الثلاثاء, 4 مارس 2025, 19:53
صحيفة الأمم اليومية الشاملة
حكمة القيادة في مواجهة التحديات: مقاربة سياسية بين صلح الحديبية وقرار التهجير

كتاب واراء

طرد السفير الإسرائيلي في عمان

abrahem daragmeh

لم يعد مفيدا الدعوة لطرد السفير الإسرائيلي في عمان، ولا استدعاء السفير الأردني في إسرائيل، وهذه المطالبات على أهميتها، ونبل أصحابها، إلا أنها ليست حلا كافيا لما نراه.

لجنة فلسطين النيابية جددت موقفها مؤخرا من مطالبتها بطرد السفير في عمان، واستدعاء السفير الأردني في إسرائيل، ولا احد يشكك في دوافع أعضاء اللجنة، مثلما ان هذه المطالبة سمعناها مرارا من النواب، وغيرهم، في فترات مختلفة، بسبب التوترات في القدس، او تجاوزات الإسرائيليين، التي شهدناها، ومن بينها حادث استشهاد أردنيين في السفارة الإسرائيلية هنا في عمان، او مقتل قاض اردني على الجسر مع فلسطين.

الأردن اتخذ قرارات شبيهة، وكان أحيانا يستدعي سفيره في إسرائيل، واحيانا يطالب السفير الإسرائيلي في عمان بالمغادرة، او يستدعيه لتسليمه رسالة احتجاج حادة اللهجة.

لن تهتم إسرائيل بكل هذه الدعوات، والسبب ان هناك ما هو اهم من وجود السفير الإسرائيلي في عمان، وذلك على ثلاثة مستويات، أولها وجود اتفاقية وادي عربة ذاتها، التي لم ينجح احد في الغائها، وثانيها استمرار العلاقات الاقتصادية مع الإسرائيليين، من شراء الغاز، الى طلب الماء، الى التصدير والاستيراد، وكل المؤشرات تدل على زيادة التبادل التجاري مع الإسرائيليين، وليس تراجعه، وثالثها استمرار العلاقات الفنية بين الطرفين.

هذا يعني ان طرد السفير الإسرائيلي في عمان، على دلالاته واهميته، اجراء سياسي، يعبر عن موقف مؤقت، لكنه لا يمنع كل اشكال التطبيع، ولا يوقف جريان العلاقات مع إسرائيل.

هناك تيار في الأردن، يصنف نفسه بالبراغماتي، يقف ضد طرد السفير الإسرائيلي في عمان، ويبرر العلاقات مع الإسرائيليين بالقول إن لعنة الجغرافيا تلعب دورا هنا، كما ان وجود علاقات، يساعد الشعب الفلسطيني، ويخفف الاخطار عن المسجد الأقصى، ويمنع استعداء الاميركيين والأوروبيين ضد الأردن، وهذا التيار يرى ان مهادنة الإسرائيليين وإدارة الموقف بهدوء، خير بكثير من التصعيد، خصوصا ان لدى إسرائيل أوراقا كثيرة.

لكن هذا التيار يتناسى عامدا ان موقع الأردن الجغرافي، والسياسي، موقع مهم جدا يهدد إسرائيل أساسا لو كان هناك من لديه القدرة على توظيف موقع الأردن، وجعله في خانة الأقوى الذي يهدد الاحتلال، بدلا من الظن بأن الاحتلال هو الأقوى وانه القادر على تهديد الأردن، خصوصا، ان أي ثغرة او خلل في امن الأردن، واستقراره السياسي والاقتصادي، سيكون مكلفا على امن الإقليم، وبهذا المعنى لا بد ان يقلق الإسرائيليون والأميركيون والاوروبيون على استقرار الأردن، وعلى كلفة ما تفعله إسرائيل، بدلا من مطالبة الأردن بالهدوء ومراعاة الواقع، فهذا سوء توظيف لموقع الأردن على الخريطة.

ما يراد قوله هنا، ان المطالبة بطرد السفير الإسرائيلي في عمان، نبيلة ووطنية، وتعبر عن موقف يفهم الخطر الإسرائيلي، لكنها أيضا معالجة سطحية لكل الملف، اذ ماذا سيفيد طرد السفير، ما دامت معاهدة وادي عربة قائمة، والعلاقات الاقتصادية مستمرة، وهذا يعني ان أي معالجة للملف الإسرائيلي يجب ان تكون شاملة، وليست على شكل رسالة دبلوماسية.

المشهد الذي نراه اليوم، خطير جدا، فالأزمات تعصف بالأردن، سياسيا، واقتصاديا، والتحولات الاجتماعية خطيرة، وكل بلد عربي مجاور لفلسطين المحتلة يتم تدميره، فهذه كلفة جوار الاحتلال الذي لا يريد لجواره ان يبقى قويا، وقد رأينا ما حدث في سورية، العراق، لبنان، ودول ثانية، فيما الأردن، يتم اضعافه واغراقه بالديون، والأزمات.

لا يمكن ان تكون العلاقة مع إسرائيل، مؤشرا على النجاة في المنطقة، والاقليم، واذا كانت هذه العلاقة، قبل اتفاقية وادي عربة، او بعدها، سببا في تجنب الشرور الإسرائيلية، في فترات طويلة، وفقا لما يظنه البعض الا اننا اليوم، ندخل توقيتا مختلفا، لأن المشروع الإسرائيلي طرأت عليه تغيرات كبرى، سواء عبر التمدد الإقليمي، او تغير الأولويات، او رغبة الإسرائيليين بتصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردنيين والفلسطينيين.

التيار البراغماتي الذي يبرر العلاقات مع إسرائيل، لا يريد ان يدرك، ان هذه العلاقة تهدد استقرار الأردن، بشكل عميق، ولم تعد مهادنة الاحتلال، كافية لصد شرور هذا المشروع، ونحن اليوم ندخل المرحلة الأخطر في المشروع الإسرائيلي، وملامحه بشـأن الأردن، أيضا.

