الثلاثاء, 22 أبريل 2025, 15:28
صحيفة الأمم اليومية الشاملة

كتاب واراء

مقتل سليماني وساحات الرد

موفق ملكاوي

لطمة قاسية تلقتها إيران أمس تمثلت في نجاح الولايات المتحدة باغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، الرجل القوي في نظام الملالي. لطمة قاسية أدخلت الإيرانيين في حالة صدمة وحزن شديدين.
سليماني لم يكن مجرد عسكري برتبة كبيرة، فالهالة الإعلامية التي رافقت مسيرته خلال العقدين الأخيرين، والعبقرية التي صيغت بها أخباره، صنعت منه شخصية أسطورية، أو جنديا ينفذ أوامر الرب بلا تردد، ما جعل منه نموذجا ملهما، ليس للإيرانيين فحسب، بل لكثيرين من شباب دول المنطقة.
في حالة كهذه، يبدو النظام الإيراني واقعا في حرج كبير بسبب هذه الخسارة الجسيمة التي تعرض، خصوصا أن المواجهة الممتدة مع الولايات المتحدة لم تمنح واشنطن مثل هذا النجاح من قبل.
إيران اليوم، وأكثر من أي مناسبة أخرى، تشعر أنها مطالبة بالرد على هذه اللطمة، وبالتأكيد هي تعي أن المطلوب ليس ردا سياسيا أو دبلوماسيا، بل رد عسكري تستطيع من خلاله أن تستعيد هيبتها.
تمتلك طهران طريقين للرد، الأول من خلالها مباشرة، وذلك من باستهداف قوات أو مصالح أميركية، تستطيع من خلاله إيلام الولايات المتحدة، خصوصا استهداف الجيوش الأميركية المنتشرة في دول المنطقة. غير أن ذلك يمثل مجازفة كبيرة بوضعها نفسها هدفا مباشرا للانتقام الأميركي، ولرد قد لا يكون في حسبانها، خصوصا إذا كانت الضربات مؤثرة فعلا، ما قد لا يترك للإدارة الأميركية أي فرصة للتغاضي عنها أو تجاوزها.
لعل الطريقة الأكثر سلامة، هو الرد من خلال الوكلاء المنتشرين في لبنان وسورية واليمن، والعراق خصوصا الذي يبدو أنه الساحة المفضلة للعمل الإيراني. في هذه الحالة، سيبدو الرد استمرارا لأسلوب الاستنزاف الذي انتهجته ضد الولايات المتحدة منذ احتلالها للعراق، واستيلاء طهران تدريجيا على القرار فيه.
الإدارة الأميركية، بدورها، تمتلك فهما لطبيعة التمدد الإيراني في دول المنطقة، كما أنها تعلم أن ساحات الرد مفتوحة لدى طهران، ولكنها بالتأكيد تركن إلى تفوق عسكري هائل على إيران، وتدرك أن طهران لن تدخل في مغامرة مصيرية من خلال مواجهة مفتوحة معها، ما يهدد نظامها السياسي برمته.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يعلم أنه حقق نجاحا كبيرا بتصفيته قاسم سليماني، وهو نجاح كان في أشد الحاجة إليه في الوقت الراهن الذي تبدو فيه إدارته في أكثر أوقاتها ضعفا. لذلك فهو لا يلتفت كثيرا إلى الضجة التي يثيرها الديمقراطيون باتهامه بأنه لم يأخذ تفويضا من الكونغرس على الهجوم، فهو يعلم أن شن الحرب هو ما يتطلب تفويضا، وأن ما قامت به قواته هو توجيه ضربة محددة بمكان وهدف، لذلك يعلم أن الديمقراطيين يشنون حربا إعلامية لا يمكن أن يفوزوا بها، ما يمنحه مزيدا من القوة في مواجهة أي خطوة إيرانية مقبلة.
يبدو من شبه المؤكد أن الإيرانيين سيردون، ونتوقع أن تكون المنطقة مقبلة على صراع جديد، ومواجهات متجددة، سواء مباشرة أو بالوكالة، وهي جميعها ترشح المنطقة لشتاء ساخن يدخل فيه كل شيء على خط المواجهة، بدءا بالنفط الذي بدأت أسعاره بالارتفاع، وليس انتهاء بمزيد من التعقيدات الاقتصادية.. أو بالإنسان الذي سيكون وقودا رئيسيا لهذه المواجهات.

Share and Enjoy !

