رفقاء مهنة الصحافة يبكون بحرقة لفراق الزميل الراحــل “عوض الصقر” .
كتب : الصحفي علي عزبي فريحات –
نعزي انفسنا بوداع الزميل المرحوم “عوض الصقر”ونرثيه لانه رحل عنا من هذه الدنيا الفانية دون وداع فكان رحيله مفاجئا وموجعا افجع الاسرة الصحفية وكل من عرفه بكى عليه بحرقــة .
ابكيتنا ايها الزميل الغالي واحزننا منشورك الذي كانت يفوح منه رائحة الوداع وكأنك كنت تودع الزملاء الذين بادروا بالاتصال معك للاطمئنان عليك ووعدت بعضهم باللقاء معهم في نفس اليوم الذي وافتك المنيه به .
رحلت على حين غره يا صاحب الابتسامة الجميلة و الكرم والبساطة وخفة الدم والعطاء بكل ما تحمله كلمة عطاء .
سأبقى أتذكر زيارتي له لمنزله قبل ثلاثة أشهر الذي استقبلنا بكل ترحاب وكانت تعلو محياه الابتسامة العجيبة الساحرة عندما استقبلنا بمعية زملاء في المهنة وتركت هذه الزيارة في نفسي الأثر الطيب لاننا تحدثنا بامور كثيرة تتعلق بالعمل الصحفي و المهنة وقضايا كثيرة تتعلق بالعمل التطوعي والخيري .
بقلوب يعتصرها الالم اودع صاحب الارث الصحفي “ابو عبدالرحمن “الذي يعتبر رمزا من رموز المهنة النقابية ورائدا من رواد العمل التطوعي و الخيري والاجتماعي وشيخا عشائريا كان يسخر وقته لاصلاح ذات البين ليترك بذلك بصمات ايجابية ذات طابع اجتماعي انساني وخيري .
بقي على مقربه من زملائه حيث ان اعماله تميزت بالمبادرات والافكار الرائعة لتنمية العمل التطوعي والخيري لانه صاحب اعمال خيرية رائعه بروعته ودماثة اخلاقه ومؤسس لجمعيات من باب حرصه على ابراز العمل التطوعي والاجتماعي وساهم في نقل واجهة العمل الخيري الى واجهة الاعلام .
كان الزميل واحد من اسرة وكالة الانباء بترا التي اعتبرها عائلته لانه اخلص العمل بها وعشق زملائه الذين احبوه لان علاقته كانت مميزه مع الجميع وكان يحب الناس جميعا لذلك لم يكن مجرد صديق بل اخ وفي ورفيق يحبه الجميع .
الزميل لم يتوقف عن العمل في مهنته الصحفية بعد تقاعده من وكالة الانباء الاردنية بترا بل استمر في العمل المهني والصحفي من خلال رئاسة تحرير مواقع الكترونية وكتابة المقالات في جريدة الدستور والتطوع ضمن لجان نقابته وساهم ايضا في اصلاح ذات البين فكان مصلح اجتماعي بامتياز ووفاته شاهد على حبه لاصلاح ذات البين حيث توفي رحمه الله وهو يقرأ ايه من الذكر الحكيم للحث على الصلح والمسامحه .
رحل والجميع يشهد له بحسن الخلق والكرم وقضاء حاجات الناس فقد كان لا يبخل بوقته في سبيل تقديم الخدمة نسأل ان يجعل ما قدمت شفيعا لك في الاخره .
بكل الوفاء والمحبة نترحم على مسيرة زميل وانسان الذي ترك ارثا من المواقف النبيلة والطيبة والصالحة .
الكبار دائما يرحلون جسدا وتبقى سيرتهم العطرة في كل مكان وزمان وزميلنا المرحوم “ابو عبدالرحمن “من هؤلاء رحمهم الله الذين خلدوا تاريخهم واسماءهم ليبقى سيرة عطرة تتوارثها الاجيال لانه صاحب مبدأ ومسيرة نظيفة.
رحل في صمت وترك وراءه مساحة من الاسى وبصمات راسخة تشهد على مواقفه النبيله وروحه الجميلة لذلك سيفتقده أحبابه ومن عرفه وزامله ..نسأل الله أن يجازيه بالإحسان إحساناً وبالسوء عفواً وغفراناً.
نحن نشهد ان زميلنا المرحوم باذن الله تعالى كان من ارقى الناس خلقا واطيبهم بيننا وامتاز بالعمل واللقاءات والتواصل من خلال الهاتف او الزيارات او نشر تعليقاتا على صفحته او حضور فعالية او نشاط بحماس صحفي ونقابي لانه صاحب سجل حافل بالبذل والعطاء و الخدمات الجليلة لوطنه .
نعزي انفسنا وابنائه وزملائه لأن ابو العبد فقيد الجميع ولا حول ولا قوة الا بالله .
إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا لفراقك يا أبا عبدالرحمن لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.
فأمر الموت في رقاب العباد ولا نملك الا الدعاء له بأن يوسع الله عز وجل مدخله ويكرم نزله ويجعل قبره روضه من رياض الجنة …مثواه الفردوس الاعلى في الجنة .
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
إنا لله وإنا إليه راجعون
كتاب واراء
نعزي انفسنا بوداع الزميل الصحفي المرحوم “عوض الصقر”.
