تضبط الحكومة إيقاع أزمة فيروس كورونا عبر المواءمة ما بين الاستجابة الصحية والاقتصادية لتداعياتها، وسلسلة إجراءات تنعش الاقتصاد وترفد قطاعاته بعوائد تمكنه من تجاوز الأزمة، بالرغم من محددات فرضت لوقف انتشار الفيروس مجتمعياً طالت قطاعات حيوية كالنقل والسياحة.
وزارة النقل تسعى عبر جملة من اللقاءات والاجتماعات بالتعاون مع جميع الشركاء من العاملين بنقل الركاب إلى التنسيب للجهات ذات العلاقة بضرورة دعم العاملين بقطاع التكسي والسرفيس وإيجاد الآلية المناسبة لعملهم بما يتواكب مع الوضع الوبائي في المملكة، فهي تركز على ضرورة إشراك أكبر عدد من العاملين بهذا القطاع في تقديم خدمة الدلفري كأحد البدائل المطروحة لمساعدة العاملين لتسديد التزاماتهم المالية.
وأكد معنيون في قطاعات الطعام والتوصيل الجمعة، أهمية قرار الحكومة الذي سمح فيه بتقديم خدمات التوصيل يومياً خلال فترات الحظر الجزئي، وبعد الساعة السادسة من مساء يوم الخميس، والذي يسهم في رفع وتيرة عمل وزيادة إنتاجية أكثر من 20 ألف مطعم ومحل حلويات تعمل محلياً عبر 106 شركات توصيل توزع منتجاتها إلى السكان في مختلف مناطق المملكة، بحسب بترا.
الأرقام الرسمية تقول، أن هيئة تنظيم قطاع الاتصالات منحت 140 شركة تقدم خدمات التوصيل، تراخيص عمل وتصاريح تمكنها من العمل خلال فترات الحظر الجزئي، وهو ما يؤكده مدير وحدة تنظيم البريد في الهيئة سهم الطراونة.
وقال، ان الهيئة سمحت لنحو 106 شركات من أصل 140 شركة توصيل بتقديم خدمات طلب وتوصيل الأطعمة خلال أوقات الحظر الجزئي، مبيناً أنها مكنت 34 شركة توصيل متخصصة بإيصال الأدوية والمستلزمات الطبية من العمل خلال أوقات الحظر الجزئي.
وأكد الطراونة، أن الهيئة لن تألو جهداً في منح التصاريح اللازمة لشركات التوصيل التي تعمل على خدمة المواطنين والسكان ضمن إجراءات وقاية وتدابير سلامة تضمن صحة المواطنين.
وقال مدير عام هيئة تنظيم قطاع النقل البري صلاح اللوزي، ان الهيئة ستدعم التكسي الأصفر بتمكينه من العمل على تقديم خدمات توصيل الطعام والحلويات خلال فترات الحظر الجزئي، متوقعاً استفادة 10 آلاف تكسي أصفر على الأقل في مختلف محافظات المملكة من خطة جديدة تدعم ذلك النمط من أنماط النقل العام.
وقال، إن الهيئة وهيئة تنظيم قطاع الاتصالات وأمانة عمان ستنجز خطة تتضمن تعبئة نماذج لتقديم خدمات التوصيل، وتسمح بعمل مركبات التطبيقات الذكية المصرح لها بتقديم خدمات التوصيل، والتكسي الأصفر، وفق شروط أبرزها، ان لا يعمل مقدم الخدمة إلا على خدمات توصيل الطعام والحلويات.
وأوضح، أن سيارات التكسي ستوزع على شركات التوصيل، ولن تمنح الشركة حرية اختيار السائق والأمر ذاته بالنسبة للسائق.
وقال نقيب أصحاب التكاسي أحمد أبو حيدر، أن القرار الحكومي الجديد هو خطوة أولى نحو تحسين أوضاع مشغلي التكسي الأصفر جراء ما عانوه من تداعيات جائحة فيروس كورونا والسعة المقعدية التي تم فرضها للتصدي للفيروس.
وأضاف، ان نمط التكسي الأصفر يعاني من تحديين بارزين يتمثلان بعمل تطبيقات النقل الذكية غير المرخصة على خطوط النقل العام، إلى جانب عودة العمل بسعة مقعدية تبلغ 50 بالمئة، ما يستدعي منحه المزيد من الحوافز تنقذ ذلك النمط من أنماط النقل العام الذي يرفد خزينة الدولة بملايين الدنانير.