Shares

حرّاس الأنظمة والمال

الدكتور عديل الشرمان


الدكتور عديل الشرمان

لقد تسلل حرّاس الأنظمة والمال وأعوانهم في بلاد العرب إلى مواقع السلطة عبر منافذ وثغرات قانونية وتعليمات صيغت بنودها، وفصلت موادها على مقاساتهم ليلبسونها أو يلبسونها لغيرهم ممن اتبعوا أمرهم وأهواءهم ومصالحهم، وممن يحرسون أموالهم، فأصبحت السنتهم حداد، وتنمروا على غيرهم، وباتوا يتحكمون بمفاصل الدولة بأسلوب خفي حييّ أحيانا، وعلني وقح أحيانا اخرى، يرفعون المجرور والمطروح، وينصّبون الفاعل الجاني، وراح أخوة الجهالة في الشقاوة بتنعمون، وعلى اوجاع غيرهم يتلذذون، وهم لجهالتهم جاهلون، وبدلا من أن يكونوا وأمثالهم ممن شربوا حتى الثمالة من الماء الآسن، وارتووا بالهمالة، وتمادوا في سرقة الاوطان، فبدلا من أن يكونوا خلف القضبان قابعين، صار لهم شأن في المجالس، وتقدموا الصفوف في حقبة غابرة من هذا الزمان .
حرّاس الأنظمة والمال مأسسوا الفساد، واشتروا ذمم حفنة من المتملقين وولاءاتهم ووقعوا معهم عقود الاذعان والخذلان، والذل والمهانة، تلك الحفنة التي هانت عليهم أنفسهم، وابتلعوا كبرياءهم، فساهموا في صعود من يحرسون أيما صعود، ومع هذه الحال صار حراس الأنظمة والمال واصحاب النفوذ والسلطة على استعداد تام، ومتأهبين للقتال بشراسة من اجل الاستمرار في الصعود، ولا يهمهم كيف يصعدون وأية رقاب يدوسون، يصعدون وعن افعالهم غير نادمين، ويرفضون النزول، ولا يؤمنون بقانون الجاذبية السياسية إلا أن يجذبهم الموت، فيصبح هؤلاء المارقون في مزبلة التاريخ غارقين لأنهم أسقطوا أوطانهم ومصالح المواطنين من حساباتهم فأسقطتهم الاوطان، وأصبحوا في عيون وأذهان الشعوب وسجلات التاريخ من الغابرين.
حرّاس الانظمة والمال والمتنفذين لاعبون مراوغون تسللوا من خلف الصفوف إلى مواقع السلطة بغير حق، تغاضى عنهم الحكام والمراقبون، والاجهزة المعنية بمكافحة الفساد ومراقبو الخطوط، فاستحق الكثيرون غيرهم ضربات حرة إلا أنهم حرموا منها زورا وظلما وبهتانا حتى باتت الهزيمة تلاحق خصومهم في كل ساحات العمل، وأنزلوهم تحت وطأة الظلم والجور إلى مواطنين من الدرجة الثانية، ثم تم تغييبهم عن ساحات العمل قسرا وبشكل نهائي.
حرّاس الأنظمة والمال والمتنفذون هم نتاج لأنظمة حاكمة مستبدة مشلولة الإرادة، وسياسات ظالمة أنتجت عجزا عربيا، واضعفت من قيم المواطنة والانتماء لدى الشعوب، وتسببت في ظهور أنظمة اقطاعية وعائلية بلغت من الطغيان والفساد علوا كبيرا، وسيطرت على المال ووسعت من دائرة الفقر والتهميش، حتى اذا ما طلب المستضعفون والفقراء منهم ونادوهم أن أفيضوا علينا من المال، ومما رزقكم الله، قالوا إنها محرمة عليكم، إلا قليلا مما منّت به أنفسهم رياء وأذى وتساخيا.
حراس الأنظمة والمال أنتجوا أوضاعا أكثر بؤسا، وفاقموا من حالة الكبت والاحتقان لدى شريحة كبيرة من المواطنين ممن باتوا يدعون الله أن يحبط أعمالهم، وأن يحيط بأموالهم، وأن تصبح ممتلكاتهم خاوية على عروشها، وأن يصبح ماؤهم غورا لا يستطيعون له طلبا.
دفع حراس الأنظمة والمال والفساد بالعلماء والمفكرين إلى الصفوف الخلفية المنسية، ولأجلهم وجدنا عظماء يبيتون في السجون، والجبناء الفاسدون تائهون في المجون، وعلماء أضحت اقامتهم جبرية في البيوت، وجهلة في القصور يلعبون ويرتعون، وفي متاع الدنيا الملعون يتيهون ويسبحون، وأعداء الأمة على الاسوار يرقبون ويتربصون، يدسون لنا السم ويؤججون الانقسامات، ويغذون الفساد، ويدفعون بحراس المال والأنظمة الفاسدة إلى مواقع السلطة.
أعتقد وأرجو الله أن لا يكون اعتقادي خاطئا أن ثمة بوادر توحي بالأمل والتفاؤل، وأظن وكلي أمل بأن ظني ليس آثما أن القادم يحمل تباشير الخير ولو بعد حين، وهناك زوال يلوح في الافق البعيد، وأرجو أن لا تخونني عيناي، ما يؤشر إلى بزوغ فجر جديد، فكل شيء سيء إلى زوال، فالأمة العربية في هذا الوقت تئن عطشى اكثر من أي وقت مضى لبدائل للحالة الراهنة حيث الممارسات السيئة السلبية والانظمة الغافلة الغارقة، أمة العرب تمرض ولا تموت، تغفو حينا وتصحو حينا آخر، ولا بد ليلها أن ينجلي، وتلك ليست بأحلام أو تمنيات فتاريخ الأمة وخلاصة تجارب الشعوب التي مرت بمثل ظروفها خير شاهد.

Share and Enjoy !

Shares

بين حمر الطرابيش وسود العمائم حنا عرب

الدكتور علي فواز العدوان


الدكتور علي فواز العدوان
غياب القوة العربية واسقاط العرب من دول الفعل والتأثير بمحض ارادتهم وانكفائهم على مشاكلهم الداخلية والعربية واقتصار دول الفعل بالمنطقة على ايران وتركيا واسرائيل ، واسقاط حتى ملف الاسلام السياسي منذ عام 2013 من ايدي قطر وتحويله الى تركيا التي ننظر الى خبرتها على الاقل في حلول عملية لتصريف مياه الامطار من الشوارع العربية ،