اقتصاد الأرجيلة
كل شيء الا الارجيلة ! لست مدخنا للسيجار او ارجيلة، واكره رائحتهم، واتجنب الجلوس بالاماكن التي يتواجد بها مدخنو سجاير وارجيلة. ولكن الارجيلة تحديدا، واقع حال تجاري واقتصادي كبير في الاردن، وانا اسميه اقتصاد الارجيلة، ولربما ما لا يعلمه من اصدر قرار وقف ومنع الارجيلة، ان «الكافي شوب « والمقاهي والمطاعم السياحية التي نسمع عن اجاراتها السنوية بمئة الف واكثر، لو لا تقديم الارجيلة ما وصل الايجار لهذا الحد.
حزب وجمهور الارجيلة، يشغل قطاعا واسعا وعريضا، قطاعا سياحيا عاموده الرئيس تقديم الارجيلة. ولو لا الارجيلة لا يرتاد زبائن تلك المنشآت السياحية من كافي شوب ومقهى شعبي، وغير ذلك.
ومن اصدر القرار لو ان يجري جولة على مناطق واسعة من عمان ليرى بام عينيه، كيف تحولت مقاهي وكافي شوبات الى اماكن خاوية، واصحابها جالسون يكشوا ذبابا عن وجوه عمال يطاردهم التسريح والطرد من العمل، وبعض المنشات اعلنت رسميا عن تسريح العمال واغلاق ابوابها.
ارقام البطالة الجديدة التي سيخلفها اغلاق المنشات السياحية بفعل منع الارجيلة ستكون مرعبة، حوالي 60 الف عامل اردني يعلمون في هذا القطاع، الى جانب خلق ازمة كبرى تتدحرج بين المالكين والمستاجرين، وهي اشبه بقنبلة مرصودة في حضن الاقتصاد والمجتمع اذا ما تعاملت الدولة معها بحكمة ورشد فستنفجر في وجه الجميع.
«اقتصاد الارجيلة « المحرك الرئيسي للقطاع السياحي المحلي ولسوق العقار والخدمات. من اصدر القرار ودافع عنه وتحمس لاقراره يبدو انه من كارهي الارجيلة. ولو انه شغل الحواس الاقتصادية والاجتماعية لابعاد هذا القرار لما كان مجرد انشغل بالتفكير به.
الارجيلة مضرة صحيا، وكذلك التدخين وهذا الامر محسوم طبيا. ولكن ما علاقة الارجيلة بكورونا، ولو يخرج علينا صاحب الفتوى الصحية ويبرهن ويثبت بان ثمة تقاطعا بالعلاقة بين الفايروس اللعين والارجيلة، ولو وجد فاعتقد ان قرار منع الارجيلة اشد فتكا بحياة وعيش وقوت الاف الاردنيين وانهيار لاقتصاد كلي !
وفيما تنبه امانة عمان اصحاب المقاهي والكافي شوب بالالزامية تجديد تراخيصهم السنوية، ودفع بدل اماكن مخصصة لاراجيل الممنوعة حكوميا. منطق رسمي متناقض وغريب. فيما تواجه قطاعات خدماتية وسياحية دخلت لغرف الانعاش الموت السريري.
الارجيلة قبل وبعد كورونا هي «فشة غل» . والارجيلة الامر الوحيد الذي يحرقه الاردنيون بانفاسهم وينثرونه دخانا في فراغ خاوٍ وعابث، واكثر ما يغرقون بمتعة تغيير «رؤوس الارجيلة».
بطالة غير مقنعة
لا أظن أن في بلادنا مشكلة استعصت على الحل أكثر من استعصاء البطالة. حتى اليوم ومنذ عقود لم يتمكن أحد من تقديم وصفة ناجحة للحد من تمدد البطالة التي أثرت على أحلام وتطلعات الآلاف من الشباب والشابات.
في كل مرة تشكل فيها حكومة جديدة؛ ويصدر عنها بيان تطل البطالة من معظم فقرات الخطاب وتتسلل مفردات التنديد واللوم إلى خطب النواب الجدد المتحمسين فيستعيدون ويستلون الكثير من الجمل والشعارات من خطب الخلفاء وأقوال الساسة حول الفقر والبطالة وأهمية العمل وتوفيره، والكثير من العبارات التي توهم العاطلين عن العمل بأنهم قاب قوسين أو أدنى من الوظائف والأعمال التي أعدوا للقيام بها.
المؤسف أن الكثير من تدخلاتنا للحد من البطالة وتوليد فرص العمل لا تتعدى الوعود بالعمل وإعادة التدوير لبرامج ووصفات قديمة سبق أن جربت وفشلت في إحداث أثر واضح على واقع البطالة والتشغيل في البلد الذي يستقدم أكثر من مليون عامل من كل البلدان التي يرغب المستثمرون وغير المستثمرين باستقدام العاملين منها.
خلال الأسابيع والأشهر الماضية كشفت الجائحة وجود جيوش من العمال الآسيويين في مدن ومناطق مغلقة تستفيد معظمها من الإعفاءات الضريبية ويفرض أصحاب الاستثمارات شروط الاستقدام والاستخدام خارج سياسات الاستقدام والنسب المعلنة للتشغيل.