ولفت أبو حيدر إلى ان 11400 تكسي تعمل في العاصمة عمان، داعياً إلى تقديم المزيد من الحوافز التشجيعية لهم لضمان مشاركتهم بشكل أكبر في عمليات توصيل طلبات الطعام لتخدم المطاعم ومحال الحلويات والسكان، لما يمتلكه التكسي الأصفر من شبكة خطوط لديها قدرة الوصول إلى مختلف مناطق المملكة.
نقيب أصحاب المطاعم والحلويات الأردنية عمر العواد، يؤكد ان القرار الحكومي بإتاحة خدمات توصيل الطعام والحلويات خلال فترات الحظر الجزئي، ساهم في الحد من تداعيات فيروس كورونا على القطاع، ووفر فرص عمل للقطاعات الأخرى المساندة كقطاع النقل والتوصيل.
وأضاف، ان القرار الجديد حمل مؤشرات إيجابية تجسد بصيص أمل، وتعزز ثقة الناس بخدمات التوصيل ويضمن سلامتهم مع معايير صارمة تمر بها جودة وتعقيماً، مؤكداً أهمية إتاحة خدمات طلب وتوصيل الطعام أيضا خلال فترات الحظر الشامل لكونها ستنعكس بشكل أكبر وأوسع على قطاعات اقتصادية أخرى بشكل غير مباشر.
وطالت تداعيات جائحة فيروس كورونا قطاع المطاعم والحلويات الذي كافح وعانى منذ بدايتها، وفق ما قال مدير عام شركة كريم الأردن محمد الحكيم، الذي أكد ان خدمة توصيل الطعام التي أتاحتها الحكومة مثلت طوق نجاة للقطاع برمته والقطاعات المساندة له، كما وفرت فرص عمل لنحو 5 آلاف سائق مسجل لدى كريم.
وأضاف، ان خدمات التوصيل أثبتت بأنها إحدى الحلول الناجعة في دعم الإجراءات الحكومية للحد من انتشار وباء كورونا، مؤكداً ازدياد شعبيتها على كل المستويات لمساهمتها في تقليل حركة المواطنين والحد من التجمعات وضمان توصيل الاحتياجات الأساسية.
وأعرب الحكيم عن أمله بأن يتم السماح لقطاعات أخرى بالعمل أثناء ساعات الحظر مثل البقالات، التي ما زالت تشهد تدافعا من قبل المواطنين لشراء احتياجاتهم الأساسية قبل ساعات الحظر، مما يسهم بتخفيف الازدحام قبيل بدء ساعات الحظر.
وقالت مدير عام شركة طلبات الأردن هلا سراج، إن القرار الحكومي بإتاحة خدمات توصيل الطعام والحلويات خلال الحظر الجزئي ساهم بدعم الفي مطعم ومحل حلويات تعمل بالشراكة مع طلبات، إلى جانب دعمه عددا مماثلاً من السائقين الذين يعملون تحت مظلة التطبيق خلال الحظر.
وأضافت، ان خدمات التوصيل مكنت الكثير من المطاعم من الاستمرار وضمنت عدم خروجها من السوق، مشيرة إلى ان الكثير من المطاعم كانت ستغلق لولا التدخل الحكومي بإتاحة خدمات التوصيل.
وأكدت سراج، ان الحركة على المطاعم ومحال الحلويات في زيادة حتى في أوقات النهار، فالناس باتوا يلجأون إلى خدمات طلب وتوصيل الطعام بأضعاف الطلب الذي كان موجوداً قبل جائحة فيروس كورونا، لافتة إلى ان القرار أنعش المطاعم ومحال الحلويات والسائقين بعد الذي عانته جراء فيروس كورونا.
وقالت مديرة جمعية المطاعم السياحية اليانا جعنيني، ان إتاحة خدمة توصيل الطلبات كانت منذ بداية جائحة فيروس كورونا مطلباً مستمراً للقطاع، مؤكدة بأنها تزيد من حجم مبيعات المطاعم السياحية حتى 20 بالمئة أسبوعياً.
وأضافت، أنها خطوة في الاتجاه الصحيح للمطاعم التي تقدم خدمات الطعام، مؤكدة ضرورة فتح خدمة التوصيل لمدة 24 ساعة حتى في أوقات الحظر الشامل كما هو معمول به في دول العالم، خاصة مع قرب حلول شهر رمضان المبارك.
وأكدت جعنيني، أن إتاحة خدة التوصيل خلال فترات الحظر الشامل سينعكس على نحو 40 بالمئة من حجم مبيعات المطاعم.