تتطلع تركيا لتصبح مركزًا لتوزيع الغاز إلى أوروبا في السنوات المقبلة يجعل لها مكانة استراتيجية وامنية مهمة لدى الشركات الكبرى العابرة للحدود ، ويقوي من مكانتها الاقتصادية والجيوسياسية هذا الامر سيوقع المنطقة تحت سندان العصملي الذي ذهب بخيرة مهندسي واطباء وفناني ومقاتلي العربان قبل ما يربو على خمس قرون.
“وصحونا على ذات الرصاصة “مكتشفين ان من يتقن القراءة والكتابة في البلدة او القرية لا يتجاوز اصابع اليد الواحدة حتى ان بعض الرسائل كانت تدفع الى مدن اخرى ليتمكن المرسل الية من قراءتها اننا متسامحون وذاكرتنا اصابها العطب .
الشركات الأمريكية وعلى رأسها “ناشيونال ستاندر فايننس” تستثمر 20 مليار دولار في تركيا وستزيد قيمة الاستثمارات خلال المرحلة المقبلة بناء على النجاحات التي ستتحقق تركيا ، لا تتصارع مع مصر على الدور الاستراتيجي المركزي في نقل الغاز او حجز لبييا كمنطقة نفوذ بمباركة امريكية كالعادة فحسب، بل ستطال كافة المشاريع ومراكز المال بالخليج وربما تكون الناقل للحجاج وتأمين النفط معا ،وكذلك فإن نشاط تركيا شرقي البحر المتوسّط يخلق من المنطقة ساحة مفتوحةٍ على معارك بالتصعيد الميداني والتهديدات العسكرية الوضع الميداني الحالي لشرق البحر الابيض المتوسط وقد برزت أهميته المُتزايدة عقب اكتشاف الكميات الضخمة من الغاز مؤخرا.
وبلغت كميات الغاز حسب تقديرات هيئة المسح الجيولوجي الأميركية عام 2010 ( 340 )تريليون قدم مكعب، و دخلت هذه المنطقة منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي في سلسله من الاكتشافات المتتالية لعدد من حقول الغاز، جعلتها تصل إلى الاكتفاء الذاتي من الغاز، وتحتل مكانة تصديرية وتصنيعية مهمة على عالميا .

Share and Enjoy !

Shares

ليس لدينا أمنيات

حازم الخالدي

بفلم : حازم الخالدي

لم يعد لدينا أمنيات ولم يعد لدينا أحلام ولم يعد لدينا تطلعات .
مع بداية كل عام جديد تزدحم الكلمات بالأمنيات التي غالبا ما تتكرر في عالمنا العربي،وهي قبل أن تكون أمنيات هي حاجات نفتقدها في حياتنا،هي ذات الكلمات والعبارات التي تتردد،..أمنياتنا ورغباتنا التي نعيدها في كل عام ..أكثر كلمة تتردد السلام دون ان نعرفه أو نلمسه ، السلام الذي هو بعيد المنال عنا،سلام لم نعرفه منذ أكثر من قرن .
تأتي السنة لتذكرنا بمعاناتنا ومآسينا ومشاكلنا ، أي رغبات وأي امنيات ومجتمعاتنا تعيش الفقر الذي يتزايد مع كل عام،والبطالة التي تتسع بشكل ينذر بأخطار وأبعاد اجتماعية،..والفساد الذي تعددت مجالاته وأنواعه ومنافذه الخطيرة التي تصيب المجتمع بآفات لن نستطيع حصرها.
مع هذا الوضع الذي نعيشه لن تتوقف الكلمات والمعاني التي ترتبط بمعاناتنا ، فلم يعد لدينا أمنيات لا على الصعيد الفردي أو على المستوى المحلي أو العربي ،حتى القضية الفلسطينية أساس الصراع في المنطقة غابت عن الأمنيات ، بعد أن طوتها مشاريع الاستسلام والتردي والتصفية ولم تعد تذكر في المنابر الدولية.
في عالمنا العربي المتخم بالمشاكل تصبح الأمنيات ضربًا من المستحيل ،لانها لن تتحقق على أرض الواقع،فيما المجتمعات الغربية التي وصلت الى مرحلة متقدمة في توفير كل المتطلبات والاحتياجات تتمنى أن تحصل على المزيد من الرغبات والمكتسبات التي تزيد من نسبة الرفاهية ، فالامتياز التي يحملها الشعب الألماني في العام الجديد تعكس المستوى العالي من الرفاهية ، فرغبة الشعب في ٢٠٢٠ أن يقضي وقتًا أقل على الإنترنت ، ويرغب بالمزيد من الاسترخاء ويتمتع بصحة جيدة،وهي أمنيات تظهر مدى اتساع الفجوة بيننا وبينهم حتى في الأمنيات
ليس لنا الا أن نتمنى مهما اختلطت الأمنيات ومهما تباعدت وضاعت وتبخرت بينها المفاهيم والكلمات ،ليس لنا الا أن نعيد تطلعاتنا في العام الجديد الذي يذكرنا بالسلام والمحبة والصفاء لانها قيم ومفاهيم نحتاجها من شدة البؤس في حياتنا
ميلاد سعيد وسنة جديدة سعيدة ، وأمنيات بالسعادة لكم جميعاً

Share and Enjoy !

