5.1 C
عمّان
الأربعاء, 15 يناير 2025, 13:11
صحيفة الأمم اليومية الشاملة

كتاب واراء

أما آن الأوان أن تفتح بيوت الله ويذكر فيها اسمه ؟

عبدالرحمن البلاونه

عبدالرحمن البلاونه

حتى نبتعد عن التشكيك ونظرية المؤامرة، وليس مناكفة أو استعراض، ونحن مع توجهات وتوجيهات الحكومة للحد من انتشار فيروس كورونا قلباً وقالباً، ونقدر الجهود التي بذلتها، والحق يقال، أن الحكومة سعت جاهدة منذ بدء انتشار هذا الوباء للحد منه والسيطرة عليه من خلال جهود مضنية، واجراءات احترازية يعلمها الجميع، ومن ضمنها اغلاق دور العبادة، للحد من الاختلاط ومنع انتشار الفيروس.
ان ما نشهده ونشاهده من اكتظاظ في الاسواق ووسائل النقل وأماكن التسوق والبنوك، بعد عودة الحياة إلى معظم المنشآت والقطاعات الحيوية والاقتصادية ورفع الحظر عن معظم القطاعات، والسماح للمواطنين بالعمل والتنقل، واستخدام وسائل النقل العامة والتسوق، بما فيها من مغامرة بسبب قلة وعي المواطنين، وعدم التزام البعض بالإجراءات الوقائية و السلامة العامة، وعدم تطبيق التعليمات بشكل صحيح، ما دفعني للكتابة في هذا الموضوع الهام، وهو فتح المساجد أمام المصلين.
واعتقد أن المساجد هي من أسهل الامكان التي يمكن السيطرة عليها وتطبيق الاجراءات الوقائية التي تمنع انتشار الفيروس او نقل العدوى بها، بشكل عملي وفعال للغاية، من خلال الية معينة، ويمكن ان يتم التذكير بها عند كل صلاة، وتحدد شروط الدخول الى المساجد، ومن ضمنها منع استخدام دورات المياه وأماكن الوضوء داخل المسجد، ومنع الدخول لمن لا يلتزم بارتداء الكمامة والقفازات، والزام المصلين بإحضار سجادة الصلاة الخاصة بكل واحد منهم، وعدم استخدامها من قبل اشخاص آخرين، وتعقيم المسجد قبل وبعد كل صلاة، وعدم الجلوس بالمسجد بعد انتهاء الصلاة، وان لا تتجاوز الفترة بين الاذان والاقامة خمس دقائق، وترك مسافة تباعد آمنة بين المصلين، والابقاء على منع صلاة الجمعة لما تشهده من اكتظاظ وتجمع اعداد كبيرة من المصلين، مع التزام المواطنين بعدم حضور كبار السن ” المسنين ” الذين يكونوا عرضة للعدوى، وعدم حضور الاشخاص الذين يعانون من اعراض رشح أو انفلونزا أو أية أعراض صحية أخرى.
بذلك يمكن ان تُعمر مساجد الله، وتقام شعائر الله في بيوت الله بكل بساطة، وتكون بادرة حسن نوايا، ونقطع الطريق أمام المشككين والمتربصين، وبعكس ذلك تفتح الابواب مشرعة للتأويل والاقاويل التي يمكن نشرها واقناع العامة بها، بقصد أو بدون قصد، وخاصة بعد أن اعلنت الحكومة أن الثلاثاء المقبل بداية الدوام الرسمي في مؤسسات الدولة.

Share and Enjoy !

Shares

رئيس التحرير يكتب ..كورونا يسرق بهجة رمضان والعيد …!!!

خالد خازر الخريشا

خالد خازر الخريشا

لايشعر الكثيرين ببهجة قدوم العيد السعيد والسواد الاعظم حتى لا يعنيهم امور العطلة حيث ستغيب صلاة العيد والتكبيرات والصلاة في الساحات العامة اما امر زيارة صلة الارحام يبدو انها ستكون من خلال الواتساب والاتصالات والرسائل النصية خاصة لمن ارحامه تقطن في المحافظات البعيدة وهي مرهونة لاوامر الدفاع التي تصدرها الحكومة بين الحين والاخر .

فجأة تغيّر كل شيء، كل دول العالم أصبحت كما يصفها البعض بمدن أشباح، الحدائق والشوارع فارغة، الحياة شبه منعدمة، وكل ما كان في وقت سابق روتينا يوميا للحياة اختفى .
فايروس كورونا خطف كل شيء وتحولت المنازل الى سجون ذاتية الناس فقط تأكل وتشرب وتنام وتصحو على زوامير الخطر وصوت صافرات الانذار وسيارات الدفاع المدني ، واوامر الدفاع التي تبشر بالحظر الشامل يوم الجمعة ، لا طعم للحياة مع نشرات الاخبار المملة والتي ترد عن هذا الفايروس القاتل الذي وضع العقل بالكف .

في شهر الصيام شهر الرحمة والمغفرة والغفران المساجد بدت حزينة وتبكي خلوها من المصلين والمتعبدين والعاكفين والركع السجود ، لم يكن أحد ليتصور أن شهر الصيام لهذا العام سيكون خاليا من أهم مميزاته وخصوصياته الدينية والروحية وحتى الاجتماعية: العزائم والولائم العائلية لوجبة الإفطار وصلوات التراويح وموائد الرحمن وحتى فريضة العمرة التي تعادل حجة في رمضان …
شاهدنا كيف دخل عدد من المؤذنين فى مساجد السعودية، فى حالة من البكاء الشديد عند رفع الآذان وترديد نداء “صلوا فى بيوتكم”، بعد قرار المملكة بالاكتفاء برفع آذان الصلوات الخمس فى المساجد، ووقف صلاة الجمعة والجماعة فى المساجد، فى إطار التدابير اللازمة للوقاية من فيروس كورونا اللعين .