وهكذا لا يكفي طرد السفير الإسرائيلي في عمان.

Share and Enjoy !

Shares

أدلة جديدة تكشف مخططات الحكومة!

فهد الخيطان

بالرغم من التدابير الاحترازية المشددة، وتطبيقات الحماية للاتصالات الحكومية، تمكنت وسائل الاعلام يوم أمس من اعتراض تصريح مهم لوزير من الفريق الاقتصادي في الحكومة يتعلق بمرحلة ما بعد كورونا.

وزير العمل يوسف الشمالي كشف في تسجيل له خلال لقاء مع رئيس واعضاء مجلس إدارة غرفة تجارة الأردن، إن الحكومة تعد برنامجا للتعامل مع الملف الاقتصادي لمرحلة ما بعد كورونا، والتقليص من الآثار السلبية التي فرضتها الجائحة على مختلف القطاعات، وفقا ما أورد الزميل في صيحفة الغد طارق الدعجة في تفريغ صوتي لحديث الوزير.

ليس لدينا الكثير من المعلومات في هذا الصدد، فكل ما هو متوفر من تحقيقات صحفية ورصد للتصريحات مجرد كلمات مبهمة تم اعتراضها بصعوبة في المرحلة السابقة، لا تكفي لبناء تقدير موقف ناضج عن نوايا الحكومة وخططها وتحتاج لمزيد من التقصي والمتابعة عسى أن نتمكن من جمع أدلة وافية تؤكد صحة توقعاتنا عن نية الحكومة تقديم خطة اقتصادية للتعافي والنمو في المرحلة المقبلة.

فمن بين مئات الاتصالات التي تم رصدها مؤخرا، التقطت أجهزة التنصت الاعلامية، ما يشبه العبارات المشفرة مثل “صيف آمن”، “برنامج تأشيري”، “اصلاح سياسي”. المقلق أكثر ما تم اعتراضه من كلام عن “ثورة” في الاستثمار والإدارة، في إشارة على نوايا خطيرة لم نتبين أهدافها بعد.

ما يمكننا تأكيده لغاية الآن، ومما هو متوفر من بيانات ومعلومات استخباراتية صحفية، أن الحكومة بصدد التحضير لخطوة كبرى، لكنها ما تزال في مرحلة “التحركات” ولم تبلغ “ساعة الصفر” بعد.

لم تسجل دلائل بعد على اتصالات أوسع نطاقا، فخلية العمل الاقتصادي الحكومية، تعمل بصمت وخلف أبواب مغلقة، وتحيط نشاطها بقدر كبير من التكتم والسرية، تحسبا من انكشاف نواياها.

البعض يقول إن كل ما يتم التخطيط له مجرد طموحات وأوهام ستدفن في أروقة الحكومة، ولا ترقى إلى مستوى الثورة التي وعد فيها أقطاب الحكومة.

يقول المختصون في الحكومة، إن الأولوية في هذه المرحلة، هى قطع الطريق على الأصوات والقوى التي تحاول استغلال الجائحة وتداعياتها الاقتصادية على الشعب، لتحريك غضبهم في وجه الحكومة، ومن ثم العمل على برنامج للتعافي السياسي والاقتصادي، يتوج جهود الحشد والتحشيد لتغيير شامل يطال التشريعات ونظم إدارة مؤسسات الدولة.

هل هناك مخطط حكومي جدي وحقيقي لتبني مشروع متكامل للانعاش الاقتصادي والسياسي؟

لا ندري، ربما، لكننا سنواصل التقصي والرصد ونحاول قدر المستطاع الحصول على تسجيلات لمسؤولين حكوميين تؤكد أو تنفي هذه المعلومات، أو ننتظر مؤتمرات صحفية ومقابلات إعلامية للوزراء من أصحاب الاختصاص، لتكشف لنا تفاصيل المخطط الحكومي، ونحسم حالة الجدل والشك في أوساط الأردنيين ونقطع دابر الإشاعات والأقاويل.

Share and Enjoy !

Shares

الحروب تحسم في عقول الرجال

العميد م ممدوح سليمان العامري*

العميد م ممدوح سليمان العامري*

لنابليون بونابرت مقولة شهيرة جدا وهي أن: ” الحروب تُحسم في عقول الرجال قبل أن تُحسم في ميادين القتال” بمعنى أن العامل النفسي يعد أهم من العامل المادي في تحقيق النصر، فقد تمتلك الجيوش أقوى الأسلحة والصواريخ والدبابات ولكنها لا تمتلك الإرادة والمعنويات فهيهات لها أن تحقق النصر؛ فمهما امتلك العسكري من اسلحة ومعدات حديثة وكان مهزوما من الداخل فلن يحقق النصر.

وفي خضم الصراعات التي تخوضها الدولة لابد من إعدادها للحرب، وذلك بتوفير جميع المستلزمات وجميع المتطلبات التي تحتاجها لخوض الحرب، ومباشرة الصراع بعد الأخذ بمجمل أسباب القوة المادية والمعنوية، وذلك بتسخير جميع قدرات وموارد الدولة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعسكرية لتستطيع تحقيق خططها وسياساتها الاستراتيجية الهادفة وبانسجام تام بهدف تحقيق الانتصار على الخصم في الصراع الدائر بين الطرفين.

