25.1 C
عمّان
الجمعة, 18 أبريل 2025, 16:54
صحيفة الأمم اليومية الشاملة

كتاب واراء

مشقة الوعي بحجم التغيير القادم

مالك العثامنة

لدى الأردنيين أزمات ومشاكل داخلية يومية ومعيشية، اقتصادية وسياسية واجتماعية وأمنية، مناطقية ومركزية، إدارية ومالية، هذا غير الأزمات السياسية الإقليمية والأخطار المحيطة والاستهدافات اليومية، ولدى الأردنيين أيضا استحقاق انتخابي “نوعي” سيكون هو بحد ذاته عتبة القادم الجديد ونجاحه مرتهن بعنصرين: الوعي الجمعي أولا ثم صدق الأجهزة الرسمية بتحقيق النزاهة كاملة بلا أي شوائب.

الافتراض يقول إن الاستحقاق الانتخابي القادم، لو تحقق جزء بسيط جدا من الوعي مقترنا بنزاهة خالصة فإنه سينتهي بنواة مجلس تشريعي – رقابي يعيد للبرلمان دوره الحقيقي ويعيد إصلاح الدولة الأردنية، مما يعني ببساطة خطوة أولى حقيقية لحل كل الأزمات والمشاكل الداخلية اليومية جميعها.

وهذا الافتراض، مبني على افتراض أكثر عمقا يتعلق بالمترشحين، أفرادا أو تحت مظلة أحزاب، وهو يعني التقدم ببرامج تقترح حلولا واضحة ومحددة بعيدة عن الإنشاء، فحين نواجه مشكلة مثل البطالة فإن الحل لا يكون بشعار “القضاء على البطالة”، بل بدراسات مسبقة ومستفيضة يقوم عليها خبراء من مختلف المستويات تنتهي دراستهم إلى تصور منهجي لسياسات قد تحوي مشاريع قوانين يحملها المترشح “حزبا أو فردا” لتغيير الواقع وبثقة وهدوء.
وحين يعاني الأردنيون من “أزمة مياه” خانقة فعلا، فإن الخزانات الفارغة على الأسطح لن تملأها بيانات شديدة اللهجة رفيعة البلاغة تهاجم المواقف السياسية لبلد محاصر بالأزمات فعليا بدون أن تقدم كل تلك البلاغة النارية حلولا حقيقية لعل أولها تقديم برنامج “حلول” في التوعية المائية لوقف الهدر والفاقد المائي على الأقل.
وحين ترسل الدولة إشاراتها الواضحة أنها لم تعد قادرة على نهج “الريعية” مع تضخم واضح في القطاع العام فإن منطق التعيينات الحكومية كخدمة مرسلة ومطلقة لم يعد له وجود، وحضوره في الوعود الانتخابية كذبة كبيرة لا يمكن تحقيقها، لكن لا أحد يقدم فكرة تحفيز القطاع الخاص، وتهذيبه وتنظيم حضوره من خلال مقترحات لقوانين وتشريعات تخدمه وتحميه كما وتحمي الجميع من تغوله بنفس الوقت، لأن على الأردنيين إدراك التحول الجذري الجديد في الدولة، وهو تحول لا يمكن الرجوع عنه بالمطلق.
الواسطة والمحسوبية وتسهيل المعاملات وسياسة المحاصصة في الامتيازات هي من الماضي، حسب افتراضنا بالقادم الذي يتمنونه الأردنيون أنفسهم، وهم جميعا يصرخون على وسائل التواصل الاجتماعي وفي المجالس والصالونات من الأوضاع الاقتصادية الصعبة وتفشي الفساد، ويتندرون كل يوم على المشهد السياسي المحلي والحال البائس الذي وصل إليه مجلس النواب نفسه.
في المقابل، وعشية بدء الحملات الانتخابية، ما زلنا على منطق “عنزة ولو طارت”.
بدأت شوارع المدن الأردنية تتعرض لغزو صور المترشحين “المفلترة بعناية” والموسومة بعبارات عامة ومبهمة لا تقدم حلولا، وبعضهم تطغى صورته على اسم الحزب الذي يفترض أنه يمثله.
لا برامج، أو حتى عناوين واضحة لبرامج حقيقية واعدة تهدي الناخب إلى الجهة التي سيمنحها صوته بثقة وأمل، ما تزال عملية “سحب الأصوات واستجدائها” قائمة على منطق لا يجب أن يكون صالحا للمرحلة القادمة بكل تحدياتها الخطيرة.
في زمن تكنولوجيا المعلومات الذي تستطيع فيه “مي خليفة” أن تستخدم أدواته الرقمية لتوصل رسائلها السياسية إلى كل الكوكب، فإن المشهد السياسي الأردني كان خاليا من برامج وفيديوهات طويلة أو قصيرة تعكس الرؤى والبرامج – إن وجدت- لدى الأحزاب ومشاريع النخب القادمة.
كل ما نراه اليوم، فوضى حواس يملأ الشوارع، وأزمات تنمو وتكبر تبحث عن حلول مبتكرة، لا أكثر، والإنتاج القادم يتحمل مسؤوليته الجميع بلا شك.

الغد

Share and Enjoy !