نعم رمضان حزين في العالم الإسلامي، بعدما تطلبت محاربة الفيروس غلق المساجد لمنع التجمعات الكبيرة، حيث روحانيات شهر رمضان لدى المسلمين باتت حزينة بسبب الإجراءات الاحترازية في المساجد ومنع صلاة الجماعة والتراويح لكن في المقابل عربات التسوق لم تهدأ في المولات والمؤسسات الاستهلاكية المدنية والعسكرية .
شهر رمضان هذا العام هو الأشد قسوة على الأسرة الاردنية، قسوة من حيث الوضع الاقتصادي والمعيشي المحزن والقاسي للاسر وقفزات أسعار السلع، خاصة الغذائية، التي باتت لا ترحم أحدا بمن فيهم الطبقة الوسطى… والجمعيات الأهلية والخيرية التي كانت تلعب دورا مهما في التخفيف عن ملايين الأسر الفقيرة تراجعت تبرعاتها بشدة في زمن كورونا والحكومة للاسف اوقفت دعم الخبز عن مئات الالاف من المحتاجين .

حتى رجال الأعمال الذين كانوا يتبرعون لصالح العائلات الفقيرة والمعدمة في شهر رمضان من كل عام، باتت تبرعاتهم توجَّه لغرض آخر في زمن كورونا مثل تمويل صناديق تؤسسها الحكومات مثل صندوق همة وطن، ومساندة القطاع الصحي ومستشفيات العزل الصحي وتطوير المستشفيات الحكومية، وتمويل شراء مستلزمات طبية وأجهزة تنفس صناعي وأجهزة فحص فيروس كورونا .

عيد بأي حال عدت ياعيد … في ظل هذا الفايروس الخطير وفي المقابل حال السوريين واليمنيين والعراقيين والليبيين والفلسطينيين تصعب على العدو قبل الصديق ، دماء وجراح ومآسي ، وألم يعتصر قلوب الجميع فهاهو العيد يأتي من جديد على المنطقة العربية وهي تزف أبناءها يوماً بعد يوم فمتى تضمد هذه الجراح العميقة ومتى يأتي العيد ليكون قد عم الخير والسلام والأمان على العروبة والاسلام ليقولوا لبعضهم كل عام وانت بخير .
العيد ماعاد حلويات معمول بالجوز والتمر .. ماعاد مراجيح للأطفال .. صار العيد خبر مفرح لنهاية فايروس كورونا اللعين ..خبر عن منطقة صارت بأمان ..عن مسافر وصل بالسلامة…عن حياة كريمة بدون منغصات وارهاصات وهرطقات من الحكومات وتجار الازمات ، لان الكثير استغل هذا الفايروس على مبدأ ( مصائب قوم عند قوم فوائد ) .
نعم يا سادة الحكومات الضرائبية والجبائية الفاشلة لم تترك مجالا للفرح الاتي ، ولم تترك الا مساحات واسعة للحزن والبأس والشقاء والتعب والوجع .. نعم انها دمعة حزن في ليلة العيد ، والعيد لم يعد سعيداً .

Share and Enjoy !

Shares

كورونا والخوف الاجتماعي

رمضان رواشدة

واضح من خلال التعليقات والاخبار التي تنشرها وسائل الاعلام العالمية أننا أمام حالة خطيرة من انتشار فيروس كورونا في مختلف بقاع الارض وانه ليس هناك حل لهذا المرض في المستقبل القريب غير الاجراءات الصحية التي تشمل الحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي والوقاية الصحية والتعايش مع ظهور حالات جديدة من المصابين بهذا الفيروس والتعود عليه.

يضرب العلماء مثلا بما حدث عند انتشار الانفلونزا الاسبانية خلال عامي 1918 و1919 الذي ادى الى وفاة اكثر من 50 مليون شخص في العالم وكانت الاجراءات الاولية ضده غير كافية مما ادى الى ظهور موجة ثانية وثالثة من هذا الوباء واستمر الفيروس حتى يومنا الحالي لكن مع تشكيل مناعة نتيجة اللقاحات التي تم اكتشافها وتطورت سنة وراء سنة خلال المئة عام الماضية.

ليس هنالك حل قريب لفيروس كورونا وهناك سيناريوهان للتعامل معه اولهما: ايجاد لقاح يتم تطعيم الناس به خلال السنوات القادمة ،وبحسب العلماء الامريكيين والاوروبيين، فهذا الخيار ليس قريبا بل ربما يتم التوصل اليه في السنة القادمة. كما ان اللقاح يجب ان يمر عليه فترة اختبارات تتجاوز الخمس سنوات لكي يكوت آمنا مع الإشارة إلى أن اللقاحات الموجودة حاليا لمكافحة الانفلونزا الموسمية والتي يتم تجديدها كل سنة، مرت بسنوات من الاختبار والتجارب حتى أصبحت آمنة لذا فأي لقاح جديد لفيروس كورونا، كما يقول الخبراء في الطب، يحتاج إلى وقت طويل حتى يصبح متداولا وآمنا للناس. السيناريو الثاني هو التخلص من الخوف الاجتماعي من المرض وهذا يقتضي اتخاذ اجراءات وقائية هامة مع اعادة فتح الحياة تدريجيا وليس بسرعة حتى يعتاد الناس على الحياة الطبيعية مع وجود الفيروس لسنوات طويلة. وهنالك دول اوروبية لم تتسرع بعودة فتح القطاعات الحيوية والغاء الحظر الى ما بعد اشهر ،ففي فرنسا، مثلا، تم تمديد الحظر حتى نهاية شهر تموز القادم. وهذا الامر يتطلب منا في الأردن أن لا نتسرع في العودة إلى الحياة الطبيعية تحت ضغط أصحاب المصالح الخاصة والقطاعات الاقتصادية والسياحية المشغولين بجلب المنافع لشركاتهم دون النظر الى المخاطر الصحية على الناس.