القادة العسكريون ومنذ بدء الصراعات المسلحة بين البشر ادركوا أهمية العمليات النفسية، ووجدوا أن الإنسان يقاتل بشجاعة أحياناً، ويصاب بالجبن أحياناً، ويستبسل في ظروف معينة، ويتقهقر في ظروف أخرى نتيجة العوامل النفسية التي تشكل الطبيعة البشرية، وهو ما دعا الكثير من المخططين العسكريين للاتجاه للتركيز على التأثير في العامل النفسي لدى العدو بقصد تدمير سلوكيات وعواطف جنوده والتأثير في الميدان من دون الدخول في معارك، ويذكرنا ذلك بعدة مقولات مشهورة:
القائد الصيني (صن تزو) الذي كتب قبل 2500 عاماً تقريباً في كتابه المشهور (فن الحرب) إن القائد البارع هو من يهاجم بالخدع الحربية فيقهر العدو دون قتال.
والقائد الألماني (آروين رومل) الذي قال (القائد الناجح هو الذي يسيطر على عقول أعدائه قبل أجسادهم).
وقول السياسي البريطاني تشرشل (كثيراً ما غيرت الحروب النفسية التاريخ).
وما ذكره المؤرخ والأكاديمي العسكري الألماني المشهور كارل فون كلاوتز في كتابه المشهور عن الحرب (بغض النظر عن عبقرية القادة العسكريين وقوة وصمود الجيوش والقواعد والقوانين المشكلة لبديهيات المعارك يظل العامل النفسي والروح المعنوية للجنود في الميدان الحد الفاصل بين الهزيمة والانتصار على أرض المعركة).
و إذا كان الفضاء هو البعد الرابع، أي القوة الفضائية، بعد القوى الثلاث (البرية والجوية والبحرية) فإن الحرب النفسية تعتبر الآن البعد الشامل الجديد بعد الأبعاد السياسية والعسكرية والاقتصادية، بل إن دولة بحجم إسرائيل اعتبرت العامل النفسي مساوياً لمستوى الأمن الوطني من منظور شامل، إذ إن الحرب النفسية تتميز بأن لها وسائل وأهدافاً، وتتشعب بطرق تنفيذها حيث يكون الإعلام إحدى أهم الأدوات المتوافرة لتحقيق الأهداف المعلنة وغير المعلنة للدول عبر الاستخدام المبرمج في الترويج ونقل الأخبار والقدرة على التأثير المباشر مع تطور تقنيات الاتصالات التي تشكل عصباً رئيسياً للتأثير في الطرف المعادي.

ameri.m@aol.com

*مدير التوجيه المعنوي / الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة سابقاً.

Share and Enjoy !

Shares

تجربة اللامركزية …. هل نجحت ام فشلت وهل يعاد تكرارها ؟؟؟

abrahem daragmeh


بقلم الدكتور ماجد الخضري –
مع اقتراب إقرار قانون جديد للإدارة المحلية يبرز تساؤلا قويا في أوساط النخبة والعامة على حد سواء هل نجحت تجربة اللامركزية ام فشلت بعد ثلاثة اعوام ونيف من التجربة .
حيث طبقت تجربة اللامركزية في الأردن ولأول مرة عام 2017م كتجربة مستنسخة من عدد من الدول المجاورة ومنها العراق وتونس والمغرب التي تدار كمحافظات ويتم تشكيل مجلس محافظة في كل محافظة يكون صاحب ولاية عامة .
وفي الأردن الذي يبحث دوما عن الحداثة والتقدم ومعالجة البيروقراطية والروتين الإداري وتعقيدات الإدارات المترهلة تم إقرار قانون اللامركزية رقم 49 لسنة 2015م وتم إجراء أول انتخابات لمجالس المحافظات في عام 2017م وبدعم ملكي منقطع النظير .
حيث حظيت تجربة اللامركزية باهتمام خاص من قبل جلالة الملك عبد الله الثاني الذي قدم دعما خاصا لهذه المجالس واعتبر ان مجالس المحافظات هي مجالس نواب مصغرة تمارس دور مجلس النواب فيما يتعلق بالتخطيط والرقابه غير المباشرة وتقديم الخطط التنموية والاستثمارية للنهوض بالمحافظات .
وقدم جلالته كل الدعم لمشروع اللامركزية بهدف إنجاح هذه التجربة التي اتبتث نجاحها في العديد من دول العالم وخلال لقاءاته المستمرة من رؤساء مجالس المحافظات وأعضائها اكد جلالته على ضرورة تطوير مشروع اللامركزية، وإجراء تقييم شامل لهذه المشروع لتعزيز الإيجابيات وتجاوز المعيقات التي تواجه عمل مجالس المحافظات.
وقال إن الهدف من اللامركزية هو إعطاء دور أكبر للمواطن في صنع القرار التنموي وتحسين الخدمات وتوزيع مكتسبات التنمية بعدالة.
وفي هذا السياق، قال جلالته، بعد مضي عام على التجربة، يجب قياس أثرها على أرض الواقع من حيث مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين. وأكد جلالته، أن الحكومة تعمل ورؤساء وأعضاء مجالس المحافظات على مراجعة قانون اللامركزية وبما يسهم في تحقيق الأهداف المنشودة.