Shares

عذراً غزة

خالد حكمت الزعبي


خالد حكمت الزعبي
ليس ثمّة أصعب على الصحفي أو الكاتب من الكتابة عندما يتعلق الأمر في فلسطين قد يؤْثِر الصمت، لكنّ الصمت قد يكون قاتلاً.
عندما يتذكر المرء الرجولة لها مصنع واحد وهي فلسطين وغزة العزة بالتحديد ولكن في تحت وطأة العدوان الهمجي والوحشي أصبحت الكلمات والمفردات اصبحت عاجزة.
عذراً غزة العزة…
تهرب الكلمات من ذهني حبيبتي وأنا أحاول أن أعتذر منك، لكنّي أمنّي نفسي بتقبيل جبين كل شهيد على أرضك الطاهرة من مقاومة ونساء وأطفال وكبار السن ، وأشكرهم لأنهم حملوا عنا معركة كرامة الأمة والتحرير . أعزيك، فمن استشهد كشف لنا أن ما يحدث في أرضك أحييهم جميعاً واعتذر منهم عن كل تقصير مني أو عجز عن الدفاع عنهم.
أعتذر منك ، نيابة عمّن لا يزال يوفّر غطاء لما يحصل على أرضك تحت اي ذريعة هؤلاء يستيقظون غالبا متأخرين، فالمعذرة منك حينما يستيقظون وقبل أن يفعلوا ذلك.
عذراً غزة الغالية، أنا المواطن العربي المقهور، كنت عاجزاً حالي حال الملايين من العرب والمسلمين حتى منشوراتنا وكتاباتنا كانت تحذف فالكل كان في حالة صمت عن جرائم الاحتلال وخطابنا الرسمي كان الادانة والاستنكار

Share and Enjoy !

Shares

وقفات مع حديث جلالة الملك حول قانون الجرائم الالكترونية الجديد

المحامي الدكتور زياد العرجا

– بقلم المحامي الدكتور زياد العرجا .
بعد مرور مشروع قانون الجرائم الالكترونية للعام 2023 في كافة مراحله الدستورية والمصادقة عليه من قبل جلالة الملك ونشره في الجريدة الرسمية، فقد اصبح القانون واقعاً تشريعياً مكتمل كافة المراحل الدستورية، بانتظار مرور 30 يوما حتى يصبح ساري المفعول .
ولعل مشروع قانون الجرائم الالكترونية الجديد تم التوافق عليه في اجتماعات وزراء الإعلام العرب لمواجهة ما يسمى الإنفلات الإلكتروني الإعلامي على الشبكة العنكبوتية، ومن اجل ان يشكل قوة ضغط على شركات منصات التواصل الاجتماعي العالمية من اجل ضبط الذين يعملون خارج الولاية الإقليمية القانونية لدول المنطقة العربية.
ومن اجل تخفيف حجم التوتر والاحتقان الشعبي ضد القانون ومن أجل طوي صفحة قوى المجتمع المحلي التي عارضت القانون، جاء لقاء جلالة الملك مع رئيس واعضاء المركز الوطني لحقوق الإنسان ليؤكد “أن الأردن ملتزم بالتعددية السياسية والإعلامية، وهو ليس دولة تعسفية ولن يكون أبدا، “وتاريخنا يشهد على ذلك”.
من اجل ذلك جاء حديث جلالة الملك بضرورة العمل على توظيف القانون في مساره الصحيح من خلال نشر ثقافة قانونية وأخلاقية في ولوج وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وضح جلالة الملك “”كلنا متفقون على ضرورة مواجهة الإساءات التي تخالف الأخلاق والقانون عبر وسائل التواصل الاجتماعي”.
ويضيف جلالة الملكل بضرورة العمل على المحافظة على حرية التفكير والتعبير سليمة متواصلة ودفع الدخلاء عليها خارجا. من خلال حديثه قائلا “مكافحة الجرائم الإلكترونية يجب ألا تكون على حساب حق الأردنيين في التعبير عن رأيهم او انتقاد السياسات العامة”.


