصرياً توسعياً ليغلق الشمس عن أهل فلسطين بطول أكثر من 700 كم، ووضع حوالي 900 حاجز عسكري وبوابة، وشق أكثر من 1400 كم من الطرق التفافية استيطانية
و بنى حوالي 528 مستوطنة وبؤرة استيطانية، حتى عاد المستوطنون يشكلون “دولة تخنق دولة فلسطين” التي اعترف بها العالم عام 2012، على 22% من مساحة فلسطين التاريخية حسب حدود 1967م -حدود الأمر الواقع- ليبلغ عددهم في الضفة الغربية بحدود مليون مستوطن
وتطرح اسرائيل مجددا مشروع تسوية الاراضي في المدينة المقدسة للاستيلاء على المزيد منها وقد خصصت لهذا المشروع مبالغ كبيرة
غياب العدالة الصحية في ظل كورونا
يوم الصحة العالمي يسلط الضوء على غياب العدالة الصحية في ظل كورونا
كتب: الصحفي علي عزبي فريحات –
يحل اليوم العالمي للصحة في السابع من شهر نيسان هذا العام في ظل ازمات كثيرة يعيشها العالم على الصعيدين السياسي والاقتصادي وكلها تؤثر في صحة العالم في حين ان جائحة كورونا غطت على سائر الاخبار اعلاميا بعد ان تسببت بوفاة ملايين البشر وبازمات اقتصادية حادة في معظم دول العالم الثالث .
ان يوم الصحة العالمي هذا العام يختلف عن باقي السنوات حيث سلط الضوء على غياب العدالة الصحية لذلك يحتاج إلى جهود مضاعفة نتيجة ظهور فيروس كورونا المستجد لمعرفة طرق الوقاية منه والتقليل من انتشاره من خلال جمع المعلومات للتخفيف من آثاره والذي يستدعي إتباع طرق اخرى منها لبس الكمامة وغسيل اليدين باستمرار واستخدام المطهرات الكحولية والالتزام بالتباعد الاجتماعي والامتناع عن التجمعات والالتزام بالنشاط البدني المنتظم والتغذية الصحية .
ان الاحتفال بيوم الصحة العالمي فرصة للتركيز على قضايا الصحة وزيادة نشر الأنشطة والتقارير الإعلامية التوعوية التي شأنها زيادة ثقافة الشعوب الصحية وتنمية مهارات العاملين في المجال الصحي على العمل الجاد والوصول والسيطرة على الإمراض والأوبئة ويساعد الناس على المعرفة عن جميع الموضوعات المتعلقة بصحتهم.
كما يتطلب في يوم الصحة العالمي إتباع وتنفيذ سياسيات وتخصيص موارد لتمكن الجميع من التمتع بنفس النتائج الصحية من خلال توفير التغطية الصحية الشاملة حتى يتسنى للجميع في كل مكان أن يحيوا حياة مزدهرة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة .
الملفت ان جائحة كورونا كشفت عدم المساواة و العدل التي تكتنف النظم الصحية حيث ان معدلات الاصابات و الوفيات الناجمة عن كوفيد 19 اعلى بين السكان والمجتمعات التي تكابد الفقر والظروف المعيشية والعمل غير المواتية و التمييز والاستعباد الاجتماعي وعدم العدالة في توزيع اللقاحات حيث تزيد في الامدادات في بعض البلدات وبلدات اخرى تصلها الامدادات منخفضة حيث ما زالت تترقب وتنتظر المزيد من اللقاحات لان اللقاحات تحصل عليها البلدات المنتجة والغنية وتشير مثل هذه الاجراءات الى عدم الانصاف وتشكل خطرا على صحة الناس .
لذلك في يوم الصحة العالمي يجب التركيز على اقامــة الندوات والمحاضرات بما يخص موضوع الصحة وجائحة كورونا لتوعية المواطنين وتثقيفهم بمخاطر الفيروس وحثهم على الالتزام بالتباعد الاجتماعي ودعوتهم لأهمية الحفاظ على صحتهم والالتزام بالاشتراطات الصحية وكيفية التعامل مع الجائحة بالاضافة الى تقديم النصائح والاقتراحات الهامة الخاصة بالحفاظ على الصحة العامة في مختلف دول العالم وذلك بوسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي لتصل إلى أكبر شريحة من المجتمع.
ومن هنا نثمن ادوار وجهود منظمة الصحة العالمية والفرق الطبية الجيش الابيض من أطباء وصيادلة وأطباء أسنان وممرضين وقابلين وفنيي مختبرات وتحاليل طبية وعلوم طبية مساندة ومساعدين وإداريين وموظفو سجلات طبية وغيرهم هؤلاء العاملون في القطاع الطبي الذي يشكلون الجيش الرديف لأبناء القوات المسلحة الباسلة والذين نعتبرهم جميعاً في خندق الوطن وكانوا على الدوام خط المواجهة مع وباء كورونا فهم في خط الدفاع الأول عن الوطن والمواطن وهم يضحّون بأرواحهم في سبيل معالجة المرضى لسلامتهم وصحتهم أولاً ومن ثم لدرء إنتشار المرض والوباء بين الأردنيين وهم يستشعرون الخطورة من جذورها وفي الميدان لذلك اصبح مطلوب من الجميع تقدير الجهود والوطنية والإنسانية المخلصة للجيش الأبيض و الفخر والإعتزاز بهم .
كما ندعو الجميع بضرورة العمل الجاد ومساندة الجهود التي تبذل من قبل كافة الجهات المعنية والالتزام بتطبيق معايير المساواة والعدالة الصحية وتكثيف النظم الصحية للحد من نتشار الجائحة واحتوائها .
نتمنى للجميع يوما صحيا جيدا يحافظ فيه الجميع على صحة أجسادهم وقلوبهم حتى نتجاوز هذه الجائحة بنجاح.
رئيس جمعية البيئة الاردنية .