وسط هذه الحالة تسلم أحد أكثر شباب الأردن حماسا لرفع الوعي وربما أكثرهم جرأة على نقد السياسات الحكومية موقع وزير العمل ووزير الاستثمار في بادرة تعبر عن حسن نية الحكومة ورغبة صناع القرار في توظيف كل الإمكانات التي تفصح عن ذاتها وتطرح أفكارا منطقية لمجابهة التحديات التي تواجه البلاد منذ عقود.
بالرغم من أن الرصيد الشعبي للدكتور القطامين كبير إلا أن ذلك لم يمنع البعض من أن يتساءل حول ما يمكن أن يقوم به الوزير في حكومة كان من المفترض أن تكون مهامها الرئيسية المتوقعة منصبة على إدارة الجائحة والانتخابات.
المعالجات التي قامت وستقوم بها الحكومة لا ولن تتعدى تجديد الوعود واللعب بالأرقام التي تخلق الوهم بأن شيئا ما يحصل هنا أو هناك. ما لم يصدر عن الحكومة إستراتيجية شاملة تقول إن الحكومة الأردنية ستوفر من خلال الإحلال أو التوسع أو التوليد لفرص العمل 300000 فرصة عمل، فإن كل ما يقال عن 150 قرضا هنا والطلب إلى المستثمر أن يشغل نسبا أعلى هناك، كلام لا يحل مشكلة.
في موسم قطاف الزيتون الحالي يوجد آلاف الأسر التي هبت مع أطفالها وكامل أفرادها للعمل في هذا الموسم لمحاربة الفقر على طريقتها وليس طريقة الحكومة. الأردنيون لا يبتعدون عن الأعمال بدافع ثقافة العيب كما يدعي بعض من يحلو لهم لوم المواطن على كل مشكلة والتنافس على من يستحق الثناء عند كل إنجاز مهما كان متواضعا. في دوقرة وزيزيا والبقعة والرصيفة والضليل هناك مئات العائلات التي شكلت فرقا للبحث عن مقاولة صغيرة هنا أو عمل بأجر لبضعة أيام في قطاف الزيتون وخدمة المزارع.
الأردني تواق إلى العمل إذا ما وجد نظاما يغير وحدة قياس الأجر لتصبح الساعة بدل الشهر واليوم بدل الأسبوع وتنظيمات تعلن عن الأعمال المتوفرة وتدعو الناس للالتحاق بها ونيل حقوقهم ضمن شروط الكرامة والعدل والاحترام.
الأحزاب أكبر الخاسرين في الانتخابات
الأحزاب السياسية كانت من أكبر الخاسرين في الانتخابات النيابية، والعدد الأكبر منها سجل خسارة مذلة، خاصة الأحزاب اليسارية والقومية.
حزب جبهة العمل الاسلامي حافظ على تمثيله بالبرلمان لكن بعدد يقل عن الحد الأدنى المطلوب لتشكيله كتلة، حتى بعد احتساب الحلفاء الفائزين. وجوه نيابية بارزة للحزب خسرت المعركة الانتخابية في دوائر عمان والزرقاء، في المقابل تمكن الحزب من تقديم قيادات شابة جديدة اخترقت قواعد عشائرية أبرزهم الاعلامي عمر العياصرة عن دائرة جرش، والاعلامي ينال فريحات عن”عمان الخامسة”، وأحمد القطاونة عن محافظة الكرك. وفي دائرة عمان الثالثة التي توصف بالباروميتر السياسي للانتخابات النيابية، خسر الاسلاميون تمثيلهم الحزبي، والمقعد اليتيم لكتلة الاصلاح كان من نصيب حليفهم المستقل النائب صالح العرموطي، وكان الفارق في نجاحه حضوره الشخصي، بينما حدثت المفاجأة بخسارة أبرز وجه نسائي للحزب ديما طهبوب، التي نالت نصف الأصوات تقريبا التي حصلت عليها في الانتخابات السابقة.
في “عمان الثالثة” عموما التيارات السياسية والحزبية خسرت معركتها للمرة الأولى في تاريخ الانتخابات البرلمانية.”معا” التي مثلت التيار المدني العريض في عمان غابت عن المشهد هذه المرة وخسرت مقعديها في البرلمان، لحساب مرشحي البزنس.
حزب الوسط الاسلامي أعلن فوز ستة من مرشحيه في الانتخابات، لكنه لم يكشف بعد عن أسمائهم، مثلما أعلن حزب التيار الوطني، أعرق أحزاب الوسط عن فوز مرشح وحيد في الانتخابات.
أحزاب اليسار والقوميين التي خاضت الانتخابات بعدة قوائم في دوائر المملكة، خرجت من المولد بلا حمص بالمعنى الفعلي للكلمة، ونال قادتها عددا متواضعا من الأصوات، في نتيجة تعكس عمق الأزمة التي تضرب أقدم أحزاب الأردن السياسية وأكثرها تمسكا بالنهج الأيديولوجي.
يمكن لقيادات هذه الأحزاب أن تعرض ما تشاء من الأسباب لتبرير الخسارة المدوية، لكن ذلك لن يعفيها من المسؤولية. كانت الخسارة متوقعة منذ البداية لمعظم مرشحي الأحزاب، وقد يكون موضوع التمويل الحكومي هو ما دفع بأغلبها لخوض الانتخابات، لكن ذلك البعد على أهميته لايبرر القبول بنتائج مهينة على هذا النحو.