لذلك فإنني اعتقد أن ضبط الانفلات على مواقع التواصل أصبح ضرورة ملحه وطارئة، ولكن بحدود حسن النية ومراعاة حق المجتمع الاردني في النقد والحوار والتعبير عن الرأي لا ان يصبح القانون وسيلة لتحصين مؤسسات الدولة والمسؤولين ضد النقد والمسآلة.
وابقى جلالة الملك الباب مفتوح من خلال الاستخدام الحكيم لنصوص القانون من خلال قيام جهاز النيابة العامة والسلطة القضائية ورجال القانون بعدم استخدام نصوص القانون كمصيدة من قبل بعض المشتكين للإيقاع بالناس من خلال التخويف والترهيب من العقوبات والغرامات المرتفعة جداً، والعمل على التراشق بالقضايا واغراق النيابة العامة والمحاكم النظامية بالشكاوي والقضايا بسبب قانون الجرائم الالكترونية، بحيث يؤثر ذلك على مسيرة الإصلاح السياسي والديمقراطي، خاصة وأن هنالك شكوك وهواجس لدى شريحة اجتماعية واسعة من المواطنين والصحفيين والإعلاميين والسياسيين بعد إقرار قانون الجرائم الالكترونية الجديد بعدم جدّية الحكومة بالإصلاحات السياسية أو الخشية من التراجع عنها، فلطالما كانت هنالك خطوات أو توجهات لم تكتمل في مسار الإصلاح السياسي، واصبح التحدّي الحقيقي للحكومة يتمثل بإقناعهم بمصداقية الدولة وجدّيتها في تطوير الحياة السياسية. .لذلك كان حديث جلالة الملك صريحاً وواضحاً قائلاً ” أن تطبيق قانون الجرائم الإلكترونية سيكون العامل الحاسم في الحكم عليه ومراجعة بعض بنوده، بالتعاون مع الجميع، كما هو الحال في باقي التشريعات.
وعلى صعيداً اخر وفي مقال صحفي سابق لي حول هذا الموضوع الجدلي لقد حاولت ان اوصل للجهات المعنية توصيات جلالة الملك ومخرجاتها وتوصياتي الشخصية بناء على هذه المخرجات حيث يجب على السلطة التشريعية التعاون والتوافق على قانون لا يجرم مستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بمراعاة هذه التوصيات، ومراعاة حقوق الانسان ونص المادة ١٥ من الدستور الاردني والمادة ٢٠ من العهد الدولي به :
اولا : سياق الخطاب : من خلال تقييم فداحة الخطاب من خلال تقييم السياق الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للفئة التي استهدفها الخطاب والتي تأخذ بعين الاعتبار مدى تواجد حوادث عنف ضد الفىة المستهدفة ومدى تمييز المؤسسات لهذه الفئة وتواجد بيئه سياسية او اعلامية تميز ضدها
ثانيا : تأثير المتحدث : موقف المتحدث وما لديه من سلطة او تأثير على جمهوره وهنا تؤخذ اعتبارات خاصة ان كان المتكلم سياسيا اوعضوا بارزا في حزب او موظفا عاما او اشخاصا لديهم تأثير مشابه
ثالثا : قصد او نية المتحدث : يجب ان يكون لدى المتحدث قصدا واضحا في الانخراط لحشد الكراهية واستهداف فئة على اساس العرق او اللون او الدين وان يكون مدركا للعواقب التي يمكن ان يحدثها خطابه اخذين بعين الاعتبار اللغة المستخدمة ومدى تكرار الخطاب
رابعا: محتوى الخطاب : مدى دعوة الخطاب المباشرة او غير المباشرة للتمييز او العنف او العداء المجتمعي ضد فئه مستهدفة
خامسا: نطاق الخطاب وشدة تردده : على تقيمم الخطاب ان يدرس الوسيله التي بث اونشر من خلالها الخطاب ومدى شدته وتردده مثلا .. هل بث الخطاب في منشور واحد ؟ام بث ونشر في الاعلام السائد؟ وهل بث ونشر مرة واحدة ام نشر مرارا مع الاصرار على تكراره؟
سادسا : احتمالية وقوع ضرر : مدى ارتباط الخطاب بضرر وقع كنتيجة له او على وشك ان يقع
ختاما : استشهد بخطاب جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم حفظه الله حيث اشار الى حادثة البحر الميت المفجعه ومارافقها من تعليقات وبث الاشاعات وقال: “يجب ان نفرق بين اراء انتقدت الاداء وطالبت بتحديد المسؤوليات وهذا نابع من الحرص وهو مطلوب وبين فئة ممن اساؤوا بالشماته والسخرية بحق ابنائنا وبناتنا الذين فقدنهم ” وضرب مثلا على الاشاعات ابان فترة اجازته في الولايات المتحدة الأمريكية. ولابد من مراعاة التوازن بين صيانة حرية التعبير وهو الحق الذي نحرص عليه دائما وبين حقوق واولويات في غاية الاهمية لاستقرار وعافية مجتمعنا . وسيبقى قضائنا النزيه والقناعة الوجدانية للقاضي الذي سينظر الدعوى من خلال توافر اركان الجريمة المتمثلة بالركن الأساسي وهو القصد الجرمي وما ينشىء عنه من فعل ضار هي اساس الإدانه لفاعلها وفقا لقانون الجرائم الإلكترونية المعدل لعام 2023 وللحديث بقية…
الفقيه الدستوري والمستشار القانوني والسياسي
المحامي الدكتور زياد العرجـــــا

Share and Enjoy !

Shares

الشباب والتنمية البيئية المستدامة .