Shares

قَدَرَنا قَدْرُنا

د. عادل يعقوب الشمايله

إستنادا الى ما ورد في الكتب المقدسة، فإن النبي نوح قد بنى سفينة نجاة، نقل فيها المؤمنين بعقيدته من قَدَرِ الرفض، الى قَدَرِ الطاعة. لم تكن سفينة نوح هي الاولى في التاريخ. فقد سبقتها سفينة آدم التي نقلته وزوجه من قدر الطاعة الى قدر المعصية، وسفن اخرى ورد ذكرها في اساطير ما بين النهرين والاغريق.
اولئك كانت لهم اقدارهم، ونحن أيضا لنا أقدارنا. قَدَرَنا أن قلّ قَدْرُنا (حجمنا وقوتنا)، إذ ضعفنا جدا مما مكن السلطان العثماني أن يقدر علينا، فيحتلنا ويلحقنا بذيل امبراطوريته. قَدَرَنا ان تمرض الامبراطورية وتسقط مغشيا عليها فنكون غنيمة للدول الاوروبية الاستعمارية. قَدَرَنا أننا خرجنا وباقي الشرق العربي من تحت عباءة سلطنة بني عثمان قبل مائة عام لا نملك شكل الدولة ولا مكوناتها، بل مجرد ذكريات اليمة سجلت مأساة الاحتلال والاختلال. تركنا السلاطين خمسمائة عام قبائل تتوزع وتتنازع على مدى الصحراء القاحلة. فكان من الطبيعي أن يتجذر التخلف والقحط في عقولنا وفي ثقافتنا، وفي قُدرتنا على الابداع والانتاج.
كان للمستعمرين الغربيين فضيلة لا تنكر، أن أعادوا الينا بصرنا وبصيرتنا، فتفاجئنا بِعُرينا، وبهوان حالتنا مقارنة مع حال الشعوب الغربية المتقدمة. وعندما بدأت مسيرة الاستقلال بعد رحيل المحتلين الاوروبيين، كان قَدَرَنا أن نُوَرثُ كما تُورثُ القطعان والاطيان لمحتلين جدد. أركبنا المحتلون الجدد، من أبناء اوطاننا، سفن نجاة هم ربابنتها. صاغوا لنا طموحات عالية، وحملونا في بالونات ملونة في أعالي السماء، حتى اصبحنا نرى الدول التي سبقتنا بثلاث قرون ولا زالت تسير بسرعة الضوء أنها تحتنا، وانها تنظر الينا ونحن بجوار الشمس بانبهار. حينها كان وضعنا كوضع عنترة بن شداد في معركته للفوز بعبله، حيث ظن أن أناشيد السيف ستخفي لونه وتحول قَدَرَهُ وقَدْرُه.
عندما اقول أن قَدَرَنا قَدْرُنا، فانني أعني أن قَدرَنا ( القضاء والقدر) مرتبط بقدرِنا أي حجمنا وامكاناتنا. وعلى الرغم من كل ما قرأناه في المدرسة عن الثروات التي تختزنها الارض العربية، اصبح مطلوبا منا الان ان نمحيها من دفاتر ذاكرتنا، وأن نقتنع بما يقوله المحتلون (أبناء جلدتنا) بعد ان خسروا كافة المعارك العسكرية والسياسية والاقتصادية، أن جوف الارض صحراوي مقفر كظاهرها. وان التردي الاقتصادي واستمرار التخلف، بل وتعمقه، وسوء الخدمات وضعف الاداء وتراجع التعليم وانعدام مساهمتنا في الحضارة الانسانية والخيبة في كافة المجالات، وتزايد إعتماديتنا على الغير، وفقدان الامل يعود الى هذا التصحر القدري الذي أفشل كل ما تفتقت عنه عبقريتهم منذ قادوا سفينة النجاة. لهذا فان علينا ان ننتظر في دور طويل مطأطأين رؤوسنا بالشكر للحصول على بعض الحليب من ناقة جف ضرعها بعد أن جف جوفها. سفن النجاة التي بناها المحتلون الوطنيون لاوطانهم العربية نقلت الشعوب العربية من قَدَرِ السباق الى قَدَرِ الجثو ثم النكوص. الحل: أن نغير قَدْرَنا حتى يتغير قَدَرُنا.

Share and Enjoy !

Shares

كل عام والأردن بخير

د. حازم قشوع

مازالت منصات العالم الافتراضي تطلق امطارها السوداء على سماء الاردن الصافية وارضها الخضراء ومازالت تقوم باشاعة اجواء التشكيك والاتهامية على دور الاردن ونهجه وحتى رسالته، من خلال اسقاطات مطرية تحوي القليل من الحقائق والكثير الغالب من الكذب والافتراء لتزييف حقيقة موقف تاريخي يسطره الاردن بموقفه الصلب تجاه القدس والمقدسات والقضية المركزية من وحي ايمانه المطلق بان التاريخ لا يسطره الا العظماء والاردنيون قرروا ان يكونوا من اهل التاريخ ويسجلوا باحرف عربية كلمات نرددها في كل صباح خلف قيادتنا نقول فيها (لن تمروا من هنا القدس لن تكون الا عربية وبوصاية هاشمية).

وحتى نضع الامور في نصابها علينا وضعها في ميزان التقييم الموضوعي، فلا يختلف اثنان ان الاردن يعيش تحت وطأة ضغط نتيجة موقفه الرافض لاية تسوية على حساب الثوابت المركزية التي اقرتها قرارات الشرعية الدولية ازاء الحل للمنطقة في ظل حالة التموضع الجيوسياسي واختلال معادلة الاتزان الناشئة عن تبدل المصالح بين البيت الابيض والعمق الدولي هذا اضافة الى دخول المراكز الاقليمية المحورية الى مراكز نفوذها في داخل المجتمعات العربية مما ادى الى خلخلة في مستقرات مجتمعات المنطقة واثر سالبا على حالة السلم والامن الاقليمي.

ولقد استطاع الاردن ان يبرهن كما يبرهن في كل مرة من واسع قدرته على تحويل كل منعطف يمر به الى منطلق قويم يعظم به ومن خلاله مسيرة انجازه على الصعيد التنموي وعلى المستوى النمائي، وان كان لم يحقق مستويات نمو كبيرة لكن يسجل للاردن حفاظه على منجزاته والوطنية وثوابته القومية ودوره القويم وبناء حالة تميزه وميزت نهجه ودوره وعظمت من مصداقية رسالته.