وشدد جلالته على ضرورة التواصل الميداني الدائم مع المجتمعات المحلية لترسيخ مبدأ المشاركة الفاعلة، والوقوف على احتياجاتهم التنموية لتقديم الخدمة بشكل أفضل، وكذلك الاستمرار في التواصل مع المؤسسات لتطوير آليات العمل.
وأضاف جلالته أن التحدي الاقتصادي هو الأكبر أمام الأردنيين، لكن العمل مستمر ضمن خطط واستراتيجيات لجذب الاستثمارات وتوزيعها على المحافظات بما ينعكس على تحسين الأوضاع الاقتصادية وإيجاد فرص العمل.
وعلى الرغم من كل الدعم الملكي لتجربة اللامركزية الا ان التجربة وجهت بالكثير من العقبات لعل اهمها عدم إعطاء أعضاء هذه المجالس الصلاحيات الكافية لممارسة العمل فمجالس المحافظات ما زالت منزوعة الدسم فهي تقر المشاريع الخدمية والرأسمالية في المحافظة ويخصص لها اموال ضمن موازنة الدولة ولكن هذه الأموال لا تحول لهذه المجالس لتصبح ملكها وتتصرف بها وانما هي تقر مشاريع وتحول تلك المشاريع الى وزارة المالية التي تماطل في الإجراءات المالية مما يعطل الكثير من المشاريع ويجعل مجالس المحافظات دون سلطة حقيقية .
وكعضو في مجلس محافظة الزرقاء فانني أرى ان تجربة اللامركزية بصورتها الحالية هي تجربة غير ناضجه وقد ساهمت الكثير من الظروف والأسباب في تراجعها وتفريغ التجربة من مضمونها فالكثير من اصحاب السلطة لا يريدون لهذه التجربة ان تتقدم لانهم يعتقدون ان مجالس المحافظات جاءت لتنازعهم سلطاتهم وتضعف قوتهم .
ومن هنا جاء قانون الادارة المحلية الجديد الذي سيطرح من خلال مجلس النواب لمنافشته وقد الغى فعليا هذه المجالس بحيث لم تعد ذات قيمة ديمقراطية بعد ان صرح وزير الشؤون السياسية موسى المعايطه ان الخيار المطروح بالنسبة لمجالس المحافظات هو تشكيلها من المنتخبين من ابناء المحافظة بحيث لا يكون انتخاب مباشر لاعضائها وانما انتخاب غير مباشر بحيث تشكل من رؤساء البلديات في المحافظة ورئيس غرفة التجارة ورئيس غرفة الصناعة ورئيس اتحاد الجمعيات الخيرية ورئيسة اتحاد المراة ورئيس مجمع النقابات المهنية ورئيس اتحاد طلبة في جامعة حكومية ……او المزج بين الانتخاب المباشر وغير المباشر بحيث يتم انتخاب عدد محدود جدا بطريقة مباشرة وباقي الاعضاء بالتعين .
ويبدو ان السيناريو المطروح لهذه المجالس هو تراجع صريح وواضح عن فكرة اللامركزية بعد ان استطاع كوفيد 19 ان يجمد عمل المجالس في العام الماضي والحالي وبعد ان تم تخفيض موازنة هذه المجالس بنسبة 75% والغيت كل المشاريع الخدمية والرأسمالية التي أقرت في موازناتها بسبب الضائقة المالية وكأن امر دبر بليل من اجل تجميدها.
فتجربة اللامركزية تجربة عشتها وعايشتها ثلاثة سنوات ونصف تقريبا وكانت من التجارب التي تستحق الدراسة فقد كان لها الكثير من الايجابيات ولكن كان لهذه التجربة الكثير من السلبيات لعل اهمها تنقل الولاية على المشروع من وزارة التنمية السياسية الى وزارة المالية ثم الى وزارة الداخلية وأخيرا وبموجب القانون الجديد للإدارة المحلية فستكون وزارة الإدارة المحلية هي صاحبة الولاية على هذه المجالس وان كان العدد الكبير لاعضاء مجالس المحافظات يعيق الحركة فان تخفيض عدد اعضائها يسجل لمشروع القانون الجديد الذي ما زلنا بانتظاره ونتمنى ان يتم من خلاله تعديل كافة الفقرات التي تتعلق بصلاحيات هذه المجالس بحيث يصبح لها سلطة رقابية على المؤسسات داخل المحافظة .

Share and Enjoy !

Shares

أراضي القدس في خطر ؟؟

abrahem daragmeh

بقلم :- الدكتور ماجد الخضري –
شهدت الأعوام القليلة الماضية موجة تسريب مساحات من أراضي المدينة المقدسة إلى اليهود الذين زادوا نشاطهم خلال هذه السنوات بشراء الأراضي في القدس القديمة وما حولها وطرحوا اكثر من مشروع من اجل الاستيلاء عليها .
وقد نشطت عشرات الهيئات الصهيونية من داخل الأرض المحتلة ومن خارجها في شراء الأراضي وتقديم الإغراءات والترغيب والترهيب لأصحابها الأصليين الذين ما زالوا مرابطين حول المسجد الأقصى المبارك ومتمسكين بأرضهم وارض أجدادهم وارض المسلمين ، فارض القدس هي ارض وقف إسلامي يحرم بيعها لليهود .
وشهدت بعض الدول العربية نشاطا ملحوظا لبعض السماسرة اليهود والعرب للأسف الشديد وهم يقدمون الإغراءات تلو الإغراءات لأصحاب الأرض من المقدسين خاصة ممن يعيشون خارج المدينة المقدسة .
ورغم ان بعض البيوعات قد تمت الا ان المعظم من ابناء المدينة المقدسة وما حولها ما زالوا يرفضون بيع اراضيهم على الرغم من كل المغريات التي قدمت لهم والملايين التي وعدوا بها في حال البيع لكن ابناء القدس ما زالوا صامدين ومتمسكين بوطنهم ومقدساتهم .
وفي الوقت التي تسهل بعض الدول عملية انتقال الأراضي من أصحابها وملاكها الى اليهود فان الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين كان له موقفا بارزا وواضحا تجاه هذه القضية التي اعتبرت بالنسبة للأردن خطا احمرا فالقدس والمقدسات في عهدة الهاشميين والملك عبد الله شخصيا يرفض المساس بالمقدسات وبملكية الارض هناك ولعل هذا كان احد أسباب الهجمة الشرسة على الأردن وقيادته
وفي الوقت الذي نشهد فيه حملة يهودية شرسة على ملاك الأراضي في القدس ومن حولها وهي حملات مستمرة تقوم بها جهات رسمية صهيونية فان الصمود ما زال هو السمة البارزة على الرغم من تزوير الكثير من الأوراق والوثائق والوكالات بهدف الاستيلاء على الارض.
و رغم ذلك فان البعض ما زال يقف موقف المتفرج بدلا من ان يكون هناك هيئات عربية شعبية ورسمية تعمل من اجل مساندة المقدسيين ودعمها وتقديم ما يلزم من عون لهم فالقدس هي ارض عربية اسلامية والقدس برعاية هاشمية والمفروض ان يعمل الكل على تثبيت اهلها عليها ودعم صمودهم .
فالقدس عربية وستبقى صامدة ما دام هناك هيئات رسمية وشعبية عربية تدعم صمود الاهل هناك وتمنع انتقال الأراضي.
ورغم ان الاحتلال يشن حملة تهويد واسعة على الضفة الغربية ومن بينها القدس منذ الاحتلال عام 1967م الا ان الصمود ما زال عنوان المرحلة حيث قام الاحتلال حسب احصائيات فلسطينة رسمية بهدم أكثر من 170 ألف مسكن، وصادر أكثر من 21 مليون دونم، واقتلع أكثر من 3 ملايين شجرة، وبنى جداراً عنصرياً توسعياً ليغلق الشمس عن أهل فلسطين بطول أكثر من 700 كم، ووضع حوالي 900 حاجز عسكري وبوابة، وشق أكثر من 1400 كم من الطرق التفافية استيطانية