الصحفي علي عزبي فريحات

كتب: الصحفي علي عزبي فريحات .
يشارك الأردن العالم الاحتفال باليوم الدولي للشباب والذي جاء هذا العام تحت شعار “المهارات الخضراء للشباب” للتأكيد على دورهم المحوري في تحقيق اهداف التنمية البيئية المستدامة .
إن اليوم الدولي للشباب يعد فرصة للاحتفال بأصوات الشباب وأعمالهم ومبادراتهم وتعميم مشاركاتهم الهادفة والاستفادة من طاقاتهم وإمكاناتهم بصفهتم أداة التغيير والتطوير الأساسية في المجتمع المعاصر اذافة الى مساهمتهم في تنفيذ البرامج والمشاريع الصديقة للبيئة .
إن الشباب جزء مهم في تكوين كل مجتمع ونسيجه فهم عماد أية أمة وسر نهضته بما يملكون من طاقة على العمل والإنجاز والإبداع و يمثلون مستقبل الوطن من خلال دعم انخراطهم لكسب الدخل للقضاء على الفقر والالتحاق بالتعليم التقني والمهني والحرفي للحد من البطالة واتباع الأنماط الصحية السليمة.
أن تحسين الوعي البيئي لدى الشباب وتطوير مهاراتهم الخضراء تعد عناصر أساسية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية التحديث الاقتصادي والحفاظ على موارد الأردن الطبيعية للأجيال القادمة وحمايتها من أنماط الإنتاج والاستهلاك غير الصديقة للبيئة.
يتوجب التركيز على دور الشباب والتزامات الدول تجاههم بصفتهم أساس مشروعاتها وهم الفئة الأكثر احتياجا للاهتمام بحساسية المرحلة التي يعيشونها والمليئة بالطاقة ويجب غرس حب الوطن و البيئة و الطبيعه والمكان في نفوسهم لتعزيز انتمائهم والحفاظ على البيئة وتوفير كل الوسائل التي يمكنهم الاعتماد عليها لتحقيق التنمية المستدامة لمجتمعاتهم بما يواكب التطور في الدول المتقدمة.
بات من الضرورة تبني مبادرات الشباب ومشاريعهم الصديقة للبيئة من أجل تحفيزهم للاعتماد على أنفسهم إلى جانب توفير فرص تدريبية وتشغيلية لهم بما يمكنهم من الدخول لسوق العمل مطالبة الشباب بعدم الاستسلام أمام أي عائق يعترض طموحهم وإبداعهم.
هناك حاجة للاهتمام بتزويد الشباب بخبرات ومهارات تسهم في صناعة مستقبلهم بلغة معاصرة ومنفتحة وادماجهم في مبادرات وورش تدريبية تعنى بالتنمية المستدامة وإذكاء الوعي ببعض المعيقات التي تحول دون التضامن بين الأجيال لا سيما التمييز و آثاره الضارة على المجتمع ككل.
مطلوب من الحكومة والجهات ذات العلاقة توعية الشباب و الحفاظ عليهم من الوقوع في أي آفات قد تؤثر على سلامة عقولهم وصحتهم كالمخدرات والمشروبات الكحولية والتدخين بكل أنواعه وتوعيتهم بالتغذية الصحية وضرورة ممارسة النشاط البدني بانتظام للحفاظ على صحة أبدانهم وقلوبهم والقضاء على الضغوط النفسية التي قد تواجههم في الحياة.

Share and Enjoy !

Shares

هل أصبح تقسيم الأقصى وشيكًا؟

حسين الرواشدة

هل أصبح تقسيم الأقصى وشيكا؟ ما يحدث من وقائع يشير إلى ذلك، أبرزها استنفار الاحتلال واستعلاؤه، وقلة حيلة أمتنا وهوانها، أما التفاصيل الأخرى فمعروفة، ابتداء من العام 1967 حين اغلق المنتصرون الصهاينة أبواب المسجد لمدة أسبوع، إلى العام 2014 حين قدم نواب متطرفون من الكنيست خطة لتقسيم الأقصى، زمنيا ومكانيا، وسحب الوصاية الأردنية عنه، وصولا إلى مشروع قانون «عميت هاليفي»، المتوقع أن يقدم للكنيسة خلال الأيام القادمة، لفرض واقع التقسيم المكاني بالضربة القاضية.

‏هذه المرة يبدو ان تل أبيب تجاوزت حدود المناورة السياسية والمراوغة فيما يتعلق بتقسيم المسجد الأقصى، فالمشروع يحظى بتأييد اغلبية الكنيسة والحكومة والمعارضة أيضا، بل ربما اجماعهم، والعالم مشغول بحروبه وحسابات مصالحه، حيث القضية الفلسطينية آخر اهتماماته، اما عواصمنا العربية والإسلامية فلم يبق في رصيدها سوى إشهار الإدانة والغضب، يبقى المقدسيون والفلسطينيون وحدهم من يستطيع المواجهة، ومعهم الوصاية الهاشمية التي ما زالت صامدة في وجه الزحف الصهيوني.

‏هل ما حدث كان مفاجئا ؟ أبدا، في العام الماضي، فقط، تجاوزت أعداد الذين اقتحموا المسجد الأقصى 148 الف صهيوني متطرف، وقبل ذلك بنحو 30 عاما (1994 ) استغلت تل ابيب مذبحة الحرم الإبراهيمي في الخليل (استشهد فيها 29 وجرح 150 فلسطينيا)، لاقتطاع أكثر من نصف المسجد وتخصيصها للمستوطنين، كانت هذه بمثابة «بروفة» لما سيحصل في الأقصى، وخلال السنوات الماضية بدأت ماكينة الاحتلال بتصدير روايتها عن الأقصى، تاريخا وحاضرا ومستقبلا، لتهيئة الجميع، يهودا وعربا، للتعامل مع صدمة التقسيم الجديد.

‏من خلال هذه الروايات التوراتية المطعمة بالسياسة وبمذاق « الغيتو» اعاد الاحتلال تعريف المسجد الأقصى، بوصفه محصورا بمبنى الجامع القبلي فقط، وكل ما سواه من ساحات غير مقدس إسلاميا، ثم أجرى عملية تقسيم جغرافي بموجبها اشهر خارطة تضم قبة الصخرة حتى اقصى شمال ساحات الحرم المقدسي، وطبع عليها اسم «الهيكل «، وهي تشكل 70% من مساحة الأقصى التي تبلغ 144 دونما، ولكي تمر الرواية إلى حيز التنفيذ اضاف الاحتلال ضرورة إلغاء الوصاية الهاشمية، وضم القدس لوزارة الاديان، ثم السماح لليهود باقتحام الأقصى من كافة الأبواب.