مما جعل من رسالة الاردن، تكون محط احترام في الاوساط العربية وتشكل محط تقدير لدى المحافل الاقليمية والدولية، لما تحويه رسالته من محتوى انساني نير ولما تقف عليه من منطلقات قيمية حملت كفة الترجيح على لغة المصالح في ميزان تقديره لمواقفه السياسية واصطفافه الدائم مع القانون الدولي في حراكه الدبلوماسي وفي تشكيل مواقفه، وهذا ما كان له الاثر الكبير في دعم المجتمع الدولي للاردن على المستوى السياسي والامني وحتى الاقتصادي، وغدا الاردن بفضل هذه السياسة يشكل واحة الامن للمنطقة والمكان الآمن لشعوبها، وهو العامل الذى يعول للاستثمار به ومن خلاله من اجل دعم مسارات التنمية وتحقيق حالة من الرفعة التي تستهدفها الاستراتيحية التنموية للدولة.

فمن حق الاردنيين ان يتطلعوا الى مزيد من الانجاز على صعيد الخدمات المقدمة في ميادين الصحة والتعليم والنقل لكن هذا لا يعني عدم موجود مؤسسات وخطط لتنفيذ ذلك، ومن حق الاردنيين المطالبة بتحسين مستوياتهم المعيشية وتوفير فرص عمل لابنائهم وهذا حق مشروع و الحكومة لديها برامج انتاجية ومشاريع انمائية لتنفيذ ذلك، لكن هي الاولويات التي جاءت نتيجة الظرف الموضوعي عندما فرض الواقع الاقليمي اولوياته الامنية على سلم الأولويات التنموية وبتنا نعمل وفق استراتيجية احترازية ركزت على حفظ الموجودات على حساب رفع معدلات التنمية والنماء وهذا ما جعلنا ندخل في مرحلة الركود الاقتصادي وبات ميزان العوائد تكون نتائجه متواضعة، وهو من سياق موضوعي وليس تبريري للحالة السائدة، وفي ذات السياق الموضوعي فان العام القادم ينتظر أن يشهد انفراجات كبيرة على كافة الصعد والمستويات، حمى الله الاردن من كل مكروه ونصر قيادته الماجدة واعز شعبنا الاردني المعطاء، وكل عام والاردن بخير.

Share and Enjoy !

Shares

جرد حساب

د. صبري الربيحات

المالية العامة للدولة موضع اهتمام الناس والمراقبين على حد سواء. بالرغم من اننا نعيش اجواء الموازنة العامة حيث يغص الفضاء الاردني بالارقام حول الكلف والتخصيصات والعجز المحتمل الا ان الكثير من الارقام المقدرة للايرادات والنفقات الفعلية والمقدرة ما تزال غير مفهومة. الحديث عن الدمج والإلغاء والتقنين الذي ظهر في لغة الرئيس ووزرائه وهم يستعرضون حزمهم التحفيزية لا يعكس نفسه على الموازنة وارقامها بشكل واضح.

التغيير والسرعة والانتقائية في القطاعات التي تشملها الحوافز الضريبية اضافة الى الجرأة على الاقتراض بالتزامن مع تدفق الاعانات يثير الكثير من الاسئلة والاستفسارات.

الارقام المتداولة حول المديونية والمساعدات والانفاق الرأسمالي والفروق بين ما يخصص للمشروعات الرأسمالية وما ينفق عليها امور تحتاج الى توضيح من قبل الحكومة واللجنة المالية للنواب.

ففي الوقت الذي يعمل المجلس على دراسة الموازنة للعام القادم يسأل الناس عن طريقة احتساب المساعدات التي اعلن عنها مؤخرا وموقعها في الموازنة وفيما اذا كانت ستحسب في موازنة هذا العام ام الذي يليه. في اقل من شهرين تحدث الاعلام عن منح اوروبية والمانية وإماراتية وسعودية وأميركية تصل الى ما يقارب 2 مليار دولار.

الكثير من الناس يتساءلون عن واقعية التقديرات التي تتضمنها الموازنة وعن مصير الاموال التي خصصت لتنمية المحافظات ولم يجر انفاقها. بالنظر لهذا الواقع وكي تحافظ الحكومة والنواب على ما تبقى من ثقة فقد يكون من المفيد ان تقدم الحكومة للنواب تقييما لخطتها المالية ” الموازنة” عند نهاية العام وقبيل تقديم موازنتها للعام اللاحق.

في قراءة لموازنة 2019 ما يزال هناك الكثير من الاسئلة التي تحتاج الى اجابات فهناك سؤال حول مبررات الاقتراض الذي تجاوز 2 مليار واوجه انفاق هذا الاقتراض.

المستغرب لدى الكثير من المراقبين ان يأتي هذا الاقتراض في نفس العام الذي استقبلت فيه البلاد اكثر من 2 مليار دولار على هيئة مساعدات ومنح . في الارياف والمحافظات يعبر البعض عن انزعاجهم من ظاهرة تدني الانفاق من الاموال التي خصصت للمشروعات التنموية ويتساءلون عن اسباب عدم تدويرها لحساب هذه المناطق حيث لم يتجاوز الانفاق على المشاريع في بعض المحافظات 20 % مما خصص لها.

الاسئلة التي يطرحها الناس ومطالبهم بإظهار كشوف الايرادات للخزينة واوجه الإنفاق التفصيلي لها حقوق طبيعية للناس وضرورة حتمية لبناء الثقة . في بلادنا وقبل ظهور علم الادارة الحديث وعلم المحاسبة وشركات التدقيق المرخصة والصديقة كان البدو والحضر والفلاحون والرعاة يقومون بعمليات حسابية دورية للتعرف على موجوداتهم من الحيوانات والحبوب ويحصرون أعداد المواليد من الاغنام والابقار والابل ليقرروا حجم القطيع ويسترشدوا في البيانات التي يجمعونها لتحديد كم من المواليد سيبيعون او يبقون ويقدرون حاجاتهم الاستهلاكية وحجم الفائض الذي سيتخلصون منه.