التكيف الاجتماعي واحد من الخيارات أمامنا دون المساس بالأولويات وفي المقدم منه، ما سبق وإن كتبته في مقالات سابقة، عن ضرورة التخلص من كثير من العادات الاجتماعية والجماعية ومنها التجمعات الكبيرة في الافراح والأتراح والجاهات وغيرها، وطرق الاكل الجماعي من صحن واحد والتقبيل غير المحبب حتى في الأوقات العادية وغيرها من العادات الاجتماعية، فمرحلة كورونا وما بعدها غير المرحلة التي قبلها وعلينا أن نعتاد لسنوات طويلة قادمة على نمط جديد من الحياة الاجتماعية.

العالم من حولنا يسابق الزمن لاكتشاف عقار يخلص المصابين بالفيروس من اعراضه وارتفاع حالات الوفاة إلى أن يتم اكتشاف لقاح آمن خلال السنوات القادمة، والى ذلك الحين يجب أن نتكيف اجتماعيا وصحيا فالمرحلة طويلة وتحتاج إلى صبر وطولة بال.

Share and Enjoy !

Shares

الفرايه وعبيدات .. الثنائي المحترم

فهد الخيطان

تصدر وزيرا الدولة لشؤون الإعلام أمجد العضايلة والصحة الدكتور سعد جابر مشهد الأزمة، ليس بحكم منصبيهما فحسب، بل لما قدماه من أداء رفيع ومتزن بث الطمأنينة في قلوب المواطنين، ومنح إدارة الحكومة ومؤسسات الدولة العسكرية والأمنية للأزمة المصداقية والثقة التي كانت وبدونها ستواجه إحراجا كبيرا في الشارع.
لكن إضافة للعضايلة وجابر برز على مسرح العمليات ثنائي لا يقل دوره أهمية عن دور الوزيرين، وأعني مدير خلية أزمة كورونا العميد مازن الفرايه، والناطق باسم لجنة الأوبئة الدكتور نذير عبيدات.
الفراية ضابط رفيع في القوات المسلحة، لم يكن له بحكم عمله في المؤسسة العسكرية أي حضور عام. وعبيدات استشاري مشهود له في الحقل الطبي، ويحظى بسمعة طبية في قطاعه.
أزمة كورونا وضعت الرجلين سريعا في الواجهة، فتوليا مهمات ثقيلة، الفراية وبتكليف عسكري يتولى إدارة خلية الأزمة في المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات بما يترتب عليها من مسؤوليات جسام، وعبيدات الطبيب الهادئ صاحب الوقار ضيف دائم على وسائل الإعلام، يشرح ويفصل للجمهور الاعتبارات الصحية التي تحكم قرارات إدارة المواجهة مع الفيروس الخبيث.
سياق الأحداث دفع بالفراية إلى واجهة الإعلام مثل عبيدات، ومع أنها التجربة الأولى لهما في هذا الميدان إلا أنهما قدما أداء راقيا ولم يسجل عليهما الوقوع في خطأ واحد.
الفراية بمناقبية الضابط الأردني، وهيبته في عيون الأردنيين، أعطى لإدارة الأزمة الجدية والانضباط المطلوبين، وعبيدات ظهر كمتحدث مهني ومحترف يتابع كل جديد يتعلق بالفيروس ومخاطره وسبل مواجهته، ويلتزم بمهمته في تمثيل اللجنة التي شكلت المرجعية الطبية للقرار الحكومي.
ميزة الرجلين أنهما لا يعرفان المناورة، بقدر ما يجيدان عرض الموقف بمهارة وصدق. يضعان الحقائق كما هي ويتصرفان وفق ما يمليه عليهما واجب المسؤولية.
مهمة الفراية تتطلب صبرا ومتابعة على مدار الساعة وتشبيك العلاقة بين مؤسسات ودوائر تتباين أولوياتها وقدراتها أيضا، وتنسيقا عملياتيا طويل المدى، وقرارات مدروسة في ظروف غير مسبوقة، وأزمة لم نجرب مثلها من قبل. كل ذلك كان يتطلب قدرة على الإبداع وإنتاج الحلول الخلاقة لمقاربة المصالح الوطنية من مختلف جوانبها.
عبيدات ينطق باسم لجنة موسعة من الخبراء والأطباء المرموقين، ولم يكن تمثيل هذا الطيف دون الوقوع في مطب الانحياز أو التجاهل، وقد برع في ذلك. وكثيرا ما تعرضت توصيات لجنة الأوبئة لجدل ومعارضة في أوساط الحكومة وأصحاب القرار السياسي، لا بل وعند ممثلي القطاعات الاقتصادية المحتلفة. وشهدنا في مرحلة متقدمة من الأزمة جدلا قويا حول أولويات الصحة والاقتصاد.
إزاء هذا الحال، حرص عبيدات على عدم التورط في تأجيج الخلافات خلال ظهوره الإعلامي. كان أمينا في تثبيت الحقائق العلمية والطبية كما هي، ووضع الاعتبارات الصحية في موقعها الصحيح، دون الاصطدام مع منطق الطرف الآخر، أو الدخول معه في سجال إعلامي كان ليضر بمصداقية كل الأطراف. لقد تصرف الرجل باحترام شديد لنفسه ولمهمته الوطنية.
الأزمات تمنح القيادات فرصة التعبير عن قدرتها، وأزمة كورونا أعطت المجال لصف عريض من المسؤولين والمشتغلين في العمل العام تقديم أنفسهم للجمهور. الفرايه وعبيدات كانا نجمين في معركتنا ضد الوباء، فكان دورهما وظهورهما مشرّفا بحق.