كان ينبغي على هذه الأحزاب أن تظهر قدرا أكبر من احترام الذات والتاريخ، والاستعداد لخوض الانتخابات بشكل مبكر، واعداد برنامج للتواصل الشعبي مع القواعد الانتخابية على نطاق واسع، وتقديم وجوه شابة وتبني مرشحين من غير أعضاء الأحزاب يحظون بفرص أكبر للمنافسة.
والأهم من ذلك تقديم خطاب سياسي أكثر حداثة وعصرية والخروج من القوالب الفكرية الجامدة التي طبعت سياسات أحزاب اليسار والقوميين. لقد تمكن مرشحون شباب في عديد الدوائر الانتخابية من كسر القواعد التقليدية التي تحكم المشاركة على أسس عشائرية، والفوز بمقاعد نيابية بالاعتماد على المشترك في هموم ومشاكل الشباب بدوائرهم.
نفهم أن المناخ العام لايخدم الأحزاب في الانتخابات، وأن ظاهرة شراء الأصوات كان لها القول الفصل في النتائج، غير أن ذلك لايعني انعدام فرص المنافسة والخروج بخسارة مشرفة على أقل تقدير. أما أن يكون نصيب قائمة حزبية عريضة في الدائرة الثالثة للعاصمة أقل من أصوات مرشح واحد مجهول الهوية، فذلك ما لايمكن تبريره مهما كانت الظروف.
في العرف الديمقراطي عندما يخسر حزب الانتخابات تستقيل قيادته في اليوم التالي. كل القيادات الحزبية دون استثناء عليها أن تأخذ بهذا التقليد، وتدعو على الفور لمؤتمرات طارئة لانتخاب فريق قيادي جديد، ومن لا يجد مبررا لاستمرار حزبه من الأساس عليه أن يفكر بإلغاء ترخيصه.
ما توصف بالقيادات التاريخية في الأحزاب عليها أن تغادر مواقعها، وتفسح المجال لجيل جديد من الشباب يفكر بالمستقبل، ويتقن أدوات العصر، ليبدأ مسيرة العمل من جديد.
بمناسبة اليوم العالمي للطفولة
د.عدنان الطوباسي – آن الاوان لكي يعيش اطفال العالم بامن وامان.. عقدت الجمعية الثقافية للشباب والطفولة حلقة نقاشية بمناسبة اليوم العالمي للطفولة.. هذا اليوم الذي اعطى للطفولة مكانة خاصة وهم الذين نضيء بهم اركان حياتنا ويرسمون البسمة في طرقات عمرنا وتظلل أفراحهم سماء اعملنا..هم الامل والفرح والجمال والابتهاج..وقال الدكتور عدنان محمود الطوباسي استاذ علم النفس والإرشاد النفسي المشارك في جامعة فيلادلفيا ..رئيس الجمعية الثقافية للشباب والطفولة ان الاحتفال باليوم العالمي للطفولة ياتي والعالم يشهد الكورونا اشد وباء على وجه الارض الذي ارهق الناس واتعب نفسياتهم ونفسيات اطفالهم ..وياتي والالاف من الاطفال يعيشون الويلات نتيجة استفحال ازمات الحروب وغياب العدالة والتنمية..والالاف يموتون نتيجة الحروب والهجرات والظلم والقمع والتلوث البيئي والمجاعات والامراض التي لا تبقي ولا تذر..وقال الطوباسي آن الأوان لكي تتحق العدالة لجميع اطفال العالم ليعيشوا بامن وامان وحرية ووئام وسلام ولتسلم طفولتهم من اي اذى وهوان ..ليعيشوا الفرح وتبقى براءتهم وانسانيتهم وابتساماتهم تظلل الكون على امتداد الزمان والمكان.
الجائحة أوغلت والوقت ليس في صالحنا
لنعترف أن الجائحة أوغلت في البلاد حتى أصبح ترتيبنا الرابع عربيا والتاسع والثلاثين عالميا من حيث الإصابات بينما نحتل المرتبة 52 من حيث الوفيات، هذا حسب مؤشر World Meters المختص في بيان أعداد الإصابات والوفيات.
حسب آخر إحصائية صدرت مساء الثلاثاء الماضي لدينا 156 ألف إصابة مكتشفة منها 64 ألف حالة نشطة، أما الوفيات فارتفعت لتصل 1909. بينما يتلقى العلاج 2153 شخصا منهم 474 في العناية الحثيثة وبنسبة عامة
23.5 %، والمتوقع أنها سترتفع اليوم بشكل قياسي بعد ثغرة مصنع العقبة الكارثية وقد تجاوزت 2000 إصابة في العقبة فقط حتى كتابة هذه السطور.
بذات الوقت يحذر مسؤول الأوبئة من نقص كبير في الكوادر الطبية ومن وصول نسبة الإشغال لما يقارب 55 %، وهي مرشحة للزيادة في الأيام القليلة القادمة التي ربما ستشهد زيادة كبيرة بفعل الاختلاط الكبير بعد إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية. وهذا يعني للأسف مزيداً من الموت، ففرصة من يصل وحدة العناية الحثيثة بالنجاة ضعيفة جداً.