و بنى حوالي 528 مستوطنة وبؤرة استيطانية، حتى عاد المستوطنون يشكلون “دولة تخنق دولة فلسطين” التي اعترف بها العالم عام 2012، على 22% من مساحة فلسطين التاريخية حسب حدود 1967م -حدود الأمر الواقع- ليبلغ عددهم في الضفة الغربية بحدود مليون مستوطن
وتطرح اسرائيل مجددا مشروع تسوية الاراضي في المدينة المقدسة للاستيلاء على المزيد منها وقد خصصت لهذا المشروع مبالغ كبيرة

Share and Enjoy !

Shares

غياب العدالة الصحية في ظل كورونا

الصحفي علي عزبي فريحات

يوم الصحة العالمي يسلط الضوء على غياب العدالة الصحية في ظل كورونا
كتب: الصحفي علي عزبي فريحات –
يحل اليوم العالمي للصحة في السابع من شهر نيسان هذا العام في ظل ازمات كثيرة يعيشها العالم على الصعيدين السياسي والاقتصادي وكلها تؤثر في صحة العالم في حين ان جائحة كورونا غطت على سائر الاخبار اعلاميا بعد ان تسببت بوفاة ملايين البشر وبازمات اقتصادية حادة في معظم دول العالم الثالث .
ان يوم الصحة العالمي هذا العام يختلف عن باقي السنوات حيث سلط الضوء على غياب العدالة الصحية لذلك يحتاج إلى جهود مضاعفة نتيجة ظهور فيروس كورونا المستجد لمعرفة طرق الوقاية منه والتقليل من انتشاره من خلال جمع المعلومات للتخفيف من آثاره والذي يستدعي إتباع طرق اخرى منها لبس الكمامة وغسيل اليدين باستمرار واستخدام المطهرات الكحولية والالتزام بالتباعد الاجتماعي والامتناع عن التجمعات والالتزام بالنشاط البدني المنتظم والتغذية الصحية .
ان الاحتفال بيوم الصحة العالمي فرصة للتركيز على قضايا الصحة وزيادة نشر الأنشطة والتقارير الإعلامية التوعوية التي شأنها زيادة ثقافة الشعوب الصحية وتنمية مهارات العاملين في المجال الصحي على العمل الجاد والوصول والسيطرة على الإمراض والأوبئة ويساعد الناس على المعرفة عن جميع الموضوعات المتعلقة بصحتهم.
كما يتطلب في يوم الصحة العالمي إتباع وتنفيذ سياسيات وتخصيص موارد لتمكن الجميع من التمتع بنفس النتائج الصحية من خلال توفير التغطية الصحية الشاملة حتى يتسنى للجميع في كل مكان أن يحيوا حياة مزدهرة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة .
الملفت ان جائحة كورونا كشفت عدم المساواة و العدل التي تكتنف النظم الصحية حيث ان معدلات الاصابات و الوفيات الناجمة عن كوفيد 19 اعلى بين السكان والمجتمعات التي تكابد الفقر والظروف المعيشية والعمل غير المواتية و التمييز والاستعباد الاجتماعي وعدم العدالة في توزيع اللقاحات حيث تزيد في الامدادات في بعض البلدات وبلدات اخرى تصلها الامدادات منخفضة حيث ما زالت تترقب وتنتظر المزيد من اللقاحات لان اللقاحات تحصل عليها البلدات المنتجة والغنية وتشير مثل هذه الاجراءات الى عدم الانصاف وتشكل خطرا على صحة الناس .
لذلك في يوم الصحة العالمي يجب التركيز على اقامــة الندوات والمحاضرات بما يخص موضوع الصحة وجائحة كورونا لتوعية المواطنين وتثقيفهم بمخاطر الفيروس وحثهم على الالتزام بالتباعد الاجتماعي ودعوتهم لأهمية الحفاظ على صحتهم والالتزام بالاشتراطات الصحية وكيفية التعامل مع الجائحة بالاضافة الى تقديم النصائح والاقتراحات الهامة الخاصة بالحفاظ على الصحة العامة في مختلف دول العالم وذلك بوسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي لتصل إلى أكبر شريحة من المجتمع.
ومن هنا نثمن ادوار وجهود منظمة الصحة العالمية والفرق الطبية الجيش الابيض من أطباء وصيادلة وأطباء أسنان وممرضين وقابلين وفنيي مختبرات وتحاليل طبية وعلوم طبية مساندة ومساعدين وإداريين وموظفو سجلات طبية وغيرهم هؤلاء العاملون في القطاع الطبي الذي يشكلون الجيش الرديف لأبناء القوات المسلحة الباسلة والذين نعتبرهم جميعاً في خندق الوطن وكانوا على الدوام خط المواجهة مع وباء كورونا فهم في خط الدفاع الأول عن الوطن والمواطن وهم يضحّون بأرواحهم في سبيل معالجة المرضى لسلامتهم وصحتهم أولاً ومن ثم لدرء إنتشار المرض والوباء بين الأردنيين وهم يستشعرون الخطورة من جذورها وفي الميدان لذلك اصبح مطلوب من الجميع تقدير الجهود والوطنية والإنسانية المخلصة للجيش الأبيض و الفخر والإعتزاز بهم .
كما ندعو الجميع بضرورة العمل الجاد ومساندة الجهود التي تبذل من قبل كافة الجهات المعنية والالتزام بتطبيق معايير المساواة والعدالة الصحية وتكثيف النظم الصحية للحد من نتشار الجائحة واحتوائها .
نتمنى للجميع يوما صحيا جيدا يحافظ فيه الجميع على صحة أجسادهم وقلوبهم حتى نتجاوز هذه الجائحة بنجاح.
رئيس جمعية البيئة الاردنية .