مصطلح “الجرد” معروف في معظم الاوساط. يستخدمه التجار واصحاب المحال التجارية والقرى. وهو عملية تقييم يقوم بها اصحاب المؤسسات التجارية لمعرفة معدوداتهم من السلع والوقوف على نشاطات البيع ومستوى التكديس في البضائع ومدى مطابقة الموجودات الفعلية مع سجلات الشراء والبيع. في عمليات الجرد السنوية يغلق التجار الأبواب ويوقفون عمليات البيع والشراء ويواظبون على إعداد القوائم ووصف اصناف البضاعة وأعداد ما دخل منها لمتاجرهم وعدد الوحدات التي تم بيعها والمتبقي منها.

في قرانا وقبل دخول الخصخصة كان التجار يجرون عمليات الجرد لمتاجرهم مرتين في العام احداها في شهر رمضان من اجل اخراج زكاة اموالهم والثانية في نهاية العام لتحديد الارباح والخسائر. مفاهيم الشفافية والوضوح لا معنى لها اذا لم يحصل الافراد على المعلومات المتعلقة بشؤونهم العامة. الاصل ان يحصل النواب على كافة التفصيلات ويقدمونها لقواعدهم بدلا من ترك الموضوع لتخمينات وتأويلات العامة.

Share and Enjoy !

Shares

بين نتنياهو و”قيصر”

ماجد توبة

بين الموقف الداعم حدّ التماهي للاحتلال الإسرائيلي في فلسطين ولحكومة نتنياهو اليمينية من قبل الإدارة الأميركية، وبين إصدار هذه الإدارة لقانون “قيصر” الخاص بتشديد الحصار على سورية والدول التي تتعامل معها، تتجلّى بصورة فاقعة الازدواجية الأميركية في التعامل مع الشرعية الدولية والأخلاقية، ويبدو استهتار الدولة العظمى الأولى بالمصالح العربية على أشده ودون أي اكتراث بمن لا يقدرون هم أنفسهم مصالحهم القومية والوطنية.
يتباهى الرئيس الأميركي دونالد ترامب وهو يوقع قبل أيام ما يسمى بقانون حماية المدنيين في سورية “قيصر”، وهو قانون لا يهدد فقط بمعاقبة ومحاكمة المسؤولين السوريين بدعوى ارتكاب جرائم حرب، بل ويفرض عقوبات مشددة على دول وشركات تتعامل تجاريا مع سورية أو تشارك بإعادة إعمار هذا البلد، متناسيا أن هذه العقوبات لن تطال الحكومة السورية بقدر إضرارها أساسا بالشعب السوري واستقراره ومصالحه، بعد أن دمرت الحرب والصراعات الدولية والإقليمية بلاده، وفاضت شرورها وأضرارها على دول الجوار السوري.
في هذا الوقت الذي تتذرع فيه الإدارة الأميركية بأن قانونها المذكور يأتي للدفاع عن الشعب السوري وتحقيق العدالة له، لا يرف لها جفن وهي تقدم كل الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري لكيان الاحتلال الإسرائيلي، رغم كل جرائمه بحق الشعب الفلسطيني ورغم مخالفته الفاقعة للشرعية الدولية وللمواثيق الإنسانية، بل وتتبجح هذه الإدارة وهي تقر بكل الاختراقات الإسرائيلية للشرعية الدولية ولكل ما نتج عن الاحتلال من مصادرة غير شرعية للأراضي والحقوق الفلسطينية.
وفي الوقت الذي تتباكى فيه الإدارة الأميركية كذبا على الشعب السوري وهي توقع قانون “قيصر”، يخرج حليفها المدلل الإرهابي الأول نتنياهو ببرنامجه وخطته للمرحلة المقبلة التي يعد بها الناخبين الإسرائيليين، وفيها يعد واثقا بتحصيله اعترافا أميركيا بسيادة الاحتلال الاسرائيلي على غور الأردن المحتل وعلى كل مستوطنات الضفة الغربية المحتلة. هذا الوعد المتغطرس من نتنياهو لا يبدو حلما أو تمنيا بل يعكس ثقة كبيرة وتلقيه وعودا مؤكدة من ترامب باتخاذ هذه القرارات العدوانية التي تضرب عرض الحائط بالشرعية الدولية وتغلق الباب على كل جهود التسوية السياسية التي ما يزال يتشدق بها ترامب وإدارته.
بل إن السياق الطبيعي لسياسات وقرارات ترامب فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية تشير إلى أن الإقرار الأميركي بشرعية فرض الاحتلال لسيادته على غور الأردن والمستوطنات بالضفة أمر مفروغ منه وقادم لا محالة، بعد أن اعترفت تلك الإدارة بالقدس الموحدة عاصمة لكيان الاحتلال وبعدم مخالفة المستوطنات للقانون الدولي وبضم الجولان المحتل، وبعد إعلانها حربا شعواء على “الأونروا” وحقوق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة.
بعد كل هذه الازدواجية الأميركية المعلنة والفاقعة والاستهتار بالحقوق العربية في القضية المركزية للأمة يبدو الأقسى على النفس ما يبشرنا به نتنياهو في خطته المذكورة وبعد أن يؤكد عزمه الحصول على اعتراف أميركي بشرعية ابتلاعه لكل الضفة الغربية المحتلة، حيث يعد ناخبيه بالنجاح في التطبيع مع دول عربية والوصول الى توقيع اتفاقات “سلام” معها، وذلك بالتوازي مع إقامة تحالف دفاعي تاريخي مع الولايات المتحدة يحافظ على حرية التصرف الإسرائيلية، والتصدي لإيران وحلفائها بشكل حاسم!
ليست الكارثة والبؤس في الانحياز الأميركي الأعمى لكيان الاحتلال ولا في تبجح ترامب ونتنياهو بخطابات النصر على الشعب الفلسطيني والحقوق العربية والشرعية الدولية، بل البؤس والكارثة هو في هذا الواقع العربي المزري، الذي يترافق فيه الحديث عن تصفية قضيته المركزية مع حديث التسويات و”السلام” والتطبيع الواسع مع دول عربية قريبة وبعيدة!