الحكومة على ما يبدو اختارت –مضطرة- سيناريو يضمن التوازن بين محاصرة الوباء بأقصى ما يمكن وإدامة معظم القطاعات الضرورية لعدم انهيار القطاع الاقتصادي، فهي التي تعرف الأرقام والتداعيات في حالة الذهاب للإغلاق أو الحظر الشامل، وهي تراهن على التزام المواطن بارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي. وهو رهان غير منتج وخاسر للأسف وسيساهم في استمرار الانتكاسة لأن أمر الدفاع غير مفعّل كما يجب بينما مخالفات السير على قدم وساق.
هناك من يريد أن يسمع ما يحب أن يسمعه ولا يريد أن يقتنع بأن رائحة القلق والخوف والموت تنتشر في الأجواء، وهي مرشحة للزيادة في الأيام القادمة إن لم نذهب لقرارات جريئة. فانتظار الوصول لمرحلة الذروة ليتم تسطيح المنحنى الوبائي لن يتحقق قبل شهر وأكثر. وسطياً علينا أن ننتظر ما بين 150 ألفا إلى 180 ألف إصابة جديدة مؤكدة ووفيات جديدة قد تقترب من خمسة آلاف وفاة –لا قدر الله. وكل المؤشرات تعزز هذا الاستنتاج.
كل ما يمكن أن يقال عن رفع قدرة القطاع الصحي ورفده بمستشفيات ميدانية وكوادر طبية مهم وإنجاز كبير. ولكن عملياً لن نلمس حدوث فرق إلا بعد شهر على الأقل. وبالتالي يبدو ملحاً وضرورياً اليوم التعامل وبأسرع وقت على إبقاء القطاعات الضرورية فقط لحياة الناس والتحرك بسرعة لتقليل الاختلاط بين الناس لأدنى مستوى ممكن، وهذا لن يحدث بالتمنيات بل بالحزم.
لحظة الحقيقة تفرض نفسها علينا جميعاً حكومة ومواطنين، ولكن الحكومة تدرك أن جزءاً غير يسير من المواطنين اعتاد واستمرأ التنمر على قرارات الحكومة من باب المناكفة والاستهتار وعدم الالتزام حتى ولو كانت الكلفة كبيرة عليه بما فيها إصابته وخسارة حياته وفقدان أحبائه. والمسؤولية هنا تقع بالدرجة الأولى على الحكومة التي يتوجب عليها اتخاذ القرار دون أي تردد مهما علت الأصوات الرافضة لأن حياة الناس مقدسة.
نتفهم أن الحكومة تأخذ بالحسبان تجنب الإغلاق الشامل ونبرر لها ذلك. ولكن بقاء الأمور على هذا الوضع يعني أننا ذاهبون لكارثة محققة، وحينها لن يؤثر كثيراً أننا استجبنا لضغوط القطاعات الاقتصادية التي لم يقتنع بعض أصحابها بأن المسؤولية الوطنية تطال الجميع والتضحية ليس فقط من مسؤولية الحكومة. هي لحظة فارقة في تاريخ البلاد ولنكن بحجمها.
في رحيل الباشا خالد الصرايرة
بسيطا كان الباشا خالد جميل الصرايرة. دائم الانشغال على الاردن. وعفويا كان ذلك القائد العسكري ورئيس هيئة الاركان طيبا، وتصادفه في بيوت العزاء والجاهات قبل كورونا يتقدم الحاضرين بطيبته وعفويته واكبار واحترام وتقدير الناس له. واول ما يلقي التحية «قو الغانمين» كل باسمه. رفاق السلاح والعسكرية،ومن خدموا في معيته رئيسا لهئية الاركان لحوالي 8 اعوام ومن قبلها نائبا لرئيس هئية الاركان وتقلد عدة مواقع عسكرية مهمة يحبونه ولا يذكرون ويروون عنه الا سيرة معطرة بالوفاء والصدق والاخلاق والوطنية الفائضة.
في خدمته في الجيش وبعد التقاعد لم يرد الباشا الصرايرة طالب مساعدة وعون واغاثة. وباب بيته مفتوح لكل الاردنيين دون تميز او استثناء، ويستقبل عموم الاردنية قبل الكركية والصرايرة. وما يشهد للباشا الصرايرة اثناء خدمته العسكرية ان كسب حب الجنود والعسكر وكبار الضباط، وكان قائدا عسكريا مهيوبا ولحضوره كريزما وفائضا من الهيبة.
العسكرية والجيش تعني الكثير الكثير عند خالد جميل الصرايرة. وفي حقبته كان شغله الشاغل على تمكين القوات المسلحة الاردنية عسكريا ولوجستيا، وامنيا واستخباراتيا. ولطالما كان اكثر ما يشغل الباشا الصرايرة ترسيخ العسكرية عقيدة وطنية، وعلى اعتبار ان الجيش وجدان وطني جماعي وكرامة وطنية، ومؤمنا ان الجيش من البنى والركائز الصلبة والاصيلة في بناء الدولة الاردنية ومشروعها الوطني.
الجيش والعسكرية عامود وخزان وعي الوطنية الاردنية. وما يعني الوطنية بكل معانيها، كقوة وطنية حامية للمشروع الوطني للاردن واستقلاله وسيادته، وكقوة تحمي المصالح العليا للامن الوطني والنظام السياسي للدولة الاردنية. وبمعنى اوسع تحافظ وتحمي الهوية الوطنية التاريخية للدولة الاردنية.
كل الاردنيين نعوا الراحل الباشا الصرايرة. وفي تشييع جنازته تقاطر رفاق السلاح والاصدقاء والكركية والاردنيون الاحرار للمشاركة في مراسم الدفن وتقديم واجب العزاء.