‏هل ستمر واقعة التقسيم بأقل ما يمكن من ادانات وضغوطات وتدخلات وردود أفعال ؟ لا ادري، لكن لنتذكر أن صفقة القرن مرت، بما فيها من اعتراف بيهودية الدولة، وبالقدس عاصمة لاسرائيل، وبشطب حق العودة، لنتذكر، أيضا، أن حل الدولتين تم دفنه، وأن أبواب التطبيع أصبحت مفتوحة على معظم العواصم العربية، وأن السلطة الفلسطينية استنفدت أغراضها، فيما المصالحة ما زالت في « جب» رام الله وغزة، أما الفلسطينيون فقد أصبحوا متعبين، مثلهم مثل اشقائهم في عالمنا العربي المسكون بالخوف والدم ومحاولة تضميد الجراح، ما يعني أن استفراد تل ابيب بالأقصى، ومعه المقدسات الإسلامية والمسيحية، اصبح واقعا وشيكا، أو ربما قدرا ربما لن يجد من يدفعه بقدر آخر.

‏هذه ليست دعوة للاستسلام، أبدا، وإنما صرخة تحذير مشفوعة بالحزن والخوف على قبلتنا الأولى، ومدفوعة لكل من يهمه الأمر في عالمنا العربي والإسلامي للتحرك والاستنفار، دفاعا عن المسجد وكرامة المسلمين. تل أبيب تريدها حربا دينية، وبوسعنا أن ندقق في خياراتنا، إما أن نصمت، او أن نتحرك بكل ما لدينا من أوراق وإمكانيات لإفشال الخطة، هل وصلت الرسالة ؟ أتمنى ذلك.

Share and Enjoy !

Shares

حزيران أردني معطر

نيفين عبد الهادي

يختار الأردنيون دوما أعلى ما في الوفاء من مواقف وأكثر ما في الحبّ من مشاعر، وأعمق ما في الوطنية من تفاصيل، عندما يحتفلون بأي مناسبة وطنية، لإيمانهم بأن الأردن مختلف بقيادته الهاشمية، وبتفاصيل حياته وفي إيجابيات يتمتع بها دون غيره، نعم، لا نعرف بحبّ الوطن وجلالة الملك سوى الأكثر من الحب والوفاء والولاء والانتماء.

وفي هذا الشهر الذي بدأه الأردن بفرح دخل كل بيت وقلب أردني، نحتفل هذه الأيام بمناسبة تعيش في قلب كل الأردنيين عيد الجلوس الملكي، هذا العيد الذي يحتفل به الأردنيون بكل ما أوتوا من حبّ ووفاء وولاء، فهم الأردنيون الذين يحبّون القائد بأكثر ما في الحب من مشاعر وأكثر ما في الوفاء من وطنية وتفاصيل ومواقف، هو اليوم الذي نحيا به جميعا احتفالات نعيش بها المعنى الحقيقي لحب جلالة الملك وللوطن.

عيد الجلوس الملكي، هو عيد أردني بحرفيّة المعنى، عيد يجعل من الفخر والفرح والولاء والانتماء وصفة أردنية حقيقية يعيشها كل مواطن، بعيون تقرأ الوطن برؤية واحدة، لا ضبابية بها، رؤية تستطع بها شمس الحبّ والمضي بوفاء وولاء لجلالة الملك نحو المزيد من الإنجازات والتحديث والتطوّر، ونحو مستقبل مزدهر.

ونحن نحتفل بعيد الجلوس الملكي الرابع والعشرين نرى (24) عامًا من الإنجاز والتحديث بكافة المجالات، نرى أردنا يحظى باحترام العالم سياسيا واقتصاديا، نرى مجدًا وحداثة وتطورًا خطّ تفاصيله جلالة الملك الذي أكمل منذ اعتلى جلالته عرش المملكة الأردنية الهاشمية وتسلم سلطاته الدستورية مسيرة الازدهار والعمل والبناء والإنجاز، والإبقاء على واقع أردني مميز ومختلف بإيجابية واستثنائية على مستوى عالمي.

يوم يحتفل به الأردنيون خلال شهر بدأناه بفرح، ونمضي في الاحتفالات بعيد الجلوس، وبذكرى الثورة العربية الكبرى ويوم الجيش، ليكون شهر حزيران معطّرا بأريج الوطنية الأردنية، شهرا ناصع البريق بألوان الفرح، وبخطوات مجد تسابق الزمن بعطاء متجدد وتطورات مستمرة وازدهار يبقي الأردن دولة هي الأكبر إقليميا أمنا وسلاما وتطوّرا، وحداثة، وعالميا في الكثير من المجالات.

وسط هذه الاحتفالات والأعياد، ندعو الله أن يمنّ على جلالة الملك عبد الله الثاني وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني بموفور الصحة والعافية وأن يحفظ وطننا، والقوات المسلحة الأردنية « الجيش العربي «وكافة أجهزتنا الأمنية، فكل عام وجلالة الملك بألف خير.

Share and Enjoy !