Share and Enjoy !

Shares

جلالة الملك من الدبلوماسية الناعمة إلى قوة الدبلوماسية

د.ردينة العطي

في كل اللقاءات الصحفية مع جلالة الملك وخاصة الصحافة الغربية والعالمية كان بدبلوماسيته المعهودة يوصل رسالته ضمن اطار معايير التوازن والوسطية آخذا بعين الاعتبار توجهات الرأي العام الغربي وقوة تأثير الاعلام الصهيوني وبذلك كان يوصل فكرته ورأيه دون الاصطدام مع معايير ومرتكزات الرأي العام ويضع حقائق بنعومة دبلوماسية تجعل المتلقي الوقوف طويلا امام رؤيته ويعيد التفكير بما أوضحه جلالته.

 وبذلك يستطيع أن يجيش بشكل ناعم توجهات الرأي العام لصالح قضيته ورسالته، وهذا ما صنع ذلك الاحترام لشخصيته ليس فقط بما يخص موقفه من القضايا العربية والإقليمية ولكن باعتباره احد ابرز حكماء العالم المعاصر لأدائه الإنساني أولا والسياسي ثانيا.

من هذه الزاوية تبرز أهمية اللقاء الصحفي التاريخي الذي أجرته معه ابرز الصحف الألمانية دير شبيغل فقد اطلق جلالته صاروخا بقوة دبلوماسية مزلزلة غابت عنها النعومة وتحولت الى خشونة لأنها اقتربت من الثوابت وكان عنوانها الثانوي الكيان الصهيوني وعنوانها الإستراتيجي الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الاقليميين والدوليين أن وجدوا بان التمادي في المنهجية الصهيونية اتجاه قرار الضم وخروجها كمشروع خارج التوظيف الإعلامي والانتخابي والتوجه إلى مسار التطبيق والتنفيذ هو بمثابة كارثة يرتكبها اليمين الصهيوني.

 لأن ذلك يعني أن الصراع المحتدم بين الكيان الصهيوني والمملكة الأردنية والذي كان يجري تحت زبد الأمواج المتلاطمة سيبرز بكل وضوح على السطح وأن هذا التجلي يعني وبكل وضوح اصطدام كبير كبير ويضع الأردن أمام استحقاق التجاوزات المتراكمة للكيان الصهيوني مما يؤدي إلى وضع كل الخيارات على طاولة المواجهة الكبرى مع هذا الكيان متسلحا بإسناد وإجماع وطني وشعبي وحصانة غير مسبوقة للجبهة الداخلية وتجربة معركة كورونا دلت بكل وضوح عن المستوى المتطور للوعي الجمعي للشعب الأردني وأنه عند المنعطفات الحادة والاستحقاقات الإستراتيجية الكبرى يجسد نماذج استثنائية في التكافل والتكامل والوئام والأسناد والأستعداد للتضحية بكل ما يملك من أجل الإنتصار في أي مواجهة كبرى مستمدة ذلك الزخم النضالي من الثقة المطلقة في قائده وحارس مسيرته ورسالته لأنه وعلى مدى كل التجارب السابقة أثبت أنه يملك رؤية إستشرافية للتحولات الخارجية والداخلية والتي حمت الأردن من كل الزلازل التي اجتاحت المنطقة وكان الخاسر الأكبر فيها الإنسان.

 لقد رسخ جلالة الملك في عقول كل الأردنيين رسميا وشعبيا من أعلى إلى أدنى أن الإنسان الفرد المواطن هو المحور الأصيل والحقيقي للدولة الأردنية.

كل ذلك أعطى ثقة مطلقة بأننا مستعدون لكل الاحتمالات وأن الثوابت الأردنية من القضية الفلسطينية هي وجدان لا يخضع للتحول فالثوابت لا تقبل الزحزحة وأن الصدام القادم سيكون انعطافته بزاوية حادة لن يكون ما قبلها كما بعدها فالأردن وفلسطين تسيران معا رسميا وشعبيا وتنسقان خطاهما لحظة بلحظة وعلى كل الأصعدة لان خطورة المرحلة تتطلب اليقظة وسياسة الانتظار خارج قاموسها ومعايير قياس المرحلة هو في جعل الذكرى 72 للنكبة الفلسطينية بداية مرحلة المواجهة الكبرى الحاسمة والشاملة والمظفرة بإذن الله.

حماك الله سيدي جلالة القائد

Share and Enjoy !