القدر يفجعنا باخبار رحيل وخسارة لقامات وطنية عسكرية وامنية. قبل ايام رحل الباشا محمد رثعان الرقاد مدير المخابرات الاسبق. رحم الله الراحلين الصرايرة والرقاد، والعزاء للاردن الكبير ولكل الاردنيين الشرفاء الاحرار.
حكومة الخصاونة في فلك حكومة الرزاز
أحد أبرز أسباب تغيير الحكومة السابقة، أي حكومة د.عمر الرزاز، إضافة الى الاستحقاق الدستوري، الذي يفرض استقالة الحكومة، التي تحل البرلمان، كان الرغبة بتجديد الأجواء في عمان، وتكليف اسم جديد، مع فريقه، لزيادة الجرعة المعنوية ورفع الامل لدى الناس.
لهذا السبب أيضا، خرج وزراء ناجحون ولامعون، لم يفشلوا، لكن اريد عبر تغييرهم، فك ارتباط الناس، بأزمة كورونا، وتغيير الوجوه والشخوص، في محاولة لإخراج الأردن من دوائر ازمة كورونا، والتخفيف من الحدة التي ضربت المعنويات، مع وجود حسابات لاحتراق رصيد بعضهم، او تضررهم الكلي، او الجزئي، وانقلاب الرأي العام، وتحوله من معجب الى منتقد او ناقم، وهكذا كان لا بد من تفريغ بئر الماء، من المياه التي تجمعت به، وباتت عكرة، او اسودت، او تختلط بها الشوائب، وتعبئة البئر من جديد، لعل الضغط النفسي، يخف عن الناس، ويتم فك الأردن، من ازمة كورونا، واستعادة البلد، نحو اجندته الطبيعية.
سببان اذاً رحَّلا الحكومة السابقة، ما يفرضه الدستور، والحاجة لتغيير المناخ والخروج مما يمكن وصفه بحكومة كورونا، حيث كان هذا حال الحكومة السابقة خلال الشهور الأخيرة، قبيل رحيلها، بسبب الازمة، والتداعيات الثقيلة التي مست كل القطاعات.
هل تحققت الغاية الثانية الان، واستطاعت الحكومة الجديدة، اخراج البلد، من طاحونة كورونا، واستردت طبيعتها ولو جزئيا، ام اننا ما زلنا في ذات الطاحونة نلف وندور؟
على الاغلب، لم تتمكن الحكومة الحالية، على الرغم من قصر المدة من يوم القسم في الثاني عشر من تشرين اول (اكتوبر)الفائت، على الخروج من طاحونة الازمة، فهي ما تزال أولا في بداية مشوارها، وورثت ملفات ثقيلة، ليست من صنعها، بل تعد موروثة ومتراكمة من حكومات سابقة، كما انها ما تزال تحاول الانفكاك من هذه الازمة، لكنها لا تنجح حتى الان، وعلى الاغلب لن تنجح الشهور المقبلة، فالحكومة تواجه ذات الازمة، والوباء يشتد، والقطاعات التعليمية والاقتصادية والصحية متضررة، بل ان الكلفة ارتفعت اكثر.
هذا يعني ان الغاية من تغيير الحكومة السابقة، أي تجديد الأجواء، لم تتحقق، وستصبح هذه الحكومة أيضا، حكومة كورونا 2، بعد ان كانت حكومة الرزاز في شهورها الأخيرة حكومة كورونا 1، وبكل أمانة فان الازمة هنا، لا تقدر عليها أي حكومة، لأننا نرى ان المعالجات منخفضة التأثير، وقد بتنا امام نمطين، اما اغلاقات جزئية ومنتقاة لقطاعات، واما الحظر الشامل الكلي الممتد زمنيا، والحكومة تختار الطريقة الأولى كونها اقل كلفة، فقط.
للأسف الشديد، لن تكون الحكومة الحالية قادرة على العودة بالأردن الى الوضع العادي، فهي لن تستطيع انعاش قطاعات كثيرة، مثل السياحة، ولن تتمكن من العودة بالتعليم الى وضعه العادي، وستواجه مصاعب في إدارة الملف المالي، مع نهايات العام الحالي.
هذا يعني ان الازمة مستحكمة، وان كل قرار، او تصور، او خطة، يصطدم بالوباء، وتأثيراته، بحيث اصبح الحديث صعبا، عن عودة الأردن الى ما قبل الوباء، وهذا امر قد تحاول الحكومة تجنبه، لكنها لن تتمكن، فقد بات الوباء، يفرض نفسه حتى على إشارة المرور.
النتيجة هنا، تقول ان الغاية الأولى من التغيير الذي حصل، أي الاستحقاق الدستوري، تحققت، اما الغاية الاخرى، أي فك ارتباط البلد بالوباء، والعودة الى ملفات كثيرة أساسية، لم تتحقق، واذا كانت الحكومة الحالية غيرت وجوه رموز الازمة، من اجل اراحة أعصاب الأردنيين، وتصنيع جو خارج كورونا، الا اننا بكل صراحة، فقدنا الخبرات، وانتجنا نجوما جديدة، في كل المجالات، يدورون أيضا حول كورونا، فقد باتت ام المعارك، وبداية النهايات في الكون.