Shares

الجلوس الملكي .. محطة مضيئة في مسيرة البناء والعطاء

د. هيثم المعابرة

يحتفل الأردنيون اليوم بعيد الجلوس الملكي الرابع والعشرين حيث اعتلى جلالة الملك عبدالله الثاني عرش المملكة الأردنية الهاشمية وتسلم سلطاته الدستورية ليكمل مسيرة العمل والبناء والريادة والإنجاز والإصرار على البقاء نموذجا للدولة الحضارية التي تستمد قوتها من تعاضد أبناء شعبها وثوابته الوطنية والمبادئ وقيم رسالة الثورة العربية الكبرى الراسخة في وجدان التاريخ الأردني والعربي.

حيث كرس جلالة الملك جهوده نحو ترسيخ مؤسسات الدولة وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة والتي تسير وفق خطط علمية وعملية في مواصلة عملية الإصلاح والتحديث الشامل وتقوية النسيج الاجتماعي وتعزيز المواطنة الفاعلة وترسيخ مبادئ الديمقراطية وصون حقوق الإنسان وتعزيز الحوار الوطني وتوفير سبل الحياة الفضلى للمواطن الأردني

ان التقدم والنهضة والأمن والازدهار التي شهدها الأردن منذ تولي جلالته سلطاته الدستورية وفي مختلف المجالات والقطاعات جعل الأردن محط أنظار العالم ووضعة على الخارطة السياسية والاقتصادية بكل قوة واقتدار بفضل حرص القيادة الهاشمية الحكيمة على ديمومة وتنويع فرص الاستثمار وشمولية التنمية المستدامة وتعزيز أطر الشراكات الدولية ليكون الأردن مركزا سياسيا واقتصاديا عالميا ناهيك عن توطيد أواصر العلاقات الأخوية مع الاشقاء العرب والنهوض بمسؤولياته تجاه قضايا الامة الإسلامية من أجل تحقيق الأفضل لشعوبها وعلى رأسها القضية الفلسطينية والقدس وحق الشعب الفلسطيني بنيل حقوقه كاملة ضمن سلام دائم وعادل وشامل على أساس حل الدولتين.

إن عيد الجلوس الملكي لجلالة الملك المعزز عبد الله الثاني على العرش السامي يجسد التطلعات الهاشمية والامتداد الأصيل لبني هاشم ضمير الأمة ومبعث عزها وفخارها ومحط أنظارها وآمالها الطموحة .

وبهذه المناسبة أتقدم من محافظة الطفيلة الهاشمية بأصدق مشاعر التهنئة والمباركة من حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه بمناسبة عيد الجلوس الملكي الرابع والعشرين وذكرى الثورة العربية الكبرى ويوم الجيش.

ضارعين إلى الله العلي القدير أن يمُن على جلالته وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني بموفور الصحة والعافية وأن يحفظ اردننا العزيز وقواتنا المسلحة الأردنية ” الجيش العربي “وكافة أجهزتنا الأمنية حماة الوطن وسياجة المنيع.

Share and Enjoy !

Shares

حذار من تسارع حركة الاحتلال والتطهير العرقي في القدس والضفة

د. أسعد عبد الرحمن

التحمت «دولة إسرائيل» الاحتلالية العنصرية، في ظل الحكومة الحالية، بـ «دولة المستوطنين» التي أضحت قياداتها مشاركة في الوزارات و«جيش الدفاع» وباتت بذلك صاحبة قرار سياسي. وها هي مقارفات «دولة المستوطنين» تتم، بوضوح شديد، بحماية الجيش الإسرائيلي وأصبحت اعتدائاتهم «تتجلى» أمام سمع وأنظار العالم دون تدخل، اللهم باستثناء بعض بيانات الشجب والانتقاد اللفظي. ولقد أضحت هذه الدولة «الاستيطانية» تمتلك السلاح ويسيطر رجالاتها على الفروع الأكثر حساسية في الحكومة الإسرائيلية في حين يلبي «جيش الدفاع» شهواتهم الدموية.

في ظل هذا الواقع، تجري اليوم – في نظرنا – سواء في القدس أو في الضفة الغربية (التي لها مكانة خاصة في المعتقدات الصهيونية التلمودية المتشددة دينيا) عملية تطهير عرقي بعد أن تحقق جزء كبير من المراد من التوسع الجغرافي والديموغرافي الاستعماري/ «الاستيطاني» بالضفة الغربية على حساب الوجود الفلسطيني.

إذن، هي عملية تطهير عرقي متسارع ومبرمج منذ ما يقرب من عام ضد الأهل في الضفة الغربية وذلك من خلال استعمال أكثر من أسلوب. وفي طليعة هذه الأساليب ما تقوم به «دولة إسرائيل» من أعمال الجيش واقتحاماته وقتله لأبناء الشعب الفلسطيني المقاوم. وقد وصل عدد من ارتقوا، منذ بداية العام 2023، الى رقم قياسي بلغ (125) شهيدا في الضفة والقدس من خلال أعمال القتل والإعدام والمقارفات الإسرائيلية التي لا تعد ولا تحصى، فضلا عن التخريب والاعتقال وإغلاق الطرق حتى الترابية منها وإغلاق حواجز ونصب أخرى جديدة، وكل ذلك مقرون بأوامر «هدم ذاتي» خاصة في القدس ومحاولات التطهير العرقي المتواصلة في أحيائها وقراها وبلداتها على وجه الخصوص.