Shares

أردنيون في الخارج لا يستطيعون العودة بسبب الاستغلال ؟؟؟

بقلم : - الدكتور ماجد الخضري

بقلم : – الدكتور ماجد الخضري
الآلاف من الأردنيين الذين تقطعت بهم السبل في الخارج ويرغبون بالعودة لا يستطيعون بسبب الغلاء الفاحش في أسعار تذاكر الطيران وأسعار الفنادق المرتفعة ، وقد هاتفني العديد من هؤلاء وجلهم متواجدون في دول الخليج وكانوا في زيارات عائلية أو سياحة أو تعليم او عمل والكثير منهم معهم أسرهم ولا يملكون الأموال الكافية للعودة .
وقد روى لي البعض قصص مبكية ومحزنه عن واقع الأردنيين في الخارج وبعضهم أصبح يطلب المساعدة من اجل تامين المبلغ اللازم للعودة فحسب القرارات الحكومية فان الشخص الواحد يحتاج إلى إلفي دينار أردني وان كانت عائلة مكونة من أربعة أشخاص او خمسة اشخاص ربما تحتاج العائلة الواحدة الى اكثر من عشرة الاف دينار اردني .
والبعض ممن أنهيت خدماتهم او انتهت عقودهم لا يستطيعون العودة وهم يتساءلون الم تعلن الحكومة عن خدمة الكرفانات بقيمة خمسة عشر دينار لليوم الواحد فلماذا لا توافق الملكية الأردنية على الحجز في الكرفانات بل تقدم لهم الخدمة كباقة تشمل التذكرة والحجر في الفنادق فقط والمواصلات بألفي دينار تقريبا ؟؟ والسؤال المطروح لماذا تسمح الحكومة للملكية باستغلال الأردنيين في الخارج على الرغم من ان هناك شركات طيران أعلنت ان بإمكانها تقدم الخدمات بسعر اقل .
وألم تعلن الحكومة عن أنها ستقدم الخدمات مجانا لمن لا تملك ثمن العودة ؟؟ وهاهم بعض الأردنيون ينامون في العراء ويلتحفون السماء فأين سفارتنا عنهم ولماذا لم تلتزم الحكومة بما قامت بالإعلان عنه سابقا ان الكرفانات متوفرة بخمسة عشر دينار ؟؟ولماذا ترفض الملكية الاعتراف بخدمة الكرفانات ؟؟ وألم تعلن الحكومة عن تقديم خدمات الحجر مجانا لمن لا يملك فأين الوعود التي أطلقت أيتها الحكومة ام انها وعود في الهواء .
ان وضع الأردنيين في الخارج وضع صعب ، والكثير منهم لا يحسد على ما آلت اليه أوضاعه والمطلوب من الحكومة الإسراع بإعادة النظر في تعليمات رحلات الطيران القادمة من الخارج فالمواطن هو اغلى ما نملك حسب ما اعلم ؟؟؟ والمفروض ان السفارات وجدت لخدمة المواطن الأردني والمفروض ان لا تتاجر الشركات على ظهر المواطن الذي يتعرض للذل في الخارج والمفروض ان تتحرك الحكومة سريعا وتسمح بخدمة الكرفانات لمن يرغب وليس لعدد محدود جدا والمفروض ان من لا يستطيع الدفع تساعده الحكومة …. والمفروض … والمفروض ….

Share and Enjoy !