Share and Enjoy !

Shares

في رمضان .. خففوا على الناس!!

عوني الداوود

عن مخرجات وتطورات المنحنى الوبائي.. وبعيدا عن الجدل الذي يصبح بيزنطيا احيانا بين مؤيدي الحظر الجزئي او الشامل يوم الجمعة ومدى تاثيره او عدم تاثيره على اعداد المصابين بجائحة كورونا.. اقول انه وبعيدا عن كل ذلك، فان المواطنين وبعد مرور اكثر من عام على جائحة كورونا، بدأوه السنة الماضية بشهر رمضان لم يشعروا فيه بنكهة الشهر الفضيل وافتقدوا طقوسه، بات من حقهم هذا العام الا يكون رمضان هذا العام كالسنة الماضية، وان تكون الاجراءات اخف وطأة عليهم وبما يساعد على تخفيف الضغوطات وبما يكفل الاستمرارية ايضا بالمساهمة في الحد من انتشار وباء كورونا.

المطلوب اجراءات تخفيفية وليس اكثر من ذلك، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، العودة الى ساعة صلاة الجمعة مشيا على الاقدام خلال الشهر الفضيل، ومنها ايضا السماح بصلاة الفجر في المساجد سيرا على الاقدام، والسماح بفتح البقالات والمطاعم الشعبية في الحارات بيعا مباشرا قبل ساعة او ساعتين من موعد السحور وصلاة الفجر ايضا.. وهكذا.

العلاج النفسي وتخفيف الضغوط على المواطنين هو جزء من العلاج الشامل في مواجهة جائحة تضغط صحيا واقتصاديا واجتماعيا على المواطنين.. وقد تساعد مثل هذه الاجراءات والقرارات التخفيفية في وقت تتزايد فيه اعداد المقبلين على التسجيل للحصول على اللقاحات بسرعة الوصول الى صيف آمن.

المواطنون في رمضان وهم يتوقعون من الحكومة جهودا حقيقية في ضبط الاسعار ومراقبة عدم ارتفاعها لاي سبب كان في هذا الشهر الذي ترتفع فيه معدلات الاستهلاك عن معدلات كافة شهور السنة، فانهم ينتظرون ايضا من الحكومة اجراءات وقرارات تخفف من الضغوط الاجتماعية والنفسية بما تعكسه بهجة طقوس شهر البركة والرحمة والمغفرة.

هذا شهر سيفتقد بسبب جائحة كورونا الى موائد الرحمن التي كانت باب فرج لكثيرين من العائلات والافراد المستورين، بات لا بد من اجتهاد جهات العمل الخيري لتوصيل الطعام والمساعدات للعائلات والافراد المستورين والمحتاجين في اماكن وجودهم ما استطاعوا الى ذلك سبيلا.

هذا شهر كان يعتبر شهر رزق لعديد من القطاعات الاقتصادية التجارية والصناعية وحتى للافراد من باعة العصائر والتمور والمأكولات قبل الافطار وبعده، كما ستكون هناك « ازدحامات مرورية خانقة « طوال الشهر الفضيل وقد يتسبب ضيق خلق صائمين مدخنين – اعتدنا على مظاهر عصبيتهم في طوابير الخبز والقطائف – بحدوث اشكالات ان لم تكن هناك قرارات تخفف من تلك الازدحامات بساعات ليلية تخفف من تلك الازدحامات والطوابير والاختناقات.. وكل هذا يؤكد الحاجة الى ما ندعو اليه من اعادة النظر بساعات تخفيف على الناس.. فنظام الدليفاري للمطاعم وغيرها ليس متوفرا – كما البقالات والمطاعنم الشعبية- في كل محافظات والوية وحارات المملكة.

هذا علاوة على ان مثل تلك القرارات التخفيفية ستساهم بتحريك الاسواق والنشاط الاقتصادي الذي نتوقع التوسع في ساعاته في النصف الثاني من الشهر الفضيل للمساهمة بتحريك قطاعات الحلويات والالبسة.. وغيرها، ونتطلع لمزيد من التنسيق والترتيب في كل ذلك بين الحكومة والغرف التجارية والصناعية والقطاع الخاص بشكل عام.. وكل رمضان وأنتم بألف خير.

Share and Enjoy !

Shares

الحالمون

خولة الكردي

هناك أشخاص حالمون يعيشون الحلم بكل تفاصيله، حتى أنهم يسقطونه على حياتهم اليومية، يتشبثون به فإذا ما تغلغل في وجدانهم وعقولهم وقلوبهم، استوى لديهم الحلم والواقع وصار الانسلاخ من حالتهم الملتبسة تلك صعباً، بل في بعض الحالات من المستحيلات.

لماذا التطرق لموضوع العيش في الأحلام، لأنه يوجد أناس بيننا في مجتمعنا يحلمون بالوظيفة المريحة والجلوس في مكتب بلا تعب أو عناء هكذا من بداية تخرجهم في الجامعة أو الكلية يريدون كالصاروخ يصلون إلى الوظيفة وهم مرتاحون رافضين البدء من الصفر، ففكرة بذل الجهد والعرق قديمة عفا عليها الزمن تلائم الأجداد، هم يتصورون أن الكفاح في الحياة درب من دروب الشقاء والتعب؟! وهذا ما يعارضونه جملة وتفصيلا، ركنوا إلى القعود في البيت وآثروا مشاهدة التلفاز وتصفح الهاتف الخلوي، بدل البحث عن عمل ينفعهم وينفع أسرهم ومجتمعهم ووطنهم.