أما الأسلوب الثاني، فتقوم به «دولة المستوطنين» المتنامية والمتطاولة، من اعتداءات كالضرب ورشق الحجارة والتهديد والوعيد وإحراق الحقول وإتلاف الأشجار وشتى المزروعات وسرقة الثمار واستهداف المنازل وتخريب السيارات وإغلاق الطرق وإطلاق النار، وصولا إلى القتل ودائما بحجة أن هؤلاء المزارعين المقاومين، أصحاب الأرض الحقيقيين، «إرهابيون”!!!. ورغم ذلك كله، يمتنع الجيش عن الدخول في مواجهات مع «المستوطنين» المتوغلين والمتغولين مع أنه طبعا يمتلك، من الناحية القانونية، صلاحية توقيفهم واعتقالهم، لكنه بالمقابل، يلجأ إلى إصدار أوامر تعلن الموقع المستهدف «منطقة عسكرية مغلقة» وتسري فقط على الفلسطينيين أو يقوم الجنود بتفريقهم، وفي بعض الأحيان يشارك الجنود أنفسهم في الهجمات التي يشنها «المستوطنون» على الفلسطينيين أو يقفون جانباً موقف المتفرج دون التدخل لمنع الاعتداء.

هناك عملية إرهاب وتخويف ضد عباد الله من الفلسطينيين، وخاصة الشباب، على أمل إيقاع الخوف والهلع في قلوبهم بهدف دفعهم إلى الهجرة (ولما لا أهاليهم أيضا) وبالذات وأن هؤلاء الشباب هم مصدر المقاومة. إذا هي حملة تطهير عرقي تقودها «دولتا إسرائيل والمستوطنين» الملتحمتان داخل الحكومة الحالية أمام صمت العالم الغربي أساسا، وفي ظل بيانات وتصريحات لفظية عبثية من النظامين الرسميين العربي والإسلامي، ناهيك عن القوى المعارضة الإسرائيلية التي تتظاهر ضد التعديلات القضائية الإنقلابية ولكنها لا تتظاهر (بل وحتى لا تلتفت) إلى هذه الجرائم البشعة، وطبعا ضمن «اتفاق غير معلن»، بين الحكومة والمعارضة، بالاستيلاء على أكبر قدر مما تبقى من فلسطين، مقرونا بعملية ترانسفير «منشودة» باتت واضحة وضوح الشمس في أشهر الصيف الفلسطيني! فحذار حذار من هذا «السرطان» ومن زمن يأتي…. لا ينفع فيه الندم!

Share and Enjoy !

Shares

احتفالات وطنية أردنية

د.أسمهان ماجد الطاهر

الأردن من الدول التي لها ثقل إقليمي ودولي كبير ويرجع ذلك إلى حلفائها الخارجيين الأقوياء وركيزة دعمها الداخلية الأساسية: القوات المسلحة الأردنية.

الجيش الأردني والأجهزة الأمنية، والشعب الأردني المؤيدين للهاشميين، يدركون جميعا معنى كلمة الوطن والوطنية والولاء والانتماء.

القوات المسلحة الأردنية هي الركيزة الأساسية لدعم الأردن، بكل ما يمثله من الهوية الوطنية الأردنية الحديثة.

لقد كان الجيش أول مؤسسة تم إنشاؤها وساهمت في تشكيل الأردن الحديث، منذ استقلال البلاد في عام 1946.

لقد اكتسبت القوات المسلحة الأردنية سمعة تستحقها عن جدارة لكونها عالية التدريب والمهنية،

فالجيش الأردني ذو احترافية كبيرة، واستطاع أن ينجح بأدائه، من خلال المشاركة على نطاق واسع في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام في جميع أنحاء العالم، ومن خلال توفير المستشفيات الميدانية العسكرية لمناطق الكوارث الطبيعية وكذلك مناطق الأزمات السياسية.

لقد استطاعت القوات المسلحة أن تنقل للعالم صورة الجندي الأردني وقدرته على التعامل بشكل حضاري مع ثقافات وشعوب العالم المختلفة في هايتي وتيمور الشرقية والكونغو وليبيريا وساحل العاج وأفغانستان وغيرها، وأصبح الجيش العربي الأردني يزود الدول الصديقة والشقيقة بالمدربين والمتخصصين المحترفين في مجال عمليات حفظ السلم والأمن الدوليين، إضافة إلى توفير التدريب للقوات الخاصة في جميع أنحاء المنطقة.

لقد عمل الملك عبد الله الثاني منذ توليه سلطاته الدستورية، على تعزيز علاقات الأردن الدولية، وتقوية دور المملكة المحوري في العمل من أجل السلام والاستقرار الإقليمي والدولي.

وتأكيدا على أهمية القوات المسلحة للدولة، يتم الاحتفال بذكرى «الثورة العربية الكبرى» في نفس الوقت الذي يصادف عيد الجيش ويوم الجلوس الملكي، فهذه الأعياد الجماعية هي في الأساس احتفالات وطنية أردنية، تقدم الولاء والانتماء للوطن الأردني الهاشمي.

لقد ركز جلالة الملك عبد الله الثاني على الجيش الأردني وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية، ولطالما عبر عن اعتزازه وفخره بشكل خاص بخلفيته العسكرية، فنادى بأهمية إدراك آليات تحويل التحديات إلى فرص، والاستمرار بالإصلاح والتطوير كعملية مستمرة في زمن يمتاز في سرعة التغيير التقني والتكنولوجي ومن لا يتجاوب بالسرعة المطلوبة سيخسر الكثير.