Share and Enjoy !

Shares

الوزيرة حين ترد التهمة عن نفسها

فهد الخيطان

لم تتخلف وسيلة إعلام أردنية عن نشر تصريح حكومي منسوب ضمنا لوزيرة الطاقة هالة زواتي تنفي فيه معلومة هي في الحقيقة بديهية مفادها أن السيدة زواتي لم تكن هي الوزيرة التي وقّعت في زمنها اتفاقية الغاز الإسرائيلي بين شركتي الكهرباء الوطنية ونوبل أنيرجي الأميركية.
وكان واضحا الحرصُ الزائدُ من طرف الجهة الرسمية على ضمان وصول التصريح بهذا الخصوص لوسائل الإعلام كافة في البلاد.
ولم يكتف المصدر الحكومي بتبرئة ساحة الوزيرة من هذه “التهمة الشائنة” بل حرص على ذكر اسم وزيرين في حكومتين متعاقبتين، وضعا توقيعيهما على الاتفاقية.
قيل في التصريح أن صفحات على مواقع تواصل تداولت المعلومة الكاذبة، فجاء الرد عليها مدويا في جميع وسائل الإعلام، ليس لتصحيح معلومة أو تفنيد إشاعة فحسب، إنما تذكير للرأي العام الرافض بشكل واسع لهذه الاتفاقية بأن ثمة وزراء آخرين هم من ارتكبوا هذه “الجريمة” وليس الوزيرة زواتي!
لست بصدد مناقشة الموقف من الاتفاقية، لأنني شخصيا أعارض توقيعها، لكن الكلام هنا عن وزيرة في حكومة خلفت حكوماتٍ سابقة، وجاءت إلى موقعها الوزاري مثلما جاء من سبقوها. فحزبها لم يفز بالانتخابات لنقول إن من حقها إعلان موقفها المبدئي التزاما بسياسة حزبها، ولا هي جاءت من صفوف المعارضة التقليدية. وعندما تولت موقعها وزيرة للطاقة كانت على علم تام بأن هناك اتفاقية لاستيراد الغاز من إسرائيل وستلتزم بتطبيقها في الموعد المقرر، لا بل إن الوزارة في عهدها أشرفت على استكمال البنية التحتية اللازمة لمد أنبوب الغاز، وتجهيز المحطة لاستقباله.
في الذاكرة التي نبشها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تغريدة لزواتي ما قبل الوزارة يفهم منها أنها ضد هذه الاتفاقية. حسنا إذا كانت معاليها ضد الاتفاقية من البداية، كان بوسعها أن تعتذر عن المنصب الوزاري، أو تستقيل حين وجدت إصرارا رسميا على إنفاذها.
كان هذا خيارا منصفا، عوضا عن التشهير بزملاء سابقين لها، ومخالفة تقليد دستوري وسياسي أردني تلتزم بموجبه الحكومة الجديدة بما تعهدت أو وقعت عليه سابقتها من اتفاقيات ومعاهدات.
للتذكير فقط؛ في الدول التي تشهد تغييرا جذريا للنظام الحاكم، أول ما يحرص عليه القادة الجدد الخروج للعالم وإعلان التزامهم بالاتفاقيات الموقعة سابقا مع مختلف الدول، فكيف الحال بدولة مستقرة وثابتة مثل الأردن لم يعهد لوزير فيها أن ناكف زميلا سابقا تسلم منه حقيبة وزارية حتى لو ورث منه ملفات شائكة أو سياسات خاطئة.
ليس جديدا موقف الوزيرة هذا، فعند مناقشة الاتفاقية المذكورة تحت قبة البرلمان أعلنت الحكومة براءتها منها، لتمنح بذلك زخما كبيرا للتيار البرلماني والشعبي المعارض لها. لكن كان بمقدورنا أن نقبل هذا التكتيك من الحكومة في حال كان لديها النية فعلا لوأد الاتفاقية، وهو ما لم يحصل بالطبع.
كانت المسؤولية تقتضي من وزيرة الطاقة أن تخرج بتصريح يوضح الخط الزمني لتوقيع الاتفاقية، مع تأكيد على التزام وزارتها بتنفيذها ما دام المشروع في حكم المنتهي والغاز يوشك أن يندفع بالأنبوب صوب الأراضي الأردنية.
ومن المفيد أيضا أن يحسب الوزير وهو في موقع المسؤولية ما سيقال عنه لاحقا، ففي المستقبل سيأتي وزير من بعد زواتي وحين يسأل عن اتفاقية الغاز سيقول إنها وقعت في زمن الوزيرين محمد حامد وإبراهيم سيف ودخلت حيز التنفيذ في زمن الوزيرة هالة زواتي.
عندما يكون المرء في موقع المسؤولية يتعين عليه دائما أن يضع المصلحة العليا للدولة فوق كل اعتبار.

Share and Enjoy !