Shares

من المسؤول عن نكبة فلسطين ..؟؟؟

خالد خازر الخريشا

خالد خازر الخريشا

تعود أحداث نكبة عام 1948 بذاكرة الفلسطينيين إثنان وسبعون عاماً إلى الوراء، لتفتح من جديد فصول تلك النكبة التي يتوارث مأساتها الفلسطينيون جيلاً بعد جيل، بحثاً عن جواب عن السؤال الجوهري: كيف سقطت الأرض الفلسطينية في أيدي بضعة آلاف من قوات العصابات الصهيونية ؟ إذ كتائب الجيوش العربية كانت في طريقها من سبع دول عربية لتتولى إدارة الشؤون الفلسطينية في الخامس عشر من مايو 1948 من القوات البريطانية، وفق اتفاق بريطاني مع تلك الدول العربية، فأين كان دور تلك الجيوش في الدفاع عن فلسطين وحماية أراضيها ومقدساتها ؟
في الخامس عشر من أيار (مايو) من كل عام يحيي الفلسطينيون، ومعهم اشراف الأمة العربية والاسلامية ، ذكرى نكبة فلسطين التي ألمت بنا في عام 1948، وتمثلت في نجاح الحركة الصهيونية – بدعم من الاحتلال (الانتداب) البريطاني- في السيطرة بقوة السلاح على القسم الأكبر من فلسطين وإعلان قيام “دولة إسرائيل” وترافق هذان الأمران مع طرد وتهجير الفلسطينيين من 20 مدينة ونحو 400 قرية غدت أملاكها ومزارعها جزءاً من “الدولة الجديدة” آنذاك (إسرائيل) .
وخلال تلك الأحداث التي رافقها تدخل عسكري عربي ضد الاحتلال اليهودي لفلسطين- لقي عشرة آلاف فلسطيني على الأقل مصرعهم في سلسلة مجازر وعمليات قتل ما زال معظمها مجهولاً وأصيب ثلاثة أضعاف هذا الرقم بجروح وهجر 60% من سكان فلسطين (أي نحو 700) ألف .)
فنكبة فلسطين هي نكبة احتلال المقدسات، وفصل الشعب عن أرضه وطرد أهالي 531 مدينة وقرية من ديارهم عام 1948 وفصولها بدأت حين خانت بريطانيا وعودها للعرب بمنح الاستقلال لبلادهم بعد إنهاء الحكم العثماني وأصدرت على لسان وزير خارجيتها “وعد بلفور” في 2 تشرين الثاني (نوفمبر) 1917 الذي “ينظر بعين العطف” إلى إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين .
وخلال 28 عاما من حكم الانتداب البريطاني، سنّت بريطانيا القوانين واتخذت الإجراءات التي سهلت إنشاء هذا الوطن حتى أصبح دولةً عام 1948.. وكان عدد اليهود بفلسطين خلال الاحتلال (الانتداب) البريطاني 56 ألف (أي 9% من مجموع سكان فلسطين) غالبيتهم من رعايا الدول الأجنبية .
وما إن انتهى الانتداب عام 1948 حتى أصبح عددهم 605 آلاف يهودي نتيجة الهجرة الظاهرة والخفية التي سمحت بها بريطانيا، رغم معارضة أهالي فلسطين ومقاومتهم وثوراتهم وأهمها ثورة 1936 وهكذا أصبح اليهود يمثلون 30% من سكان فلسطين الذين بلغ عددهم حوالي مليوني نسمة عام النكبة .
أما على الصعيد الإنساني فقد خلفت هذه النكبة وراءها حوالي (900) ألف لاجئ طردوا من 531 مدينة وقرية، نزحوا إلى الجنوب المتبقي في قطاع غزة وإلى الشرق فيما أصبح يعرف بالضفة الفلسطينية وإلى الشمال نحو سوريا ولبنان .
في هذه الذكرى والنكبة الاليمة والمستمرة لا نجد ما نقول الا كلمات الشاعر عندما أنشد :
من أيـنَ أَبـدأُ يـا تارِيـخُ أَشْعَـاري .. من دفْقَةِ الدَّمِّ أمْ مـنْ وَصْمَـةِ العـارِ
منْ أينَ أَبْـدأ .. والآهـاتُ صائحـةٌ .. مَن بَاع أرضي ..؟ أسمسارٌ لسمسارِ؟
مِنْ أَيْـنَ أَبـدأ .. والأوطـانُ نائِحـة …منْ باعَ شَعْبـي ..؟! أجـزارٌ لجـزارِ
يا وصْمَةَ العَـارِ فِـي سِيمـاء أمَّتنـا…ما حن بحر لمرأى المركب الجـاري
يا هَولَ نكبتِنـا .. يـا طُـولَ ذِلَّتِنَـا…مِنْ بَعْدِ ثَورتنا .. نُشرى بـدولارِ..؟
والقلبُ ينْزِفُ فَـوقَ الأَرْضِ مُنْتَفضـا…ذِبْحا تـردَّى علَـى سِكِّيـن جَـزَّارِ
روح الحَمَامِ عَلـى الأشْـلاء هائمـةٌ…والوحْشُ ينهَش فِـي الأكبَـادِ والـدَّارِ
والقُدْس تصْرخ من يصغي لصرختهـا…بين الشَّظايا وفِي أكنـاف إعصَـارِ؟
ناحت على جبـل الزيْتُـون وانتحَبَـتْ…صمُّ الحجـارة تدعُـو الشَّعْـبَ للثَّـارِ
والمجْرِمُـونَ عَلَـى أنّـاتِ صَخْرتنـا…صِياحُهُـم يتعالـى خلْـفَ زمَّــارِ
غنَّوا وما ههنـا فـي القلْـبِ متسـعٌ…لغيـرِ جُـرْحٍ يُغنِّـي بَيْـنَ أَخْطَـارِ
باعوا .. وما خجلوا .. خانوا وما ندموا…يا خِسَّـةَ البَائِـعِ الغَـدَّارِ والشَّـارِي
مِن أين أختـمُ يـا تاريـخُ أَشْعَـاري …من طلقة العزِّ .. أم من وصمة العـارِ

Share and Enjoy !