الغاية الاخرى من التغيير كان من الممكن الالتفاف عليها، عبر عدم حل البرلمان، وتسليم مجلس لمجلس، واجراء حكومة الرزاز للانتخابات، الا ان الذي حسم ليس الاستحقاق الدستوري، فقط، بل الحاجة الى تغيير الأجواء، والخروج من جو الازمة، لكن الذي نراه اليوم، يثبت ان حكومة الخصاونة تدور في فلك حكومة الرزاز، وكلاهما لا أثم عليه، ولا عدوان، فالأزمة اكبر من الحكومتين، وكلاهما يحاول الفرار من كورونا، لكن كورونا اقوى من الجميع.
سنصبر، ولن نستعجل، لكن الليلة السعيدة، تظهر مؤشراتها من العصر.. أليس كذلك؟
الحذر في حسابات الأردن مع واشنطن
لم يتوقف المشروع الإسرائيلي، خلال كل الفترات التي حكم بها الرؤساء في الولايات المتحدة، إلا أن فترة الرئيس الحالي المنتهية ولايته اتسمت بدعم من نوع مختلف تماما.
في الأردن ينظرون إلى التطورات في الولايات المتحدة، بطريقة حذرة، فالقصة لم تنته تماما، وان كان واضحا فوز رئيس جديد، الا ان الرئيس الحالي، يبعث بمؤشرات خطيرة، حول قدرته على إعادة خلط الأوراق، على صعيد الولايات المتحدة، والعلاقة مع أوروبا، والعلاقة مع إيران، وملف القضية الفلسطينية، ومدى استعداده للخروج من موقعه، دون ان يجر بلاده إلى فوضى عارمة، كما أن الأردن الذي له صلات حسنة مع الرئيس الجديد يتطلع أيضا إلى ان يبني علاقة مميزة مع نائبته، كاملا هاريس، خصوصا، ان كل السيناريوهات محتملة في الولايات المتحدة، والمناخ سيبقى مضطربا حتى يتسلم الرئيس الجديد سلطته بشكل طبيعي.
هناك من يعتقد ان المبالغة فيما سيفعله الرئيس الجديد للقضية الفلسطينية، مبالغة قائمة على تعهداته خلال الحملة الانتخابية، وليس لقدرته المطلقة على تغيير برنامج سلفه، وقد قال الرئيس الجديد في شهر أيلول خلال حملته في حفل نظمته منظمة جي ستريت، إن ..”على إسرائيل التوقف عن توسيع المستوطنات في الضفة الغربيّة، ووقف الحديث عن الضم والسعي للنهوض بحل الدولتين، وإن الضم اليوم ليس على الطاولة لكن لا أعلم إلى أي مدى هو بعيد عن طاولة نتنياهو وتوجهاته”، وأضاف الرئيس في شهر أيلول قبيل فوزه انه سيعارض الضم إذا فاز بالرئاسة، وسيجدد الحوار مع الفلسطينيين، ويعيد الدعم المادي مع الأخذ بالحسبان القانون الأميركي، وسيفتتح مجددا قنصلية بلاده شرقي القدس، وأن حل الدولتين هو الطريق الوحيد لضمان حق الفلسطينيين بدولتهم من جهة، ولأمن إسرائيل على المستوى البعيد من جهة أخرى، قائلا أن خصمه في الانتخابات الرئيس الأميركي الحالي، زعزع قضية تقرير المصير للفلسطينيين، ويعمل على تقويض الأمل بحل الدولتين.
حسنا، هذا هو الكلام، وأيضا سيكون له تصورات أخرى بشأن إيران، قد تقترب من استرضاء الأوروبيين، والعودة للاتفاق النووي مع إيران، وقضايا متعددة في هذه المنطقة، والملف الإيراني هنا، ملف إقليمي ودولي، يترك أثرا على كل دول المنطقة العربية.
في حالات سابقة، لم يلتزم رؤساء أميركيون بكثير من شعاراتهم وبرامجهم، أو قاموا بالالتفاف عليها، ونحن في هذه الحالة تحديدا، أي حالة الرئيس المقبل، سنقرأ لاحقا، عن عملية استقطاب هائلة سيتعرض لها الرئيس الجديد، وضغوط كبيرة، لمنع حدوث تحولات كبرى في سياسات الولايات المتحدة، بشأن القضية الفلسطينية، وإيران، أيضا، ولا ننسى هنا ان الجمهوريين، لديهم تأثير كبير داخل الكونغرس، ولا يمكن اعتبارهم خارج اللعبة، لمجرد هزيمة رئيسهم.
مناخ الحذر والترقب في الأردن، يعود إلى اعتبارات كثيرة، أولها عدم انتهاء أزمة الانتخابات في أميركا، وثانيهما معرفة الأردن ان صلاحيات أي رئيس ليست مطلقة، وثالثها وجود مؤسسات اميركية تؤثر على القرار في الولايات المتحدة، كما ان الانقلاب في السياسة الأميركية مرة واحدة، قد لا يكون متاحا بالطريقة التي يتصورها كثيرون، وما هو اهم هنا مدى استعداد إسرائيل للتجاوب مع سياسات الرئيس الجديدة بشأن القضية الفلسطينية.