Shares

كازينو القمار .. والغاز الصهيوني ..!!!

خالد خازر الخريشا

أيام تفصلنا عن انارة منازلنا ، ومساجدنا ، وكنائسنا من الغاز الفلسطيني المسروق من قبل الاحتلال الاسرائيلي الذي وقع اتفاقية مع الاردن لتزويده بالغاز حيث اعلنت شركة الكهرباء الوطنية (نيبكو) عن بدء الضخ التجريبي للغاز المستورد من شركة نوبل انيرجي اعتباراً من العام المقبل 2020 ، هذا الاعلان صدر بعد حلسة نيابية عاصفة خلصت الى اعطاء صفة الاستعجال لاعداد مشروع قانون لالغاء الاتفاقية والسؤال هل سيسعف الوقت اللجنة القانونية النيابية لاعداد مشروع القانون قبل وصول الغاز المسروق الى محطة الخناصري شمال الاردن ؟
في المقابل اتهم النائب عن كتلة الاصلاح المحامي صالح العرموطي شركة الكهرباء الوطنية بتضليل الرأي العام من خلال الخبر الذي نشرته والذي جاء فيه بان الشركة وقعت الاتفاقية مع شركة نوبل انيرجي علماً ان التوقيع مع شركة موجودة في المحيط الاطلسي وغير معروف من هم مالكوها ويملكها ثلاث شركات من ضمنها نوبل انيرجي وتوقيع الاتفاقية مع شركة “ان بي ال ” ، مشيراً الى ان شركة الكهرباء قالت ان هناك ضمانات حيث اكد خلو الاتفاقية من الضمانات والالتزامات في نص الاتفاقية لصالح المشتري “الاردن” بينما اعطت الحكومة الاردنية الضمانات للبائع وكفالة كشرط جزائي .

قالت وزيرة الطاقة هالة زواتي، إن ثمن العودة عن اتفاقية الغاز مع “نوبل إنيرجي” هو 1.5 مليار دولار تدفع مرة واحدة، يعني الشرط الجزائي في العدول عن الاتفاقية ، وأعلنت شركة الكهرباء الوطنية (نيبكو)، عن بدء الضخ التجريبي للغاز الطبيعي المستورد من شركة نوبل إنيرجي الأميركية اعتباراً من العام المقبل .
وقالت الشركة في بيان ، إن “بدء الضخ التجريبي للغاز الطبيعي المستورد من شركة نوبل إنيرجي المقرر مطلع العام المقبل يأتي وفقا لالتزامات مترتبة في الاتفاقية الموقعة عام 2016 بين شركة الكهرباء الوطنية (نيبكو) وشركة نوبل إنيرجي الأميركية”.

كتب الخبير النفطي عامر الشوبكي في صفحته الشخصية على الفيسبوك :
6 مليار دولار سيدفعها الاردن بشكل مباشر لحكومة الاحتلال الصهيوني من اصل 10 مليار قيمة الاتفاقية لشراء غاز مسروق هذا عدا الضرائب التي سيجنيها الاحتلال من شركة نوبل انيرجي ،الشركات الثلاث الشريكة في حقل ليفياثان شركة ديليك وشركة افنير وشركة ريتيو مملوكة بالكامل لحكومة (إسرائيل أو لاسرائيليين ) .
لكن لمصلحة من الشرط الجزائي لشركة نوبل انيرجي الاميركية لإنتاج النفط والغاز، وهي تمتلك حصة 40% في حقل لفيتان البحري، أحد أكبر حقول الغاز في البحر الأبيض المتوسط ويعد الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون من بين لوبيات الشركة في واشنطن، تفاقمت خسائرها الفصلية في الربع الأول من عام 2016 لتتجاوز ربع مليار دولار.

أبرمت شركة “نوبل إنيرجي” في مطلع 2014 عقدا مع شركة “البوتاس” العربية لبيع الغاز لمدة 15 عاما ، وفي سبتمبر/أيلول 2016 وقعت شركة الكهرباء الأردنية اتفاقية لاستيراد الغاز الطبيعي من اسرائيل مع “نوبل إنيرجي” الأميركية المطورة لحوض شرق البحر المتوسط مقابل عشرة مليارات دولار.

وتقضي الاتفاقية بتزويد الشركة الأردنية بـ40 % من حاجتها من الغاز الإسرائيلي من حقل ” لفيتان البحري”، لتوليد الكهرباء على مدى 15 عاما، وتبلغ الكميات التي ستستوردها الشركة بدءا من عام 2019 نحو 225 مليون قدم مكعبة يوميا، وتقدر قيمة العقد بحوالي عشرة مليارات دولار.
وكشفت صحف إسرائيلية في وقت سابق أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري كان يملك أسهما تتراوح قيمتها بين 550 ألف ومليون دولار في شركة “نوبل إنيرجي” حتى نهاية عام 2013 ، لكنه باعها عام 2015 ، وذكرت المصادر ذاتها أن كيري استخدم ثقله لتمرير صفقة الغاز الإسرائيلي للأردن.

الله أكبر الشرط الجزائي في اتفاقية كازينو القمار كان مليار ونصف المليار دولار ، والشرط الجزائي مع الغاز الصهيوني المسلوب من الاراضي الفلسطينية والذي سيذهب للكيان الصهيوني الغاصب هو ايضا مليار ونصف المليار دولار … لمصلحة من هذه الشروط الجزائية ويبدو ان هناك حيتان على المستوى المحلي والخارجي سيلهطون هذه الشروط الجزائية .. بالله عليكم هل هذه الحكومات نتامل منها الخير والاصلاح والامان .. لا والله !!!!!

Share and Enjoy !

Shares