إن الضغوط السياسية، حتمت الحفاظ على الركيزة الأساسية للأمن والاستقرار في الأردن من خلال توفير المزيد من الاهتمام بتطوير الأجهزة الأمنية والعسكرية، لضمان مواكبتها العصر التكنولوجي الرقمي.

لقد واكب الجيش التطوير التكنولوجي، تزامنا مع مواكب عمليات الإصلاح على مر السنين.

والنقطة المهمة هي أنه كان هناك الكثير من الجهد في التحول نحو استخدم تكنولوجيا المعلومات، وتطوير البنية التحتية التكنولوجية للأجهزة العسكرية، ويعتبر الجيش الأردني أنموذجا للمنطقة، وهو الأكثر نموذجية.

هذا ويشهد للجيش الأردني بأنه كان مساعد وداعم أساسي في تنفيذ أي تغيير ذي مغزى في جميع أنحاء المجتمع الأردني.

الأردن في سعي دؤوب لعمل إصلاح سياسي واقتصادي، وتطوير جميع القطاعات، والأجهزة لضمان الوصول إلى الرؤية الملكية المتمثلة في الديمقراطية، من خلال الوصول لهدف أن تكون الحكومات المستقبلية برلمانية منتخبة.

لجان الحوار الوطني عملت طويلا من أجل إصلاح القوانين المتعلقة بالأحزاب، والانتخابات، والبرلمان، إضافة إلى بذل الجهود الحثيثة لمكافحة الفساد، من أجل أردن الخير.

يفتخر الأردنيون بالمناسبات الوطنية ويحتفلون بها، وترفع الراية خفاقا، وتؤدي التحية للجيش العربي المصطفوي، تاج العز يكلل هامات الجيش الأردني. حمى الله الأردن أرضا وقيادة وشعبا.

aaltaher@aut.edu.Jo

Share and Enjoy !

Shares

الأرض قصة عشق أبديـة

الصحفي علي عزبي فريحات


كتب : الصحفي علي عزبي فريحات.
للاماكن أرواحٌ لا تموت قد تشيخ وقد يعتريها من الوهن والعجز شيءٌ، لكنها لا تموت تظل دائمًا متوقدة بضيائها الأول مستعدة دومًا لعرض شريط الذكريات الخاص بها مهما مضى من الوقت عليها كذلك هي الارض التي عندما يتأمل المرء فيها يجد ذاكرته مليئة بالمواقف والأحداث والأفكار وكلها تأتي في سياق يضع المكان إطارًا يُمسك بتلك الذكريات.
الأرض هي الهوية والهوية هي الانتماء وليس هناك اطيب من رائحة الارض التي ورثها الاباء والاجداد واصبحت قصة عشق أبدية لانهم جبلوها بعرق جبينهم لتكون لهم شريان الحياة الذي يجسد عبق الماضي بالحاضر والتقاليد والتراث والغناء القديم والارث العظيم.
رحم الله أجدادنا وآبائنا الذين قاموا باستصلاح الارض وحرثوها وزرعوها بالحبوب والاشجار المثمرة لتوفير العيش الكريم، فكانت مصدر رزق بالنسبة لهم لأسرهم .
الارض هي الوطن الذي أحبوه لأنه شعور داخلي يحتل كل قطرة دم من اجسادهم ليعكس الأصالة ويحمل عبق الماضي ونكهة البوادي والارياف ومواسم الزرع والحصاد.
يأسرنا حب الأرض التي تذكرنا دائما بمشاعر العشق التي تحرك وجداننا ومشاعرنا والاشياء الجميلة والرائعة التي تركها الاباء والاجداد الذين حافظوا عليها لتهنأ بها الأجيال المستقبلية بعيش كريم ويتوارثوها من جيل الى جيل .
ونحن بدورنا كجيل ورث الارض من الآباء والاجداد أصبح لزاما علينا الحفاظ عليها والتشبت بها لأنها الروح وشريان الحياة الرئيسي لنستذكر بها حكاية الاجداد والاباء الذين تعبوا وجاهدوا لزراعة الارض والمحاصيل واستصلاحها وزراعتها بالأشجار من اجل ان يتوارثها الاجيال الذين يتوجب عليهم استمرارية تحسينها والعمل بها لديمومة انتاجها والمحافظة عليها .
وفي الإسلام خلق الله الإنسان ليكون خليفته في الأرض فرائحتها الزكية تذكرنا دائما بالخالق عز وجل الذي منحنا كل هذه النعم، فالانسان حين يشم أي رائحة طيبة يقول فورا (الله) وهل اجمل من ان نذكر الله ونعمه علينا .
سنبقى نحب الارض ونعشقها عشقا ونستمر في زراعتها وحراثتها والعناية بها ولا يمكن لأي سبب من الاسباب ان نتركها لأنها قصة ارتباط أبدي غرسها الاباء والاجداد الذين نعيش من خيراتهم وتعبهم وسهرهم على الارض.
نترحم على الاجداد والاباء الذين ورثوا الارض وغرسوا حبنا فيها تقديرا لحبات عرقهم وتضحياتهم التي قدموها للابناء .

Share and Enjoy !

Shares