Shares

من أين أنت؟

إبراهيم غرايبة

ليس، دائما، سؤالا محايدا أو فضوليا، تتعرض له كل يوم مرات عدة سواء كنت في بلدك (الأردن بخاصة، وربما في بلدان أخرى كثيرة) أو كنت مسافرا أو مغتربا، ولكنه في كثير من الأحيان، وربما أغلبها، يحدد موقف السائل منك، بل وفرصك فيما تسعى أو تتطلع لتحقيقه، في كثير من الأحيان تدفع ثمن الإجابة غاليا، تحرم من فرص العمل والتأشيرة والقبول والاحترام والمعاملة بعدل ومساواة، وفي أحيان أخرى يكون المؤهل الأساسي للعمل والترقي والمرور والاحترام والتعالي.
وهناك سؤال آخر تلقائي عندما تجيب بأنك أردني، .. أردني أردني؟ ولا أردني فلسطيني؟ حتى سائق التاكسي الباكستاني في دول الخليج يسألك هذا السؤال، لقد اعتدنا أن نجيب ببساطة في الخارج بأننا من بلدنا الذي نحمل جنسيته، وفي بلدك تحتاج أن تفصح عن مدينتك أو عشيرتك أو كلتيهما، ولكنه سؤال يبدو أكثر تعقيدا مما يبدو، وتحتاج إجابته إلى تفكير طويل.
صحيح! من أين أنا؟ السؤال هنا أصبح تاريخيا وفلسفيا، وعلميا أيضا، وجدت أخيرا أني لا أعرف، إن شعوري الحقيقي بالمكان ينتمي إلى قريتي التي ولدت ونشأت فيها، ولكنها اليوم مهجورة تماما، كنت في مرحلة من الزمن مصابا بمرض الحنين إلى الوطن، وكنت أذهب بانتظام إلى أطلال القرية التي تحولت بيوتها إلى خرائب متداعية، وأمضي في صمت عميق، ولكن مشاعر الحنين نفسها تحولت إلى سلوك ومشاعر أكثر تعقيدا، كأن العالم وطني، ولكنه وطني الذي أريده ولا يريدني، وكأن الناس جميعا إخوتي وعشيرتي، ولكنها عشيرة ترفضني، ليس من حقك أن تختار من وما تكون، وأنت ابتداء لا تعرف من تكون ومن أين جئت ولا إلى أين تمضي، كأنك قصة الكون نفسه تجمع من الغبار والسديم يمضي وراء السراب على نحو فوضوي.
ولا يسعفنا في السؤال سوى الجهل، ثم وجدت أني بحاجة لموالفة نفسي مع الجهل، فهو دليل أكثر صحة وجمالا من دليل المعرفة، فما نعرفه لا يساوي شيئا بالنسبة لما نعرفه، فلماذا لا نلجأ إلى ما لا نعرفه، ذلك المحيط الواسع بلا نهايات ولا حدود، بدلا مما نعرفه، ذلك الشيء الضحل الضئيل، كأن العلم يقودنا إلى الجهل، كأن التقدم يقودنا إلى الخرافة، كأننا نرتقي بإدراكنا أننا لا نعرف، الأمر ليس كذلك، ولكن الفكرة عندما تحل في الكلمات تبدو هكذا لنراها أو ندركها، ثم نمضي في حروب أهلية تسعرها إجابة جاهلة لسؤال لا معنى له من أين أنت؟ أليس هذا السؤال هو سبب النزاعات والحروب والانشقاقات، والتشكلات أيضا والجماعات والأفكار والتيارات.
أردني، عربي، آرامي، نبطي، كنعاني، سامي، رومي، آسيوي، شرق متوسطي، هل تصفك واحدة من هذه الكلمات أو سواها عندما تجيب بها، من منا تصفه كلمة واحدة؟ ولكن هذه الكلمة في بلادنا اليوم تشكل أسرار المعارك والتقدم والفشل، طيب ماذا فعلت بنا الأيام والبلاد التي عشنا وتعلمنا فيها، ألم تمنحنا شيئا يستحق أو نستحق أن ننتسب إليه؟ ألا تمنحنا التجارب والعلوم والأعمال صفة ننتسب إليها، إنك ترى اليوم كثيرا من الشباب العاملين في القنوات الفضائية ينتسبون إليها كما لو أنها عشيرة أو أيديولوجيا، هل سنسمع في يوم ما عن عشيرة بنك سبيرا؟ أليس هناك اليوم لدينا نادي شركة ما تبيع الهواء المتشكل في موجات؟ كيف يتشكل جمهور المشجعين لهذا النادي؟ ومن هم منافسوه؟ هل هم مشجعو نادي الشركة التي تبيع الموجات المتشكلة من غير أسلاك؟ ولماذا نزعج أنفسنا بالسؤال ونحن مقسومون بين برشلونة وريال مدريد مثل أو أكثر مما نحن منقسمون عشائر وجهات وطوائف، من أين هم، مشجعو برشلونة والذين ولدوا ونشأوا في يابيش جلعاد؟ مكان في الأردن كان مدينة عامرة ثم صارت قرية صغيرة اكتسبت اسما آخر (كركما)، ثم تحولت إلى أطلال مهجورة.

Share and Enjoy !

Shares

الطريق إلى الخناصري

عبدالرحمن البلاونه

الخناصري، تلك المنطقة التي تقع في لواء البادية الشمالية الغربية، و تتبع إلى محافظة المفرق، يتراوح عدد سكانها حوالي ألف نسمة، لم يسمع بها غالبية الشعب الأردني من قبل، دخلت هذه المنطقة التاريخ الأردني في زمن كورونا، واصبح يتردد اسمها في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي أكثر من العاصمة عمان، ويردد اسمها الصغير قبل الكبير، لأنها اصبحت نقطة تحول وعلامة فارقة، اعادت فيروس كورونا، إلى بعض المدن والاحياء من جديد بعد ثمانية ايام صفرية تنفس خلالها المواطنون الصعداء، أملاً بالانتهاء من هذا الفيروس والقضاء عليه.
لم تكن العودة إلى منطقة الخناصري موفقة، وأصبحت طرقاتها غير آمنة، بعد عودة أحد ابنائها الذي يعمل سائق شاحنة، مصاباً بفيروس كورونا من احدى الدول الشقيقة المجاورة، لم تثبت الفحوصات الأولية التي اجريت له على الحدود الاردنية اصابته بهذا الفيروس، وطُلب منه العمل على حجر نفسه في منزله عند العودة كإجراء احتياطي وعامل للوقاية والسلامة العامة.
سار هذا السائق في طرقات الخناصري، مغامراً ومقامراً، لم يلتزم بالتعهد ولم يحجر نفسه، وهو لا يعلم انه مصاب بفيروس كورونا، اختلط بجيرانه وأبنائه، نقل الفيروس للعشرات، وهم نقلوه إلى غيرهم في أماكن أخرى، وغيرهم نقلوه إلى غيرهم، في سلسلة اعادت هذا الوباء في أماكن ومناطق متعددة في أكثر من محافظة، وعاد عداد الاصابات ليعدها ويحصيها من جديد، وعاد التشديد والاغلاق وقطع الارزاق وعدنا إلى المربع الأول.
وفي هذا هدر لجهد الدولة وكوادرها، وقتل لصبر المواطنين الذين تحملوا آثار هذا الفيروس مجبرين ومكرهين، وكانوا ينتظرون ساعة الخلاص على احر من الجمر، ليعودوا إلى اعمالهم آمنين مطمئنين، خاصة تلك الفئة من العمال الذين ليس لهم مصدر رزق دائم، أو مصدر دخل ثابت.
من المسؤول؟ هل وصلنا إلى هذه النتيجة المؤلمة بسبب تقصير لبعض الجهات المسؤولة، ام تقصير وعدم التزام من قبل المواطن؟ لا نريد ان نلقي التهم جزافا، ولكن نتمنى أن يكون في هذه الواقعة درسا وعبرة، وان لا تتكرر هذه الاخطاء، حفاضاً على أمن الوطن وحياة المواطن.