لا يمكن التعميم؛ حيث إن معظم شبابنا يحبون العمل ويخلصون فيه حتى أنهم يرضون بأقل القليل، لكن القصد هنا شريحة معينة من الشباب من صرف عليهم آباؤهم ولم يفعلوا أي شيء سوى الانتظار… انتظار ماذا الله أعلم؟! ربما ينتظرون معجزة تهبط عليهم فجأة! وتنقلهم إلى سلم الرفعة والثراء، فتضيع أعمارهم هدرا من غير أن يسعوا ويبحثوا عن خيارات أخرى غير الانتظار.

لا ضير في عمل مشروع صغير مهما كان رأس المال، المهم أن يبدأ الإنسان ويضع لنفسه هدفاً يوصله لمبتغاه، والأهم أن يكون الهدف مبنيا على معطيات تترجم الواقع الذي يعيشه، ومن المهم تفادي العجلة، فالاستعجال في تحقيق الهدف من غير تخطيط مسبق ودراسة جدوى للمشروع ينتهي إلى الإخفاق.

كثيرون بدأوا من لا شيء لم يكونوا يمتلكون إلا الإرادة والنية الصادقة آمنوا بقدراتهم وامتلكوا ثقة لا تزحزحهم عنها أقاويل المحبطين والمثبطين. والت ديزني عالم الأطفال الشهير والذي أصبح له فروع في كثير من دول العالم، اجتاح شاشات التلفاز في كل بيت، لا تخلو ذاكرة طفل من قصص ديزني، والرجل الذي اخترع فكرة والت ديزني فشل 14 مرة في رسم شخصيات والت ديزني وفشل سبع مرات في إنشاء شركته، لكنه أصر وفي النهاية نجح ووصل لهدفه بالصبر والإصرار، وهذه رسالة لكل حالم أن يكف عن التمني ويجعل حلمه حقيقة بكده وعمله.

Share and Enjoy !

Shares

أسبوع حافل!

د- محمد المومني

بعد رسالة ملكية من جلالة الملك لشعبه، يطمئن الناس فيها على منعة وقوة الأردن ودفعه لأثمان جراء مواقفه، تنطوي صفحة أحداث مثيرة وغير مسبوقة عاشها الأردنيون على مدى أسبوع، انتاب الأردنيين خلاله الغضب والحزن والثقة في آن معا: غضبوا أن منهم من سولت له نفسه التخطيط للعبث بأمن واستقرار الأردن، وحزنوا لماذا يستهدف هذا الوطن من الخارج والداخل وهو لم يكن يوما إلا محراكا للخير والوئام ومنبرا للتسامح والنبل، وانتابت الأردنيين ثقة مردها قدرة قيادة هذا البلد وأجهزته على وأد الفتن وإيقاف العبث وترسيخ الأمن الذي هو جوهر وجود المجتمعات وعصب تقدمها. كان يمكن للأردن أن يكون أشد بطشا في التعامل مع ما حدث، ولكن إرثه أملى عليه أن لا يكون إلا متسامحا عادلا يعمل ضمن مؤسسية القانون والدستور.

مساران لمستقبل ما حدث: سمو الأمير حمزة برعاية الملك في قصره مع عائلته بعد رسالته التي وضع فيها نفسه بين يدي الملك متعهدا السير على نهج الآباء والأجداد الذين ما كانوا يوما إلا عضيدين لعميد آل البيت في زمانهم… رسالة كان لحكمة وخبرة سمو الأمير الحسن بصمات واضحة فيها، وهو العالم بالتاريخ الأردني وما قبله من قرون من الحكم الهاشمي. أما المسار الثاني فهو التحقيقات التي تجري مع من تم توقيفهم، ثم التكييف القانوني فبدء جلسات الحكم، ليصدر القضاء حكمه العادل بحسب حجم الجرم ونوعه كما ستكشفه التحقيقات. بعد فترة من الزمن ستبدأ الجلسات ومن ثم سنسمع الحكم الذي نثق أنه سيكون عادلا من قضائنا النزيه الذي لا يقبل ولا الأردن يقبل أن يدان فيه بريء.

ما حدث جلب الانتباه العالمي والمحلي على نحو كبير، لأنه غير مسبوق، فلم يحدث أن عايشنا هكذا نوع من الأحداث على مدى مائة عام من عمر الدولة، وإن كنا قد شهدنا محاولات انقلاب تحطمت جميعها على صخرة الصمود الأردني. الدروس المستفادة عديدة، يعلوها على الإطلاق أن لا ننتظر طويلا حتى تتحول المشكلة الى أزمة، وتعلمنا أيضا أن زيادة الوعي والوحدة واللحمة الوطنية زادت الأردن الكبير الذي يشكل أساسا لمنعته. آن لنا أن نتعلم ونتحصن من منطق من يتجاوزون حدود الحق بالمعارضة للدخول في حرمة ارتكاب ما يمس الاستقرار، فمنطقهم واحد… أن الدنيا خراب والبلد سائر نحو المجهول والفساد عم وطم، وما الخلاص إلا بنا نحن من نقول بذلك، وهؤلاء من خبرتنا بهم عبر تاريخنا تارة يكونون تيارا أو حزبا أم مجرد أصوات فوضوية مبعثرة، لكن كلها تجتمع على تسويد الحياة والبلد في وجوه الأردنيين لكي تنال من وحدتهم وسلمهم الأهلي. النقد مشروع، والمعارضة البناءة ضرورة وطنية، لكن ذلك يجب أن يتم بموضوعية وإنصاف، لا أن نرسم الوطن أنه منهار في عيون أبنائه، ففي ذلك ظلم عظيم والظلم ظلمات والفتنة أشد من القتل.

عبرنا هذه الأزمة وسنعبر غيرها، زادنا في تحقيق ذلك قيادة حكيمة رائدة سمحة، وأجهزة يقظة محترفة فيها خيرة أبناء الوطن، ومواطن واع محب لبلده منتم لترابه. حمى الله الأردن والأردنيين.