هذا يعني ان التحليلات في الأردن، تضع في حسبانها تنفيذ إسرائيل لمخططاتها بشكل منفرد، دون تغطية أميركية كاملة، وقد تتجاوب جزئيا، مع بعض الطلبات الأميركية، الا ان موجة التفاؤل المطلق بالرئيس الجديد، قد تكون تراجعت، لحسابات عديدة من بينها معرفة الأردن ان إسرائيل تمكنت دوما من حصد المكاسب من كل إدارة جديدة بوسيلة مختلفة، وواصلت أيضا مشروعها دون ان تتوقف، من الاستيطان الى مصادرة الأرض، وصولا الى بقية السياسات.
لكن يبقى الأمر المؤكد، أي ان الأردن الآن يشعر بأن الضغط الأميركي سيكون اقل عليه، وانه سيعاود التنفس، وقد يتمكن من استرداد دوره الإقليمي، بشكل أفضل، وهذا أمر لم يكن قائما خلال العامين الفائتين، حيث مر الأردن بفترة حرجة للغاية في علاقته مع الأميركيين.
رسائل في الاتجاه المعاكس
في نهاية يوم حافل بالقرارات الحكومية الشجاعة التي تهدف للتعامل مع تطورات جائحة كورونا، أعلن عن مؤتمر صحفي مساء ذات اليوم “الاثنين” لوزير الصحة ومسؤول ملف كورونا في وزارة الصحة.
تأخر المؤتمر عن موعده المقرر والمعلن نحو نصف ساعة، وهو ما رفع من سقف التوقعات حول نية الفريق الصحي إعلان قرارات أكثر أهمية ربما من أمر الدفاع الخاص بوضع اليد على مستشفيات القطاع الخاص إذا ما دعت الحاجة.
لكن الأمور لم تكن على هذا النحو، فقد خرج الوزير المحترم نذير عبيدات بحديث “رايق” فحواه أن عدد الإصابات في ذلك اليوم والبالغة قرابة ستة آلاف إصابة و71 حالة وفاة هي “مؤشر إيجابي” إلى استقرار الوضع الوبائي وعدم الزيادة بأعداد أكبر من سابقتها.
السؤال الذي تبادر للأذهان على الفور، إذا كان الوضع مطمئنا إلى هذا الحد فلماذا أقدمنا على إصدار أمر دفاع خاص بالمستشفيات وعطلنا من قبل عمل السلطة القضائية وأغلقنا قطاعات جديدة كالأكاديميات الرياضية وأماكن الترفيه واللياقة البدنية، ومنعنا الأراجيل في المقاهي.
الوزير المحترم لم يقدم بيانا مكتوبا لوسائل الإعلام بل ارتجل كلاما طيبا وصادقا من القلب، لكن في مثل هذه الظروف الحساسة طيبة القلب لا تكفي لكسب الدعم المجتمعي.
كان الإرهاق باديا على وجه الطبيب المهذب وائل هياجنة واعتذر بلباقة من الصحفيين لعدم قدرته على الرد على استفساراتهم الهاتفية لانهماكه الطويل في العمل، وأنا أصدقه بحق، فالمسؤوليات التي تقع على عاتقه وفريق العمل كبيرة ومضنية.
ولو أن الطبيب الهياجنة ومن قبل الوزير عبيدات اعتذرا عن عقد المؤتمر الصحفي من أساسه وواصلا العمل في غرفة العمليات لكان أجدى لهما ولنا.لأننا وبصراحة لم نسمع معلومة جديدة في اللقاء.
كان هناك حرص على تطمين الأردنيين بشأن قدرات المستشفيات على استقبال مرضى كورونا، ورفع سعتها السريرية، إضافة إلى تدشين غرفة تحكم لضمان توفير أسرة لمرضى يراجعون بعض المستشفيات ولا يجدون مكانا فيها.عدا ذلك خصص الطبيب الهياجنة جل مداخلته للرد على تصريحات أطلقها أعضاء في لجنة الأوبئة ومركز تقييم الوضع الوبائي.
في وقت تزدحم فيه منصات الإعلام والتواصل الاجتماعي بسيل من المعلومات الجارفة والمتناقضة أحيانا والكاذبة كذلك، يتعين على المسؤولين في القطاع الصحي أن يحرصوا على إعداد رسائلهم للرأي العام بكل دقة ووضوح، ولا يجعلوا من إطلالاتهم الإعلامية مجرد تصريحات إنشائية لا تضيف جديدا للرأي العام.
صحيح أننا نريد طمأنة المواطنين على قدرتنا بتقديم الخدمات الصحية وعدم الحاجة للقلق من نقص الأسرة في ضوء الخطط الناجعة التي تبنتها الحكومة، لكن لا ينبغي أبدا أن نمنح للناس أملا زائفا باستقرار الوضع الوبائي وبأن الحالات يمكن أن تتراجع في المرحلة المقبلة.
هذا لا يساعد الحكومة أبدا على إنفاذ أوامر الدفاع الخاصة بارتداء الكمامة والتباعد الجسدي، ناهيك عن تناقضه مع تقديرات رسمية تحذر من ازدياد الإصابات بعد فوضى الانتخابات ودخول فصل الشتاء، تماما كما هو الحال مع الوهم السائد حول قرب وصول لقاح كورونا، في وقت يؤكد فيه أكثر من مسؤول بأن اللقاح في حال توفر فعلا بداية العام فلن يشمل أكثر من 20% من السكان مع نهاية العام المقبل، في أحسن تقدير.