Share and Enjoy !

Shares

المساحات الضيقة في التعاطي الإعلامي مع وباء كورونا

الدكتور عديل الشرمان


الكثير ممن يعملون في وسائل الإعلام، وممن يعهد إليهم بتغطية أخبار الأوبئة والأمراض المعدية، والأزمات التي تسببها، فإنهم غالبا ما يسعون للإجابة على أسئلة مفترضة يقومون هم بإعدادها والتفكير في طرحها لتغطية ما يحدث، وأول ما يدور في أذهانهم، وأول ما يضعونه من أسئلة، تلك المتعلقة بأعداد الوفيات وأعداد المصابين، وحجم الآثار المترتبة على ما يحدث.

وهذه هي العقلية الخبرية التي يميل إليها الكثير، وهؤلاء يذهبون بتفكيرهم بعيدا، مغلبين الأنا في كيفية إثارة المشاهد أو المستمع أو القارئ لما يقدمونه من محتويات إعلامية (أخبار، تقارير، أرقام، وأحداث،..)، ولا يغيب عن بالهم التفكير في السبق الصحفي الذي يشكل هاجس الكثيرين ممن يمارسون العمل الإعلامي، والذي يجلب لهم ولوسائلهم نوعا من الشهرة والذيوع وتحقيق الذات.

كما يراود الكثير من العاملين في وسائل الإعلام وهم يقومون بتغطية أخبار الأوبة والأمراض المعدية هواجس وحسابات ومخاوف متعلقة بمدى توافق ما يقدمونه من أخبار مع سياسات الدولة وتوجهاتها في الإفصاح أو التستر على المعلومات، وهي مخاوف مشروعة في ظل بعض الأنظمة الحاكمة المغلقة والشمولية والتي اعتادت فرض سيطرتها وهيمنتها على وسائل الإعلام حتى في الظروف العادية، فما بالك في ظروف طارئة وحسّاسة، كما حصل مع تفشي وباء فيروس (كورونا) على نطاق واسع، لذا فإن حساباتهم وما يفكرون به على هذا النحو يعد في جانب كبير منه مشروعا ومتوافقا مع حق الصحفي في حماية مصالحه، ومصالح الوسيلة الإعلامية، بشرط عدم التعارض البائن مع المصلحة العامة.
وفي ظل هذه المخاوف فإن كثيرا من الإعلاميين غالبا ما يستخدمون تعبيرات تزخر بالمجاز، والكناية، وبعضها تعبيرات غامضة ضبابية فيها الكثير من التلميح، والخشية من التصريح، وهي حيلة أو وسيلة دفاعية يدرأ من خلالها الصحفي الخطر عن نفسه، ويواجه فيها الضغوط من حوله والمؤثرة في صياغة المحتوى والمضمون الإعلامي.
إلا أن حصر التعاطي والتغطية الإعلامية للأحداث والأزمات بهذه الأسئلة المحددة والمساحات الضيقة، يعد تحجيما للدور الهام والحيوي للإعلام في هكذا ظروف، ونوعا من التخلي الضمني لوسائل الإعلام عن دورها ومسؤولياتها الاجتماعية والأخلاقية تجاه المجتمع، وتجاه أمن وسلامة الأفراد فيه، وفي ذلك السلوك الإعلامي تقليل من أهمية الدور الذي يمكن أن تؤديه وسائل الإعلام في مساندة جهود الدول والحكومات والشعوب في السيطرة على الأزمات والتخفيف من حدّتها وتداعياتها.
لذا فنحن بحاجة إلى ممارسات إعلامية أكثر عقلانية، وأكثر مرونة وانفتاحا، وتتطلب أنماطا فكرية مختلفة قادرة على تفهم طبيعة الدور الحيوي لوسائل الإعلام في هذه المرحلة، وتتجه نحو التفكير العميق فيما يمكن تقديمه للناس من مضامين متخصصة ذات طابع تفسيري وفيها من الاستمالات الذهنية والمنطقية ما يمكنها من تقديم نماذج سلوكية للجمهور، وإحداث تغييرات في اتجاهاتهم نحو السلوكيات الضارة التي تفاقم من انتشار الأوبئة والأمراض المعدية، وأن يكون ذلك جزء من أجندات هذه الوسائل في إطار واجباتها، وعلى نحو لا يخلّ بمصالح كلا الطرفين، ويوفق بين مصالح الوسائل ومصالح المجتمع ضمن أسلوب مهني عالي الذكاء والاحترافية.

Share and Enjoy !

Shares