Share and Enjoy !

Shares

عن صناعة السمعة في الأردن

ماهر ابو طير

تحتاج الدول إلى عشرات السنين، حتى تبني سمعتها، سواء على صعيد موقف مواطنيها منها، داخل الدولة ذاتها، ونظرتهم اليها، أو نظرة دول العالم إليها.

صناعة السمعة تعتمد دوما على أحد خيارين، إما أن تكون هناك منجزات كبيرة، على كل المستويات، ترتد من حيث أثرها على سمعة الدولة ومؤسساتها، على الصعيدين الداخلي والخارجي، أيضا، وأما أحيانا تركن الى الزيف فتضخمه وتكبره، لحسابات داخلية وخارجية، فيسمع المواطن شيئا، ويعيش شيئا آخر، والنتيجة التراكمية في غاية السوء هنا.

نحن الآن في الأردن سندخل مئوية ثانية، ولا بد من وضع خطة لصناعة السمعة، على الصعيدين الداخلي والخارجي، بعد الأضرار الكبيرة التي نالت من كل القطاعات، وبسبب الأزمات والتراجعات التي نعيشها، ودون هذه الصناعة، لا يمكن أن توحد الجمهور، وتحفظه ذخيرة بقوة مفترضة، ولا يمكن هنا إعادة صناعة السمعة، وتعزيزها على مستوى الدولة والمؤسسات وكل الأسماء، دون منجزات على الأرض، على المستويين الاجتماعي والاقتصادي وبقية المؤسسات، بما يؤدي الى تعزيز الحياة وترقيتها، وحل الإشكالات القائمة، وتحسين القطاعات الجيدة، وحسم الملفات الخلافية، وبلورة رؤية عملية واقعية للمستقبل.

حين تخسر الدول سمعتها، كلياً أو جزئياً، بسبب مشاكل كثيرة، وتراجعات لا يمكن وقفها، وبسبب الأزمات التي لا تعالج بشكل صحيح، وبسبب عدم وجود مشروع محدد للدولة، وسيطرة الاستسلام أمام الأزمات والمشاكل، ستحتاج الى عقود حتى تسترد هذه السمعة.
هنا لا تعني السمعة مجرد الإشادة، والإشارة بشكل إيجابي الى أي بلد، فهي تلخيص للاستقرار، وللعدالة، وللنمو، والرفاه، وهي أيضا دليل على حيوية الدولة، وإدراكها التغيرات، فهي علامة جودة سياسية، لا تحصل عليها أي دولة مجانا، وإذا ادعت دولة ما وجودها، وهي غير موجودة، فإن الوقائع تنسف الادعاء، وتحوله الى مجرد فخر زائف، يثبت الواقع عكسه.

لقد قيل مرارا إن الأردن بحاجة الى مشروع، وإلى فريق يفهم التغيرات، وأن يتخلى عن مبدأ الاستسلام للمشاكل والأزمات، فريق يدير ثنائية، من صناعة السمعة، كونها علامة جودة سياسية، وفي الخط الموازي، قراءة في واقع البلد، على كل المستويات والملفات، من الملف الاجتماعي مرورا بالاقتصادي، وصولا الى بقية الملفات، بما في ذلك تحويل الأخطار في الداخل والخارج، الى عناصر تزيد من تماسك البنية الداخلية، لكن ليس على أساس الشعارات، بل على أساس وجود منجزات، وقد سبقتنا دول كثيرة، كانت في ظروف أسوأ منا، لكنها قررت أن تنهض، وأن تعيد التموضع في كل طبيعة إدارة أمورها، وملفاتها، وحياتها.

صناعة السمعة هنا حساسة جدا، لأن الصناعة الجيدة، لا تعني النفاق والتملق وتحسين كل واقع رديء لإقناع المتلقي أنه غير رديء، بل تعني الذهاب الى جذور الأزمات، وحل الإشكالات من أساسها، بحيث تتحسن السمعة تدريجيا، وتنعكس حتى على الروح المعنوية للناس، وتطلعهم للمستقبل، وهي أيضا تخلصهم من حالة الشك واللايقين، والحذر، والخوف من المستقبل، ودون هذه الصناعة أيضا، لا يمكن أن تقنع مستثمرا أن يأتي بدينار واحد الى هذه البلاد، ولا أن تقنع مواطنا بأن الأمور ممتازة، فيما يرى العكس في كل شيء.

بهذا المعنى تكون السمعة الحسنة، نتيجة قبل أن تكون هدفا، نتيجة لوجود خطة، تتجاوز اليومي، نحو الذي نريده، فلم يؤذنا هنا إلا الإدارة اليومية، بذريعة الأزمات الثقيلة، لكن لا تسمع مثلا، عن حكومة واحدة عقدت اجتماعات مغلقة لتناقش تردي التعليم الجامعي مثلا، أو تراجعات قطاع الصحة، أو ملف الإعلام، أو كيف ينظر العالم لنا، أو تفشي البطالة، أو انخفاض الروح المعنوية، وقضايا كثيرة، كلها متروكة لتصاريف الأيام، بما ينعكس سلبا على سمعة الدولة أمام مواطنيها، وأمام العالم، فيما لا يمكن تحسين السمعة بمجرد أغان وأهازيج تقول شيئا غير الواقع، أو عبر شعارات لا علاقة لها بالواقع، أو عبر تعهدات لا يتم تنفيذها.

لقد آن الأوان أن ننتبه الى سمعتنا داخليا وخارجيا، وإلى أين نذهب، وأن نتذكر أن صناعة السمعة الإيجابية، بحاجة الى مشروع وخطة عمل، وإلى أن صناعة السمعة على مستوى أي دولة في العالم، ومؤسساتها، بحاجة الى جهد، وإلى خبراء، ومشروع وخطة قبل كل شيء.
صناعة السمعة من أخطر الصناعات.

Share and Enjoy !

Shares